سيمياء الصورة والسرد في الخطاب النبوي الشريف حديث السفينة نموذجا-The semiotics of image and narration in the prophet's speech- « hadith Assafina » as a model -
Plan du site au format XML


Archive: revues des lettres et sciences sociales


N°01 Avril 2004


N°02 Mai 2005


N°03 Novembre 2005


N°04 Juin 2006


N°05 Juin 2007


N°06 Janvier 2008


N°07 Juin 2008


N°08 Mai 2009


N°09 Octobre 2009


N°10 Décembre 2009


N°11 Juin 2010


N°12 Juillet 2010


N°13 Janvier 2011


N°14 Juin 2011


N°15 Juillet 2012


N°16 Décembre 2012


N°17 Septembre 2013


Revue des Lettres et Sciences Sociales


N°18 Juin 2014


N°19 Décembre 2014


N°20 Juin 2015


N°21 Décembre 2015


N°22 Juin 2016


N° 23 Décembre 2016


N° 24 Juin 2017


N° 25 Décembre 2017


N°26 Vol 15- 2018


N°27 Vol 15- 2018


N°28 Vol 15- 2018


N°01 Vol 16- 2019


N°02 Vol 16- 2019


N°03 Vol 16- 2019


N°04 Vol 16- 2019


N°01 VOL 17-2020


N:02 vol 17-2020


N:03 vol 17-2020


N°01 vol 18-2021


N°02 vol 18-2021


N°01 vol 19-2022


N°02 vol 19-2022


N°01 vol 20-2023


N°02 vol 20-2023


A propos

avancée

Archive PDF

N°01 vol 19-2022

سيمياء الصورة والسرد في الخطاب النبوي الشريف حديث السفينة نموذجا-

The semiotics of image and narration in the prophet's speech- « hadith Assafina » as a model -
ص ص 135-147
تاريخ الإرسال: 2019-07-22 تاريخ القبول: 2021-07-13

فريد عوف
  • resume:Ar
  • resume
  • Abstract
  • Auteurs
  • TEXTE INTEGRAL
  • Bibliographie

يتناول المقال بلاغة  الصورة و السرد في الخطاب النبوي باستثمار موارد النقد الحديثة في تحليل الخطاب الديني ، من خلال دراسة نموذج من  الخطاب النبوي، وهو  (حديث السفينة)  مستثمرا عدة آليات منهجية  من المقاربات  النقدية كالمقاربة السيميائية، بـتحليل المكوّن السردي للخطاب النبوي –حديث السفينة-  بناء على السيميائيات السردية الغريماسية، حيث تناول البحث سيميائية؛ العنوان، والسرد، والشخصيات، والزمكان، والمربع السيميائي، وخطاطة السرد، والبرنامج السردي ، بالإضافة إلى إجراءات بلاغية ولغوية في تحليل الصورة الفنية، ودلالاتها، ومكوّناتها، من: رموز، وعلامات لغوية، وإشارات غير لغوية.

الكلمات المفاتيح: خطاب، نبوي، حديث السفينة، سيمياء، صورة، بلاغة، سرد.

Le présent article est exposé à l’éloquence de l’image et de la narration dans le discours prophétique en investissant les ressources de la critique moderne dans l’analyse du discours religieux, en abordant le modèle « Hadith Essafina » selon une approche moderne, comme l’approche sémiotique, dans laquelle elle traitait de deux aspects: l’image technique et ses indications et composants de symboles, Signaux linguistiques et non linguistiques et lames. En ce qui concerne le deuxième aspect, j’ai analysé la composante narrative du discours prophétique - le « Hadith Essafina »- sur la base de la sémantique narrative, qui traitait de la sémiotique du titre, de la narration, des caractères, du nom, de la boîte syllabique, du tableau narratif et du programme narratif , et en  investissant les Procédures linguistiques et rhétoriques .

Mots-clés:lettre, prophétique, hadith, sima, image, éloquence, narration

 


The present article is exposed to the eloquence of the image and narrative in the prophetic discourse by investing the resources of modern criticism in the analysis of religious discourse, by approaching the model "Hadith Essafina" according to a modern approach, the semiotic approach, in which it dealt with two aspects: the technical image and its indications and components of symbols, linguistic and non-linguistic signals and slides. Regarding the second aspect, I analyze the narrative component of the prophetic discourse - the "Hadith Essafina" - on the basis of the Grimatic narrative semantics, which dealt with the semiotics of the title, the narration, the characters, the name, syllabic box, narrative table and narrative program. And by investing in Linguistic and Rhetorical Procedures.

Keywords:letter, prophetic, hadith, sima, image, eloquence, narration

Quelques mots à propos de :  فريد عوف

 جامعة محمد الصديق بن يحي جيجل،aouffarid@hotmail.fr

مقدمة

الخطاب النبوي هو كلام الرسول صلى الله عليه وسلم البليغ، المعجز، وقد كان أفصح العرب كلاما، وأبلغهم بيانا، فهو كما قال عنه الرافعي: " لا يتكلف القول، ولا يقصد إلى تزيينه، ولا يبغي إليه وسيلة من وسائل الصنعة، ولا يتجاوز به مقدار الإبلاغ في المعنى الذي يريده...". (الرافعي،2001م، ص228).

وحديث السفينة من الأحاديث النبوية الشريفة التي ضرب بها الرسول صلى الله عليه وسلم أروع مثال عن واقع المسلمين حين تخلّوا عن أعظم فريضة في الإسلام وهي: (الأمر بالمعروف و/النهي عن المنكر). جاء الحديث في صحيح البخاري في(باب هل يقرع في القسمة والاستهام فيه)،

وإلى جانب إيجاز هذا الحديث النبوي الشريف، وروعة التشبيه فيه، يحتوي الحديث على رموز وإشارات وعلامات، وهذا ما يتيح إمكانية دراسته بالمقاربة السيميائية، وهي "المنهج الذي يهتم بدراسة حياة العلامات اللغوية وغير اللغوية في النص دراسة    منتظمة "(السمري، 2011م، ص285)، فيولي أهمية "لدراسة الرموز والإشارات وأنظمتها حتى ما كان منها خارج اللغة التي تشكل الحيز الداخلي للخطاب".  (السمري، 2011م، ص285).

ولغة الحديث راقية، واضحة، موجزة، بعيدة المقصد، تحسن توظيف آليات السرد من بناء الشخصيات، والفضاء الزماني والمكاني عبر المتخيل، وهو ما سميّ بفضاء المتخيل، لأنّ الحادثة التي ينقلها لا تقع في السفينة، ولا في زمان معين، وإنّما في المجتمع الإنساني، وفي كلّ زمان.  ومن هنا كان المقام مواتيا لتطبيق السيميائيات السردية الغريماسية للوقوف عند البنى السطحية والعميقة للخطاب النبوي ومكوناته السردية والخطابية.

