الهجــرة وتغيــر القيــم الحضريــة فـــــي الجزائـــر
Plan du site au format XML


Archive: revues des lettres et sciences sociales


N°01 Avril 2004


N°02 Mai 2005


N°03 Novembre 2005


N°04 Juin 2006


N°05 Juin 2007


N°06 Janvier 2008


N°07 Juin 2008


N°08 Mai 2009


N°09 Octobre 2009


N°10 Décembre 2009


N°11 Juin 2010


N°12 Juillet 2010


N°13 Janvier 2011


N°14 Juin 2011


N°15 Juillet 2012


N°16 Décembre 2012


N°17 Septembre 2013


Revue des Lettres et Sciences Sociales


N°18 Juin 2014


N°19 Décembre 2014


N°20 Juin 2015


N°21 Décembre 2015


N°22 Juin 2016


N° 23 Décembre 2016


N° 24 Juin 2017


N° 25 Décembre 2017


N°26 Vol 15- 2018


N°27 Vol 15- 2018


N°28 Vol 15- 2018


N°01 Vol 16- 2019


N°02 Vol 16- 2019


N°03 Vol 16- 2019


N°04 Vol 16- 2019


N°01 VOL 17-2020


N:02 vol 17-2020


N:03 vol 17-2020


N°01 vol 18-2021


N°02 vol 18-2021


N°01 vol 19-2022


N°02 vol 19-2022


N°01 vol 20-2023


N°02 vol 20-2023


A propos

avancée

Archive PDF

N°08 Mai 2009

الهجــرة وتغيــر القيــم الحضريــة فـــــي الجزائـــر


pp : 236 - 257

محمود قرزيز
  • Auteurs
  • TEXTE INTEGRAL
  • Bibliographie

مقدمة :

ترتبط ظاهرة الهجرة الريفية نحو المدن بعوامل الجذب والطرد،وما توفره المدينة من عوامل جذب للأسر والأفراد، وتختلف أسباب هذه الهجرة من مجتمع لآخر تبعا للخصائص السوسيوثقافية والاقتصادية والإتاحات المختلفة المتوفرة بالفضاء الحضري. ولقد أثرت الهجرةالريفية في الجزائر في الاطار القيمي للمجتمع الحضري . فظهر شكل جديد وبخصائص جديدة.

سنعالج في هذا البحث أبعاد و شكل وأثر الهجرة الريفية نحو المدن في الجزائر- في الفترة الأخيرة - والتغير القيمي للمجتمع الحضري.

1-مدخل حول الهجرة :

1-1-مفهوم الهجرة :

تعرف الهجرة على أنها تغير دائم لمكان الإقامة من بيئة إلى بيئة أخرى بقصد الاستقرار في البيئة الجديدة(1).والهجرة كعملية سكانية تزايدت معدلاتها في عالم اليوم على نحو ملحوظ نتيجة لتغير نظام العمل، والإنتاج في أغلب مجتمعاته، من الزراعة إلى الصناعة ومن نظام في الإنتاج الزراعي يقوم على استقرار مجتمعاته، وأصبح عاجزا عن أن يوفر العمل لجميع السكان إلى نظام يقوم على التصنيع، حيث تجذب فرص العمل التي يوفرها أعداد كبيرة من السكان فتضطرهم إلى التنقل السكاني أينما توجد هذه المنشآت الصناعية.

من هنا ينظر إلى الهجرة باعتبارها علامة بارزة مع التغير الاجتماعي طالما كانت عملية التصنيع تصحبها حركات سكانية من الريف إلى الحضر ومن مدينة إلى أخرى في نفس البلد ومن مجتمع لآخر، ولقد علق على هذه الحركات السكانية أهمية كبيرة مع بداية القرن الماضي في مختلف بلدان العالم. ولهذا فقد حددت عملية الهجرة بأنها عملية انتقال أو تحول أو تغير فيزيقي لفرد أو جماعة من منطقة إلى أخرى داخل حدود بلد واحد أو من منطقة إلى أخرى خارج حدود هذا البلد(2).

وقد تتم هذه العملية بإرادة الفرد أو الجماعة أو بغير إرادتهم وإنما باضطرارهم إلى ذلك قسرا أو لهدف خططه المجتمع، وقد تكون عملية الانتقال والتحول في المكان المعتاد للإقامة من منطقة إلى أخرى، على نحو دائم أو مؤقت وهكذا.

