الأساليب الاقناعية الموظفة من قبل التنظيمات الارهابية لاستقطاب الشباب عبر الميديا الجديدة -تنظيم داعش أنموذجا-The Persuasive Techniques Employed By The Terrorist Organizations To Attract Youth Through The New Media – ISIS As Model -
Plan du site au format XML


Archive: revues des lettres et sciences sociales


N°01 Avril 2004


N°02 Mai 2005


N°03 Novembre 2005


N°04 Juin 2006


N°05 Juin 2007


N°06 Janvier 2008


N°07 Juin 2008


N°08 Mai 2009


N°09 Octobre 2009


N°10 Décembre 2009


N°11 Juin 2010


N°12 Juillet 2010


N°13 Janvier 2011


N°14 Juin 2011


N°15 Juillet 2012


N°16 Décembre 2012


N°17 Septembre 2013


Revue des Lettres et Sciences Sociales


N°18 Juin 2014


N°19 Décembre 2014


N°20 Juin 2015


N°21 Décembre 2015


N°22 Juin 2016


N° 23 Décembre 2016


N° 24 Juin 2017


N° 25 Décembre 2017


N°26 Vol 15- 2018


N°27 Vol 15- 2018


N°28 Vol 15- 2018


N°01 Vol 16- 2019


N°02 Vol 16- 2019


N°03 Vol 16- 2019


N°04 Vol 16- 2019


N°01 VOL 17-2020


N:02 vol 17-2020


N:03 vol 17-2020


N°01 vol 18-2021


N°02 vol 18-2021


N°01 vol 19-2022


N°02 vol 19-2022


N°01 vol 20-2023


N°02 vol 20-2023


A propos

avancée

Archive PDF

N°27 Vol 15- 2018

الأساليب الاقناعية الموظفة من قبل التنظيمات الارهابية لاستقطاب الشباب عبر الميديا الجديدة -تنظيم داعش أنموذجا-

The Persuasive Techniques Employed By The Terrorist Organizations To Attract Youth Through The New Media – ISIS As Model -
pp 225-236

أمينة بكار
  • resume:Ar
  • resume
  • Abstract
  • Auteurs
  • TEXTE INTEGRAL
  • Bibliographie

يهدف الموضوع محل الدراسة، إلى تفكيك الآليات والكشف عن الأساليب الاقناعية الموظفة من قبل التنظيمات الارهابية في استقطاب الشباب سواءا من الناحية الفكرية أو السلوكية (الجهاد)، عبر ما يسمى بالميديا الجديدة ومختلف الوسائط الالكترونية،  بحيث تنطلق الدراسة من البحث في نفسية الأفراد والدوافع التي تَجُر بهم للتخلي عن الحياة العادية وتبني حياة أخرى كلها مخاطر، وعليه فقد توجب علينا التطرق الى نفسية الشخص العادي وتوجهه نحو الارهاب، وكذا تحليل الخطاب الاعلامي الالكتروني الخاص بتنظيم داعش- كعينة لدراستنا-، ومن ثم استنتاج مختلف الاستراتيجيات الاعلمية والأساليب التي اعتمد عليها التنظيم لاقناع واستقطاب الشباب للانظمام للتنظيم الارهابي محل الدراسة.

الكلمات المفتاحية:الاقناع، الأساليب الاقناعية، الميديا الجديدة، الارهاب، تنظيم داعش.

L'objectif de l'étude est de démanteler les mécanismes et de découvrir les méthodes de persuasion employées par les organisations terroristes pour attirer les jeunes intellectuellement et comporte-mentalement (al jihad) à travers les soi-disant nouveaux médias et divers médias électroniques, l'étude commence à partir de la recherche sur la psyché des individus et les motifs qui les entraînent à abandonner la vie ordinaire et à adopter une autre vie pleine de risques, nous avons donc dû toucher la psyché de la personne moyenne et son orientation vers le terrorisme.  Et nous avons analysé le discours des médias électroniques sur l'organisation de Dahesh - un échantillon de notre étude - et ensuite conclure diverses stratégies et méthodes d'information sur lesquelles l'organisation s'est appuyée pour persuader et attirer les jeunes à se joindre à l'organisation terroriste qui est une de nos priorités.

Mots-clés :persuasion, techniques persuasives, nouveaux médias, terrorisme électronique, organisation Isis.

The objective of the study is to dismantle mechanisms and uncover the methods of persuasion employed by terrorist organizations to attract young people both intellectually and behaviorally (aljihad) through the so-called new media and various electronic media. So that the study starts from research into the psyche of individuals and the motives that drag them to give up ordinary life and adopting another life full of risk, So we had to touch the psyche of the average person and his orientation towards terrorism, as well as analysis of the electronic media discourse on the organization of Dahesh - a sample of our study –  And then conclude a various strategies and information Methods on which the organization relied to persuade and attract young people to join to Terrorist organization which is a spot of our study.

Keywords:persuasion, persuasive techniques, new media, electronic terrorism, Isis organization.

Quelques mots à propos de :  أمينة بكار

،جامعة محمد لمين دباغين سطيف2

مقدمة:

لقد أحدثت شبكة الانترنت ثورة في عالم الاتصال والمعلومات فاق ماكان متوقعا، اذ وفرت لأول مرة سرعة النفاذ الى المعلومة وسرعة نشرها وانتشارها وتوظيفها، وتحولت الى عملاق الكتروني يوحد العالم، ويقدم كما هائلا من المعلومات والخدمات والتسهيلات، ويُمَكن من التواصل بسرعة الزمن الحقيقي. فضلا عن ميزاتها كونها وسيلة اعلام تفاعلية تمكن المستخدم من حرية التصفح وابداء الرأي، وانتقاء ما يريد أن يتعرض له، كما أنها وسيلة اتصال تتيح له خدمات كثيرة. ان هذه الخصائص تعكس لنا سرعة التحولات في مجال الاتصال والاعلام في السنوات الأخيرة والتي أدت بدورها الى فرض نوع من التغيير في أساليب الانتاج والتوزيع وكذا تلقي المعلومات، وتَشَكَل بذلك مجال أو حقل جديد يعرف بالميديا الجديدة، فكان التحول من وسائل الاتصال الجماهيري ذات الاتجاه الواحد والمحتوى المتجانس، الى تقنيات الاتصال التفاعلية ذات الاتجاهات والمضامين المتعددة.

لقد لعبت الميديا الجديدة وتطبيقاتها أدوار ايجابية في مخاطبة الأفراد وتوجيه سلوكهم وتعزيز قيم ايجابية في حياتهم، كما لعبت أدوار سلبية تتمثل في تزييف الحقائق وفبركة الأخبار خدمةً لدكتاتوريات لها سطوة عليها بطريقة أو أخرى مستفيدةً من التقنيات والامكانيات المتاحة خاصة عبر وسائط التواصل الاجتماعي، ومن أكثر الأطراف المستغلة لهذه الوسائط "التنظيمات الارهابية"  Terroriste organisationsالتي وجدت أرضا خصبة للاتصال والتوسع، "فبدون اتصال يستحيل وجود الارهاب" وفق "مارشال ماكلوهان"، ان طبيعة الارهاب تتوجب حاليا الالتصاق بالتكنولوجيا الحديثة التي تمنحها تغطيةً ملؤها التضخيم والتهويل بغرض الوصول الى أكبر عدد ممكن من الجماهير من أجل التأثير فيهم، اقناعهم، واستقطابهم.

وارتباط الارهاب بالتكنولوجيا أو ما يعرف بـ "الارهاب الالكتروني"  Electronic terrorismقد بدأ  بشكل واضح بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م، أين انتقلت المواجهة مع الارهابيين من المواجهة المادية المباشرة الى المواجهة الالكترونية وأصبحنا نعيش الحرب الرقمية  الالكترونية، التي وقودها الشبكات الالكترونية حسب "جاك دريدا" Jacques Derrida،فالجماعات الارهابية لم تتأخر ولم تتوانى في استغلال مختلف تطبيقات الميديا الجديدة، بل أدركت منذ الوهلة الأولى أن المعركة هي معركة إعلام وصورة ورأي عام بالدرجة الأولى وأن استخدام الحاسوب المحمول والكاميرا هو السبيل الأمثل لكسب الحرب النفسية والدعاية وكسب عقول الشباب.

