نظرات إرتيابية لقيمة البيئة في التعاليم الدينية: مرسيا إلياد نحو إكتناه حقيقة ال...
Plan du site au format XML


Archive: revues des lettres et sciences sociales


N°01 Avril 2004


N°02 Mai 2005


N°03 Novembre 2005


N°04 Juin 2006


N°05 Juin 2007


N°06 Janvier 2008


N°07 Juin 2008


N°08 Mai 2009


N°09 Octobre 2009


N°10 Décembre 2009


N°11 Juin 2010


N°12 Juillet 2010


N°13 Janvier 2011


N°14 Juin 2011


N°15 Juillet 2012


N°16 Décembre 2012


N°17 Septembre 2013


Revue des Lettres et Sciences Sociales


N°18 Juin 2014


N°19 Décembre 2014


N°20 Juin 2015


N°21 Décembre 2015


N°22 Juin 2016


N° 23 Décembre 2016


N° 24 Juin 2017


N° 25 Décembre 2017


N°26 Vol 15- 2018


N°27 Vol 15- 2018


N°28 Vol 15- 2018


N°01 Vol 16- 2019


N°02 Vol 16- 2019


N°03 Vol 16- 2019


N°04 Vol 16- 2019


N°01 VOL 17-2020


N:02 vol 17-2020


N:03 vol 17-2020


N°01 vol 18-2021


N°02 vol 18-2021


N°01 vol 19-2022


N°02 vol 19-2022


N°01 vol 20-2023


N°02 vol 20-2023


A propos

avancée

Archive PDF

N° 24 Juin 2017

نظرات إرتيابية لقيمة البيئة في التعاليم الدينية: مرسيا إلياد نحو إكتناه حقيقة ال...


هشام دلوم
  • resume:Ar
  • resume
  • Abstract
  • Auteurs
  • TEXTE INTEGRAL
  • Bibliographie

عرف الفكر البشري تصدعات على مستوى التنظير والممارسة الواقعية، ولعل عودة سؤال البيئة وأزمتها إلى واجهة الاهتمامات، يعكسُ إلى حد بعيد هذا التصدع، فالأزمة البيئية أصبحت تنخر الوعي البشري، وعجلت بالبحث وبنهامة عن الأدوية التي تمكن البيئة المريضة من الشفاء، والعمل لإعادة  الاخضرار لأرجائها، ونظراً للتخبط الذي وقعت فيه دوائر القلق الفلسفي والباحثة دوما عن آليات الاستقرار الفكري، توجهت العديد من الأقلام، والتي توسلت بالطابع العلماني السالخ للقداسة عن منظومة الحياة، إلى اتهام المقدس على أنه سبب الفجوة بين الإنسان والطبيعة، وهذا ما قلل في اعتقادهم من مسؤولية الإنسان نحوها، تحت حجة أن المقدس ربط مفهوم البيئة بمفهوم الدنيا والتي هي الفانية في مخيلة الإنساني الديني من الناحية القيمية والإبستيمولوجية. وعليه،      ـ حسب هذه الدراسات ـ فإن التعاليم الدينية شكلت منعرجا في سلامة البيئة، وأمام هذه التجاذبات الفكرية فإنه من الضروري مراجعة آليات هذا الاتهام، والبحث عن الكيفية التي بواسطتها جرى تشغيله واستقباله، واستشراف مستقبل هذه الدعوات، ومآلتاها القيمية والإبستيمولوجية.

الكلمات المفتاحية:

 البيئة والدين، القداسة والطبيعة، البيئة والديانات السماوية، ، الإنسان الديني والطبيعة، البيئة واللاًمقدس

La Pensée humaine a vu des fissures au niveau de la théorie et de la réalité, ces fissures deviennent plus claires après le retour de l’importance de l’environnement et sa crise qu’il est devenu une préoccupation pour la conscience humaine. Cette crise a accéléré les recherches pour trouver des médicaments afin de créer environnement favorable de la guérison et de travailler pour restaurer le vert à environ. En raison de la confusion entre les cercles de préoccupation philosophique qui sont toujours des mécanismes de stabilité intellectuelle, la plus part des écrits d’un caractère séculier qui tend de la sainteté du système de vie ont dirigé vers l’accusation de sacré comme la raison de l’écart entre l’homme et la nature après le blocage des solutions pour la crise environnementale c’est pour ça ils ont pensé que la responsabilité humaine vers la nature est n’est pas importante sous l’argument que le sacré a lié le concept de l’environnement telle que la vie qu’elle est transitoire dans l’imagination humaine religieuse de la valeur est épistémologique.

A partir de ces études les enseignements religieuse ont formé un virage pour la sécurité  environnementale donc, il est nécessaire de revoir les mécanismes de la charge au titre de ses interactions intellectuelles et trouve comment ils ont été exécuté et accueillé est bien sur perspective l’avenir et la fin de ses appels de la valeur est épistémologique.

Les mots clés :

L’environnent et la religion, la sainteté et la nature, L’environnent  et les religions d’Ibrahim, l’homme religieux et la nature, no- sacrée et L’environnent

 Human thought knew cracks on Goth of theorizing and practical realism.perhaps the return of the environment’s question and its crisis interest to the front can reflect deeply this crack the environment’s crisis.is necrotizing the human awareness and speeded this crisis though searching for antidotes which may help healing the muscular environments to be reinvested due to the lost of philosophy specialists which search for the intellectual mechanism may secular pens orientated to the solution of the environment’s solutions the holy was changed as he was considered the cause of the gap between men and nature and this reduced their belief from their responsibility towards it under the argument which that the holy relates the concept of environment with the concept of life which is non lasting in the imagination of human being from the value and the epistemological side depending on these studies the religion instructions have made adding in the fragility of environment in side these intellectual argument activeness it is necessary to review this a accuse and to find on the technique that activated and receive it and to outlook the future of these invitations and its end moral and epistemological

Key words:

Environment and religion , holiness and nature , environment and god relines ,religious man and nature , environment and unholy

مُفتتح:

من المسائل التي أصبحت محدثة للجدل داخل دوائر القلق الفلسفي ونظيره الإيكولوجي، "مسألة البيئة". وبذلك أصبح سؤالها يشكل رهانا حول قدرة التفكير الإنساني في حل معضلاته، و تحول سؤال البيئة[i]إلى سؤال مركزي في بنية تفكير الإنسان المعاصر، وبما أن الجامع داخل قضية البيئة لدى الباحثين هو الاسم فقط، أما أزمتها فأسبابها مركونة داخل أرشيف متشعب يجمع بين ما هو ديني وسياسي واقتصادي إلى حد بعيد، وبما إن رهان التفلسف يقتضي استبصار المخارج لهذه الأزمة، فإن ذلك لم يكن بالأمر الهين في ظل التأزم الحاصل داخل منظومة التفكير البشري.

وفي ظلالوضع الممنهج الذي يفكر بذهنية العلمنة ونزع القداسة التي تخيم على زوايا الفكر المعاصر، عمدت العديد من الأقلام إل اتهام المقدسات، تحت ذريعة أنها تضمنت أفكاراً راديكالية، كانت مغذية لفكرة التعدي على  الطبيعة، وإكتناه جوهر هذه الأزمة من حقيقة مفادها: أن تصور الإنسان الديني للبيئة ظل قائماً على ربطها بمصطلح الدنيا وبالتالي فهي فانية، وهذا ما تم اعتباره حجة في تبرير اتهامها للمقدس بأنه سر تهديم الطبيعة، كمااعتبرت هذه الرؤى أن الدين قام بتبيئة فكرة داخل مخيلة الإنسان  الديني من خلال ربط البيئة بالقوة الإلهية وجعل أمرها له؛ وهذا ما قلل من مسؤوليته تجاهها وبالتالي تخريبها والعبث بها.

لهذا يأتي بحثنا هذا؛ ليقف عند حقيقة الأمر لنحاول الكشف عن صحة هذه الإدعاءات من عدمها، وذلك من خلال العودة إلى بنية التفكير الخاص بالإنسان الديني،  وبناء رؤية عن تصوراته حول البيئة.

أما عن الطرح الإشكالي للدراسة فيمكن إبرازه في التساؤلات التالية:

هل يمكن التسليم بوجود علاقة وظيفية وتكاملية بين المقدس[ii]والبيئة، على الرغم أن المقدس محسوب على ماهو مفارق وسماوي والبيئة محسوبة على ماهو أرضي ودنيوي؟، وإذا سلمنا بوجود هذه العلاقة: فما هي منزلة البيئة في بنية المقدس، هل يمكن اعتبارها مسألة جوهرية أم أنها مجرد وسيلة من وسائله؟ ومن جهة مقابلة: هل يمكن استغلال تصورات المقدس حول البيئة في حل أزمتها، أو على الأقل في الدعوة لحمايتها في عصرنا الحالي؟

أولا)البيئة في الديانات السماوية:  

إن التنقيب في الديانات السماوية يكشف عن مدى تشعبها المعرفي الذي يعد بوصلة للمبحرين في جزيرة الأفكار، وتعد البيئة من القضايا الجوهرية داخل هذه المنظومة، ولهذا فإنه من الضروري رصد الإستتباعات التي أثمرتها هذه المنظومات الدينية باعتبارها المحدد المرجعي الأساسي للعديد من القضايا، كما أن هذه المنظومات الدينية تمتلك معيارا رصيناً للحقيقة، كما أن تعاليمها تشكل صراطاً نحو اليقين. ولهذا سنحاول الوقوف على هذا الموضوع بروح فلسفية لا تحابي ولا تجامل، كما لا تطغى ولا تبالغ، ونقدم تصورات حول معالجة الديانات السماوية لمسائل البيئة وكيفية توظيفها وتشغيلها تواليا وفق النحو الأتي:

