معابر ومسالك السلاح بالمملكة المغربية ودورها في تسليح الثورة الجزائرية 1956-1961
Plan du site au format XML


Archive: revues des lettres et sciences sociales


N°01 Avril 2004


N°02 Mai 2005


N°03 Novembre 2005


N°04 Juin 2006


N°05 Juin 2007


N°06 Janvier 2008


N°07 Juin 2008


N°08 Mai 2009


N°09 Octobre 2009


N°10 Décembre 2009


N°11 Juin 2010


N°12 Juillet 2010


N°13 Janvier 2011


N°14 Juin 2011


N°15 Juillet 2012


N°16 Décembre 2012


N°17 Septembre 2013


Revue des Lettres et Sciences Sociales


N°18 Juin 2014


N°19 Décembre 2014


N°20 Juin 2015


N°21 Décembre 2015


N°22 Juin 2016


N° 23 Décembre 2016


N° 24 Juin 2017


N° 25 Décembre 2017


N°26 Vol 15- 2018


N°27 Vol 15- 2018


N°28 Vol 15- 2018


N°01 Vol 16- 2019


N°02 Vol 16- 2019


N°03 Vol 16- 2019


N°04 Vol 16- 2019


N°01 VOL 17-2020


N:02 vol 17-2020


N:03 vol 17-2020


N°01 vol 18-2021


N°02 vol 18-2021


N°01 vol 19-2022


N°02 vol 19-2022


N°01 vol 20-2023


N°02 vol 20-2023


A propos

avancée

Archive PDF

N° 25 Décembre 2017

معابر ومسالك السلاح بالمملكة المغربية ودورها في تسليح الثورة الجزائرية 1956-1961


محمد السعيد قاصري
  • resume:Ar
  • resume
  • Abstract
  • Auteurs
  • TEXTE INTEGRAL
  • Bibliographie

يندرج هذا المقال ضمن تاريخ الثورة الجزائرية، ويتعلق الأمر هنا بعملية التّسليح التي كانت في أمس الحاجة إليها، ونظرا لذلك تفتقت العبقرية الجزائرية وقوة الإرادة والعزيمة في البحث عن الآليات والطرق التي سيتم من خلالها تزويد الثورة بالسلاح والذخيرة، وبهذا الخصوص وبعد إنشاء مصلحة الاتصالات العامة للثورة بالمغرب، وبحكم موقع هذا الأخير بالنسبة للجزائر بعد استقلاله سنة 1956، يكون قد لعب دورا محوريا في عملية عبور وتمرير الأسلحة للثورة الجزائرية عبر مختلف خطوطه البرية والبحرية وشواطئه وموانئه خصوصا المتوسطية منها، ونظرا لما يكتسيه موضوع تسليح الثورة الجزائرية من أهمية عبر هذه البوابة، يكون قد وقع اختيارنا عليه للمساهمة به في هذه المجلة العلمية المُتميزة.

الكلمات المفاتيح:الثورة الجزائرية، إشكالية التسليح، الموانئ والشواطئ المغربية، المغرب، عبور الأسلحة، القرصنة البحرية الفرنسية

cet article est inclus dans le cadre de la révolution algérienne. II s'agit ici de l'opération de l'armement dont elle avait besoin ardent. Pour cela, le génie algérien s'est épanoui, à l'instar de la puissance de la volonté et l'incantation, pour rechercher les mécanismes et les méthodes par lesquels on fournira la révolution d'armes et munitions. A cet effet et après la création du service de la communication générale de la révolution au Maroc et vu la position de ce dernier par rapport à l'Algérie, après son indépendance, en 1956, il avait joué un rôle axial dans l'opération du transit et le passage des armes à la révolution algérienne à travers ses différentes lignes routières et maritimes, ses plages et ses ports notamment les méditerannéns. Vu l'importance accordée  au sujet de l'armement de la révolution algérienne, à travers cette contrée, notre choix avait été porté sur ce sujet, dans l'objectif de participer dans cette revue distinguée.

Mots clés :révolution algérienne, l'armement problématique, les ports et les plages du Maroc, le Maroc, croiser les bras, la marine française piraterie

This article is part of the history of the Algerian revolution. It is about the armament that was most needed. In view of this, the Algerian genius, the willpower and the determination to search for the mechanisms and methods through which the revolution will be supplied with weapons and ammunition, Morocco, and the site of the latter for Algeria after its independence in 1956, has played a pivotal role in the process of transit and transfer of weapons to the Algerian revolution across the various lines of land and the sea and its ports and ports, especially the Mediterranean, and because of the theme of arming the revolution For the importance of Algeria through this portal, we have been chosen to contribute to this magazine scientific excellence.

Keywords: The Algerian revolution, the problems of armament, the Moroccan ports and coasts, Morocco, the crossing of arms, the French naval piracy

Quelques mots à propos de :  محمد السعيد قاصري

أستاذ محاضر أ، قسم التاريخ، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية : جامعة محمد بوضياف/ المسيلة.

مقدمة

لقد شكّل المغربالأقصى، ميدانا خِصبا ومجالا حيويا لِدعم وإسناد الثورة الجزائرية بمختلف أنواع الأسلحة والذخيرة الحربية التي كانت في أمس الحاجة إليها، كما شكّل في نفس الوقت قاعدة خلفية وسندا قويا لها واكب تطورها منذ بدايتها وإلى غاية نهايتها، ويعود الفضل في ربط أواصر الأخوة والتعاون المشترك في مجال الدعم بالسلاح لمجموعة من المناضلين المؤمنين بمبدأ الكفاح التحرري المغاربي المشترك بين الجزائر والمغرب، وفي هذا الشأن يبرز لنا كل من: محمد بوضياف  (1919-1992)، والعربي بن لمهيدي (1923-1957) من خلال مساهمتهما في ربط اتصالات وثيقة مع مناضلين مغاربة بكل من مدينتي تطوان والناظور1.

لقد أثمرت هذه الاتصالات في إجراء عدة لقاءات بين كل من: محمد بوضياف، والعربي بن لمهيدي، من الجانب الجزائري، وعباس بن عمر (عباس المساعدي)، والسيد عبد الله (عبد الرحمان الصنهاجي)، من الجانب المغربي، لقاءات أسفرت عن آليات تفعيل الكفاح المشترك وإشكالية الحصول على السلاح لكلا الثورتين2،وفي ظل هذه الأثناء تبرز لنا أيضا شخصية جزائرية أخرى ويتعلق الأمر هنا بأحمد بن بلة (1916-2012)الذي قام بعدة زيارات متتالية لمنطقة الناظور بالمغرب.

ولتثمين هذه الفكرة ندرج شهادة المناضل المغربي الحسين براده (عضو المجلس الوطني لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالمغرب) حول نشاط هؤلاء المناضلين الجزائريين: كانت معرفتنا بالمجاهدين الجزائريين على يد الحسين قيري الذي حل بمدينة تطوان في أواخر شهر ديسمبر 1954للتحضير لزيارة أحد قيادي الثورة الجزائرية، ولم يكن هذا القيادي سوى السيد محمد بوضياف الذي كان لقبه النضالي آنذاك "علي الدريدي"، وتم اللقاء به في تطوان، حيث تم التعارف وإجراء المحادثات بينه وبين أعضاء قيادتنا، وكان من نقاط العمل المشترك المطروحة تزويد الثورة بالسلاح، ومن هنا انطلقت الصلة التي امتدت بين المجاهدين وهم: محمد بوضياف، والعربي بن لمهيدي، وأحمد بن بلة وبين إخوانهم المغاربة3.

لقد أثمرت هذه الاتصالات بتشكيل قيادة عسكرية لجيش التحرير المغربي، تضم كل من: عبد الكريم الخطابي( 1882-1963)، علال الفاسي( 1910-1974)، محمد الزرقتوني، حسن برضا، عبد اللطيف بن جلول، مولاي عبد السلام الجبلي، الغالي العراقي وغيرهم4، وقيادة أخرى لجيش التحرير الجزائري  تضم كل من: أحمد بن بلة، العربي بن لمهيدي، قديري حسين، محمد بوضياف، مستغانمي أحمد، عبد الحفيظ بو الصوف(1926-1980)، معطشي أحمد، طالب عبد الوهاب، شيبان أعمر، الحاج بن علا، وفرطاس مصطفى5، ومن بين النقاط الأساسية ذات الأولوية التي تم الاتفاق عليها:

1.فتح باب التجنيد على مصراعيه.

2.إنشاء مراكز لتصنيع وتخزين السلاح.

3.البحث عن مصادر خارجية عربية وأجنبية لتمويل المغرب والجزائر بالسلاح والذخيرة. وعلى اثر هذا التقدم الحاصل في التنسيق بين القيادتين اجتهد  قادة جبهة التحرير الجزائرية في تطوير وتثمين علاقاتهم مع القيادة الميدانية لجيش التحرير المغربي؛ وهذا كله قبل استقلال المغرب رسميا في شهر مارس 1956، هؤلاء الذين سيسعون بدورهم إلى ضمان تأييد الملك محمد الخامس (1909-1961)للثورة الجزائرية، وعلى رأسهم أحمد بن بلة الذي كانت له علاقات وطيدة وصلت إلى حد تبادل الرأي والمشورة بين الملك وبن بلة في مسألة استقلال المغرب من عدمه في سنة 1956؟ وانعكاسات ذلك على الثورة الجزائرية6.