في هذا الاطار نجد تجربة التنظيم الارهابي المسمى "داعش" الذي احتضن هذا الاتجاه الرقمي الجديد، واستغله أفضل استغلال سواء من ناحية نشر الايديولوجية أو من خلال استقطاب الشباب والشابات لتجنيدهم، موظفين بذلك مختلف الآليات والأساليب الاقناعية (العقلية والنفسية) في سبيل تحقيق ذلك، لذا سنسعى من خلال هذا العمل أن نكشف عن المشكلة التالية: ماهي الأساليب الاقناعية الموظفة من قبل التنظيمات الارهابية (تنظيم داعش) لاستقطاب الشباب عبر الميديا الجديدة؟

وسنبدأ أولا بتعريف بعض المفاهيم وتحديد وضعيتها من دراستنا.

  • تحديد المفاهيم.
  • الأسلوب: من حيث المعنى اللغوي، فان كلمة (أسلوب) تعني الوجه والمذهب أو الفن من القول والعمل، كما يمكن أن يعني النظام والقواعد العامة عند الحديث عن أسلوب العمل أو أسلوب المعيشة لدى مجموعة من الأفراد، أو الخصائص الفردية وذلك عند الحديث عن أسلوب كاتب معين1، أما المعنى الاصطلاحي لكلمة أسلوب فيعني طريقة في العمل أو الأداة التي تميز فردا أو مجموعة معينة2. وهو طريقة اختيار الألفاظ وتأليفها للتعبير عن المعاني قصد الايضاح والتأثير، أو هو الضرب من النظم والطريقة فيه"3.
  • الاقناع: منالناحية اللغوية فان تعريف الاقناع يرجع الى الأصول اللغوية للكلمة (ق، ن، ع)، فأصله اللغوي مادة قنع، حيث نقول أقنع الرجل يده في القنوت أي رفعهما مسترحما ربه مستقبلا بها وجهه ليدعوا، وفي الحديث تقنع يدك في الدعاء أي ترفعهما، واذا رجعنا الى أصل الكلمة في اللغة العربية نجد بأنها تقابل كلمة Persuasionذات الأصل اللاتيني وتتكون من مقطعين Perوتعني عاطفي أو انفصالي، وSuadreبمعنى يحث، أي أن تجعل شخصا ما يفعل أو يعتقد في شيئ ما من خلال البحث العاطفي أو العقلي4. أما من الناحية الاصطلاحية فان الاقناع يعرف بأنه: " دفع القارئ أو المستمع أو المشاهد للاستجابة المطلوبة، بأن توفر له أسباب الاقتناع بالمزايا أو الفوائد التي يمكن أن تحققه له السلعة، أو الخدمة المعلن عنها، وكيف يمكن أن تؤدي الى اشباع الحاجة أو مجموع الحاجات الفطرية والمكتسبة التي استثارها المعلن في مرحلة خلق الرغبة، ولا يمثل الاقناع الأسلوب العقلي فقط القائم على الحجج السليمة والبراهين المنطقية، بل يمتد ليشمل النواحي الأخرى ، مثل الأسلوب العاطفي والايحاء غير المباشر".5
  • الأسلوب الاقناعي: هو: "مجموعة من العناصر القادرة على اثارة رد فعل معين مقصود لدى المستقبل، بحيث تؤدي عن طريق التأثير العاطفي والعقلي الى اقناع الجمهور المستهدف، ومن ثم تحقيق أهداف الخبير الدعائي، وهذه العناصر تتضمن أنظمة اقناعية، تحقق الأهداف الدعائية"6.
  • الميديا الجديدة:يشير الصادق الحمامي إلى أن المصطلحات التي تتداولها دراسات الاتصال عربيا مصطلحات وافدة على اللغة العربية وتشكلت في سياقات معرفية وثقافية مختلفة، فهو يرفض مصطلح الإعلام الجديد ترجمة للمصطلح الإنجليزي "New Media"، والمصطلح الفرنسي  "Nouveauxmedia    فإذا لم يكن هناك اختلاف في ترجمة كلمة "New"رغم أنه مصطلح غير محايد وذو حمولة ثقافية، فإن كلمة الإعلام لا تبدو للمؤلف الحل أمثل لترجمة "Media" فمصطلح الإعلام يرتبط بمؤسسات -التلفزيون والإذاعة والصحافة- تتمثل وظيفتها في إنتاج مضامين موجهة للجمهور، بينما تحيل التقنيات الحديثة إلى الوسائل التقنية الرقمية كالحاسوب والهاتف التي تقوم بعمليات التوصيل والنقل والتواصل، رغم أن هذه التقنيات أصبحت تؤدي وظيفة الصحيفة والتلفزيون والإذاعة والكتاب معا، مما أدى إلى تداخل واندماج بين وسائل الإعلام والتقنية الحديثة وإلى تنوع وظائفهما وتنافسهما وتفاعلهما.إن الاحتفاظ بمصطلح الإعلام يوحي بأن التجديد يشمل الوسائط فقط، في حين أن الحد الفاصل بين المجالين ليس دائما الطابع الجديد أو القديم للوسائط، بل هو ظهور مجال مختلف إلى حد ما من جهة الوسائط التي تكوّنه والممارسات التي تتشكل داخله. ورغم ذلك فإن مدلولات الإعلام  (Media)  مختلفة لغويا، فإذا كان الاستخدام العربي يحيل على معنى الإبلاغ والإخبار والإرسال والمعرفة، فإن مصطلح "Media"بسبب اشتقاقه من كلمة "Medium"  يحيل على معاني الوساطة والوصل والوسط (Milieu)، وبهذا المعنى يبدو مصطلح "الميديا" أكثر دلالة على الإيفاء بثراء ظواهره الجديدة. ثم إن الميديا الجديدة لا يمكن اختزالها في عملية إدماج أو إدراج للتقنية في العملية التواصلية والإعلامية، بل إنها تدمج الأنظمة التقنية (أجهزة الاستقبال الرقمي) والممارسات (كالتدوين) والترتيبات الاجتماعية (الأسرة والحملات السياسية). كما أنها لم تنشأ من عدم، وهي كذلك ليست وليدة قطيعة جذرية ومطلقة تفصل بين تراث ثقافي غابر مرشح للاندثار ووضع حاضر يقوم على التجديد الجذري، وإنما هي حركة للجمع والتوفيق والتجاوز في آن واحد. وهذا يعني بالنسبة للمؤلف ضرورة تجديد الجهاز المفاهيمي والمنهجي الذي وظفه الباحثون لدراسة الظواهر الإعلامية والاتصالية الجديدة، وضرورة بحث الميديا الجديدة وفق إستراتيجيات بحثية متعددة ووفق كل المكتسبات المعرفية للعلوم، وضرورة الدينامية أو الفعالية المعرفية الداخلية لبحوث دراسات الميديا الجديدة والبحث عن أطر نظرية جديدة، وتنوع مواضيعه وإشكالياته، ثم أهمية العمل الجماعي في المجال البحثي.7
  • الارهاب: تعود كلمة ارهاب من الناحية اللغوية  Terrorالى اللغة اللاتينية، مثلما تشير اليه معاجم اللغة، وهي كلمة تمتد الى لغات ولهجات المجموعات الرومانية، ثم انتقلت فيما بعد الى اللغات الأوروبية الأخرى، والارهاب في اللغة العربية تعني نظاما من الرعب Système de terreur، وهي كلمة ظهرت أثناء الثورة الفرنسية، ففي الخامس من سبتمبر 1793م عندما ضم دير الرهبان اليعاقبية ممثلي 48دائرة قرروا جميعا بأنه قد حان الووقت لارهاب كل المتآمرين، ومنذ هذه اللحظة أصبح الرعب نظاما رسميا ومنهجا خاصا بالحكومة un systeme de gouvernemenووصل الى معناه ارهاب terrorosme. وهكذا تم  التحول من كلمة الرعب terreurالى كلمة ارهاب terrorisme كاسلوب أو نظام للحكومة، وقد جاء في  القرآن الكريم لفظ ارهاب بما يشتمل على معنى الرهبة بمعنى اخافة عدو الله وعدو المؤمنين من خلال الجهاد لقوله عو وجل: "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ" سورة الأنفال الآية 60.8 أما في القاموس الفرنسي La rousseبأنه أعمال العنف التي ترتكبها مجموعات ثورية أو أسلوب عنف تستخدمه الحكومة.9ومن الناحية الاصطلاحية فان الارهاب حسب الباحث  Eric David"عمل عنف ايديولوجي يرتبط بأهداف سياسية".10