1)البيئة في اليهودية والمسيحية:

إن الناظر إلىميادين التفكير داخل شعاب الديانة اليهودية والمسيحية، يرى أن فيها مبادئ تدعو معتنقيها للحفاظ على البيئة، فقد جاء في الكتاب المقدس:"وأخذ الرب الإله آدم ووضعه في جنة عدن ليفلحها ويعتني بها"،[iii]وجاء كذلك فيه:"وإذا حصرتم مدينة حقبة طويلة معلنين الحرب عليها لافتتاحها،فلا تقطعوا أشجارها بحد الفأس وتتلفوها لأنكم تأكلون من ثمارها، هل شجرة الحقل إنسان حتى يهرب من أمامكم في الحصار؟".[iv]وحتى المسيح عليه السلام،كان يقدم نماذجاً في الحياة انطلاقا من الدلائل الخصبة التي تقدمها الطبيعة،وهذا يبين أهمية الدرس الطبيعي في حياة الإنسان المتدين والمعتنق للمسيحية،وهذا يثبت غياب نظرة التعالي الإنساني على الطبيعة،والتي سعت كثير من الأقلام لإثباتها،فمما ورد في الكتاب المقدس[v]أن المسيح أرادأن يعلم تلاميذه عن طبيعة الإنسان الذي يسمع كلمة الله، وردود فعله نحوها،فقص عليهم قصة زارع خرج ليزرع وألقى بالحبوب، فسقط بعضها على الطريق، وجاءت الطيور وأكلته، وسقط بعض آخر على أرض محجّرة، نبت حالاً ثم احترق، وسقط بعض آخر على الشوك الذي خنقه، ثم سقط بعضه على الأرض الجيدة، فأعطى ثمرًا وفيرًا. وفسر المسيح المثال بأن كل من يسمع الكلمة ولا يفهم، يأتي الشيطان ويخطفها، ومن يسمع ويقبل بفرح دون عمق وفهم، لا ينتفع من الكلمة، والذي يواجه الاضطهاد هو مثل الحبوب التي نبتت بين الشوك، أما الذي يسمع ويفهم ويقبل الكلمة بعمق و فهم، فهو كالأرض الجيدة[vi].

غير أن العديد من نصوص الكتاب المقدس أحدثت جدلاً داخل دوائر القلق الفلسفي، ومن النصوص التي كانت مدخلاً لمجمل الشكوك التي ألحقها الباحثون بفكرة تغني المسيحية بخدمة البيئة، ما جاء في سفر التكون:((وباركهم الله وقال لهم أثمروا وأكثروا و املاؤ الأرض وأخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الأرض)).[vii]

وأعراض هذه الآية بينت وصايا مستبطنة غير أن الكهان ومؤسساتهم اعتبروا هذه الوصية فُهمت بطريقة خاطئة، واعتبرها الناس على مر العصور دعوة إلهية للاستفادة مما في الأرض،واستغلاله في المشرب والمأكل والمسكن،ولهذا تصر هذه الدراسات على أن المعنى الحقيقي لهذه الوصية ليس قائماً على فعل العبثية داخل منظومة الطبيعة والاستفحال فيها وتهديمها وتخريبها[viii]، وأن التفضيل الذي حاز عليه الإنسان حسبها هو من ناحية واحدة فقط، تتعلق أساسا بتشبيه الإنسان في خلقه من الله،ولهذا فالله قد خلق الطبيعة، وعلى الإنسان أن يحافظ عليها؛ليواصل محاكاته لأفعال الإله.[ix]

ولقدبينتالعديدمنالمواقفالعمليةفيالفكرالمسيحي،أنهإبانمنتصفالقرنالتاسععشرمَنَع"البابابيوسالتاسع" تكوينفروعلفرقخاصةبالرفقبالحيوانفيالفاتيكان،فحسبهالحيواناتمجردةمنالروح،ومنثَمَّلاتصلحلأنتكونموضعًالاعتباراتأخلاقية،كماأنرئيسأساقفة(لوسأنجلوس) قدقال:(منالأفضلالاحتفاظبالرأيالقائلبأنالطبيعةعدوللإنسان،فهيالقوةالغريبةعنه،والتيينبغيلهأنيقهرهاويروضهابعزيمته.[x]

وجاءعلىلسان(جلنسيثرر)فيكتابه:(النبوةالبيئية)أنالملايينمنالأصوليينالمسيحيينيؤمنونأنتدميرالبيئةأمرينبغيالترحيببهوالتعجيلبحدوثه؛إذ:الجفافوالفيضاناتوالمجاعاتوالأوبئةالناجمةمنالتدميرالبيئيتأتيفيسياقالنبواتالواردةفيالإنجيل،وَلِمَالقلقبشأنتقلباتالمناخمادامالإنقاذسيتمعلىيدالمسيح؟.[xi]

)الإسلام والبيئة:

يعد الإسلام إنتصراً لكينونة حقيقة الوحدانية ويحمل في ثناياه رؤية شاملة نحو الوجود والحياة، فالإسلام أنموذج للاهتمام بالبيئة، والمتتبع لشبكة المفاهيم المتعاضدة داخل الفكر الإسلامي، يرى أن التشريع الإسلامي قد قدم للإنسان لقب الخليفة للإله على المنظومة الأرضية، إذ جاء في قوله تعالى:"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً'[xii]، وهذا تعبير صريح على أن الإنسان هو المسؤول الأول على الأرض باعتباره المحور الأساسي في الحكمة الإلهية من فعل الخلق، والتوسل بالممارسة الجينيالوجية حول مسألة خلافة الإنسان يكشف الدوال الخفية، والتي تشير إلى أن الطبيعة وما فيها مسخر له ولأجله، وأنه مطالب بالاستثمار فيها وتطويرها والمحافظة عليها. كما أن الانتفاع يأخذ صيغة الاشتراك بين الأجيال والأجناس المختلفة، ويسقط حكم التملك المطلق للطبيعة لجيل معين،[xiii]ومثال ذلك الماء كعنصر بيئي بامتياز، جاء في قوله تعالى:"وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ"[xiv].

كما أن فكرة الوحدانية والموصوفة بالكلية والسرمدية تتخذ من البيئة في الدين الإسلامي حيزا للتدبر في القدرة الإلهية، وأنها بوابة موثوقة للوصول إلى جوهر الحقائق، والمتعلقة أساسا بفكرة وحدانية الإله في هذا الكون، لما تحمله من معان حقيقية عن الحكمة والإبداع في الخلق وببطلان فكرة العبثية، وقد جاء في قوله تعالى:ًإِنَّفِيخَلْقِالسَّمَاوَاتِوَالْأَرْضِوَاخْتِلَافِاللَّيْلِوَالنَّهَارِوَالْفُلْكِالَّتِيتَجْرِيفِيالْبَحْرِبِمَايَنْفَعُالنَّاسَوَمَاأَنْزَلَاللَّهُمِنَالسَّمَاءِمِنْمَاءٍفَأَحْيَابِهِالْأَرْضَبَعْدَمَوْتِهَاوَبَثَّفِيهَامِنْكُلِّدَابَّةٍوَتَصْرِيفِالرِّيَاحِوَالسَّحَابِالْمُسَخَّرِبَيْنَالسَّمَاءِوَالْأَرْضِلَآيَاتٍلِقَوْمٍيَعْقِلُون".[xv]وعلى هذا الأساس فإن الإسلام وضح الوشائج الموجودة بين شعب الطبيعة تمثل أهداف الإله فيها، مع إبراز جمالياتها[xvi].

كما أن اهتمام الإسلام بالبيئة جاء بالدرجة الأولى انطلاقا من اهتمام الفرد بصحته واستقرار جسده، بما يتطابق مع عقائد الشريعة التي تحمل الإنسان مسؤوليته الكاملة اتجاه الأرض المستخلف فيها.[xvii]

وبهذا المعنى، نهى الإسلام الإنسان عن الفساد في الأرض، وكرسه كشرط ضروري شروط الإيمان، جاء في قوله تعالى:'وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ[xviii]ولهذا زود القرآن الكريم المسلم بجهاز مفاهيمي خادم للبيئة، ولقد رُسٍخَ هذا الجهاز في المنظومة الفكرية للفرد المسلم، وجذَّرها في ذاته،بشيء يوحي للمتجول في النظم الخاصة بهذا الدين بأن رسالته هادفة لخدمة البيئة،فعدم الفساد في الأرض وعدم التبذير هي ركائز أساسية في هذه الوصية الربانية،جاء في قوله تعالى:"كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ".[xix]

إن مناحي التفكير الإسلامي، وحتى في شقه النبوي، والذييعد مصدرا أساسيا في التشريع الإسلامي، يُعدمعياراً للحياة على مستوى الممارسة خصوصا، حملت هي الأخرى دعوة إلى الحفاظ على البيئة، من خلال الغرس والزرع،كما أن فلسفة الإسلام نحو البيئة زودت معتنقيها بفلسفة منطقية قوامها أن:البيئة وما تتضمنه من عناصر ما هي إلا أمم أخرى مثلنا، وأن لها أدورا في هذه الحياةعلى المسلم التصرف معها بوعي تام،[xx]وشكل بذلك الإسلام صورة لمعتنقيه تبلورت في  توجيه عملي لتعامل الإنسان مع البيئة، على نحو الانتفاع بخيراتها وكذا الحفاظ على عناصرها من مختلف أبواب الفساد، ومما لا شك فيه أن الدعوة للوصول إلى الشريعة الحقة من خلال التدبر في الطبيعة وعناصرها سيخلق فضاءارحباً لولادة علاقة حميمية بين الدين والبيئة،وفي سياق غير بعيد عن هذا، كانت البيئة بيانا إلهيا، في التأكيد على قدرته، والدعوة للإيمان به، إذ جاء في قوله تعالى:" سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ".[xxi]