هناك الكثير من المفاهيم ذات الصلة بمفهوم الهجرة ولكن تختلف عن التشابه معها، فنجد أن المهاجرين يختلفون عن المتنقلين، ذلك لأن المهاجر الذي يغير مكان إقامته المعتاد من منطقة إلى أخرى يختلف عن الذين ينتقلون من بيت لآخر، حتى ولو أضطرهم ذلك إلى تخطي حدود بلدهم، لأن نقل مكان الإقامة في حالة الهجرة لا يترتب عليه بالضرورة نقل حياة الإنسان المهاجر برمتها، أما الذي ينتقل بين مسكن وآخر قد يظل يمارس حياته كلها في مكان السكن الأول (3).

كما نلمس فارقا واضحا بين التنقل الاجتماعي والهجرة، ذلك أن التنقل الاجتماعي يعتبر من قبيل تغيير المركز الاجتماعي والاقتصادي، وقد يتم هذا التغيير داخل منطقة واحدة في المجتمع دون حاجة الانتقال إلى منطقة أخرى، كما أن الهجرة باعتبارها عملية تغيير فيزيقي تنطوي بين طياتها على عملية تنقل اجتماعي، على اعتبار أن المهاجر قد يحقق أثناء إقامته في منطقة المهجر مستوى من الحياة الاجتماعية ويصل إلى بعض المراكز، ويتمتع بمكانة اجتماعية واقتصادية لم تكن له في المنطقة التي انتقل منها وهجرها وهكـذا(4 ).

1-2- أنواع الهجرة :

يصنف علماء الاجتماع والديموغرافيا الهجرة*إلى نوعين رئيسيين :الهجرة الخارجية والهجرة الداخلية.

فالهجرة الخارجية هي التي تتم من دولة إلى أخرى سواء كانت قريبة ومتجاورة أو كانت بعيدة عن بعضها البعض، وتعتبر المهاجر وافدا بالنسبة للدولة المستقبلة، كما يعتبر نازحا بالنسبة للدولة المصدرة (5)، ويؤثر بصفة مباشرة هذا النوع على النمو الديموغرافي، وذلك إما بزيادة عدد السكان عن طريق عدد الوافدين أو بانخفاضه عن طريق عدد السكان المغادرين في البلدين.

كذلك يشمل التوزيع الديمغرافي، فالتعديلات التي تحدث في التكوين الجنسي والعمري تحدث تغييرات اجتماعية، فمن حيث التكوين الجنسي، نجد أنه إذا زاد عدد الذكور عن عدد النساء في المجتمع فإن المجتمع يتقدم اقتصاديا وعمرانيا، ويحدث العكس للمجتمع الذي يزيد عدد نساءه عن رجاله، ومن حيث التكوين العمري نجد أنه إذا زاد عدد الشيوخ عن عدد الشبان كان المجتمع متحفظامتمسكا بالقديم، وإذا زاد عدد الشبان عن الشيوخ كان المجتمع مرنا يتقبل كل ما هو جديد(6)، فالهجرة عامل من عوامل التغير الاجتماعي، فظهور جماعات جديدة و اختفاء جماعات قديمة يؤدي إلى تغير اجتماعي .

ولا تزال الهجرة الخارجية حتى الآن من المسائل التي تشغل بال المجتمعات وبدأت تسن القوانين التي تنظمها إما بالتحديد أو المنع أو تغيير أصناف المهاجرين الذين يمكن قبولهم كما هو جاري في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الغربية باستخدام ما يطلق عليه اليوم بالهجرة الانتقائية أو قبول هجرة الكفاءات.

أما الهجرة الداخلية: فهي الهجرة التي تتم بين منطقتين داخل البلد وتشير أيضا إلى عملية انتقال الفرد والجماعات من منطقة إلى أخرى في نفس هذا المجتمع(7).

يرى الكثير من الباحثين أن حجم الهجرات الداخلية يزيد عن حجم الهجرات الخارجية، ومن أهم عوامل ذلك أن الهجرة الداخلية قليلة التكاليف، لا تعرض القائم بها لمشاكل الدخول والخروج من دولة إلى أخرى، ولا تمثل اللغة مشكلة في القيام بها، بمثل ما يحدث للمهاجرين من دولة إلى أخرى مختلفة في لغتها ، يحتاج الأمر إلى ضرورة إلمامالمهاجرين بها، كما أن الاستعداد النفسي للهجرة الداخلية أكثر منه بالنسبة للهجرة الدولية.