ويُعرف "الإرهاب عبر الميديا الجديدة" بأنه: "العدوان أو التخويف أو التهديد المادي أو المعنوي الصادر من الدول، أو الجماعات أو الأفراد على الإنسان، في دينه، أو نفسه، أو عرضه، أو عقله، أو ماله بغير حق، باستخدام الموارد المعلوماتية والوسائل الإلكترونية، بشتى صنوف العدوان وصور الإفساد"11. فالإرهاب عبر الميديا الجديدة يعتمد على استخدام الإمكانيات العلمية والتقنية، واستغلال وسائل الاتصال والشبكات المعلوماتية، من أجل تخويف وترويع الآخرين، وإلحاق الضرر بهم.12.

  • تنظيم "داعش" :يعتبر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام - المعروف اختصاراً بـ  )داعش (أو الاختصار الإنجليزي الشهير Islamic State of Iraq and the Levant  ISIL بالإضافة للاختصار الأشهرislamic  State of Iraq and Syria ISIS   والذي يُطلق على نفسه الآن "الدولة الإسلامية" تنظيماً مسلحاً يُوصف بالإرهاب يهدف أعضاؤه - حسب اعتقادهم - إلى إعادة الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة من خلال الدولة التي تتشكل حديثاً13.

تعود نشأة تنظيم داعش أو " الدولة الاسلامية" الى ثلاثة من الشخصيات، والتي كان لها الدور المباشر في توسيع مناطق التنظيم، أحمد الفاضل نزال الخلايلة المكنى بأبي مصعب الزرقاوي، حامد داود محمد خليل الزاوي المكنى بأبي عمر البغدادي، وابراهيم عود ابراهيم على محمد البدري السامرائي، المكنى بأبي بكر البغدادي، ويعتقد بعض الباحثين أن التنظيم يعود الى فكر سيد قطب (الفكر السلفي)، في حين يعتقد آخرون أن الزرقاوي هو من وضع أسس التنظيم عام 1990أثناء وجوده مع أبو محمد المقدسي في أفغنستان تحت ما يعرف ببيعة الامام.

ويذكر الباحث "خالد بن صالح الشمري" أن  القاعدة  تفرعت عنها عدة جماعات وتنظيمات من بينها "جماعة التوحيد والجهاد " التي تأسست على يد أحمد فضيل نزال الخلايلة الشهير بـأبي مصعب الزرقاوي ثم تحول اسمها إلى  " قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين"، بعد مبايعة الزرقاوي لأسامة بن لادن 14  زعيم تنظيم القاعدة 8/1/2004م15، فأصبحت جزءاً أو فرعاً عن القاعدة .وتطور أمر قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين إذ قرر قادته بعد مقتل أبي مصعب الزرقاوي تكوين  الدولة الإسلامية في العراق في 15أكتوبر2006م إثر اجتماع مجموعة من الفصائل المسلحة ضمن معاهدة حلف المطيبين وتم اختيار "أبي عمر البغدادي" زعيما له، وبعد مقتل أبي عمر البغدادي في يوم الاثنين، 19/4/2010م أصبح أبو بكر البغدادي العراقي زعيماً لهذا التنظيم بناء على بيان أصدره ما يسمى بمجلس شورى دولة العراق الإسلامية، إذ جاء في نص البيان: "وظل مجلس الشورى في حال انعقاد مستمر طيلة الفترة الماضية للقاء وزراء الدولة وولاتها وأهل الحل والعقد وأصحاب الرأي فيها، ونبشر أمة الإسلام ونخص منهم طليعتها المجاهدة، وفي مقدمتهم شيوخ الأمة وقادة الجهاد في كل مكان، بأن الكلمة قد اجتمعت على بيعة الشيخ المجاهد أبي بكر البغدادي الحسني القرشي أميراً للمؤمنين بدولة العراق الإسلامية، وكذا على تولية الشيخ المجاهد أبي عبدالله الحسني القرشي وزيرا أولا ونائبا له."16

التركيبة النفسية للارهابيين ...  تحول الناس الأخيار إلى أشرار:

لقد شغل الارهاب الموضوع الرئيسي للكثير من المجالات، الاعلام، علم الاجتماع، علم النفس...الخ، خاصة بعد الموجة الثانية من بروز مصطلح الارهاب، أي بعد ظهور ما يسمى بـ "الدولة الاسلامية"، وسنحاول في هذه النقطة أن نقارب الارهاب على مستوى نفسي لنلمس بذلك بنيته المعقدة، "ان الارهاب هو سلوك عنفي يُرتكب بطريقة دراماتيكية لجذب الانتباه العام وخلق نوع من الرعب، والمستهدف الحقيقي من الارهاب ليس الضحية في حد ذاتها، وانما هو الجمهور المشاهد للضحية"17حسب الباحث بريان جنكيز Brian Jenkins،  لكن ما يهمنا في هذا الصدد ليس السلوك العنفي في حد ذاته ولا آثاره، وانما ذلك الخط الفاصل بين فعل الخير وفعل الشر، لتقريب الفكرة أكثر نأخذ رواية روبيرت لويس ستيفنسون  Robert Louis Stevensonبعنوان "الحالة الغريبة للدكتور "جيكل" والسيد "هايد" 1886وهي قصة مفادها أن جيكل هو رجل صالح، اخترع مادة كيميائية بمجرد تناولها يتجاوز عابرا الخط الفاصل بين الصلاح والشر، فما يهمنا في هذا الاطار ليس المادة الكيميائية، وانما ذلك الخط الذي تم تجاوزه عبر اغراءات معينة.18

   تذكر العديد من مقاربات التحليل النفسي للارهاب الى أن الارهابيين هم أشخاص غير أسوياء نفسيا، لكن سرعان ما تلاشت هذه التحليلات وأصبح هناك شبه اجماع لدى الباحثين في موضوع الارهاب تُؤكد على أن الارهابيين أفراد أسوياء وليسوا نفسيا سايكوباثيين، وبحسب الباحث أندرو سيلك Andrew Silke: "كل ما يستطيع علماء النفس قوله بثقة بعد ثلاثين سنة من البحث في الارهاب، أن أبرز خصائص الارهاببين أنهم أسويا"19. وهو الأمر الذي يدفعنا أكثر للغوص في نفسية الارهابيين.

   وضع العديد من الباحثين نظريات تفسر لنا منبع السلوك الارهابي بحيث تم تقسيمها الى نظريات تفسر الارهاب على مستوى فردي (نظرية الاحباط- نظرية النرجسية- النظرية الفرويدية) وأخرى تفسر الارهاب على مستوى السياق والظروف المحيطة، لكنها لاقت العديد من الانتقادات والاشكالات والمساؤلات التي تجعلها غير مفسرة بشكل دائم لجميع الارهابيين وغير منطقية بشكل دقيق على ظاهرة الارهاب، ونجد الباحث جون هورغان  John Horganالذي حاول الجمع بين القالب الأول والثاني من النظريات وأطلق ما يسمى بـ "نموذج العملية"Process Model الذي نعتبره من أدق النماذج تفسيرا للتوجه نحو السلوك العنفي الارهابي، اذ يرى هورغان أن "التحول الى الارهاب عملية متدرجة terrorism as a process، والتي تنطوي على خطوات أو عمليات عادة ما تكون مترابطة، فالسلوك الإرهابي مجموعة من الإجراءات وردود الفعل، التي كثيرا ما يعبر عنها بعلاقة متبادلة على الصعيدين الآني والطويل الأجل بين مختلف الأطراف الفاعلة. ويمكن أن تشمل هذه الجهات الفاعلة على سبيل المثال لا الحصر: الحكومات والإرهابيين ووسائط الإعلام والشرطة وأجهزة الأمن والسياسيين والمدنيين بشكل عام".20.