كما أن الفقهاء المعاصرين يرفضون القول بالفراغ التشريعي حول البيئة في الإسلام،ففي كتاب "الإسلام والبيئة"،يجيب مؤلفه عن سؤال مركزي مفاده:كيف يمكن لدين مضى على نزوله أربعة عشرقرناًأن يناقش مسائل بيئية معاصرة؟،فيجيب الكاتب: إنَّ الإسلام لم يكتف بسن القواعد العقائدية؛ بل نظم أيضا لمعتنقيه آليات التعامل مع البيئة. ولهذا فهو يقول ببطلان الفراغ التشريعي في هذا السياق.[xxii]

ثانيا)البيئة في ظل الديانات غير السماوية:

كثيرة هي الديانات القديمة ونظرا لاتساع منظومتها،  فإن إحصائها يتطلب مجلدات، ولهذا فسنقتصر على استحضاربعضها،بعيدا عن الاختزالية المجحفة،فإذا عدنا إلى التراث الصيني مع مذهب(تاو TAO) فقد ساد الاعتقاد حسبه إلى أن الإنسان الراقي يتحلى بفضائل الحب والخير والكرم صوب عناصر الطبيعة الحية كافة، والمسار نفسه تبلور مع الديانة البوذية التي هي الأخرى دعت إلى نبذ العنف تجاه الطبيعة والبيئة.[xxiii]

ومن المرتكزات الكبرى في فلسفة البوذية نحو البيئة هو ما يعرف "بالاعتماد المتبادل"، والذي تم اعتباره قانوناً طبيعياً كونياً إذ أن جميع الموجودات لها علاقات مترابطة، ولا يمكن اعتبارها أنوعاً مستقلة، منفردة، ونقصد بالأنواع: الحيوانات وكذا النباتات والإنسان، وتصر الفلسفة البوذية على رفض هيمنة نوع على نوع آخر، ويرفضون بذلك هيمنة الإنسان على الطبيعة، وهم بذلك يشجعون على أخلاق الشفقة والرحمة لكل مظاهر الحياة، وعليه، فبناء بيئة جديدة في فلسفتهم مرهون بالاعتقاد أن الكون يتصف بالتعاون المتبادل والمنسجم،كما أن تاريخهم مرهون بربط(بوذا)بمواقع بيئية كقولهم: "مات تحت شجرة".[xxiv]

وقد ذهب(ماكس موللرMax Müller)إلى اعتبار الطبيعة حازت على نوع من التقديس في ذهن الإنسان البدائي، فقد صور الآلهة على أنها تشخيصات لقوى الطبيعة بواسطة اللغة.[xxv]

وفي نظر(مرسيا إليادMircea Eliade)[xxvi]فإن الديانات الهندية والأسترالية القديمة قدست الطبيعة، واعتبرتها الموطن الأساسي للإنسان من منطلق أن الآلهة كانت تستوطن هذه الطبيعة، باعتبارها رمزاً للخلق الأول، ولهذا فقرار هذا الإنسان بأن يسكن الطبيعة هو قرار وجودي تحكمه رؤية مقدسة.[xxvii]

وكذلك الأمر مع الهندوسية، ونتيجة تلقيحها ثقافياً مع ما هو سائد في شبه القارة الهندية، فقد تم تأليه قوى الطبيعة وعناصرها وكل ما تتضمنه، وتم تصوره على أنه مقدس لا مجال للعبث به.[xxviii]ويمكن القول أنه بالرغم من عدم وجود فوارق عميقة بين الديانات اللاَّسماوية، فإن الديانات الشرقية القديمة خصوصا جعلت من الطبيعة مستودعاً لصنع الألهة.[xxix]

و قد جاء في كتاب"أديان العالم" أن الإنسان الديني القديمقدس أماكن وأشياء، وجعلها مكانا للعبادة، وتقديسهذه الأشياء نجده  مكرساخلال نظرة الإنسان في تلك الحقبة الزمنية لرمحه أو لأحد أفراد أسرته، وقد بّرر المؤلف هذه القدسية من منطلق أنها مستمدة من نظرة الإنسان البدائي لقوة فائقة للطبيعة، ووصف الاقتراب منها بأنه مشحون بالرهبة والخوف، ووصف هذه الرهبة بمخافة الربّ في الأديان الراقية.[xxx]

ثالثا)البيئة في فكر الإنسان غير المتدين:

لقد أعلنت العديد من الأبحاث أن هنالك قيماً قد عملت على كسر الانضباط الذي حكم العلاقة بين البيئة والإنسان، ومنثمة زودت هذه القيمالإنسانبوعاء من التصورات يصب في مجملهفيأن هذه الطبيعة لا قداسة لها.

وبالفعل فإن (بيار فوجيوراسPierre Fougerrolas) اعتقد بأن عملية ترييض الطبيعة عجل بالطلاق بين العقد المقدس الموجود بين الإنسان والطبيعة، وبدايته في الفلسفة كانت مع( روني ديكارتRené Descartes)الذي اعتبر أن الطبيعة مجرد امتداد وحركات لا أكثر، وقد جاء على لسان(ديكارت)أنه حينما ندوس بقوائمنا فإن الصوت الذي ينتج لا يعبر عن ألم بل يظل مجرد آلة تفتقد إلى الروح.[xxxi]

من ناحية أخرى يقول(ديكارت): بالعلة المتعدية التتابعية في نظام الوجود، وهذه العلة تؤكد بأن الإله يتحقق بنفسهثم يخلق العالم،وبهذا ينفي(ديكارت)أي وجود بين علة الطبيعة وعلةوجوده من جانب المستوى،كما أن علته مفارقة،وهذا يشكل تحطماًلمرآة الإله في الطبيعة،التي تغنى بها الإنسان المتدين، حينما أكد أن الطبيعة هي تجلي لما هو إلهي،وهذا ماسيرفضه(باروخسبينوزاBaruch Spinoza)، الذي أكد أن القول بفكرة الإله المفارق للطبيعة من شأنه أن يؤدي إلى المس من تناهي الإله المطلق.[xxxii]

كما ذهب(بيار فوجيوراس)إلى اعتبار البيولوجي المعروف (كلود بيرناردClaude Bernard) الظواهر الحية هي عبارة ظواهر كيميائية، ما سيحدثُ مع الكاتب نفسه مع(لويس باستورLouis Pasteur)الذي سيعتبر أن مشكلة المرض وما يتعلق بجوانب الصحة، هو مجرد صراع بين ميكروبات وفيروسات، فسيؤدي إلى النظر إلى أن جميع مشاكل الصحة ستحل بالدواء، وهذا حسب(بيار فوجيوراس)نوع من القطيعة مع الطب الطبيعي السائد سالفا.[xxxiii]

ويشير الكاتب نفسه إلى أن الظواهر الطبيعية لم يعد تفسيرها دينيا، بل أصبح علميا، ويصوغ لنا مثالاً على ذلك ظاهرة "قوس قزح" الذي لم يعد ينظر إليه على أنه رسالة من الإله إلى عباده، بل أصبح يفسر على أنه مجرد قطرات من الماء إخترقتها أشعة الشمس، إنه نهاية مسلسل القداسة والطبيعة.[xxxiv]

وما عجل بطرد القداسة عن الطبيعة، هو ما يعرف بقانون "المراحل الثلاثة" الذي قدمه عالم الاجتماع الفرنسي(اوغست كونتAuguste Comte)، الذي اعتبر فيه  التفسير الديني مرحلة من مراحل الفكر البشري،[xxxv]وهذا ما سيرفضه(ميرسيا إلياد)فيما بعد، حينما اعتبر أن المقدس هو بنية في الفكر البشري وليس مرحلة من مراحله.[xxxvi]

ولعل المغزى الذي يريد(بيار فوجيوراس)بلوغه من هذه الحوارية، هو أن المقدس حافظ على الطبيعة أفضل من العلم، ولهذا فهو ينادي بضرورة الاستعانة بالمقدس في حماية البيئة دون ترك العلم، وربما قصد بناء علم مقدس خادم للطبيعة.[xxxvii]

وفضاء الماركسية كوجه فلسفي معاصر، عمد إلى نزع القداسة عن بيت الطبيعة، فقد ارتبط ظهورها بالدعوة إلى الاعتقاد بعدم وجود أي قوة خارجة عن نطاق الطبيعة، فهي تنظر إلى إليها على أنها مادة يكتشف الإنسان قوانينها، واعتبرت بذالك كل الأديان مرحلة من مراحل تطور الفكر الإنساني،إذ الإنسان واجه طبيعة قاسية؛ لذا لجأ إلى قوى تصور على أنها معينه الوحيد، وأن هذا التفكير بلغ أوجه يوم آمن الإنسان بإله واحد يحكم الكون و يسيره.[xxxviii]

