مرفولوجيا الكلمة في القرآن الكريم أثر رسم الملفوظات على دلالتهاThe Marvology of the Word in the Noble Qur’an The effect of drawing words on their significanceLa marvologie de la parole dans le Noble Coran L’effet du dessin des mots sur leur signification
Plan du site au format XML


Archive: revues des lettres et sciences sociales


N°01 Avril 2004


N°02 Mai 2005


N°03 Novembre 2005


N°04 Juin 2006


N°05 Juin 2007


N°06 Janvier 2008


N°07 Juin 2008


N°08 Mai 2009


N°09 Octobre 2009


N°10 Décembre 2009


N°11 Juin 2010


N°12 Juillet 2010


N°13 Janvier 2011


N°14 Juin 2011


N°15 Juillet 2012


N°16 Décembre 2012


N°17 Septembre 2013


Revue des Lettres et Sciences Sociales


N°18 Juin 2014


N°19 Décembre 2014


N°20 Juin 2015


N°21 Décembre 2015


N°22 Juin 2016


N° 23 Décembre 2016


N° 24 Juin 2017


N° 25 Décembre 2017


N°26 Vol 15- 2018


N°27 Vol 15- 2018


N°28 Vol 15- 2018


N°01 Vol 16- 2019


N°02 Vol 16- 2019


N°03 Vol 16- 2019


N°04 Vol 16- 2019


N°01 VOL 17-2020


N:02 vol 17-2020


N:03 vol 17-2020


N°01 vol 18-2021


N°02 vol 18-2021


N°01 vol 19-2022


N°02 vol 19-2022


N°01 vol 20-2023


N°02 vol 20-2023


N°01 vol 21-2024


N°02 vol 21-2024


A propos

avancée

Archive PDF

N°02 vol 21-2024

مرفولوجيا الكلمة في القرآن الكريم أثر رسم الملفوظات على دلالتها
La marvologie de la parole dans le Noble Coran L’effet du dessin des mots sur leur signification
The Marvology of the Word in the Noble Qur’an The effect of drawing words on their significance
20-29
تاريخ الاستلام 2023-09-29 تاريخ القبول 26-10-2024

خلف الله بن علي
  • resume:Ar
  • resume
  • Abstract
  • Auteurs
  • TEXTE INTEGRAL
  • Bibliographie

 تأخذ اللغة وظيفتها الحقيقية عند معرفة أو التحقق من دلالات الكلمات المعبر بها، ثم الوعي بتلك التعبيرات ودلالاتها؛ باعتبار أن الكلمة هي الأداة الحقيقية لإبداع الدلالة.  ولا تأخذ هذه الكلمات دلالاتها الصحيحة إلا من خلال السياقات التي ترد فيها، وهو  -أي السياق- الذي يمنح للكلمة معناها الدقيق والمراد، وتأسيسا على ذلك نحاول أن نتناول في هذه الدراسة مرفولوجيا الكلمة في الخطاب القرآني، وما هي الأبعاد الدلالية التي تأخذها الكلمات بتغيير تركيبتها بالزيادة أو بالحذف، أو بالتغيير في شكلها المعتاد. معلومات حول المقال

الكلمات المفتاحية الرسم القرآني،الدلالة،الكلمة،السياق،المعنى،الزيادة،الحذف
Le langage prend sa véritable fonction dans la connaissance ou la vérification du sens des mots qui y sont exprimés, puis dans la prise de conscience de ces expressions et de leurs implications. Considérant que le mot est le véritable outil de création de la signification, et que ces mots ne prennent leurs connotations correctes qu’à travers les contextes dans lesquels ils apparaissent, et que c’est - c’est-à-dire le contexte - qui donne au mot sa signification précise et signification voulue, et sur cette base, nous essayons de traiter dans cette étude de la morphologie du mot dans le discours coranique, et de ce que sont les dimensions sémantiques que les mots prennent en changeant leur structure en les augmentant ou en les supprimant, ou en changeant leur forme habituelle.      
Mots clés: dessin coranique,signification,mot,contexte,signification,ajout
Language takes its true function when knowing or verifying the meanings of the words expressed in it, and then awareness of those expressions and their implications. Considering that the word is the real tool for the creation of the signification, and these words do not take their correct connotations except through the contexts in which they appear, and it is - that is, the context - that gives the word its precise and intended meaning, and based on that, we try to deal in this study with the morphology of the word in the Quranic discourse, and what They are the semantic dimensions that words take by changing their structure by increasing or deleting them, or by changing their usual form.
Keywords: Quranic drawing,,significance,word,context,meaning,addition

