ترجمة الكناية القرآنيّة إلى اللغة الفرنسيّة دراسة في ترجمات ريجيس بلاشير ومحمد حميد الله وجاك بيرك Translation of the Quranic periphrasis into french A Stady on the translations of Régis Blachère, Muhammad Hamidullah and Jacques Berque
Plan du site au format XML


Archive: revues des lettres et sciences sociales


N°01 Avril 2004


N°02 Mai 2005


N°03 Novembre 2005


N°04 Juin 2006


N°05 Juin 2007


N°06 Janvier 2008


N°07 Juin 2008


N°08 Mai 2009


N°09 Octobre 2009


N°10 Décembre 2009


N°11 Juin 2010


N°12 Juillet 2010


N°13 Janvier 2011


N°14 Juin 2011


N°15 Juillet 2012


N°16 Décembre 2012


N°17 Septembre 2013


Revue des Lettres et Sciences Sociales


N°18 Juin 2014


N°19 Décembre 2014


N°20 Juin 2015


N°21 Décembre 2015


N°22 Juin 2016


N° 23 Décembre 2016


N° 24 Juin 2017


N° 25 Décembre 2017


N°26 Vol 15- 2018


N°27 Vol 15- 2018


N°28 Vol 15- 2018


N°01 Vol 16- 2019


N°02 Vol 16- 2019


N°03 Vol 16- 2019


N°04 Vol 16- 2019


N°01 VOL 17-2020


N:02 vol 17-2020


N:03 vol 17-2020


N°01 vol 18-2021


N°02 vol 18-2021


N°01 vol 19-2022


N°02 vol 19-2022


N°01 vol 20-2023


N°02 vol 20-2023


A propos

avancée

Archive PDF

N°01 VOL 17-2020

ترجمة الكناية القرآنيّة إلى اللغة الفرنسيّة دراسة في ترجمات ريجيس بلاشير ومحمد حميد الله وجاك بيرك

Translation of the Quranic periphrasis into french A Stady on the translations of Régis Blachère, Muhammad Hamidullah and Jacques Berque
ص ص 119-134
تاريخ الإرسال: 2019-04-25 تاريخ القبول: 12-04-2020

صلاح الدين بن دريميع
  • resume:Ar
  • resume
  • Abstract
  • Auteurs
  • TEXTE INTEGRAL
  • Bibliographie

معاني القرآن الكريم على ضربين واضحةٌ بيِّنة يستطيعُ كُلُّ قارئٍ أن يفهمَها، وخفيةٌ دقيقة لا يصل إليها إلاَّ من عَرَفَ مُفردات اللُّغة وفَهِمَ تراكيبَها وتمكَّنَ من أساليبها  وبلاغتها، ومنها المجاز والكناية، وهذا ما يجعل المتخصصَ في لغة القرآن يغيبُ عنه التمييزُ بينهما وعلى أيّهما يُخرِج المعنى فما ظنُّك بمَنْ أرادَ أن يترجمَ الكنايةَ والمجازَ إلى لغة غير لغته؛ فإنه يجد نفسَه أمام خياريْن: إمّا أن يجد لها مناسباً يكافئها صورةً ولفظاً في تلك اللُّغة، وإمّا أن يسعى في نقل المعنى دون الالتفات إلى رونق اللَّفظِ وجَرَسِ الصَّوْت، وهذا ما جعلني أطرحُ هذه المسألة البلاغية والترجمية المهمّة في إشكالية متمثلة في: ما مدى توفيق المترجم في نقل الكناية من القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية؟

الكلمات المفاتيح

 الكناية، المعنى، معنى المعنى، ترجمة الكناية القرآنية، الأمانة في نقل الكناية القرآنية

Les sens du saint Coran sont de deux catégories. Un sens primitif ou premier, clair et explicite que tout lecteur peut comprendre, c’est ce qui appelé de la dénotation et un sens secondaire et implicite auquel ne peut accéder que celui qui possède une connaissance très approfondie des mots et de la culture de cette langue coranique ainsi qu’une très bonne maîtrise de ses tournures, c’est de la connotation et plus particulièrement « la Kinaya » et « Al Madjaz ». Ces dernières posent des problèmes de compréhension pour un spécialiste de la langue coranique et des problèmes de traduction pour le traducteur du texte sacré voulant les rendre dans une autre langue. Le traducteur est donc perplexe entre trouver dans la langue d’arrivée une figure équivalente porteuse de connotation et de rythme et de rendre son sens explicité en le paraphrasant et en faisant abstraction de l’esthétique des mots et de la prosodie du son qui la compose. C’est cela qui m’a conduit à poser la problématique suivante : jusqu’à quelle mesure le traducteur peut-il réussir dans la traduction des versets coraniques, périphrase ou connotation, en langue française ? 

Mots clés : Périphrase, dénotation, connotation, traduction de la périphrase coranique, la fidélité dans la traduction de la périphrase

The meanings of the Holy Qur'an have two categories: a primitive or first, clear and explicit meaning that any reader can understand its denotation, and a  secondary implicit meaning that can only be accessed by one who has a very thorough knowledge of the words and culture of this Quranic language and its connotations, and more particularly the metonymy and trope, which pose problems of comprehension for the specialist of the Quranic language and problems of translation for the translator of the sacred text, wanting to translate them into another language. The latter is therefore perplexed between finding an equivalent figure of speech in the target language, or finding meaning without paying attention to the aesthetics of words and the prosody of sound. That is what led me to ask the following question: To what extent can the translator succeed in the translation of the Quranic periphrasis or connotation into French?

Keywords : Periphrasis, denotation, connotation, translation of the Quranic periphrasis, fidelity in the translation of the periphrasis

Quelques mots à propos de :  صلاح الدين بن دريميع

معهد الترجمة جامعة الجزائر2salahbendrimia@gmail.com

1. مقدمة

تُعَدُّ الكنايةُ (وتُسمى– أيضا - معنى المعنى) دلالةً باطنيةً وهي من الصور البيانية التي تُستخدم في تحسين العبارة ليس بالتصريح وإنما بالإشارة، ومن ثمَّ السيطرة على تبليغ الأفكار بأسلوب خفيّ وساحر؛ كما أنّ لها منفذا للنفس السويّة التي تُنكِر ما يَقبُح التصريح به فتلجأ للتكنيّة؛ ولعلَّ هذا ما جعل من ترجمتها ما يشبه المغامرة أي أنَّ إيجاد المقابل لها في اللغة الفرنسية ليس بالأمر الهيّن؛ وهذا ما يجعلنا نتساءل كيف يمكن للمترجم الحاذق أن يُحقِّقَ ما يلي:

- الجانب الجمالي والفني للكناية من لغة القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية.                                                              

- نقل الكناية إلى اللغة الفرنسية مع حفاظه على اللفظ والمعنى.

وهذا ما دفعني لمعالجة هذه المسألة البلاغية والترجمية المهمّة من خلال ثلاثة نماذج اعتنت بترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية تحت إشكالية: -هل يمكن للمترجم نقل الكناية القرآنية إلى اللغة الفرنسية دون خسارةٍ في اللفظ والمعنى؟

-ما مدى تحقيقه للأمانة العلمية مع مراعاته لبنية الكناية؟ 

وسنتبع في دراستنا المنهجَ الوصفي التحليلي المقارن في الترجمة الذي يرمي إلى مقارنة ترجمات الكناية القرآنية معتمدين على تفاسير الآيات القرآنية من أجل فهم معناها اللغوي والسياقي، محاولين عرض بعض الأمثلة وكيفية ترجمتها والقول ما إذا كان المترجمون أحسنوا نقل معنى الكناية القرآنية أم لا.

لذلك فإشكالية بحثنا هي ما مدى توفيق المترجمين في نقل محتوى الكناية القرآنية بمعناها ومبناها وجماليتها ومغزاها، في ظل اختيارهم الترجمة الحرفية أو ترجمة المعنى.

يتجلى جمال العربية في بيانها ومن أهم مظاهر هذا البيان الكناية التي شغلت علماء البلاغة منذ القديم إلى يوم النّاس هذا، وفي ذلك يقول عبد القاهر الجرجاني:((قد أجمع الجميعُ على أنَّ الكِنايَةَ أبلغُ من الإفصاح، والتعريضَ أوقعُ من التصريح، وأنَّ للاستعارة مَزِيَّةً وفَضْلاً، وأنَّ المَجازَ أبداً أَبْلَغُ مِنَ الحقيقة)) (1)، فيُفهم من كلامه أنّ للكناية قدراً وفضلاً أي: أنّ لها جانباً جماليّاً فنّياً؛ وجانباً آخر متمثلا في القدرة على إيصال المعاني إلى المتلقي بأقصر سبيل، وخصوصاً إذا تعلَّقت بالقُرآن الكريم الذي امتلأتْ سُطورُهُ بالكناية وهذا ما جعل المنشغلين بترجمة معاني القرآن يُعنون بنقل معانيها إلى اللغات الأُخرى وبالتحديد اللغة الفرنسية، لذلك سيُحاولُ هذا المقالُ البحثَ عن بعض كنايات القرآن المُترجمة إلى الفرنسية للوقوف على أبعادها الجمالية والتعبيرية، وكيف تُرجمت لفظا ومعنى؛ ومدى تأثيرها في الأمانة العلمية للترجمة، معتمدين لتوضيح ذلك على ثلاث ترجمات مختلفة للقرآن الكريم؛ تصدى لها  فرنسيان  نصرانيان هما  ريجيس بلاشير Régis BLACHÈRE   وجاك بيرك Jacques BERQUE، وهنديٌّ مسلم هو محمد حميد الله،

وسندرج هذه الترجمات في جداول نبيّن فيها رقم الآية المختارة واسم السورة ومقطع الآية المدروسة ومترجمها.