وأكدت الدوائر الباحثة أن العلمنة أحدثت انقساما داخل النوع الإنساني، ونقصد به الإنسان الطبيعي والإنسان اللاّطبيعي، هذا الأخير كان قد تتلمذ على الدرس الديكارتي،[xxxix]كما أن المكانة البارزة التي قدمتها الديانة التوحيدية للإنسان ساهمت هي الأخرى في رغبة الإنسان في السيطرة على الطبيعة،كما أن العقل اليوناني والذي عُرف بالنظر في الطبيعة كان له دور في الدفع نحو السيطرة عليها، وهو هدفه تحت مسعى التحرر من التعيين الطبيعي.[xl]

و مع ظهور المسيحية، تبلور مفهوم جديد طفح علىالسطح يتمثل في إلغاء التساوي المشروط بين الإنسان والآلهة، وجلبمفهوما جديداسيعالي الإنساني،[xli]كما أن التأليه الذي انفرد به (عيسى اليسوع) وفق الرواية المسيحية عجل بسلسلة التأليه الإنساني، خاصة في شقه الأوروبي، وأدى إلى إعادة بناء نظرية الارتقاء لكن ليس بالتصور الدرويني، بل يقصد به الارتقاء والسمو على الطبيعة والتعالي عليها.[xlii]

رابعا:مناحي قداسة البيئة ومسوغات قيمتها في فكر مرسيا إلياد:

إن نسق القداسة داخل فكر(مرسيا إلياد)أظهر: أن من لديهم تجربة دينية تبدو الطبيعة إليهم برمتها قابلة للتكشف؛ بصفتها قداسة كونية،[xliii]فهو يذهب إلى القول بأن الطبيعة بالنسبة للإنسان المتدين ليست طبيعة فحسب، بل هي مثقلة دائما بقيمة دينية، مفعمة بالقداسة؛ لأن الإله أبدعها أو حضر في أحد أرجائها، ومعنى ذلك أن الإنسان الديني قدس الطبيعة دائما ولا يفكر في الاعتداء عليها أو تخريبها أو العبث بعناصرها، لأنه ببساطة يرى فيها معاني وقيم وجوده، ويرى فيها صورة الإله أو صورة المقدس.[xliv]

ويشير المفكر الروماني، إلى أن الإنسان الديني عندما اكتشف الزراعة لم يعتبرها بعدا اقتصاديا كما يتصور البعض، أو كما تذهب إلى ذلك كثير من الدراسات المعاصرة، باعتبارها محاكاة لفعل الإله، من بوابة أن الزراعة نوع من الخلق الجديد.[xlv]

ومن ناحية أخرى، قدم الفيلسوف نفسه، أمثلة عديدة عن اهتمام الإنسان الديني بالبيئة، وقد قدم أثارا لنبي هندي يدعى(سموحلا Smohalla)والذي حسب(مرسيا إلياد)رفض المساس بالأرض، لدرجة أنه شبه الأرض بالأم، وقد جاء على لسان هذا النبي وفق ما أوردهالمفكر نفسه،مايلي:((...أيسوغ لي أخذ سكين لإغماده في صدر أمي؟(يقصد بالأم الأرض)فعندما أموت لن تعيدني لحضنها،أتطلبون إلي أن أعزق وأرفع الحجارة؟أيسوغ قطع لحومها للوصول إلى عظامها؟إنني عندئذ لن أستطيع أبدا الدخول في جسدها لأولد من جديد،أتطلبون إلي أن أقطع العشب لأبيعه وأغتني كالبض؟ولكن كيف أجرؤ أن أقطع شعر أمي؟))، إنه كلام يؤكد من كل النواحي، بأن الإنسان الديني جسد بحق أنموذجاً بعدم المساس بالطبيعة.[xlvi]

وتجدر الإشارة إلى أن المقدس عند(مرسيا إلياد)بشكل رؤية للعالم،[xlvii]وضمن هذا السياق، وقبل الولوج إلى الفكرة التي أوردها، فإن الإنسان في هذا العالم لا يمكنه أن يعيش في العبث والعشوائية، ولا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يتعامل مع المنظومة الكونية دون تصور معين،لهذا لكل واحد منا تصورات تجعله يرى بها الكون، وهذه الرؤى تتعدد وتتصارع من أجل تقديم نفسها كنموذج للإنسان.[xlviii]

وقد اعتبر أن المقدس هو رؤية للعالم، إذ جاء في قوله ما يلي:(( ...والحق أنه يصعب على المرء أن يتصور كيف يمكن للذهن البشري أن يعمل من دون وجود قناعة لديه بأن ثمة شيئا في العالم هو فعل حقيقي، كما أنه يستحيل على المرء أن يتخيل كيف يمكن للوعي أن يظهر بمعزل عن إضفاء ((معنى)) على دوافع الإنسان وتجاربه، فأن نعي العالم على أنه عالم حقيقي وذو مغزى، هو أمر يرتبط ارتباطا حميميا باكتشاف المقدس...))،[xlix]وجاء على لسانه أيضا:((...فمن خلال تجربة المقدس كان على الذهن البشري أن يدرك الفرق بين ما يكشف عن نفسه بوصفه حقيقيا وقويا وغنيا وذا معنى، وبين ما هو ليس كذلك .. ))[l]

وبهذا تكون الطبيعة بالنسبة للإنسان المتدين وحسب الرؤية التي قدمها له المقدس بأنها تمثل سحرا وتحمل سرا وعظمة،وعنده ترتبط بمفاتن دينية وجمالية.[li]

وحسب(مرسيا إلياد) حدث انقلابا على مستوى التصورات، فقد بدأ مشروع للانقلاب على فكرة قداسة الطبيعة، ولكن وحسبه، فإن هذا المشروع لم يحدث بصفة شمولية، وأن الذين يدعون باعتنائهم بالطبيعة اليوم هم يستحضرون أفعالا ومشاعر دينية غابت عنهم لا أكثر، ولهذا ـ حسبه ـ فإن الحدائق الحديثة اليوم التي نراها تتوسط المدن والشوارع، وكذا الجنائن الصغار بالمصطلح الذي استعمله الفيلسوف نفسه، وكذلك أحواض الماء والتي بها صخور منتصبة ومع وجود أشجار قزمية، هذه كلها تعكس استحضارا لموقف ديني أو شعور مقدس، اضمحل وجوده على مر التاريخ، ولهذا فهو يرى، بأن الطبيعة كانت في وضع أفضل مع الإنسان الديني لأنه لم ينظر إليها على أنها مواد جامدة فحسب أو طبيعة وفقط، بل كان يرى فيها سر وجوده ودورة حياته.[lii]

ويرى أن الديانات قبل المسيحية والتي ولدت في رحم المجتمعات الغابرة والقديمة، قد قدمت تصورات لمعتنقيها بأن الطبيعة هي من خلق الإله، وأن ما في الطبيعة هي معاني ودلالات، وليست الطبيعة صماء أو جامدة لا حياة فيها، بل لها أهداف ومعاني.[liii]

وبذلك تكون الطبيعة بالنسبة للإنسان المتدين حية وتنطق وأنها عنوان ودليل موثوق للقداسة، وأن الآلهة تتجلى للكائن البشري عبر الطبيعة، وحسبه فإن الإنسان جزء منها،[liv]وبذلك فمعرفتها له وما تتضمنه من شأنه أن تجعله يعرف معاني حياته، ومثال ذلك حسبه: فإن الإنسان تتلمذ بحق على يد الطبيعة، فالأسترالي مثلا شبه بذور الزرع بمني الرجل، وشبه المرأة بالأرض.[lv]وهذا ليس بعيدا على ما جاء به الإسلام، إذ جاء في قول الله تعالى:"نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُوا لأنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ".[lvi]

وبهذا تكون الطبيعة المعلم الأول للإنسان حسبه، وهو لم يحتقرها طوال تجربته الدينية، فمنها اكتشف التسميات والوظائف لمختلف أعضائه، فقد شبه البطن أو الرحم بالمغارة، والأمعاء بالمتاهات والشهيق بالنسيم والعروق والشاريين بالشمس والقمر.[lvii]

لكن بالنسبة للإنسان غير المتدين، حسب(مرسيا إلياد)فإن الطبيعة تبدو في نظره جامدة وفاقدة للحياة ولا تتضمن أي معاني ولا تنقل أية رسالة،[lviii]وفي نظره:فإن الثقافة الحديثة في نظره ولّدت إنسانا لا دينينا، وهو بذالك يضطلع بوضع وجودي جديد، رافضا فيه أي نداء يصدر عن التعالي، وهو بذالك يرفض أي نموذج عن الإنسانية خارج شرط الوجود الإنساني، وبذالك صوّر المقدس على أنّه العقبة الأولى التي تقف أمام حريته، وهو لا يعتبر نفسه إنسانا إلا إذا حرر ذاته جذريا من أسر الخرافة والزيف، وإنه لن يصبح حرا إلا عندما يقتل أخر إله، ويصف(مرسياإلياد)هذا الوضع بأنه نتيجة سلخ القداسة عن عالم الوجود الإنساني.[lix]

ولكن حسبه، فمهما بلغت درجة سلخ القداسة عن العالم، فإن الإنسان الذي اختار حياة عادية لا ينجح في حذف السلوك الديني، وواصل تحليلاته معتبرا أن الوجود الذي سلخت عنه القداسة إلى أبعد حد لا يزال هو ذاته يحتفظ بآثار تقويم العالم تقويما دينيا،[lx]وبهذا يعلن  المفكر الروماني، براءة المقدس من جريمة الاعتداء على البيئة.

