الســــرد العربــي مفاهيـــــم وتجليــــــــــات - نحو تصور تكاملي للسرد العربي
Plan du site au format XML


Archive: revues des lettres et sciences sociales


N°01 Avril 2004


N°02 Mai 2005


N°03 Novembre 2005


N°04 Juin 2006


N°05 Juin 2007


N°06 Janvier 2008


N°07 Juin 2008


N°08 Mai 2009


N°09 Octobre 2009


N°10 Décembre 2009


N°11 Juin 2010


N°12 Juillet 2010


N°13 Janvier 2011


N°14 Juin 2011


N°15 Juillet 2012


N°16 Décembre 2012


N°17 Septembre 2013


Revue des Lettres et Sciences Sociales


N°18 Juin 2014


N°19 Décembre 2014


N°20 Juin 2015


N°21 Décembre 2015


N°22 Juin 2016


N° 23 Décembre 2016


N° 24 Juin 2017


N° 25 Décembre 2017


N°26 Vol 15- 2018


N°27 Vol 15- 2018


N°28 Vol 15- 2018


N°01 Vol 16- 2019


N°02 Vol 16- 2019


N°03 Vol 16- 2019


N°04 Vol 16- 2019


N°01 VOL 17-2020


N:02 vol 17-2020


N:03 vol 17-2020


N°01 vol 18-2021


N°02 vol 18-2021


N°01 vol 19-2022


N°02 vol 19-2022


N°01 vol 20-2023


N°02 vol 20-2023


N°01 vol 21-2024


A propos

avancée

Archive PDF

N° 24 Juin 2017

الســــرد العربــي مفاهيـــــم وتجليــــــــــات - نحو تصور تكاملي للسرد العربي


زهيرة بارش
  • resume:Ar
  • resume
  • Abstract
  • Auteurs
  • TEXTE INTEGRAL
  • Bibliographie

يعالج هذا المقال  قضية التراث السردي العربي في الخطاب النقدي العربي المعاصر، من خلال رؤية الناقد المغربي سعيد يقطين، الذي حاول طرح مختلف القضايا التي يتضمنها هذا التراث، في كتابه " السرد العربي - مفاهيم وتجليات –"،  كما سعى إلى إعادة قراءته بأحدث المناهج والآليات، سالكا في ذلك طريقا وسطا يقوم على التفاعل الايجابي بين كل من الموروث العربي والمنجز الغربي، مع التركيز على فكرة التأصيل للموروث السردي العربي، بتناوله في إطار صيرورته المتكاملة، بعيدا عن الرؤى الاختزالية والتجزيئية، والنظر إليه مجسدا في نص السيرة الشعبية نظرة عصرية تستند إلى أحدث ما قدمته المعرفة -الإنسانية في مناهج التحليل والدراسة.

الكلمات المفاتيح: التراث السردي، الخطاب النقدي، سعيد يقطين، المناهج، نظرة عصرية.

Le présent article a traité le patrimoine narratif arabe dans le discours critique arabe moderne selon la vision du critique Said Yaktine, ce dernier a essayé de toucher à ce qui est inclus dans ce patrimoine dans son ouvrage (la narratologie arabe-concepts et visions) comme il a épuisé un grand effort pour le relire en recourant aux méthodes et aux mécanismes les plus récents . Cela a été fait en prenant un chemin milieu en se basant sur la réaction positive qui se fait entre le patrimoine arabe et l'autre occidental. Le critique Said Yaktine a mis en relief l'idée de l'authenticité du patrimoine narratif arabe en l'abordant dans le cadre de sa transformation complète tout en l'isolant des différentes visions partitives pour le voir dans la biographie populaire , une vision moderne qui s'appuie sur les méthodes d'analyse et d'étude les plus récentes.

Mots clés: patrimoine narratif،le discours critique،Said Yaktine،les méthodes،une vision moderne.

The subject of this essay  is the narrative arabic patrimony in the critical arabic modern discourse according to Said Yaktine who treated all the points included in this patrimony in his work : (Arabic narratology-concepts and visions). He has tried to re-read it by using the latest methods and mecanisms. That is done by being in the middle and based on a positive reaction between the arabic patrimony and the occidental one .Said Yaktine highlighted the authenticity of the narrative patrimony .it was treated in the frame of its complete transformation far from the different partitive visions so that we can see it in a popular biography. That is a modern vision based on the latest methods of analyse and study

Keywords: the narrative arabic patrimony،the critical discourse ،Said Yaktine,  a modern vision.