يذكر الباحث عبد الرحمان الوابلي في مقال له بعنوان "صناعة الانتحاري في ستة أشهر" أن الانسان مركب من غريزة وروح أما الأولى فهي التي تجعل حياة الانسان تستمر، والروح هي التي تجعل  حياته تسمو وتتعالى فوق غرائزه المتعلقة بماديات الحياة، وصناعة الارهابي هي تفريغه من الروحانيات، وحشوه بالغرائز من أجل استخدامه كوسيلة للقتل والذبح من أجل مشروع سياسي ما، وبالعودة الى الروحانيات فان الدين هو أسمى مصدر من مصادرها، وعندما يتم اللعب على وتر الدين، ويتم تحويل الدين الى مصدر الهام وجذب للشباب للتدمير والقتل باسمه، هنا فقط تتم شرعنة التوحش والتحيون، باسم الدين وهنا تكمن الخطورة، وذلك بشحذ الغرائز دينيا والتمحور حولها، وجعلها هدفه ومبتغاه، مما يلغي الروحانيات لديه ويعزز من سطوة غرائزه عليه، فتفريغ الروح من الجسد ينسحب بدوره لتفريغ الحياة من الروح، ليخلق بذلك مخلوقات شبه آدمية، تلهث وراء اشباع غرائزها عن طريق الحياة الفانية غير المضمونة. اذا فحتى الدين الذي هو مصدر أساسي من مصادر الروحانيات، عندما يتم تفريغه من الروحانيات، ويتحول الى طقوس للهيام بطلب مشبعات الغرائز، يتحول الى آلة ساحقة للروح، وعليه يتم تبرير القتل والذبح والنهب والسلب...الخ، من أجل ارضاء الحشو الغرائزي للانسان الذي تحيون أو تمت حيونته من أجلها21.

في سبعينيات القرن الماضي قام عالم النفس الأمريكي فيليب زيمباردو Philip Zimbardoبتجربة نفسيّة مهمة تحت إشراف جامعة ستانفورد وبتمويل من البحرية اﻻمريكية، كان الهدف منها دراسة التغيّرات النفسيّة والسلوكيّة على الأفراد عند إمتلاكهم للسلطة المطلقة، وحين يتعرضون للقهر والقمع والكبت، وعُرفت هذه التجربة بإختبار "سجن ستانفورد" Stanford prison experiment  تم استخدام متطوعين لتنفيذ التجربة، حيث تم تقسيمهم إلى مجموعتين، سجّانين ومساجين، وتم استخدام بناء مشابه للسجن يحتوي على زنزانات جماعية وانفرادية تستخدم للعقاب، قبل بدء التجربة تلقى السجّانون بعض الأوامر في كيفية ضبط الأمن والمحافظة على النظام وإمتلاك السلطة وضرورة إشعار المساجين بأن النظام يسيطر عليهم وعلى حياتهم وأنهم لا يملكون أي حرية شخصية ولا أي سُلطة في هذا المكان، ومع بدء التجربة تُركت مجموعة المتطوّعين تحت المراقبة ولكن دون تدخل مباشر22.

بعد أسبوع واحد فقط، تم إيقاف التجربة نظراً للنتائج الكارثيّة والصادمة التي آلت إليها، حيث تنامى شعور الساديّة والتطرف والسلوك العدواني لدى السجّانين، يُرجع زيمباردو هذا السلوك الى ثلاثة عوامل رئيسية وهي:23

- السمات الشخصية للفرد واستعداده النفسي ونزعته لسلوك معين، وهذا يتشكل من خلال الأساليب التربوية والبيئة الاجتماعية التي يعيش فيها، ما يجعل بعض الأفراد، ونظراً إلى تكوينهم النفسي، أكثر احتمالاً للتأثر بالأفكار المتطرفة والقيام بأعمال عنف وإرهاب.

-المنظومة الثقافية والاجتماعية والسياسية التي يعيش فيها الشخص، وتشمل المعايير والأنظمة والقوانين والمعايير الاجتماعية وثقافة المجتمع بشكل عام (وتشمل البيئة على المستوى المحلي أو العالمي).

-السياق  contextالآني الذي يوجد فيه الشخص في وقت من الأوقات، فهو قد يشكل دافعاً للفرد لتبني موقف أو سلوك معين، وتدخل تحت ذلك السياق المؤثرات الاجتماعية والإعلامية وغيرها.

لذلك، فإن التفسير المبسط الذي يعتمد على عزو أسباب تأثُّر الشباب بأفكار «داعش» والانضمام إليه أو التعاطف معه لعامل أو سبب واحد، يعيق فهم الظاهرة بشكل صحيح ولا يمكن أن يؤدي إلى حلول فعالة لها، بل إنه قد يساهم في تفاقمها وانتشارها وخروجها عن التحكم.

ويركز الباحث في محاضرة القاها على اليوتيوب  YouTubeعلى فكرة الطاعة المطلقة للسلطة، من خروج آدم عليه السلام من الجنة نتيجة السلطة الالهية الى مانعيشه على أرض الواقع وهي السلطة البشرية ويُعرف الباحث السلوك العنفي بأنه ممارسة السلطة لالحاق الأذى بالأشخاص نفسيا وجسديا، أو هو "أن تعلم ما هو الأفضل وتفعل الأسوء" بتعبير ايرف سارنوف Irv Sarnoff، فالسلطة البشرية يمكن أن تنبع من أشخاص يُقتدى بهم كـ ادولف هتلر، جوزيف ستالين، الرئيس ماوتسي تونغ..الخ، كما يمكن أن تنبع من خلال منظومة بأكملها، فالسلوك الارهابي يمكن أن يكون جزء من جهاز الهيمنة العالمية وليس بالضروة من قبل أشخاص بعينهم وهو الأمر الأشد خطورة.

الفضاء الافتراضي ... المقر الرئيسي للتنظيمات الارهابية الحديثة (تنظيم داعش):

لقداستفادت التنظيمات الإرهابية في الألفية الجديدة من  التقنيات والإمكانيات الوفيرة والحديثة التي تتيحها من أجل التبشير بأفكارها المتطرفة وغسل أدمغة المتلقين وإذاعة الأكاذيب التي من شأنها التأثير على معنويات الجمهور، فإذا كان تنظيم القاعدة قد واكب نشأة القنوات الفضائية التي مكنته من توسيع دائرة تأثيره، فإن تنظيم داعش قد استفاد بشكل قوي من الشبكة العنكبوتية، حيث فتح المئات من المواقع وأنشأ العديد من المنابر والمنشورات والمجلات، بعضها ذو طابع عسكري للتعريف بعملياته الميدانية، وبعضها ذو طابع أيديولوجي لنشر آرائه المتشددة، حيث تعتمد داعش على استراتيجية اعلامية متكاملة،  توفر لها طاقات كبيرة كما تحشد لها موارد مختلفة ويعتبر الاعلام فيها أداة قتال رئيسية في المعركة التي تخوضها، وليس مجرد آليات للترويج والتسويق ومخاطبة العالم.

