تأويل الخطاب الإباضي بين التزام النص وحجية إعمال الرأي – مقاربة في المقولات الكل...
Plan du site au format XML


Archive: revues des lettres et sciences sociales


N°01 Avril 2004


N°02 Mai 2005


N°03 Novembre 2005


N°04 Juin 2006


N°05 Juin 2007


N°06 Janvier 2008


N°07 Juin 2008


N°08 Mai 2009


N°09 Octobre 2009


N°10 Décembre 2009


N°11 Juin 2010


N°12 Juillet 2010


N°13 Janvier 2011


N°14 Juin 2011


N°15 Juillet 2012


N°16 Décembre 2012


N°17 Septembre 2013


Revue des Lettres et Sciences Sociales


N°18 Juin 2014


N°19 Décembre 2014


N°20 Juin 2015


N°21 Décembre 2015


N°22 Juin 2016


N° 23 Décembre 2016


N° 24 Juin 2017


N° 25 Décembre 2017


N°26 Vol 15- 2018


N°27 Vol 15- 2018


N°28 Vol 15- 2018


N°01 Vol 16- 2019


N°02 Vol 16- 2019


N°03 Vol 16- 2019


N°04 Vol 16- 2019


N°01 VOL 17-2020


N:02 vol 17-2020


N:03 vol 17-2020


N°01 vol 18-2021


N°02 vol 18-2021


N°01 vol 19-2022


N°02 vol 19-2022


N°01 vol 20-2023


N°02 vol 20-2023


A propos

avancée

Archive PDF

N°17 Septembre 2013

تأويل الخطاب الإباضي بين التزام النص وحجية إعمال الرأي – مقاربة في المقولات الكل...


P : 204 - 234

عبد الرحيم عزاب
  • resume:Ar
  • resume
  • Auteurs
  • TEXTE INTEGRAL

ملخص:

تَسْعَى هذه الدراسة إلى التعريف بالمنهجية النظرية الاستدلالية التي استخدمها المذهب الإباضي من خلال المباحث المتعلقة بأصول العقيدة الإسلامية وأركانها المعروضة في أجلِّ مضانّها العلمية.

تحت عنوان:تأويل الخطاب الإباضي بين التزام النص وحجية إعمال الرأي – مقاربة في المقولات الكلامية – وقد قسّمت هذه الدراسة  إلى مستويات ثلاثة، هي:

المفهوم الإبستيمي للإباضية من حيث الاشتقاق اللغوي والمسرد التاريخي.

مراحل التأسيس والشخصيات المرجعية.

مدخل إلى العقائد الدينية والفكرية للإباضية في ضوء نظريات علم الكلام.

وقد اقتضت الدراسة الاتكاء على النظرة النقدية وفق المنهج التحليلي  التفسيري.

Résumé :      

Le thème de cette étude concerne la définition de la méthode théorique de l’inférence pratiquée par la doctrine IBADITE à travers les articles relatifs aux origines dogmatiques de l’islam.

 Son intitulé est la notion herméneutique du discours IBADITE entre l’obligation du texte et l’inférence opiniâtre – Approche dans les catégories Monothéismes.

 Cette étude se subdivise en trois figures :

La Doctrine de l’IBADITE entre la dérivation linguistique et la Narrativité historienne.

Les stades de Fondation et ses personnages référentiels.

Introduction aux dogmes religieux et conceptuels selon la lumière Monothéisme. Cette étude est basée sur une vision critique selon la méthode Analytique descriptive.

المـقدمـة

موضوع البحث ودوافعه:

يُّعَدُ البحث في تاريخ التراث الإسلامي، وخاصة في الجانب الكلامي المتعلق بالعقائد وما يكون تبيعًا لها أمرًا ذا بالٍ، إذ ليس من الحق الاعتقاد بأن أقلام الباحثين وعقولهم قد تحقق لها الكشف والإسفار عن جميع حقائقه سواء فيما يتعلق بمادته العلمية أو بالمناهج المستعملة والمطبقة فيه، ولا سيما فيما انشعبت إليه آراء ومذاهب أكابر المفكرين من علماء الإسلام الذين تركوا رصيدا علميا يمثل بحرا زاخرا يَمُورُ بمختلف النظريات والأحكام المتعلقة بشتى فروع المعرفة في هاتيك الحقب من التاريخ، وهذا ما يحض الباحث العلمي ويدفعه إلى التفتيش عنه، خصوصا في القرون الثلاثة الهجرية المتوالية وما جاورها حتى القرن السادس، وهي الفترة الذهبية الأثيرة والمتسمة بالفرادة والتميز والتي تحقق فيها الازدهار والألق العلمي اللامع للمسلمين ما لم يتحقق في سواها من القرون، فكانت الملكات العلمية نضيحة راسخة والإنتاج الفكري ثرًا غزيرًا، وهو ما عبّرت عنه خير تعبير صراعات المذاهب الفكرية واحتكاكاتها وما خلّفته نزعاتها من أفانين الجدل في مختلف شؤون الحياة ومناهجها الدينية والعقلية والسياسية.

