مستوى ثقافة الحوار لدى الأسرة الفلسطينية في محافظة رفح دراسة ميدانية على عينة من الآباء والأبناء
Plan du site au format XML


Archive: revues des lettres et sciences sociales


N°01 Avril 2004


N°02 Mai 2005


N°03 Novembre 2005


N°04 Juin 2006


N°05 Juin 2007


N°06 Janvier 2008


N°07 Juin 2008


N°08 Mai 2009


N°09 Octobre 2009


N°10 Décembre 2009


N°11 Juin 2010


N°12 Juillet 2010


N°13 Janvier 2011


N°14 Juin 2011


N°15 Juillet 2012


N°16 Décembre 2012


N°17 Septembre 2013


Revue des Lettres et Sciences Sociales


N°18 Juin 2014


N°19 Décembre 2014


N°20 Juin 2015


N°21 Décembre 2015


N°22 Juin 2016


N° 23 Décembre 2016


N° 24 Juin 2017


N° 25 Décembre 2017


N°26 Vol 15- 2018


N°27 Vol 15- 2018


N°28 Vol 15- 2018


N°01 Vol 16- 2019


N°02 Vol 16- 2019


N°03 Vol 16- 2019


N°04 Vol 16- 2019


N°01 VOL 17-2020


N:02 vol 17-2020


N:03 vol 17-2020


N°01 vol 18-2021


N°02 vol 18-2021


N°01 vol 19-2022


N°02 vol 19-2022


N°01 vol 20-2023


N°02 vol 20-2023


A propos

avancée

Archive PDF

N°19 Décembre 2014

مستوى ثقافة الحوار لدى الأسرة الفلسطينية في محافظة رفح دراسة ميدانية على عينة من الآباء والأبناء


محمود محمد صالح الشامي
  • resume:Ar
  • resume
  • Abstract
  • Auteurs
  • TEXTE INTEGRAL
  • Bibliographie

تهدف هذه الدراسة الحالية إلى التعرف على مستوى ثقافة الحوار لدى الأسرة الفلسطينية في محافظة رفح، ولتحقيق ذلك تم استخدام المنهج الوصفي، وتم توزيع الاستبانة على عينه من الآباء بلغت (540) وعينة من الأبناء بلغت (540) منهم :(378من الذكور، و162من الإناث)بواقع 2% من إجمالي مجتمع الدراسة وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج أهمها: فضلا عن أهمية وفائدة الحوار في تحقيق السعادة الأسرية وتوفير جو من المحبة والمودة والراحة النفسية بين أعضاء الأسرة.ارتفاع مستوى ثقافة الحوار الأسري، وجود فروق دالة إحصائيا في مستوى الحوار الأسري وفقا للنوع لصالح الذكور أكثر من الإناث. و غيابها وفقا لعدد أفراد الأسرة – طبيعة عمل الأب – مكان السكن – المؤهل التعليمي للأب – عمر الأب.

الكلمات المفتاحية: الثّقافة، الحوار، الأسرة الفلسطينية، السعادة الأسرية.

La présente étude visait à déterminer le niveau de la culture du dialogue chez les familles palestiniennes à RafahPour atteindre cet objectif était d'utiliser l'approche descriptive Un questionnaire a été distribué à un échantillon de parents atteint 540 personnes, et un échantillon d’enfants atteint 540 personnes : 378 garçons et 162 filles soit 2% de la population totale ont été étudiés, L'étude a révélé plusieurs résultats, dont : L'importance et l'utilité du dialogue pour atteindre le bonheur dans la famille età fournir une atmosphère d'amour et d'affection et de confort psychologique chez les membres de la famille.  La hausse du pourcentage total du niveau de la culture du dialogue à 73,3% du point de vue des enfants, et à 70% du point de vue des parents.Les différences statistiquement significatives au niveau du dialogue familial selon le genre en faveur des hommes plus que les femmes, et leurs absences en fonction du nombre de membres de la famille - la nature du travail du Père - le lieu de résidence - qualification de l'éducation pour le père- l'âge du père.

Mots clés :Culture Du Dialogue, Famille Palestinienne.

 This study aims at determining the culture of dialogue level within the Palestinian family in Rafah Governorate. To achieve this goal, the researcher used the descriptive method. The questionnaire was distributed on a sample of 540 parents and another sample of 540 children (378 males and 162 females) ie 2% out the total population were studied, the study reached to the following results:

·         Dialogue is valuable and important in achieving the family happiness and maintaining atmosphere of love and psychological relief among family members.

·         The overall percentage of the culture of dialogue within family level from children' point of view is 73.3% and 70% from parents'.

·       There are statically significant differences in the level of dialogue within family according to gender in favor of males more than that of females.

·      There are no statically significant differences in the culture of dialogue within family level based on the number of family members, the nature of father's job, the place of living, the academic qualification of father, and the age of father.

Keyword: Culture of Dialogue, Family Palestinian.

Quelques mots à propos de :  محمود محمد صالح الشامي

           

مقدمة

يتبادر إلى الذهن لدى المتخصصين في علم الاجتماع عند الحديث عن ثقافة الحوار مؤسسات التنشئة الاجتماعية المتعددة في المجتمع التي يفترض أن تقوم بدور فاعل في تشريب الناشئة مجموعة القيم الاجتماعية والثقافية التي يرغب المجتمع في استمرارها، ولعل أهم هذه المؤسسات الاجتماعية التي يجب التعرف على دورها؛ هي الأسرة.

حيث شغلت الأسرة عبر التاريخ حيزا كبيرا من المناهج التشريعية السماوية والوضعية، كما استقطبت اهتمام المفكرين والباحثين التربويين والاجتماعيين والنفسيين وذلك بعدّها أهم نواه في المجتمع، فهي المؤسسة الأولية التي يتلقى فيها الطفل تربيته، وعلى هذا الأساس ارتبط صلاح النشء وصلاح المجتمع بصلاح الأسرة لما لها من أثر بالغ على بناء المجتمع ككل.1

وتعد الأسرة من أهم المؤسسات الاجتماعية المسئولة عن التنشئة الاجتماعية والضبط الاجتماعي، إذ تؤدي دورا أساسيا في السلوك السوي وغير السوي لأفرادها، من خلال نوع النماذج السلوكية التي تقدمها لهم، فأنماط السلوك والتفاعلات التي تدور داخل الأسرة هي النماذج الذي تؤثر سلبا أو إيجابا في إعداد الناشئين للمجتمع الكبير، هذه النماذج قد تفرز أفرادا متطرفين في المستقبل، أيا كان هذا التطرف دينيا أم اجتماعيا أم سياسيا، أو تفرز عكس ذلك. 2

وتعد الأسرة المؤسسة والمنظمة الاجتماعية الأولى التي تشكل بنية الشخصية الإنسانية لأبنائها، عن طريق التربية المقصودة القائمة على تعليم الأبناء السلوك الاجتماعي، وتكوين القيم والاتجاهات والدين والأخلاق ، والضمير، كما يبدأ الطفل حياته العقلية في الأسرة عن طريق تعلم اللغة التي هي أداة اتصال اجتماعي، ووسيلة لاكتساب المعارف ، والمعلومات ، كما تعمل على نقل التراث الثقافي، وتكسب الطفل أساليب التفاعل الاجتماعي المختلفة مع الآخرين في المجتمع ، و تحدد أساليب التوافق مع المواقف المختلفة ، كذلك تعمل على تنمية الانضباط الداخلي ، والانضباط الخارجي للأفراد عن طريق الثواب والعقاب ، كما تمكن الأبناء من ممارسة فرص التعبير عن الذات وتحمل المسؤولية , ويتعلم الطفل داخل الأسرة العمليات الاجتماعية المختلفة كالتعاون والتنافس، وتحدد الأسرة سلوك الأبناء من خلال المناخ الأسري ، حيث يحاول الطفل محاكاة وتقليد أنماط التفاعل الموجودة في هذا المناخ الأسري ، كما تؤثر أساليب التنشئة الأسرية التي تتبعها الأسرة في تنشئة أبنائها على أنماط شخصياتهم وتوافقهم النفسي ، وصحتهم النفسية . 

ومع تعدد مؤسسات التنشئة الاجتماعية، إلا أن الأسرة كانت ولا زالت أقوى مؤسسة اجتماعية تؤثر في كل مكتسبات الإنسان المادية والمعنوية، فالأسرة هي المؤسسة الأولى في حياة الإنسان، وهي المؤسسة المستمرة معه في حياته، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، إلى أن يشكل أسرة جديدة خاصة به 3.

كما أشارت بعض الدراسات إلى أن نوع التنشئة الأسرية المتبعة في الأسرة مثل التنشئة التسلطية أو التنشئة الديمقراطية، وطبيعة العلاقات بين الآباء والأبناء تؤثر سلبا أو إيجابا على علاقات هؤلاء الأبناء في المجتمع الكبير، وعلى النشاط الاجتماعي المتوقع لهم 4.

 و إن الدور الرئيس الذي احتفظت به الأسرة في عمليات التنشئة الاجتماعية يأتي من خلال الخصائص التي امتازت بها عن بقية المؤسسات الاجتماعية الأخرى، مما يجعلها قاعدة المؤسسات الاجتماعية الأخرى، وهي أنسب هذه المؤسسات لتبدأ فيها ومنها عملية التنشئة الاجتماعية، فالأسرة التي تنشئ متطرفين أو تكفيريين لمن يعاكسهم في الرأي حتى لو كانوا من الدين نفسه ، تقدم أنموذجا يؤثر سلبا في التفاعل الاجتماعي مع الآخرين، والأسرة التي تنشئ معتدلين ومتفاهمين تقدم أنموذجا آخر إيجابيا وفعالا ومنتجا في ذلك المجتمع، كل ذلك لأن لأفراد الأسرة الواحدة ثقافة خاصة بها، وثقافة المجتمع هي النتاج الكلي لمجموع تلك الثقافات بصالحها وطالحها 5.

يبدو واضحا مما تقدم أن الأسرة جماعة اجتماعية أساسية ودائمة، ونظام اجتماعي رئيس، وليست الأسرة أساس وجود المجتمع فحسب، بل مصدر الأخلاق والدعامة الأولى للسلوك والإطار الذي يتلقى فيه الإنسان أول دروس الحياة الاجتماعية.6

إن ما تم استعراضه من قضايا حول الأسرة يجعلها هي الأولى في تحمل مسؤولية تشريب الناشئة ثقافة الحوار وقبول الآخر دون إفراط أو تفريط انطلاقاَ من تعاليم الدين الإسلامي التي تحث جميع الأفراد على قبول الآخر والتسامح معه ، ولكي تستطيع الأسرة القيام بدورها المأمول في إرساء ثقافة الحوار ، والتسامح بين أفرادها، فإن المأمول من الأفراد ، والراشدين داخل محيط الأسرة تفعيل قيم التسامح ، والحوار بينهم ، فالأبناء الذين يرون قيم التسامح والحوار بين الأب وزوجته وقيم الحوار والتسامح بينهم، وبين والديهم سوف يخرجون أفراداَ قادرين على استيعاب الآخرين وتقبلهم .