خامسا)الدين وعلاقته بالأزمة البيئية:

يذهب (عز الدين عنايةEazaldinEinaya)أن الديانات الإبراهيمية، شكلت انقلابا كبيرا في تعاملات وتصورات الإنسان نحو البيئة،فقد اعتقد(عز الدين عناية)أن الإنسان قبل هذه الديانات كان يعتبر ذاته امتدادا لهذه الطبيعة، ونظم فوضى العالم وأعاد تشكيلها، بل وأعطاها صبغة التأليه، لكن مع الديانات الإبراهيمية أصبحت البيئة مستقلة وأصبحت العلاقة قائمة على فعل الاتصال والانفصال، عكس ما كان قبل هذه الديانات التي كان الإنسان يعتقد فيها أن البيئة هي حاضنته الوحيدة، ومع هذه الديانات ظل الإنسان يعتقد أن جوانبه الروحية لم تعد تحتضنها هذه الطبيعة، وصاحبه تحولاً في التصور نحو الإله الذي لم يعد جزءا من الطبيعة كما كان سابقا، بل أصبح ينظر إليه على أنه مفارق لها وأنه هو خالقها لحكمة حددها، وبذلك لا قداسة لهذا العالم، ويمكن القول أن الطبيعة أصبحت مجرد شاهد على الخلق، كما أن الديانات الإبراهيمية غيرت مسار التاريخ، فبعدما كان دوريا،[lxi]أصبح خطيا ينتهي بيوم الحشر، وهذا ما جعل الطبيعة فانية في تصوراته لا معنى لها.[lxii]

وقد أكد(عز الدين عناية)على أن أسهم النقد قد وجهت صوب الديانات الإبراهيمية خاصة في شقها المسيحي اليهودي، حيث تم اعتبار مقالة (لاين وايت LaynWayt) بوابة هذا النقد من خلال مقالته الشهيرة الموسومة: "الجذور التاريخية للأزمة البيئية" فقد كانت بوابة حقيقة لنقد التصورات الدينية تجاه البيئة، فقد انتقد"وايت"رؤية الكتاب المقدس للكون، لأنه يكرس مركزية الإنسان على الكون ويحرض على استغلال الإنسان للكون لإشباع رغباته، بإعتباره يتماشى وأسرار الرب، فقد اعتبر أن المسيحية وقعت في خطيئة جديدة ألا وهي التعدي على الطبيعة، وتجدر الإشارة إلى أن اعتقاد اليهود والنصارى، بأن الإنسان خلق على شبه الرب،هذا ما يتيح له التحكم في الكون جاء في الكتاب المقدس:"أثمروا وتكاثروا وإملاؤ الأرض،لتطغ الخشية منكم ورهبتكم على كل حيوان الأرض وطير السماء وعلى كل ما يتحرك على الأرض،وعلى سمك البحر فإنها كلها قد أصبحت خاضعة لكم"[lxiii]

ويذهب الدكتور(يوسف القرضاويYoussef al-Qardaoui)إلى اعتبارأن بعض الناس:يظنون أن الإسلام إنما يُعنَى بالعبادات الشعائرية فقط، وفِقه الإسلام يُعنى بالحيض والنفاس والاستنجاء والتيمم وهذه الأشياء، ولا علاقة للإسلام بالكون ولا بالإنسان ولا بالحياة ولا بالبيئة، فهذه في رأيه نظرة قاصرة وخاطئة في فهم رسالة الإسلام، الحقيقة في نظره أن رسالة الإسلام  شاملة تشمل الدين والدنيا،والعقيدة والشريعة،والدعوة والدولة،والفرد والمجتمع،والحياة الإنسانية كلها بل الكون كله، ومشكلتنا حسب(يوسف القرضاوي)أن الكثيرين ركزوا على جوانب معينة في تعليم الإسلام وفي الدعوة إلى الإسلام بحيث غَفَل الكثيرون عن الجوانب الأخرى، ولكن حسب الدكتور نفسه، الذين درسوا الإسلام عرفوا أن للإسلام نظرة وفكرة وفلسفة وتوجيها وأحكام في كل قضية من قضايا الحياة الكبرى، وحسبه فإن الإسلام عُني بالبيئة عناية كبيرة[lxiv].

ومن أجمل ما جاء به الإسلام حول البيئة حسب الدكتور (القرضاوي): هي إنشاء عاطفة الود والمحبة لما حول الإنسان من كائنات جامدة أو حية، فالأحياء والدواب هي أمم أمثالنا، ولقد أورد الدكتور (القرضاوي) العديد من النصوص الدينية التي تؤكد حقيقة ما ذهب إليه، منها ما جاء في قوله تعالى:"وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ"[lxv]. كما أن أعظم ما جاء به الإسلام حسبه، هو الرفق والإحسان بعناصر البيئة، كالرفق بالحيوان، الذي قال عنه الدكتور (يوسف القرضاوي): أنه هذه الحيوانات لها حقوق، ويؤجر كل من يحسن إليها، وقد أورد آيات تؤكد مسعى ما ذهب إليه:"أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُم مِّمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ*وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ*وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ ۖأَفَلَا يَشْكُرُونَ"[lxvi]. كما أكد الدكتور(يوسف القرضاوي)، على أن الهدي النبوي، دعا إلى الرفق بالحيوان.[lxvii]

كما أنه يمكن القول: أن البيئة عرفت رعاية خاصة من قبل الإنسان الديني، وأن القول: بأن هنالك أفكارا رديكالية تضمنها المقدس مغذية للإنسان وتحرضه على تدميرها هو قول عبثي، ويعكس سطحية هذه الإدعاءات، وأنها ناتجة عن سوء فهم وتقدير، فالطبيعة بالنسبة للإنسان الديني كانت بمثابة أمه ومعلمه، وأن الإنسان وقع أسير الإيديولوجيات المخدرة، التي جعلته يؤمن بالوعدالعظيم المتمثل في السيادة على الطبيعة، وبالتالي فهو مخدوع على حد الدراسات المتخصصة،[lxviii]وجدير بالذكرأن اليوم،ولحل مشكلة البيئة،لا نتوجه لمحاربة التلوث المادي بل لا بد من محاربة التلوث الفكري الذي هو ميزة هذا العصر،والذي يحاول بشتى الطرق فسخ العقد بين القداسة والطبيعة.

ويعتقد"مرسيا إلياد"رغم أن الإنسان الحديث طرد المقدس من صلب وجوده إلا أن الطبيعة بالنسبة إليه جوهرا مقدسا، وهذا لأنه يتذكر معانيها المقدسة،وهو على علم تام بأن حياته لا يمكن أن يفصلها عنها فهو كما يقول(مرسيا إلياد)لا ينفك يحلم و يقع في الحب، ويسمع الموسيقى، ويذهب إلى المسرح، ويشاهد الأفلام السينمائية، ويقرأ الكتب، أي أنه بكلمة، لا يحيا فقط في عالم تاريخي وطبيعي  بل يحيا أيضا في عالم وجودي خاص، وفي كون خيالي، إنه تجربة المقدس الذي أراد أن يعبر عليها"مرسيا إلياد"،[lxix]كما أن الرؤية الكلية التي زود بها المقدس الإنسان المتدين، مبنية على فعل التوازن، فالمركزية الإنسانية لا تجعله سيدا على الكون وينهب ما يريد من الطبيعة،كما أن المركزية الطبيعية لا تعني التساوي بين الإنسان والمادة، بل هي مركزية متناغمة يذوب فيها الجميع.

من ناحية أخرى يعترف(عز الدين عناية)بنوع من التراجع في الاهتمام بقضايا البيئة على مستوى الأديان خاصة في شقها السماوي،ـفعلى حد تعبيرهـ  أن الاحتفاء الكبير بالطبيعة في الأديان الإبراهيمية، تراجع في العهود الأخيرة، فمثلا في عصرنا الحالي لايرد الحديث عن البيئة والكون والوسط الطبيعي داخل البيع والكنائس والمساجد، إلا إلماما وبشكل عابر، فهو ليس من المواضيع التقليدية المتطرّق إليها في العظات والخطب بشكل عام، وإن يقع تناول المسألة، فهو عموما يرد ضمن النهي عن الإفساد في الكون والحث على إعماره، بمدلول عمراني لا بمدلول بيئي، ولهذا يطالب الباحث نفسه تطوير الحديث عن الكون وتعميقه بما يساير الحاجة والضرورة.[lxx]

ولكنه يقربأن هناك تبلوراً لخطاب أكاديمي بدأ يظهر في الجامعات الدينية اللاهوتية المسيحية خصوصا، من خلال إنجاز البحوث والرسائل، وإن كان لا يزال شحيحا في نظره من ناحية تناول هذه المسألة في الجانب الإسلامي، لكن هناك خطاباحقيقيا تارة يدافع عن البيئة التي عاش فيها الإنسان الديني،وتارة يرد التهم الموجهة إليه تحت ذريعة التقصير.[lxxi]

ويشيد الكاتب بمجموعة الكتاب والباحثين الذين تناولوا بالدراسة علاقة البيئة بالدين، والذين تعرضوا إلى أثر المعتقدات والتصورات ذات الطابع الديني على السلوك والتعامل مع الطبيعة، فحسبه قد بينوا الدور الفاعل الذي يمكن أن يسهم به الدين في الخروج من الأزمة البيئية.[lxxii]

لكن يعترف(عز الدين عناية) أنه وعلى الرغم من أن  مجمل الأديان لها مواقف إيجابية من البيئة، فلا تزال هناك فجوة في نظره بين التعاليم الدينية والممارسات العملية للأتباع مستحكمة حتى الراهن.[lxxiii]