وأهم مباحث المقال ما يلي:

-مفهوم الكناية وأنواعها في العربية وفي الفرنسية.

-بلاغة الكناية والغرض منها والفرق بينها وبين المجاز وبينها وبين التعريض.

-نظريات الترجمة الحديثة وترجمة معاني القرآن الكريم.

-التطبيق على النماذج المختارة وتحليل الترجمات ونقدها.

2.  الكناية في العربية

1.2     تعريف الكناية

 لغة: كنى: كنيت عن الأمر، إذا تكلمت بغيره مما يستدل به عليه ولذلك تسمى الكُنية كأنها تورية عن الاسم(2).

اصطلاحا: يُعرِّفُ السكّاكي الكنايةَ قائلاً: (الكنايةُ هي تركُ التصريح بذكر الشيء إلى ذكر ما يلزمه، لينتقلَ من المذكور إلى المتروك، كما تقول: فلانٌ طويلُ النِّجادِ، لينتقلَ منه إلى ما هو ملزومه وهو طولُ القامة، وكما تقول: فلانةٌ نؤومُ الضُّحى، لينتقلَ منه إلى ما هو ملزومه، وهو كونها مخدومة، غيرُ مُحتاجةٍ إلى السَّعي بنفسها في إصلاح المهمّات، وذلك أنَّ وقتَ الضُّحى وقتُ سَعيِ نساءِ العرب من أمر المعاش وكفاية أسبابه، وتحصيل ما تحتاجُ إليه في تهيئة المتناولات، وتدبير إصلاحها، فلا تنامُ فيه من نسائهم إلاَّ مَنْ يكونُ لها خدمُ ينوبون عنها في السَّعي لذلك)(3).

وعليه فالمناسبة بين التعريف اللغوي والاصطلاحي واضحة وهي أنّك تعبر عن الشيء بغير لفظه وإنّما تعبر عنه بما يُستدل به. وما يوضح ذلك قول الجرجاني:(والمرادُ بالكناية هاهنا أن يريدَ المتكلِّمُ إثباتَ معنىً من المعاني، فلا يذكره باللفظ الموضوع له في اللغة، ولكن يجيءُ إلى معنى هو تاليه ورِدفه في الوجود، فيومئُ به إليه، ويجعله دليلاً عليه،

مثال ذلك قولهم: هو طويلُ النِّجادِ، يريدون طويلَ القامة (وكثيرُ رَمادِ القِدْرِ)، يعنون كثيرَ القِرَى وفي المرأة:(نؤومُ الضُّحَى)، والمراد أنَّها مُتْرَفَةٌ مَخْدومَة، لها مَنْ يكفيها أمرَها، فقد أرادوا في هذا كُلِّهِ، كما ترى، معنىً، ثمَّ لم يذكروهُ بلفظه الخاص به، ولكنَّهم توصَّلوا إليه بذكر معنىً آخر من شأنه أن يردَفَهُ في الوجود، وأن يكون إذا كان. أفلا ترى أنَّ القامةَ إذا طالت طالَ النِّجادُ؟ وإذا كَثُرَ القِرَى كَثُرَ رَمادُ القِدْرِ؟

وإذا كانت المرأةُ مُتْرَفَةً لها مَنْ يكفيها أمرَها، رَدِفَ ذلكَ أن تنامَ إلى الضُّحَى؟). (4)

2.2 أقسام الكناية وبلاغتها والغاية منها

((أطبقَ العُلماءُ على تقسيم الكناية إلى أقسامٍ ثلاثةٍ، ذلك لأنهم بعد البحث والاستقصاء وجدوا أنَّ المعنى المكنى عنه إمَّا أن يكونَ صفةً كقولهم: '' كثيرُ الرَّماد'' فإنه كنايةٌ عن الكَرَمِ، والكرَم صفة وإمَّا أن يكون موصوفاً وذلك كقول أمير الشعراء:

وَلِي بَيْنَ الضُّلُوعِ دَمٌ ولَحْمٌ***هُما الوَاهِي الذّي ثَكِلَ الشَّبَابا

فقد كنَّى بقوله هذا عن القَلْبِ، وإمَّا أن يكون نسبةً والنسبةُ هي إثباتُ شيءٍ أو نفيُه عنه، وذلك كالمثال المتقدِّم "الكَرَمُ بين بُردَيه" والمرادُ إثباتُ الكَرَم للممدوح.)) (5)

أ/ الكناية عن صفة

هي أن تذكرَ الموصوفَ وتنسبَ له صفة، ولكنك لا تريد هذه الصفة وإنّما تريد لازمَها ففي قولك: ''فلانٌ كثيرُ الرَّماد'' ذكرٌ للموصوف وهو فلان، وذكرٌ لصفته وهي كثرة الرماد، ولكنك لم ترد هذه الصفةَ نفسها، بل أردتَ صفةً لازمةً لها وهي الكَرَم؛ لأنَّ كثرة الرماد تنشأ عن كثرة النار، وهذه تنشأ عن كثرة الحطب، وهي تنشأ عن كثرة الطبخ، وذلك نتيجة كثرة الضيفان، والكَرَم لازم لذلك كله(6).

ب/: الكناية عن موصوف

عناصر الكناية ثلاثة هي الموصوف والصفة والنسبة، ففي الكناية عن الصفة نذكر هذه الثلاث، إلاَّ أنَّ الصفة المذكورة غير الصفة المرادة، وفي هذا القسم فنحن نذكر الصفة والنسبة فحسب ولا نذكر الموصوف المحذوف المُكنَّى عنه، ففي قول أحمد شوقي:

  وَلِي بَيْنَ الضُّلُوعِ دَمٌ ولَحْمٌ **** هُما الوَاهِي الذّي ثَكِلَ الشَّبَابا

كنايةٌ عن القلب، وكذلك في قول عمرو بن مَعَدي كرب:

والقَادِسِيةُ حَيْثُ زاحَمَ رُسْتُمٌ**** كُنَّا الحُمَاةَ نَهُزُّ كَالأَشْطَانِ

الضَّارِبينَ بِكُلِّ أَبْيَضَ مُخْذَمٍ****وَالطَّاعِنِينَ مَجَامِعَ الأَضْغَانِ

فإنَّ مجامعَ الأضغان كنايةٌ عن القَلْبِ، لأنها صفةٌ له في الحقيقة، ومنه قول البُحتري

في قصيدته التي يتحدَّث فيها عن طعنه للذئب (7):

فَاَتْبَعْتُها أُخْرَى فَأَضْلَلْتُ نَصْلَها***بِحَيْثُ يَكُونُ اللُّبُّ والرُّعْبُ والحِقْدُ

يريد أنه طَعَنَهُ في قلبه ولكنه لم يذكر القلبَ، وإنَّما ذَكَرَ صفةً كَنَّى بها عن القلب، وهي قوله:

''حيث يكون اللُّبُّ والرُّعْبُ والحِقْدُ''، ومنه قول آخر: قَوْمٌ تَرَى أَرْمَاحَهُمْ يَوْمَ الوَغَى****مَشْغُوفةً بِمَواطِنِ الكِتْمَانِ

فـ: (مواطن الكتمان) صفة القلوب وقد كنى بها عنه(8)

ومنه الآية الكريمة: ﴿أَوَ مَن يُنَشَّؤُاْ فِي ٱلۡحِلۡيَةِ وَهُوَ فِي ٱلۡخِصَامِ غَيۡرُ مُبِينٖ ١٨ ﴾ [الزخرف 18] كنايةٌ عن النساء.

ومنه قول المتنبي:

وَمَنْ في كَفِّهِ مِنهمْ قَناةٌ **** كَمَنْ في كَفِّهِ منهم خِضابُ

وفيه كنايةٌ عن الموصوف كذلك، فهو يقول: إنَّ رجالَهم أصبحوا كالنساء لأنَّ قوله:

'' مَنْ في كفِّه قَناةٌ '' كنايةٌ عن الرِّجال، و'' مَنْ في كفِّه خِضابٌ '' كنايةٌ عن النساء (9)

ج/ الكناية عن نسبة

النسبة هي إثبات شيء لشيء أو نفيه عنه، فالنسبة في قولنا: ''المؤمنون أعزَّاء'' هي إثبات العزّ للمؤمنين، وفي قولنا: '' المؤمنُ ليسَ جباناً'' النسبة نفي الجُبن عن المؤمن. فمن الأول: قول زياد الأعجم

إنَّ السَّمَاحَةَ والمُرُوءَةَ والنَّدَى**** في قُبَّةٍ ضُرِبَتْ على ابْنِ الحَشْرَجِ

فقد ذَكَرَ هذه الصفات ولم ينسبها لابن الحشرج مباشرةً وإنما جعلها في قبة مضروبة عليه، ومنه قول أبي نواس:

فَمَا جَازَهُ جُودٌ ولاَ حَلَّ دُونَهُ **** وَلَكِنْ يَسيرُ الْجُودُ حَيْثُ يَسيرُ