Quelques mots à propos de :  خلف الله بن علي

Pr. Khalfallah  Benali    جامعة تيسمسيلت، الجزائر  benali.khalfallah@gmail.com
مقدمة
تكتسب اللغة أهميتها في إدراك دلالات الكلمات والوعي بها، لأن الكلمة هي الأداة الحقيقية لإبداع الدلالة، في حين نجد السياق من جهة مقابلة هو الذي يعطي للكلمة معناها الدقيق والصحيح، لذلك نلفي دلالة الكلمة لا تكتفي بمدلولها فقط؛ بل قد تتعدى ذلك في كثير من الأحيان لتحمل دلالات أخرى قد تتخذها ضمن السياق اللغوي الذي ترد فيه؛ لأن الألفاظ في واقع الأمر لا تضمن دلالة مطلقة أو محددة، إنما تتحقق دلالتها ضمن السياق الذي ترد فيه، وبالتالي فدلالة الجملة حتما ترتبط بدلالة مفرداتها؛ بمعنى أن الكلمة لا يمكن أن تحصل على معناها الدقيق والصحيح إلا بوجودها في سياق معين يعين هذا السياق القارئ على القبض على مدلولات الكلمات بشكل سوي ودقيق.
وتذهب الدراسات اللسانية المعاصرة إلى أن للألفاظ مظهرين متلازمتين يتمّم أحدهما الآخر؛ مظهر حسي: كون الألفاظ أصواتا، ومظهر معنوي لأن الألفاظ تتكون من أصوات لدى انطباقها على مسمياتها، وتأسيسا على هذا التقسيم نجد أنفسنا أمام مظهرين أساسيين للألفاظ بشكل عام:
- مظهر خارجي يصوره الصوت اللساني لكل لفظة.
- وآخر داخلي يجسد لنا الصورة الذهنية لتلك الأصوات.
فالشق الخارجي يشمل الشكل، أما الداخلي وهو الميزة  المعنوية فيشمل الدلالة أو المعنى ، وهذا ما يصطلح عليه العالم اللغوي (فرديناند دي سوسير) بالدال والمدلول، وهنا نريد أن نركز على ائتلاف هاتين السمتين في دراسة دلالة الألفاظ من خلال مرفولوجية اللفظ، وكيف تتغير دلالة الألفاظ من حيث بنائها المرفولوجي، وقد اخترنا تطبيق ذلك على بعض الملفوظات في القرآن الكريم.
مرفولوجيا الكلمة
المرفولوجيا هي علم يبحث «في طرائق بناء الكلمة، وما يطرأ على البناء من تغيرات لفظية» (ستيتية، 2005)، وهو -كما يبدو- علم متصل بعلم الصرف في تراثنا العربي، وقد حاول علماء اللسانيات في العصر الحديث توسيع مباحث هذا العلم حيث رأوا أنه «العلم الذي يكشف عن الطرق التي تنمّي اللغة، وتزودها بالمباني التي يندرج تحتها مالا حصر له من الكلمات، فهو علم وظيفي، عندما يكون معنى الوظيفة تزويد اللغة والناطقين بها برصيد هائل من الكلمات، وهو علم توليدي؛ لأنه يولد من الأصول القليلة فروعا كثيرة هي مادة اللغة التي تجري على ألسنة الناطقين بها»(ستيتية، 2005)؛  بمعنى أن هذا العلم لا يقتصر على دراسة الأبنية الصرفية، بل هو علم يعمل على تزويد اللغات باختلافها على توليد الكلمات لإثراء أرصدة تلك اللغات بالألفاظ.
وتذهب الدراسات اللسانية الحديثة إلى الاعتقاد بأن هذا العلم له «معنيان رئيسيان: 
-إن المرفولوجيا هي وصف القواعد التي تحكم البنية الداخلية للكلمات؛ أي القواعد التي تركب بين مورفيمات الجذور لتكوين كلمات (قواعد تشكيل الكلمات والسوابق واللواحق)، ووصف الأشكال المختلفة التي تتخذها هذه الكلمات حسب صنف العدد والجنس والزمن والشخص وحسب الحالة (التصريف الاسمي أو الفعلي) على عكس النحو الذي يصف قواعد التركيب بين المورفيمات المعجمية (المرفيمات الجذور والكلمات) لتشكيل الجمل.
-أو أن المورفولوجيا هي رصف في آن واحد لكل من قواعد البنية الداخلية للكلمات والتصريف والنمو، وتتناقض مع المعجم وعلم الأصوات» ( Dubois et autres, 1994).
وإذا عدنا إلى تحديد مفهوم الكلمة والمورفيم لدى متخصصي المورفولوجيا نجدهم يعتقدون أن الكلمة هي الوحدة اللغوية التي تدرسها المورفولوجيا، في حين يبقى مفهوم الكلمة من الصعب تحديده، كما يبدو أن الكلمة ليست أصغر وحدة لغوية ذات شكل ومعنى؛ إذ تتكون بعض الكلمات من عدّة عناصر صغرى مثال كلمة (ما قبل التاريخ) فهي تتكون من: ما/ قبل/ ال/ تاريخ (لرول، 1/6/2022)، أما المورفيم فهو الوحدة الصرفية الدنيا الدالة على معنى، بحيث إن تغييرها يغيّر المعنى(ستيتية، 2005)، فكلمة اللاعبون مثلا تتكون من: ال/لاعب/ون، والجدول أسفله يوضح أوجه الاختلاف بين المصطلحين:
 
المورفيم الكلمة
-له معنى وغير قابل للتجزئة إلى وحدات أصغر ذات معنى.
-ليس كل مورفيم كلمة كـ (ال/تاء التأنيث).
 