بعد وضع هذه الأرضيةالخصبة التي باتت تربط بين القيادتين في كل من المغرب والجزائر في مرحلتها الأولى، لا يسعنا سوى الانتقال مباشرة إلى الحديث عن صلب موضوعنا، وهو دور المغرب في عملية عبور الأسلحة لصالح الثورة الجزائرية، من خلال تسخير مجاله الجغرافي-البري والبحري في نجاح هذه العملية، ولقد حاولنا حصر الإطار الزمني لمقالنا في الفترة الممتدة من سنة 1955-1961، وهي فترة زمنية لها ما يبررها سواء من حيث بدايتها التي تمثل أكثر من حدث بالنسبة للمغرب خاصة، أو بالنسبة لنهايتها حيث بدأت في موفى سنة 1961تتقلص عمليات عبور الأسلحة عبر المغرب إلى الجزائر، بسبب الدخول في مرحلة المفاوضات، نظير الانتصارات التي حققتها الثورة على الجيش الفرنسي، فضلا عن تشديد البحرية الفرنسية مراقبتها لكل الخطوط البحرية خصوصا  المتوسطية منها، لمنع عبور أي نوع من أنواع الأسلحة لصالح الثورة الجزائرية، ولمعالجة هذا المقال ارتأينا الاعتماد على خطة عمل تتكون من العناصر الأساسية التالية:

-المغرب منطقة عبور للأسلحة نحو الجزائر:

   لضمان نجاح عملية نقل أو بالأحرى تهريب السلاح نحو الجزائر عبر المغرب، قامت قيادة جبهة وجيش التحرير الجزائري بالمغرب، بتشكيل ما سمي بإدارة الاتصالات الخاصة التابعة للولاية الخامسة7، التي اتخذت من مدينة وجدة مقرا لها، وعيّنت على رأسها المناضل محمد الرويغي8، ومن بين الخطوات التي باشرتها إدارة الاتصالات في هذا الشأن: -تجنيد الجزائريين المتنقلين بين الجزائر والمغرب واستغلالهم في عملية نقل السلاح، وتجنيد بعض الأجانب التي تثق فيهم، واعتماد وسائل مختلفة ومتنوعة لتهريب السلاح، وفي نفس الوقت تنويع طُرق التَّهريب.9

وبناء على المرجعيات التاريخية التي اعتمدنا عليها في هذا المقال، تكون عملية عبور السلاح إلى الجزائر قد عرفت عدة طرق وأشكال مختلفة؛ فمنها ما تم عن طريق البر ومنها ما تم عن طريق البحر، ومنها ما تم بآليات أخرى كسماح السّلطات المغربية لجبهة التحرير الوطني ببناء مصانع للسلاح والذخيرة فوق أراضيها، وتخصيص مراكز سرية للتدريب على مختلف أنواع الأسلحة...الخ، غير أننا سنقتصر حديثنا بما يخدم موضوع مقالنا، وهو دور الخطوط البرية والبحرية والموانئ والشواطئ المغربية في عملية عبور وتمرير الأسلحة لصالح الثورة الجزائرية، ولتكن البداية بالخطوط البرية:

1-الخطوط البرية: شكّلت الخطوط البرية مجالا حيويا لنقل الأسلحة وتهريبها بشتى الطرق والأساليب؛ خطوط يمكننا تقسيمها حسب أهميتها إلى ما يلي:

1-1خط وجدة-وهران-الجزائر: استخدمت عدة أساليب وآليات لتهريب ونقل السلاح إلى الجزائر عبر هذا الخط، من أهمها:

أ-صناديق الخُضار: بدأ الشروع في استخدم هذه الوسيلة مع مطلع سنة 1958؛ حيث كان يتم وفي أماكن سرية إعداد صناديق الخضار ذات قعر مزدوج، توضع بداخله مسدسات وكميات من الذخيرة ثم يُعبأ فوقها الخضار المطلوب شراؤها ثم تُشحن عبر الشاحنة المتجهة إلى الجزائر10، وهي الوسيلة التي استمر العمل بها إلى غاية سنة 1960.

ب-البطيخ: استخدمت هذه الفاكهة الفصلية كوسيلة لنقل القنابل اليدوية والرُّمانات الموجهة بالبنادق؛ وطلقات الرشاشات الثقيلة، وهذا بعد ما يتم تفريغه من جوفه ثم يُعبأ بالأسلحة المناسبة الحجم، ثم يعاد إغلاقه بطريقة مُحكمة، ودفعا للتمويه كان يوضع بطيخ عادي فوق الشحنة.11

ج-قُلل الفخار(الجِرار): قامت في هذا الشأن إدارة الاستخبارات بالاتفاق مع أحد التجار العملاء لها من مدينة وهران، ويتعلق الأمر هنا بالمدعو محمد بسباس12(صنطاس) الذي كان يقوم بعمليات استيراد وتصدير بعض السلع بين الجزائر والمغرب، حيث عُرضت عليه فكرة تهريب الأسلحة والذخيرة لصالح الثورة؛ فلم يبد أي اعتراض على هذه العملية، وبهذا الشأن دائما اتصلت إدارة الاستخبارات بأحد العمال المغاربة المتخصص في صناعة الفخار بمدينة فاس؛ وعَرضت عليه فكرة تعاونه مع الثورة الجزائرية؛ في نقل الأسلحة وتهريبها؛ فوافق هو الآخر على هذه العملية.

ومن بين ما كان يقوم به هذا العامل المغربي: صناعة الفخار بشكل عادي وبعدما يجف يضع في قعره –حسب حجم القُلّة- ذخيرة أو مسدسا صغيرا أو قنبلة يدوية؛ ثم يضع فوقها طبقة أخرى من الطين؛ ويتركها تجف مرة أخرى. ونظرا للتستر التام على هذه العملية تكون الثورة قد استفادت بشكل كبير من كميات الأسلحة التي توصلت بها عبر العديد من شُحنات نقل الأسلحة بواسطة هذه البضاعة عبر القطار نحو مدينة وهران13، ولقد استمرت هذه العملية ردحا من الزمن إلى أن تفطن لها أحد رجال الجمارك، فألغي على إثرها نقل السلاح بهذه الوسيلة؟.

د-خزانات وَقود السيارات وهياكلها الخلفية: من بين الآليات التي كانت تتم بها هذه الطريقة:

1.نقل السيارات والشاحنات إلى أماكن سرية ثم القيام بخلع خزان الوَقود للسيارة أو الشاحنة (أحيانا) ثم يُفتح  ويُوضع في جوفه بشكل متناسق خزان صغير مليء بالأسلحة والذخائر ويترك فراغ حوله لتعبئة وقود يكفي سير السيارة لمسافة معقولة14.

2.وضع ماسورة طويلة داخل الخزان معبأة بالأسلحة ثم يُعيدون تلحيمه ودهنه جيدا، ثم يعاد إلى مكانه بالسيارة ويتم تعبئته بالوقود بصورة عادية15.

3.توظيف أرضية السيارة بتوزيع  قطع السلاح عليها :ماسورات البنادق، مسدسات، علب الذخيرة، ثم يوضع فوقها أرضية-طبقة- أخرى. هذا إلى جانب استغلال السقف العلوي للسيارة تارة ومؤخرتها تارة أخرى16.

وما يمكن تسجيله حول هذه المخابئ السرية هو أن البوليس الفرنسي كلما كان يكتشف مخبأ للأسلحة داخل السيارة إلا ويتم استبداله بمخبأ سري آخر، ولقد حققت هذه الوسيلة نجاحا كبيرا في نقل وتهريب الأسلحة من المغرب إلى الجزائر؛ ومن بين العمليات التي تمت بنجاح في هذا الشأن17:

-عملية الباش آغا حكيكي من المحمدية، فبحكم منصبه –عضو مجلس الشيوخ الفرنسي-يكون قد تولى تهريب كمية معتبرة من الأسلحة لصالح الثورة الجزائرية، ويذكر بهذا الخصوص بوبكر حفظ الله: (صحيح)« إن هذا الباشا تمكن من نقل ثلاث شحنات من الأسلحة لصالح الثورة»18.

-عملية الباش آغا شنتوف من المحمدية هو الآخر، تعاون مع إدارة الاتصالات الخاصة، ونفّذ 20مهمة نقل سلاح وبريد بين المغرب والولاية الخامسة مستغلا مركزه العالي لدى السلطات الفرنسية؛ حيث كان يُعتقد أنه ينقل البريد العسكري، كما كان يقوم بالتنقل أسبوعيا مابين اسبانيا والجزائر كونه كان يحظى بثقة لدى السلطات الفرنسية19، وينقل السلاح بسيارته واستمر في أداء هذه المهمة إلى غاية وقف إطلاق النار في 19مارس 196220.