توطئة

تعد قراءة التراث السردي من أكبر انشغالات الدراسات النقدية المعاصرة، حيث وظفت مناهج وآليات حديثة حاولت محاورة المضامين المغيبة واستنطاق المفاهيم المستعصية، كما قدمت دراسات وأبحاث فكرية جعلت من التراث السردي العربي محورا هاما من محاور الجدل الثقافي في الوطن العربي. وقد اقترن ذلك بوعي نقدي حداثي سعى إلى التفاعل الإيجابي بين الموروث السردي العربي والفكر الغربي، وذلك عن طريق الحوار العميق الرامي إلى التأصيل والإبداع ، بعيدا عن العقد الحضارية والثقافية.

في ضوء هذه المعطيات، ارتأينا معاينة وتتبع رؤى وأفكار الناقد المغربي سعيد يقطين في معالجته لقضية التراث السردي من خلال كتابه "السرد العربي مفاهيم وتجليات"، الذي حاول فيه تجاوز الحدود النظرية التي طالما عالجت علاقة التراث بالحداثة أو المعاصرة، ليتجه إلى المجال التطبيقي، موضحا بذلك طرق وآليات القراءة الواعية ومقاصدها، آخذا بعين الاعتبار التنوع الذي يزخر به هذا التراث، والرسالة الحضارية التي يحملها.

أولا- بنية الكتاب وأهميته

يعد كتاب "السرد العربي مفاهيم وتجليات"(1) للناقد المغربي سعيد يقطين، من أهم مؤلفاته السردية، حيث يأتي امتدادا لكتاب "الكلام والخبر(2) ، إذ يسير في المسلك نفسه الذي رسمه هذا الأخير، من خلال البحث في بعض المفاهيم الأساسية التي وردت فيه، والتي تحتاج إلى إعادة النظر فيها باستمرار، ذلك ما عبر عنه سعيد يقطين في مقدمة مؤلفه: "يأتي هذا الكتاب ليسير في المجرى نفسه الذي اختطه كتاب الكلام والخبر، من خلال ترهين البحث في بعض المفاهيم الأساسية المتصلة بالسرد العربي"(3). ومن بين هذه المفاهيم، السرد العربي وأبعاد الاشتغال به، التراث وما يتصل به، قضية كتابة السرد العربي ومشروع المكتبة السردية وغيرها.

كما توقف الكاتب في هذا البحث عند مجموعة من التجليات السردية في التراث العربي القديم، والتي مكنته من إعادة النظر في بعض المفاهيم التي وظفها في الكتاب السابق (الكلام والخبر)، مثل مفهوم المجلس الذي أولاه أهمية خاصة في إنتاج الكلام العربي، وقد اختار الباحث متنا سرديا قديما هو كتاب "الإمتاع والمؤانسة"(4)لأبي حيان التوحيدي، ليجسد من خلاله منطلقاته النظرية ويعمق الفكرة التي يرمي إليها، فهو يعد هذا المتن السردي تجليا نصيا يبين بامتياز صلة الإنتاج العربي الكلامي بفضاء المجلس.كما توقف أيضا عند خطاب الرحلة في الثقافة العربية، وقد حاول الكشف عن أبرز مكوناته البنيوية، وهي الزمن والمكان والصيغة والبناء.

وقام برصد مختلف مكونات الرؤيا من زاويتي التلقي والتأويل، ثم بين قواعد هذا التأويل وحدوده. وبحث أيضا في عالم تلقي العجائبي في السرد العربي، من حيث الشكل وعلاقاته بمختلف الأنماط الأخرى، وأيضا في بنياته وآلياته، حيث اشتغل في ذلك على نموذج غزوة +"وادي السيسبان"(5) ، كما أعاد تشكيل النص السردي انطلاقا مما هو مطبوع، وذلك في إطار إنشاء مكتبة سردية عربية، متخذا من سيرة بني هلال نموذجا تطبيقيا.