ان تنظيم داعش يعد اليوم أكثر التنظيمات الإرهابية قدرة على المناورة داخل العالم الافتراضي، من خلال فتح العديد من المواقع واختراق بعض المواقع الأخرى، وممارسة نوع من الكر والفر في مواجهة عمليات الحصار التي تلاحق تلك المواقع، بحيث كلما أغلق موقع تابع له كلما لجأ إلى إنشاء مواقع أخرى، فالمعركة كلها تجري على مستوى الميديا الجديدة. يَعرف تنظيم داعش أن هناك أكثر من ثمانمئة مليون شخص يستخدمون شبكة الإنترنت بشكل يومي في مختلف أنحاء العالم، وأن هذا العدد يعد بمثابة سوق مفتوحة أمام خطابه المتطرف، ولذلك فهو يستخدم تلك الوسيلة أكثر فأكثر كلما شعر بأنه يفقد زمام المبادرة على الأرض، ويدرك بأن الخسارة الميدانية قد تكون خسارة تكتيكية، لكن الخسارة على صعيد الإعلام الافتراضي تعد خسارة استراتيجية بالنسبة إليه، "لقد استطاع هذا التنظيم أن يطور استراتيجية إعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي كافة، ولم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا وطرقها في عالم تقنية المعلومات، ليبث فيديوهات وأفلام دعائية بتقنيات وجودة عالية تضاهي إنتاج أكبر الشركات الإنتاجية العالمية، ولينفذ دعاية "تويترية" نجحت في نشر أفكاره، فضلا عن ابتكار طرق تقنية وتطبيقات لمواصلة فتح حساباته الملغية على شبكات التواصل الاجتماعي،  ومعاودة نشر فيديوهاته المحذوفة من الشركات العالمية، وقد ذهب "التنظيم" أبعد من ذلك على المستوى التقني ليبتكر له مواقع بديلة لنشر أخباره وأفكاره وفيديوهاته، وليتجاوز ذلك أيضا بدخوله عالم الألعاب الرقمية عندما أطلق لعبة رقمية تحمل اسم "صليل الصوارم"24في مسعى منه لرفع معنويات عناصره وتدريب الأطفال والمراهقين على القتال"25،اضافة إلى أن التنظيمات  بصفة عامة تجد في شبكة الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي مساحة للتواجد والحراك، متخفية ومبتعدة عن عيون الرقابة والإدارات الحكومية، وذلك من خلال عدة استراتيجيات منها التخفي وبث الأفكار من خلال أسماء مستعارة ووهمية عبر شبكات التواصل الاجتماعة.

    ويعتبر موقع "تويتر" من أبرز شبكات التواصل الاجتماعي التي اعتمد عليها تنظيم "داعش" وما يزال في حربه الإلكترونية، ولبث أفكاره وأخباره وفيديوهاته، يقول الباحث الاجتماعي "خالد الأحمد"، ان تركيز التنظيم على هذه الشبكة يأتي " لكون الموقع يتصف بالعمومية وإمكانية التدوين المباشر وبث التغريدات باختصار للكثير من المستخدمي في وقت حدوث الحدث عبر الشبكة التي تجاوز تعداد حساباتها النشطة حول العالم الـ270مليون مستخدم يغردون قرابة 400مليون تغريدة يوميا"26

كما ركز التنظيم على خاصية مهمة جدا في التويتر وهي امكانية ملاحقة الأنشطة  عن طريق "الهاشتاقات" وبث فكرة غير مرتبطة بهذه "الهاشتقات"، والهاشتاج (#) هُو سلسلةٌ من الأحرُف يُشبهُ حرفاً أو علامة التّجزئة (#)، ويتمُّ استخدامُهُ كتسمية وصفيّة للرّبط بين المواضيع أو بين المُجتمعات، ويدُلُّ الهاشتاق عادةً على اختصار المفاهيم المُتسلسلة لأنّها تتكوّنُ من جُملة قصيرة 140حرف.(27) فالهاشتاق يقُوم بالرّبط بين أشخاص لهُم نفسُ الأفكار والاتّجاهات والمُيولات  كمثال على ذلك وفي إشارة إلى كُلّ ما يتعلّقُ بتنظيم داعش نكتب مثلا  #الدولة الاسلامية.(28) ونجِدُ مُستخدمي الانترنت قد قامُوا بتطوير علامات التّصنيف أو ما يُطلقُ عليها بثقافةِ العنونةِ Taggingأي استخدام (#)، فهذه العلامةُ خلفتْ ظاهِرةً جديدة تُدعى Micro- MeMe، حيثُ يُكمُنُ الفرقُ بين هذه الظّاهرة الجديدة  وأنظِمةُ العلامات التّجارية في كونِها تسمحُ بالمُشاركة بطريقةٍ بديهيّة (نهجُ البداهة)، في حين أنّ الأنظمةَ العلاماتيّة الأُخرى تعتمِدُ على نهجِ البُعدية، فالهاشتاق مُنتشِرٌ أكثر على موقع التّويتر مُقارنةً مع مواقِعِ التّواصُل الاجتماعي الأُخرى، فهُو يُستعمل لربط الثّقافات من جِهة، ولتنظيم المُحتويات واسترجاعها في المُستقبل من جِهةٍ أُخرى.(29) وهذا ما اتبعه أنصار "داعش" في كثير من المناسبات لبث أفكارهم إلى جمهور معين حتى وان كانت اهتماماته غير تطرفية، مثال ذلك استغلال التنظيم للتغريدات الخاصة بكأس العالم وبث أفكارهم وأخبارهم خلال انعقاد البطولة العالمية، فنجده يكتب #كأس العالم، وأمامها مباشرة #الدولة الاسلامية، ليكون بذلك قد ربط تلقائيا جمهور كرة القدم بمضامين (صور-منشورات-فيديوهات) داعش، كما ركز التنظيم على نشر وسوم باسم الولايات (#ولاية سيناء، #ولاية الأنبار، #ولاية دجلة...الخ) ينشر المغردون من خلالها اصدارات مكاتب الولايات الاعلامية، والأخبار اليومية، والتقارير المصورة، أو نشاطات الولايات  فيم يتعلق بادارة الأماكن تحت السيطرة، (نشاطات مراكز الحسبة، دورات تحفيظ القرآن والتجمعات الدعوية، معسكرات تدريب، أعمال خدمية)، فضلا عن نشر البيانات في شكل صورة، التي تصدرها تلك المكاتب، وتعلن فيها تفاصيل عملية عسكرية للتنظيم وما أسفرت عنه من نتائج، وبالنسبة الى المؤسسات الاعلامية الرسمية للتنظيم، فلكل منها له وسم على تويتر، وقبل أن تشتد الحرب على اصدارات تلك المؤسسات وتُحذف من موقع اليوتيوب، كان المغردون يُروجون لها جيدا حتى قبل اصدارها وبعده، بنشر روابطها، وبعد حذفها يضعون روابط لمواقع بديلة تُوجد عليها هذه الاصدارات، وهذا يتضح بمتابعة وسوم باسم مؤسسة "الفرقان"، أو"الاعتصام".

ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، فقد تميز التنظيم بإنتاجه لتطبيقات مجانية على الهواتف الذكية يقوم بنشر أخبار التنظيم عبر "تويتر"، حمل اسم "فجر البشائر"، حيث يقوم التطبيق بنشر التغريدات تلقائيا على حسابات المشتركين في الخدمة، وتشمل المواد المنشورة هاشتاقات، وروابط، وصورا، ومقاطع فيديو، وغيرها، واستطاع التطبيق أن يصل إلى مستوى بث عالي جدا من التغريدات في اليوم الواحد، كذلك نجد أن التنظيم اهتم بموقعي Diasporaوموقع Vine، اذ أن لهما قالب التويتر نفسه، وكذا موقع VKالروسي الذي يحتل الترتيب الثاني في روسيا، ويمكن أن ترفع فيديوهات عليه لأنه لايتم حذفها.

الاستراتيجية الاقناعية للتنظيم داعش عبر الميديا الجديدة:

أوضحت بعض الدراسات أن معظم المنتمين لتنظيم داعش كانوا يتمتعون بحياة مستقرة، فما الذي جعلهم يتركون الحياة الرغد ويرمون بأنفسهم في عالم ملؤه الصراع والوحشية والدموية؟، يذكر الباحث "ستيفن" وهو مؤلف قصة "مكافحة السيطرة على العقل" عن الأساليب التي يستخدمها داعش للسيطرة المطلقة على بعض الشباب المسلمين في بريطانيا بالتحديد، ويركز على أسلوب غسل الأدمغة، وفكرة غسل الأدمغة ليست بالتقنية الحديثة وانما تم استخدامها في الخمسينيات فيم يُعرف بالتلقين الشيوعي، والسيطرة على العقل هي التعبير الأكثر دقة فيم يخص أسلوب تنظيم داعش والذي يتم عبر اغراء جنسي، عاطفي، عقلي ...الخ أو ما يُعرف بالاستمالات الاقناعية أو "وهم الاختيار" و "وهم السيطرة"، ان أحد المفاهيم الأساسية للسيطرة على العقل هو القضاء على الخيارات المطروحة، فالأفراد هنا لا يعلمون ما الذي يتورطون فيه بالشكل الكامل، لكن يتم تزويدهم بمعلومات كافية لتحريك خيالهم، فتنظيم داعش يُقسم الأفراد حسب تقديرنا الى أربعة (04) مجموعات:

-المفكرون Thinkers: يتم التعامل معهم بطريقة مجردة.