-عملية العميل الفرنسي-شامبو-الذي تولى نقل السلاح بسيارته الخاصة من المغرب إلى الجزائر، بمبلغ مالي قدره 500فرنك فرنسي، ولقد استمر هذا العميل أيضا في أداء هذه المهمة بنجاح إلى غاية الاستقلال.

-عملية قدور بوشريط الذي كان معاونا لضابط متقاعد في الجيش الفرنسي، بعدما تمكن من ربط علاقات حسنة مع بعض أفراد شرطة الحدود الفرنسية، واستغل هذه العلاقة لتهريب السلاح والأموال والبريد تارة بشاحنته من طراز (تيب 23) في بداية العملية ثم استبدلها بسيارته السياحية من نوع (بيجو 203)21.

هـ-الألبسة والمواد الغذائية:

   أُسندت عملية نقل الأسلحة والذخيرة عن طريق إخفائها داخل الألبسة والأثاث إلى أحد عملاء شبكة تهريب الأسلحة؛ ويتعلق الأمر هنا بالمحامي الطيب ينمور، الذي باشر العمل بهذه الوسيلة في ُموفى سنة 1956؛ عندما شهدت حركة تنقل الفرنسيين نحو الجزائر تزايدا كبيرا، وفي هذه الأثناء قامت شبكة الاتصالات باستغلال هذه الفرصة لتهريب السلاح ضمن حقائب وأمتعة المسافرين، ومن بين العمليات التي تمت بهذا الخصوص: شحن كميات هائلة من الذخيرة داخل الأثاث من مدينة الدار البيضاء إلى وهران؛ حيث ضمت هذه الشحنة: 200بندقية رشاشة، 20مسدسا، 100.000طلقة من مختلف العيارات22.

   ومن بين السلع أو المواد الغذائية المُستخدمة في تهريب ونقل الأسلحة براميل الزيت التي تسع 200لترا؛ حيث كان يتم نزع غلافها الخارجي وتفريغ الزيت منها، وتوضع بداخلها الأسلحة بعد تغليفها بمادة البلاستيك-حتى لا تثير ضجة داخل البرميل-، ثم يعاد ملؤها بالزيت وتغليفها مرة أخرى؛ وللعلم أن هذه العملية تتم بوسائل صناعية حديثة في أماكن سرية.

   وبهذه الوسيلة تم نقل ما مجموعه 400رشاشا، 600مسدس من نوع استرون، 500قنبلة، وذخيرة متنوعة الحجم، وتم توزيع هذه الأسلحة على الولايتين الثالثة والرابعة والنصف الآخر لمنطقة الجزائر23.

   ويضاف إلى هذه الوسيلة وسيلة أخرى تتمثل في استغلال قطع الغيار أو الأدوات الفلاحية؛ ومن بين العمليات التي تمت في هذا الشأن: إدخال ما مجموعه 7إلى 10صناديق مملوءة بالذخيرة والأسلحة على أساس أنها تحتوي على قطع غيار أو أدوات فلاحية24، هذا إلى جانب استغلال الحقائب الدبلوماسية في نقل الذخيرة والسلاح من المغرب إلى الجزائر25.

   وقبل الانتقال إلى الخط الموالي لتهريب الأسلحة، لا بد من التنويه بالدور الفعال الذي لعبه خط وجدة-وهران-الجزائر، وعناصر شبكة الاتصالات وعملائها في المغرب والجزائر؛ حيث تم نقل كميات جد معتبرة من الأسلحة والذخيرة بمختلف أنواعها وأحجامها، إلى أن تفطن العدو الفرنسي لعمليات التهريب عبر هذا الخط: العملية الأولى ضبطت مع العميل "بسباس" صنطاس سنة 1960أثناء نقله لشحنة من السلاح: 60قطعة موجهة نحو الجزائر، فمنعت على إثرها السلطات الفرنسية نهائيا عبور الشاحنات عبر طريق وجدة-مغنية، في حين اقتصر العبور على السيارات إلى غاية سنة 1961عندما تم اكتشاف صفقة أخرى من الأسلحة مهربة نحو الجزائر في هيكل سيارة أحد العملاء المتعاونين مع شبكة التهريب؛ ويتعلق الأمر هنا بالمدعو قدور بوشريط26.

1-2. خط وجدة-بشار:

   لعب هذا الخط دورا كبيرا في تموين الولاية السادسة بكميات هائلة من الأسلحة والذخيرة؛ رغم الأخطار التي كانت تعترض سبيل المهربين عبر الشاحنات والسيارات، كطول المسافة ووعورة الطريق وارتفاع درجة الحرارة، ورقابة العدو الفرنسي، وعلى الرغم من ذلك استمر العمل عبر هذا الخط إلى غاية موفى سنة 1961عندما اكتشفت قوات العدو الفرنسي خزانا سريا في إحدى الشاحنات المتجهة نحو بشار يحتوي على 60بندقية27؛ وعندما تم اكتشاف هذا الخط تم تعويضه بوسيلة أخرى للنقل والتهريب عن طريق خط السكة الحديدية الرابط بين مدينتي وجدة ووهران، وخط السكة الحديدية الرابط بين وجدة وبشار28، حيث استمر العمل عبر هذين الخطين إلى غاية الاستقلال29.

2-الخطوط البحرية: يمكننا تمييز مجموعة من الخطوط البحرية التي ساهمت بشكل أو بآخر في عملية عبور الأسلحة نحو الجزائر، انطلاقا من المغرب أو عن طريق تفريغ حمولتها ببعض موانئه وشواطئه البحرية، سواء تعلق الأمر بالواجهة البحرية المتوسطية أو بالواجهة البحرية الأطلسية، والفضل في هذه الخطوط البحرية يعود إلى دور شبكة الاتصالات التي اتخذت من مدينة الناظور قاعدة لها لتدريب ما يُعرف بالضفادع البشرية، التي ستأخذ على عاتقها هذه المهمة العسكرية، وذلك كله بالتعاون مع السلطات الرسمية المغربية، ومن بين أهم الخطوط البحرية التي عبرت من خلالها مختلف شُحنات الأسلحة نحو الجزائر:

2-1. خط اسبانيا-الجزائر:

يذكر المناضل عبد الكريم الخطيب في شهادته بخصوص طريقة شراء السلاح وتهريبه من اسبانيا نحو كل من المغرب والجزائر: «كان السلاح يُجلب من اسبانيا وكان يَسهر على شرائه حافظ إبراهيم التونسي الأصل بالتعاون مع عبد الكبير الفاسي، وقد ذكر أحمد بن بلة أن أول لقاء له بمدريد كان مع عبد الكبير الفاسي والدكتور حافظ إبراهيم وعبد الرحمان اليوسفي...لكن المكلف بشراء الأسلحة هو حافظ إبراهيم على الرغم من الخطورة التي يشكلها نظام فرانكو، وقد وهب هذا الرجل حياته وماله وبكل غال عنده، لأنه كانت له شبكة من بعض الإسبان الذين كانوا يقومون بجلب الأسلحة، ثم يقوم بنقلها رجلان اثنان هما: أحمد الدغومي وعبد السلام الكبداني، كانا ينقلان هذه الأسلحة في سيارات تمر إلى المغرب عبر سبتة، كما كان السلاح يُجلب من منطقة سيدي ايفني عن طريق بعض الإخوان الموجودين هناك»30.  

   معنى ذلك  أن عملية نقل السلاح  والذخيرة  كانت  تتم عبر هذا الخط البحري الرابط بين اسبانيا والمغرب، والفضل في ذاك يعود إلى حنكة عملاء شبكة التهريب، التي تقوم بنفس إجراءات الحذر والحيطة، القاضية بإخفاء الأسلحة والذخيرة في خزانات وقود السيارات أو ضمن هياكلها..الخ، وتنطلق الرحلة من مدينة برشلونة إلى خاسيراس، ومنها تتوجه نحو طنجة ثم تيطوان وهكذا حتى تصل الرحلة إلى الجزائر.

   ومن بين الأشياء العسكرية التي كانت تنقل عبر هذا الخط قطع الغيار، خاصة ما تعلق منها ببنادق الماوز 7.92ملم. وللعلم فعملية التموين أو عبور الأسلحة كانت تتم في كثير من الأحيان تحت رقابة السلطات الإسبانية التي كانت تربطها علاقة كراهة وعداء تاريخي مع السلطات الفرنسية31.

2-2. خط المغرب-وهران:

   كان يتم نقل وتهريب الأسلحة عبر هذا الخط على متن باخرة فرنسية؛ كانت تتنقل بين ميناء وهران وبعض الموانئ المغربية بمعدل رحلتين في الشهر، حيث تأتي من المغرب محملة بالبضائع وتعود محملة بالمواد الأولية، ونظرا لحركة هذه الباخرة قامت شبكة الاتصالات الجزائرية بربط صلة لها مع عامل جزائري جنّدته للعمل لصالحها؛ وعلى اثر ذلك بات هذا العميل ينقل عبر كل رحلة شُحنة من الأسلحة تتمثل في 15قطعة سلاح مختلفة الأحجام والأنواع، ثم يقوم بتسليمها إلى عضو آخر في الشبكة بوهران يعمل في شركة تموين البواخر.