ففي الشطر الثاني من البيت كناية عن نسبة لأنه يريد أن يثبتَ الجودَ للممدوح ولكنه كنى عن ذلك فجعلَ الجودَ مُلازِماً له يسير حيث يسير (10)، ومن الثاني: قول النبي صلى الله عليه وسلَّم: (المسلمُ مَنْ سَلِمَ المسلمون من لسانه ويده) وهي كنايةٌ عن أنَّ مَنْ يؤذي المسلمين ليسَ مسلماً، وإن لم يذكر الموصوف هنا إلاّ أنه فهِمَ من الحديث الشريف(11)

 بلاغة الكناية

يقول المراغي: (الكنايةُ فنٌّ من التعبير تَوَخَّاهُ العَرَبُ استكثاراً للألفاظ التي تؤدِّي ما يُقْصَدُ من المعاني، وبها يتنوفون في الأساليب، ويزينون ضُروبَ التعبير، ويكثرون من وجوه الدلالة، انظر إلى امرئ القيس تجدْه كنَّى عن المرأة ببيضة الخِدر في قوله: وَبَيْضَةِ خِدْرٍ لاَ يُرَامُ خِبَاؤُهَا***تَمَتَّعْتُ مِنْ لَهْوٍ بِهَا غَيْر مُعْجَلِ

وإلى حميد بن ثور نراه كَنَّى عنها بالسَّرْحَةِ في قوله:

أبى الله إلاّ أنَّ سَرْحَةَ مالك **** على كل أفنان العضاه تروق

       فيا طيب رياها وبرد ظلالها**** إذا حان من حامي النهار وديق

وإلى النبيّ صلَّى اللهُ عليه وسلم وقد كَنَّى عنها بالقارورة في قوله لأنجشة وهو يحدو بنسائه:

'رِفْقاً بالقَوارير'، وبها ينصبون الدَّليلَ على كل قضية ويقيمون البرهان على كل مدَّعي، انظر إلى المتنبي وهو يذكرُ وقيعةَ سيف الدولة بأعدائه: فَمَسَّاهُم وبُسُطُهم حَريرٌ**** وَصَبَّحَهُم وَبُسُطُهُمْ تُرابُ

تجدْه قد أرادَ أن يبيّنَ أنه قَهَرَهم وأَذَلَّهُم بعد أن كانوا أَعِزَّةً، لكنَّه تلطَّفَ في التعبير ونصب الدليل على صحة دعواه، فأشارَ إلى عِزَّتهم أولاً بافتراشهم بُسُط الحرير، ثمَّ إلى ذِلَّتهم بعد بافتراشهم بُسُطَ التراب (12) 

الغرض من الكناية

ما يوضح لنا الغرض من الكناية صنيع المُبرَّد الذي تكلَّم عن أغراض وفوائد الكناية فجعلها ثلاثة أوجه هي:

1-التعمية أو التغطية 2-الابتعاد عن اللفظ الخسيس إلى غيره.3- للتفخيم والتبجيل. فأما الأولى فمثل قول النابغة الجعدي:

أكنّي بغير اسمها وقد عَلِمَ اللَّ **** ـــهُ خَفِيَّاتِ كُلِّ مُكتتم

وأمّا الثانية فَكَقوله تعالى عن عيسى ومريم عليهما السلام:﴿ مَّا ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ مَرۡيَمَ إِلَّا رَسُولٞ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُ وَأُمُّهُۥ صِدِّيقَةٞۖ كَانَا يَأۡكُلَانِ ٱلطَّعَامَۗ ٱنظُرۡ كَيۡفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ ٱلۡأٓيَٰتِ ثُمَّ ٱنظُرۡ أَنَّىٰ يُؤۡفَكُونَ ٧٥﴾[المائدة، 75] كنايةٌ بإجماعٍ عن قضاء الحاجة، لأنَّ كُلَّ مَنْ أَكَلَ الطَّعامَ في الدُّنيا أَنْجى، يقالُ نجا وأنجى، إذا قام لحاجة الإنسان.(13)

 الفرق بين الكناية والمجاز

يقول الجرجاني: وأمَّا (المجاز) فقد عَوَّلَ النَّاسُ في حَدِّهِ على حديث النَّقل، وأنَّ كُلَّ لَفْظٍ نُقِلَ عن موضوعه فهو مجاز والاسم والشهرة فيه لشيئين:(الاستعارة) و(التمثيل) مجازاً إذا جاء على حَدِّ (الاستعارة).(14)  وأمّا الكناية: فقد أجمعَ الجميعُ على أنَّ (الكنايةَ) أبلغُ من الإفصاح، والتعريضَ أوقعُ من التصريح، وأنَّ للاستعارةَ مزيَّةً وفَضْلاً، وأنَّ المجازَ أبداً أبلغُ من الحقيقة فنحنُ وإن كُنَّا نعلمُ أنك إذا قلت:

''هو طويلُ النِّجاد،وهو جمَّ الرَّماد'' كان أبهى لمعناك، وأنبلَ مِنْ أَنْ تَدَعَ الكنايةَ وتُصَرِّحَ بالذي تريد.(15) فالتفريق بين الكناية والمجاز من وجهين: الأول أنّ الكناية يقابلها التصريح والمجاز تقابله الحقيقة ومن جهة أخرى هو أنّ اللفظ المستخدم في الكناية يكون قريبا منها بخلاف اللفظ المستعمل في المجاز فهو غيره، يقول المراغي: (اعلم أنَّ اللَّفظَ إن اسُتعملَ في معناه الموضوع له فحقيقة، وإن استعمل في غيره لعلاقة مع قرينة، فإمَّا مانعةٍ من إرادة المعنى الأصلي فَمَجازٌ، وإمَّا غير مانعة فَكِناية. والمَجازُ إن كان لعلاقةِ المُشابهة فإن كان مُفْرَداً سُمّيَ مَجازاً مُرسَلاً، وإن كان مُرَكَّباً قيل له: مجاز مركَّب مُرسَل). (16)

الفرق بين الكناية والتعريض

إنّ هذه المصطلحات وإن كانت تبدو متشابهة ومتداخلة إلا أنّها مختلفة من حيث الدلالة، وقد قدمنا الكلام عن الفرق بين الكناية والمجاز وسنورد هنا الفرق بين الكناية والتعريض؛ الذي يعدّ واسطة بين الكناية والمجاز وفي هذا يقول السكّاكي: (واعلم أن التعريض تارة يكون على سبيل الكناية وأخرى على سبيل المجاز، فإذا قلت آذيتني فستعرف وأردت المخاطب إنسانا آخر معتمدا على قرائن الأحوال كان من القبيل الأول وإن لم ترد إلا غير المخاطب كان من القبيل الثاني فتأمل، وعلى هذا فقس وفرع إن شئت فقد نبهتك) (17).

 ومن خلال كلام السكاكي فالتعريض على سبيل الكناية هو أن تذكر شيئا وأنت تريد غيره لقرينة، والتعريض على سبيل المجاز هو وضعك الشيء في غير موضعه وأنت تريد غيره.

وأدق تفريق بين الكناية والتعريض ما جاء عن ضياء الدين بن الأثير: ((واعلم أنَّ الكنايةَ تشمل اللَّفظَ المفرد والمركَّب معاً، فتأتي على هذا تارة، وعلى هذا أخرى، وأمَّا التعريضُ فإنه يختصُّ باللَّفظ المركَّب، ولا يأتي في اللَّفظ المفرد البتَّة)). (18)

الكناية في اللغة الفرنسية

تَعرِف اللغة الفرنسية العديد من الصور البيانية التي تقابل الكناية العربية منها المصطلحات الثلاثة التالية:

La périphrase/L’antonomase/L’euphémisme 

يُعرِّف بيير فونتانييه (Pierre FONTANIER) La périphrase قائلاً:

((La Périphrase consiste à exprimer d’une manière détournée, étendue et ordinairement fastueuse, une pensée qui pourrait être rendue d’une manière directe et en même temps plus simple et plus courte)) (19).