وما حوت من تخالفات فكرية بين الفرق التي حفلت بها تلك الفترة – القرن الرابع الهجري تحديدًا – وكانت بها ملأى خصوصًا بين كبريات الفرق السياسية والدينية التي جرى بينها اختصام وصراع فكري وسياسي بسبب ما اعتقدته من أصول الدين وقواعده يتخرج فهمها للدين ومسائله على ضوء هاتيك القواعد والأصول كالإباضية والمعتزلة والخوارج والأشاعرة وسائر خديناتها من الفرق الإسلامية التي تطوح بينها الخلاف إلى أقصاه.

" ولا عجب فقد انعكست أصول فهم الدين لتلك الفرق على واقع العمل بعد واقع الفكر فراحت كل فرقة سياسية ودينية تُؤَسِّسُ أُسُسًا وتُقعد قواعد وتؤصل أصولاً في سبيل بناء منهجها والدعوة إليه وتتحمل المشاق العلمية والعملية من أجله... "1. وما من شك في أن هذا الصراع الفكري الذي استعر أواره في تاريخ تراثنا الديني قد أفرز ركامًا هائلاً من الأفكار والمناهج تشد القارئ له والمطلع عليه إلى البحث فيه شدًّا " خصوصًا في المناهج والأفكار التي انتسبت إلى علماء سمت بهم مكانتهم العلمية إلى مستوى التجديد والاجتهاد والفهم والتأصيل والتأويل في مجال علم الأصليين: علم أصول الدين أو ما يسمى بعلم الكلام أو التوحيد وأصول الفقه ومناهج الاستنباط "2.

فمن ثمة رأينا ضرورة التعريف بالمنهجية النظرية الاستدلالية التي استخدمتها الإباضية من خلال المباحث المتعلقة بأصول العقيدة الإسلامية وأركانها المعروضة في أَجَلِّ مضانّها العلمية، ومن ثَمَ فإن الإشكال الرئيس الذي يدور عليه موضوع البحث هو:

ما هي ضوابط الإباضية في الاحتجاج والاستدلال على كليات مسائل العقيدة والشريعة وأصولهما ؟.

وما هي الدوافع الموضوعية والمؤثرات الفلسفية التي صاغت الشخصية الإباضية في منظومةالجدل العلمي؟

وما هي أهم المقولات الإبستيمية التي يتكئ عليها الخطاب الإباضي في إثراء البرنامج العقدي والتشريعي للفكر الإسلامي؟. 

لقد رأينا أن ما يلفت النظر إلى الدراسات المقدمة في مجال علم الكلام أو ما اصطلح عليه ابستيميا في عرض مسائل العقيدة الإسلامية والدفاع عنها بمنهج الاستدلال العقلي، يجدها من النزرة والقلة ما يدخلها في حكم الدراسات غير الكافية على مستوى الآثار والإسهامات في مجالات العلوم الشرعية أو في مجال المنهج الذي اعتضدت به الإباضية وشاركت من خلاله في تشييد البنية الاستدلالية للعقيدة الإسلامية داخل مذهبي المعتزلة والخوارج " الذي كان حدثًا فكريا ودينيا متألقا في تاريخ الفكر الإسلامي. فهو ميلاد جديد للمنهج الاستدلالي المتوسط بين العقل ودليلالنقل "3. أو كما يدل عليه العنوان بين " التزام النص وحجية إعمال الرأي". هذه كبرى التساؤلات الرئيسة لهذه الدراسة المتفرعة من الإشكال الرئيس والمتمثل في إجلاء الطبيعة النظرية والصيغة المنهجية التي اعتمدها المذهب الإباضي في الحجاج على العقيدة الإسلامية بطريقته السنية.

منهج البحث:

رغبة منّا في طرق ما لم يكن مطروقًا، لسدّ فراغ علمي، فضلنا أن تكون الدراسات في مجال علم الكلام من جهة المنهج النظري الذي تعرض به تعبر من أقل الدراسات التي تتناول بالمعالجة والتحليل التراث النظري الذي خلفه علماء الكلام والفلسفة الإسلامية، السبب الذي يفضي إلى قلة إحاطة بأصالة مناهج علمائنا في هذا المجال، وخصوصًا عند أئمة الإباضية؛ التي ما تزال أرضية بكرًا لم تحظ بما هي جديرة به من الدرس والتمحيص، وجلّ ما حظيت به من بحوث دراسية قليلة وإشارات علمية لطيفة إنما كان يَنْصَبُّ – بوجه خاص – على دراسات في الفرق والعقائد الإسلامية في ضوء البحث في المؤثرات الفلسفية بين المذاهب وفق المعطى التراثي؛ إذ لم نجد من تعرّض لمنهج الإباضية الاستدلالي على مسائل العقيدة بصورة كافية توجب الاعتبار. وهذا ما دفعنا على طرق هذا الموضوع والتبحر في لّجته معتمدين على المنهج الذي يتلاءم مع طبيعة البحث ويواءم مادته العلمية ألا وهو المنهج التحليلي التفسيري مع انتهاج منهج النقد والحفريات التاريخية أحيانا فيما يكون داعيا له. " على اعتبار أن التحليل والتفسير هو السبيل الكاشف عن الطبيعة النظرية لمنهج أي نسق معرفي "4. سواء كان مذهبًا فقهيا أو تيارًا فكريَا.