ونظرا للتستر التام على هذه العملية وحنكة عناصرها لم تتفطن المخابرات الفرنسية لها، حيث استمر العمل عبر هذا الخط إلى غاية الاستقلال32.

2- دور الموانئ والشواطئ المغربية في استقبال شُحنات الأسلحة العربية والأجنبية:

   لم تقتصر عمليات نقل وتهريب الأسلحة عبر الأراضي المغربية والخطوط البحرية السالفة الذكر، بل تعدى الأمر ذلك إلى سماح السلطات المغربية بتفريغ شُحنات الأسلحة القادمة من دول صديقة في موانئها وشواطئها؛ثم تقوم هذه السلطات نفسها في كثير من الأحيان بنقل هذه الأسلحة بالتعاون مع جبهة التحرير الجزائرية بطريقتين: عبر البر تارة وعبر البحر تارة أخرى حسب ما يقتضيه الأمر، ومن بين عمليات تفريغ شُحنات الأسلحة الناجحة التي شهدتها الموانئ والشواطئ المغربية، وسمحت من خلالها بعبور الأسلحة نحو الجزائر.

1-الباخرة (اليخت) دينا33:

جرى التحضير لهذه العملية حسب المناضل المغربي حمدون شوراق في ظل تخطيط محكم وتستر تام عن عيون دولتين تعدان من أقوى الدول الاستعمارية في تلك الفترة؛ وهما اسبانيا وفرنسا34، وبعد هذه الترتيبات الأمنية اللازمة انطلق اليخت من ميناء بورسعيد يوم 24مارس 195535مُحملا بمختلف أنواع الأسلحة والذخيرة الحربية المقدرة بحوالي 12طن36، على أن يتم توزيعها بالتقاسم بين جيش التحرير الجزائري وجيش التحرير المغربي37.

كان طاقم اليخت يتكون من: القائد ميلان وإبراهيم النيال (سوداني الجنسية) والعربي محمد (ميكانيكي مغربي الجنسية)، وثلاثة بحارة مصريين هم: مصطفى نجم، ومحمود الفتاح، وحسين الدويكي38، كما كان على متنه مجموعة من قادة الثورة التحريرية الذين أتموا تدريبهم ووقع عليهم الاختيار لتولي بعض أعمال القيادة العسكرية بوهران؛ ويتعلق الأمر هنا بكل من: عرفاوي محمد صالح، مجارى علي، أبو خروبة محمد، (هواري بومدين)، عبد العزيز مشري، عبد الرحمان محمد، حسين محمد، شنوف  أحمد39. كما أنيطت بهم مهمة أخرى وهي تدريب جنود جيش التحرير على كيفية استخدام الأسلحة التي يحملها هذا اليخت.40

وقصد الوقوف على تفاصيل عملية تفريغ شُحنة السلاح ونقله إلى الشاطئ ثم إخفاؤه وإيصاله إلى وُجهته، اعتمدنا على رواية أحد الشهود العيان الذين ساهموا في نجاح هذه المهمة من بدايتها إلى نهايتها، ويتعلق الأمر هنا بالمقاوم المغربي شوراق حمدون الذي كان مكلفا من قبل جيش تحرير المغرب بخلايا حزب الإصلاح الوطني بقبيلة كبدانة؛ وإذا به يفاجأ ذات يوم بمرسول يخبره بقدوم شخصين اثنين من الجزائر للبحث عنه41؛ وبناء عليه يكون قد قام بترتيب أمر الاتصال بهما قرب مصب نهر ملوية السفلي القريب من الحدود المغربية الجزائرية42

وبعدما تعرف عليهما جيدا طُرحت عليه مسألة إمكانية تحديد مكان ما بالشاطئ المغربي مناسبا لإنزال شُحنة من السلاح لصالح جيش التحرير الجزائري؛ فلم يتردد حينها في قبول مطلبهما، وعرض عليهما المكان المسمى بحاسي القصبة الذي لم يكن يبعد عن منزله سوى بثلاث كيلومترات، وبعد مرور شهر من هذا اللقاء اتصل به محمد بوضياف الذي وصل إلى تطوان عبر اسبانيا، فالتقى به -أي شوراق حمدون-بفندق بوعنان بمدينة الناظور وأخبره بضرورة الاستعداد لاستقبال باخرة محملة بالسلاح قادمة من مصر، وسيتم إرساؤها بشاطئ رأس الماء؛ وتم على اثر هذا اللقاء الثنائي الاتفاق على الترتيبات التالية43:

1.أن يكون على علم تام -أي شوراق حمدون-قبل إبحار الباخرة بـ: 15يوما لاتخاذ الاحتياطات اللازمة.

2.المجيء بمجموعة معتبرة من الرجال من الجزائر للقيام بعملية تفريغ الباخرة ثم يعودون ليلا من حيث أتوا دون أن يعلموا بمكان رسو الباخرة أو أماكن تخزين السلاح.

3.أن لا يطلع على هذا الأمر -عملية التفريغ-سوى بوضياف وشوراق، وقبل مغادرة بوضياف تبين لهما ضرورة وجود وسيط ثالث بينهما يقوم بدور الإعلام؛ وكان هذا الوسيط هو شيبان عمرو المُكنى ببومدين، وهكذا تم الاتفاق بشأن عملية التفريغ،  وبعد مرور عدة أيام، وأثناء وجود شورق حمدون بمدينة الناظور أُخبر بأن شيبان عمرو يبحث عنه؛ وعندما التقى به أخبره بأن الباخرة على موعد مع الرسو في أجل أقصاه ثلاثة أيام؛ وهي مدة غير كافية في نظر المناضل شوراق للقيام بالترتيبات اللازمة، لكن هذا لم يمنعه من بذل قصارى جهده للقيام بواجبه، ومن بين الخطوات التي باشرها في هذا الشأن44:

1.شراء بعض الأدوات الحديدية لفتح صناديق السلاح.

2.التوجه رفقة شخصين -دون أن يذكرهما لنا بالاسم-يثق فيهما إلى وادي ملوية السفلي؛ وأمرهما بالاتصال بشخص آخر سيكون في نقطة معينة وراء الحدود وإخباره بإرسال الرجال المتفق عليهم لعبور الحدود والمشاركة في عملية تفريغ السلاح؛ غير أن عدد هؤلاء كان قليلا نظرا للرقابة الفرنسية المفروضة على الحدود، مما دفع به إلى اختيار رجال من خلايا حزب الإصلاح الوطني الذين يثق فيهم.

3.في اليوم المحدد لوصول الباخرة توجه المناضل شوراق حمدون إلى مكان رسو الباخرة رفقة الرجال الذين جهّزهم، في الوقت الذي وصلا فيه  كل من سعيد بونعلات وعبد الوهاب الجزائري قادمين من الناظور، ومكث الجميع ليلتهم في انتظار قدوم الباخرة؛ لكنها لم تظهر للعيان واستمرت مدة ترقب وصول الباخرة لمدة ستة ليالي.

4.وفي صباح اليوم الموالي (الخميس) يكون قد اتصل به شيبان عمرو المدعو بومدين هاتفيا من الناظور ليخبره بأن الباخرة المعنية راسية بميناء مليلية بعد أن ظلت الموقع المتفق عليه؛ وبناء على ذلك توجه برفقته إلى قبطان الباخرة اليوغسلافي الأصل؛ وتم الاتفاق على وصول الباخرة إلى المكان المحدد في حدود التاسعة ليلا؛ وفعلا تم الالتزام بهذا الموعد بعد تلقيهم ضوءا أبيضا من السفينة التي تم التجاوب معها بسرعة. وهكذا ترسو باخرة دينا في مكانها المحدد بعد كل هذا الجهد والعناء والخطر المحدق بها، ليبقى الشطر الثاني من انجاز المهمة وهو عملية التفريغ التي تمت بسرعة وفي جنح الظلام. ومن بين الآليات التي أفرغت بها شحنة الأسلحة45:

أ‌.  الشروع فورا في عملية التفريغ باستخدام زورق صغير، لكن لم يمض وقتا طويلا حتى اضطرب البحر فانقلب الزورق ولم تصبح هذه الوسيلة تجدي نفعا.

ب.مد حبل من الشاطئ إلى الباخرة وحمل الرجال لصناديق السلاح على أكتافهم سابحين نحو الشاطئ.

ت.نقل السلاح على ظهور الدواب بعيدا عن الشاطئ لمسافة 03كلم حيث يقيم المجاهد  شوراق حمدون، ونظرا لضيق الوقت وطول المسافة تم اقتصار تخزين السلاح ببيت صهره الذي يبعد عن الشاطئ بـ: 01كلم فقط، وبعد منتصف الليل يكون قد أخبره إبراهيم النيال -إحدى أعضاء طاقم اليخت-بأن المياه بدأت تتسرب إلى الباخرة؛ فتم على إثرها تكثيف الجهود لإنقاذ الحمولة والباخرة من الغرق.