ليس تطبيق المقاربات الجديدة على المقدّس أمرا هيّنا؛ لكونه ذا خصوصيات لغوية و بلاغية ترقى عن لغة البشر (الإعجاز)، لهذا كان هذا الجهد محاولة متواضعة للإسقاط  (لا يسقط المنهج على النص وإنما النص يستدعي المنهج) لتوظيف السيميائية للغوص في الحديث النبوي الشريف بتطبيق منهج غريماس في تحليل الخطاب السردي، وهي محاولة تناولت سيمياء العتبات؛ (العنوان)، والسرد، والشخصيات ووظائفها، والبرنامج السردي من خلال النموذج العاملي،  والخطاطة السردية، كما استعانت بالبلاغة القديمة في دراسة الصورة الفنية من التشبيه التمثيلي، والاستعارة، والكناية.

إشكالية البحث وفرضياته

يتأسس المقال على الإجابة عن مساءلة مهمّة: وهي هل يمكن إخضاع الخطاب الديني (الحديث النبوي الشريف) للدراسة التطبيقية وفق مقاربات نقدية حديثة؟ وإلى أيّ حدّ يمكن استثمار موارد السيميوطيقا في تحليل الصورة الفنية والسرد في الحديث النبوي؟ علما أنّ الخطاب النبوي كلام معجز لا يمكن قياسه بالخطاب العادي.

·  وماهي الأبعاد السيميائية، والدلالية، والجمالية للصورة الفنية في (حديث السفينة) للرسول صلى الله عليه وسلم؟ وما هي وظائف السرد؟

منهجية البحث

اعتمد البحث إجراءات المنهج السيميائي؛ سيمائية الدلالة، السيميائيات السردية لدراسة البنية السردية، والعلامات، والرموز والإشارات اللغوية، وغير اللغوية المشكلة للصورة الفنية في حديث السفينة مع تحديد مدلولاتها، بالإضافة إلى إجراءات بلاغية ولغوية في تحليل الصورة الفنية ودلالاتها ومكوّناتها لتقريب الصورة.

أهمية البحث

تكمن أهمية البحث في كونه محاولة تطبيق المقاربة السيميائية في تحليل الخطاب الديني؛ (الحديث النبوي)، بالاعتماد على سيمائيات السرد لـغريماس. لأن المقاربات السابقة التي تناولت هذا الحديث النبوي الشريف، لا تعدو أن تكون تحليلا لغويا أو بلاغيا.

الدراسات السابقة

نال الحديث النبوي الشريف؛ (حديث السفينة) اهتماما كبيرا من طرف الدارسين القدامى والمحدثين شرحا، وتحليلا لغويا، وبلاغيا، وأسلوبيا، لبديع تصويره، وبُعد نظره، نذكر من تلك الدراسات (بحث في حديث السفينة ) لإبراهيم بن توفيق البخاري، و(حديث مثل القائم على حدود الله –دراسة لغوية – 2003م) لـعبد الآخر حماد، وعبد الملك بومنجل  الذي خصّص له فصلا في كتابه (تأصيل البلاغة) في سياق حديثه عن البلاغة النبوية،  وحلّل بعمق، ورؤية حديثة الصورة الفنية في حديث السفينة، هذا إلى جانب رسالة جامعية (فقه حديث السفينة سنة 2008م)لـــجبر محمود الفضيلات، وغيرها، لكن ما يُلاحَظُ على تلك الدراسات السابقة أنّها لم تخرج عن دائرة  الشرح، والتحليل اللغوي، والبلاغي، ولم يكن موضع دراسة وفق المناهج الحديثة كالمقاربة السيميائية ما عدا بعض الإشارات في التحليل اللغوي.

1-نص الحديث النبوي

روى الإمام محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله في كتاب الشركة من صحيحه: (باب هل يقرع في القسمة و الاستهام فيه) من حديث النُّعْمَانَ بْنِ بَشِيرٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ، مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَو أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا، وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعاً، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا". (البخاري، 2002م، ص604).

1- 2- أين 1-1؟ يعاد النظر في الترقيمشرح إجمالي للحديث النبوي (حديث السفينة)

ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أروع الأمثال عن حال الناس ومواقفهم في المجتمع، وشبههم بقوم ركبوا في السفينة، وهم فئتان: فئة تلتزم حدود الله أي "المستقيم على ما منع الله تعالى من مجاوزتها، ويقال القائم بأمر الله معناه الآمر بالمعروف، والناهي عن المنكر" (عمدة القاري، ج13، ص56)، وكانوا في أعلى السفينة، وفئة ثانية هي (الواقع فيها)، "أي في الحدود أي التارك للمعروف المرتكب للمنكر" (عمدة القاري، ج13، ص57). قسّمت الفئتان السفينة بالقرعة، فكانت الفئة الثانية في أسفل السفينة، وكان لابد لهم من الماء، فكانوا يصعدون لأعلى السفينة ليسقوا الماء، ولما كان ممرهم على أهل العلو، تأذوا بهم، وعزموا على أن ينقبوا في نصيبهم خرقا صغيرا يحصلون منه على الماء دون الحاجة إلى إيذاء من فوقهم، ولم يدر هؤلاء أنّ هذا الخرق الصغير هو –كما قال عنه مصطفى صادق الرافعي: "ليس له إلا معنى واحد وهو أوسع قبر"(الرافعي، ص7)، إذ سيؤدي إلى هلاك الجميع. "فإذا تركوهم يخرقون دخل الماء فغرق أهل الدور الأول وأهل الدور الثاني، وإذا أخذوا على أيديهم ومنعوهم سلموا وسلم الجميع، فكذلك من يفعل المنكرات والمعاصي، إذا أخذ الناس على يديه ومنعوه سلموا من العقوبات، وإذا سكتوا جاءت العقوبات وعمت الصالح والطالح. "(إرشاد الساري، ج4، 1223ه، ص288).

يصور الحديث النبوي واقع المجتمع وما ظهر فيه من منكر وفساد مع صمت أهل الحق وتركهم لفريضة الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وقدقال العلماء عن مقاصده السامية: "إنّ الرسول صلى الله عليه وسلم ضرب بِهِ مثلا لمن نجىمنالهلكة فيدينه. وَفِيه: تَعْذِيب الْعَامَّة بذنوب الْخَاصَّة وَاسْتِحْقَاق الْعقُوبَة بترك النَّهْي عَن الْمُنكر مَعَ الْقُدْرَةفيه". (عمدة القاري، ج13، ص57). فإذا قام أهل الرشد بواجبهم في إنكار المنكرات، والأخذ بيد الظالمين صلح المجتمع، ونجا الجميع من غضب الله مثلما ينجو أهل السفينة من الغرق، قال صاحب (إرشاد الساري): "وهكذا إقامة الحدود يحصل بها النجاة لمن أقامها وأقيمت عليه، وإلاّ هلك العاصي بالمعصية والساكت بالرضا بها."(عمدة القاري، ج13، ص288).

كما يعدّ من كنوز الحكمة، حيث لخّص الحياة الإنسانية ومكامنها في أوجز عبارة، وفي هذا يقول الباحث عبد المالك بومنجل: "ثلاثة أسطر وبضع جمل كانت كافية لتقريب معنى بعيد، وكشف ما غمض من الحق، ولحلّ معضلة فلسفية واجتماعية ما تزال تُثير أسئلة، وتُحدث مآزق وكوارث إلى الآن... إنّ هذا الحديث هو حقّا من جوامع الكلم  التي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم، ومن كنوز الحكمة التي ألهمها  من ربّه سبحانه وتعالى؛ فقد وصف  الحال والمآل، والداء والدواء، في عبارات وجيزة، وقد نصر مذهب الإسلام في الحياة الاجتماعية ، وضرورة قيام الحياة عليه ." (بومنجل، 2015م، ص ص 139-140).