لذلك كان الاعتماد كثيرا على الدراسات في مجال العقيدة الإسلامية وعلم الكلام والفلسفة وعلم الفقه وعلم البلاغة العربية وعلوم اللغة واللسان التي اتخذت من جهود الجويني إمام الحرمين (ت 478هـ)في:" الإرشاد إلى قواطع الأدلة في أصول الاعتقاد ". وحجة الإسلام أبو حامد الغزالي (ت 505هـ)في:" المنقذ من الضلال وإحياء علوم الدين ". والشهرستاني (ت 548هـ) في: " الملل والنحل على هامش الفصل لابن حزم الأندلسي". وشيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية (ت 728هـ)في: " مجموع الفتاوى ". وعضد الدين الأيجي (ت 756هـ) في: " المواقف في علم الكلام وشرحه للسيد علي بن محمد الجرجاني ". وعبد الرحمن بن خلدون (ت 808هـ)في: " المقدمة ". وقطب المذهب الإباضي الشيخ محمد بن يوسف أطفَّيش (ت 1332هـ)في: " النّيل وشفاء العليل ".وعرفان عبد الحميد في:" دراسات في الفرق والعقائد الإسلامية ". واللواء حسن صادق في: " جذور الفتنة في الفرق الإسلامية منذ عهد الرسول حتى اغتيال السادات ". ومحمد عبد الحليم عبد الفتاح في: " موسوعة الأديان ". وعبد المنعم الحفني في:" موسوعة الفلسفة والفلاسفة ". والشيخ محمد الغزالي في سلسلة: " جرعات الحق المر ". ومحمد بومعيزة في: " منهج الإمام الجويني في الاستدلال على العقيدة – رسالة الماجستير في العقيدة الإسلامية، جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، 2001/2002. مرجعية لها.أمّا خلال محاولة ضبط الجهاز الاصطلاحي للبحث فقد كُنَّا نعود باستمرار إلى لسان العرب لابن منظور ومعجم مصطلحات الإباضية وذلك لبساطة هذه المعاجم اللغوية والكلامية وثرائها وبعدها عن التعقيد في المفاهيم.

w     مدخل إلى علم الكلام الإسلامي

·تعريف الكلام:

§      الكلام: القول، وقيل: الكلام ما كان مكتفيا بنفسه وهو الجملة، والقول ما لم يكن مكتفيًا بنفسه وهو الجزء من الجملة. ومن أدل الدليل على الفرق بين الكلام والقول إجماع الناس على أن يقولوا: " القرآن كلام الله " ولا يقولوا: " القرآن قول الله". ثم إنهم قد يتوسعون فيضعون كل واحد منهما موضع الآخر5.

§      الكلام: هو ما سمع وفهم، وقيل: هو حروف مؤلفة دالة على معنى6. وهو " ألفاظ تشتمل على معانٍ تدلّ عليها ويعبر عنها "7.

فاللغة وسيلة التفاهم وأداة للتعبير عن المعاني، وهي تتكون من كلمات، وكل ما تركب من كلمتين أو أكثر، وأفاد معنى تاما يسمى- في اصطلاح النحاة – كلاما، أو جملة مفيدة. هذا من حيث الاشتقاق اللغوي لمصطلح الكلام أما من حيث الدلالة البلاغية " فلعل الكلام حول مفهوم الخبر والإنشاء قد نشأ مع نشأة الجدل في عصر المأمون حول فتنة القول أو الكلام بخلق القرآن "8.

وينحو مفهوم الكلام في أدلة الفلاسفة وأقطاب الفرق والعقائد الإسلامية مدلولا ابستيميا آخر، فهو صفة أزلية قائمة بذاته تعالى، هو بها آمر وناهٍ ومخبر، دل على ذلك ما أوحاه إلى رسله في القرآن والتوراة والإنجيل،وهذا الكلام عند الجويني إمام الحرمين (ت 478هـ) لا مفتتح لوجوده، قال في ذلك: " وأطبق المنتمون إلى الإسلام على إثبات الكلام، ولم يصر صائر إلى نفيه ولم ينتحل أحد في كونه متكلما نحلة نفاة الصفات، ثم ذهبت المعتزلة والخوارج والزيدية والإمامية ومن عداهم من أهل الأهواء إلى أن كلام الباري تعالى عن قول الزائفين حادث مفتتح الوجود "9.