ث.بعد ما تم تفريغ الباخرة جاء شوراق حمدون بقطيع من الماشية لكي يخفي به آثار العملية بشكل نهائي، كما قام بالاتصال بطاقم الباخرة ليخبرهم بضرورة الاتصال بالسلطات الإسبانية برأس كبدانة وشرح موقف الباخرة على أساس أنها تعرضت للعطب في هذا المكان بعد أن جنحت بها الرياح وهي في طريقها إلى مصر، وفعلا تمكنت السلطات الاسبانية من إنقاذ الباخرة ولم تتفطن للمهمة السرية التي قامت بها46، وبعد هذا الإنجاز التاريخي الكبير، والنجاح الذي حققته عملية وصول هذه الشحنة من السلاح، تم اختيار ثلة من الرجال الثقاة لنقل السلاح وإيصاله إلى جيش التحرير الجزائري على ظهور الدواب في ظرف زمني قصير جدا، مما فتح الباب على مصراعيه لعملية نقل وتهريب السلاح عبر مختلف الموانئ والشواطئ المغربية، ومن بين عمليات عبور الأسلحة التي تمت بنجاح بعد شُحنة الباخرة دينا:

2-الباخرة فاروق: أفرغت حمولتها سنة 1955برأس الماء (قابوياوى) بنواحي الناظور47.

3-المركب ديفاكس48:

   لقد أثمرت الاتصالات التي كان يقوم بها أحمد بن بلة مع جمال عبد الناصر( 1918-1970خلال شهر مارس 1956على توجيه شُحنة أخرى من الأسلحة نحو الجزائر على متن المركب "ديفاكس"، الذي غادر ميناء الإسكندرية في مطلع شهر مارس، وفي الوقت نفسه كللت الاتصالات التي أجراها بن بلة مع محمد الخامس في ترتيب عملية مرور وتفريغ هذه الشُحنة المُعتبرة من الأسلحة، شُحنة تتكون من :بنادق عيار 303، ومدافع فيكرز عيار 303، ورشاشات لويس، ومسدسات بريتا 09ملم ومدافع الهاون، بالإضافة إلى الذخائر المتعلقة بمعظم أصناف الأسلحة، وفتائل التفجير49.

4-الباخرة (طنجة):

   تمكنت هذه الباخرة من الرسو  بميناء طنجة بصعوبة كبيرة، نظرا للرقابة الفرنسية المشددة على نشاط السفن والبواخر في الحوض الغربي من البحر المتوسط، كما واجهتها أيضا مشكلة تفريغ الأسلحة بالميناء وآليات نقلها وإيصالها إلى جيش التحرير داخل الجزائر، وعلى اثر ذلك تدخل الشيخ خير الدين50لدى السلطات المغربية التي أصدرت أوامرها بأن تتولى حافلات وشاحنات القوات الملكية العسكرية بتفريغ شُحنة الأسلحة من ذات الباخرة ونقلها برا إلى وجدة حيث ستسلم إلى مركز قيادة جيش التحرير الجزائري51، مما يُفيد بأن عملية عبور الأسلحة عبر هذا الميناء تشوبها كثير من المخاطر، وفي نفس الوقت فهي باتت ضمن اهتمامات الملك محمد الخامس.

5-الباخرة راوريجون:

   بعد التنسيق الذي قام المناضل محمد القادري من جانب جبهة التحرير مع السلطات المصرية في القاهرة، وبالاتفاق مع السلطات المغربية وقيادة جبهة التحرير الوطني بالمغرب انطلقت هذه الباخرة من مصر في أوائل شهر فيفري 1961باتجاه الشواطئ المغربية، وبالتنسيق بين قيادة جبهة التحرير والملك محمد الخامس في المغرب، تكون قد رست هذه الباخرة بأحد الموانئ المراكشية، على الواجهة الأطلسية، وتمكنت من تفريغ شحنتها من مختلف أنواع الأسلحة52التي كانت على متنها، والتي قدرت بحوالي 244طن53.

6-اليخت انتصار:

   نُقل على متنه شحنة من الأسلحة موزعة بين الجزائر والمغرب، بتاريخ 21سبتمبر 1955، أفرغ حمولته بمنطقة الناظور بالمغرب، وأثناء عملية التفريغ غرقت كثير من الأسلحة والذخيرة في مياه البحر54.

   هذا إلى جانب الأسلحة التي تم نقلها على متن المركب الإسباني اخوان إيلوكس من ميناء الإسكندرية باتجاه سبتة بالمغرب الٌأقصى خلال شهر ماي 195755، وعلى متن المركب أورغان Ourganمع مطلع شهر جانفي 1961حيث كانت تزن شحنته 264طن من الأسلحة والذخائر، وقد وصل المركب إلى السواحل المغربية يوم 04فيفري 196156.

ويضاف إلى هذه السفن سفينة شحن بلغارية التي تمت في إطار الصفقة التي عقدت من طرف الأخوين يوسفي ومهدي مع الحكومة البلغارية بصوفيا في شهر جوان 1961، وهذا بعد الترتيبات التي قام بها الكولونيل عبد الحفيظ بوالصوف مع الملك المغربي لضمان وصول هذه السفينة سالمة، ونظرا للحيطة والحذر المُتخذة في مثل هذه الظروف نجحت في تفريغ حمولتها بميناء طنجة، حمولة قدرت بـ 2500طن، ولقد نقلت كلها إلى الولاية الخامسة57، بمساعدة من الجيش الملكي المغربي الذي أعطيت له الأوامر من طرف الملك الحسن الثاني لإيصال هذه الشحنة58، وتعد هذه الصفقة من أكبر الصفقات في تاريخ الثورة الجزائرية59.

   لم تكن كل عمليات نقل الأسلحة وعبورها نحو الجزائر بالناجحة دوما، حيث عرفت هذه العملية عدة تجارب ومحاولات فاشلة، أحبطتها البحرية الفرنسية، ونحن نعتقد من جهتنا لو كتب لها النجاح لحققت معجزات ودفعت بالثورة نحو تحقيق انتصارات عسكرية مُتميزة على العدو الفرنسي، لم تكتف سلطات العدو الفرنسي بحجز هذه البواخر فقط، بل قامت وفي كثير من الأحيان بتخريب وإغراق أكثر من 15سفينة في الموانئ أو السواحل البحرية المغربية أو الإسبانية أو الجزائرية؛ في طريقها إلى القطاع الوهراني لغرب الجزائر محملة بالأسلحة وذخيرتها الحربية60.

   نظرا للدور الكبير الذي لعبته الطرق البحرية والموانئ والشواطئ المغربية في تمرير الأسلحة للثورة الجزائرية، لم تتوان السلطات الاستعمارية الفرنسية، ممثلة في سلاح البحرية في القيام بعدة عمليات قرصنة للسفن والبواخر التي كانت في طريقها إلى تفريغ حمولتها من السلاح، وبخصوص موضوع القرصنة البحرية وحسب ما جاء في جريدة المجاهد لسان حال جبهة التحرير الوطني، قامت السلطات الفرنسية بتمديد المياه الإقليمية الفرنسية إلى 50كلم، ضاربة عرض الحائط بالقانون الدولي للملاحة الذي يمنع تمديد حدود المياه الإقليمية إلى أكثر من 12ميلا بحريا، وذلك لإضفاء صبغة قانونية على حوادث القرصنة، التي ستقوم بها في البحر المتوسط61.       

   لقد مرت عمليات القرصنة الفرنسية حسب جريدة المجاهد التي أعطت لهذا الموضوع عنوانا مناسبا موسوما بقراصنة القرن العشرين بثلاث مراحل:

1-القرصنة الصريحة: وهي التي عادت تتم دون أي مبرر قانوني، وتبدأ من فيفري 1955عندما قامت البحرية الفرنسية بالاعتداء على يخت دينا، ويبدو أن هذا الاعتداء تم بعد تفريغ اليخت لشحنة السلاح، أي في أثناء عودته إلى مصر، وتنتهي هذه المرحلة في تاريخ 16مارس 195662.

2-مرحلة القرصنة المقنعة: وهي المرحلة التي دشنتها الحكومة الفرنسية  في 17مارس 1956، بسن قانون يقضي بتمديد المياه الإقليمية الفرنسية إلى 50كيلومتر، مع أن القانون الدولي يمنع تمديد المياه الإقليمية إلى أكثر من 12ميلا بحريا.

3-القرصنة السّافرة: تبدأ هذه المرحلة ببداية حجز البواخر خارج الحدود الإقليمية التي سبق وأن حددتها فرنسا لنفسها، بمعنى أن البحرية الفرنسية لم تحترم حتى القانون الذي سنته بنفسها، فحجزت وفي عدة مناسبات بواخر أجنبية خارج الخمسين كيلومتر، كما حدث بالنسبة لباخرة "أتوس"63فقد اعترف "غي موللي" أمام البرلمان في 26أكتوبر 1956بأنها حجزت -أي الباخرة أتوس-خارج الخمسين كيلومتر التي جعلتها باريس حدا لمياهها الإقليمية، حيث شكلت هذه العملية ضربة قوية لعملية عبور الأسلحة والذخيرة إلى الجزائر، من خلال كمية ونوعية الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها64، وطاقم السفينة والوفد المرافق له، حيث راحت وسائل الإعلام الفرنسية خصوصا جريدة ( Echo-soir) تشيد بفعالية سلاح البحرية الفرنسي، وتكشف النقاب عن مساهمة بعض الدول الصديقة في مساعدة جيش التحرير الجزائري65، ونفس الشيء قامت به تجاه الباخرة سلوفانجيا التي قامت بحجزها في المرة الأولى  يوم 18جانفي 195866.