وتتناول الدراسة الحالية ثقافة الحوار الأسري وأهميته وعلاقته باستقرار الأسرة وصحة أبنائها، وكذلك الحوار بين الزوجين بعضهما ببعض من جهة وبين الأبويين وأبنائهما من جهة أخرى، وستتركز هذه الدراسة على هذه الشريحة لارتباطها ببعضها البعض وسنقترح توصيات لتنمية وتعزيز هذه الثقافة.

الإطار النظري والدراسات السابقة

 يؤكد علماء الاجتماع أن التفاعل الاجتماعي يعدّ سمة طبيعية للمجتمع الإنساني ويستند هذا التفاعل على أساس أن الفرد يتفاعل مع الآخرين في جملة من مناشط الحياة آخذاً حضور نفسه في هذا التفاعل، بمعنى أن له جملة من الأدوار والتوقعات من الآخرين، وأن للآخرين أدواراً، ولهم توقعات من الفرد، وذلك من أجل تنظيم حياتهم الاجتماعية وحل مشكلاتهم اليومية، فالفرد يتصرف بواسطة التفاعل الرمزي، ومن خلال عملية التأثير والتأثر التي تحصل بين الأفراد في مواقف اجتماعية مختلفة، فالفرد عليه أن يتعلم معاني وغايات الآخرين عن طريق اللغة وأساليب التنشئة، وكيفية التصرف والتفكير وغير ذلك من محتوى ثقافة المجتمع، وعلى ذلك، فإن الاتصال والتفاعل وأداء الأدوار بفاعلية يتم عن طريق جملة من الرموز ذات الدلالة المشتركة لدى أعضاء المجتمع والثقافة الواحدة7.،ويعدّ الحوار " شكلاً من أشكال التفاعل بين الناس 8  .

ويعد موضوع الحوار من المواضيع الحية والمثارة في كثير من الكتابات والنقاشات وعلى اختلاف الثقافات والأمم ،والأوطان ، كما أصبحت بعض الدول ترفع شعار الحوار لتدليل على تقدمها وانفتاحها واتساع رقعت الحرية فيها ، و هناك من الدول الغربية من لم تكتفي برفع شعار الحوار، بل أصبحت تنعت الثقافات غير الغربية وخصوصا الإسلامية منها ، بأنها  ثقافات تعصبية وتفتقد للحوار ، وذلك نتيجة معايير مرتبطة بالمصالح الخاصة والضيقة ، مما يستدعي وضع الحوار في إطاره الحقيقي ، من هنا جاء الاهتمام بموضوع الحوار نظرا لأهميته وحساسيته، ويجب التأكيد أيضا أن الإسلام قد سبقالغرب في الدعوة للحوار، وهو منهج إلهي ذكر في القرآن الكريم في آيات كثيرة منها قوله تعالى:" قَدۡ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوۡلَ ٱلَّتِي تُجَٰدِلُكَ فِي زَوۡجِهَا وَتَشۡتَكِيٓ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَسۡمَعُ تَحَاوُرَكُمَآۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعُۢ بَصِيرٌ " 9.

ويقول النبي ( صلى الله عليه وسلم ) النكاح سنتي فمن لم يعمل بسنتي فليس مني، هكذا اقتضت حكمته سبحانه و تعالى أن يخلق امرأة من الرجل لتكون له سكنا و ذلك في قوله تعالى : "  يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِه وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً"10، و خلق الرجل من المرأة ليتربى على يديها و ليتعلم منها أبجديات الحياة و التي قد لا تمحي آثارها من ذاكرته أو تأثيرها على سلوكه مرور السنين الطوال , جعل بينهما المودة و الرحمة , و حتى يكونا واثقين بنفسيهما بأن بعضهم من بعض ، ففي قراراتهما انسجام وتناغم و تقبل ذاتي حتى إذا اكتمل الانسجام والتناغم يكونان قادرين على المضي في نموهما الشخصي والذاتي ونموهما الحيوي11.

وتجدر الإشارة  أن الزواج هو العلاقة الأقدم في حياة الإنسان، وخبرة الإنسان تختزن الكثير فيما يختص هذه العلاقة ولكن يبقى الزواج محطة ينتظرها الإنسان بخليط من الأفكار والعواطف ، فهناك خوف وفرح، وترقب وقلق وانتظار لسعادة وتوجس من مسئولية يصاحبها نشوة إلى التغيير في الحياة مع حيرة وخوف من المستقبل ، ولعل البعض يرى أن الزواج هو صراط هذه الدنيا فإما العبور إلى السعادة وإما السقوط حيث الفشل والتعاسة، ولعل هؤلاء أدركوا بفطرتهم أن الزواج هو ارتباط نفسي بالدرجة الأولى ، وان السعادة ، والشقاء هما تعبير نسبي لما يعتلج في النفس من حالات ، والزواج الذي يجمع بين رجل وامرأة مدة حياة كاملة تقريبا له قيمة في حياة الإنسان فهو الأساس في وجود الأسرة التي تعد اللبنة الأولي في المجتمع و الزواج  يعد علاجاً للنفس ووقاية لها من الفاحشة ، والآثام وقد برز اهتمام القرآن الكريم بالعلاقة الزوجية و جعلها مسكناً وملجأً إلى الإنسان و ذلك من خلال قوله تعالى " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"12،وحتى تحقق الحياة الزوجية ما شرعت لأجلها لابد أن يتحقق الانسجام ، و التوافق بين قطبي العلاقة ، و يعتبر الحوار بين الزوجين بمثابة المفتاح الذي يوصلهما إلى سبيل التفاهم و الانسجام ، والحوار هو القناة التي توصلنا للآخر ، فعندما  نتحاور إنما نعبر عن أنفسنا بكل خبراتنا الحياتية و بيئتنا التربوية ، ويعتبر الحوار أداة تعبير عن جوهر شخصيتنا ، و أداة تعبير ذاتية ، و يحتاج الحوار إلى آداب عامة ينبغي للمتحاورين أن يلتزموا بها ، لأن الحوار سينهار من قبل أن يبدأ في حالة عدم الأخذ بهذه الآداب العامة ، وهذه الآداب تجعل الحوار مثمرا ، وتكون كالمؤشر لايجابية هذا الحوار أو سلبيته ، وهذه الآداب هي من الأخلاق والأسس التي ينبغي أن تتوافر في كل إنسان وليس فقط في المتحاورين ، و الأخذ بآداب الحوار يجعل للحوار قيمته العلمية ، وانعدامها يقلل من الفائدة المرجوة منه للمتحاورين ، ومن هذه الآداب ( الصدق والصبر واحترام الآخر ) .

وعليه يعد الحوار في الأسرة هو سلوك وممارسة وليس توجيهات تصدر من سلطة عليا هي الأب أو الأم، إن الأب الذي يفقد آليات الحوار السليم مع زوجته وأبنائه يجب ألا يتوقع أن يخرج أبناؤه إلى المجتمع وهم قادرون على الحوار أو استيعاب الآخر، ومما لا شك فيه أن قضية تعويد الأبناء على الحوار والمناقشة وتقبل الرأي الآخر لم يعد قضية ترفيه، وإنما أصبحت ضرورة من ضروريات الحياة العصرية في عملية التنشئة والتعليم، وما لم تستطع الأسرة القيام بهذا الدور المأمول منها فإن الحوار في المجتمع سوف يخنق في مهده.

والجدير بالذكر أنأنماط التنشئة الأسرية هي جزء يؤثر ويتأثر بالأنماط الاجتماعية السائدة في المجتمع، مثلا نمط القسوة والتسلط في تنشئة الأطفال، أو نمط الإهمال، أو نمط التذبذب، أو نمط التفرقة بين الأبناء، ينتج لنا جيلا قد يضر أو ينحرف أو يرفض كل ما يعاكس أو يخالف أو لا يتفق مع الثقافة التي نشأ أو تربى عليها في الأسرة، فيولد تعصبا وتطرفا، وهذا ما يتحتم على الجميع العمل الجاد والحثيث لمنع حدوثه أو تفشي أمره، لأنه يؤثر سلبا على المجتمع13.

ويعد الحوار حاجة إنسانية تحتمها ظروف العيش المشترك في الجماعة والتواصل مع الآخرين؛ لأن الحوار يحقق حاجة الإنسان للاستقلالية من جهة، وحاجته إلى المشاركة والتفاعل مع محيطه من جهة أخرى14.

 وتسعي عملية الحوار في مضمونها وأشكالها إلى توسيع المساحات المشتركة، وضبط النزاعات والانفعالات، والعمل على بلورة الأهداف والتطلعات المشتركة 15.

 والحوار الفعال يعني الحفاظ على طاقة الأفراد من الضياع، حيث يعمل من خلاله الأفراد جديا وتترجم جهودهم في الحوار إلى تقدم ملموس نحو الهدف حيث تنشأ وحدة الاتجاه وتتوافق طاقات الأفراد 16.

   وعليه فالحوار وسيلة هامة للتواصل، وتقبل الرأي والرأي الآخر، واحترام النقد ، وترويض النفس، فهو لغة الإنسان المتحضر، وينبغي التدريب عليه وممارسته، ولاسيما في ظل هذا العصر وما يشهده من ثورة معلوماتية، وتغيرات متلاحقة تفرض إرساء واقع جديد للحياة الاجتماعية والتعليمية، والثقافية، فالشخص الذي لا يجيد التحاور مع الآخرين لن يمتلك القدرة الذهنية التي من شأنها أن ترتقي به على مستوى الفكر والمعرفة ،ولقد أصبح "الحوار" من أكثر المواضيع بحثاً ؛ نظراً لأهمية الحوار في عملية الاتصال والتواصل الإنساني ونجاح هذه العلاقات، كما اعتبر انعدام الحوار بين الزوجين من ناحية وبين الآباء ، والأبناء من ناحية أخرى من الأسباب الأولى المباشرة المؤدية إلى الكثير من المشكلات الاجتماعية ، وفقاً لما ورد في دراسات عديدة منها :

1-دراسة إدارة الدراسات والبحوث والنشر لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني (2012) 17

هدفت إلى التعرف على وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس السعوديين في الجامعات السعودية بمستوى ثقافة الحوار في المجتمع السعودي ومدى تقبله لهذه الثقافة، والعوامل المؤثرة في رفع ذلك المستوى والكشف عن مدى قابلية وجاهزية المجتمع السعودي لتقبل ثقافة الحوار، وتحديد العوامل المساهمة في رفع مستوى ثقافة الحوار في المجتمع السعودي، كما هدفت الدراسة إلى تحديد القطاعات الأكثر أهمية في رفع مستوى ثقافة الحوار في المجتمع كما تم تحديد مدى فعالية اللقاءات الوطنية للحوار على مستوى ثقافة الحوار في المجتمع السعودي. وتم تطبيق الاستبانة على عينه بلغت (643) بنسبة 20% تقريباً من حجم مجتمع الدراسة الكلي، وتوصلت الدراسة إلى النتائج الآتية:

- ارتفاع مستوى ثقافة الحوار لدى الطبقة المثقفة منها لدى الطبقة العاملة، كما تبين أن الطبقة المثقفة تمتاز بمستوى ثقافة حوار متوسط إلى عال، بينما تبين أن مستوى ثقافة الحوار في الطبقة العاملة تعدّ متوسطة تميل إلى الانخفاض، كما تجاوز الأمر ذلك ليبدي 18% من المشاركين أن مستوى ثقافة الحوار في الطبقة العاملة معدوم كليا، كإشارة قوية إلى الحاجة إلى رفع مستوى ثقافة الحوار في المجتمع السعودي.