" وكلام اللة تعالى على قياس هذا الأصل واحد غير متعدد، قديم غير مجدد، متعلق بجميع المتعلقات، ولم يصر أحد من أهل الإسلام إلى إثبات كلام متجدد فهو صالح لأنه تتعلق به جميع المتعلقات المتجددة، ولم ينحصر إمام الحرمين عند هذا الحدّ من السبر، بل امتدت هجمته الجدلية إلى المعتزلة الذين زعموا أن كلام الله مخلوق كما يخص قول من امتنع من تسميته مخلوقا مع القطع بحدثه "10.

من هنا تتبين ماهية الكلام من حيث بنيته في النفس حيث يمكن الاستدلال له من جهة اللغة وإطلاق اللسان، لأن العرب تسمى ما جال بالبال كلامًا قائما بالنفس ويؤيد هذا الطرح المعرفي قول الجويني: " وإن رددنا إلى إطلاق أهل اللسان عرفنا قطعا أن العرب تطلق كلام النفس والقول الدائر في الخلد وتقول كان في نفسي كلام، وزورت في نفسي قولا وإشتهار ذلك يغني عن الاستشهاد عليه بنثر ناثر أو شعر شاعر وقد قال الأخطل:

إن الكلام لفي الفوائد وإنما *** جعل اللسان على الفؤاد دليلاً.

وكلام الله تعالى القديم ليس هو بحروف أو أصوات غير مشابه لكلام المخلوقين، وليس يقع بجارحة متعلق بالمأمورات والمنهيات والمخبرات ولا يتحدد في نفسه، بل المتعلقات هي المتجددات11. ويبدو واضحا مما تقدم أن علم الكلام هو ذلك العلم الذي يختص بموضوع الإيمان العقلي بالله تعالى. حيث يشكل غرضه العام الانتقال بالمسلم من التقليد إلى اليقين وإثبات أصول الدين الإسلامي بالأدلة المفيدة لليقين بها.

ومن خلال هذه المقاربات المعرفية حري بنا أن نبسط المفهوم الإبستيمي لعلم الكلام من منوال علم الكلام الإسلامي، حيث اختلف تعريف العلماء حوله اختلافا يوازي اختلافهم في وجهات النظر:

فالإمام حجة الإسلام أبو حامد الغزالي (ت 505هـ )، يعرفه بقوله: " علم الكلام مقصوده حفظ عقيدة أهل السنة، وحراستها عن تشويش أهل البدعة. فقد ألقى الله تعالى إلى عباده على لسان رسوله عقيدة هي الحق على ما فيه صلاح دينهم ودنياهم. كما نطق بمعرفة القرآن والأخبار، ثم ألقى الشيطان في وساوس المبتدعة أمورًا فلهجوا بها، وكادوايشوشون عقيدة الحق على أهلها، فأنشأ الله طائفة المتكلمين وحرّك دواعيهم لنصرة السنة بكلام مرتب يكشف تلبيسات أهل البدعة المحدثة على خلاف السنة المأثورة فمنه نشأ علم الكلام وأهله"12.

ويعرفه عضد الدين الأيجي (ت756هـ)، بقوله: " علم يقتدر معه على إثبات العقائد الدينية بإيراد الحُجَج ودفع الشبهة، والمراد بالعقائد: ما يقصد فيه نفس الاعتقاد دون العمل، وبالدينية المنسوبة إلى دين محمد صلى الله عليه وسلم، فإن الخصم وإن أخطأناه، لا نخرجه من علماء الكلام "13.

ويعرفه التهانوي (ت 1158هـ)، بقوله: " علم الكلام: علم يقتدر معه على إثبات العقائد الدينية على الغير بإيراد الحجج ودفع الشبه، وفي اختيار إثبات العقائد على تحصيلها، إشعار بأن ثمرة الكلام إثباتها على الغير وبأن العقائد يجب أن تؤخذ من الشرع ليعتد بها، وإن كانت مما يستقل العقل فيه "14.

ويعرفه ابن خلدون (ت 808هـ)، بقوله: " علم الكلام: هو علم يتضمن الحجاج عن العقائد الإيمانية بالأدلة العقلية والرد على المبتدعة المنحرفين في الاعتقادات عن مذهب السلف وأهل السنة "15.

ويعرفه الجرجاني (ت 816هـ)، بقوله: " علم يبحث فيه ذات الله تعالى وصفاته، وأحوال الممكنات من المبدأ والمعاد على قانون الإسلام،والقيد الأخير لإخراج العلم الإلهي للفلاسفة أو علم باحث عن أمور يعلم منها المعاد، وما يتعلق به من الجنة والنّار والصراط والميزان والثواب والعقاب، وقيل: الكلام هو العلم بالقواعد الاعتقادية المكتسبة عن الأدلة "16.