أي أنَّ:( (الكنايةُ هي التعبيرُ بمواربة وتوسُّع وتفخيم عادةً، عن فكرةٍ كان يمكن التعبير عنها بطريقة مباشرة وفي الوقت ذاته بطريقة أيسر وأوجز))، ويُتابعُ فونتانييه حديثه قائلاً:

((Il en résulte que la périphrase apparaît comme une reformulation figurative d’un terme monoverbal, dont on modifie les proportions (par rapport au "plus court" et au "plus simple" aux niveaux morphologique et syntaxique) et la manière d’exprimer le contenu conceptuel (par rapport au "plus direct", aux niveaux rhétorique et sémantique). Cette reformulation relève d’une conception esthétique de l’élocution : il s’agit d’une phrase de circuit, selon l’étymologie latine circuitio, et de détour, selon la racine originelle du mot grec, peri. Elle se caractérise par l’ambiguïté sémantique, l’amplification syntaxique et l’élégance expressive où elle représente, dans le pire des cas, une chute gratuite dans l’enflure)) (20)

ومعنى ذلك أنَّ الكنايةَ تبدو كإعادة صياغة خيالية لِلَفظ واحد، نقوم  بتعديل نِسَبه (مقارنة بما هو''أقصر'' و ''أيسر'' على المستوى الصرفي والتركيبي) وطريقة التعبير عن المحتوى المفهومي (مقارنة ''بما هو أكثر مباشرة''، على المستوى البلاغي والدلالي) إعادة الصياغة هذه أصلها مفهوم جمالي للفصاحة: هي جملة ملتوية من الكلمة ''circuit'' حسب الأصل اللاتيني circuitio، والمواربة حسب الجذر الأصلي للكلمة الإغريقية peri.تتميَّزُ بالغموض الدلالي والإطناب التركيبي، والأناقة التعبيرية، حيث تشكل في أسوء الحالات سقوطاً في التفخيم. ولذلك تسمى أيضا circonlocution La وفيما يلي أمثلة عن La périphrase:

 « La langue de Shakespeare » (pour désigner la langue anglaise)

 « Le roi soleil » (pour désigner Louis XIV)

« Les forces de l’ordre » (pour désigner les policiers)

هي استبدال لفظة بتعريفها أو بعبارة أطولَ ولهما المعنى نفسه. وتستعمل عادة لغاية شعرية أو مجازية. وأمثلة ذلك:

"لغة شكسبير" (ونعني بها اللغة الإنجليزية)

" الملك الشمس" (ونقصد به لويس الرَّابع عشر)

"قوات حفظ النظام" (ونقصد بهم الشرطيين-أو الشرطة-)

ويقدّم القاموس الإلكتروني المسمَّى: المركز الوطني للموارد النصية والمعجمية: Centre Nationale des Ressources Textuelles et Lexicales تعريفاً لمصطلح: L’antonomase:

هي صورة بيانية تعتمد على استبدال اسم عَلَم باسم جنس أو العكس، للتخصيص في التعبير أو الإيحاء فيه.

Antonomase, subt.fém. : Rhét. : Figure qui consiste à remplacer, en vue d’une expression plus spécifiante ou plus suggestive, un nom propre par un nom commun (le Sauveur pour Jésus-Christ) ou un nom commun par un nom propre (un Tartuffe pour un hypocrite).(21)

المُخَلِّص: كناية عن المسيح عيسى، تَرْتيف(Tartuffe): كنايةٌ عن المُنافق (شخصية موليير(Molière) الرئيسية في مسرحيته: ''Le Tartuffe'') وكذلك: أرباڤون (Un harpagon): كناية عن البخيل وهو شخصية أساسية في مؤلَّف موليير:''L’avare''،

تعريف L’euphémisme

L’euphémisme est une figure de rhétorique, du grec phêmi (« je parle ») et eu (« bien, heureusement »), qui était utilisée dans l’Antiquité pour éviter les termes qui pouvaient attirer le malheur. L’utilisation de l’euphémisme à cette période est assez simple à expliquer : il fallait cacher des réalités un peu tendancieuses à l’époque, comme tout ce qui touchait à la sexualité, au corps etc (22)

وهي تورية (أو تلطيف) من الصور البلاغية، أصلها من الإغريقية''phêmi'' التي تعني: ''أتكلَّمُ'' و''eu'' التي تعني: ''بحسنٍ، بسعادة'' كانت مستعملة في القديم من أجل تجنُّب الألفاظ التي قد تأتي بالمصيبة. وما يُفسِّر هذا الاستعمال الذي كان موجوداً في هذه الحقبة: أنَّه كان لا بدَّ من إخفاء الحقائق المُغرِضَة بعض الشيء في ذلك الوقت، ككل ما يمس العلاقات الجنسية والجسد...إلخ

On peut, à ce propos, citer l’un des célèbres euphémismes du Tartuffe de Molière, quand celui-ci dit:« Je ne suis pas un ange » pour signifier ses envies sexuelles. Le dramaturge doit passer par des euphémismes pour montrer que son personnage est libidineux, parce que la sexualité faisait partie des tabous de l’époque. (23)

ومن أشهر التوريات (أو التلطيفات) ما ورد على لسان موليير"Molière'': ''ترتيف'' Tartuffe عندما قال،كنايةً :

  « Je ne suis pas un ange » أي: ''لستُ مَلَكاً'' يقصد بذلك أنَّ له كسائر البَشَر رغباتٍ جنسية، لأنَّ الكاتب المسرحي كان عليه أن يستعملَ هذه التوريات ليُبيِّنَ أنَّ شخصيتَهُ غِلِّيمَةٌ، لأنَّ الجنسَ في ذلك العهد كان من الطابوهات(المُحرَّمات). ومن الكناية عن الموت ما يلي:

Il est parti, il nous a quitté, il s’est éteint …= il est mort

رَحَلَ عنَّا، رحل، انطفأت شمعته= توفي، مات.

نظريات الترجمة الحديثة وترجمة معاني القرآن الكريم

ارتكزت نظريات الترجمة قبل القرن العشرين عند العرب والغرب على ثنائية الترجمة الحرفية والترجمة الحرة، بين ترجمة "كلمة بكلمة" وترجمة "معنى بمعنى" انطلاقا من شيشرون Cicéron  والقدّيس جيروم Saint Gérôme   عند الغرب، وابن البطريق عند العرب، ثم بعد ذلك ما فتئ المنظّرون للترجمة يتطرَّقون لمفاهيم أخرى " فكان النموذج الثلاثي ( الذي يضم النقل الحرفي والنقل بتصرف والمحاكاة) والذي وضعه  درايدن Dryden  في آخر القرن السابع عشر يمثل أول محاولة للدراسة المنهجية للترجمة، كما كان تأكيد شلايرماخر Schleiermacher على الطابع الأجنبي للنص المترجم ذا تأثير كبير على دارسي الترجمة حتى عصرنا الحالي"(24 )، ثم جاء الأمريكي يوجين نايدا Eugene Nida   الذي اهتمّ بترجمة الإنجيل ونظَّر للترجمة انطلاقا من ذلك وتكلَّم عن مصطلحين خُلِّدَ ذكرهما عند المهتمّين بالترجمة من ممارسين ومنظِّرين ألا وهما مصطلح التعادل أو المكافئ الصوري أو الشكلي (Equivalence formelle )  والتعادل

(أو المكافئ) الدينامي (Equivalence dynamique)، وتكلَّم أيضاَ عن التأثير المشابِه (Le même effet).

أمّا التعادل الصوري فيحدِّده نايدا، كما يذكر ذلك محمد عناني في كتابه عن نظريات الترجمة الحديثة على النحو التالي (25):

"التعادل الصوري يركز الانتباه على الرسالة نفسها، في الشكل والمضمون...إذ ينصبُّ اهتمامنا على التماثل الدقيق،

قدر الطاقة، بين الرسالة في لغة التلقي وشتى عناصر تلك الرسالة في اللغة المصدر." ومن ثمّ فإن التعادل الصوري موجه إلى اللغة المصدر وأبنيتها التي تتحكَّم إلى حد بعيد في مدى دقة الترجمة وصحَّتها، وأصدق الأمثلة، يضيف محمد عناني، على هذا النوع من الترجمة هو ما يسمى" بالترجمة ذات الحواشي" gloss translation أي ذات الشروح الملحقة بها. وأمّا التعادل الدينامي فيستند إلى ما يسمّيه نايدا " مبدأ تعادل التأثير"-ويشرحه نايدا قائلاً، يضيف محمد عناني:

"يجب أن تكون العلاقة بين المتلقي والرسالة مطابقة إلى حد كبير للعلاقة التي كانت بين المتلقي الأصلي والرسالة نفسها"(26)، ويرى نايدا نجاح الترجمة في أربعة متطلبات أساسية هي:

1-أن يكون لها معنى.

2-وأن تنقلَ روحَ الأصل وأسلوبَه.

3-وأن يكونَ شكل التعبير بها طبيعياً ويسيرَ المأخذ.

4-وأن تُحدثَ تأثيراً مماثلاً.

لكن نظرية نايدا تعرضت للنقد فكيف يمكن أن يُحدِث النصُّ تأثيراً مماثلاً وبخاصَّة إذا تعلق الأمرُ بترجمة النصوص الدينية وبإحداث الأثر المماثل عند ترجمة معاني القرآن الكريم وهو كلام الله المعجز في ألفاظه ومعانيه؟

 ثم أتى الإنجليزي بيتر نيومارك Peter NEWMARK الذي تأثر بنايدا الذي عُرف بنظريته عن الترجمة الدلالية(sémantique) والترجمة التوصيلية (communicative)، حيث انتقد نيومارك نايدا فيما يخص مصطلح التأثير المعادل ووصفه النجاح الذي تكلم عنه نايدا بالنجاح "الوهمي" لذلك فضَّل استعمال المصطلحين الأخيرين عوضاً عن مصطلحي التعادل الصوري والتعادل الدينامي، وقد تكلَّمَ عن ذلك محمد عناني في الكتاب المذكور آنفا: "ومن ثمَّ فهو 'نايدا' يقترح تضييق الفجوة بالاستعاضة عن المصطلحات القديمة بمصطلحين آخرين هما الترجمة الدلالية والترجمة التوصيلية قائلاً:" إن الترجمة التوصيلية تحاولُ أن تؤثر في قرّاء الترجمة تأثيراً يقتربُ قدر الطاقة من تأثير النص الأصلي في قرائه. وأما الترجمة الدلالية فهي تحاولُ أن تنقلَ-بقدر ما تسمح به الأبنيةُ الدلالية والتركيبية للغة الثانية من الأمانة-المعنى السياقي الدقيق للأصل" (27)

وسنحاول اعتماد هذا النوع من النظريات وهي الترجمة الدلالية لأنها تركز على المعنى المرتبط بسياقات الكلام، لأن فهم الكناية مرتبط بفهم السياق الذي قيلت فيه، لذلك فنظرية المعنى في الترجمة مرتبطة بدلالة الألفاظ ودور السياق في تحديد المعنى وفهمه ومن ثمّ نقله نقلا يقترب من الأصل حتى لا نقول يماثله مثلما قال نايدا.