 

1-3- فوائد الحديث النبوي الشريف (حديث السفينة)                   

أ) إنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم السكوت عنه واجب وفرض كفاية على المسلمين جميعا، وإلاّ عمّهم الهلاك، وحلّت بهم النقمة، فقد رُويعن حُذيفةَ رضي الله عنه، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتَأْمُرُنَّ بالْمَعْرُوفِ، ولَتَنْهَوُنَّ عَنِ المُنْكَرِ، أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللَّه أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ، ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلا يُسْتَجابُ لَكُمْ." رواهالترمذي وَقالَ: حديثٌ حسنٌ. رياض الصالحين، ط1، ص73).

ب) إنّ العامة تُعذَّبُ بذنوب الخاصة إن لم تُنكر، فالمنكر إن سُكتَ عنه حلّت النقمة على الجميع، ونالهم غضب من الله.

ج) إنّ ارتكاب المنكرات باسم الحرية سلوك غير مشروع، لأنّه يُلحق ضررا جسيما بالغير، كخرق السفينة. فللحرية حدود لا يمكن للإنسان أن يتجاوزها، وفي هذا السياق يقول مصطفى صادق الرافعي: "فكّر في أعظم فلاسفة الدنيا مهما يكن من حريته وانطلاقه، فهو ههنا محدود على رغم أنفه بحدود من الخشب والحديد تفسيرها في لغة البحر حدود الحياة والمصلحة."(الرافعي، ج3، ص7).

د) حث المجتمع المسلم على التناصح، وإرشاد العاصي إلى الطريق الصحيح، ومن الرحمة الأخذ بيده ومساعدته لإخراجه عن ضلالته. "فقد مثّل صلى الله عليه وسلم مآل المجتمع حين يعي مقتضيات الحياة الاجتماعية المشتركة؛ فيقوم بواجب المسؤولية، وتشيع فيه صفات الخيرية من أمر بالمعروف ونهي عن المنكر، أو يجهل هذه المقتضيات أو يهملها؛ فلا يفكر أفراده إلاّ بما يتراءى لهم مصالح شخصية، وتشيع فيهم صفات الجهل والأنانية، بحال ركاب السفينة حين يكونون على وعي بأسباب السلامة وأسباب الهلاك، فيضطلعون بواجب الحفاظ على سلامة السفينة بمنع  الإفساد في أيّ جزء من أجزائها، ويأخذون على يد المفسد أيّا تكن نيته وحجته في إقدامه على خطأ بيّن وخيم العاقبة."(بومنجل، 2015م، ص141).

 

2-العلامات السيميائية في الخطاب النبوي (حديث السفينة)

  تعتني السيميائية بدراسة حياة العلامات والرموز ومدلولاتها؛ التي هي متّصلة بفلسفة المجتمع، والأنساق الثقافية، من خلال التعبير عنها بواسطة اللغة أو اللسان الذي هو"نسق من العلامات المعبرة عن أفكار، وهو بذلك شبيه بأبجدية الصم البكم، وبالطقوس الرمزية، وبأشكال الآداب، والإشارات العسكرية، إلا أنه يعد أرقى هذه الأنساق، ومن هنا تأتي إمكانية البحث عن علم يقوم بدراسة هذه العلامات داخل الحياة الاجتماعية، ويمكن أن نطلق على هذا العلم السيميولوجيا. "1979, p 33" De Saussure"،وحديث السفينة –كما هو موضح في الرسم الآتي- غنيّ بالرموز والإشارات التي تصوّر هذا العالم بتناقضاته، فالعلامات -على حدّ قول- سعيد بنكراد: "هي أداتنا الوحيدة في تنظيم التجربة وتبيين موقعنا داخل كون لا يرحم...إنّنا نقدّم هذا الكون باعتباره مكونا من "فوق" و"تحت"، "بارد" و"ساخن"، من "شر" و"خير"، من "رأس" و"بطن"." (بنكراد، 2012م، ص43).

2-1- سيميائية العنوان

لم يكن القدماء يولون أهمية للعنوان، فكلّ ما وصل إلينا من الكمّ الهائل من فنون الأدب شعرا ونثرا في القليل النادر ما يحمل عنوانا إيحائيا، وإن وُجد لم ينتبه الدارسون إلى اكتشاف ما فيه من دلالات خفية أو إيماءات، ويُفسر الباحثون ذلك بغياب وحدة الموضوع، وشغف القراء بالمضامين، وتجاهلهم للعناوين.

غير أنّ الدراسات الحديثة تجعل من العنوان عتبة للولوج إلى عالم النص، فقد قيل: "إنّ العنوان والنص بنية شاملةيجمعها المجال الخطابي للنص، ففي الوقت الذي يتخذ فيه العنوان والنص موقع الموضوع وجزئياته وبهذا الشكل يتحقق حضور العنوان في النص دلاليا وتركيبيا، الأمر الذي يؤكد استراتيجية العنوان لا في التلقي فحسب وإنما في بنية النص بوصفه النواة الدلالية التي تتوسع وتنتشر نصا." (محمد صابر، 2011م، ص207).

و"حديث السفينة" -كما أطلق عليه الرواة- عنوان يحيل إلى دلالات كثيرة، وهو تركيب اسمي يتكون من اسم نكرة "حديث" وقع خبرا للمبتدأ المحذوف الذي يمكن تقديره باسم الإشارة (هذا)  أو ضمير الغائب (هو)، والمضاف إليه (السفينة)، فالعنوان علامة مفارقة،  يؤدي – بتعبير جنيت – "وظيفة  إغرائية Séductive »   «   يغرر  بالقارئ و يقوي فيه فضول القراءة"(دبيح محمد، مجلة فصل الخطاب، مج7، ع2، جوان 2018)، لأنّه تركيب مجازي، فكلمة"حديث" تُحيل إلى كلام أو خبر أو قصة، يُراد إخبارنا بها، و"السفينة" هي المكان الذي تجري فيه أحداثها في معترك البحر، فيظنّ القارئ من العنوان  أنّ القصة فعلية واقعية، ويتجه بخياله إلى البحر، وأهواله، وأمواجه المتلاطمة، في وسطها سفينة وركابا يصارعون الموت، ويكون مصيرهم إمّا النجاة وإمّا الهلاك، لكنّ إذا ما قرأ أوّل الحديث "مثل" أدرك أن الصورة خيالية تمثيلية، وأنّ الحقيقة هي: الصراع  الذي لا ينتهي بين أهل الخير و/أهل الشرّ في الأرض، وأنّ عنوان الحديث النبوي الشريف علامة سيميائية جسدّت هذا الصراع، و صوّرت غفلة أهل الحقّ عن نصرته، وعن الأمر بالمعروف و/ النهي عن المنكر، لأنّ ذلك ينتهي بالهلاك، كما ينتهي حال أهل السفينة  بالهلاك لا محالة إن تركوا المفسدين يقدمون على أفعالهم الشنيعة، أو النجاة إن منعوهم.