وتأسيسًا على هذه المقاربات المعرفية المختلفة لعلم الكلام يمكن استنتاج جملة من أمور هي:

‌أ-    "إن علم الكلام يأخذ بمنهج البحث والنظر والاستدلال العقلي كوسيلة لإثبات العقائد الدينية التي ثبتت بالوحي ولهذا فهو يعرف أحيانًا بـ''علم النظر والاستدلال ''

‌ب-     إن وظيفة علم الكلام إنما هي دفع الشُّـبَهِ وردّ الخصوم والاحتجاج العقلي على صحة العقائد الإيمانية كما يراهاالسلف وأهل السنة "17.

‌ج-من العلماء من  يرى أن لعلم الكلام وظيفيتين مزدوجتين هما:

*-أولا:إثبات العقائد الدينية بالأدلة العقلية.

*-ثانيا:  دفع الشبه ورد الخصوم عنها.

" وهذا الخلاف الأخير يرجع  كما يقول الأستاذ المرحوم مصطفى عبد الرزاق: " إلى الاختلاف في مسألة:هل أن العقائد الدينية ثابتة بالشرع، وإنما يفهمها العقل والشرع ويلتمس لَهَا بعد ذلك البراهين النظرية ؟ أو هي ثابتة بالعقل بمعنى أن النصوص الدينية قررت العقائد الدينية بأدلتها ؟ "18.

ومن أشهر أسماء علم الكلام، أنه سميّ النظر العقلي  في العقائد الدينية بأسماء مختلفة، منها:

الفقه الأكبر:حيث سّماه بهذا الاسم الإمام أبو حنيفة (ت 150هـ) في كتابه الموسوم بـ " الفقه الأكبر " حيث يذكر الإمام بأن " الفقه في الدين أفضل من الفقه في العلم، لأن الفقه في الدين أصل والفقه في العلم فرع، وفضل الأصل على الفرع معلوم "19.

علم النظر والاستدلال: سميّ بهذا الاسم باعتبار المنهج الذي يعتمده والذي يقوم على التأمل الفكري والنظر والاستدلال في مباحثه وموضوعاته20.

علم التوحيد والصفات: سميّ بهذا الاسم باعتبار الموضوع، إذ أن مشكلة التوحيد والصفات الإلهية تكونان أشهر  مباحث هذا العلم وأهمها.

ويسمى أيضا بعلم أصول الدين: لأنه يتعلق بالنظر في أصول العقيدة الدينية وأركانها، مقابل علم "الفقه " الذي يتعلق بالفروع العملية للشريعة الإسلامية.   

يقول الشهرستاني (ت 548هـ): " قال بعض المتكلمين: الأصول هي معرفة الله تعالى بوحدانيته وصفاته؛ ومعرفة الرسل بآياتهم وبيّناتهم.... ومن المعلوم أن الدين إذا كان منقسما إلى معرفة وطاعة، والمعرفة أصل والطاعة فرع، فمن تكلم في المعرفة والتوحيد كان أصوليًا. ومن تكلم في الطاعة والشريعة كان فروعيًا. والأصول هي موضوع علم الكلام؛ والفروع هي موضوع علم الفقه"21.

أما الاسم الشائع لهذا العلم فهو " علم الكلام " وذلك لجملة أسباب هي:

إن أهم مسألة وقع الخلاف فيها في العصر الأول، كانت مسألة كلام الله تعالى، وهل هو أزلي قائم بذاته ؟ أم مخلوق حادث ؟ فسمي العلم بأهم مسألة فيه.

أو إن مبناه كلام صرف في المناظرات على العقائد وليس يرجع إلى عمل.

أو إنه في طرق استدلاله على أصول الدين أشبه بالمنطق في توضيحه مسالك الحجة في الفلسفة، فوضع للأول اسمًا مرادفًا للثاني وسمّي كلامًا في مقابل كلمة '' منطق ''.

أو إن أبوابه عنونت بـ " الكلام في كذا ".

أو إنه لقوة أدلته صار كأنه " الكلام " دون ما عداه من العلوم، كما يقال للأقوى من الكلاميين هذا هو" الكلام ".

ولعل أوجه الأسباب في تسميته بالكلام أن أصحابه تكتموا حيث كان السلف يسكت فيما تكلموا فيه. فقد أورود السيوطي (ت 911هـ) في كتابه الموسوم بـ '' صون المنطق ''22. عن مالك بن أنس– رضي الله عنه-قوله: " إيّاكم والبدع ؟ قيل يا أبا عبد الله وما البدع !قال:أهل البدع الذين يتكلّمون في أسماء الله وصفاته وكلامه وعلمه وقدرته،ولا يسكتون عمّا سكتت عنه الصحابة والتابعون لهم بإحسان " وأورد عنه ابن عبد البر، قوله: " الكلام في الدين أكرهه، ولا زال أهل بلدنا يكرهونه وينهون عنه، نحو الكلام في رأي جهم والقدر، وما أشبه ذلك ولا أحب الكلام إلاّ في فيما تحته عمل، فأمّا الكلام في دين الله، وفي الله عز وجل، فالسكوت أحبُّ إِليَّ لأني رأيت أهل بلدنا ينهون عن الكلام في الدّين إلاَّ فيما تحته عمل "23.