-الوحدة الصرفية عنصر لغوي له معان صرفية ونحوية وليس له علاقة بالمعجم في الغالب. -لها معنى.
-ليس كل كلمة مورفيما، فبعض الكلمات تتكون من مورفيم واحد (ولد) وبعض الكلمات تتكون من عدة مورفيمات (الولدان).
-توجد كلمات أحادية المورفيم (رجل/باب) وثنائية المورفيم (الولد/ ذهبوا) وكلمات متعددة المورفيم (سنكفيكهم) (لرول، 1/6/2022). 
وتأسيسا على ما سبق عرضه فإن مرفولوجيا الكلمة في القرآن الكريم لها دور كبير وإعجازي في تحديد الدلالة، وقبل الخوض في هذه المسألة ارتأينا أن نعرج على طائفة من القضايا التي تخص الرسم القرآني للكلمة، أو مرفولوجيا الكلمة في القرآن الكريم.
مفهوم الرسم القرآني
يذهب الباحثون في مجال الرسم القرآني للكلمات إلى تعريف هذا العلم اصطلاحا بأنه الرسم العثماني نسبة إلى (عثمان بن عفان)، لأمره بنسخ المصاحف وإرسالها إلى الأمصار(الطوالة، 1433هـ-2012م)، وسرد (الزركشي) في كتاب البرهان في علوم القرآن أن (أبا البقاء) في كتابه يقول: «ذَهَبَ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ اللُّغَةِ إِلَى كِتَابَةِ الْكَلِمَةِ عَلَى لَفْظِهَا إِلَّا فِي خَطِّ الْمُصْحَفِ فَإِنَّهُمُ اتَّبَعُوا فِي ذَلِكَ مَا وَجَدُوهُ... فَحَصَلَ أَنَّ الْخَطَّ ثَلَاثَةُ أَقْسَامٍ خَطٌّ يُتَّبَعُ بِهِ الاقتداء السلفي وهو رسم الْمُصْحَفِ وَخَطٌّ جَرَى عَلَى مَا أَثْبَتَهُ اللَّفْظُ وَإِسْقَاطِ مَا حَذَفَهُ وَهُوَ خَطُّ الْعَرُوضِ فَيَكْتُبُونَ التَّنْوِينَ وَيَحْذِفُونَ هَمْزَةَ الْوَصْلِ وَخَطٌّ جَرَى عَلَى الْعَادَةِ الْمَعْرُوفَةِ وَهُوَ الَّذِي يَتَكَلَّمُ عَلَيْهِ النَّحْوِيُّ»( الزركشي، 1957)، نلاحظ من خلال هذا القول إن الرسم القرآني يختلف عن الرسم النحوي والعروضي في كونه اقتداء سلفي، وبذلك يمكننا أن نقول عنه إنه توقيفي أمر به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كتاب الوحي.
وتأكيدا لقضية توقيفية الرسم القرآني يرى (الزرقاني) في مصنفه (مناهل العرفان) أن «رسم المصحف يراد به الوضع الذي ارتضاه عثمان بن عفان -رضي الله- عنه في كتابة كلمات القرآن وحروفه. والأصل في المكتوب أن يكون موافقا تمام الموافقة للمنطوق من غير زيادة ولا نقص ولا تبديل ولا تغيير. لكن المصاحف العثمانية قد أهمل فيها هذا الأصل فوجدت بها حروف كثيرة جاء رسمها مخالفا لأداء النطق وذلك لأغراض شريفة» (الزرقاني، د.ت)، وقد أثبت الدارسون الذين جاءوا بعد الزرقاني إنها تدخل ضمن إطار الإعجاز القرآني، وقد تعرض هذا العالم لقضية: هل رسم المصحف توقيفي؟ وقد رأى أن للعلماء في هذا الشأن آراء ثلاثة وقد وجدناه يميل للرأي الأول في: «أنه توقيفي لا تجوز مخالفته. وذلك مذهب الجمهور. واستدلوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان له كتاب يكتبون الوحي وقد كتبوا القرآن فعلا بهذا الرسم وأقرهم الرسول على كتابتهم ومضى عهده صلى الله عليه وسلم والقرآن على هذه الكتبة لم يحدث فيه تغيير ولا تبديل ... ثم جاء (أبو بكر) فكتب القرآن بهذا الرسم في صحف ثم حذا حذوه عثمان في خلافته فاستنسخ تلك الصحف في مصاحف على تلك الكتبة وأقر أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- عمل أبي بكر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين وانتهى الأمر بعد ذلك إلى التابعين وتابعي التابعين فلم يخالف أحد منهم في هذا الرسم ولم ينقل أن أحدا منهم فكر أن يستبدل به رسما آخر من الرسوم التي حدثت في عهد ازدهار التأليف ونشاط التدوين وتقدم العلوم. بل بقي الرسم العثماني محترما متبعا في كتابة المصاحف لا يمس استقلاله ولا يباح حماه»(الزرقاني، د.ت)، ومما يؤكد على وجوب الاتباع في هذا المجال هو إقرار الرسول صلى الله عليه وسلم وإجماع الصحابة جميعهم وقد كان عددهم يفوق عشرة آلاف، وكذا إجماع الأمة بعد ذلك.
ويؤكد ذلك الإمام (البيهقي) في كتابه شعب الإيمان بقوله: «من كتب مصحفا ينبغي أن يحافظ على الهجاء الذي كتبوا به تلك المصاحف ولا يخالفهم فيه ولا يغير مما كتبوه شيئا؛ فإنهم كانوا أكثر علما وأصدق قلبا ولسانا وأعظم أمانة، فلا ينبغي أن نظن بأنفسنا استدراكا عليهم ولا تسقطا لهم» (البيهقي، 1423 هـ - 2003 م).
وممن شددوا على الاقتداء بمصحف عثمان ورأوا فيه أن رسمه توقيفي العالم (سيدي أحمد بن المبارك السلجماسي) إذ يرى أنه «ما للصحابة ولا لغيرهم في رسم القرآن ولا شعرة واحدة، وإنما هو توقيف من النبي، وهو الذي أمرهم أن يكتبوه على الهيئة المعروفة بزيادة الألف ونقصانها لأسرار لا تهتدي إليها العقول وهو سر من الأسرار خص الله به كتابه العزيز دون سائر الكتب السماوية» (السلجماسي، 2002). وقد أكد بل شدد العديد من العلماء على قضية توقيفية الرسم القرآني وهذه بعض الآراء في ذلك: «ويرجع هذا الرسم في الأصل إلى كتابة القرآن بإملاء النبي صلى الله عليه وسلم على كتاب الوحي، فكتبوه حسبما يعرفون وبإشرافه صلى الله عليه وسلم واطلاعه عليه، ومن هنا فإن جمهور العلماء ذهبوا إلى منع كتابة المصحف بما استحدث الناس من قواعد الإملاء، للمحافظة على نقل المصحف بالكتابة على الرسم نفسه الذي كتبه الصحابة واستمرت عليه الأمة، وقد صرح الإمام أحمد فيه بالتحريم فقال: «تحرم مخالفة خط مصحف عثمان في ياء أو واو أو ألف أو غير ذلك». وسئل الإمام مالك: هل يُكتب المصحف على ما أخذته الناس من الهجاء؟ فقال: لا، إلا على الكتابة الأولى. قال الإمام (أبو عمرو الداني): «ولا مخالف له من علماء الأمة». وهكذا اتخذت الأمة الإسلامية الرسم العثماني سنّة متبعة إلى عصرنا هذا، كما قال البيهقي في شعب الإيمان: «واتباع حروف المصاحف عندنا كالسنن القائمة التي لا يجوز لأحد أن يتعداها». وكان ذلك للمبالغة في المحافظة والاحتياط على نص القرآن حتى في مسألة شكلية هي كيفية رسمه. لكن العلماء استثنوا من ذلك نقط المصاحف وتشكيلها، لتمييز الحروف، والحركات فأجازوا ذلك بعد اختلاف في الصدر الأول عليه، وذلك لما اضطروا إلى ذلك لتلافي الأخطاء التي شاعت بسبب اختلاط العرب بالعجم»( الحلبي، 1414 هـ - 1993 م).