2-2رسم توضيحي للعلامات السيميائية ودلالتها في حديث السفينة

وإذ نحن نجول بين فضاءات هذا الحديث النبوي الشريف، وهذا الرسم التوضيحي، نجد أنفسنا أمام عالم رحيب أوسع من ذلك الحيز الجغرافي (السفينة)، وشخصيات غير (ركاب السفينة) هم الناس؛ مؤمنون و/عاصون الذين يعيشون في المجتمع، إنّه لوحة فنية بديعة في غاية الإتقان، مشكّلة من مجموعة من الصور ذات دلالات وإيحاءات غير مباشرة.


01.jpg

 

3-3- فضاء الحكي الزماني والمكاني(السفينة)

يطلق الدارسون في السيميائيات السردية على مصطلح المكان "الفضاء" أو "الحيّز"، وهذا الفضاء على تنوّعه قد يشمل أمكنة كثيرة تتحرك فيها الشخصيات من شوارع، ومدن، ومحلات، وقد يكون الفضاء وهميا أو ما يسمى بفضاء المتخيل، "وهو المكان الممسوك بواسطة الخيال، لن يظل مكانا محايدا خاضعا لقياسات، وتقييم مساح الأراضي، لقد عيّن فيه لا بشكل وضعي، بل لكل ما للخيال من تحيز". (حمودة، 2006م، ص22). وهذا النوع هو الذي ورد في الخطاب النبوي "حديث السفينة". 

     وإذا كان الإنسان بحاجة إلى النقل البري عن طريق السيارات، والحافلات، والقطارات، فهو كذلك بحاجة إلى النقل البحري، عن طريق القوارب، والسفن التي تنقل البضائع، والناقلات الضخمة للبترول والمواد الخام، وعابرات القارات، التي تحمل السيارات والطائرات وغير ذلك من وسائل النقل البحري.فالسفينة نعمة من الله عز وجلّ على خلقه لقوله تعالى:﴿وَمِنْ آَيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ * إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ * أَو يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِير. ﴾(الشورى، 32/34).خطأ والصحيح الآية (30-31)(فهي وسيلة نقل عبر البحار والمحيطات بقدر ما تثير في نفوسنا من سعادة السفر من خلال ما نستمتع به من نسمات البحر، وزرقته، وهي –من جهة أخرى- تثير في نفوسنا مخاوف الهلاك والغرق، وخاصة عند هيجان البحر عندما يشتد غضبه وسخطه، فالسفينة تحيل إلى النجاة كما تحيل إلى الهلاك، وهي في هذا الحديث علامة أيقونية تمثّل صورة المجتمع الذي تتصارع فيه قوى الخير و/ الشرّ.

  والزمن والمكان من أهم مكونات الخطاب السردي، وهما متلازمان، لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر، ومن ظاهر الحديث يبدو المكان ضيّقا مُغلقا (السفينة)، غير أنّ دلالته أوسع وهي مكان مفتوح (المجتمع ككل) الذي لا يحدّه شيء، وهو ما يُسمى بالفضاء اللامتناهي. إنّ استعمال كلمة (قوم) نكرة دليل على أنّ الحيّز المكاني رحيب، إذ يدلّ على العموم لا التخصيص لقوم معينين.  أمّا الزمان فقد بدا من ظاهره أنّ الحادثة وقعت في الماضي من خلال كثرة أفعال الماضي (استهموا، كان، أصاب، قالوا...)، لكنّه في الواقع زمن ممتد، لأنّ القائم على حدود الله والواقع فيها موجود في الماضي، والحاضر، وسيكون في المستقبل، ولهذا كانت بداية الحديث الشريف جملة اسمية (مثل القائم على حدود الله، والواقع فيها، كمثل قوم...).

  وهذا رسم توضيحي يحدّد بنية الزمان والمكان:


02.jpg

 

2-3- سيمياء الشخصيات

الشخصيات مكوّن أساسي في الخطاب السردي، وهي عنصر فعّال وحيوي في السرد، يقول رولان بارت: "ليس ثمة قصة في العالم من غير شخصيات أو على الأقل من غير فواعل". (مرتاض، 1995م، ص126).  وقد التبس مفهومها عند النقاد العرب في عدم التفريق بين مفهوم "الشخصية" و"الشخص"، حيث يوردون هذين المصطلحين بمعنى واحد، أو معنى أحدهما يقصد به الآخر أو العكس، وهذا ما أشار إليه عبد الملك مرتاض الذي فرّق بينهما، إذ عرّف "الشخصية" بأنّها "كائن حركي ينهض في العمل السردي بوظيفة الشخص دون أن يكونه". (مرتاض، 1998م، ص75). فالشخصية بهذا المعنى كائن ورقي ليس له حضور في الحقيقة وإن كانت مستمدة فعلا من الواقع.

أمّا "الشخص" فيحدده مرتاض بأنّه " الإنسان، لا صورته التي تمثّلها الشخصية في الأعمال السردية". (عبد الملك مرتاض، 1998، ص75).  وهو بهذا المعنى؛ الكائن الحيّ الموجود فعلا بجسمه وروحه ودمه وعقله، وهو الفرد الذي له انتماء عائلي معيّن.

وقد ربط غريماس مفهوم الشخصية بعنصرين أساسيين هما: العامل أو الفاعل والممثّل، "إذ ليس هناك من وجهة نظر نحوية-فعل دون فاعل، أو فاعل دون فعل".  (عزام، 2005م، ص14) ومعنى هذا أنّ كل فعل داخل الخطاب السردي ينبع من فاعل يقف وراءه. أمّا الممثّل فهو وحدة متمظهر على مستوى الخطاب، تنسب لها مجموعة من المواصفات، يوضع لها اسم معين لتؤدي دورا معينا داخل المسار السردي، قد يرد على شكل اسم فردي، أو جماعي، أو ذهني مجرّد.

ويحرّك المشهد السردي في هذا الحديث النبوي شخصيتين أساسيتين هما: القائم على حدود الله، و/ الواقع فيها أي: المرتكب للمعاصي، بينهما تعايش سلمي، لأنهما سيواجهان مصيرا مشتركا في السفينة، إمّا النجاة وإمّا الهلاك، فالأوّل يلتزم بحدود الله وطاعته، والثاني –من غير القائمين على حدود الله- في حركة دائمة يصعدون إلى أعلى السفينة لجلب الماء مع إيذاء المسلمين. إنّ هذه الصورة تحيل إلى جود وكرم القائمين على حدود الله وصبرهم على الأذى، فلم يمنعوا الماء حتى على أهل المعصية، التزاما بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم الذي حذر من منع الماء عن ابن السبيل (المسافر المحتاج إلى الماء)في قوله: "عن أبي هريرة رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم: ورجل منع فضل ماء، فيقول الله: اليوم أمنعك فضلي كما منعت فضل ما لم تعمل يداك) ". (البخاري، 2240).