وتقسم الهجرة الداخلية بدورها إلى صنفين :

·  هجرة من إقليم إلى آخر أومنطقة إلى أخرى داخل البلد الواحد حيث تحملان نفس الصفات الثقافية والحضرية.

·هجرة ريفية حضرية، وأشهرها هجرة الأفراد والجماعات من الريف إلى المدن في ظل ثنائية طرد الريف وجذب المدن، وهي أهم وأبرز شكل للهجرات الداخلية وخاصة بالدول النامية كالجزائر، حيث شهدت ذلك الشكل في فترات مهمة خاصة بعد الاستقلال وهي في الاستمرار إلى اليوم باختلاف الظروف.هناك أنواع أخرى لطبيعة الهجرة، ومن زوايا نظر أخرى يشير إليها"القطب"في الآتي(8):

من حيث الدافع :

هناك الهجرة الاختيارية، حيث يختار الفرد مكان هجرته بنفسه، حسب الظروف والأسباب التي تتعلق بأوضاعه الخاصة، وهناك الهجرة القسرية أو الإجبارية والتي تتم عملية الهجرة فيها بصورة إجبارية تحت ضغط الاستعمار.

·  من حيث مدة الهجرة :

فهناك الهجرة الموسمية والفصلية، حيث ينتقل الأفراد والعائلات من القرى والبادية إلى مناطق أخرى بسبب ملائمة الظروف الاقتصادية والمعيشية وتوافر الماء والرعيللماشية، يعودون بعدها إلى مناطقهم الأصلية كما يحدث فيمعظم البلاد العربية خاصة في الجزائر، تونس، وشبه الجزيرة العربية. وهناك الهجرة الدائمة أوطويلة الأمد التي ي

الهوامـش :

 1- إسحاق،يعقوب القطب، الحركة السكانية من الريف إلى المدينة في الوطن العربي، إصدارات العهد العربي لإنماء المدن، السعودية، مطابع جامعة الملكسعود، 1986، ص 5.

 2- على،عبد الرزاق جبلي، علم اجتماع السكان، الإسكندرية، دار المعرفة الجامعية، 1998، ص 256.

 3-نفس المرجع ، نفس الصفحة .

 4  - نفس المرجع، ص ص 256- 257.

 5 -  إسحاق،يعقوب القطب، مرجع سبق ذكره، ص 5.

 6 - حسين ، عبد الحميد أحمد شوان، العلاقات الإنسانية في مجالات علم النفس، علم الاجتماع وعلم الإدارة، الإسكندرية، المكتب الجامعي الحديث، 1997، ص 202.

 7 -  نفس المرجع، ص 257.

 8 - اسحاق ،  يعقوب القطب، مرجع سبق ذكره، ص ص 5- 6.

 9 - نفس المرجع، ص 8. 

 10 - نفس المرجع، نفس الصفحة.

 11- محمد عاطف،غيث، التغير الاجتماعي في المجتمع العربي، القاهرة، دار النهضة للطباعة والنشر، بدون تاريخ النشر، ص 154.

 12 - نفس المرجع، نفس الصفحة.

 13 -  أحمد، بوذراع، التطوير الحضري والمناطق الحضرية المتخلفة بالمدن ، باتنة ، منشورات جامعة باتنة، 1997، ص 154.

 14 - فيصل، محمد غرايبية، انعكاسات الهجرة على كيان الأسرة، ووظائف أعضائها في المجتمع العربي، بحث مقدم إلى الملتقى الدولي حول مستقبل الأسرة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تونس 22- 23 فيفري، 1989، ص 28.

 15 - نفس المرجع، نفس الصفحة.

 16- Boutefnouchent , Mostafa, La famille Algérienne ; son Evolution et ses caractéristiques récentes, ed SNED, Alger 1980.P 155.

 17-بن أشنهو، عبد اللطيف، الهجرة الريفية في الجزائر، ترجمة عبد الحميد آتاسي، الجزائر، المؤسسة الوطنية للمطبعة التجارية، بدون تاريخ نشر، ص 07.

 18- Djilalli,  sarie, La dépossession des Fellahs, Algérie, SNED, 1975, P5.