وأمر آخر يجب التأكيد عليه هنا وهو أن الصحابة كانوا يعرفون قواعد الإملاء والكتابة حق المعرفة ونستدل على قولنا هذا استدلالا فنيا بقول (الألوسى) في تفسيره روح المعاني ما نصه (الكردي الخطاط، 1365 هـ و 1946 م): «والظاهر أن الصحابة الذين كتبوا القرآن كانوا متقنين رسم الخط عارفين ما يقتضي أن يكتب وما يقتضي أن لا يكتب. وما يقتضي أن يوصل. وما يقتضي أن لا يوصل إلى غير ذلك، لكن خالفوا القواعد في بعض المواضع لحكمة»( الألوسي، 1415هـ).
نماذج من إعجاز الرسم العثماني
بعدما تطرقنا إلى قضية توقيفية الرسم القرآني وإثبات العلماء أن رسم الكلمات في القرآن أمر به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كتبة القرآن، واقتدى به أبو بكر ثم عثمان ثم التابعون ثم تابعو التابعين حتى وصل إلى الأمة الإسلامية، ونحن نقلب في الكتب التي اهتمت بهذه القضية وجدنا الكثير من المصنفات التراثية والحديثة والعديد من المقالات والدراسات الأكاديمية وكلها تقريبا تجمع على إعجازية الرسم القرآني أو مرفولوجيا بعض الكلمات القرآنية، ويذهب المسلمون بتوقيفية الرسم القرآني إلى اعتباره معجزا كما أن نظمه معجز وإلاّ «كيف تهتدي العقول إلى سر زيادة الألف في «مائة» دون «فئة»، وإلى سر زيادة الياء في (بِأَييْدٍ)، و(بِأَييْكُمْ)، أم كيف تتوصل إلى سر زيادة الألف في (سَعَوْا) بالحج، ونقصانها من (سَعَوْ) بسبأ؟ وإلى سر زيادتها في (عَتَوْا) حيث كان ونقصانها من (عَتَوْ) في الفرقان؟ وإلى سر زيادتها في (آمَنُوا)، وإسقاطها من (بَاؤُ، جَاؤُ، تَبُوؤُ، فَاؤُ) بالبقرة؟ وإلى سر زيادتها في (يَعْفُوَا الَّذِي)، ونقصانها من (يَعْفُوَ عَنْهُمْ) في النساء؟ أم كيف تبلغ العقول إلى وجه حذف بعض أحرف من كلمات متشابهة دون بعض، كحذف الألف من (قُرْءَنا) بيوسف والزخرف، وإثباتها في سائر المواضع؟ وإثبات الألف بعد واو (سَمَواتٍ) في فصلت وحذفها من غيرها، وإثبات الألف في (الْمِيعَادِ) مطلقا، وحذفها من الموضع الذي في الأنفال؟ وإثبات الألف في (سِرَاجًا) حيثما وقع, وحذفه من موضع الفرقان؟ وكيف تتوصل إلى حذف بعض التاءات وربطها في بعض؟ فكل ذلك لأسرار إلهية, وأغراض نبوية(صبحي، 2000). وفيما يلي سنحاول الإجابة عن بعض هذه الأسئلة باستعراضنا لبعض النماذج بالشرح والقراءة، وقبل أن نشرع في ذلك لاحظنا أن مرفولوجيا بعض الكلمات القرآنية تأخذ دلالتها من حيث الرسم بالحذف، والرسم بالزيادة بما يخالف الكتابة الإملائية تماما، والرسم بإبدال الألف واوا، ورسم الكلمة بحرفين مختلفين كالتاء المبسوطة أو المربوطة، ورسم نون التوكيد ألفا. 
والمتدبر في الرسم المرفولوجي للكلمة في كتاب الله تعالى يجد حروف عديدة جاء شكلها يخالف الأداء النطقي لها، إضافة إلى وجود ألفاظ أخرى وردت في آيات قرآنية برسم مختلف عن الرسم المعتاد بنقص أو زيادة، وكل ذلك -كما أشرنا سالفا- كان لأغراض إعجازية وهي من الأسرار التي خص بها مولانا سبحانه وتعالى كتابه العزيز «لقد جاء تغيير مبنى الكلمة ليوحي بالمعاني المتجددة للكلمة في كل عصر بما يتوافق مع معطيات هذا العصر، وبما يفيض الله جل وعلا على عباده المؤمنين من فهم وعلم في كل عصر، ولكي تظل عجائب القرآن الكريم ومعجزاته متجددة، فلا تنقضي عجائب القرآن إلى يوم الدين» ( شملول، 2006).
نلاحظ في القرآن الكريم كثيرا حرف المد (الألف) يأتي بشكله العادي وبشكل ألف صغيرة فوق الحرف الممدود بعد حذفه من الكلمة ويوحي ذلك –بعد مراعاة السياق- بالآتي:
«- وجود التصاق لصفة الكلمة؛ أي أنها وحدة واحدة، فالألف تمثل نوعا من الوصل أو الانفصال مثل: (صَٰحِبَة/ أَصْحَٰبُ / أزواج).
-وجود تمكين لدلالة الكلمة مثل: (مـاـلك يوم الدين/ مكنـاـكم).
-وجود استمرارية زمنية أو مكانية أو نوعية مثل: (منـاـفع).
-القرب والألفة مثل: (لإلـاـف قريش/ أمهـاـتكم/ الأرض فراشا). 
-التهوين من الشأن (كيد سـاـحر/ قال فما خطبك يـاـسـاـمري).
-صغر الشيء مثل (غلـاـما/ كذابا).
-السرعة مثل: (الصـاـعقة/ الخـاـلق/ أو إطعـاـم في يوم ذي مسغبة).
-الانكماش أو التنكيس في الخلق مثل: (والقواعد من النساء/ اليتـاـمىا)
-وجود صفات كثيرة مشتركة توحد الجموع مثل: (الظـاـلمين/ الكـاـفرين).
-السكون والهدوء مثل: (أمواتا)» ( شملول، 2006)، وكل هذه الدلالات يجب مراعاة السياق فيها.
وللتفصيل أكثر في ظاهرة الألف في الرسم القرآني نأخذ هذا النموذج فقد وردت كلمة (صاحبه) بألف المد الوسيطة مثبتة الكتابة 08 مرات في القرآن الكريم، ولم ترد كلمة (صـاـحبة) بالألف الصريحة ... ويوحي ورود كلمة (صـاـحبه) وكلمة (صـاـحبة) في بعض آيات القرآن الكريم بدون ألف وسيطة فارقة بنوع زائد من القرب والالتصاق، ونضرب لذلك الأمثلة الآتية.