   أما بخصوص عدد السفن التي تعرضت لها البحرية الفرنسية، وحسب ذات الجريدة: في سنة 1959تعرفت البحرية الفرنسية  على 41300باخرة، وفتشت 2565وحجزت 83، ولقد تضاعفت هذه العملية بالنسبة لسنة 1960، على الرغم من أن السلطات الفرنسية لم تصرح بأنها في حالة حرب حقيقية مع الجزائر، ولو صرحت بذلك لربما هان الأمر بالنسبة لهذه العمليات القرصنية في الجزء الغربي من حوض البحر المتوسط.

   على الرغم من المكاسب الاحتياطية والأمنية التي حققتها فرنسا في مجال تفتيش السفن والبواخر، فإن هذه العمليات جلبت لها ضجة كبيرة وأصبح لا يمر يوم دون أن يكون هناك احتجاج من تونس، بيروت، ستوكهولم أو الرباط أو بلغراد أو بون...الخ، وتعرضت من خلاله سمعة فرنسا لضربة قاضية من هذه الناحية، خصوصا بعد أن سجل عليها الملاحظون أنها لم تحجز باخرة روسية كانت قاصدة إلى الدار البيضاء، مما جعلهم يعتقدون أن فرنسا لا تُقدم إلا على حجز بواخر بلدان لا تخشاها أو لا تخشى من الدخول في حرب معها67.

   ومن بين البواخر التي تعرضت إلى تهديد مباشر في البحر وكادت أن تتعرض للغرق، الباخرة اليوغسلافية "سربيجا"، يوم 15جوان 1960، على بعد 11ميلا من الشواطئ، حيث لم تتردد سفينة البحرية الفرنسية "لوغاسكون" التي قامت بحجز هذه الباخرة، في إطلاق النار في اتجاه الباخرة اليوغسلافية لإجبارها على إتباعها68، وفي يوم 29ديسمبر 60قامت البحرية الفرنسية بحجز باخرة ايطالية قادمة من تونس، وفي نفس اليوم حجزت باخرة يوغوسلافية في مضيق جبل طارق69.

   ويبقى السؤال المطروح في الأخير، وهو إذا كانت البحرية الفرنسية نجحت إلى حد ما في مراقبة عملية مرور الأسلحة نحو الجزائر، والتضييق عليها، مما ساهم في التأثير على نشاط الثورة الجزائرية خصوصا في مرحلة حرب الإبادة التي دشنها الجنرال "دوغول"؟ فهل بقيت جبهة التحرير والسلطات المغربية مكتوفة الأيدي تجاه ما يحصل في البحر المتوسط؟ لم تتوان مرة أخرى السلطات المغربية في التعبير عن تضامنها مع الثورة الجزائرية، وذلك من خلال السماح لجبهة التحرير ببناء العديد من مصانع الأسلحة والذخيرة بالأراضي المغربية،70وفي نفس الوقت قامت جبهة التحرير بفتح الجبهة الجنوبية والانفتاح على دول الجوار كمالي نيجيريا والسنغال، في تمرير الأسلحة والذخيرة عبر أراضيها، مستغلة في ذلك موجة التحرر التي شهدتها العديد من البلدان الإفريقية.

   ومن بين ما حاولت جريدة المجاهد التنبيه له والتحذير منه، هو أن تمديد الحرب إلى البحر الأبيض المتوسط، وما ينجر عن ذلك من أضرار بمصالح تونس والمغرب وكل الدول التي تنتقل عبر هذا البحر، تدخل في منطقية حرب الاحتلال الاستعمارية بالجزائر التي تحمل معها بذور الخطر الذي يهدد الأمن والسلام في العالم71.

خاتمة.  من خلال ما سبق ذكره يمكننا تسجيل النتائج التالية:

1-تضافر جهود كثير من المناضلين في كل من الجزائر، المغرب، مصر، اسبانيا، فرنسا، ايطاليا، بريطانيا...الخ لإنجاح عملية تمرير الأسلحة نحو الجزائر عبر المغرب، نجاح يعكس بقوة مدى درجة الوعي، والتحلي بروح المسؤولية، وهذا ما وقفنا عليه خلال السنوات الأولى من بدأ عملية تمرير السلاح.

2-الدور المحوري الذي لعبته القيادة المصرية ممثلة في الرئيس جمال عبد الناصر، وبعض الضباط كفتحي الديب(1923-2003)، في عملية ترتيب نقل شحنات الأسلحة والإشراف عليها من كل الجوانب منذ بدايتها إلى غاية نهايتها، ولعل ما ذكره فتحي الديب في مؤلفه الموسوم بعبد الناصر وثورة الجزائر، وما تم تأليفه حول الدور المحوري المصري في هذه المسألة لخير دليل على ذلك.

3-التأكيد على الدور المحوري الذي لعبته أيضا القيادة المغربية ممثلة في الملك محمد الخامس ثم ولي عهده من بعده الحسن الثاني(1929-1999)، وهذا بالتنسيق مع مصلحة الاتصالات العامة التابعة لجبهة التحرير بالمغرب، بقيادة عبد الحفيظ بوالصوف، ورجال الخفاء في وزارة التسليح والاتصالات العامة وعلى رأسهم محمد لمقامي72، والتي كانت تنشط في مجال جغرافي واسع يشمل جنوب أوربا وشرقها، والمشرق العربي، وهذا كله في سرية تامة وفي احترافية مُتميّزة جدا، وبخصوص دور محمد الخامس في تسهيل عملية مرور الأسلحة، ولتثمين هذه الفكرة نستشهد بما ذكره المناضلعبد الكريم الخطيب في هذا الشأن: «وكان كل ليلة يأتي بنفسه ويفتح المخزن ويرسل السلاح إلى الجزائر...موّل كذلك شراء 2500بندقية موزير، كما أعطى أوامره لقيادة البواخر التي تحمل السلاح بأن تنزل خفية،و كان يبعث بالمقاوم مصطفى بن عثمان في محاولة لتسرب الأسلحة خفية...قال لنا شهرين قبل وفاته: إذا لم نكن قادرين على جلب بواخر السلاح لإخواننا الجزائريين ما معنى أننا مستقلين؟»73.

3-التدخل الرسمي المغربي في كثير من الأحيان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من صفقات الأسلحة التي تم حجزها أو كشفها، وتقديمها على أساس أنها كانت مُوجهة لصالح الحكومة المغربية، وليس لجيش التحرير الجزائري.

4-تنوع وتعدد مصادر التمويل بالأسلحة عبر الواجهة البحرية المتوسطية، على الرغم من الأخطار التي كان تواجه عمليات نقل شُحنات الأسلحة، مما أعطى دفعا قويا للثورة الجزائرية كانت في أمس الحاجة إليه، خصوصا في السنوات الأولى.

5-تظافر جهود كثير من الدول الصديقة وتضامنها مع الثورة الجزائرية، خصوصا بلدان أوربا الشرقية مثل يوغوسلافيا وتشيكوسلوفاكيا وألمانيا، في القيام بتمرير شُحنات معتبرة من الأسلحة للجزائر عبر المغرب، غير مبالية بالأخطار التي كانت تعترض طريقها، والانعكاسات التي تترتب عن مستقبل علاقاتها مع فرنسا.

6-في ظل الاعتراف الرسمي الفرنسي بعمليات الإمداد بالسلاح عبر الخطوط البحرية في الحوض الغربي للبحر المتوسط، شددت السلطات الفرنسية قبضتها عن طريق تشديد الحراسة ومراقبة حركة السفن التي تجوب هذه المنطقة، مراقبة متواصلة، أغدقت عليها أموالا طائلة وتكنولوجيا متطورة، وعلى الرغم من النجاح الذي حققته، فإنها سجلت إخفاقات دبلوماسية في علاقاتها مع كثير من الدول التي كانت تأبى القيام بمثل هذه القرصنة والمراقبة اللصيقة لسفنها وبواخرها.

7-في ظل الحصار البحري والجوي الذي فرضته البحرية الفرنسية في البحر المتوسط، وعلى الحدود الجزائرية المغربية بزرع الأسلاك الشائكة، لم يتوان المغرب مرة أخرى في السماح لجبهة وجيش التحرير ببناء مصانع للأسلحة والذخيرة فوق أراضيه، وتعويض النقص الحاصل في السلاح والذخيرة.