 19-  إبراهيم، مذكور، معجم العلوم الاجتماعية، القاهرة، الهيئة  العربيةالمصرية للكتاب، 1975، ص 126.

 20- Haward, P, chudacoff , L’urbanisation a la measure de la Société, Nouveaux  Horizons, 1977, p11.

 21- Remy,Jean, La ville et L’urbanisation, geamlaux, édition du culot, 1974, p 234.

 22 - بوجلي ، صالح الزوي ، علم الاجتماع الحضري، بنغازي، منشورات جامعة قاريونس، 2002.،ص 25.

 23 - نفس المرجع، ص 26.

 24 - السيد، عبد العاطي، علم الاجتماع الحضري، ج2، الإسكندرية، دار المعرفة الجامعية،  بدون تاريخ نشر، ص117.

 25 - بوقصاص، عبد الحميد،النماذج الريفية-الحضرية لمجتمعات العالم الثالث في ضوء المتصل الريفي الحضري،قسنطينة،ديوان المطبوعاتالجامعية، بدون تاريخ نشر، ص210.

 26 - محمود الكردي،التحضر، القاهرة، دار المعارف، 1986، ص 166.

  27- إبراهيم توهامي، "الأحياء المتخلفة بين التهميش والاندماج في البناء السوسيو اقتصادي الحضري"، مجلة الباحث الاجتماعي، قسم  علم الاجتماع، جامعة قسنطينة، الجزائر، عدد5، جانفي 2004، ص 48.

 28 - نفس المرجع، صص49 – 50.

 29- W.Bouzar, La mouvance et La pause, regards sur la Société Algérienne, Alger , Sned,1983, p316 .

30-Bourdieu, et Sayad,le déracinement, Paris édition minuit 1964 pp 141, 143.

 31 - عبد العزيز، بوودن، "التحضر في الجزائر"، مجلة الباحث الاجتماعي، قسم  علم الاجتماع، جامعة قسنطينة، العدد 5، جانفي 2004.، صص165-166.

 32- Boutefnouchent , Mostafa, op, cit , 155.

33 - عبد العزيز بوودن، مرجع سبق ذكره، ص 163.

 34- عبد العزيز،  بوودن، نفس المرجع السابق، نفس الصفحة.

 35- النعيم، عبد الله العلي، "ندوة "حول الانعكاسات الأمنية وقضايا السكان والتنمية، القاهرة، 22-12-2004، ص1 .

 36- سناء،الخولي، أزمة السكن ومشاكل الشباب، الإسكندرية، دار المعرفة الجامعية، 2002. ص 44.

 37- نفس المرجع، نفس الصفحة.

 38- علي،بوعناقة، "المدينة الجزائرية والألفية الثالثة"، مجلةالتواصلللعلوم الاجتماعية والإنسانية، جامعة عنابة، جوان، 2000، ص 16.

 39- سناء، الخولي، أزمة السكن ومشاكل الشباب،مرجع سبق ذكره، ص 44.

 40- نفس المرجع، ص 45.

 41- إبراهيم،توهامي،"الأحياء المتخلفة بين التهميش والاندماج في البناء سنيو- اقتصادي الحضري"، مجلة الباحث الاجتماعي، قسمعلم الاجتماع، جامعة قسنطينة، عدد5، جانفي،2004 ،ص 48.

 42- نفس المرجع السابق، نفس الصفحة.

 43-   نفس المرجع، نفس الصفحة.

 44- عبد الله، العلي النعيم، مرجع سبق ذكره، نفس الصفحة.

 45-  نفس المرجع، ص3.

 46- نفس المرجع، ص 90.

 47- ابراهيم ، توهامي، مرجع سبق ذكره، ص 69.


* يقصد بالأحياء العشوائية : الأحياء الهامشية، القصديرية، الغير مخططة، الفقيرة التي تفتقر لأدنى شروط الحياة والصحة، وتسمى أيضا بأحياء الصفيح.


@pour_citer_ce_document

محمود قرزيز, «الهجــرة وتغيــر القيــم الحضريــة فـــــي الجزائـــر »

[En ligne] ,[#G_TITLE:#langue] ,[#G_TITLE:#langue]
Papier : pp : 236 - 257,
Date Publication Sur Papier : 2009-05-05,
Date Pulication Electronique : 2012-05-03,
mis a jour le : 14/01/2019,
URL : https://revues.univ-setif2.dz:443/revue/index.php?id=370.