-الآية 34 من سورة الكهف (فقال لصـاـحبه وهو يحاوره) حيث جاءت كلمة (لصـاـحبه) بدون ألف وسيطة لتوحي بما كان يظنه مالك الجنتين من أن صاحبه يلتصق به في الرفقة والإيمان غير أنه حين يبدأ هذا الرجل في الكفر بالله والكفر بالساعة يتغير فورا رسم وكتابة كلمة (صـاـحب) إلى (صاحبه) بالألف لتوحي بنوع من الانفصال الإيماني رغم رفقة الزمان والمكان ﴿قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا ﴾ (الكهف: 37)، وقد جاء هذا المعنى واضحا في حق الرسول صلى الله عليه وسلم حينما نسبه الله تعالى إلى قومه فجاءت كلمة (صاحبكم/ صاحبهم) بالألف الصريحة الفارقة بينه وبين قومه في الإيمان بالرغم من مصاحبته لهم في الزمان والمكان، وذلك في الآيات التالية: ﴿مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى﴾ (النجم: 2)، ﴿وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ﴾ (التكوير: 22)، ﴿مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ﴾ (سبأ: 46).﴿مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ﴾ (الأعراف: 184).
غير أنه حين يذكر القرآن الكريم سيدنا أبا بكر تأتي كلمة (لصـاـحبه) بدون ألف لتبين مدى الالتصاق بينهما، وتوضيح الصحبة الحقيقية في الرفقة والإيمان ﴿إِذْ يَقُولُ لِصَـٰـحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾ (التوبة: 40)، كذلك فإن كلمة (صٰحبة) بمعنى الزوجة جاءت كلها بدون ألف القرآن الكريم كله لتوحي بالمعنى المطلوب من الزواج وهو القرب الكامل والالتصاق بين الزوجين( شملول، 2006).
ونبقى دائما مع كلمة (الصحبة) وما تعلق بها من مشتقات حيث وردت لفظة (أصحـاـب) في القرآن الكريم 78 مرة كلها بدون ألف وسطية وذلك على النحو التالي: (أصحـاـب النار) 20 مرة (أصحـاـب الجنة) 14 مرة، (أصحـاـب الجحيم) 6 مرات، (أصحـاـب اليمين) 6 مرات، (أصحـاـب الأيكة) 4 مرات، (أصحـاـب الشمال) مرتين، (أصحـاـب الرس) مرتين، (أصحـاـب مدين) مرتين ... ويوحي ورود كلمة (أصحـاـب الجنة) (أصحـاـب النار) (أصحـاـب الجحيم) (أصحـاـب السعير) بالخلود والتصاق سواء في الجنة أو في النار، كما يوحي ورود كلمة (أصحـاـب) في باقي الأحوال بالتصاق المثل بهم وجعلهم عبرة دائمة مستمرة (شملول، 2006).
ولنلاحظ لفظة (كتاب) والتي جاءت لتدل على القرآن الكريم أو اللوح المحفوظ، «تحذف ألفها لأن القرآن أقرب إلينا في الفهم وأظهر في التنزيل؛ وكل ما جاء في القرآن الكريم من كلمة كتاب أو الكتاب مكتوب بغير ألف إلّا في أربعة مواضع فيها ألف وهي:
- ﴿لِكُلِّ أَجَلٍ كِتابٌ﴾ (الرعد: 38) بمعنى: الأجل والوقت.
وفي الآية التي بعدها توجد كلمة كتاب أيضا بمعنى: اللوح المحفوظ، ولذلك كتبت الثانية بدون ألف، قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا رُسُلٗا مِّن قَبۡلِكَ وَجَعَلۡنَا لَهُمۡ أَزۡوَٰجٗا وَذُرِّيَّةٗۚ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأۡتِيَ بِـَٔايَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ لِكُلِّ أَجَلٖ كِتَابٞ ٣٨ يَمۡحُواْ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثۡبِتُۖ وَعِندَهُۥٓ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ٣٩﴾ (الرعد: 38 – 39).
- ﴿وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ﴾ (الحجر: 4) أي: أجل للإهلاك.
- ﴿َٱتۡلُ مَآ أُوحِيَ إِلَيۡكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَٰتِهِۦ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِۦ مُلۡتَحَدٗا ٢٧﴾ (الكهف: 27). فإن هذا أخص من الكتاب فهو معلوم لأنه مضاف إلى كلمة ربك فلم تحذف ألفه حيث إنه واضح الدلالة بمعنى القرآن.
- ﴿طسٓۚ تِلۡكَ ءَايَٰتُ ٱلۡقُرۡءَانِ وَكِتَابٖ مُّبِينٍ١﴾ (النمل: 1).
فهنا الكتاب جاء تابعا للقرآن الكريم فهو واضح المعنى لأن معنى الكتاب هنا هو القرآن الكريم»(أبو شوفة، 2003).
ومن الألفاظ التي جاء بناؤها مخالفا لقواعد الكتابة المتعارف عليها نجد لفظة (اليل) وقد وردت في القرآن الكريم كله محذوفة اللام الوسطى، في المقابل فكلمة (النهار) وردت كاملة حتى حرف المد (الألف) والذي يأتي في بعض الكلمات القرآنية متروكا برسم ألف صغيرة، وعندما نتدبر الحكمة من ذلك نجد أن (اليل) بالمقارنة مع النهار فيه نقص كالظلام وسرعة الانقضاء ولا عمل ولا حركة فيه، أما النهار ففيه العمل والجد والحركة وأحسن دليل على ما نذهب إليه ما ورد في قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا﴾ (غافر: 61)، ففي لفظة الليل نقص في المورفيمات ليتطابق مع الحالة التي خلق الله سبحانه وتعالى الليل لها وتعني الظلام والانكماش وسرعة الانقضاء.
ومن عجيب ما لاحظ المهتمون بمورفولوجيا الكلمة في القرآن الكريم هذه الآية: ﴿إِنَّ الحَسَنَـٰت يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾ (هود: 114)، فقد وردت كلمة (الحَسَنَـٰت) في القرآن الكريم 03 مرات كلها بدون ألف وسطية وذلك في الآيات 114 هود، 168 الأعراف، 70 الفرقان، في حين وردت كلمة (السَّيِّئَات) 36 مرة كلها بالألف الوسطية، ويوحي ورود (الحَسَنَـٰت) بدون ألف أن الحسنات مهما كانت قليلة فإنها ملتصقة بالإنسان لا تنفصل عنه، وأنها تكتب له بمجرد أن يعملها، أما ورود السيئات بالألف الصريحة فيعني أن هذه السيئات يمكن أن تنفصل وتتبدل حسنات إذا ما تاب الإنسان (شملول، 2006)، مصداقا لقوله تعالى: ﴿إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلٗا صَٰلِحٗا فَأُوْلَٰٓئِكَ يُبَدِّلُ ٱللَّهُ سَيِّـَٔاتِهِمۡ حَسَنَٰتٖۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا ٧٠﴾ (الفرقان: 70).
ونبقى دائما مع استبدال الألف الوسطية بألف صغيرة بعد حذفها، ومن عجيب ما يجد الباحث في القرآن الكريم أن كلمة (خالد) وما يجاورها من أسماء من نفس الصيغة الدلالية والاشتقاقية كـ(خٰلد/ خٰلدون/ خٰلدين) قد وردت في القرآن الكريم 72 مرة وكلها بدون الألف الوسطية وربما علة ذلك هو الاستمرارية في الزمان والمكان بمعنى أن من يخلد في الجنة أو في النار فرسم اللفظة يجسد في ذهن المستمع نوعا من الالتصاق والاستمرارية دون فاصل زمني، ونفس الملاحظة يمكن إسقاطها على لفظ (الخلائق) فقد وردت 04 مرات كلها بدون ألف وسطية وذلك في الآيات 65 الأنعام، 14 يونس، 73 يونس، 29 فاطر، وقد حذفت ألفها لتوحي مرفولوجيا ودلاليا بالتصاق الخلائق بعضها ببعض واستمرار النسل البشري دون انفصال أو انقطاع(شملول، 2006)، فمنذ أن خلق الله تعالى آدم لم ينقطع نسله إلى يوم العباد هذا.