ويمثّل ركاب السفينة؛ الصالحون، والمفسدون-الشخصية الرئيسة في الخطاب النبوي، ويمكن توضيحهما في:

أ- القائم على حدود الله:وهم المؤمنون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، وإنّما جُعل موقعهم في أعلى السفينة لعلوّ شأنهم، وسموّ مكانتهم، لقوله تعالى في محكم تنزيله:﴿ٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا قِيلَ لَكُمۡ تَفَسَّحُواْ فِي ٱلۡمَجَٰلِسِ فَٱفۡسَحُواْ يَفۡسَحِ ٱللَّهُ لَكُمۡۖ وَإِذَا قِيلَ ٱنشُزُواْ فَٱنشُزُواْ يَرۡفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ دَرَجَٰتٖۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ ١١﴾ (سورة المجادلة (11)).

ب-الواقع فيها:وهم الذين لا يلتزمون بتعاليم الإسلام، وإنّما كانوا في أسفل السفينة، لأنّهم أقل شأنا، وأضعف مكانة، لكونهم لا يقيمون حدود الله، قال الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِذَا طَلَّقۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحۡصُواْ ٱلۡعِدَّةَۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ رَبَّكُمۡۖ لَا تُخۡرِجُوهُنَّ مِنۢ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخۡرُجۡنَ إِلَّآ أَن يَأۡتِينَ بِفَٰحِشَةٖ مُّبَيِّنَةٖۚ وَتِلۡكَ حُدُودُ ٱللَّهِۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ٱللَّهِ فَقَدۡ ظَلَمَ نَفۡسَهُۥۚ لَا تَدۡرِي لَعَلَّ ٱللَّهَ يُحۡدِثُ بَعۡدَ ذَٰلِكَ أَمۡرٗا ١﴾ (سورة الطلاق (1).

2-4- سيمياء السرد                                                                                                                                                                                                                                      

يعرّف حميد لحميداني السرد بقوله: "هو الطريقة التي تُروى بها القصّة عن طريقة قناة الراوي والمروي له. وفي رأيه أن القصة لا تحدد بمضمونها فحسب ولكن بالـشكل والطريقة التي يقدم بها ذلك المضمون" (لحميداني، 2003م، ص45). ومعنى هذا أنّ السرد هو الطريقة التي يختارها المبدع أو الروائي ليقدم بها الحـدث أو أحـداث المتن الحكائي.

وقد أدّى السرد دوره الفاعل في نسج الصورة الفنية في الخطاب النبوي، حيث تطوّر المشهد السردي إلى عزم غير القائمين على حدود الله على فعل شنيع وهو (خرق السفينة)، والذي لا يعني سوى حفر أوسع قبر- كما ذهب إلى ذلك الرافعي، أو إلحاق الأذى بالجميع في المفهوم السيميائي، ونتساءل هل هذا الفعل قد دُبر خفية من حيث لا يدري من هم في أعلى السفينة؟ أم هم على علم به؟ وهل نية الفعل الرغبة في إيذاء المسلمين؟ أم التخفيف عن أنفسهم مشقة الصعود والهبوط لجلب الماء؟ وهل يدرون أنّ الهلاك سيحل بهم جميعا؟  إنّ هذه الصور المتلاحقات تبعث في نفوسنا الحيرة والدهشة، كيف يجرأ هؤلاء على خرق السفينة؟

  إنّ خرق السفينة سيميائيا يدلّ على تمادي أهل المعاصي في معصيتهم، وتعدّيهم على حرمات الدين، فالأمور الصغيرة تؤدي إلى الكبيرة، لأنّ (الخرق) ليس سوى فتحة صغيرة، لكن عواقبها وخيمة، تنتهي بالغرق والموت لا محالة.

 إذًا ما هو واجب القائمين على حدود الله؟ هل إخلاء سبيلهم لخرق السفينة، وبالتالي هلاك الجميع؟ أم منعهم بالقول والفعل لينجوا جميعا؟ إنّ المعنى الذي تحيل إليه هذه الحادثة هو مسؤولية المؤمنين، وواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لأنّ السكوت عن الحق، وعدم رفع الظلم، ينتهي بهلاك العامة كما هلك في الأمم الغابرة قوم لوط وعاد وفرعون.

 وساهمت حركة الأفعال الماضية وتتابعها في بناء المشهد السردي، ورسم معالم الصورة الفنية، وتقريبها للقارئ، حيث كان عدد الأفعال الماضية (12فعلا ماضيا)، والمضارعة (02)، فتبدأ الصورة بالقسمة بينهم (أعلى و/ أسفل)، وتتابع الأحداث صعودا و/نزولا لجلب الماء من غير القائمين على حدود الله، مع إلحاق الأذى بمن فوقهم، ثم قرار خرق السفينة، وهذه هي الأفعال الماضية على وجه الترتيب:

اسْتَهَمُوا -- فَأَصَابَ -- فَكَانَ -- اسْتَقَوْا -- مَرُّوا – -فَقَالُوا-- خَرَقْنَا -- أَرَادُوا --هَلَكُوا -- أَخَذُوا –- نَجَوْا- وَنجَوْا جميعا.

2-5- المربع السيميائي

يعرّف عبد الحميد بورايو المربع السيميائي قائلا: "هو صياغة منطقية قائمة على نمذجة العلاقات الأولية للدلالة القاعدية التي تتلخص في مقولات، التناقض والتقابل، والتلازم، فهو نموذج توليدي ينظم الدلالة، ويكشف عن آلياته إنتاجها عبر ما يسمى بالتركيب الأساسي للمعنى، فهو أداة منهجية تسمح برصد انبثاق المعنى منذ حالاته الأولية". (لحمر، 2010م، ص230).

يشكل المربع السيميائي عند غريماس Algirdas Julien Greimas)) الأرضية التي تشتغل عليها الثنائيات الضدية لتحديد الدلالة، ويتأسس على المضامين الفكرية الموجودة خارج السياق، فالقيم لا تفهم إلاّ في مضامين إنسانية تحدّدها وتحركها، فالخير والشرّ والصدق مضامين لا تكتسي معناها إلاّ بعلاقتها بوضعيات إنسانية، والمربع السيميائي هو النموذج الذي يمكننا من تحديد الدلالات وفق مجموعة من العلاقات تتمثّل هذه العلاقات في: (بنكراد،2012م، ص49).

-علاقة التضاد---------

-علاقة التناقض-------

-علاقة التضمن-------

  وسنكون حينها أمام النموذج التكويني أو المربع السيميائي بعدّه تأليفا تقابليا لمجموعة من قيم المضمون يمكن وصفها في الشكل التالي: (بنكراد، 2001م، ص54).