وروي ابن بابويه القمي عن الإمام جعفر الصادق – رضي الله عنه – قوله: " إذا انتهى الكلام إلىالله فأمسكوا "24. وفي نفس السياق يمكن إيراد قوله صلى الله عليه وسلم: { إن الله شرّع لكم أمورًا فأتوها ونهاكم عن أشياء فانتهوا عنها وسكت عن أشياء رحمةً بكم لا نسيان منه فلا تسألوا عنها }25.

ويدلّ على ذات السياق قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآَنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ. قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ ﴾(سورةالمائدة،101، 102).

w     الدلالة الفلسفية للمقولات:Catégories

بعد الإفاضة المفهومية لكل من القول والكلام معجميًا ودلاليًا ومحاولة سحب المصطلحين على موضوع بحثنا، نقفز رأسًا إلى بسط المدلول الإبستيمي للمقولات فهي تطلق ويراد بها  " أنواع الصفات المضافة أو المسندة أو المقولة، أي المحمولات المعرفية التي نستطيع أن نصف بها فردًا كائنًا ما كان. فإذا سَألَ سائل عن أي  شيءما هو ؟ كان حتمًا أن يقع الجواب تحت واحد منهما، فالمقولة معنى كلي يمكن أن يدخل محمولاً في أي قضية.

واختلف الفلاسفة في عددها، فأرسطو الفيلسوف اليوناني يجعلها عشرة تقابل جميع الأجوبة لجملة الأسئلة التي يمكن أن تثار بصدد شيء ما. وهذه الأسئلة عشرة  يجاب عنها بعشرة محمولات هي:

الجوهر،والكم،والكيف،والإضافة،والفعل،والانفعال،والمكان،والزمان،والوضع، والحال.

فإذا سألت عن سقراط مثلاً،ما هو؟ وكان الجواب بأنه إنسان فيلسوف،فقد علمت جوهره.وإذا سألت عن شيء وكان الجواب ثلاثة أمتار، فالجواب وصف لكميته. وقد يوصف الشيء بكيفيته فيقال بأنه أبيض. وقد يوصف بإضافته إلى شيء آخر فيقال إنه أكبر أو أصغر منه أو بمكانه فيقال إنه في أثينا، أو بزمانه فيقال القرن الخامس قبل الميلادي، أو بوضعه فيقال إنه جالس، أو بملكه أي بحالته فيقال بأنه شاهر السلاح، أو بالفعل فيقال إنه يجادل،أو بالانفعال فيقال إنه غاضب. وكانط الفيلسوف الألماني يجعل المقولات معانٍ ابستيمية رابطة بين الظواهر المعروضة في المكان والزمان، ويجعلها أربعًا، هي: الكم، والكيف، والإضافة، والجهة، وتنقسم كلّ منها بدورها إلى ثلاث:

فالكم ينقسم إلى الوحدة والكثرة والجملة، والكيف إلى موجود وسلب وحدّ، والإضافة إلى جوهر وعلية وتفاعل، والجهة إلى مكان وضرورة واستحالة "26.

wمفهوم الإباضية بين الاشتقاق اللغوي والمسرد التاريخي

تمهيد:

الحديث عن الإباضية يقودنا حتمًا إلى البحث في الفرق والعقائد الإسلامية وهو بدوره يسعى إلى توثيق التراث الديني والفكري لرسالة الإسلام العالمية، ويقينًا منَّا " بأنَّ العمل المصطلحي شديد الأهمية لتلمس مفاتيح المذهب، كما أنه شديد الأهمية في المقارنة من خلال المصطلحات والمفاهيم مع المذاهب الأخرى، وهو أخيرًا مُهِمٌ لأنه يضع خريطة لركائز المذهب، وللقواعد والأصول والأدلّة التي استخدمت عبر العصور.... كما هو عمل مهم يتعرف من خلاله الدارسون على أصول المذهب ومفاهيمه، وآليات وأدوات الاجتهاد فيه "27.

·      مفهوم الإباضية معجميًا ودلاليًا:

ورد مصطلح الإباضية في الحقل المعرفي الخاص بالحضارة والعقيدة والفقه والمذاهب بكسر الهمزة أو فتحها، يقول القطب أطفيّش(ت 1332هـ)أشهر مراجع الإباضية: " الإباضية بكسر الهمزة على أنهالأصحُّ ".