وأمثلة حذف الألف وإثباتها في القرآن الكريم كثيرة ومن ذلك لفظة (أيها) بشكلها المعتاد فقد وردت 150 مرة، في حين أنها وردت بشكل مختلف (أيه) بحذف الألف التي في آخرها في مواضع ثلاث فقط وهي: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (النور: 31)، ويبدو أنها جاءت بهذا الشكل لتوحي بالإسراع في التوبة، وأنه يجب على أي مؤمن أن يتوب عن أي ذنب اقترفه بسرعة وألا يسوف ويؤخر توبته، وكذلك في قوله تعالى: ﴿وَقَالُوا يَا أَيُّهَ السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ﴾ (الزخرف: 49)، وقد جاءت بهذا الشكل لتوحي بالعجلة التي طلبها فرعون وملؤه من موسى عليه السلام لرفع العذاب عنهم، كما أنه من الممكن أن توحي أيضا بأن فرعون وملأه يحاولن التقليل من شأن موسى عليه السلام، وفي قوله تعالى: ﴿سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ﴾ (الرحمن: 31)، جاءت أيه ناقصة الألف لتوحي بالتهوين من شأن أو أمر الثقلين (الإنس والجن) لدى الله تعالى( شملول، 2006)، من الملاحظ هنا أن الرسم القرآني لهذه الكلمة رغم كثرتها في كلام العرب إلا أن الله جل جلاله وربط رسمها بدلالتها ربطا دقيقا وموحيا.
ومن مظاهر حذف الألف أو إثباتها هناك كلمتي (الميعاد/ والمِيعَـٰد) فقد وردت لفظة (الميعاد) كاملة أي بألف صريحة في وسط الكلمة 05 مرات، ونلاحظ أن كلها يقصد بها الميعاد الذي وعده الله، لذلك جاءت هذه اللفظة كاملة وواضحة وصريحة حتى لا يرتاب بها أحد، ولنتأمل الآيات التي وردت فيها ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾ (سورة آل عمران، الآية 9)، وفي السورة نفسها نجد قوله تعالى: ﴿إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾ (سورة آل عمران، الآية 194)، وفي مواضع أخرى يقول تعالى:﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ﴾ (سورة الرعد، الآية 31)، ﴿قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ ﴾ (سورة سبأ، الآية 30)، ﴿لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ﴾، (سورة الزمر، الآية 20)، غير أن هذه الكلمة وردت مرة واحدة فقط بشكل (المِيعَـٰد) محذوفة الألف، وذلك حين نسب الله تعالى هذا الميعاد إلى البشر( شملول، 2006)، حيث قال: ﴿وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي المِيعَـٰد﴾ (سورة الأنفال، الآية 42)، فميعاد الله سبحانه يتحقق يقينا سواء بالجزاء أو العقاب بالنصر أو الهزيمة، إنه وعد الله، أما ميعاد ووعد البشر فقد لا يتحقق لعدم قدرة البشر أمام مقدرة المولى جل في علاه، وليتجسد ضعف البشر أمام عظمة الله وقدرته التي لا حدود لها ولا قيود. 
ومن مظاهر الدقة الدلالية في مرفولوجيا الكلمة القرآنية لفظي (ءاباء وأُمَّهٰـت)، فكلمة (ءاباء) ومشتقاتها وردت 64 مرة وكلها دون استثناء بألف صريحة، في المقابل وردت كلمة (أُمَّهٰـت) 11 مرة في القرآن وكلها بدون ألف صريحة وقد وردت في الآية 23 من سورة النساء 3 مرات، وفي الآية 78 من سورة النحل والآية 61 من سورة النور وفي الآيتين 4 و6 من سورة الأحزاب، وفي الآية 6 من سورة الزمر والآية 32 من سورة النجم، والآية 2 من سورة المجادلة، ويوحي عدم وجود الألف الصريحة في كتاب (أُمَّهٰـت) بالرغم من وجودها في (ءاباء) بأن الأمهات أكثر التصاقا وقربا من أولادهن، وليس أدل على ذلك من التصاق الولد بأمه التصاقا ماديا في مرحلة الحمل وكذا مرحلة الرضاعة والطفولة، مما يدل على أن رسم الكلمة القرآنية يعطي امتدادا أو عمقا للمعنى، وكذلك الحال في لفظة (والد) ومشتقاتها، فكلها جاءت بألف صريحة في المقابل فكلمة (والدة) ومشتقاتها أيضا وردت 3 مرات بحذف الألف (شملول، 2006)، لتدل على الالتصاق والقرب الماديين.
وإذا حذف الله سبحانه وتعالى حرفا أو أثبته في كتابه العزيز فإننا لو تدبرنا في ذلك جيدا لوجدنا ذلك لغاية دلالية بحتة ومن ذلك «حذف الياء أيضا من كلمة: (تسألني) في قوله تعالى: ﴿قالَ يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ فَلا تَسْئَلْنِ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجاهِلِينَ﴾ (هود: 46). لأن علم هذا السؤال غيب بدليل قوله تعالى: ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ، وذلك بخلاف قوله عزّ وجلّ: ﴿قالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلا تَسْئَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْراً﴾ (الكهف: 70). فلم تحذف الياء من كلمة تَسْئَلْنِي لأنه سؤال عن حوادث تجري في الدنيا وهي ظاهرة غير خفية» (أبو شوفة، 2003).