8-لم تبق جبهة وجيش التحرير مكتوفة الأيدي أمام هذه التطورات الخطيرة، بل سارعت إلى فتح الجبهة الجنوبية مع دول إفريقيا المجاورة لنا، وهذا فكلما ضيّق العدو الفرنسي الخناق على الثورة الجزائرية، إلا وتم تفعيل آليات وطرق أخرى لتمرير السلاح نحو الجزائر، وبتضافر جهود الجميع انتصرت الثورة الجزائرية على أكبر وأقوى قوة في القارة الأوربية في ذلك الوقت.

   وما يمكن أن نختم به هذا المقال، فهو على الرغم من محاولة طرقه ومعالجته من البعض، فهو فلا يزال بكر ويحتاج إلى تضافر المزيد من جهود الباحثين والدارسين، خصوصا ما تعلق منه بالوثائق التاريخية التي لا تزال بعيدة عن متناول الباحثين في الدول الشقيقة والصديقة التي تحدثنا عنها.

الملاحق:

الملحق رقم 01

نماذج من تمرير الأسلحة والذخيرة من المغرب نحو الجزائر عبر الخطوط البرية74..

التاريخ

نوع السلاح

العدد

مخزن الذخيرة

طلقات

اسم العميل والسيارة

25جانفي 1961

مسدس موزير

50

100

/

الآغا شنتوف بيجو 403

1961

رشاش مات 49

07

/

/

الآغا شنتوف بيجو 403

22فيفري 1962

رشاش ب، م50

16

48

 

شامبو

22فيفري 1961

رشاش ب م

40

180

 

شامبو، دوفين

05سبتمبر 1961

رشاش ماشقا

01

/

/

شامبو

1961

مسدس أستر

15

/

5000

شامبو

1961

رشاش مات 49

11

44

1700

شامبو

 

الملحق رقم 3

عمليات القرصنة لبعض السفن والبواخر المُحملة بالأسلحة بالشواطئ المغربية في طريقها إلى تفريغ حمولتها75..

اسم الباخرة

البلد الأصلي

تاريخ الحجز/الاعتداء

أتوس

بريطانيا

16أكتوبر 56

سلوفانجيا (المرة 1)

يوغوسلافيا

15جانفي 58

غرانيتا

الدانمارك

23ديسمبر 58

ليدسي

تشيكوسلوفاكيا

07أفريل 59

مونتي كاسينو

بولونيا

جويلية 1959

بيلياق

ألمانيا

05نوفمبر 59

بجيس بوش

هولندا

12ديسمبر 59

سلوفانجيا (المرة 2)

يوغوسلافيا

29مارس 60

ريجيكا

يوغوسلافيا

03أفريل 60

سربيجا

يوغوسلافيا

05جوان 60

لاس بالماس

ألمانيا

09جوان 60

الملحق رقم 3

تداعيات حجز الباخرة أتوس في إحدى وسائل إعلام العدو الفرنسي.76..

 

الملحق رقم 04

مصانع وورشات جبهة التحرير الوطني للأسلحة بالمغرب77..

المكان المستعار

السنة

نوع إنتاج الأسلحة وذخيرتها الحربية

تطوان

58

قنابل نوع انجليزي ومتفجرات

سوق الأربعاء

58

قنابل نوع انجليزي وفرنسية والبنقلور

بزنيقة

59

قنابل نوع أمريكية يدوية التركيب ( البنقلور) السلاح الأبيض

ثمارة

60

صناعة رشاشات خفيفة نوع مات 49وسلاح أبيض

سخيرات

60

صناعة مدافع هاون عيار 45ومتفجرات

محمدية

60

صناعة مدافع هاون غيار 45-80وبنقلور وألغام

الدار البيضاء

60

صناعة البازوكات، مات رشاش 49، ألغام وسلاح أبيض78.

الهوامش:

1.عمار، قليل، 1412ه/1991م، ملحمة الجزائر الجديدة، ج 1، ط. 1، دار البعث، قسنطينة، الجزائر،ص195.

2.مع العلم أن الكفاح المسلح قد انطلق في كل من تونس والمغرب في سنة 1952.

3.الحسين، براده، (1422ه/2002م)، «شهادة السيد الحسين برادة»، مجلة الذاكرة الوطنية،المندوبية السامية بتعاون مع المجلس الوطني المؤقت لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ، مطبعة الصومعة، الرباط ، عدد خاص بالندوة المغاربية: وحدة المغرب العربي في ذاكرة حركات المقاومة وجيش التحرير، أيام: 10-11-12ذو القعدة 1422هـ/ 24-25-26يناير 2002، ص393. (391-395).

4.بو بكر، حفظ الله، 2011،  التموين والتسليح إبان الثورة التحريرية 1954-1962، طاكسيج-كوم للدراسات والنشر والتوزيع، الجزائر، ص267.

5.نفسه، ص267.

6.أحمد، منصور، 1428ه/2007م، الرئيس أحمد بن بيلا..يكشف عن أسرار ثورة الجزائر، كتاب الجزيرة، شاهد على العصر، ط1، الدار العربية للعلوم- ناشرون-دار ابن حزم،  ص-ص11-112.

7.محمد، زروال، 2015،  الاتصالات العامة في الثورة الجزائرية 1954-1962، دار هومة، الجزائر،، ص-ص65-67.

8.عمار، قليل: ملحمة الجزائر الجديدة، ج. 1، المرجع السابق، ص266.

9.محمد، صديقي، 1986، الطرق والوسائل السرية لإمداد الثوار الجزائريين بالسلاح، ترجمة أحمد الخطيب، دار الشهاب، باتنة، ص، 35.

10.نفسه، ص50.

11.نفسه، ص51.

12.تمكن محمد بسباس من توصيل شُحنة من الأسلحة إلى قيادة جبهة التحرير في وهران تشمل 60قطعة سلاح في شاحنته التي كانت محملة بالتمر، لكن أثناء عودته إلى المغرب تم توقيفه مباشرة بسبب شبكة العملاء التي كانت ترصد تحركاته، إذ عُثر في شاحنته بعد تفتيشها على وثائق سرية تعلق بعضها بوصل تسليم السلاح، ونظرا للدور الذي كانت تقوم به الشاحنات في نقل الأسلحة مع السلع أصدرت السلطات الفرنسية أمرا عام 1960بمنع عبور الشاحنات عبر خط مغنية وجدة، بعد افتضاح أمر محمد بسباس. يراجع: حفظ الله بوبكر: التموين والتسليح إبان ثورة التحرير الجزائرية 1954-1962، ص295هامش.

13.محمد، الصديقي: المصدر السابق، ص51.

14.نفسه، ص53.

15.نفسه. ص53.

16.نفسه. ص.54.

17.نفسه، ص-ص44-49.

18.حفظ الله، بوبكر: المرجع السابق، ص298.

19.يُنظر الملحق رقم 01.

20.حفظ الله، بوبكر: المرجع السابق، ص298.

21.نفسه، ص295.

22.محمد، صديقي: المصدر السابق، ص-ص52-53.

23.يحوي فيصل، محمد لطرش، التسليح والتموين أثناء الثورة 1954-1962، (ليسانس)، تاريخ، جامعة منتوري، قسنطينة، 2002، ص53.

24.نفسه، ص53.

25.نفسه، ص53.

26.محمد، صديقي: المصدر السابق، ص61.

27.يتعلق الأمر هنا بأحد عملاء الشبكة المدعو الحسين –يقطن ببشار-الذي كان يقود الشاحنة المتوجهة من بشار نحو أحد الجبال التي تتواجد بها قوات من جيش التحرير الجزائري، وبعد تحقيقات واستنطاق المعني تبين أن الشاحنة قادمة من المغرب، فأصدرت السلطات الفرنسية مرة أخرى أمرا يقضي بإغلاق طريق المغرب بشار أمام جميع الشاحنات، يراجع: بوبكر حفظ الله: ص297.

28.كانت مهام عناصر الشبكة عبر السكة الحديدية –خط وجدة وهران خاصة- تنتهي عند مدينة سيدي بلعباس بالجزائر، ومن بين عملاء هذه الشبكة الشيخ سعيد الزموشي أحد أقطاب جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في ولاية وهران، وامرأة من المحمدية تدهى فاطمة الدحاوي، يراجع: بوبكر حفظ الله، ص297.

29.محمد، صديقي: المصدر السابق، ص64.

30.عبد الكريم، الخطيب، شهادة عبد الكريم الخطيب: ندوة مغاربية حول وحدة المغرب العربي في ذاكرة حركات المقاومة وجيش التحرير، مجلة الذاكرة الوطنية، عدد خاص، المرجع السابق، ص378.

31.محمد لطرش، وفيصل يحوي: المرجع السابق، ص50.

32.محمد، صديقي: المصدر السابق، ص71.

33.نسبة إلى الملكة دينا عبد الحميد. كان قد استأجره منها حسين خيرى للعمل في نطاق القيام برحلات ترفيهية لبعض الأثرياء العرب، مع العلم أن  الملكة دينا لم تكن تعلم شيئا عن طبيعة المهمة السرية التي سيقوم بها هذا اليخت. يراجع: فتحي الديب: عبد الناصر وثورة الجزائر، ص83.