- أن المجتمع السعودي مستعد لتقبل ثقافة الحوار.

- العوامل المؤثرة في رفع مستوى ثقافة الحوار في المجتمع السعودي هي "التعليم" و"التربية الأسرية" و"الإعلام" و"اللقاءات والأنشطة الثقافية".

-  تبين مدى فاعليه اللقاءات الوطنية للحوار في تعزيز ثقافة الحوار الأسري.

2-دراسة فهد بن سلطان السلطان وآخرين (2011)18

هدفت قياس مستوى الحوار داخل الأسرة في المجتمع السعودي، ومدى تأثير العوامل الخارجية عليه، وتم استخدام المنهج الوصفي التحليلي، وتم توزيع استبانة على عينه بلغت (5226) من أولياء الأمور، وأبنائهم، منهم (2000) من أولياء الأمور، و(3226) من الأبناء، وتوصلت الدراسة إلى النتائج الآتية:

- أن عامل التعليم والمدرسة، والزملاء والأصدقاء، والمساجد وخطب الجمعة، ووسائل الإعلام لها تأثير ملحوظ في ثقافة الحوار داخل الأسرة.

- انخفاض تأثير بعض العوامل والتي كان من شأنها أن تعزز ثقافة الحوار داخل الأسرة وأن تكون رائدة في هذا مجال: الأنشطة الثقافية والندوات، ومراكز الاستشارات الأسرية، ومراكز التدريب.

- يرى نصف عينة الدراسة من أولياء الأمور والأبناء أن النقاشات والاجتماعات داخل الأسرة تعزز من ثقافة الحوار الأسري وترسخه.

- يرى نصف عينة الدراسة أن الرحلات الجماعية لها دور في كسر الروتين والرتابة فيما بينهما، كما أوضحت الدراسة أن نصف العينة لا يخرجون في رحلات أسرية، مما يقلل الترابط الأسري ويوسع الفجوة بين أولياء الأمور والأبناء.

- يرحب ما يقارب57% من عينة الدراسة "الأبناء" بالتحاور مع الأب لما في ذلك من إتاحة الفرصة لتبادل وجهات النظر فيما بينهم.

- يرى 74% من عينة الدراسة بأن الأب لا ينمّي فيهم التفرقة وذلك من خلال تخصيصه للمشورة مع بعض الأبناء وترك البعض الآخر.

- يرى أكثر من نصف عينة الدراسة ظهور آثار الغضب على شخصية الأب أثناء حواره مع أبنائه عندما يحتدم النقاش.

- يرى 64% من عينة الدراسة "الأبناء” أن تكون الأم وسيطاً بينهم وبين آبائهم، نظراً لصعوبة التحاور والتفاهم مع الأب.

- أجمع ما يقارب 70% من عينة الدراسة "الأبناء" بوجود تأثير كبير من الأم على رأي الأب، والتحاور معه بهدوء وانسجام، وهذا ما يشير إلى أن هناك تفاهما بين الوالدين.

-يرى أكثر من نصف عينة الدراسة من الأبناء أن الأم تهتم بهم أكثر من والدهم.

- يرى نصف عينة الدراسة من الأبناء أنهم لم يستفيدوا من المناهج التعليمية في تطور مهارات الحوار وأساليبه مع أفراد الأسرة.

-يرى 80% من عينة الدراسة (الأبناء) أنهم يرغبون في الحديث وتبادل وجهات النظر مع أفراد الأسرة، مما يدل على رغبتهم في التحاور مع آبائهم.

- يرى ما نسبته 41% من الأبناء في عينة الدراسة أنهم يمكثون أوقاتاً طويلة داخل غرفهم الخاصة، مما يدل ذلك على ضعف التواصل والحوار داخل أسرهم.

- يرى نسبة 36% من عينة الدراسة (الأبناء) وجود ارتفاع وحدة في الصوت أثناء النقاش داخل الأسرة، بينما أفاد أقل من ثلث العينة بحدوث ذلك أحياناً، مما يوضح وجود مشكلة في التواصل اللفظي مع الأبناء.

- يؤيد أكثر من نصف عينة الدراسة من الأبناء الالتزام بالصمت على فتح موضوعات حساسة مع أفراد الأسرة، مما يؤكد عدم وجود فرص لهم لطرح آرائهم في مختلف الموضوعات الحساسة، وهذا يدل على عدم وجود الثقة بين بعض أولياء الأمور مع أبنائهم.

- يرى 43% من عينة الدراسة من الآباء والأمهات أن الحزم والشدة قد يكونان أحياناً من أنجح الوسائل للحفاظ على استقرار الأسرة، بينما يعارض ذلك 30% من نفس العينة.

- تفيد 30% من عينة الدراسة (أولياء الأمور) أن النقاش داخل الأسرة لا يخلو من حدة وارتفاع الصوت، وهذه دلالة سلبية على ضعف ثقافة الحوار داخل الأسرة.

- يرى أقل من نصف عينة الدراسة من الآباء أنهم لا يتيحون أحياناً حرية اتخاذ القرار لأبنائهم في شؤونهم الخاصة، بينما يرى باقي عينة الدراسة عكس ذلك.

- نسبة78% من "أولياء الأمور” عدم حصولهم على دورات تدريبية تختص بالحوار الأسري، وهذا ما يؤكد عدم حرصهم على تنمية مهارات الحوار وثقافته لديهم.

3-  دراسة الباكر (2004) 19

هدفت إلى التعرف على أثر انقطاع الحوار بين الأزواج في حدوث الانهيار الزوجي، وتم استخدام المنهج الوصفي التحليلي وطبقت أداة الاستبيان على عينة بلغت (130زوجا وزوجة)، وتوصلت الدراسة إلى النتائج الآتية:

- انقطاع الحوار بين الأزواج وزوجاتهم، وعجز الأزواج بصفة خاصة عن التعبير عن عواطفهم تجاه زوجاتهم تعد من مقومات الانهيار الزوجي.

- هناك عدد من السلوكيات المتبادلة بين الزوجين للتعبير عن المشاعر الوجدانية والرضا عن العلاقة والسلام الأسري.

4- دراسة داهشن (2003)20

هدفت إلى التعرف على أثر انعدام الحوار بين الأزواج على الاستقرار الزوجي لهم، وتم استخدام المنهج الوصفي وطبقت استبيانه على عينه عشوائية بلغت (200زوج وزوجة)، وقد توصلت الدراسة إلى النتائج الآتية:

- أن انعدام الحوار بين الزوجين هو السبب الثالث المؤدي إلى الطلاق.

 - أن أهم الأسباب التي تؤدي إلى انعدام الحوار بين الزوجين وجود الزوج فترة طويلة خارج المنزل، والاختلاف المستمر في الآراء ووجهات النظر، ورغبة الزوج في الانعزال عن الآخرين أو عدم الاختلاط في البيئة المحيطة.

5- دراسة لجنة إصلاح ذات البينين (2003)21

هدفت إلى التعرف على أسباب انعدام الحوار بين الزوجين من وجهة نظر الزوجات، وطبقت المقابلة على عينه عشوائية بلغت (100زوجة) وتوصلت الدراسة إلى النتائج الآتية:

- أسباب انعدام الحوار يعود إلى انعدام الزواج وفق تعاليم الإسلام.

- عدم وجود الوقت الكافي لدى الأزواج.

 - تعقد الوضع الاقتصادي في البلاد العربية.

 - كثرة الضغط علىالزوجتجعله غير قادر على استقبال آراء الآخرين.

6- دراسة الخضيري (2001) 22

هدفت الدراسة إلى التعرف على الأسباب المؤدية إلى الطلاق في السعودية، واستخدمت الدراسة المنهج الوصفي وتم تطبيق مقياس على عينه من الأزواج والزوجات بلغت (50زوجا وزوجة) المؤدية إلى الطلاق، وتوصلت الدراسة إلى النتائج الآتية:

- أن حوالي 30% من الأزواج يقع الطلاق بينهم نتيجة لنقص المعرفة بالحياة الزوجية، وعدم حفاظ الأزواج على حقوق بعضهم بعضا، وفقدان الحوار الأسري بينهم.

7- دراسة سفنتوير Sofintouir(2001)23

هدفت إلى التعرف على العلاقة بين أساليب الاتصال بين الزوجين وأثرها في الحد من الخلافات الزوجية بينهم، وتم استخدام المنهج الوصفي التحليلي، وطبقت المقابلة على أزواج تعدت فترة زواجهم أكثر من ست سنوات وبلغت العينة (50زوجا) وتوصلت الدراسة إلى النتائج الآتية:

- هناك علاقة ارتباطيه بين الخلافات الزوجية وعدم توفر أساليب الاتصال الجيدة بين الزوجين.

- نقص أساليب الاتصال الجيدة يؤدي إلى نقص الود والتفاهم في العلاقة الزوجية مما يؤدي إلى زيادة المشكلات.

8- دراسة الضويان (2000) 24

هدفت إلى معرفة أثر عمل الزوجة على مشاركتها في القرارات الأسرية، وتم استخدام المنهج الوصفي التحليلي وطبقت الاستبانة على عينه من الزوجات العاملات من مستويات تعليمية مختلفة بلغت (285زوجه عاملة)، وتوصلت الدراسة إلى النتائج الآتية:

- إن عمل المرأة يحد من مشاركتها في اتخاذ القرار داخل الأسرة

- إن عمل المرأة يؤثر على العلاقة بين الزوجين ويحد الحوار الأسري بينهما.