ومن الألفاظ التي غير الله سبحانه وتعالى من رسمها في القرآن الكريم نجد لفظة (الصلـٰوة) والتي وردت بهذا الشكل في جميع آيات القرآن الكريم 68 مرة، مختلفة عن الكتابة العادية، ويوحي ذلك بأهمية الصلاة في الدين الإسلامي، وبأنها عماد هذا الدين وأنها الصلة بين العبد وخالقه، ولذلك جاء رسمها ملفتا للنظر وكأنك وضَعْتَ حولها دائرةً أو تحتها خطاً لتميزها عن باقي الكلمات، ومن جهة أخرى فإنها أيضا حين تنسب إلى الأنبياء في جدلهم مع أهل الباطل أو في دعائهم للمؤمنين فإنها تأتي بصورتها الخاصة كما يلي: ﴿وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ﴾ سورة التوبة، الآية 103، وفي قوله تعالى: ﴿قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَواتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا﴾ سورة هود، الآية 87، أما حين تكون بشكل عام فتأتي بصورتها العادية حيث وردت 06 مرات ( شملول، 2006)،  كما يلي: ﴿كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ﴾ (سورة النور، الآية 41)، ﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا﴾ (سورة الإسراء، الآية 110)، ﴿وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾ (سورة الأنعام، الآية 92)، ﴿وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً﴾ (سورة الأنفال، الآية 35)، ﴿الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ (سورة المؤمنون، الآية 20)، ﴿الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ﴾ (سورة المعارج، الآية 23)،﴿الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ﴾ (سورة الماعون، الآية 5)، نلاحظ أن الله عز وجل عندما يحدّثنا عن الصلاة الفرض والتي هي الصلة بين العبد وربه يستعمل مرفولوجيا ملفتة للانتباه لهذه اللفظة حتى يشدّ انتباه القارئ لها لأهميتها في حياة المسلم ولعلو مكانتها، فنجد هذه اللفظة منصوبة على الاختصاص في قوله تعالى: ﴿لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلوَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكوَاةَ﴾ (سورة النساء، الآية 62).
وللتفريق بين دلالات الكلمات ذات المعنى المتقارب «زيدت الياء بكلمة (بأييد) في قوله تعالى: ﴿وَٱلسَّمَآءَ بَنَيۡنَٰهَا بِأَيۡيْدٖ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) وَٱلۡأَرۡضَ فَرَشۡنَٰهَا فَنِعۡمَ ٱلۡمَٰهِدُونَ (48)﴾ (الذاريات: 47 – 48). للتفريق بين الأيدي التي هي من جوارح الإنسان، وبين اليد بمعنى: القوة القوية الامتناعية»(أبو شوفة، 2003).
ومن الألفاظ التي غير الله تعالى رسمها لفظة (رحمة) والتي قد نجدها بتاء مفتوحة (رحمت)، فقد وردت كلمة (رحمة) بالتاء المربوطة 72 مرة في القرآن الكريم، في حين وردت (رحمت) بالتاء المفتوحة 7 مرات، ولو تدبّرنا جميع الآيات التي وردت بها كلمة (رحمة) لوجدناها تشير إلى الرحمة العامة، أما إذا تدبّرنا الآيات التي وردت فيها كلمة (رحمت) لوجدناها تعني الرحمة الخاصة ببعض الخلق وهم الذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله، وكذلك تخص المحسنين وتخص أهل البين، وخص بها النبي زكريا، ووردت في إحياء الأرض بعد موتها، وقد وردت لفظة (رحمت) في السور التي تبدأ بالحروف المقطعة( شملول، 2006).
ونبقى مع رسم التاء المفتوحة والمربوطة لنتعرض لكلمة (امرأة) فقد وردت هذه اللفظة بالتاء المربوطة 4 مرات وبالتاء المفتوحة (امرأت) 7 مرات في القرآن كله، وقد لوحظ أنها لما تأتي نكرة فإن آخرها يكون تاءً مربوطة، وبهذه الصفة توحي بالمحدودية والأهمية العادية، ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: ﴿وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ﴾ سورة النساء، الآية 128. وكذلك في قوله تعالى: ﴿وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ﴾ سورة النساء، الآية 12. وفي قوله تعالى: ﴿إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ﴾ سورة النمل، الآية 23، أما عندما تأتي بالتاء المفتوحة (امرأت) فإنها تنسب إلى الزوج بالضرورة، إضافة إلى أنها تعني امرأة معينة لها أهميتها، بحيث أن الله ضرب لنا بها مثلا سواء المؤمنة أو الكافرة، وبذلك استعمل مولانا جل في علاه التاء المفتوحة لتجعل المعنى مفتوحا واضحا وذا أهمية، ويجب الالتفات إليه، وأخذ العبرة منه( شملول، 2006)، وباحث آخر يعتقد أنه «إذا كانت المرأة زوجة معينة لرجل معين معروف كتبت بالتاء المبسوطة كما في قوله تعالى: ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ﴾ (سورة التحريم، الآية 11)، وإذا لم تكن زوجة له كتبت بالتاء المربوطة»(أبو شوفة، 2003). وسنقدم بعض الأمثلة التي تعضد ما ذهبنا إليه من القرآن الكريم ومن ذلك قوله تعالى: ﴿إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ سورة آل عمران، الآية 35، وفي قوله تعالى: ﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا﴾ سورة التحريم، الآية 10. وفي قوله جلا وعلا: ﴿وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ﴾ سورة التحريم، الآية 11، نلاحظ من خلال مرفولوجيا اللفظتين أن الله سبحانه وتعالى يرشدنا إلى تكثيف الدلالة اللفظية للفظة القرآنية عن طريق ظاهرة الرسم والتغيير في شكل الكلمات حتى تأخذ مدلولات أكثر دقّة وعمقا للتعبير عن المعاني المرادة منها، فلا زيادة ولا نقصان، وكل شيء عنده بمقدار.
ومن عجيب ما يلاحظ المتأمل لرسم الكلمة في القرآن الكريم الفرق بين كلمتي (رءا ورأى) ففي الحالة الأولى (رءا) جاءت بهذا الشكل في القرآن الكريم 11 مرة وكلها للدلالة على الرؤية البصرية ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَءَا كَوْكَبًا﴾ سورة الأنعام، الآية 76، ﴿لَوْلَا أَنْ رَءَا بُرْهَانَ رَبِّهِ﴾ سورة يوسف، الآية 24. ﴿فَلَمَّا رَءَا قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ﴾ سورة يوسف، الآية 28، ومعلوم أنها لا تحيط بكل شيء، حيث يوحي وجود الألف في نهاية الكلمة بنوع من الحاجز أو الحد، بيد أن القرآن الكريم حينما يتحدث عن رؤية البصيرة النافذة يستخدم كلمة (رأى)، حيث يوحي وجود الياء في نهاية الكلمة بنوع من الامتداد، لذلك جاءت هذه الصيغة في موضعين فقط، وهما خاصان بالرسول صلى الله عليه وسلم حين بلغ السموات العلى وسدرة المنتهى خلال معراجه، حيث كانت الرؤية الحقة، وحيث (ما زاغ البصر وما طغى)، وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في سورة النجم (ما كذب الفؤاد وما رأى)، (لقد رأى من آيات ربه الكبرى)، فشتان بين الرؤيتين، لأن ما عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم في رحلة معراجه كانت من آيات الله الكبرى، ولا شك أن الرؤية هناك تكون يقينية إيمانية إعجازية حقيقية، في المقابل فإن الرؤية في الحياة الدنيا ونقصد الرؤية البشرية قد يعتريها النقصان والمحدودية، وعدم الإحاطة بكل شيء.