03.jpg


وإذا أمعنا النظر في هذا الخطاب النبوي لاحظنا ثنائيات التقابل والتناقض بين س1(المؤمن العاصي) وس2(المؤمنون الذي يقيمون حدود الله)، فالأول يأمر بالمعروف ولا يأتيه، وينهى عن المنكر ويأتيه، ينتهي أمره بالهلاك، والثاني (يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر) ومصيره (النجاة)، يمكن توضيحه بهذا المخطط:

04.jpg

 

   وبذلك فثنائية النجاة أو الهلاك هي المصير المحتوم للجميع( المؤمنون و/أهل المعاصي) على السواء، حيث تنقلب موازين القوى، فينتهي الصراع بين الطرفين ؛قوى الخير، و/ الشرّ،إمّا بالهلاك إن سكت أهل الحقّ عن قوله، وإمّا بالنجاة إن  أدّى أهل الإيمان ما عليهم من أمر بالمعروف، ونهي عن المنكر، ولا شك  في أنّ نهاية القصة كانت مفتوحة، لا ندري إن تمّ خرق السفينة، وعمّ الهلاك، أو مُنعوا من هذا الفعل الشنيع، فكانت النجاة، وإن عرضنا الحادثة على محك العقل والمنطق، لا يكون إلاّ الخيار الثاني (وهو المنع) ؛ لأنّنا لا يمكن أن نتوقع بتاتا أن يختار أحد طريق الهلاك لنفسه إلاّ إذا كان جاهلا أو معتوها. 

2-6- الخطاطة السردية

وضع غريماس Grimasseخطاطة سردية من خلال اللحظات السردية التالية: التحريك، الأهلية، الإنجاز، والجزاء. (بنكراد، 2001م، ص89). وفي هذا الفلك تتحرك الشخصيات لأداء وظائفها. وبما أنّ الخطاب النبوي –حديث السفينة- كانت نهاية السرد فيه مفتوحة- أي لا ندري إن تمّ الخرق أو المنع- لذا نتصوّر نتيجتين متناقضتين (النجاة أو الهلاك) كجزاء يمكن تجسيدهما في الخطاطتين الآتيتين:

*الخطاطة (1):

الشخصيات

التحريك

الكفاءة أو الأهلية

الإنجاز أو الفعل

الجزاء

القائم على حدود الله

الالتزام بحدود الله

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

 منع خرق السفينة

النجاة من الغرق

الواقع فيها

الحصول على الماء

الصعود إلى الأعلى للحصول على الماء

 خرق السفينة

الهلاك والغرق

 

                                 *الخطاطة (2): 

الشخصيات

التحريك

الكفاءة أو الأهلية

الإنجاز أو الفعل

الجزاء

القائم على حدود الله

نية عدم إلحاق الأذى

ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

 ترك خرق السفينة

الهلاك والغرق

الواقع فيها

نية عدم إلحاق الأذى عن طريق الصعود والنزول لجلب الماء

 

عدم الصعود للأعلى

 خرق السفينة في الأسفل  للحصول على الماء

الهلاك والغرق

 

ومن هاتين الخطاطتين يتبين أنّ ترك صاحب المعاصي على فعله سواء أكان مقصودا أم غير مقصود ينتهي بالهلاك حتّى وإن كانت نية الفاعل الخير، فالعبرة بالفعل لا بالنيات.   

ويحدد غريماس أربعة صيغ للكفاءة هي: (بنكراد، 2001م، ص96). وجود الفعل، معرفة الفعل، قدرة الفعل، وإرادة الفعل، وهذه العناصر الأربعة ليس من الضروري أن تكون دفعة واحدة لكنّها تتحقق بالتدرج. ففي هذا الخطاب النبوي تتوفر ثلاث كفاءات هي: معرفة الفعل، والذي يتمثل في خرق السفينة للحصول على الماء وتجنب الصعود إلى الأعلى، كما توفرت القدرة والإرادة على تنفيذ الفعل. أمّا وجود الفعل وهو خرق السفينة فلا ندري إن تمّ تنفيذه لأنّ النهاية كانت مفتوحة بين الخيارين: الخرق أو المنع.

     3-الصورة الفنية في الخطاب النبوي (حديث السفينة)

إلى جانب العنصر اللغوي الذي هو مادة أساسية في الحديث النبوي ، تأتي الصورة لتترجم الوقائع ، وتصور العالم وخباياه، سواء أكان تصويرا  فوتوغرافيا أو فنيا بما هو معروف في البلاغة التقليدية بالتشبيه والاستعارة، يقول سعيد بنكراد: "إنّ التشابه سواء أكان مجسدا في حالته القصوى (الصورة الفوتوغرافية) أو في أشكاله الدنيا (الاستعارات والرسوم البيانية وكذا كلّ الصور الذهنية)، لا يعود إلى الواقعة الفعلية في علاقتها بأداة التمثيل، بل إنّه مرتبط بالسبيل المؤدي إلى إنتاج دلالات تعدّ في نهاية المطاف تأكيدا للحضور الإنساني في الكون."(بنكراد، 2012م، ص127م)

تناول الباحث عبد المالك بومنجل في كتابه (تأصيل البلاغة) الصورة الفنية في الخطاب النبوي –حديث السفينة- بتحليل عميق، وبُعد نظر، حيث أبدع في رسم ظلال الصورة  وفق رؤية حديثة للمجتمع، وفلسفة الوجود، إذ يقول: "مثّل النبي عليه الصلاة والسلام حال المجتمع بحال السفينة، وهو تشبيه مصيب غاية الإصابة، وقريب غاية القرب من أذهان البشرية، إذ السفينة مطية للعبور إلى الشاطئ الآخر،  وكذلك الأرض التي هي موطن البشرية، هي مجرد مطية للعالم الآخر، والسفينة مستقبل مشترك بين جماعة من الناس تسبح في الماء بقدرة الله، وكذلك الأرض التي عليها حياة المجتمع، هي مستقبل مشترك بين البشرية جميعا... ثمّ إنّ السفينة ممّا يكثر توسل الناس  بها في حياتهم الاجتماعية والاقتصادية، خاصة في الزمن القديم، وهي السبب في بقاء الجنس البشري بعد الطوفان العظيم، فهي إذا رمز السلامة لمن شاءها والعاقبة الوخيمة  لمن أعرض عنّا." (بومنجل، 2015م، ص 140/141). وينتهي بومنجل إلى استخلاص العبرة، والمغزى العام من القصة، إذ يقول: "كما أنّ السفينة يمكن أن تتحوّل، إن لم يتوخّ سكانها أسباب السلامة من وسيلة عبور إلى شاطئ الأمان إلى وسيلة إغراق وهلاك، وكذلك هذه الحياة الأرضية، يمكن أن تتحوّل من موطن لعمارة الأرض والاستمتاع بخيراتها إلى ميدان للفساد بمختلف معانيه يُغرق المجتمعات البشرية في النكد والشقاء ويُرديهم في الهلاك بمختلف معانيه". (بومنجل، 2015م، 141).

وقد أدى التشبيه التمثيلي دورا مهمّا في إجلاء الصورة مع ترك أثر حيّ في نفس السامع، يدرك من خلاله كيف يتطور أمر المنكر في المجتمع، فهو يبدأ صغيرا كخرق يسير، ثم لا يزال يتسع ويتسع إن لم يتداركه أهل الحكمة، والعقل، والعلم حتى يصعب السيطرة عليه، وإنّ ذلك ليوحي بأهمية الأخذ بأيدي العابثين والالتزام بحدود الله قبل فوات الأوان، والوصول إلى مثل تلك النتائج الرهيبة.