ترجمة الكناية القرآنية من خلال النماذج المختارة من ترجمات (ريجيس بلاشيرRégis BLACHÈRE  

ومحمد حميد الله وجاك بيرك Jacques BERQUE):

1/ الكناية عن صفة البخل والتبذير

قال تعالى: ﴿وَلَا تَجۡعَلۡ يَدَكَ مَغۡلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبۡسُطۡهَا كُلَّ ٱلۡبَسۡطِ فَتَقۡعُدَ مَلُومٗا مَّحۡسُورًا ٢٩﴾ [الإسراء: 29]

كناية عن صفة البخل في قوله تعالى وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ، وعن صفة التبذير في قوله وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ.


مثال 1مقطع الآية

ترجمتها

السورة

الإسراء

الآية

29

Ne place point ta main fermée à ton cou pour ne point donner [et ne l’étends pas non plus trop largement, [sans quoi tu te trouveras honni et misérable !  (28)

 بلاشير

وَلَا تَجۡعَلۡ يَدَكَ مَغۡلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبۡسُطۡهَا كُلَّ ٱلۡبَسۡطِ فَتَقۡعُدَ مَلُومٗا مَّحۡسُورًا ٢٩

Ne garde pas la main entravée à ton col et ne l’ouvre non plus trop large, ce qui t’exposerait ou au blâme ou à la déchéance (29)

بيرك

Ne porte pas ta main enchainée à ton cou[par avarice [et ne l’étend [sic [pas non plus trop largement,sinon tu te trouveras blâmé et chagriné (30)

حميد الله

           


هذا التعبير القرآنيُّ كنايةٌ عن البخل: (مغلولة إلى عنقك) وعن التبذير: (تبسطها كل البسط) نلحظ أن كثيرا من المترجمين بما فيهم الثلاثة الذين اخترتهم نماذجا (بيرك وبلاشير وحميد الله) ترجموها ترجمةً حرفيةً نَقَلت التعبيرَ والكنايةَ العربية كما هي، وهذا ما أدى إلى فساد المعنى في اللغة المنقول إليها لذلك فقد أخطأ من ترجمها ترجمةً حرفية تحيد عن المعنى.

فلم تنقل هذه الترجماتُ الحرفيةُ إلى القارئ الفرنسيِّ، الذي لا يعرف العربيةَ ولا أساليبَها، المعنى المُرادَ باللَّفظ الذي تستسيغه الفرنسيةُ الذي لا يفهمُ المتكلمون بها هذه الكناية ويَقْبَلونها فقد بحثت فما ووجدتُ من العبارات الجاهزة التي فيها كلمة 'main' فلم أجد هذا المعنى، غير:

Avoir les mains libres, avoir les mains liées, avoir, ne pas avoir de liberté d'action (31).

ومعناها: عدم وجود الحرية في التصرّف، ولا تعني البخلَ-فيما علمت-والأدهى أن كثيراً من المترجمين حافظوا على هذه الكناية ونقلوها إلى الفرنسية كما هي دون محاولة إفهام المتلقي الفرنسي معنى هذه الكناية، مكتفين بمحاكاتها ونسخها. وعند البحث في أكثر القواميس ثراءً وعمقاً نجد في قاموس CNRTL في مادة 'main’ فيما نجد في التعابير المحتوية على هذه الكلمة، هذه العبارة:

L’argent ne lui tient pas, lui fond dans les mains. Il dépense sans nécessité, sans modération(32)

وهي عبارة نرى أنها تؤدي أحسن معنى: ((ولا تبسطها كلَّ البسط)) (للتعبير عن التبذير)، أو كان الأحرى استعمال الصفات: dépensier, gaspilleur, dissipateur, prodigue 

وفي قاموس (Le GR): في مادة ''fondre '' نجد هذه العبارة الجاهزة:

3- (Sujet n. de chose). Diminuer rapidement. Disparaître. | Brumes qui s'amincissent. →Dissiper (se). a Loc. fam. L'argent lui fond dans les mains. → Couler des doigts. a Fondre comme neige au soleil. Richesses qui fondent plus vite qu'on ne les amasse. (33)

أمَّا التعبيرُ عن البخل فهناك تعابيرُ أخرى كان يمكن استعمالُها لإفهام القارئ الفرنسي مثل الصفات: avare، avaricieux، ladre، أو الظروف: chichement, parcimonieusement،

فكان يمكن ترجمة الآية مثلاً كالآتي: = Ne vis pas chichement mais ne sois pas non plus prodigue

2/الكناية عن صفة التكبُّر والخُيَلاء

تصعير الخدّ

كنّى اللهُ عزَّ وجلّ عن صفة المتكبّر بتصعير الخدّ وهو إِمالَتُه وصَرْفُه عن الناس خُيلاء وعُجْباً. قال تعالى:

﴿وَلَا تُصَعِّرۡ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمۡشِ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَحًاۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخۡتَالٖ فَخُورٖ ١٨[لقمان: 18]


مثال  2 :  الكناية عن صفة التكبُّر والخُيَلاء: تصعير الخد

مقطع الآية

ترجمتها

السورة

لقمان

الآية

18

Des hommes, ne détourne point le visage ! Ne va pas sur la terre plein de morgue ! Allah n’aime point l’insolent plein de gloriole.(34)

بلاشير

وَلَا تُصَعِّرۡ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمۡشِ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَحًاۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخۡتَالٖ فَخُورٖ ١٨

« ne te rengorge pas sur les autres. Ne marche pas sur terre avec pétulance » …

--Dieu déteste l’outrecuidant, le fanfaron(35)

بيرك

Et ne renfrogne par ta joue, pour les gens, et ne foule pas la terre avec arrogance :

Dieu n’aime pas du tout, vraiment, le présomptueux plein de gloriole(36)

حميد الله

           


جاء في تفسير الطبري (37): ((وتأويل الكلام: ولا تُعْرِضْ بوجهك عمَّنْ كلَّمتَه تكبُّرا واستحقاراً لمن تكلّمه، وأصل(الصّعر) داءٌ يأخذُ الإِبِل في أعناقها أو رؤوسها حتى تلفتَ أعناقُها عن رءوسها، فيشبّه به الرجل المتكبّر على الناس، ومنه قول عمرو بن حُنَيٍّ التَّغلبيّ: وكُنَّا إذَا الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّهُ **** أقَمْنا لَهُ مِنْ مَيْلِهِ فَتَقوَّما

لقد أحسنَ بيرك ترجمةَ الكناية بكنايةٍ فرنسية وهي رفع الرأس إلى أعلى وتقديم الرقبة إلى الأمام، أو نقل الذقن إلى الحلقوم خُيلاء كما يفعلُ الطَّاووس، وذلك عندما استعمل الفعل:"Se rengorger" الذي معناه كما ورد في قاموس: (Le GR):

2-(1660). Prendre une attitude avantageuse (cf. Bomber le torse, etc.) par affectation d'importance, par fierté, par orgueil*. Beau, important (faire le beau, l'important), poser. Se rengorger comme un paon (par métaphore).  Pavaner (se), roue (faire la). | Se rengorger et marcher fièrement.

ومعناه: هو سلوك المَرَح بدافع التصنُّع والعُجب، والخُيلاء، مثاله: تبخترَ كالطاووس، أو تبخترَ ومَشَى باختيال. أمَّا بلاشير فاختار نقل المعنى بطريقة مباشرة دون الأسلوب الكِنائي، فَنَقَلَ المعنى لكنَّه لم ينقل الصورةَ البيانيةَ التي في القُرآن فلا أراه وَفَّى بالمعنى كاملاً ولا أَحدثَ الأثرَ نفسه في المُتلقي الفرنسي. وأمّا حميد الله، فقد ابتعدَ عن المعنى،

إذِ استعمل الفعلَ:''se renfrogner'' الذي معناه قَبْضُ الوجه بسبب عدم الرّضا والاستياء كما في قاموس: (Le GR):

1 11-1Vx. Contracter* (une partie du visage) en signe de mécontentement.

Se renfrogner v.pron. Mod. Témoigner son mécontentement par une expression contractée, maussade… du visage. Assombrir (s'), chagriner (se), grimace (faire la), rechigner. Son visage s'est renfrogné ; il s'est brusquement renfrogné.