والأمثلة على ظاهرة حذف الألف وإثباتها وعلاقة ذلك بدلالة الكلمة كثير في القرآن الكريم، وقد أفرد لها الدارسون المهتمون بالرسم القرآني فصولا في كتبهم، وأحوالها كثيرة ومتعددة، ولنأخذ مثالا لفظتي (أعداء وإخوان)، فلفظة أعداء وردت في كل القرآن الكريم مثبتة الألف الوسطى ليحيلنا شكل هذه الكلمة إلى وجود حاجز بين المتخاصمين، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاء﴾، ﴿وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ﴾، (ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ﴾، ﴿وَإِذَا حُشِرَ النَّاسُ كَانُوا لَهُمْ أَعْدَاءً وَكَانُوا بِعِبَادَتِهِمْ كَافِرِين﴾، ﴿إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ﴾، في المقابل فإن لفظة (إخوانا) جاءت بدون ألف وسطى لترسم في ذهن المتلقي تلك الألفة والتقارب بين الإخوان.
خاتمة
بعد هذه الرحلة البحثية في رحاب رسم الكلمة في القرآن الكريم توصلنا للنتائج التالية:
-إن الرسم القرآني توقيفي وذلك بأمر من رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فقد أمر الصحابة وكتبة القرآن أن يكتبوه بهذا الشكل، ومن غير في شكل الكتابة فكأنما غير من الدلالات المتوخاة من ألفاظه.  
-بعض المجتهدين من متخصصي علوم القرآن خالفوا هذا الرأي ورأوا عدم توقيفيته، إلا أن هناك من العلماء من انبرى إليهم بالرد.
-هناك ارتباط وثيق بين رسم الكلمة في القرآن الكريم –زيادة وحذفا وتغييرا في الشكل- والمعاني التي أرادها الله تعالى.
- لاحظنا أن الحذف قد  وقع كثيراً في حروف العلة الثلاثة  (الألف والواو والياء)، وقليلاً في اللام والنون.
-ليس هناك قاعدة لحذف الألف في الرسم، وأكثر ما وقع في الألفات المتوسطة، خاصة إذا طالت حروف الكلمة، وحاول علماء الرسم قديماً وحديثاً وضع ضوابط لذلك.
-الزيادة هي أن يرسم حرف ليس له مقابل صوتي في النطق .
وقد وقعت الزيادة في رسم المصحف في حروف العلة الثلاثة (الألف والواو والياء).
-البدل هو رسم صوت بغير الرمز الذي وضع له ، وقع البدل في رسم الألف واواً أو ياء، ورسم تاء التأنيث هاء. كما رسِمَتِ الألف واواً.
أحمد عمر أبو شوفة، المعجزة القرآنية حقائق علمية قاطعة، دار الكتب الوطنية – لييا، 2003، ص.ص.76-77.
الألوسي شهاب الدين، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، المحقق: علي عبد الباري عطية، الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت، 1415هـ، الطبعة: الأولى، ج.10.
البيهقي، شعب الإيمان، حققه وراجع نصوصه وخرج أحاديثه: الدكتور عبد العلي عبد الحميد حامد، أشرف على تحقيقه وتخريج أحاديثه: مختار أحمد الندوي، صاحب الدار السلفية ببومباي – الهند، مكتبة الرشد للنشر والتوزيع بالرياض بالتعاون مع الدار السلفية ببومباي بالهند، الطبعة: الأولى، 1423 هـ - 2003 م، ج.4، ص.219.
الزرقاني، مناهل العرفان في علوم القرآن، مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه، القاهرة، د.ت، ط.3، ج.1.
الزركشي، البرهان في علوم القرآن، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء الكتب العربية، مصر، 1957، ط.1، ج.1.
سمير شريف ستيتية، اللسانيات المجال والوظيفة والمنهج، علم الكتب الحديث، الأردن، 2005..
سيدي أحمد بن المبارك السلجماسي، الإبريز في كلام سيدي عبد العزيز، منشورات محمد علي بيضون، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 2002، ط.2.
صبحي الصالح، مباحث في علوم القرآن، دار العلم للملايين، كانون الثاني/ يناير 2000، ط.24.
فضيلة لرول، المرفولوجيا في اللسانيات الحديثة، مجلة الممارسات اللغوية، جامعة تيزي وزو، الجزائر، 1/6/2022، مج.13، ع.3.
محمد حسين علي الصغير، تطور البحث الدلالي دراسة تطبيقية في القرآن الكريم، دار المؤرخ العربي، بيروت، لبنان، 1999.
محمد شملول، إعجاز رسم القرآن وإعجاز التلاوة، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة، مصر، 2006، ط.1.
محمد طاهر الكردي الخطاط، تاريخ القرآن الكريم، ملتزم طبعه ونشره: مصطفى محمد يغمور بمكة، طبع للمرة الأولى: بمطبعة 
نمشة بنت عبد الله الطوالة، إعجاز الرسم القرآني بين المثبتين والنافين، مجلة الدراسات القرآنية، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، السعودية، 1433هـ-2012م، ع.10.
نور الدين محمد عتر الحلبي، علوم القرآن الكريم، الناشر: مطبعة الصباح – دمشق، الطبعة: الأولى، 1414 هـ - 1993 م.
Jean Dubois et autres, Dictionnaire de linguistique et de la science du langage, Larousse, Paris, 1994, P.311. 

@pour_citer_ce_document

خلف الله بن علي, «مرفولوجيا الكلمة في القرآن الكريم أثر رسم الملفوظات على دلالتها»

[En ligne] ,[#G_TITLE:#langue] ,[#G_TITLE:#langue]
Papier : 20-29,
Date Publication Sur Papier : 2024-12-23,
Date Pulication Electronique : 2024-12-23,
mis a jour le : 23/12/2024,
URL : https://revues.univ-setif2.dz:443/revue/index.php?id=10132.