ويعدّ التشبيه التمثيلي من أهم الفنون البلاغية، وأوفرها حظا، يقول الطاهر بن عاشور: "للتشبيه التمثيلي الحظ الأوفى عند أهل البلاغة ووجهه أنّ من أهم أغراض البلغاء وأولها باب التشبيه، وهو أقدم فنونها، ولا شك أنّ التمثيل أخص أنواع التشبيه؛ لأنّه تشبيه هيئة بهيئة فهو أوقع في النفوس وأجلى للمعاني"، ويقوم هذا النوع من التشبيه على التعدد المتكامل لا المتفرق؛ فهو إذًا مجموعة تشبيهات تتناسق وتتضافر لتشكّل قصة أو مشهدا، وتعبّر عن فكرة أو حكمة أو رأي أو فلسفة أو نظرية. (بن عاشور، 1997م، ص3).

وقد جاء التمثيل في قوله صلى الله عليه وسلم: (مثل القائم على حدود الله...)، وهو تشبيه معقول بمحسوس، حيث شُبّهت هيئة المسلمين وهم قائمون بواجبهم في تغيير المنكر بأهل السفينة وهم يمنعون من يريد خرقها، وبالمقابل شُبهت هيئة المتقاعسين عن أداء واجب تغيير المنكر بحال أهل السفينة إن تركوا من يريد خرقها حرّا يفعل ما يشاء، ووجه الشبه هنا منتزع من متعدد، وهو النجاة والهلاك، يقول الرافعي: "فهذا تمثيل لحالة طائفة في الأسفل تعمل لرحمة من هم في الأعلى: عاطفة شريفة،  ولكنها سافلة، وحمية ملتهبة، ولكنها باردة، ورحمة خالصة، ولكنها مهلكة: ولن تجد كهذا التمثيل في تصوير البلاغة الاجتماعية، والغفلة الفلسفية لأناس هم عند أنفسهم أمثلة الجدّ والعمل والحكمة، وكأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لهؤلاء من ألف وثلاثمائة سنة: أنتم المصلحون إصلاحا مخروقا." (الرافعي، ج3، 1941م، ص6).

وإلى جانب التشبيه التمثيلي، ساهمت الاستعارة في تشخيص المعنى؛ وهي –كما قال عنها ابن رشيق القيرواني-(ت 463هـ):"أفضل المجاز، وأوّل أبواب البديع، وليس في حُلى الشعر أعجب منها، وهي من محاسن الكلام، إذا وقعت موقعها ونزلت موضعها". (ابن رشيق 1972م، ص235) بوصفها علامة سيميائية لسانية، فإنّها تجسّد الأبعاد التركيبية، والدلالية والتداولية، وتبرز اللغة على أنّها ذات بعد سيميائي في تشكّلها الذي يقود إلى تأليف صورة متكاملة سواء أكانت الصورة لونية، أم حركية أم حسية في آن واحد".  (ربابعة، 2011م، ص65). ومن ذلك قوله –صلى الله عليه وسلم-: (القائم على حدود الله)، فهي استعارة مكنية، حيث شبّه المعاصي بوهدة من الأرض محدود بحدود وحولها رجال يحرسونها، ويمنعون الناس من الوقوع فيها، وحذف المشبه به، وترك أحد لوازمه (حدود)، وهذا يدلّ على ثقل المسؤولية الملقاة على عاتق المصلحين في الأمة فهم حراس الفضيلة، يحاربون الرذيلة.

هذا إلى جانب التعبير الكنائي (أخذوا على أيديهم) كناية عن صفة، وهي استعمال الشدة والقوة لمنعهم من خرق السفينة.والتعبير "بعلى" يفيد الاستعلاء والفوقية، إشارة إلى أنّ الأخذ كان بالاستعلاء والقوة.وقد أشاد عبد القاهر الجرجاني بالكناية في قوله: "إنّ الكناية أبلغ من الإفصاح، والتعريض أوقع من التصريح".  (الجرجاني، ص55). 

إنّ حديث السفينة ينطوي على أسرار بلاغية كثيرة، منها الإيجاز مع وفرة الدلالة، ومنها إصابة التشبيه مع دقة الإصابة، ومنها حيوية الحركة ومتعة التشويق ببناء التمثيل على منهج القصة، ومنها قوة الرمز ولطف الإشارة، ومنها تفصيل أوجه الشبه حتى يستوفي التمثيل جوانب كثيرة من مظاهر الحياة البشرية والأحوال النفسية والاجتماعية." (بومنجل، 2015م، ص141/142). ومعنى هذا أنّ الحديث النبوي اجتمعت فيه أسرار البلاغة العربية وجوامع الكلم، من خلال فصاحته، وإيجازه، وبديع تصويره، وبُعد نظره، وقدرته على النفاذ إلى النفس الإنسانية للتعبير عن ملابسات الحياة، والظروف التي تعيشها المجتمعات البشرية، وما بينها من صراع أبدي بين قوى الخير والشر. ملاحظة هذا الكلام في البلاغة لا السيمياء.

خاتمة

وخلاصة القول: لقد ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم أروع الأمثال في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وضرورة الالتزام به في الخطاب النبوي (حديث السفينة)، فإلى جانب ما يمتاز به الحديث من سمو غاياته التربوية والأخلاقية، كان في مستوى عال من حسن العرض، والإيجاز في القول، وبديع التصوير من خلال حسن توظيف التشبيه، والرموز، والعلامات التي تحتوي على طاقة دلالية تثير القارئ، فاتحة آفاقا من القراءة والتأويل لإدراك مقاصده النبيلة.

هذا، وقد توصلتُ من تطبيق المقاربة السيميائية على الخطاب الديني إلى ما يلي:

-  إنّ الرمز من الوسائل المثيرة غير المباشرة التي وظفها الرسول صلى الله عليه وسلم للإقناع والإمتاع، وتحقيق الغرض الديني.  وكان الرمز من أقدم الوسائل التي استعان بها القدامى للتعبير عن تجاربهم، والتأثير في قارئهم. وفي هذا الحديث النبوي يعدّ كلّ من السفينة والركاب رمزين، ما هما إلاّ طريقان للعبور إلى الدلالة، وهي المجتمع والصراع السائد فيه بين قوى الخير والشر، وواجب أهل البر والصلاح إزاء هذا الوضع، المتمثل في أعظم رسالة في الحياة، هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

  -  إنّ تطبيق المقاربات الجديدة بما فيها السيميائية يمكن استغلالها حتى في دراسة المقدّس، فقد اهتدى غريماس إلى تقديم نموذج أو نظرية في تحليل النصوص السردية بجميع أنواعها، وتعدّ في واقع الأمر نظرية في المعنى، وطرق إنتاجه، وأنماط وجوده وانتشاره. وقد رأينا ذلك في الخطاب النبوي الذي تتوفر فيه مواصفات السرد، الأمر الذي أتاح استثمار (السيميائيات السردية لـ غريماس) للتعرف على البنى السطحية والعميقة المكوّنة للحديث النبوي من خلال تحديد ما يلي:

 * سيميائية العنوان:عنوان الحديث النبوي الشريف علامة سيميائية جسدّت هذا الصراع بين الخير والشر، وصوّرت غفلة أهل الحقّ عن نصرته، وعن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لأنّ ذلك ينتهي بالهلاك، كما ينتهي حال أهل السفينة بالهلاك لا محالة إن تركوا المفسدين يقدمون على أفعالهم الشنيعة، أو النجاة إن منعوهم.