9- دراسة شارلوت وآخرين Sharlout & Others(1994)25

هدفت الدراسة إلى التعرف على تأثير الصمت بين الأزواج على حياتهم الزوجية، وما ينجم عنه من الأشياء،

، وقد طبقت أداة على عينه بلغت (192زوج وزوجة من الطبقة المتوسطة) وقد توصلت الدراسة إلى النتائج الآتية:

- أن 26% من هؤلاء كانوا يكتمون أفكارهم وغضبهم، بينما كان واحد على الأقل من كل زوجين يعبر عن غضبه، ويتحاور ويناقش رفيق حياته.

- أن الأزواج الذين لا يتحاورون هم أكثر عرضة للاكتئاب وأكثر عرضة لانهيار حياتهم.

10- دراسة دافيد ورافيل   Dived. Rofai(1991) 26

هدفت إلى الكشف عن أهمية التواصل، والحوار بين الأزواج، وأثره على التوافق الزوجي بينهم، وقد قام الباحث بتطبيق برنامج إرشادي يدرس علاقات الانفعال بين الأزواج، وطبقت المقابلة على عينه من الأزواج قد بلغت (20زوجا وزوجة)، وتوصلت الدراسة إلى النتيجة الآتية:

 - إن من أهم العوامل التي تساعد على تعزيز التوافق بين الأزواج هو فنيات الحوار والتواصل.

مشكلة الدراسة وتساؤلاتها

 لقد اتضح مما سبق أن الحوار أصبح في عصر المتغيرات السريعة مهارة حياتية لا غنى للجميع عنها ، فأصبح الجميع في حاجة لهذه المهارة الذكية التي تختصر المسافات لنقل المعارف ، والآراء ، والأطروحات ، والقيم، والأفكار ، والاتجاهات ، وبما أن الحوار أصبح حاجة إنسانية وعلماً يدرس ومهارة تكتسب ، وتبين أن الإسلام يضع الحوار بشكل عام و الحوار الأسري بشكل خاص من ضمن أولوياته ، ذلك الحوار الذي بات مفقودا أكثر من ذي قبل و خاصة في جانبه الأسري بين الزوجين في كثير من المجتمعات ، نتيجة لتعقيدات الحياة واللهاث وراء الماديات وامتلاك الثروة أو لإشباع حاجات الأفراد المتزايدة في مجتمع استهلاكي , والأسرة الفلسطينية أصبحت في وقتنا الحالي تعاني كثيرا من الضغوطات النفسية ، والمشكلات الاجتماعية ، و هذا واضح أمام أعين الجميع نتيجة كثير من المشكلات السياسية والاقتصادية المفروضة عليها نتيجة الحصار الإسرائيلي والانقسام الفلسطيني ، وأصبحت الحاجة ماسة للتعرف على مستوى ثقافة الحوار لدى الأسرة الفلسطينية لما لهذا الحوار من أهميه كبيرة في دعم استقرار الأسرة لمواجهة هذه التحديات المفروضة عليها .

تتجلى مشكلة الدراسة في الإجابة على السؤال الآتي:

ما مستوى ثقافة الحوار لدى الأسرة الفلسطينية في محافظة رفح؟

وتتطلب الاجابة على السؤال الرئيس تفريع الأسئلة الآتية

1-    ما مستوى ثقافة الحوار لدى الأسرة الفلسطينية في محافظة رفح من وجهة نظر الآباء والأبناء؟

2-    هل توجد فروق في مستوى ثقافة الحوار تبعا للمتغيرات: (المؤهل العلمي للوالدين، مكان السكن

، النوع الاجتماعي، عدد أفراد الأسرة، طبيعة عمل رب الأسرة)؟

3-    ما أهمية وفوائد ثقافة الحوار الأسري؟

4-    ما العوامل المساهمة في رفع مستوى ثقافة الحوار لدى الأسرة الفلسطينية؟
 أهمية الدراسة‏

تكمن أهمية الدراسة الحالية في أهمية الموضوع الذي تتناوله، حيث تتمثل أهميتها النظرية والتطبيقية، فيما يأتي:

فمن حيث الأهمية النظرية، فإن الدراسة الحالية تلقي الضوء على مستوى ثقافة الحوار لدى الاسرة الفلسطينية في محافظة رفح،‏ وهذا يعتبر إضافة نظرية يمكن تقديمها إلى ما هو منشور من أدبيات، وذلك لخصوصية التناول، ‏حيث أن نادراً ما يطرق هذا الموضوع من بعده الأسري، وإنما أكثر الدراسات تناولت الحوار بين الأديان أو بين الثقافات مثلا. ‏

بينما تتمثل الاهمية التطبيقية للدراسة الحالية فيما تنبثق عنها من نتائج تسهم الدراسة في تقديم حلولٍ عملية لتنمية المهارات الحوارية الأسرية، كما يأمل الباحث أن تساعد نتائج الدراسة المهتمين بدراسة الأسرة في تقديم برامج لتوعية الأسرة بأهمية الحوار الأسري في حل النزاعات والمشكلات الأسرية، وفي دعم استقرار الأسرة.

أهداف الدراسة

تسعى الدراسة إلى تحقيق الأهداف الآتية:

1-  التعرف على مستوى ثقافة الحوار لدى الأسرة الفلسطينية من وجهة نظر الآباء والأبناء.

2-  التعرف على الفروق في مستوى ثقافة الحوار تبعا للمتغيرات: المؤهل العلمي للوالدين، مكان السكن (قرية – مخيم – مدينه)، النوع، عدد أفراد الأسرة، طبيعة عمل رب الأسرة)؟

3-  التعرف على أهمية وفوائد ثقافة الحوار الأسري.

4-    المساهمة في رفع مستوى ثقافة الحوار لدى الأسرة الفلسطينية.

محددات الدراسة

‏- تتحدد نتائج الدراسة بالحدود التالية: ‏

‏- الحد المكاني: تقتصر حدود الدراسة الحالية على الأسر الفلسطينية في محافظة رفح.

‏- الحد الموضوعي: تقتصر حدود هذه الدراسة على معرفة ثقافة الحوار لدى الأسرة الفلسطينية في محافظة رفح وفقاًللاستبانة المعدة خصيصاً لهذا الغرض. ‏

‏- الحد الزماني: تقتصر حدود هذه الدراسة الزمنية على شهر فبراير من عام 2014.

تعريف مصطلحات الدراسة

1- الأسرة

 جماعة بيولوجية نظامية تتكون من رجل وامرأة بينهما رابطة رسمية أساس معترف بها من المجتمع وهي رابطة الزواج , وتقوم هذه الجماعة أساسا بإشباع الحاجات البيولوجية والحياتية الضرورية لكل ذكر وأنثى أو لكل أبناء البشر الأسوياء , إضافة إلى تهيئة المناخ الاجتماعي والثقافي الملائم لرعاية وتنشئة وتوجيه الأبناء، ويختلف بناء الأسرة من مجتمع لآخر , فهناك الأسرة النواة التي تمتاز بصغر حجمها وتتكون من الزوج والزوجة والأبناء غير المتزوجين , وهو النموذج الذي يعدّ الوحدة الأساس لأي تنظيم أسري ، وهناك الأسرة الممتدة , وهناك أنماط ونماذج أخرى كأسرة الرفقة والأسرة القرابية ,والأسرة الأولية , والأسرة الثانوية، وغيرها من أنواع وأنماط الأسر التي قد تصنف على أساس البناء الاجتماعي أو على أساس الوظيفة الاجتماعية أو على أساس النسب والسلطة وما إلى ذلك 27 .

الحوار: تفاعل لفظي بين اثنين أو أكثر من البشر، يهدف إلى التواصل الإنساني وتبادل الأفكار والخبرات وتكاملها 28.

الحوار الزوجي: هو عبارة عن فن أو علم له أسسه، وقواعده، والحوار الزوجي هو الحديث الذي يدور بين كل زوجين يعيشون حياة مشتركة، ويواجهون حياتهم معا دون تدخل الآخرين بينهم29.

ثقافة الحوار الأسري:هو التفاعل بين أفراد الأسرة الواحدة عن طريق المناقشة، والحديث عن كل ما يتعلق بشؤون الأسرة من أهداف ومقومات وعقبات ووضع حلول لها، وذلك يتناول الأفكار والآراء الجماعية حول محاور عدة يؤدي إلى خلق الألفة والتواصل بينهم 30.

التعريف الإجرائي

ثقافة الحوار الأسري:هو الحديث الإيجابي الفعال الذي يدور بين الأزواج وبين الآباء، والأبناء، والذي يكون هدفه الرئيسي زيادة المحبة والألفة والتفاهم بينهم مما يؤدي إلى دعم الاستقرار الأسري والحد من المشكلات الأسرية.

محافظة رفح

تقع محافظة رفح جنوب قطاع غزة، وتبلغ مساحتها (55.000) دونماً، ويمتد طرفها الجنوبي على طول الشريط الحدودي مع جمهورية مصر العربية، ومن الجهة الشمالية تحدها محافظة خان يونس، ومن الغرب تطل على البحر الأبيض المتوسط، أما من الشرق فيحدها الخط الأخضر (خط الهدنة) الفاصل بين الأراضي المحتلة عام1967م، والأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1948م وتقدر مساحة النفوذ البلدي بحوالي (28) ألف دونم ويبلغ عدد السكان في محافظة رفح 173.372ألف فرد 31.

ثانيا ً: الإجراءات المنهجية للدراسة: وتتضمن: ‏

1-مجتمعالدراسة: يمثل مجتمع الدراسة الأسر الفلسطينية في محافظة رفح، البالغ عددها‏‏(‏26.864‏) ألف أسرة 32.

2-عينة الدراسة:تتكون عينة الدراسة من ‏(540) ‏ أسرة، بواقع (‏0.02‏%) تقريباً من أفراد مجتمع الدراسة، وتم اختيارها بالطريقة العشوائية البسيطة، وتم توزيع استبانة الآباء على 540منهم، وتم توزيع استبانة الأبناء على عينة (منهم بلغت 540) ، منهم (378ذكر) و (162أنثى) من الذين تتراوح أعمارهم بين 18-15سنة تقريبا،وتم توزيع عينة استطلاعية حجمها (540) استبانة لاختبار الاتساق الداخلي وثبات الاستبانة.

ولحساب عينة الدراسة :

حيث N= حجم مجتمع الدراسة = 26864

   n    =  حجم العينة المختارة = 540

    a  = مستوى الدلالة ( 0.05)

أي أن العينة المختارة تساوي :

وقدتمزيادةالعددمن( 394 ) إلى(540)مكلفبغرضالوصولإلىالعددالمحددحسب المعادلةبعدالأخذبالاعتبارماقديستبعدمناستبيانات،أوعدمتلقيردودعليها،هذاوقدتم سحبعينةالدراسةعلىأساسأسلوبالعينةالعشوائيةالطبقية،وبذلكتمتوزيع( 540 ) استبانةعلىمجتمعالدراسة .