وقد قسم الكتاب إلى بابين:

·الباب الأول في المفاهيم، وضم أربعة فصول هي:

-                       التراث العربي والسرد العربي.

-                       السرد العربي، المفاهيم والأبعاد.

-                       كتابة تاريخ السرد العربي.

-                       المكتبة السردية العربية.

·أما الباب الثاني، فجعله في التجليات وضم خمسة فصول هي:

-                       الكلام، المجلس، الخطاب، من خلال الإمتاع والمؤانسة.

-                       خطاب الرحلة العربي، بحثا عن البنيات الخطابية.

-                       تلقي الأحلام وتأويلها، تأصيل قواعد التأويل.

-                       تلقي العجائبي في السرد الشعبي، غزوة وادي السيسبان.

-                       سيرة بني هلال، إعادة تشكل النص السردي الشعبي.

ثانيا - المتن النقدي

لقد عالج سعيد يقطين في كتاب "السرد العربي مفاهيم وتجليات"، قضايا ذات أهمية بالغة، تصلح أن تكون كل قضية مشروع بحث مستقل، نظرا لعمقها وتعدد جوانبها، فهي -كما يصرح صاحب الكتاب- لا تسعى إلى الإحاطة بقضايا التراث السردي العربي من حيث المفاهيم والتجليات فحسب، وإنما تحمل في ثناياها طموح التأسيس لنظرية سردية متكاملة الجوانب والأجزاء، تتعدى البحث في الأشكال إلى الدلالات بأبعادها المختلفة، الواقعية والتاريخية والتأويلية والثقافية.

وتبقى الغاية الكبرى التي يسعى الباحث إلى تحقيقها من وراء هذا العمل، هي تعميق الوعي بالتراث العربي بصفة عامة، والسردي منه بصفة خاصة، وهو الهاجس نفسه الذي ظل يرافق الباحث طيلة مراحل اشتغاله بالمشروع التراثي.

1. تجديد زاوية النظر إلى التراث العربي

تطرق الباحث إلى العديد من الإشكاليات التي ترتبط بالتراث، على نحو الزمان، الثقافة العالمة والثقافة الشعبية، المهمش والمغيب وغيرها من المفاهيم، التي أسهمت بشكل أو بآخر في تعميق أزمة التراث، لاسيما على الصعيد المفاهيمي، لكونها أدت إلى إنتاج ثقافة ذات طابع تجزيئي واختزالي، مما يجعل الدارس للتراث أمام رؤى ضيقة وتصورات جاهزة ونتائج معدة سلفا.

وبعد البحث والتحليل يخلص يقطين إلى تقديم تعريف للتراث العربي، إذ يقول: "مجموع الإنتاج الذي خلفه العرب وغيرهم من الأجناس التي دخلت في نطاق الحضارة العربية الإسلامية باللغة العربية"(6)، ويركز الباحث على اللغة العربية، لأنها الإطار الذي ينظم كل أشكال التعبير والتفكير، فالتراث كل متكامل رغم تضمنه لرؤى وتصورات متناقضة ومتصارعة في بعض الأحيان، ويعد هذا التباين والاختلاف أمرا طبيعيا، لأنه ينتج عن مختلف التفاعلات التي يقيمها التراث مع غيره من الحضارات والثقافات، بل يمكن اعتباره العامل الذي يؤكد وحدة البنية أو كلية النسق، حيث لا يمكن للبنية أن تنبني على الائتلاف فقط.

انطلاقا من هذه الرؤية، يمكن اعتبار التراث العربي بنية أو نسقا له محدداته ومقوماته، وبالتالي يصبح من الضروري عدم الفصل بين هذه المكونات، وإنما النظر إليها في كليتها وانسجامها واندماجها، وتلك هي البداية السليمة في قراءة التراث.