وفي دراسة جد متخصصة ذهب(حمال مفرجDJamal Mfarrej)في مقال له بعنوان:(الأزمة البيئية بين الأديان السماوية وأخلاق المستقبل)حيث اعتبر أن اتهام الدين على أنه سبب الأزمة البيئية هو دليل في نظره على حالة التخبط التي تعيشها المذاهب الإيكولوجية، ودعواتها هي انعكاس للعجز في فهم الأسباب الحقيقية التي أحدثت الأزمة البيئية.[lxxiv]

كما اتهم الكاتب النظريات الإيكولوجية بعدم فهم وتأويل النصوص الدينية، واتهامها بأن قراءتها للنصوص الدينية كان ذو بعد سلبي، كما أن الحلول التي قدمتها هذه الإيديولوجيات والمذاهب لا يمكن تبنيها كونها تنكر فضل الديني على ما هو بيئي.[lxxv]

في سياق ذي صلة، هناك دراسة جد معاصرة والتي اعتبرت أن المقدس قد حافظ على الطبيعة بكل عناصرها، وحتى وإن أراد أنصار العلمانية طرد المقدس من حياة الإنسان وإبعاد المقدس عن دائرة البيئة، إلا أن هناك عملية ولادة جديدة لمقدس جديد، هذا المقدس يحمل اسم(المقدس الحيويBio Sucre)، هذا المقدس الجديد مرتبط بالحياة اليومية للإنسان، تعكسه سلوكيات مثل كتابة الشعر عن الطبيعة، والتغني بها والتفسح في أرجائها، والتقاط أجمل الصور لها، وضرب الأمثال حولها ونصب لافتات تدعو للحفاظ عليها.[lxxvi]

كما أن الدكتور (يوسف القرضاوي)ذهب إلى القول أن هناك بوادر طيبة فيما يخص الاهتمام الديني بالبيئة، فقد عُقدت بعض المؤتمرات التي تحدثت عن هذا وأظهرت الدراسات أن للإسلام عناية كبرى بهذا الأمر حسب نفس الفقيه، وكان الناس في غفلة عنها، ففي نظره بدأت بعض الجماعات الإسلامية وبعض الأحزاب الإسلامية وبعض المؤسسات الإسلامية تُدخل هذا الأمر في حسابها.

والحقيقة إن الجميع يجب أن يهتم بهذا الأمر حسب الكاتب نفسه، ولهذا دعا الجماعات والأحزاب الإسلامية، والمؤسسات الاجتماعية والصحية  أن تهتمبالجوانب البيئية، بما فيها الوزارات المختلفة، يجب أن تُعنى بهذا الأمر سواء من ناحية الوقاية أو من ناحية العلاج، فالإسلام في نظره  يُعنى بالجانب الوقائي أكثر من أي شيء حتى لا يحدث الفساد في البيئة ثم نحاول أن نعالجه فيتكلف أضعاف ما كان يتكلف لو عنينا بالوقاية أولا،[lxxvii]وبعد هذا يمكن القول أنه حان الوقت لإضفاءاللونالأخضرعلى المقدس.

وتذهب الدراسات المتخصصة إلى اعتبار الدينمصدراًمهماً من مصادر المعرفة والثقافة، وتشكل أحكامه قوانين صارمة يؤمن بها الكثير من الناس وتتحول إلى سلوك في حياتهم، ولذلك لا بد لأنصار البيئةالاستفادة من الدين في هذا المجال الحيوي للإنسان، كما أن هذه الدراسات أكدت أن المتتبع لأحكام الشريعة يمكنه أن يحصل على الكثير من القرائن والأحكام التي تدل بالتلميح والتصريح على حماية البيئة والمحافظة عليها، وفي نظر هذه الدراسات لو جُمعت لأصبحت باباً فقهياً كسائر أبواب علم الفقه كباب الطهارة والبيع وأمثالها، يسمى باب المحافظة على البيئة أو أحكام البيئة.

وترى هذه الأبحاث أن الدين ورجاله يمكن أن يساهموا مساهمة فعالة في ميدان البيئة للإنسان، كما طالبت هذه الأبحاث بإدخال هذه التعليمات في الكتب الدينية المعدة للتدريس وغيرها من كتب التربية حتىتسهمفي تربية جيل على حب البيئة، ودفعه باتجاه المحافظة عليها وينبغي أن تتحول مسألة حماية البيئة إلى قضية تدافع عنها الأنظمة والشعوب كدفاعها عن حقوق الإنسان ولقمة عيشه، فليس المهم أن يحصل على لقمة العيش كيفما كان، بل المهم أن يحصل الإنسان على مصادر لعيشه خالية من التلوث والأمراض تؤمن له حياة مستقرة وتساعده على مواصلة المعركة في الحياة من أجل التقدم والازدهار.[lxxviii].

الخاتمة:

بعد الوقوف حول قيمة البيئة في حقل الدين منهجا وحركة ونماذجا، فإنه يمكن القول أن:

_ إن التعقيد المتصاعد على مستوى الأزمة البيئية، أفرز اضطراب داخل دوائر القلق الإيكولوجي، وهذا ما جعل هذه الدوائر عاجزة عن فهم العوامل الرئيسية المحدثة للأزمة، وقصورها على تحديد العوامل الحقيقية التي أدت إلى نشوء هذا الخلل، الذي أصبح يهدد وجود النوع الإنساني وبقية الأنواع الأخرى.

_ الفضاء الفكري السائد في عصرنا المعاصر يطغى عليه التوجه العلماني، أي أن الشعب الفكرية المشتغلة اليوم في حقل الفكر الإنساني تتناغم واللاتدين، وهذا التوجه كان بوابة لربط المقدس بالأزمة البيئية.

_ مقالة "لاين وايت" الموسومة: "الجذور التاريخية للأزمة البيئية" كانت نقطة الربط بين الأزمة البيئية والتراث الديني، وكانت فيه دعوة صريحة واتهام واضح للتراث الديني، الحامل في نظره لأفكار رديكالية ذات طابع عدواني سلبي ضد البيئة، خاصة في شقه المسيحي.

_ هذه الإدعاءات طالبت بمراجعة التراث الديني وتعاليمه، والتأكيد على أن هذا التراث يتضمن دلالات سلبية حول البيئة. والتعاليم الدينية حسب هذه الأبحاث قللت من شأن البيئية، بل ودعت إلى سيادة الإنسان على هذه الطبيعية.

_ كما أن التراث الديني في اعتقادهم لا يجد سبب لوجود الطبيعة إلا لخدمة الإنسان ومنفعته، وهنا في نظرهم تسقط منظومة القيم، أي قيم التعاطف على البيئة ورعايتها.

_ كما أن البيئة في نظرهم كانت تتموقع في مخيلة معتنقي الأديان على أساس أنها الدنيا، وهي الفانية في تصورهم، وهذا ما قلل من مسؤولية الإنسان تجاهها,

_ تتبعنا لهذه الدعاوي، والعودة إلى عمق الأزمة، بين لنا بأن البيئة كانت لها رعاية خاصة لدى الإنسان الديني القديم، يعكس هذا الاهتمام تأليه الإنسان للطبيعة ورفض العبث بها، وتقديس كل النواحي.

_ من زاوية أخرى، يظهر أن الديانات الإبراهيمية همشت البيئة إلى حد بعيد، غير أن هذا التهميش لا يعني بالأساس الدعوة للعبث بها، بل يظهر في غياب طرح قضاياها داخل المؤسسات الدينية التي تمثل هذه الديانات.

_ بعض الفضاءات الدينية ومشاربها اعتبرت أن اتهام الدين على أنه سبب الأزمة البيئية قول باطل ولا أساس له من الصحة.كما أن هذه الفضاءات اعتبرت أن هناك سؤ تأويل بعض النصوص.

_ المفكر الروماني"مرسيا إلياد"قدم نماذج من عمق التاريخ دلائل تثبت بأن البيئة كانت في وضع أحسن مع الإنسان الديني القديم.

_ الدراسات المتخصصة تتحدث عن نقص لتناول البيئة داخل المؤسسات الدينية، لكن لا تنفي من ظهور بوادر إيجابية داخل هذه المؤسسات من خلال الدعوة لحمايتها. كما أكدت هذه الدراسات على إمكانية استغلال المؤسسات لمكانتها للدعوة للحفاظ على البيئة.

[i]البيئة:

جاء مع ابن منظور في "لسان العرب":عن معنى البيئة:"باء إلى الشيء يبوء،بوءا،أي رجع، و"تبوأ"نزل وأقام، وبوأتك بيتا: اتخذت لك بيتا، ينظر: ابن منظور، لسان لعرب، المجلد الأول، إعداد وتصنيف يوسف خياط، دار لسان العرب، بيروت، ص284، أما عن معناها الاصطلاحي عند العرب فتشير الدراسات أن دلالتها الاصطلاحية ظهرت بصورة واضحة مع كتاب: "العقد الفريد"لمؤلفه "أحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي" إذ أكد أنها الوسط الطبيعي بأبعاده الجغرافية والمكانية وحتى الحياتية والذي يعيش فيها الكائن الحي، ينظر: محمد عبد القادر الفقى، البيئة، مشاكلها وقضاياها وحمايتها من التلوث: رؤية إسلامية، مكتبةابن سينا، 1993، ص9، وتعرف أيضا على أنها: المجال والحيز المكاني الذي اختاره الإنسان للعيش فيه، سواء أكان هو المؤثر أو المتأثر، ينظر: زين الدين عبد المقصود، البيئة والإنسان:علاقات ومشكلات، دار عطوة، القاهرة، 1981، ص7.