وهي تسمية اصطلاحية تطلق على أتباع الإمام أبي الشعثاء جابر بن زيد الأزدي (ت 93هـ/711م)في العقيدة والفقه والحضارة.

جاء في معجم أعلام الإباضية (قسم المغرب )،"... عُرِفَ أتباع (الإباضية) في التاريخ منذ صدر الإسلام، وكانت جماعتهم تُسَمَّى أهل الحق وأهل الدعوة وأهل الاستقامة، ولم تختر لنفسها اسم الإباضية، بل دعاها به غيرها، نسبة إلى عبد الله بن إباض التميمي، ثم قبلته نزولاً على الأمر الواقع، فكان الإباضية ينسبون أنفسهم إلى الفكرة لا إلى زعيم أو إمام، ويعتقد الإباضية أن منهجهم هو الفهم الصحيح للإسلام كما أوضحته مصادره الأساسية من الكتاب والسنة وسيرة الخلفاء الراشدين "28.

·      مسرد تاريخي للمذهب الإباضي:

 " الإباضية مذهب إسلامي صحيح، تصدر المذاهب والفرق الإسلامية في نشأته، وكان ذلك على يد الإمام التابعي جابر بن زيد الأزدي (ت 93هـ )، ولكنه يُنْسب إلى عبد الله بن إباض التميمي (ت86هـ/705م)نسبة غير قياسية، وإنما بسبب ما اشتهر به ابن إباض من مراسلات سياسية دينية، مع الخليفة عبد الملك بن مروان، ونقده لأسلوب الحكم الأموي، الذي ابتعد عن نهج الخلفاء الراشدين، ودعوته الحكام الأمويين للعودة إلى سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين من بعده أو اعتزال أمر المسلمين. كما عُرف بمواقفه الحازمة ومواجهته الصارمة لانحراف الخوارج عن الفهم السليم لأحكام الإسلام وتعالميه.

وظهر عند الناس بمظهر الزعيم؛ فعُرف أصحابه بأتباع ابن إباض أو الإباضية، وغدت بذلك هذه التسمية، نسبة اصطلاحية يُعرف بها أتباع الإمام جابر بن زيد، الذي يمثل أسَّ مذهبهم في العلم، وهو ما اتفقت عليهالمصادر الإباضية "29.

إن مخالفة عبد الله بن إباض لنافع بن الأزرق عام 64هـ/ 683م لا تعني أنه رسم بفعله – ذلك – منهج الإباضية، لأن دوره هنا وفي كلّ مواقفه، إنما هو إبراز الرأي لا إنشاؤه، فالرأي رأي جابر بن زيد إمام المذهب، هو المنشئ له؛ وعبد الله بن إباض هو المنفِّذ المبرز لذلك الرأي. إن مسألة إمامة جابر بن زيد للإباضية، والذين تزخر كتبهم بآرائه الفقهية والسياسية، لم تعد قابلة للأخذ والرد نظرًا لتضافر الأدلة  القوية على صحتها وهو ما أدركتهالدراسات الأكاديمية30.

لم يكن أتباع جابر بن زيد يستعملون مصطلح الإباضية على الأقل في القرنين الأول والثاني، وإن تداوله مخالفوهم وأصبح تسمية مشهورة، التصقت بهم، بحيث لم يستطيعوا دفعها، يقول السالمي:

إن المخالفين قد سمونا           بذاك غير أننا رضينا

وأصله أن فتى إباض            كان محاميا لنا وماض

مدافعا أعداءنا بالحجة          وحاميا إخواننا بالشوكة31.

·      التأسيس والمنهج وأبرز الشخصيات:

يبدو أنّ بدايات استعمال جابر بن زيد للفظ '' الإباضية '' كان مع نهايات القرن 3هـ/9م. وذلك عندعمروس بن فتح النفوسي (ت 283هـ/ 896م)  في كتابه الموسوم بـ: '' الدينونة الصافية ''، ثم في كتاب الجامع للكدمي (ق 4هـ / 10م)وكتاب الموازنة لابن بركة (ق 4هـ / 10م).

وخلف أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي جابر بن زيد في إمامة المذهب، فكان العامل على نشر الإباضية في المشرق والمغرب، انطلاقا من البصرة في العراق إلى عُمان بحدودها السياسية القديمة التي تصل إلى البحرين شمالاً، وإلى سومطرة جنوب شرق آسيا بأندونيسيا.وقد وجدت الإباضية في اليمن وفي خراسان. وأسهمت التجارة العُمانية في إيصال الإسلام إلى بلاد الهند وماليزيا والصين، وإلى بعض الجمهوريات الإسلامية المحاذية لروسيا الاتحادية حاليًا، وإلى مناطق واسعة من إفريقيا الشرقية، بخاصة كينيا وتنزانيا ومدغشقر وجزيرة زنجبار.