3/-الكناية عن صفة النَدَم والحسرة

والكناية عن صفة الحسرة والندم جاءت في القرآن الكريم بصيغ عديدة منها:

1عض الأنامل

قال تعالى:﴿ هَٰٓأَنتُمۡ أُوْلَآءِ تُحِبُّونَهُمۡ وَلَا يُحِبُّونَكُمۡ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱلۡكِتَٰبِ كُلِّهِۦ وَإِذَا لَقُوكُمۡ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡاْ عَضُّواْ عَلَيۡكُمُ ٱلۡأَنَامِلَ مِنَ ٱلۡغَيۡظِۚ قُلۡ مُوتُواْ بِغَيۡظِكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ ١١٩ ﴾ [آل عمران: 119]

جاء في تفسير القرطبي: (وَإِذَا خَلَوۡاْ) فِيمَا بَيْنَهُمْ (عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنامِلَ) يَعْنِي أَطْرَافَ الْأَصَابِعِ (مِنَ ٱلۡغَيۡظِۚ) وَالْحَنَقِ عَلَيْكُمْ، فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: أَلَا تَرَوْنَ إِلَى هَؤُلَاءِ ظَهَرُوا وَكَثُرُوا. (38)


مثال  3 :  الكناية عن صفة النَدَم والحسرة: 1-عض الأنامل

مقطع الآية

ترجمتها

السورة

آل عمران

الآية

119

…, ils se mordent les doigts de rage, à cause de vous. Dis [à ces gens]: « Mourez de rage ! Allah connaît les pensées des cœurs. »(39)

بلاشير

هَٰٓأَنتُمۡ أُوْلَآءِ تُحِبُّونَهُمۡ وَلَا يُحِبُّونَكُمۡ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱلۡكِتَٰبِ كُلِّهِۦ وَإِذَا لَقُوكُمۡ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡاْ عَضُّواْ عَلَيۡكُمُ ٱلۡأَنَامِلَ مِنَ ٱلۡغَيۡظِۚ قُلۡ مُوتُواْ بِغَيۡظِكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ ١١٩

Eux, quand ils vous rencontrent, disent : « Nous croyons ». Puis, une fois seuls, de rage contre vous ils se mordent les doigts. Dis : « Crevez de votre rage ! »

-Dieu est Connaissant de l’être des poitrines.(40)

بيرك

Et lorsqu’ils vous rencontrent, ils disent « Nous croyons » ; et une fois seuls, de rage contre vous ils se mordent les doigts. ---Dis « Mourez de rage ! » En vérité Dieu connaît fort bien le contenu des poitrines.(41)

حميد الله

           


نجد أنّ هؤلاء المترجمين الثلاثة في ترجمتهم لهذه الكناية نجحوا في تحقيق الهدف، حيث استعملوا العبارة:

"S’en mordre les doigts" التي تعني الندم والرجوع والأَوْبة، كما في قاموس: (Le GR): في مادة "mordre":

Loc.fig.Se mordre les doigts de qqch., s’en mordre des doigts, regretter, se repentir.

Ex. : Tu t’es ingénié à lui déplaire et maintenant tu te mords les doigts de ton imprudence

  2-عض اليدين

قال تعالى: ﴿وَيَوۡمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيۡهِ يَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي ٱتَّخَذۡتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلٗا ٢٧﴾ [الفرقان: 27]


مثال  4:  الكناية عن صفة النَدَم والحسرة: 2-عض اليدين

مقطع الآية

ترجمتها

الفرقان

27

Et ce jour-là, l’Injuste se mordra les mains en disant: «Plût au ciel que j’eusse fait chemin avec l’Apôtre !(42)

بلاشير

وَيَوۡمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيۡهِ يَقُولُ يَٰلَيۡتَنِي ٱتَّخَذۡتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلٗا ٢٧

au Jour où l’inique se mord les mains, disant: « Ah ! si j’avais pris avec l’Envoyé mon chemin !(43)

بيرك

Jour où le prévaricateur se mordra les deux mains et dira « Hélas pour moi ! si j’avais pris route avec le Messager !...(44)

حميد الله

           


وهي كنايةٌ (تكشفُ عن الحالة النفسية المنفعلة للكافر الظالم في يوم القيامة حتى يعاين عذابه ومصيره) (45).

وعبارة:"عض على يديه" عربية أصيلة وهي كناية تختلف عن كناية "العضّ على الأنامل" في شدة التعبير عن الندم حيث لا تكفي الأنامل وحتى اليد الواحدة للتعبير عن شدة الغيظ، بل يلزم الكافر يدين اثنتين للتعبير عن الحسرة والندامة.

أمّا بالفرنسية فالأصل أن يُقال:"S’en mordre les doigts" وتعني الندم الشديد،"Regretter amèrement" وكانت ربما تكفي لترجمة الآية غير أن المترجمين فضَّلوا استعمال اليد فنقلوا الكناية نقلاً حرفياً، للتفريق بينها وبين الكناية الأولى(العض على الأنامل) لكن هذا التعبير"عض على يديه" غير موجود ولا مفهوم عند الفرنسيين، فكان الأحرى ترجمتها " S’en mordre les doigts" وهي عبارة يفهما ويستسيغها الفرنسيون والمتكلمون بالفرنسية مع إضافة ظرف(adverbe) يقوّي المعنى من حيث شدة الندم مقارنة بمن يعض أنامله، كأن نقول مثلاً:

Le jour où l’Injuste s’en mordra très amèrement les doigts en disant :

« Si seulement j’avais pris chemin avec le messager (d’Allah) !

جانب بلاشير الصوابَ حينما ترجم ''رسول'' بكلمة ''Apôtre'' وهذه الكلمة تعني الحَواريّ كحوارييّ سيدنا عيسى عليه السلام ولا تعني الرسول الذي يحمل رسالة ربانية جديدة ويُوحَى إليه منه.

4/-الكناية عن صفة الخوف: قال تعالى:

﴿إِذۡ جَآءُوكُم مِّن فَوۡقِكُمۡ وَمِنۡ أَسۡفَلَ مِنكُمۡ وَإِذۡ زَاغَتِ ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَبَلَغَتِ ٱلۡقُلُوبُ ٱلۡحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِٱللَّهِ ٱلظُّنُونَا۠ ١٠﴾ [الأحزاب: 10]


5:: الكناية عن صفة المتعة والجماع: أ-الإفضاء

مقطع الآية

ترجمتها

 

السورة

النساء

الآية

21

Comment retiendriez-vous cela  alors que vous êtes liés l’un à l’autre et [que vos épouses] ont reçu de vous une alliance solennelle ?(55)

بلاشير

 

وَكَيۡفَ تَأۡخُذُونَهُۥ وَقَدۡ أَفۡضَىٰ بَعۡضُكُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ وَأَخَذۡنَ مِنكُم مِّيثَٰقًا غَلِيظٗا ٢١

Le feriez-vous, au prix d’une infamie, d’un péché flagrant ? Et comment le feriez-vous, quand vous avez accédé l’un à l’autre, et qu’elles ont reçu de vous un si grave engagement ?(56)

بيرك

Et comment le reprendre, une fois que vous vous êtes découverts l’un l’autre, et qu’elles ont obtenu de vous une alliance ferme ?(57)

حميد الله

             


قال ابن عباس في تفسيره للآية: ({وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ} تستحلّونه يَعْنِي الْمهْر على وَجه التَّعَجُّب {وَقَدْ أفْضى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ} يَقُول وَقد اجْتَمَعْتُمْ فِي لِحَاف وَاحِد بِالْمهْرِ وَالنِّكَاح {وَأَخَذْنَ مِنكُم} يَقُول أَخذ الله مِنْكُم عِنْد النِّكَاح للنِّسَاء {مِّيثَاقاً غَلِيظاً} وثيقاً إمْسَاك بِمَعْرُوف أَو تَسْرِيح بِإِحْسَان) (58) وقال الفرَّاء في "معاني القرآن":(الإفضاء أن يَخْلُوَ بها وإِنْ لَمْ يُجامِعْها) (59).

لم يترجم بلاشير معنى الكناية المُتَضَمَّنَة في الإفضاء وهو الجِماع أو أقلّه الخلوة التامّة بين الزوجين.

أمّا بيرك فكأنه أرادَ أن يُحافظَ على المعنى بكناية مُقابِلة: quand vous avez accédé l’un à l’autre,

ب-الدخــول

قال تعالى:﴿ حُرِّمَتۡ عَلَيۡكُمۡ أُمَّهَٰتُكُمۡ وَبَنَاتُكُمۡ وَأَخَوَٰتُكُمۡ وَعَمَّٰتُكُمۡ وَخَٰلَٰتُكُمۡ وَبَنَاتُ ٱلۡأَخِ وَبَنَاتُ ٱلۡأُخۡتِ وَأُمَّهَٰتُكُمُ ٱلَّٰتِيٓ أَرۡضَعۡنَكُمۡ وَأَخَوَٰتُكُم مِّنَ ٱلرَّضَٰعَةِ وَأُمَّهَٰتُ نِسَآئِكُمۡ وَرَبَٰٓئِبُكُمُ ٱلَّٰتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ ٱلَّٰتِي دَخَلۡتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمۡ تَكُونُواْ دَخَلۡتُم بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيۡكُمۡ وَحَلَٰٓئِلُ أَبۡنَآئِكُمُ ٱلَّذِينَ مِنۡ أَصۡلَٰبِكُمۡ وَأَن تَجۡمَعُواْ بَيۡنَ ٱلۡأُخۡتَيۡنِ إِلَّا مَا قَدۡ سَلَفَۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ غَفُورٗا رَّحِيمٗا ٢٣﴾[النساء: 23]


مثال 8: الكناية عن صفة المتعة والجماع: ت-التمتع

مقطع الآية

ترجمتها

السورة

النساء

الآية

24

Celles des femmes dont vous avez  tiré  jouissance, donnez-leurs douaires comme imposition (farida) !(64)

بلاشير

فَمَا ٱسۡتَمۡتَعۡتُم بِهِۦ مِنۡهُنَّ فَ‍َٔاتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةٗۚ

En tant que vous  jouirez de ce qu’elles vous accordent, donnez-leur salaire (nuptial) : c’est obligatoire.(65)

بيرك

Puis, de même que vous  jouissez d’elles, donnez-leur leurs salaires d’honneur, comme une chose due.(66)

حميد الله

           


والتمتع هو التلذُذ بالجِماعِ، واتصال الزوجين كأنهما جسدٌ واحد تحت سقف الحلال الطيب والراحة الجسدية والنفسية والمعنوية. لقد أَحْسَنَ المترجمون في نقلِ معنى الجماع والاستمتاع بكل ما يعنيه الفعل jouir في الفرنسية من كمال اللذَّة وطيب الإحساس وتمام الشهوة الذي أراه حسب علمي يوفي الغرض.