- الحساسون Feelers: هذا الصنف يُفضلون الشعور بحب الناس اليهم، وأنهم جزء من المجتمع.

-الدعاة Doers: يميلون أكثر الى العدالة، انقاذ الأرواح، حماية الأطفال..الخ

-المؤمنون Belivers: يجب مخاطبة هؤلاء بـ "القضاء والقدر".

فاذا استطاع التنظيم التحكم في هذه المجموعات الأربعة، فهو بذلك يستطيع اعادة تشكيل الهوية الشخصية للفرد، وهي حسب التنظيم هوية تعتمد على الطاعة المطلقة، ابتداءا بتغيير الاسم، المعتقدات..الخ، وحتى المثقفون ضمن هذه المجموعات، يُحملون على الاعتقاد بأنهم يتبعون الاله لا البشر، وهذا ما يُبرر بُروز شخصيات مثقفة ومعروفة وانضمامهم للتنظيم، وقد اعتمد التنظيم على الاعلام كوسيلة أساسية في ترويض هذه المجموعات ومن بين هذه المؤسسات نجد:

-مؤسسة الفرقان للانتاج الاعلامي: وهي المؤسسة الأم في منظومة الدولة الاسلامية الاعلامية، وقد أسهمت في ترسيخ مفاهيم التنظيم وتصوراته ووجوده، وهي المؤسسة الكبرى التي يعتمد عليها التنظيم، تتجسد فيها كل أبعاد رسالته وأهدافه الاعلامية، من ترغيب وترهيب وتجنيد وترويج، وذلك من خلال اصداراتها المتنوعة، من أهم اصادارات مؤسسة الفرقان سلسلة أفلام "صليل الصوارم"30، الذي ضم مجموعة شهادات شخصيات مقاتلة خاصة في الجزء الرابع الذي كان ممهدا لظهور الخلافة، ومؤسسة الفرقان تسهم في التسويق للتنظيم عبر تصدير صورة بطولية لقادته وجنوده، واستعراض قوته وامكاناته وترسيخ فوقيته، وفي نفس الوقت لها دور رئيسي في ترهيب الأعداء وهي آلية من آليات الاقناع الموظفة من قبل هذا التنظيم.

-مؤسسة الاعتصام للانتاج الاعلامي: وهي المؤسسة الثانية بعد "الفرقان" تنتج أفلاما وثائقية، واصدارات مرئية، وجميعها متعددة الأهداف، وتعد سلسلة "نوافذ على أرض الملاحم"31أهم انتاجها، بل من أكبر الاصدارات التوثيقية لمؤسسات التنظيم عموما، ركزت هذه المؤسسة على التحريض على نظام الحكم ومؤسساته والحكام وتكفيرهم وتوعدهم، والدعوة الى الانضمام الى التنظيم تحت عناوين مختلفة، ومستهدفة أنظمة متفرقة، مثل "رسالة الى أهل البحرين"، "رسالة الى أهلنا في عمان"، "رسالة الى أهل تونس"...الخ.

-مركز الحياة للاعلام: من أهم المراكز الاعلامية للدولة، فهو يركز على تجنيد الشباب سيما من خارج محيطه الجغرافي، ويقوم هذا المركز بنشر اصدارات مرئية بعدة لغات، تتصدرها الانجليزية، وبعضها مترجم للعربية، وتتنوع مابين اصدارات مرئية والاصدارات المكتوبة "مجلة دابق"32بلغات عدة والتي كانت لها أبعاد دعائية من خلال ما تتناوله من موضوعات مختلفة تقوم على مفاهيم عدة، فالتجنيد هدف أساسي، يستخدم المركز اصداراته كأداة مهمة لتحقيقه، وفقا لمفاهيم التحفيز العقائدي، خطاب المظلومية..الخ، كما ركزت اصدارات هذا المركز على محفزات أخرى تتعلق بحقيقة وجود دولة اسلامية فعلا، وأنها آمنة، والحياة فيها أفضل بكثير، ونجد أنه استخدم البعد الروحاني والنفسي كزاوية أخرى للعرض على صعيد آخر مناقض للعنف والقوة، وربما مكملا له، أخرج مركز الحياة عدة اصدارات استقطابية في محورها، وترويجية في كلياتها، فضخ معلوماتا وأفكارا وقصصا عن تنظيمه ورجاله، والحياة داخل الأراضي التي تحت سيطرته، ويجب التنويه هنا أن مجلة دابق كانت محل دهشة الاعلام العالمي، فهي تأكيد على وجوده ككيان، وقد جاء العدد الأول للمجلة "دابق" حاملا دلالات ورسائل، فعلى مستوى الشكل، "جاء اصدار المجلة بلغات عدة ليحمل دلالة العالمية، ومن حيث التصميم فقد أبرز دلالات أخرى على محاكاته للغرب، وتسخير منجزاته التكنولوجية، وقد جاءت الدعاية للمجلة عبر مختلف المواقع التابعة للتنظيم، بصفتها لسان حل رسمي، وعلى العموم فان العدد الاول للمجلة جاء تعريفيا واستقطابيا وتعبويا وناعما، قدم سرديات ومقولات وأهداف التنظيم، ولم يدخل في الكثير من التفاصيل، التي شكلت محتوى الأعداد اللاحقة، فكان يعبر عن اعلان الدولة بشعاراتها، ومبادئها، وأهدافها، وتأصيلاتها، ومرتكزاتها الدينية، وقد ضمت المجلة عدة تقارير  تركز على العمليات العسكرية التي يخوضها التنظيم، وهي وان كان هدفها الرئيسي اعلام القارئ بالتنظيم، الا أنها توضح عدة أغراض."33

-مؤسسة أجناد للانتاج الاعلامي: اضطلعت مؤسسة أجناد بوظيفة اصدار الاصدارات الصوتية التي ترافق التنظيم خلفية صوتية وتشكل ترنيمات وأيقونات التنظيم الانشادية، فأنتجت عشرات الأناشيد التي تتنوع موضوعاتها وأهدافها، وقد ركزت هذه الأناشيد على بعد تمجيد قتلى التنظيم، وصنع صورة بطولية لهم، وتصديرهم على أنهم نموذج يتعين الاقتداء بهم، مثل نشيد "مثلما كانوا فكونوا"، "حياة الذل لا أرتضيها".34

-الاذاعة: بعد سيطرة التنظيم على مدينة الموصل في العراق، أعلن رسميا على اطلاق اذاعة "البيان"35ومع مرور الوقت اتضح أن هناك نوعين من الارسال، أحدهما في الموصل والآخر في الرقة، وقد افتتحت الاذاعة في مبنى اذاعة الزهور التي كانت تابعة لمدينة الموصل سابقا، بعد توقف بث الاذاعات المحلية، وبدأ استخدامها لتكون اذاعة رسمية له لمخاطبة أهالي الموصل.

 من خلال متابعتنا لاعلام تنظيم الدولة نستطيع الوقوف على الاستراتيجية الاعلامية الالكترونية المتبعة من قبل الدولة الاسلامية:

أولاً:يمتلك تنظيم الدولة إستراتيجية واضحة ويسير عليها وفق هدف محدد ومعلوم ومرسوم وهو إقامة دولة "الخلافة"، ولهذا يخدم إعلامها هذا الهدف بكل وضوح، وهذا ما لا نجده في التفكير الإستراتيجي أو أحيانًا حتى التنفيذ التكتيكي لباقي الفصائل المسلحة.