[ii]المقدس:

من الناحية المركزية هو كل ما يتعلق بالنظم أو بالأحرى ما يتصل بالأمور الدينية،فيولد شعورا يبعث في النفس احتراما ورهبة ولا يجوز انتهاك حرمته، أما من الناحية العامة فهو:كل ما ينبغي احترامه من النظم والتعاليم و القوانين،ينظر: إبراهيم مدكور،المعجم الفلسفي،الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية،القاهرة،1983،ص189.

وإذا عدنا إلى موسوعة"لالاند الفلسفية"فقد حمل معاني أهمها: المعنى القوي و العام:ما ينتسب إلى نظام أشياء منفصل مخصوص،لا يقبل الانتهاك،يكون موضوع احترام ديني من قبل جماعة من المؤمنين، أما بالمعنى الأخلاقي:الطابع المقدس للشخص البشري في هذا المفهوم يضم إليه فكرة قيمة مطلقة لامثيل لها،ينظر: أندريهلالاند،موسوعةلالاندالفلسفية،المجلد الأول،ترجمة خليل أحمد خليل،منشورات عويدات،بيروت،ط2، 2001، ص1229. وفي هذا السياق لا بد من تحديد علاقة المقدس بالدين، ويمكن تقديمها على النحو التالي:

يذهب"روجيهكايوا" إلىأن:((الدينهوتدبيرالمقدسأيهومديرتجلياتهومركزه))ينظر: روجيه كايوا، الإنسان والمقدس، ترجمة سميرة ريشا، مراجعة جورج سليمان، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 2010، ص 36.و يرى"دوركايم"أن:((كل التمثيليات الفكرية ما هي إلا وسائل تعبير عن طبيعة الأشياء المقدسة))، ينظر: فراس السواح، دين الإنسان:بحث في ماهية الدين و منشأ الدافع الديني، دار علاء الدين للنشر والتوزيع والترجمة، دمشق، 2002، ص26.

ويرى"ميشال مسلان" أن المقدس هو فضاءالرجل الديني، ينظر:ميشالمسلان، علمالأديان:مساهمةفيالتأسيس، ترجمة:عزالدينعناية، المركزالثقافيالعربي، بيروت،2009،ص20، ويرى"هوبرت":((أنالمقدسهوالفكرةالأمفيالدين، وأنالدينهوإدارةالمقدس))ينظر:مرسياإلياد، المقدسوالعادي، ترجمةعادلالعوا، دارالتنويرللطباعةوالنشروالتوزيع، بيروت،2009،ص38.

[iii]سفر التكوين(2 : 15 ).

[iv]سفر التثنية:( 20 : 19-20).

[v]  الكتاب المقدس:لا بد من الإشارة إلى علاقةالعهدالقديمبالعهدالجديد الذي هو كتبا المسيحيين، رغم أن هناك فروق بين الكتابين، ويمكن القول أن المسيحيون يؤمنون أن الكتاب المقدس هو كلمة الله الموحى بها بالروح القدس إلى أشخاص من مستويات مختلفة لكي يدونوها بكل أمانة،والكتابالمقدسيتكونمن:العهد القديم والعهد الجديد، ومعاً يشكّلان وحدة متكاملة في إعلان مشيئة الله في الخليقة وخاصة من جهة الإنسان وعلاقته بالله،وبهذافإنالعهد القديم يشكل أساساً أو مقدّمة طويلة للعهد الجديد، بحيث لا يمكن فصل الواحد عن الآخر. ويبقى الكتاب المقدس كتاب الله النافع لكل إنسان على وجه الأرض.

وبهذا، فإن العهد القديم خادم للمسيحية، وخادم لمعطياتها، وحتى التعرف على الشخصيات الواردة في الإنجيل غير ممكن، دون العودة إلى ما جاء به العهد القديم، وبهذا فهناك ترابط وظيفي. ينظر:الكتاب المقدس يتألف من عهدين، فهل العهد القديم يُعتبر أساساً للعهد الجديد؟، الموقع الإلكتروني: موقع معرفة، تاريخ الإطلاع: 26/05/2017.

http://www.maarifa.org/

[vi]إنجيل متى:(13 : 1- 9 ، 18- 23).

[vii]سفرالتكوين:(1 : 82-93).

[viii]جورجتامر، خواطرلاهوتيةفيالحفاظعلىالبيئة، مجلةأديان، مركزالدوحةللدراسات، قطر، عدد4، 2012،ص29.

[ix]المرجع  نفسه، ص32.11.   

[x]سيمونز، البيئة والإنسانعبرالعصور، ترجمةالسيدمحمدعثمان، سلسلةعالمالمعرفة، المجلسالوطنيللثقافةوالفنونوالآداب، الكويت، 1997، ص226.

[xi]جعفر هادي حسن،المسيحيونالصهيونيون ونظرتهم إلى العالم،الحوار المتمدن،تاريخ الإطلاع:14/01/2017.

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=114138

[xii]سورةالبقرة، الآية30.

[xiii]عبداللهشحاتة، رؤيةالدينالإسلاميفيالحفاظعلىالبيئة، دارالشروق، القاهرة، ط1،2001، ص18، 19.

[xiv]سورة القمر الآية28.

[xv]سورةالبقرة، الآية164.

[xvi]عبدالفتاحمراد، شرحتشريعاتالبيئة، دارالكتابوالوثائقالمصرية، الإسكندرية، (دط، ت)، ص33.

[xvii]حسينالخشن، الإسلاموالبيئة:خطواتنحوالفقهالبيئي، دارالهدى، بيروت،ط1،2004ص19.

[xviii]سورةالأعراف، الآية85.

[xix]سورةالبقرة، الآية60.

[xx]عبداللهشحاتة، مرجعسابق، ص111،112.

[xxi]سورةفصلت، الآية53.

[xxii]حسينالخشن، مرجعسابق،ص11.

[xxiii]DarryMacer .Biothics is love of life 1997 edition eubosethies institute p p 19 ,78.

[xxiv] Mcfague, Sallie, New House Rules: Christianity, Economics, and PlanetaryLiving,  Daedalus, Vol. 130, No. 4, Fall 2001, p232

[xxv]منوبيغباش، المقدس، مجلة دراسات فلسفية، الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية، الجزائر، عدد 4، أفريل2015، ص128.

[xxvi]مرسيا إلياد:

 ولدفي بوخارست برومانيا (1907)، ترجم العرباسمه ب:"مرسيا إلياد"والأصح هو:"ميرتشياإلياده"، عُرف بالإبداع منذ نعومة أظافره، وقد قيل بأنه نشر أول مقال له وسنه في الرابعة عشر، عنونه بـ:"كيف اكتشفت حجر الفلاسفة؟"، قدم أطروحته لشهادة الليسانس موسومة:"عن فلسفة النهضة الإيطالية وفلاسفتها"، وقد أمضى الفترة الواقعة مابين( 1928-1932) في الهند، حيث أعد أطروحته حول الدكتوراه عن اليوغا، وقد شغّل منصب مدرس للفلسفة في جامعة بوخارست بين:(1933-1940)، ونشر في أهم الصحف نحو:"جريدة الكلمة"وكذالك في: "مجلة العلوم الشعبية"، كما شغّل منصب الملحق الثقافي لسفارة بلاده في لندن ولشبونة، وقد  عاد إلى التدريس عام:(1945)في معهد الدراسات العليا بباريس، وكذلك في السربون وجامعات أوروبية عديدة، كانت له مواقف سياسية جعلته يعيش جل حياته خارج رومانيا، وتجدر الإشارة إلى أنه كان عضو في الأكاديمية البريطانية، من ناحية التقدير العلمي لشخصه فقد تحصل على مجموعة من الدكتوراه الفخرية من جامعات منها:"جامعةلويولا بشيكاغو"،و"جامعةلاسال في فيلادلفيا"،و"كليةبوسطن"،و"كليةأوبرلين في ولاية أوهايو"،وتحصل على دكتوراه من "جامعة السربون" و"جامعة لانكستر"،كما أنه كان عضو في الأكاديمية الملكية البلجيكية، كما انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليُدرس في جامعة "شيكاغوالميثولوجياوتاريخ الأديان"،وقد ألف ستة وأربعين كتابا في: تاريخ الأديان وفي الميثولوجيا، ومن أشهر مؤلفاته:"تاريخ الأفكار والمعتقدات الدينية" وهو في ثلاث أجزاء"أسطورة العودة الأبدي"،"صور ورموز"،"ملامح من الأسطورة"،"التنسيب والولادات الصوفية"،" المقدس والدنيوي"،"الأساطير والأحلام والأسرار"،وقدتوفي"مرسياإلياد"في أفريل عام (1986)بعد أشهر من حرق مكتبه، وقد صادف ذالك حملة شرسة على شخصه؛ اتهمته بمعادة السامية، ينظر:ميرتشياإلياده، البحثعن التاريخ والمعنى في الدين، ترجمةوتقديم:سعود المولى، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت،2007،ص15،16.