ث-الطَّمْثُ

قال تعالى: ﴿فِيهِنَّ قَٰصِرَٰتُ ٱلطَّرۡفِ لَمۡ يَطۡمِثۡهُنَّ إِنسٞ قَبۡلَهُمۡ وَلَا جَآنّٞ ٥٦ ﴾ [الرحمن: 56]


مثال 10: الكناية عن صفة المتعة والجماع: ث-الطمث

مقطع الآية

ترجمتها

الرَّحمن

56

Dans ces jardins seront des [vierges] aux regards modestes que ni Homme, ni Démon n’aura touchées, avant eux,(67)

بلاشير

فِيهِنَّ قَٰصِرَٰتُ ٱلطَّرۡفِ لَمۡ يَطۡمِثۡهُنَّ إِنسٞ قَبۡلَهُمۡ وَلَا جَآنّٞ ٥٦

…il y a là de celles au regard contenu, que nul homme, nul djinn  avant eux n’auront ensanglantées…(68)

بيرك

Partout, des belles aux regards chastes, qu’homme ni djinn avant eux n’aura souillées.(69)

حميد الله

           


والطّمث هو الجماعُ الأوَّلُ بالنسبة للمرأة وفضُّ بكارتها.  قال الطبري:(وكان بعضُ أهل العِلم بكلام العرب من الكوفيين يقول: الطمث هو النكاح بالتدمية، ويقول: الطمث هو الدم، ويقول: طَمَثَهَا إذا دماها بالنكاح. وإنَّما عنى في هذا الموضع أنه لم يجامعهنّ إنس قبلهم ولا جانّ)) (70).

لعلَّ ريجيس بلاشير وجاك بيرك قد جانبا الصوابَ في اختيارهما فِعْلَيْنِ لا يؤدّيان المعنى المُراد ولا يقتربان منه.

 أمّا بلاشير فقد استعمل الفعلَ 'Toucher' الذي من معانيه الجِماع لكنَّه لا يؤدّي معنى الافتضاض، كما نجد في مادة 'Toucher' في قاموس: (Le GR):

Avoir des relations sexuelles avec…

Ex. : Lui (Jean), ne la touchait plus du tout, la traitait en camarade avec qui l’on a des intérêts communs. Zola, La Terre.

 وأمّا بيرك: فاعتمدَ الأصلَ اللغويَّ وأخَذ مباشرة بالمعنى اللغوي لكلمة 'الطمث' وهو الجماع بالتدمية كما سبق الكلامُ عنه، فاستعملَ فعلاً فيه فضاضةٌ وعُنْفٌ وإن كان نتيجةً لهذا الجِماع، وهو الفعل''ensanglanter''،

ولو أنه استعمَلَ الفعلَ''déflorer'' لكان خيراً وأحسنَ تعبيراً.  فانظرْ كيف كنَّى اللهُ عن الفِعل المُؤَدِّي إلى افتضاض الزوجة.

    وانظر إلى ترجمة جاك بيرك كيف صَرَّحَ فيها وفَضَحَ، مع ما لهذا التصريحِ من تَنْفيرٍ وتشنيع للفعل الذي أصله اللذَّةُ والسعادةُ والخُلود (في الآخرة)!

 ج- اللَّمس والمسّ: كنَّى اللهُ تعالى عن صفة اللذّة والمتعة في الجِماعِ بكلماتٍ أخرى كاللَّمْسِّ والمَسِّ.

-اللّمس: قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَقۡرَبُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنتُمۡ سُكَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَعۡلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغۡتَسِلُواْۚ وَإِن كُنتُم مَّرۡضَىٰٓ أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوۡ جَآءَ أَحَدٞ مِّنكُم مِّنَ ٱلۡغَآئِطِ أَوۡ لَٰمَسۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَلَمۡ تَجِدُواْ مَآءٗ فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدٗا طَيِّبٗا فَٱمۡسَحُواْ بِوُجُوهِكُمۡ وَأَيۡدِيكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا ٤٣ ﴾ [النساء: 43] 


مثال 11: الكناية عن صفة المتعة والجماع: ج-اللمس

مقطع الآية

ترجمتها

السورة

النساء

الآية

43

ou [si] vous avez caressé vos femmes(71)

بلاشير

أَوۡ لَٰمَسۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ

ou ayant touché à une femme, (72)

بيرك

ou si vous vous êtes entre touchés avec vos femmes.(73)

حميد الله

           


نلحظ أنّ بلاشير غَيَّرَ معنى الجِماع وما يَسْبِقُهُ من مُداعَبَةٍ باللَّمس، فلم يأتِ بشيءٍ من ذلك كُلِّهِ في ترجمتِه حين استعملَ الفِعْلَ: Caresser ولا يوجد في جميع معاني هذا الفعل معنى الجِماع. وقد أحسنَ بيرك عندما استعملَ الفعل: toucher لِمَا يؤدّيه من معنى الجِماع واللَّمس. أمَّا حميدُ الله فكان الأقرب إلى معنى المفاعلة الموجودة في الفعل " لامس" أي " فاعل"

 لذلك فقد أصاب حين استعمل الفعل entre-toucher ومعناه:'' لامسَ بعضُكُم بعضاً ''.

-المس

قال تعالى: ﴿قَالَتۡ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٞ وَلَمۡ يَمۡسَسۡنِي بَشَرٞۖ قَالَ كَذَٰلِكِ ٱللَّهُ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُۚ إِذَا قَضَىٰٓ أَمۡرٗا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ ٤٧﴾ [آل عمران: 47]


مثال 12: الكناية عن صفة المتعة والجماع: ج-المس

مقطع الآية

ترجمتها

السورة

آل عمران

الآية

47

« Seigneur!», répondit[Marie],«comment aurais-je un enfant  alors que nul mortel ne m’a touchée ?(74)

بلاشير

وَلَمۡ يَمۡسَسۡنِي بَشَرٞۖ

« Mon Seigneur, dit-elle, comment enfanterais-je sans qu’un homme m’ait touchée ? (75)

بيرك

Elle dit « Seigneur ! comment y aurait-il pour moi un enfant, quand aucun homme ne m’a touchée ? ».(76)

حميد الله

           


قال الطبري في تفسيره: قال أبو جعفر: يعني بذلك جَلَّ ثناؤه، قالت مريم: إذ قالت لها الملائكة أنّ الله يبشرك بكلمة منه: "ربِّ أنَّى يكون لي ولد"، من أيِّ وجه يكون لي ولد؟ أمِن قِبَلِ زَوْجٍ أتزوَّجه وبَعْلٍ أنكِحُهُ، أمْ تبتدئ فِيَّ خَلْقَهُ مِنْ غير بَعْلٍ ولا فَحْلٍ، ومن غير أن يَمَسَّنِي بشر؟ فقال الله لها:"كذلك الله يَخْلُقُ ما يشاء"، يعني: هكذا يخلق الله منك ولدًا لك من غير أن يمسَّك بَشَرٌ، فيجعله آيةً للناس وعبرة، فإنه يخلق ما يشاء ويصنعُ ما يريد، فيعطي الولد))(77)

جاء في:"زهرة التفاسير":(((أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ) هي بمعنى كيف، أي كيف يكون منّي ولدٌ ولم يمسسني بشرٌ أي لم يكن منّي ما يكون بين الرجل والمرأة ممّا يكون منه ولد.))(78).

لقد أحسنَ المترجمون في اختيار الفِعل Toucher الذي أراه حسب علمي أنَّهُ فعلٌ يؤدّي معنى إتيان المرأة وهو منشأ الولد في الأصل، سواءٌ كان نِكاحاً (زواجاً حلالاً) أو سِفاحاً(زِنى)، ولذلك قالت: "ولم أكُ بغِياًّ" وهذا يليق بسياق الآية.

خاتمة

من أهم النتائج التي تحصلت عليها ما يلي:

-ليس من السهل نقل الأساليب من لغة إلى لغة خصوصا اللغة العربية التي تمتاز بكثرة الأساليب.

-أنّ لكل لغة مفرداتها وتراكيبها التي تمتاز بها عن غيرها.

- يستحيل تحقيق ترجمة الكناية قلبا وقالبا وإنّما يكفي المترجم الحفاظ على المعنى ونقله إمّا بكناية مكافئة إن وُجدت وإمّا شرح معناها باللغة الفرنسية، أو ترجمتها ترجمة حرفية مع توضيح معناها. ولو على حساب جمال الكناية، حيث لا فائدة من الجمال إذا كان المعنى يفسد.