3- أداة الدراسة:من أجل تحقيق أهداف الدراسة؛ولصعوبة استخدام أدوات أخرى مثل الملاحظة بالمشاركة أو المقابلة وذلك لخصوصية المجتمع الفلسطيني، ولقلة الإمكانات؛ تم تصميماستبانتين للتعرف على ثقافة الحوار لدى الأسرة الفلسطينية في محافظة رفح كأداة رئيسة لجمع البيانات. ‏

أولاً: استبانة الأبناء وشملت جزأين كما يلي: ‏

الجزء الأول: يتكون من البيانات الشخصية للأبناء المكونة لعينة الدراسة. ‏

الجزء الثاني: يتناول ثقافة الحوار الأسري لدى الأسرة الفلسطينية من وجهة نظر الأبناء. ‏

ثانياً: استبانة الآبـــاء وتشمل جزأين كما يلي:

الجزء الأول: يتكون من البيانات الشخصية للأبناء المكونة لعينة الدراسة.

الجزء الأول: يتناول ثقافة الحوار الأسري لدى الأسرة الفلسطينية رفح من وجهة نظر الآباء.

 وقد اعتمدت الدراسة على المقياس الثلاثي للإجابة عن الفقرات في الاستبانة الأولى والثانية، بحيث أعطيت درجات (3للتصنيف نعم، 2للتصنيف لا، 1للتصنيف أحيانا).

صدق وثبات المقياس : ‏ تم تقنين فقرات الإستبانة وذلك للتأكد من صدق وثبات فقراتها كالآتي :

أولا:  اختبار الصــدق: يقصد بصدق الاستبانة أن تقيس عبارات الاستبانة ما وضعت لقياسه، وقام الباحث بالتأكد من صدق الاستبانة بطريقتين:

أ- صدق الاتساق الداخلي:

يقصد بصدق الاتساق الداخلي مدى اتساق كل فقرة من فقرات الاستبانة مع المجال الذي تنتمي إليه هذه الفقرة، وقد قام الباحث بحساب الاتساق الداخلي للاستبانة وذلك من خلال حساب معاملات الارتباط بين كل فقرة من فقرات مجالات الاستبانة والدرجة الكلية للمجال نفسه ، وتم التأكد من صدق فقرات الاستبانه بطريقة الأداة أو ما يعرف بصدق المحكمين، حيث تم عرض الإستبانة على مجموعه من المحكمين المتخصصين في علم الاجتماع ، وعلم النفس ، و السياسة والإحصاء من أعضاء الهيئة التدريسية في  جامعة الأقصى ،  وتم الاستجابة لآراء المحكمين وتم إجراء ما يلزم من حذف وتعديل  لبعض الفقرات في ضوء مقترحاتهم بعد تسجيلها في نموذج تم إعداده لهذا الغرض ، وبعد التعديل المطلوب اقر جميع المحكمين أن الاستبانه تقيس ما وضعت لأجل قياسه .

ب- الصدق البنائي:

يعتبر الصدق البنائي أحد مقاييس صدق الأداة الذي يقيس مدى تحقق الأهداف التي تريد الأداة الوصول إليها، ويبين مدي ارتباط كل مجال من مجالات الدراسة بالدرجة الكلية لفقرات الاستبانة، وللتحقق من الصدق البنائي قام الباحث بحساب معاملات الارتباط بين درجة كل مجال من مجالات الاستبانة والمجالات الأخرى, وكذلك درجة كل مجال بالدرجة الكلية للاستبانة.

ثانيا: الثبـات: تم حساب ثبات المقياس عن طريق فحص الاعتمادية ‏Reliability، فالاعتمادية تعدّ قياساً ومؤشراً ‏على دقة الأداة المستخدمة ومدى ثباتها، حيث يقصد بذلك أن الأداة ستعطي نفس النتائج أو نتائج قريبة ‏منها إذا أُعيدت عملية القياس لنفس العينة في ظروف مشابهة، ويتم قياس الاعتمادية باستخدام اختبار ‏ألفا كرونباخ، والتجزئة النصفية، وقد تم تطبيق الإستبانة على (50) أسرة ، ثم تم تقسيم الاستبانة إلى جزأين ، علوي ، وسفلي ، وتم بحساب معامل الارتباط بين درجات أفراد العينة ، وذلك في التطبيقين ‏الأول والثاني، و باستخدام معامل ألفا كرونباخ للدرجات الخام، كان معامل الثبات عالٍيا، حيث بلغ (‏0.88‏)لاستبانة الأبناء، و(0.96) لاستبانة الآباء ‏، وباستخدام التجزئة النصفية -معامل سبيرمان براون- كان معامل الثبات عالٍيا أيضا حيث بلغ (‏0.87‏) لاستبانه الأبناء ، (0.80) لاستبانة الآباء، مما ‏يدلل على أن استبانة الأبناء واستبانة الآباء قد حصلتا على ثبات عالٍ ، و هذا يعزز إمكانية الوثوق بالنتائج.

v      المعالجات الإحصائية: تم تفريغ وتحليل الإستبانه (الأبناء والآباء) من خلال برنامج SPSSالإحصائي، وتم استخدام الاختبارات الإحصائية التالية:

1-    النسب المئوية والتكرارات لتوزيع أفراد العينة.

2-  المتوسطات الحسابية والانحراف المعياري والوزن النسبي.

3- اختبار ألفا كرونباخ لمعرفة ثبات فقرات الاستبانة.

4- معامل جتمان

5- اختبار (ت)

6-   تحليل التباين الأحادي

4- منهج الدراسة:تعتمد الدراسة على المنهج الوصفي للتعرف على ثقافة الحوار لدى الأسرة الفلسطينية في محافظه رفح، بغرض الفهم ‏والتحليل، فالمنهج الوصفي هام لهذه الدراسة، فمن خلاله نستطيع رصد أي ‏خصائص مادية أو معنوية لأفراد الرأي العام مثلا أو أي مجموعات أو نشاط إنساني، أو أي مؤسسات أو حتى ‏أنماط من التفاعل بين البشر 33‏.

عرض نتائج الدراسة ومناقشتها:

عرض نتائج السؤال الأول والذي نص على:

 ما مستوى ثقافة الحوار لدى الأسرة الفلسطينية في محافظة رفح من وجهة نظر الأبناء؟

جدول رقم (1) يبين مستوى ثقافة الحوار الأسري لدى الأسرة الفلسطينية في محافظة رفح من وجهة نظر الأبناء

 الإجابة

البند

نعم

احيانا

لا

المجموع

هل تحاور والدك عندما تقع في مشكلة؟

390

72.2

119

22.1

31

5.7

540

100

هل تحاور والدتك عندما تقع في مشكلة؟

343

36.6

138

25.4

59

11.0

540

100

هل تحب محاورة والديك؟

371

68.9

134

24.6

35

6.5

540

100

هل يحاورك والداك رغماً عن انشغالهم؟

385

71.2

46

8.6

109

20.2

540

100

هل ترى أن هناك فائدة من محاورة والديك؟

402

74.4

116

21.5

22

4.1

540

100

هل تشعر بالراحة عندما تحاور أحد والديك؟

363

67.2

142

26.3

35

6.5

540

100

هل يقتنع والداك برأيك عندما تحاورهما؟

395

73.1

108

20

37

6.9

540

100

هل تجتمع أسرتك على وجبة طعام في اليوم؟

403

74.6

117

21.7

20

3.7

540

100

هل ترى أن وجود الحوار في أسرتك سيزيدها سعادة؟

381

70.6

76

14.1

83

15.3

540

100

هل يتم اتخاذ القرارات الأسرية من خلال نقاش جماعي يشمل أغلب أفراد الأسرة؟

406

75.2

14

2.6

120

22.2

540

100

هل تقدم الهدايا للوالدين والإخوة لتحقيق مزيد من التواصل والتقارب بين أفراد الأسرة؟

339

62.7

156

28.9

45

8.4

540

100

هل ترحب بالحديث وتبادل وجهات النظر

404

74.8

96

17.7

40

7.5

540

100

هل تتبنى الأفكار التي تنمي مهارات التواصل والحوار الناجح مع الوالدين والأخوة؟

399

73.9

34

6.3

107

109

540

100

هل يغضب والدك عندما يكون رأيك مختلفا عن رأيه

130

24.1

22

4.1

388

71.8

540

100

هل تغضب والدتك عندما يكون رأيك مختلفا عن رأيها

33

6.1

128

23.8

379

70.1

540

100

هل يتخلل النقاش الأسري ارتفاع في حدة الصوت

17

3.1

135

25

388

71.9

540

100

هل تفضل الصمت على فتح موضوعات حساسة

42

7.7

22

4.1

476

88.2

540

100

 

يتضح من الجدول السابق أن الدرجة الكلية لمستوى ثقافة الحوار لدى الأسرة الفلسطينية في محافظة رفح من وجهة نظر الأبناء بلغت 73.3% ، حيث أكدت نسبة 72.2% من الأبناء أنهم يحاورون آباءهم عندما يقعون في مشاكل ، ونسبة63.6% أكدوا أنهم يحاورون أمهاتهم ، كما يرغب 68.9% من الأبناء محاورة الآباء ، وهذا يدل على وجود رغبة عالية لدى الأبناء في الحوار والتحاور مع الآباء وبالعكس أيضا، حيث أكدت نسبة 71.4% من الأبناء أن آباءهم يحرصون على محاورتهم بالرغم من انشغالهم، ويرى الباحث أن هذا الحرص على التحاور والحوار بين الطرفين يعزى لعلم الطرفين فائدة الحوار الإيجابية على الأسرة ، وتنفيذا لتعاليم الدين الإسلامي ، و هذا يظهر انصهار الذوات الفاعلة للآباء و الأبناء في الوسط الاجتماعي المتمثل في الأسرة و التي تسعى الذوات الفاعلة إلى استقرارها و استمرارها وهذا يؤكد وجود استعداد عالٍ لدى الأسرة الفلسطينية لتقبل ثقافة الحوار وتطبيقها عملياً ، وهذه النتيجة تتفق مع ما توصلت إليه دراسة السلطان في المجتمع السعودي حيث أثبتت أن الأسرة السعودية لديها استعداد عالٍ لتقبل ثقافة الحوار .