" انتقل المذهب الإباضي مع حَمَلَةِ العلم إلى بلاد المغرب، واعتنقه البربر في شمال إفريقيا: ليبيا، وتونس، والجزائر. ومنها إلى مصر والأندلس وبلاد السودان الغربي: كالسينغال ومالي والنيجر وتشاد وغانا.

تستند الإباضية في منهجها المعرفي إلى المصادر المتفق عليها بين المسلمين: الكتاب والسنة والاجتهاد بأوسع معانيه، واتسمت هذه  المنهجية بالاعتدال بين التزام النص وإعمال الرأي والتعليل، وباعتماد الدليل الشرعي في كل الأحوال.

ولما عرفت الإباضية بيئات عديدة، ومجتمعات متباينة واعتنقتها أجناس مختلفة، كان ذلك عاملاً أسهم في ثراء فقهها وبروزها الحضاري"32.

·      مراحل تأسيس المذهب الأباضي:

لقد مرّت الإباضية في خضم تأسيسها بمراحل ومحطات عديدة أهمها:

*- أولا: مرحلة التأسيس في القرن الأول الهجري وبداية الثاني، وتشمل مرحلة البصرة وانتشار المذهب على يد حَمَلَةِ العلم في المشرق والمغرب.

*- ثانيا: مرحلة إقامة الإمامات في القرن (2هـ / 8م )، كإمامة طالب الحق باليمن، والإمامة الأولى والثانية في عُمان، التي استمرت إلى القرن (14هـ /20م )وإمامة الرستميين في بلاد المغرب في القرنين (2و3هـ / 8و9م ).

*-ثالثا: مرحلة الأزمات والمواجهات مع أنظمة حاولت إزالة دولة الإباضية: كالفاطميين في بلادالمغرب، والعباسيين والبويهيين في بلاد المشرق، وكلها كانت في القرن (3هـ/ 9م ). وتحقق للفاطميين إسقاط الرستميين،الأمر الذي لم يتحقق للعباسين في شأن الإمامة بعُمان.

إلاّ أن الإباضية هناك دخلت في أزمة ازدواجية السلطة، بحيث عاشت عُمان تحت سلطة الإمامة في شق من جغرافيتها، وعرف الشق الآخر نظام  الملك المتوارث، تحت أسرة النباهنة أولا،ثم أسرة البوسعيديين التي أقامت سلطنة قوية بداية من القرن(12هـ / 18م ).

*- رابعا:مرحلة التجمعات في بلاد المغرب: انتقل الإباضية إلى تجمعات تحت سلطة هيئة من المشايخ، أطلقوا عليها تسمية '' العزَّابة ''، أشرفت على المجتمع في كل جوانبه الدينية والاجتماعية والسياسية إلى اليوم، وبقي العلماء يشرفون بشكل مباشر على المجتمع الإباضي مشرقًا تحت نظام الإمامة ثم السلطنة، ومغربًا تحت نظام العزَّابة، وخير نموذج للتكافل الاجتماعي وشيوع الروح الدينية في نسقه المادي والأدبي سلطنة عمان بالمشرق العربي وغرداية ومنطقة ميزاب بمغربه هذه الأخيرة التي تبقى شاهدة على سمو الروح في الصحوة الإيمانية ومسالك الصيرورة الاجتماعية الناجحة التي ينصفها الواقع وتؤيدها الحقائق والمنجز القومي الإيجابي في تفعيل الحراك الجمعوي والسياسيوالحفاظ على التماسك الاجتماعي الذي قلَّ نظيره حتى في الدول الكبرى.

وهذه دلالة قوية تصرخ في آذان الكثير من المنصفين في المعطى السياسي والديني، باعتبار أن " الإباضية في منهجها المعرفي تستند إلى المصادر المتفق عليها بين المسلمين: الكتاب والسنة والاجتهاد بأوسع معانيه، وهي أقوى المذاهب الإسلامية في تبنى روح الإسلام بين التزام النص و حجية إعمال الرأي والتعليل،وباعتماد الدليل الشرعي في كل الأحوال "33.

·       أبرز الشخصيات:

كل أمة تزخر بكبار شخصياتها العلمية والسياسية والأدبية والدينية، ولقد تربعت الإباضية على أرضية واسعة في الوطن العربي والإسلامي بكبار العلماء.

فمن أبرز علماء الإباضية بالمشرق الإسلامي:

بعد إمامها جابر بن زيد الذي " يعد م

@pour_citer_ce_document

عبد الرحيم عزاب, «تأويل الخطاب الإباضي بين التزام النص وحجية إعمال الرأي – مقاربة في المقولات الكل...»

[En ligne] ,[#G_TITLE:#langue] ,[#G_TITLE:#langue]
Papier : P : 204 - 234,
Date Publication Sur Papier : 2013-12-01,
Date Pulication Electronique : 2013-09-24,
mis a jour le : 14/01/2019,
URL : https://revues.univ-setif2.dz:443/revue/index.php?id=760.