ثانيًا:إستراتيجية «النصرة بالرعب"، فهي تسقط عدوها بالصورة قبل أن يسقط بالسلاح، فتنظيم الدولة يسعى لتحقيق ضربة استباقية تهز معنويات ونفسية العدو، ثم الإجهاز عليه في الأرض، ويظهر هذا جليًا في معظم إصداراته المصورة، فوحشية اللقطات المختارة كفيلة بإلقاء الرعب في نفوس عدوه وهزيمته نفسيًا قبل مواجهته. فقد سبق وان ذكرنا بأن المنهج المتبع لداعش هو منهج الرعب والخوف مبررين ذلك بالقرآن والسنة في الآية "سنلقي في قلوب الذين كفرو الرعب" 151آل عمران. وبالحديث النبوي: "نصرت بالرعب على مسافة شهر"، ويقول ابن خلدون" اذا كانت الأمة وحشية كان ملكها أوسع".36

ثالثًا:استعانة تنظيم الدولة بالخبراء في المجال الإعلامي - بغض النظر عن الكيفية والآلية - له الأثر الأكبر في نجاح التفكير والتخطيط والتنفيذ الجيد ثم التسويق الجيد وبالتالي الوصول لهدفين، إلقاء الرعب في قلوب عدوها وغسل عقول المتعاطفين معه.

ويعتمد تنظيم الدولة على جملةمن الأساليب الإعلامية الاقناعية في إصداراته المختلفة، ومنها:37

  1. التهويل والاستعراض:أهمية الإعلام وقوة تأثيره يدركها جيدًا تنظيم الدولة، وبالتالي يجيد الاستعراض والتهويل لقادته ولعملياته، على عكس باقي الفصائل التي تتخذ من الورع والخوف من الرياء منهجًا لها في الإعلام. ونشاهد هذا بوضوح في ظهور قادة تنظيم الدولة باستعراضات هوليودية وصور تسعى للتأثير على جمور عريض يتكون من الأتباع والمتعاطفين وحتى المحايدين، إضافة إلى وصف بعضهم البعض بكل أوصاف الجهاد والعلم والقوة والرفعة. (أبو بكر البغدادي-أبو مسلم التركماني-محمد الانصاري-سيف الله المسلول..الخ)
  2.  التأثير الطائفي:استخدام الورقة الطائفية حاضرًا بقوة في إعلام تنظيم الدولة، والسعي دائمًا لإيصال فكرة رئيسية بأن التنظيم هو الممثل الوحيد للإسلام في العالم.
  3. التسقيط:أحد أهم الأساليب المتبعة عند تنظيم الدولة هو تسقيط المخالفين لهم من الجماعات السياسية أو حتى العسكرية ممن لم تنضو تحت رايتهم، وتشمل حملة التسقيط المتبعة الهيئات الشرعية التي تفتي بالضد من أعمالهم أو توجهاتهم وخاصة في سوريا والعراق. وظهر هذا بوضوح في العدد السادس من مجلة "دابق" الناطقة باللغة الإنجليزية، إذ هاجم التنظيم نوعين من المخالفين، الأول: مجموعات "جهادية" والمتمثلة بالظواهري والملا عمر وأبي محمد المقدسي وأبي قتادة الفلسطيني ووصفوهم بأنهم أئمة الظلال والمرجئة والمبتدعة وغيرها من الصفات، الثاني: مجموعة "إعلامية" والمتمثلة بقناة الجزيرة الفضائية وبالتحديد رئيس شبكة الجزيرة السابق وضاح خنفر، والمدير الحالي لقناة الجزيرة ياسر أبو هلالة، وكتب فوق رأسيهما "الإعلام الفتان" وكتبوا حديثًا "أكثر ما أخاف على أمتي المنافق البليغ". (
  4. إهدار دم المخالفين:يركز إعلام تنظيم الدولة على نشر أسماء وصور ومواقع الأشخاص المعادين لهم ورصد الجوائز لقتلهم والحث على الانتقام منهم، والإصدار المرئي الخاص بالطيار الأردني معاذ الكساسبة والذي كشف أسماء الطيارين وصورهم ومواقع تواجدهم كان واضحًا في هذا.
  5. إدخال الخوف والرعب على المخالفين: من خلال فيديوات قطع الرؤوس والقتل بأبشع صوره وأشكاله، وإصدار الطيار الأردني معاذ الكساسبة كان وسيلة التنظيم لإدخال الرعب بقلوب الجميع من خلال استحداث طريقة جديدة أكثر شدة ربما من كل الطرق السابقة، ومع أن هناك رأي يقول إن هذا الأسلوب يعطي دافعًا لمن يحارب تنظيم الدولة أن يستبسل لأنه يعرف أن نهايته إذا سقط بيدهم فهو رأس مقطوع أو جسد معلق أو جثة محروقة.
  6. الإغراق المعلوماتي: في محاولة للوصول إلى الإقناع بكثرة عدد متابعيهم، فعند الدخول للمواقع الكبيرة والمهمة مثل الجزيرة وغيرها، تجد أن التعليقات على الأخبار التي تتناول تنظيم الدولة ممتلئ بالمدافعين عنهم، بل إن مواقع مثل اليوتيوب وغيره تشهد سجالات كبيرة بين مؤيدين ومعارضين لتنظيم الدولة على فيديوهات تحقق مشاهدة كبيرة، وتجد أن عدد المؤيدين ُغرقون هذه التعليقات بالدفاع عن تنظيم الدولة. كذلك مواقع التواصل الاجتماعي تويتر والفيسبوك وباقي الشبكات المختلفة تشهد إغراق بالنص والفيديو والصور لكل ما يدعم تنظيم الدولة، وحتى في عملية استقطاب الأفراد فان عناصر التنظيم يسعون الى توفير المعلومات لمن يُريد الاستفسار ومعرفة المزيد عن أخبارهم، ففي مقابلة38(سمعية-بصرية) مع ناشطة على موقع الفايسبوك والمدعوة بـ "عائشة البغدادي" والتي كنا قد طرحنا عليها مجموعة من الأسئلة المتعلقة بتنظيم داعش، حاولت الناشطة الاجابة على الاستفسارات دون أي تردد كما دعمت اجاباتها بصور وفيديوهات من الواقع.
  7. الإفتاء والرأي الديني: وهو أسلوب لا يكاد يخلو من أي إصدار من إصدارات تنظيم الدولة في الدفاع عن رأيهم أو تثبيته أو الرد على المخالفين، مستندين على أدلة تناسب ما يعرضون من كتب التراث المختلفة.
  8. التكرار في المفاهيم:يشهد التكرار الذي يهدف إلى الإقناع أحد أساليب تنظيم الدولة، والأصل لديهم أنهم يكررون المفاهيم التي يسعون لها في كل إصداراتهم المختلفة.
  9. استثمار ضعف الخصم الإعلامي:وهو أحد الأساليب غير المباشرة لدى تنظيم الدولة، فالفراغ الإعلامي المجابه لتنظيم الدولة لازال ضعيفًا أو حتى أحيانًا هزيلاً ويستند على مفاهيم غير مقبولة مجتمعيًا كترديد مصطلح "الإرهاب" وغيره، وهذا ينطبق على إعلام الفصائل المسلحة أو حتى الإعلام الرسمي العربي العام والخاص.

خاتمة:

-توجهت التنظيمات الارهابية بصفة عامة لاستخدام الميديا الجديدة وكل المنافذ المتاحة عبر شبكة الانترنت لنشر دعايتهم وخطاباتهم المتطرفة، وفي هذا الإطار تتضح أهمية وقدرة هذه الوسائط في زيادة مساحة حضورهم في النقاش العام، وما له من تداعيات، ويتضح كذلك حجم ومستوى قدرة التنظيمات الارهابية على ادارة المعارك الالكترونية.