- ينبغي لمن يترجم الكناية من القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية أن يكون عارفا باللغة العربية نحوها وصرفها وبلاغتها وبطرائق العرب في كلامهم وبثقافتهم بالإضافة إلى تفاسير القرآن الكريم، كما ينبغي عليه أن يكون مُلمّاً بالكناية في اللغة الفرنسية وهذا ما يجعله قادراً على إيجاد ما يقابلها أو يكافئها في اللغة الفرنسية.


 

الهوامش

1. -عبد القاهر، الجرجاني، دلائلُ الإعجاز، تح: محمود محمد شاكر، مطبعة المدني بالقاهرة-دار المدني بجدة، ط.3، 1992، ص.70.

2.- أحمد بن فارس، مجمل اللغة، تحق: عبد المحسن سلطان، ط2، مؤسسة الرسالة، بيروت، 1406هـ-1986م، ج1/771.

3. - يوسف بن أبي بكر بن علي، السكاكي، مفتاح العلوم، ط2، دار الكتب العلمية، بيروت، 1987، ص. 402.

4. - عبد القاهر الجرجاني، دلائلُ الإعجاز، تح : محمود محمد شاكر، ط3، مطبعة المدني بالقاهرة-دار المدني بجدة، 1992،ص66.

5. -فضل حسن عباس، البلاغة فنونها وأفنانها علم البيان والبديع، ط.12، دار النفائس، الأردن، 2009، ج2، ص 285.

6.- المرجع السابق، الصفحة نفسها 285.

7. - المرجع نفسه، ص.293.

8.- فضل حسن، عباس، البلاغة فنونها وأفنانها علم البيان والبديع، نفس الصفحة.

9. - المرجع نفسه، ص.292.

10.                     - المرجع نفسه، ص.295.

11.                      - المرجع نفسه، ص.296.

12.                     - أحمد مصطفى المراغي، علوم البلاغة، البيان والمعاني والبديع، ط3، دار الكتب العلمية بيروت، 1993، ص ص308- 309.

13.                      -أبو العبّاس محمد بن يزيد، المبرّد، الكامل في اللُّغة والأدب، معارضة وتعليق: محمد أبو الفضل إبراهيم، المكتبة العصرية، بيروت، 2002، ج2، ص.387

14.                      -ينظر: عبد القاهر، الجرجاني، المرجع السابق، ص.ص 66-67.

15.                      - ينظر: عبد القاهر، الجرجاني، المرجع السابق، ص 70.

16.                     - أحمد مصطفى المراغي، علوم البلاغة، البيان والمعاني والبديع، ط3، دار الكتب العلمية بيروت، 1993، ص.11.

17.                      7- يوسف بن أبي بكر بن علي، السكاكي، مفتاح العلوم، ص: 412.

18.                     - ينظر: ضياء الدين بن الأثير، المرجع نفسه، ج3/57.

19.                                           -Pierre, FONTANIER, Les Figures du discours, Flammarion, Paris,2002, P.361.

20.                                         - Federica, LOCATELLI, La périphrase entre rhétorique et stylistique : l’exemple de Charles Baudelaire, thèse de doctorat, Université catholique, 2011.P. 110.

21.                                          -http://www.cnrtl.fr/definition/antonomase (consulté le 27/09/2018 à 20h :10 m)

22.                                        -Le site de référence sur le français : https://www.lalanguefrancaise.com/litterature/euphemisme-definition-exemples/

23.                                         -Ibid

24.                     - محمد عناني، نظرية الترجمة الحديثة، مدخل إلى مبحث دراسات الترجمة، الشركة المصرية العالمية للنشر-لونجمان، مصر،2003، ص.45.

25.                     - محمد عناني، المرجع السابق، ص.63.

26.                     - محمد عناني، المرجع السابق، نفس الصفحة63.

27.                     - محمد عناني، المرجع السابق، ص. 67.

28.                                         –Régis BLACHERE, Le Coran, Maisonneuve et Larose, Paris, 1966, p. 309.

29.                                         –Jacques BERQUE, Le Coran, essai de traduction, Albin Michel, Paris, 1995, p.297.

30.                                          –Muhammad HAMIDULLAH, Le Coran, Le club français du livre, Paris, 1977, p.264-265.

31.                                           -Dictionnaire Larousse Expression (CD). Main/Expressions

32.                                         -http://www.cnrtl.fr/definition/main (consulté le 27/09/2018 à : 15h 04m.)

33.                                          -http://www.cnrtl.fr/definition/main (consulté le 27/09/2018 à : 15h 06m.)

34.                                          –Régis BLACHERE, op. cit., p. 438.

35.                                          –Jacques BERQUE, op. cit., p.440.

36.                                          –Muhammad HAMIDULLAH, op. cit., p.395.

37.                     -بن جرير الطبري، جامع البيان في تأويل القرآن، تح: أحمد محمد شاكر، ط1، مؤسسة الرسالة، 2000، (20/143)

38.                     -شمس الدين القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، تح: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش، ط.2، دار الكتب المصرية – القاهرة، 1964، ص. (4/182)

39.                                          –Régis BLACHERE, op. cit., p. 92.

40.                                         –Jacques BERQUE, op. cit., p.83.

41.                                           –Muhammad HAMIDULLAH, op. cit., p.62.

42.                                         –Régis BLACHERE, op. cit., p. 388.

43.                                          –Jacques BERQUE, op. cit., p.384.

44.                                          –Muhammad HAMIDULLAH, op. cit., p.346.

 

45.                     -أحمد فتحي رمضان، الحياني، الكناية في القرآن الكريم، موضوعاتها ودلالاتها البلاغية، ط1، دار غيداء للنشر والتوزيع، الأردن، 2014. ص. 140.

 

46.                                          –Régis BLACHERE, Le Coran, Maisonneuve et Larose, Paris, 1966, p. 445.

47.                                          –Jacques BERQUE, Le Coran, essai de traduction, Albin Michel, Paris, 1995, p.448.

48.                                          –Muhammad HAMIDULLAH, Le Coran, Le club français du livre, Paris, 1977, p.401.

49.                     - إبراهيم القَطَّان، تيسير التفسير، (الموسوعة الشاملة الإلكترونية) (3/ 100).

50.                     - إبراهيم، القَطَّان، المرجع السابق، (3/ 279)

51.                                           –Régis BLACHERE, op. cit., p. 391.

52.                                         –Jacques BERQUE, op. cit., p.387.

53.                                          –Muhammad HAMIDULLAH, op. cit., p.349.

54.                     - أحمد فتحي رمضان، الحياني، المرجع السابق، ص. 183.

55.                                          –Régis BLACHERE, op. cit., p. 107.

56.                                          –Jacques BERQUE, op. cit., p.98.

57.                                          –Muhammad HAMIDULLAH, op. cit.p.76.

58.                     - عبد الله بن عباس، تنوير المقباس من تفسير ابن عباس، جمعه: مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب الفيروزآبادى، دار الكتب العلمية، لبنان، ص67.

59.                     - عبد الله بن منظور الديلمي، الفراء، معاني القرآن، ط.1، دار المصرية للتأليف والترجمة، مصر، (1/259)

60.                                         –Régis BLACHERE, op. cit., même page 107.

61.                                          –Jacques BERQUE, op. cit., p.99.

62.                                         –Muhammad HAMIDULLAH, Le Coran, Le club français du livre, Paris, 1977, p.76.

63.                     - أحمد فتحي رمضان، الحياني، المرجع السابق، ص.: 96.

64.                                          –Régis BLACHERE, op. cit., p. 107.

65.                                          –Jacques BERQUE, op. cit., même page 99.

66.                                         –Muhammad HAMIDULLAH, op. cit., p.76.

67.                                          –Régis BLACHERE, op. cit., p. 570.

68.                                         –Jacques BERQUE, op. cit., p.586.

69.                                          –Muhammad HAMIDULLAH, op. cit., p.524.

70.                     - بن جرير الطبري، جامع البيان في تأويل القرآن، 2000، (23/ 64)

71.                                           –Régis BLACHERE, op. cit., p. 112.

72.                                         –Jacques BERQUE, op. cit., p.102.

73.                                          –Muhammad HAMIDULLAH, op. cit., p.79.

74.                                          –Régis BLACHERE, op. cit., p. 81.

75.                                          –Jacques BERQUE, op. cit., p.75.

76.                                          –Muhammad HAMIDULLAH, op. cit., p.54.

77.                     - بن جرير الطبري، المرجع نفسه، (6/ 420).

78.                    -ابن مصطفى، محمد بن أحمد الكتاب، أبو زهرة (المعروف بـ)، زهرة التفاسير، دار الفكر العربي، (3/ 1224)

@pour_citer_ce_document

صلاح الدين بن دريميع, «ترجمة الكناية القرآنيّة إلى اللغة الفرنسيّة دراسة في ترجمات ريجيس بلاشير ومحمد حميد الله وجاك بيرك »

[En ligne] ,[#G_TITLE:#langue] ,[#G_TITLE:#langue]
Papier : ص ص 119-134,
Date Publication Sur Papier : 2020-04-22,
Date Pulication Electronique : 2020-04-22,
mis a jour le : 26/04/2020,
URL : https://revues.univ-setif2.dz:443/revue/index.php?id=6755.