 من كتبه المترجمة للعربية،نذكر:

ميرتشياإلياده، البحث عن التاريخ والمعنى فيالدين، ترجمة وتقديم سعود المولى، مركز دراسات الوحدة العربية،بيروت، 2007.وكتاب:المقدس والمدنس، ترجمة عبد الهادي عباس، دار دمشق للطباعة والنشر والتوزيع،دمشق1988، وكتاب:مظاهر الأسطورة،ترجمة نهاد خياطة، دار كنعان للدراسات والنشر، دمشق1991.وكتاب: أسطورة العود الأبدي، ترجمة نهاد خياطة، دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر، دمشق،1987.

[xxvii]مرسيا إلياد، المقدس، المقدس والمدنس، ترجمة عبد الهادي عباس، دمشق:دار دمشق للطباعة والنشر والتوزيع،1988ص، ص، ص  33، 35، 42.

[xxviii]منوبيغباش،المقدس، مرجع سابق،ص136.

[xxix]المرجع نفسه،ص 140.

[xxx]حبيب سعيد، أديان العالم، دار الكنيسة الأسقفية للتأليف والنشر، القاهرة، (د،ت)،ص 15 ، 16.

[xxxi]بيار فوجيولاس، عودة المقدس الديني في الغرب، ترجمة التيجاني القماطي وسامي شبشوب، نقلا عن محمد الجوة وآخرون، الإنسان المقدس، دار محمد علي حامى، تونس، ط1،1994،ص100.

[xxxii]السيد ولد أباه، الدين والسياسة والأخلاق:مباحث فلسفية في السياقين الإسلامي والغربي، جداول للنشر والترجمة والتوزيع، لبنان، ط1 ،2014،ص293.

[xxxiii]بيار فوجيولاس،عودة المقدس الديني في الغرب، مرجع سابق،ص 101.

[xxxiv]المرجع السابق،ص102.

[xxxv]المرجع السابق، الصفحة نفسها.

[xxxvi]الدين كبنية في الوعي البشري:

تجدر الإشارة إلى أن"مرسيا إلياد"يصف المقدس بأنه عنصر من عناصر بنية الوعي وليس مرحلة من مراحل تاريخ الوعي، ذالك أن العالم ذي معنى والإنسان ليس في مقدوره أن يعيش في العماء، وبما أن العالم ذو معنى كما أسلفنا الذكر، فإنه حصيلة صيرورة جدلية؛ يمكننا أن نسميها عملية تجلي المقدس، ويذهب"مرسيا إلياد" إلى القول أننا إذا عدنا إلى أقدم مستويات الثقافة نجد أن العيش ككائن بشري، هو بحد ذاته فعل ديني، إذ أن الغذاء والحياة الجنسية والعمل لها قيمة قدسية، وبتعبير أخر لأن نكون بشرا؛ يعني ذالك أننا كائن ديني، ينظر: ميرتشيا إلياده، البحث عن التاريخ والمعنى في الدين، مصدر سابق، ص40،41.

[xxxvii]بيار فوجيولاس، عودة المقدس الديني في الغرب، مرجع سابق، ص110.

[xxxviii]نبيل محمد صغير، مقاربة فلسفية للرؤية الماركسية للدين:أو تفكيك:(( مقولة الدين أفيون الشعوب))، مؤلف جماعي موسوم بـ: فلسفة الدين:مقول المقدس بين الإيديولوجيا واليوتويبا وسؤال التعددية،إشراف وتحرير علي عبود المحمداوي، منشورات الاختلاف، الجزائر، 2012، ص، ص 130، 131، 134.

[xxxix]وفاء شعبان، المقدس بين الإبداع والعنف، مجلة الفكر العربي المعاصر، بيروت، العدد106-107، 1998، ص40.

[xl]المرجع نفسه، ص43.

[xli]ميشال مسلان، علم الأديان:مساهمة في التأسيس، ترجمة عز الدين عناية، المركز الثقافي العربي، بيروت، 2009، ص40،42.

[xlii]المرجع السابق، ص43، 44.

[xliii]مرسيا إلياد،المقدس والعادي،مصدر سابق،ص17.

[xliv]المصدر نفسه،ص89.

[xlv]المصدر نفسه،ص95.

[xlvi]المصدر نفسه،ص104.

[xlvii]رؤيةالعالم:

هو مصطلح له جذور تاريخية عميقة،وبداياته كانت مع الفيلسوف الألماني(كانط)وهو مصطلح لا يتوقف على الفضاء الفلسفي،بل هو مندرج داخل فضاءات عديدة،كعلوم التربية واللاهوت، وفي معناه العام:هو نسق من سلم مفاهيمي يضمن بناء تصور عام للكون، ويمكننا من فهمأفعالنا وكذا تجاربنا، ينظر:كليمنتفيدال، مصطلح رؤية العالم، ترجمة أحمد بركات، موقع إلكتروني، تاريخ الإطلاع:17/01/2017.ينظر:

 http://www.noqta.info/page-13707-ar.html

[xlviii]فتحي حسن ملكاوي، رؤية العالم عند الإسلاميين، مجلة إسلامية المعرفة، العدد 45، صيف 2006ص 8 ،9.

[xlix]ميرتشياإلياده، البحث عن التاريخ والمعنى في الدين، مصدر سابق،39.

[l]المصدر نفسه، ص40.

[li]مرسيا إلياد،المقدس والعادي،مصدر سابق،ص112.

[lii]المصدر نفسه،ص112 ،113.

[liii]المصدر،نفسه،ص122.

[liv]المصدر نفسه،ص123.

[lv]المصدر نفسه،ص124.

[lvi]سورة البقرة، الآية:223.

[lvii]المصدر السابق،ص125.

[lviii]المصدر نفسه،ص131.

[lix]المصدر نفسه،ص228 ،229 ،230.

[lx]المصدر السابق، ص61.

[lxi]التاريخالدوري:

تحدث(مرسيا إلياد)عن هذا النوع من التاريخ الذي كان يعتقد به الإنسان الديني، وجاء حسب"مرسيا إلياد" الذي اعتقد أن الإنسان القديم أعلن أنه نتيجة عدد معين من الحوادث الميطيقية، إذ كل شيء عنده يحال إلى الزمن البدائي، ينظر:مرسيا إلياد، مظاهر الأسطورة، ترجمة نهاد خياطة، دار كنعان للدراسات والنشر، دمشق،1991،ص16، إن هذا التكرار الواعي الذي وقف عنده"مرسيا إلياد"في مقاربته، يكشف لنا عن أنطولوجية أصلية، يبلورها الإنسان القديم في إيمانه، بأن كل ما ينتج في الطبيعة، وكل ما يصنع الإنسان لا نجد له وجود أو لن تتحدد ماهيته إلا بمحاكاة ومشاركة واقع متعال، ونتيجة لذلك لا يكتسب الفعل الإنساني دلالة إلا بمقدار مشاركته فعلا أوليا، ينظر: مرسياإلياد، أسطورة العود الأبدي، ترجمة نهاد خياطة، دمشق:دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر، 1987،ص13.

[lxii]عز الدين عناية، المسألة البيئة في الديانات الإبراهيمية، البناء، صحيفة يومية، بيروت,العدد1832،15/تموز/2015،ص12.

[lxiii]سفر التكوين 9: 1-3.

[lxiv]يوسف القرضاوي، القيمة الجمالية للبيئة في الإسلام، موقع الإلكتروني الجزيرة،تاريخ الإطلاع:13/01/2017.ينظر:

http://www.aljazeera.net/programs/religionandlife

[lxv]سورةالأنعام،الآية: 38.

[lxvi]سورة يس، الآية: 71، 72، 73.

[lxvii]يوسفالقرضاوي،رعايةالبيئةفيشريعةالإسلام،دارالشروق،مصر،ط1،2001،ص،ص29،122،123.

[lxviii]إريك فروم،الإنسان بين الجوهر والمظهر،ترجمة سعد زهران،مراجعة وتقديم لطفي فطيم،عالم المعرفة،الكويت،(د ت)،ص 15.

[lxix]ميرتشياإلياده،البحث عن التاريخ والمعنى في الدين،مصدر سابق،ص45.

[lxx]عز الدين،عناية، المسألة البيئية في الديانات الإبراهيمية، مجلة أديان، عدد 4، مركز الدوحة للدراسات، قطر، 2012، ص115.

[lxxi]المرجع نفسه،الصفحة نفسها.

[lxxii]المرجع السابق، الصفحة نفسها.

[lxxiii]المرجع نفسه،ص116.

[lxxiv]جمال مفرج،الأزمةالبيئية بين الأديان السماوية وأخلاق المستقبل،مجلة التشريع الإسلامي والأخلاق،ربيع2014،ص40.

[lxxv]المرجع نفسه،ص41.

[lxxvi]منوبي  غباش، المقدس، مرجعسابق،صص145، 147.

[lxxvii]يوسف القرضاوي،القيمة الجمالية للبيئة في الإسلام،موقع الجزيرة:13/01/2017.

http://www.aljazeera.net/programs/religionandlife

[lxxviii]السيد علي الأمين، الدين وحماية البيئة، ندوة كلية العلوم الجامعة اللبنانية،تاريخ الندوة:الخميس 19 حزيران 1997،تاريخ الإطلاع11/01/2017،الموقع الإلكتروني:http://www.alamine.or

@pour_citer_ce_document

هشام دلوم, «»

[En ligne] ,[#G_TITLE:#langue] ,[#G_TITLE:#langue]
Papier : ,
Date Publication Sur Papier : 2011-09-20,
Date Pulication Electronique : 2017-06-21,
mis a jour le : 12/06/2018,
URL : https://revues.univ-setif2.dz:443/revue/index.php?id=2276.