-ان المؤسسات الاعلامية للتنظيمات الارهابية تعتمد على شتى أساليب الاستمالات والعمليات النفسية لاستقطاب الشباب والنساء والأطفال لتوسيع نفوذهم  (عقلية – عاطفية-تخويفية)

-يعتمد تنظيم الدولة الاسلامية على استراتيجية اعلامية متكاملة (ما بين الوسائل التقليدية والحديثة) لاستقطاب الأفراد، كما يركز على الحرب النفسية انطلاقا من فكرة أن الانسان لديه شهوة للكراهية والتدمير، في الأوقات الطبيعية تكون تلك الرغبة خاملة، وتظهر فقط في الأحوال غير الطبيعية، لكن يسهل استدعاءها وتوظيفها كنفسية جماعية، من خلال نشرهم لمشاهد العنف، قطع الرؤوس، تدريب الاطفال على حمل السلاح.

الهوامش

1.- محمد أحمد القضاة: الأسلوب والأسلوبية والنص الحديث، مجلة دراسات للعلوم الانسانية والاجتماعية، الجامعة الأردنية، المجلد 25، العدد 02، 1998، ص247.

2. Erik barnouw and others : international Encyclopedia of communication, new York oxford 1989, p12-71.

3.- أحمد الشايب: الأسلوب –دراسة بلاغية تحليلية لأصول الأساليب الأدبية، ط2، القاهرة، مكتبة النهضة المصرية، 1976، ص44.

4. - محمد منير حجاب: الموسوعة الاعلامية، دار الفجر للنشر والتوزيع، المجلد1، ط1، القاهرة، 2003، ص370

5.- أحمد زكي بدوي: معجم مصطلحات الاعلام (انجليزي، فرنسي، عربي)، دار الكتاب اللبناني، ط2، 1994، ص53.

6. - حميدة سميسم: الحرب النفسية مدخل، دار الكتاب للطباعة، 2000، بغداد، ص116-117.

7.-  عبد  الحكيم أحمين: الميديا الجديدة، شبكة الجزيرة الاعلامية، الموقع الرسمي لقناة الجزيرة، http://www.aljazeera.net

8.  القرآن الكريم، سورة الأنفال، الآية 60.

9 La rousse de poche, Dictionnaire des noms communs des noms propre précis de grammaire, imprimé en france par Brodard et Taupin, 1990-1992, P 750.

10.- مصطفى مصباح دبارة،الارهاب : مفهومه واهم جرائمه في القانون الدولي الجنائي، جامعة قار يونس، ص128.

11.- أيسر محمد عطية، "دور الآليات الحديثة للحد من الجرائم المستحدثة وطرق مواجهته". محاضرة ألقيت بملتقى دولي بعنوان الجرائم المستحدثة في ظل المتغيرات والتحولات الإقليمية والدولية،عمان، الأردن،أيام 02-04/09/2014، ص09.

12.ايهاب شوقي، الإرهاب الالكتروني و جرائمه، من الموقع:  http://www.anntv.tv/new/showsubject.aspx?id=121062  (د.ت.ن) تم تصفحه يوم يوم 28-01-2017.على الساعة 18.30.

13. - سامر أبو رمان: داعش (تنظيم الدولة) في عيون الشعوب، مركز بيان للبحوث والدراسات، الرياض، السعودية، ص10-11.

14.- خالد بن صالح الشمري: فكر تنظيم الدولة " داعش"، مقال عن موقع http://www.assakina.com/book/86921.html#ixzz4jGB0MYwS

15.- ماذا تعرف عن الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”، ص2. وانظر: تنظيم دولة العراق والشام، نشأته وتوثيق لأبرز الانتهاكات التي قام بها، إعداد: الشبكة السورية لحقوق الإنسان، ص2. مجموعة باحثين، تنظيم الدولة الإسلامية، النشأة، التأثير، المستقبل، مركز الجزيرة للدراسات، 2014م، ص32-33.

16.- صيغة البيعة لأمير المؤمنين أبي بكر البغداديّ، عن موقع https://justpaste.it/ikgn، تم النشر يوم 23-12-،2014، تاريخ وساعة الولوج: 25-01-2015، الساعة 01:05مساءا.

17.-Brian michal Jenkins: The Psychological implications of media – covered terrorism, the rand corporation, santa Monica, California, june 1981, p01.

18.- Robert Louis Stevenson: The strange case of DR Jekell and MR Hyde, published by planet EBook, united state license, 1886, p12.

19.- Andrew silke: research on Terrorism, Trends, Achievements and Failures, library of congress cataloging in publication data, 2004, p 01.

20. Olivier L. Georgeon Jonathan H. Morga:Process Modeling for the Study of Non-State Political Violence, he College of Information Sciences and Technology The Pennsylvania State University, University Park,p02-05.

21. عبد الرحمان الوابلي: صناعة الانتحاري في ستة أشهر، مقال منشور بصحيفة عاجل الالكترونية، 03جانفي 2016، تم الولوج يوم 10-13-2017.

22.-Feature Film - The Stanford Prison Experiment (Documentary), YouTube, AnotherBoringWeekchannel, watched on 10-23-2017. 

23. علي بن صديق الحكمي: طرائق داعش في اقناع الشباب الوديع بأفكاره الوحشية، مركز دراسات، مقال منشور على الانترنت، يوم 09-07-2016، تم الولوج يوم 10-23-2017، 07:58h، www.katehon.com

24.- لتحميل لعبة صليل الصوارم بامكانك الاطلاع على الرابط التالي: http://ta2nea.blogspot.com/2014/09/blog-post_21.html.

25.- زهراء حيدر: الجهاد الالكتروني، وكاللة نيوز، http://www.wakalanews.info/2014/12/blog-post_46.html?m=0، تم الاطلاع يوم 11-23-2017. ، على الساعة 03.00مساءا.

26.                     - زهراء حيدر: مرجع سابق.

27.-Meaning as Collective use, Predicting Sementic Hashtag Categories on Twitter, P 02.

28.- H. Kwak, C. Lee, H. Park and S. Moon: What is Twitter?, a social network or a new media?, In proceding of the 19th International Conference on World Wide Webb, Pages 591-600, 2010.

29.- Meaning as Collective use, Predicting Sementic Hashtag Categories on Twitter, P 01.

30. سلسلة صليل الصوارم بأجزائها الثلاثة متاحة عبر الرابط التالي: https://archive.org/details/abohafsaalkaisy_gmail_HD4.

31.- سلسة "نوافذ على أرض الملاحم" الأجزاء من 1الى 50على الرابط التالي: https://justpaste.it/nawafid1-50

32.- مجلة "دابق" جميع أعداد المجلة على  الرابط التالي:  http://jihadology.net/category/al-%E1%B8%A5ayat-media-center

33. -نجلاء مكاوي، محمد محمود السيد، هيثم سمير: تنظيم الدولة دراسة تحليلية في بينة الخطاب، مركز الفكر الاستراتيجي للدراسات، الطبعة 2، تركيا، اسطنبول، 2017، ص81-83.

34.- كل اناشيد مؤسسة أجناد للانتاج الاعلامي على الرابط التالي: https://archive.org/details/hadmaswar_tutanota_20151128

35.- كل اصدارات اذاعة البيان على الرابط التالي: https://archive.org/details/ilovekishk_yahoo

36. - ابن خلدون: مقدمة ابن خلدون، (ب.د.ن) الفصل 21، ص61

37.  صهيب الفلاحي: اعلام تنظيم داعش –لماذا تنجح داعش؟، 25فيفري 2015، http://www.noonpost.org/content/5609تم الاطلاع يوم 11-23-2017، (بتصرف).

38.  من مقابلة الكترونية سمعية بصرية مع عائشة البغدادية، المقيمة بسوريا، يوم 25نوفمبر 2015من الساعة 10:05مساءا الى غاية 11:15مساءا، عبر تطبيق skype.

@pour_citer_ce_document

أمينة بكار, «الأساليب الاقناعية الموظفة من قبل التنظيمات الارهابية لاستقطاب الشباب عبر الميديا الجديدة -تنظيم داعش أنموذجا-»

[En ligne] ,[#G_TITLE:#langue] ,[#G_TITLE:#langue]
Papier : pp 225-236,
Date Publication Sur Papier : 2011-09-20,
Date Pulication Electronique : 2018-06-26,
mis a jour le : 11/07/2018,
URL : https://revues.univ-setif2.dz:443/revue/index.php?id=3038.