واتضح من تحليل نتائج الجدول السابق تأكيد نسبة 74.4% من الأبناء أن الحوار له فائدة كبيرة في استقرار الأسرة ، وفي حل كثير من المشاكل الأسرية ، ويحقق الراحة النفسية للأبناء ، ويحقق السعادة الأسرية ، ويساعد في تخفيف الضغوط النفسية، والانفعالات، ويساعد في اتخاذ قرارات جماعية أسرية مهمة لصالح الأسرة فلا يكون القرار الأسري فردياً يصدر عن رب الأسرة فقط ، فقد أكدت نسبة67.4% من الأبناء أن الحوار يزيد من سعادة الأسرة ، وأكدت نسبة 70.6% من الأبناء أن الآباء يقتنعون بآرائهم ويعملون بها، وهذا من وجهة نظر الباحث يؤكد جدية الحوار والتحاور لدى  الأبناء والآباء وأن الحوار لا يتم لمجرد الحوار بل يساعد الحوار على أن تكون القرارات جماعية ، ويتضح أيضا أن الأسرة الفلسطينية في محافظة رفح  استجابت للتغيرات الثقافية والتكنولوجية في تطوير العلاقات بين أفرادها ، وأنها دائما في تجدد ، ومن ناحية أخرى هذا يدلل على حدوث تغير ثقافي لدى الإباء، وبالتالي إيجاد وسائل للتفاعل تعتمد الإقناع بدلا من الشكل القديم الذي يجعل الأبناء هدفا عسكريا، بمعنى إلقاء الأوامر، وانتظار تنفيذها ، حيث تبين حرص الأسرة على خلق جو أسري طبيعي يعزز ثقافة الحوار، فقد أكدت نسبة 74.6% من الأبناء أن الأسرة تحرص على الاجتماع على وجبة الطعام يوميا، وهذا يساعد على التواصل المستمر بين الأفراد من خلال اللقاءات اليومية ، والنقاشات التي تدار بين الأفراد في الأسرة واتخاذ القرارات الخاصة بها بشكل جماعي ، حيث أكدت نسبة 75.2% من الأبناء أن القرارات الأسرية يتم اتخاذها بشكل جماعي وليست فردياً ، وأكدت نسبة 71.8% من الأبناء أن آبائهم لا يغضبون عندما تكون آراؤهم مختلفة عنهم ، ونسبة 70.1% أكدت أن أمهاتهم لا يغضبن كذلك ، كما أكدت نسبة 71.9% من الأبناء أن النقاش يكون هادئا ولا يتخلله ارتفاع للصوت، وهذا يدلل أن مستوى التواصل اللفظي بين الآباء والأبناء عالٍ ، وهذا يعتبر دلاله إيجابية على قوة ثقافة الحوار لدى الأسرة الفلسطينية، وان الأسرة الفلسطينية تلتزم بآداب الحوار فيما بين الآباء والأبناء ، وهذه النتيجة لا تتفق مع ما توصلت إليه دراسة السلطان في المجتمع السعودي حيث أكدت على ارتفاع في حدة الصوت بين أعضاء الأسرة السعودية أثناء النقاش ،ومن بين أهم القضايا التي تدل على حرص الأبناء في الأسرة الفلسطينية وتقبلهم لثقافة الحوار هو تأكيد نسبة 62.7% من الأبناء أنهم يحرصون على تقديم الهدايا للوالدين والإخوة لتعزيز العلاقات الأسرية، وتحقيق مزيد من التواصل بينهم وبين أفراد الأسرة ، وتبين أيضا أن نسبة 74.2% من الأبناء يستخدمون الوسائل التقنية الحديثة ( البريد الإلكتروني – الفيس بوك – رسائل الجوال) للتواصل المستمر مع أفراد الأسرة، كما اتضح أن نسبة 74.8% من الأبناء يشجعون إخوانهم وأخواتهم على ضرورة إبداء الرأي حول مختلف القضايا دون تردد أو خوف، حيث تبين أن نسبة 88.2% من الأبناء يقومون بطرح موضوعات حساسة على الآباء ، وهذا يدل على أن الجو الأسري مريح ، ويتيح الفرص للأبناء للتعبير عن آرائهم في مختلف القضايا ، وهذا يدل على وجود ثقة عالية بين الآباء والأبناء ، وتبين أن نسبة 73.9% من الأبناء يتبنون الأفكار التي تنمي مهارات التواصل والحوار الناجح مع الآباء والإخوة .

عرض نتائج السؤال الثاني والذي ينص على:

ما العوامل المؤثرة في رفع مستوى ثقافة الحوار لدى الأسرة الفلسطينية في محافظة رفح من وجهة نظر الأبناء؟

جدول رقم (2) يبين العوامل المؤثرة في رفع مستوى ثقافة الحوار الأسري من وجهة نظر الأبناء

المجموع

لا

أحيانا

نعم

   الإجابة

 البند

%

ك

%

ك

%

ك

%

ك

100

540

5.9

32

20.4

110

73.7

398

هل تستفيد من المناهج التعليمة في تطوير مهارات وأساليب الحوار مع أفراد أسرتك؟

100

540

19.9

107

5.9

32

74.2

401

هل تستخدم الوسائل التقنية "البريد الإلكتروني، رسائل الجوال " للتواصل مع أفراد أسرتك؟

100

540

5.8

31

14.1

76

80.1

433

هل تثقف نفسك بالاطلاع والقراءة حول موضوعات الحوار الأسري الناجح؟

100

540

7.0

38

25.4

137

67.6

365

هل تؤيد إضافة مادة في المناهج الدراسية تعزز ثقافة الحوار الأسري؟

 

يتضح من الجدول أن العوامل التي تعزز ثقافة الحوار لدى الأسرة الفلسطينية في محافظة رفح من وجهة نظر الأبناء هي: الاطلاع والقراءة حول موضوعات الحوار الأسري، وحصل على نسبة 80.1%، يليه استخدام الوسائل التقنية الحديثة (البريد الإلكتروني – رسائل الجوال- الفيس بوك) وحصل على نسبة 74.2%، يليه الاستفادة من المناهج التعليمية في تطوير مهارات وأساليب الحوار وحصل على 73.7%، يليه إضافة مادة في المناهج الدراسية تعزز ثقافة الحوار وحصل على نسبة 67.6%، وهنا يظهر دور الذات الفاعلة للأبناء في الحصول من مصادرهم الخاصة على ما يعزز قدراتهم في التفاعل الاجتماعي المتمثل في الحوار داخل الأسرة.

 

عرض نتائج السؤال الثالث والذي نص على:

هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى 0.05لمستوى ثقافة الحوار لدى الأسرة الفلسطينية في محافظة رفح من وجهة نظر الأبناء تبعاً للمتغيرات: (النوع الاجتماعي – عدد أفراد الأسرة – طبيعة عمل رب الأسرة)

هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى 0.05لمستوى ثقافة الحوار الأسري لدى الأسرة الفلسطينية في محافظة رفح من وجهة نظر الأبناء تبعاً لمتغير النوع الاجتماعي؟

جدول رقم (3) يبن المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية و قيمة (ت) لمستوى ثقافة الحوار لدى الأسرة الفلسطينية تبعا للنوع الاجتماعي

البعد

جهة العمل

التكرار

المتوسط الحسابي

الانحراف المعياري

قيمة "ت "

مستوى الدلالة

مستوى ثقافة الحوار الأسري لدى الأسرة الفلسطينية في محافظة رفح من وجهة نظر الأبناء تبعاً لمتغير النوع الاجتماعي

ذكر

378

1.891

0.71

2.006

دالة احصائيا عند مستوى 0.05

أنثى

162

1.654

0.29

 

حدود الدلالة الإحصائية لقيمة (ت) عند مستوى0.05= 1.96


يتبين من الجدول أن قيمة (ت) المحسوبة أكبر من قيمة (ت) الجدولية عند مستوى0.05وهذا يؤكد على وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى 0.05في مستوى ثقافة الحوار الأسري لدى الأسرة الفلسطينية في محافظة رفح من وجهة نظر الأبناء تبعاً لمتغير النوع لصالح الذكور ، حيث يؤكد الأبناء الذكور وجود حوار ثقافي بين الأسر والأبناء أكثر من الإناث بمتوسط حسابي 1.89وهي نسبة مرتفعة ، ويعزو الباحث ذلك لوجود مفاهيم تعزز مفهوم السلطة البطريركية  لدى بعض أرباب الأسر الفلسطينية لغاية الآن ، وهذه المفاهيم تعلي من شأن الرجل مقابل المرأة وتعتبر المرأة دائما كائناً ضعيفًا ورأيها غير سديد ويجب مخالفته دائما ويستندون في ذلك إلى ثقافة تقليدية تنظر للمرأة وهي تابعة للرجل دائما ، و قد أشارت الأمثال الشعبية الفلسطينية إلى هذا الشأن "شاوروهن و خالفوهن" وهذا يعتبر إنكار لدور المرأة الحقيقي في المجتمع ،  حيث تعتبر نصف المجتمع وهي تلد النصف الآخر ،و لم تخل مرحلة من تاريخ الشعب الفلسطيني من دور بارز للمرأة  الفلسطينية ، فلقد كانت جنباً إلى جنب مع الرجل الفلسطيني في مواجهة الاحتلال ، وشاركت في كل مجالات النضال الفلسطيني ، ووصلت إلى أعلى المناصب ، وتعذبت ، وسجنت ، لذلك يجب أن تشارك في اتخاذ القرارات الأسرية ، و يرى الباحث أن عدم مشاركة المرأة للقرارات الأسرية يؤدي إلى عدم استقرار الأسرة ، وإلى حدوث كثير من المشاكل الأسرية التي تنعكس سلبا على أعضاء الأسرة "

" هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى 0.05لمستوى ثقافة الحوار الأسري لدى الأسرة الفلسطينية في محافظة رفح من وجهة نظر الأبناء تبعاً لمتغير عدد أفراد الأسرة؟

جدول رقم (4) نتائج تحليل التباين الأحادي.

البيان

مصدر التباين

مجموع الدرجات

درجة الحرية

متوسط المربعات

قيمة F

مستوى الدلالة

مستوى ثقافة الحوار لدى الأسرة الفلسطينية في محافظة رفح من وجهة نظر الأبناء تبعاً لمتغير عدد أفراد الأسرة

بين المجموعات

0.349

3

0.162

0.062

 

0.059

غير دالة إحصائيا

داخل المجموعات

38.672

537

0.0948

الدرجة الكلية

39.021

540

 

 

يتبين من الجدول السابقأن قيمة مستوى الدلالة sig = 0.059أكبر من 0.05= αحيث يتضح أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى ثقافة الحوار الأسري لدى الأسرة الفلسطينية في محافظة رفح من وجهة نظر الأبناء تبعاً لمتغير عدد أفراد الأسرة، وهذا يعني أن نوع الأسرة لا يؤثر على الحوار بين أعضائها.

" هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى 0.05لمستوى ثقافة الحوار الأسري لدى الأسرة الفلسطينية في محافظة رفح من وجهة نظر الأبناء تبعاً لمتغير طبيعة عمل رب الأسرة؟

جدول رقم (5) نتائج تحليل التباين الأحادي.

البيان

مصدر التباين

مجموع الدرجات

درجة الحرية

متوسط المربعات

قيمة F

مستوى الدلالة

مستوى ثقافة الحوار لدى الأسرة الفلسطينية في محافظة رفح من وجهة نظر الأبناء تبعاً لمتغير طبيعة عمل رب الأسرة

بين المجموعات

0.317

3

0.194

0.047

 

0.0731

غير دالة إحصائيا

داخل المجموعات

36.926

537

0.0994

الدرجة لكلية

37.243

540

 

 

يتبين من الجدول السابقأن قيمة مستوى الدلالة 0.0731sig =. أكبر من 0.05= αحيث يتضح أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في متوسطات مستوى ثقافة الحوار الأسري لدى الأسرة الفلسطينية في محافظة رفح من وجهة نظر الأبناء تبعاً لمتغير عمل رب الأسرة، وهذا يدلل على حرص الأسرة الفلسطينية على اعتماد الحوار بالرغم من الاختلاف في عمل رب الأسرة.

عرض نتائج السؤال الرابع والذي نص على:

ما مستوى ثقافة الحوار الأسري لدى الأسرة الفلسطينية في محافظة رفح من وجهة نظر الآباء؟

جدول رقم (6) مستوى ثقافة الحوار الأسري لدى الأسرة الفلسطينية في محافظة رفح من وجهة نظر الآباء

المجموع

لا

أحيانا

نعم

                                                                الإجابة

 البند

%

ك

%

ك

%

ك

%

ك

100

540

30.0

162

2.1

11

67.9

367

هل تحاور زوجتك أو زوجك عندما تكون غاضبا

100

540

6.1

33

13.3

72

80.6

435

هل تحاور زوجتك أو زوجك عندما تكون مرتاحاً

100

540

7.5

40

16.8

91

75.7

409

هل تحاور زوجتك أو زوجك

100

540

10.3

56

27.1

146

62.6

338

هل تستشير زوجتك أو زوجك في كل الأمور

100

540

6.4

34

19.8

107

73.8

399

هل تحاور(ين) أبناءك الذكور في كل أمر

100

540

5.0

27

21.5

116

73.5

397

هل تستشير (ين) بناتك الإناث في كل أمر

100

540

4.1

22

9.3

50

86.6

468

هل تقتنع برأي زوجتك (زوجك) إذا حاورتها

100

540

8.5

46

20.0

108

71.5

386

هل تأخذ برأي أحد أبنائك الذكور عندما تحاوره

100

540

8.1

44

24.3

131

67.6

365

هل تأخذ برأي إحدى بناتك الإناث عندما تحاورها

100

540

70.2

379

20.0

108

9.8

53

هل ينتهي الحوار بينك وبين زوجتك بشجار أو غضب

100

540

57.3

310

11.6

62

31.1

168

هل تفرض رأيك على أبنائك

100

540

23.0

124

9.1

49

67.9

367

هل تعدّ أسرتك أسرة محاورة

100

540

66.8

361

16.8

91

16.4

88

هل ترى أن أسرتك تعاني من الصمت

100

540

60.7

328

29.1

157

10.2

55

هل علاقتك الزوجية تعاني من الصمت

100

540

10.8

58

31.8

172

57.4

310

هل تصحب زوجتك وأولادك إلى رحلات ترفيهية

 

يتضح من الجدول أن الدرجة الكلية لمستوى ثقافة الحوار لدى الأسرة الفلسطينية في محافظة رفح من وجهة نظر الآباء بلغت 70% ، وهذه نتيجة متقاربة لوجهة نظر الأبناء ، وهذا يعني أن الآباء والأبناء (مجتمع الدراسة) يؤكدون على وجود مستوى متوسط من ثقافة الحوار لدى الأسرة الفلسطينية في محافظة رفح ، فقد أكدت نسبة %75.7من الآباء والأمهات أنهم يتحاورون في كل الأوقات، و نسبة % 62.6من الآباء أكدوا أنهم يستشيرون زوجاتهم في كل الأمور والقضايا، ونسبة 70.2% من الآباء أكدوا أن الحوار لا ينتهي بالشجار والغضب مع زوجاتهم ، وتبين أن نسبة 73.8% من الآباء يتحاورون مع أبنائهم الذكور ، ونسبة 73.5% من الآباء يتحاورون مع بناتهم ، وأكدت نسبة86.6% من الآباء أنهم يقتنعون بآراء زوجاتهم ويعملون بها ، وتبين أن نسبة 71.5%من الآباء أنهم يعملون بآراء أبنائهم الذكور، و نسبة 67.6% من الآباء يعملون بآراء بناتهم ، وهذا يؤكد على جدية الحوار و التحاور لدى الأسرة الفلسطينية ، ومن ناحية أخرى أكدت نسبة 57.4% من الآباء أنهم يحرصون على اصطحاب أفراد الأسرة إلى رحلات ترفيهية ، وهذا يدلل على حرص الآباء على تقليل الفجوة بينهم وبين الأبناء ويؤدي أيضا إلى كسر الروتين والرتابة في العلاقات الأسرية ، ويرى الباحث أن هذا الحرص للتحاور والحوار بين الطرفين يعزى لعلم الطرفين بفائدة الحوار الإيجابية على الأسرة ، و هذا ما تؤكده التفاعلية الرمزية في  نظرتها إلى النسق الاجتماعي بوصفه نتاجاً لاجتماع الأفراد و ليس سابقاُ على وجودهم ، وهذا يؤكد وجود استعداد عالٍ لدى الأسرة الفلسطينية لتقبل ثقافة الحوار وتطبيقها عمليا .

عرض نتائج السؤال الخامس والذي ينص على:

ما أهمية وفائدة الحوار الأسري من وجهة نظر الآباء؟

جدول رقم (7) يبين أهمية وفائدة الحوار الأسري من وجهة نظر الاباء

المجموع

لا

أحيانا

نعم

الإجابة

 البند

%

ك

%

ك

%

ك

%

ك

100

540

3.9

21

7.2

38

88.9

481

الحوار مع زوجي (زوجتي) له فائدة إيجابية على حياتنا الزوجية.

100

540

10.0

54

23.7

128

66.3

358

الحوار مع أبنائي له فائدة إيجابية على علاقتنا.

100

540

25.2

136

12.4

67

62.4

337

تؤثر عملية التحاور في نفسيتي ايجابياً.

100

540

9.1

49

30.4

164

60.5

327

تؤثر عملية التحاور مع أبنائي في نفسيتهم إيجابا.

100

540

4.5

24

26.3

142

69.2

374

أحب أن أحاور أفراد أسرتي.

100

540

27.4

148

7.7

42

64.9

350

هل تؤمن بأهمية الحوار الأسري.

100

540

12.4

67

25.7

139

61.9

334

هل ترى أن الحوار ضروري من أجل أسرة سعيدة.

 

يتضح من نتائج الجدول أن نسبة 65% من الآباء تؤكد أهمية الحوار بين الزوجين وبين الأبناء لأن الحوار له فائدة كبيرة في استقرار الأسرة وفي حل كثير من المشاكل الأسرية، ويحقق الراحة النفسية للأبناء والسعادة الأسرية، ويساعد على تخفيف الضغط النفسي ، ويساعد في اتخاذ قرارات جماعية أسرية مهمة لصالح الأسرة ولا يكون القرار الأسري فردياً يصدر عن رب الأسرة فقط ، فلقد أكدت نسبة 89% من الأزواج أن الحوار بينهم له فائدة ايجابية على العلاقة الزوجية ، حيث أكدت نسبة 66.3% من الأزواج على فائدة الحوار بينهم وبين الأبناء ، و نسبة 62% أكدت أن الحوار يزيد من سعادة الأسرة ، وأكدت نسبة 60.5% أن الحوار بينهم يؤثر إيجابيا على نفسياتهم، وعلى نفسيات أبنائهم الذكور والإناث.

عرض نتائج السؤال السادس والذي نص على: "

هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى 0.05لمستوى ثقافة الحوار الأسري لدى الأسرة الفلسطينية في محافظة رفح من وجهة نظر الآباء تبعاً للمتغيرات: (عمر رب الأسرة – المؤهل التعليمي – مكان السكن)؟

هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى 0.05لمستوى ثقافة الحوار الأسري لدى الأسرة الفلسطينية في محافظة رفح من وجهة نظر الآباء تبعاً لمتغير عمر رب الأسرة؟

جدول رقم (8) نتائج تحليل التباين الأحادي

البيان

مصدر التباين

مجموع الدرجات

درجة الحرية

متوسط المربعات

قيمة F

مستوى الدلالة

مستوى ثقافة الحوار لدى الأسرة الفلسطينية في محافظة رفح من وجهة نظر الآباء تبعاً لمتغير عمر رب الأسرة

بين المجموعات

0.261

3

0.244

1.837

 

0.853

غير دالة إحصائيا

داخل المجموعات

36.6488

537

0.089

الدرجة الكلية

36.9098

540

 

 

يتبين من الجدول أعلاه أن قيمة مستوى الدلالة sig = 0.853أكبر من 0.05= αحيث يتضح أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى ثقافة الحوار الأسري لدى الأسرة الفلسطينية في محافظة رفح من وجهة نظر الآباء تبعاً لمتغير العمر، وهي إشارة إلى تعرض أغلب مفردات عينة الدراسة إلى المتغيرات التي تساهم في تعزيز ثقافة الحوار.

هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى 0.05لمستوى ثقافة الحوار الأسري لدى الأسرة الفلسطينية في محافظة رفح من وجهة نظر الآباء تبعاً لمتغير المؤهل العلمي؟

جدول رقم (9) نتائج تحليل التباين الأحادي

البيان

مصدر التباين

مجموع الدرجات

درجة الحرية

متوسط المربعات

قيمة F

مستوى الدلالة

مستوى ثقافة الحوار لدى الأسرة الفلسطينية في محافظة رفح من وجهة نظر الآباء تبعاً لمتغير المؤهل العلمي

بين المجموعات

1.39

3

0.391

0.066

 

0.087

غير دالة إحصائيا

داخل المجموعات

35.851

537

0.727

الدرجة الكلية

37.241

540

 

 

يتبين من الجدول أعلاه أن قيمة مستوى الدلالةsig = 0.087أكبر من 0.05= αحيث يتضح أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في متوسطات مستوى ثقافة الحوار الأسري لدى الأسرة الفلسطينية في محافظة رفح من وجهة نظر الآباء تبعاً لمتغير المؤهل العلمي، وهذا يعني أن جميع الآباء في الأسرة الفلسطينية لديهم حرص على الحوار مع أبنائهم بالرغم من اختلاف مؤهلاتهم العلمية.

" هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى 0.05لمستوى ثقافة الحوار الأسري لدى الأسرة الفلسطينية في محافظة رفح من وجهة نظر الآباء تبعاً لمتغير مكان السكن؟

جدول (10) نتائج تحليل التباين الأحادي

البيان

مصدر التباين

مجموع الدرجات

درجة الحرية

متوسط المربعات

قيمة F

مستوى الدلالة

مستوى ثقافة الحوار لدى الأسرة الفلسطينية في محافظة رفح من وجهة نظر الآباء تبعاً لمتغير مكان السكن

بين المجموعات

0.739

3

0.049

0.091

0.062

غير دالة إحصائيا

داخل المجموعات

36.9117

537

.086

الدرجة الكلية

37.6507

540

 

 

يتبين من الجدول أعلاه أن قيمة مستوى الدلالة 0.062أكبر من 0.05= αحيث يتضح أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية لاتجاهات مستوى ثقافة الحوار الأسري لدى الأسرة الفلسطينية في محافظة رفح من وجهة نظر الآباء تبعاً لمتغير مكان السكن، وهذا  يعزى إلى تشابه الظروف الايكولوجية في مجتمع الدراسة من الناحيتين الفيزيقية و المادية و ذلك لصغر مساحة رفح ، و تعرض أغلبية مفردات مجتمع الدراسة للمتغيرات التي تساهم في تعزيز ثقافة الحوار (وسائل الإعلام و الاتصال) .

توصيات ومقترحات الدراسة

في ضوء نتائج الدراسة، يحدد الباحث مجموعة من التوصيات والمقترحات، على النحو الآتي

1-إجراء المزيد من الدراسات حول ثقافة الحوار الأسري تتناول متغيرات جديدة لها علاقة بموضوع الدراسة.

2-                         تضمين ثقافة الحوار الأسري في المناهج والمقررات الدراسية في كافة المراحل التدريسية.

3-تعزيز دور وسائل الإعلام للتوعية المجتمعية حول أهمية وفوائد ثقافة الحوار الأسري.

4-                        تفعيل دور جميع المؤسسات التي تعمل في مجال الأسرة لتعزيز ثقافة الحوار.

5- تعزيز دور القيادات الدينية في نشر ثقافة الحوار الأسري من خلال المؤسسات الدينية.

6-     تنفيذ ندوات ومحاضرات تستهدف كافة شرائح المجتمع المختلفة لنشر ثقافة الحوار الأسري. 

الخاتمة

      حاولت هذه الدراسة التعرف على مستوى ثقافة الحوار لدى الأسرة الفلسطينية في محافظة رفح ، من خلال المنظور التفسيري لعلم الاجتماع المتمثل بأطروحات النظرية التفاعلية الرمزية ، والاستفادة من التراث العلمي المتمثل في الدراسات السابقة المتعلقة بموضوع الدراسة الحالية ،ولتحقيق ذلك تم استخدام المنهج الوصفي،ومن خلال أداة الدراسة الرئيسية وهي استبانة تم توزيعها على عينه من الآباء بلغت (540) وعينة من الأبناء بلغت (540) منهم :(378من الذكور، و162من الإناث) بواقع 2% من إجمالي مجتمع الدراسة.

 وتوصلت الدراسة إلى النتائج الآتية:

1-   بلغت الدرجة الكلية لمستوى ثقافة الحوار لدى الأسرة الفلسطينية في محافظة رفح  نسبة 73.3% من وجهة نظر الأبناء، ونسبة 70% من وجهة نظر الآباء.

2-   تأكيد عينة الدراسة على أهمية وفوائد الحوار في تحقيق السعادة الأسرية وتوفير جو من المحبة والمودة والراحة النفسية بين أعضاء الأسرة.

3-  تأكيد عينة الدراسة على دور المناهج التعليمية والوسائل التقنية الحديثة، والاطلاع على الكتب في تكوين ثقافة الحوار وتجسيدها واقعيا .

4-  أكدت الدراسة وجود فروق دالة إحصائيا في مستوى الحوار الأسري وفقا للنوع لصالح الذكور أكثر من الإناث.

5-  أظهرت الدراسة عدم وجود فروق دالة إحصائيا في مستوى ثقافة الحوار الأسري وفقا لعدد أفراد الأسرة – طبيعة عمل الأب – مكان السكن – المؤهل التعليمي للأب – عمر الأب.



 

الهوامش

1.       جبارة عطية جبارة، والسيد عوض علي، (2003)، المشكلات الاجتماعية، ط1، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، ط1، الإسكندرية، ص 190.

2.            Wool folk، Anita; Educational psychology، London، prentice-Hallinternational, 1987, p11.

3.              Jenkins، P. School Delinquency and School Commitment, Sociology of Education, 68,221-239, 1995,  p7.

4.       صالح محمد عليأبو جادو، (1998)، سيكولوجية التنشئة الاجتماعية، دار المسيرة للنشر والتوزيع، عمان، الأردن،  ص250.

5.       المرجع السابق ص252.

6.      سناء الخولي، (1986)،  الأسرة والحياة العائلية، الإسكندرية، دار المعرفة الجامعية، ص11.

7.       معن خليل عمر ،(1982)، نقد الفكر الاجتماعي المعاصر ،دار الآفاق الجديدة ،بيروت ، لبنان،ط2، ص208-209.

8.            Sparrow، J.، & Heel، D. ; Fostering team learning development. Reflective Practice, 7(2) .2006.p151-162. DOI: 10.1080/14623940600688381.

9.      القران الكريم ،سورة المجادلة ، آية 1.

10.    القران الكريم ،سورة النساء ، آية 1.

11.    عبد الرحمن محمد دسوقي، (1998)،  التنبؤ بالتوافق الزواجي ، الجمعية المصرية للدراسات النفسية،   بحوث المؤتمر الرابع لعلم النفس في مصر، مركز التنمية البشرية، والمعلومات القاهرة، ص47.

12.    القران الكريم  ، سورة الروم، آية 21.

13.    عبد الله بن عبد العزيزاليوسف، (2004)، المؤتمر الدولي لموقف الإسلام من الإرهاب،............................................ ص1.

14.    أميرة  كشغري، "الحوار بين الأديان والثقافات"، مجلة الحوار، مجلة فكرية ثقافية تصدر عن مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، العدد الثالث، أكتوبر 2010م، ص 32.

15.    بلقيس إسماعيل ، داغستاني، " فاعلية برنامج تدريبي مقترح على أداء معلمات رياض الأطفال ومعلمات الثلاثة صفوف الأولى من التعليم الابتدائي في تنمية مهارات الحوار لدى الأطفال"، العلوم التربوية،  18(3)،2010م، 145-196.

16.    محمد عبد الغني حسن هلال ، (2000)، مهارات إدارة الحوار والمناقشات ،مركز تطوير الأداء والتنمية ، القاهرة ،  ص  32.

17.     مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني ، "ثقافة الحوار في المجتمع السعودي (رؤية أعضاء هيئة التدريس في جامعات المملكة العربية السعودية)"، إدارة الدراسات والبحوث والنشر،2012.

18.    فهد بن سلطان السلطان، وآخرون، (2011)، واقع الحوار الأسري داخل المجتمع السعودي، مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني إدارة الدراسات والبحوث والنشر.

19.     استقلال احمد الباكر،  "ثقافة الحوار الأسري"، مجلة كلية التربية، الناشر مركز الدراسات التربوية، العدد 21، 2004، ص135-.145.

20.   - محمد أبو داهشن، "انعدام الحوار بين الأزواج وأثره على الاستقرار الأسري"، المجلة العربية للعلوم الإنسانية، مجلس النشر العلمي، جامعة الكويت، العدد 32،2003م،  ص 226-300.

21.    - لجنة إصلاح ذات البين، التعرف على أسباب انعدام الحوار الأسري من وجهة نظر الزوجان، دراسة مأخوذة عن موقع المنشاوي،2003، www.mensay.com.

22.   - صالح الخضيري،  "الكشف عن الأسباب المؤدية إلى الطلاق في المجتمع السعودي"، مجلة اتحاد الجامعات، الناشر الأمانة العامة لاتحاد الجامعات، العدد ،12،2001م,ص 30- ص45  .

23.                                          Sofintouir, methods of communication and communication between    couples   and their impoct on reducing marital disputes. Of marriage and the family , 32(6),2001;  550-560Abstract abstained from infopsyc.

24.                     24- محمد الضويان،  "أثر عمل الزوجة على مشاركتها في القرارات الأسرية"، مجلة الثقافة النفسية، الناشر مركز الدراسات النفسية، العدد 6،2000م، ص 75-85  .

25.                                          Sharlout & others , know the impact of silence between the spouses on   their marital , Journal of marriage & the family , 1994, 42,(3) 170-179Abstract abtained from . Infopsyc.

26.                                         Diveir & Rofail , the importance of dialogue and communication  between couples and the impact on marital harmony , social behavior &  per sodality(1991), 72(4) , 412-419. Abstract abtained.   

27.                     خليل محمد بيومي ، (2000)،  سيكولوجية العلاقات الأسرية، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع (عبده غريب) ،ص16.

28.                     المعلم ،البستان ،(1987)، محيط المحيط ،قاموس مطول ، مكتبة لبنان ، بيروت .

29.                     محمد الشيخلي،(1993)،  الحوار الأسري، دار ابن حزم للنشر ط1، لبنان، بيروت، ص 11.

30.                     محمد الشيخلي ،المرجع السابق ص 12.

31.                      بلدية رفح،  رفح، ماضي، حاضر، مستقبل،1997م، ص1.

32.                     الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني ، "النتائج النهائية للتعداد" ، تقرير السكان ، محافظة رفح ،رام الله ، فلسطين ، 2012م،ص62.

سمير نعيم أحمد، (1988)،  المنهج العلمي في البحوث الاجتماعية، دار سعيد رأفت ‏للطبع والنشر، جامعة عين شمس، القاهرة،، ص 179.



@pour_citer_ce_document

محمود محمد صالح الشامي, « مستوى ثقافة الحوار لدى الأسرة الفلسطينية في محافظة رفح دراسة ميدانية على عينة من الآباء والأبناء »

[En ligne] ,[#G_TITLE:#langue] ,[#G_TITLE:#langue]
Papier : ,
Date Publication Sur Papier : 2015-05-10,
Date Pulication Electronique : 2015-05-10,
mis a jour le : 03/10/2018,
URL : https://revues.univ-setif2.dz:443/revue/index.php?id=1278.