* سيمياء الشخصيات:وقد حرّك شخصيتان المشهد السردي في هذا الحديث النبوي (القائم على حدود الله، الواقع فيها أي المرتكب للمعاصي)، وهما يجسّدان الصراع الذي ينتهي إلى مجهول إمّا النجاة وإمّا الهلاك.

 *سيمياء السرد:أدّى السرد دوره الفاعل في نسج الصورة الفنية في الخطاب النبوي، حيث تطوّر المشهد السردي إلى عزم غير القائمين على حدود الله على فعل شنيع وهو (خرق السفينة)، والذي لا يعني سوى حفر أوسع قبر- كما ذهب إلى ذلك الرافعي، أو إلحاق الأذى بالجميع في المفهوم السيميائي.

*الفضاء الزماني والمكاني:الزمان والمكان من أهم مكونات الخطاب السردي، وهما متلازمان، لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر، ومن ظاهر الحديث يبدو المكان ضيّقا (السفينة)، غير أنّ دلالته أوسع وهي (المجتمع ككل) الذي لا يحدّه شيء، وهو ما يُسمى بالفضاء اللامتناهي.

*المربع السيميائي: لقد أسفر المربع السيميائي على علاقات التقابل والتضاد بين الشخصيات مجسدةً الصراع الأبدي في الأرض بين قوى الخير و/ الشرّ، والمتمثّل في أهل الإيمان، و/ أهل المعاصي.

 - لقد أدّى التشبيه التمثيلي دورا مهمّا في الخطاب النبوي في إجلاء الصورة مع ترك أثر حيّ في نفس السامع، يدرك من خلاله كيف يتطور أمر المنكر في المجتمع، فهو يبدأ صغيرا كخرق يسير، ثم لا يزال يتسع ويتسع إن لم يتداركه أهل الحكمة والعقل والعلم حتى يصعب السيطرة عليه.

- لقد ساهم التعبير الاستعاري في تشخيص المعنى؛ والاستعارة بوصفها علامة سيميائية لسانية، فإنّها جسّدت الأبعاد التركيبية والدلالية والتداولية في الخطاب النبوي عن طريق تجسيد المعاني المجردة في محسوسات.

-وكان من ثمرات هذه الدراسة أن فتحتُ فضاء للدارسين لتناول المقدس بمنظور حديث، ومنهج جديد (المنهج السيميائي)، فقد كان هذا الحديث النبوي الشريف بستجيب طواعية لخصائص هذا المنهج بداية بـــــثرائه بالرموز والعلامات، والشخصيات شخصيتان فقط، وما بينها من تضاد وتناقض، والحيز، والأحداث وتسلسلها

. ابن رشيق القيرواني، العمدة في صناعة الشعر ونقده، ج1، تح.محمد محي الدين عبد الحميد، دار الجيل، بيروت، ط4، 1972م. 

2. إبراهيم عبد العزيز السمري، اتجاهات النقد الأدبي العربي في القرن العشرين، القاهرة، دار الآفاق العربية، ط1. 

3. أبو زكريا يحي بن شرف النووي الدمشقي، رياض الصالحين، القاهرة، دار الريان للتراث، ط1، د.ت. 

4. أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، صحيح البخاري، دمشق-بيروت، دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع، ط1، 2002م.

5. بدر الدين أبي محمد محمود بن أحمد العيني، عمدة القاري شرح صحيح البخاري، ج13، القاهرة، دار الفكر، د.ط، د.ت.

6. حنان محمد موسى حمودة، الزمكانية وبيئة الشعر المعاصر، أحمد عبد المعطي نموذجا، عالم الكتب الحديث، إربد، الأردن، ط1، 2006م.

  1. حميد لحميداني، بنية النص السردي من منظور النقد الأدبي، الدار البيضاء، المركز الثقافي العربي، ط3، 2003م.
  2. جميل حمداوي، الآليات السيميائية لتوليد الدلالة في النصوص والخطابات، دنيا الوطن، موقع الكتروني، 8/1/2011م.
  3. رولان بارت، مدخل إلى التحليل البنيوي، تر.منذر عياشي، مركز الانتماء الحضاري،ط1، 1993م.
  4. سعيد بنكراد، سيمياء السرديات، مدخل نظري، منشورات الزمن، الدار البيضاء، مطبعة النجاح الجديدة، 2001م.
  5. سعيد بنكراد، السيميائيات مفاهيمها وتطبيقاتها، سوريا، دار الحوار للنشر والتوزيع، ط3، 2012م.
  6. شهاب الدين أحمد بن محمد الخطيب القسطلاني، إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري، ج4، المطبعة الأميرية – بولاق، ط7، 1223هـ.

13.عبد الملك بومنجل،تأصيل البلاغة، منشورات مخبر المثاقفة العربية في الأدب ونقده، ط1، 2015م.

14. عبد الملك مرتاض، في نظرية الرواية: بحث في تقنيات السرد، سلسلة عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، 1998م.

15. عبد الملك مرتاض، تحليل الخطاب السردي، معالجة تفكيكية سيميائية مركبة لرواية زقاق المدق، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1995.   

16.فيصل الأحمر، معجم السيميائيات ، منشورات الاختلاف، ط1، الجزائر،1431هـ- 2010م.

 17. محمد صابر عبيد، صوت الشاعر الحديث، عالم الكتب الحديث، أربد، الأردن، ط1، 2011م،

18.محمد الطاهر بن عاشور، التحرير والتنوير، ج1، تونس، دار سحنون للنشر والتوزيع، 1997م.

19. محمد عزام، شعرية الخطاب السردي –دراسة- منشورات اتحاد الكتاب العرب، 2005م، ص14.

20.مصطفى صادق الرافعي، إعجاز القرآن والبلاغة النبوية، بيروت، المكتبة العصرية، د.ط، 2001م.

21.مصطفى صادق الرافعي، وحي القلم، ج3، بيروت،المكتبة العصرية، د.ت، د.ط

22.مصطفى صادق الرافعي، وحي القلم، ج3، تح. محمد سعيد العريان، مطبعة الاستقامة، ط1، 1941م.

23.موسى ربابعة، آليات التأويل السيميائي، الكويت، آفاق للنشر والتوزيع، دط، 2011م.

24.F.De Saussure: Cours de linguistique générale, éd.Payothèque, 1979.

@pour_citer_ce_document

فريد عوف, «سيمياء الصورة والسرد في الخطاب النبوي الشريف حديث السفينة نموذجا-»

[En ligne] ,[#G_TITLE:#langue] ,[#G_TITLE:#langue]
Papier : ص ص 135-147,
Date Publication Sur Papier : 2022-04-27,
Date Pulication Electronique : 2022-04-27,
mis a jour le : 08/05/2022,
URL : https://revues.univ-setif2.dz:443/revue/index.php?id=8507.