34.شوراق، حمدون، (1408ه/1988م)،  «حقائق تاريخية عن عملية الباخرة دينا»، مجلة المقاومة وجيش التحرير، المندوبية السامية لقدماء المحاربين وأعضاء جيش التحرير، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط ع18، ص49.

35.يذكر محمد الهادي حمدادو أن تاريخ إبحار اليخت كان يوم 27مارس 1955، ص53.

36.محمد الهادي، حمدادو، 1435ه/2014م،  أضواء على حادثة يخت دينا ومركب أتوس، قصة عمليتين لتزويد الثورة بالسلاح، ط1، جسور للنشر والتوزيع، الجزائر، ص53.

37.تم تقاسم شحنة الأسلحة بين الجزائر والمغرب، على النحو التالي: الجزائر (204بندقية، 303ر، 20رشاش برن 303ر، 240خزن للبرن، 34كأس إطلاق، 68بندقية رشاشة تومي 45ر، 33.000طلقة 303ر، 166.500طلقة 303ر للبرن، 356قنبلة يدوية ميلز 36، 136.000طلقة 45ر للتومى، 4.000كبسول طرقى، 50علبة كبيرت هواء، 350كيلو جلجنايت، 667فتيل مأمون، 3000مماسك ذخيرة 303ر)، المغرب (96بندقية 303ر، 10رشاش برن، 120خزمة للبرن، 16كأس إطلاق، 32بندقية رشاشة تومى 45ر، 18.000طلقة، 303ر، 82.500طلقة للبرن، 144قنبلة يدوية ميلز 36، 64.000طلقة للقومى، 45ر، 150متر فتيل مأمون، 2.000كبسول طرقى، 20علبة كبريت هواء، 150كيلو جلجنايت، 1500مماسك ذخيرة). يراجع: جمال عبد الناصر والثورة الجزائرية، ص84.

38.محمد الهاداي، حمدادو: المصدر السابق، ص53.

39.فتحي، الديب، 1984، عبد الناصر والثورة الجزائرية، ط.1، دار المستقبل العربي، القاهرة، ص84.

40.عمار قليل: المصدر السابق، ص، 260.

41.يتعلق الأمر هنا بكل من: محمد علي بوضياف والعربي بن مهيدي.

42.شوراق حمدون: المصدر نفسه، ص50.

43.نفسه، ص50.

44.نفسه، ص-ص50-51.

45.المصدر نفسه، ص51.

46.يذكر فتحي الديب في روايته أن حرس السواحل الاسبانية الذين قدموا مساعداتهم للباخرة التي جنحت بالقرب من الصخور، قد شابتها بعض الشكوك حول مكان تواجد الباخرة، لكنهم لم يقفوا على طبيعة مهمته السرية. ص86.

47.محمد، القنطاري، «القواعد الخلفية للثورة الجزائرية»، مجلة الذاكرة الوطنية، المندوبية السامية والمجلس الوطني المؤقت لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير،عدد خاص بالندوة المغاربية بعنوان وحدة المغرب العربي في ذاكرة حركات التحرر وجيش التحرير، أيام  10-12ذو القعدة 1422هـ/ 24-26يناير 2002، جامعة محمد الخامس السويسي، المعهد الجامعي للبحث العلمي، الرباط، ص272.

48.تم شراؤه من اليونان.

49.بوبكر، حفظ الله: المرجع السابق، ص274.

50.رئيس مكتب جبهة التحرير الوطني بالمغرب.

51.محمد خير الدين، مذكرات، ج. 2، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، ص181.

52.تتمثل هذه الأسلحة في ما يلي: 5000رشاش عيار 07.62ملم، 4000رشاش قصير عيار 7.8ملم، 3000رشاش خفيف عيار 7.6ملم، 2.6مليون طلقة عيار 7.6ملم للرشاش القصير، 4.8مليون طلقة عيار 7.6للرشاش الخفيف. يراجع: بوبكر حفظ الله، ص283.

53.بوبكر حفظ الله: المرجع السابق، ص283.

54.الطاهر، جبلي، 2013، الإمداد بالسلاح الثورة التحريرية 1954-1962، دار الأمة للطباعة والنشر، الجزائر،  ص332.

55.بوبكر حفظ الله: المرجع السابق، ص356.

56.نفسه، ص356.

57.المرجع نفسه، ص356. 

58.مقلاتي، عبد الله،  إشكالية التسليح خلال الثورة الجزائرية 1954-1962، ابتكار للنشر والتوزيع، صدر هذا الكتاب بدعم ن وزارة الثقافة، الجزائر، في الذكرى 50لعيد الاستقلال (1962-2012)، ص300.

59.نفسه، ص 299.

60.محمد، قنطاري: ((القواعد الخلفية للثورة الجزائرية))، مجلة الذاكرة الوطنية، عدد خاص بالندوة المغاربية، المرجع السابق، ص274.

61.المجاهد، قراصنة القرن العشرين، جريدة المجاهد، لسان جبهة التحرير الوطني، طبعة خاصة بوزارة المجاهدين، الذكرى 45يوم الاثنين 13رجب 1380ه/ 2جانفي 1961، ص-ص9-10،

62.نفسه، ص9.

63.الاسم الحقيقي لهذه الباخرة هو سانت بريفر، وهي ملك لأحد البريطانيين يدعى البريس ALLBRESS، ويتساءل محمد الهادي حمدادو عن سبب تغيير اسم السفينة إلى أتوس، وهذا بعدما تم حجزها واقتيادها إلى ميناء الغزوات، حيث قاموا بتثبيت لوح خشبي مستطيل على واجهة المركب كتب عليه أتوس؟ وهي كلمة يونانية تطلق على جبل مقدس في شبه جزيرة صغيرة في اليونان. يراجع: محمد الهادي حمدادو، ص58.

64.تُعد شحنة أسلحة باخرة أتوس هي الشحنة العاشرة من الأسلحة التي تصل إلى الجزائر، والمقدرة بحوالي 75طن، ومن بين ما اشتملت عليه شحنة الباخرة أتوس: 2000بندقية انجليزية، 190بندقية متنوعة (موزر 98K)، 100بندقية هاون، 250رشاش باريتا، 50بندقية رشاش (برن)، 06رشاش كبير فيكرز vickers، أكثر من مليون كرتوش ذخيرة لمختلف الأسلحة، 500قنبلة، 5000قذيفة مدفع مورتي، وعتاد للصيانة والاتصالات اللاسلكية، يراجع: عبد الهادي حمدادو، ص68.

65.عبد الهادي حمدادو: ص، يُنظر الملحق رقم 3.

66.المجاهد، المصدر السابق، ص9.

67.نفسه، ص9.

68.نفسه، ص10.

69.نفسه، ص9.

70.Guentari, Mohamed : organisation Politico-administratives et militaire de la révolution Algérienne de 1954-1962, Volume 2, Office des Publications Universitaires, Alger, 1994, P. 608.

يراجع بشأنه أيضا محمد، قنطاري: (( الثورة الجزائرية وقواعدها الخلفية بالجبهة الغربية والعلاقة الجزائرية المغربية إبان ثورة التحرير الوطني ))، الذاكرة، ع، 3، السنة، 2، ص، 126. ينظر الملحق رقم 4.

71.المجاهد، المصدر السابق، ص10.

72.محمد، لمقامي، 2005، رجال الخفاء مذكرات ضابط في وزارة التسليح والاتصالات العامة، منشورات ANEP، الجزائر.

73.شهادة عبد الكريم الخطيب، ص380. ندوة

74.بوبكر حفظ الله، المرجع السابق، ص-ص303-306.

75.المجاهد، المصدر السابق، ص9.

76.محمد الهادي، حمدادو: المصدر السابق، ص74.

77.Guentari, Mohamed : organisation Politico-administratives et militaire de la révolution Algérienne de 1954-1962, Volume 2, Office des Publications Universitaires, Alger, 1994, P. 608.

يراجع بشأنه أيضا محمد، قنطاري: (( الثورة الجزائرية وقواعدها الخلفية بالجبهة الغربية والعلاقة الجزائرية المغربية إبان ثورة التحرير الوطني ))، الذاكرة، ع، 3، السنة، 2، ص، 126.

78.منطقة الدار البيضاء غير واردة في الجدول الأم الموجود في هذا الكتاب، لكن بالعودة إلى مقال لنفس المؤلف في مجلة الذاكرة العدد الثالث؛ تحت عنوان: ((الثورة الجزائرية وقواعدها الخلفية بالجبهة المغربية والعلاقة الجزائرية المغربية إبان ثورة التحرير الوطني))، وجدناه يضيف منطقة الدار البيضاء إلى هذا الجدول.

@pour_citer_ce_document

محمد السعيد قاصري, «معابر ومسالك السلاح بالمملكة المغربية ودورها في تسليح الثورة الجزائرية 1956-1961 »

[En ligne] ,[#G_TITLE:#langue] ,[#G_TITLE:#langue]
Papier : ,
Date Publication Sur Papier : 2017-12-18,
Date Pulication Electronique : 2017-12-18,
mis a jour le : 17/10/2018,
URL : https://revues.univ-setif2.dz:443/revue/index.php?id=2383.