ويشير الباحث إلى أسبقية المبدع على الناقد والباحث، في تفاعله الإيجابي مع هذا التراث، ويمثل لذلك بالرواية العربية الحديثة في تجسيداتها المختلفة للأنماط المتنوعة لحياة الإنسان العربي(7)، أما العمل النقدي فقد ظل أسير المواقف المسبقة والأيديولوجيات الموجهة والنتائج الجاهزة، ولن يحدث التغيير المرجو إلا بتغيير زاوية النظر إلى هذا التراث، وتعميق الأسئلة المطروحة. وذلك من خلال:

-                       الانتقال من القراءة الأيديولوجية إلى القراءة العلمية، التي تتأسس على الرغبة في الفهم والتحليل وفق ما يقتضيه البحث العلمي، بالإضافة إلى التحلي بالروح العلمية والصبر وطول النفس أثناء عملية البحث والتنقيب.

-                       الانطلاق من فرضيات وأسئلة محددة، تساعد على الوصول إلى إنتاج معرفة جديدة تعيد الاعتبار لجزء كبير من النصوص السردية التي ظلت مهمشة لعصور طويلة بسبب دواع متعددة.

-                       الابتعاد عن النرجسية الذاتية، والانفتاح على التراث الإنساني في شموليته، ومحاولة الإفادة من منجزات العصر وتوظيفها في عملية القراءة.

بهذا الطرح العلمي الذي يتجاوز الإيديولوجيات، يمكن تحقيق الغايات المرجوة والمقاصد المطلوبة، من وراء العودة إلى هذا التراث.(8)

2. الوعي بالسرد العربي

1.2..المفهوم الجامع

   يعالج الباحث هذا الموضوع من خلال ثلاثة أسئلة جوهرية يطرحها، يحاورها ويحاول الإجابة عنها وهي: ماهية السرد العربي، سبب الاهتمام به، وكيفية التعامل معه.

يشغل الباحث مفهوم"السرد العربي" ليكون المفهوم الجامع الشامل لمختلف التجليات المتصلة بالعمل الحكائي، على غرار الأدب القصصي، النثر الفني، القصة، الحكايات العربية وغيرها من المفاهيم المتشعبة والمتنوعة، التي وظفت قديما وحديثا وكانت أغلبها تنطلق من رؤى خاصة، مما جعلها تنتج دلالات محدودة وضيقة، لا تعكس الظاهرة السردية في شموليتها. وبتوظيف هذا المفهوم، يصبح "السرد العربي" بمثابة "الجنس العام" الذي توظف فيه مختلف أنواع الصيغ، واعتباره جنسا يستدعي أن تكون له أنواع وأنماط وكذا تاريخ، وما يتغير هي الأنواع والأنماط، أما الجنس فهو ثابت.

ويشير الباحث إلى الحضور الهام والواسع للسرد في التراث العربي، حيث سجل العرب من خلاله مختلف مواقفهم من العصر والتاريخ والكون، وكذا جل رؤاهم وتفاعلاتهم من الذات والآخر، لكن رغم هذا الحضور الفاعل نجد أن الثقافة الرسمية صبت اهتمامها على الشعر، وجعلته "ديوانا للعرب"، ومن ثم أقصي جزء كبير من التراث الأدبي لاعتبارات عديدة(9). ويقود هذا الطرح إلى الإجابة عن السؤال الثاني: لماذا الاهتمام بالسرد الآن؟

يجمل الباحث الدوافع الكثيرة التي أدت إلى الاهتمام بالتراث السردي، في سببين رئيسيين:

- الحاجة الملحة إلى تجديد النظر في تاريخ الأمة وتراثها، بما يتلاءم والتصورات الجديدة والتطلعات الحديثة، التي يفرزها التطور الفكري والحضاري، فمنذ عصر النهضة و"التراث" يطرح إشكالات عديدة، يرى الباحث أنها ستبقى مستمرة ولن يتم تجاوزها إلا بالوعي العلمي، الذي يعمق الرؤية إلى الماضي ويحدد طرائق التعامل معه بفعالية وإبداع.

- لا يكفي تغيير زاوية النظر، ولكن يجب أيضا التطوير في تقديم الإجابة عن مختلف الأسئلة المطروحة، بغية تحقيق تراكمات معرفية ونوعية من شأنها أن تثري أدواتنا وإجراءاتنا في تعاملنا مع النص العربي. (10)  ومن هنا تأتي الإجابة على السؤال الثالث: كيف نتعامل مع السرد العربي؟

 تعد الإجابة عن هذا السؤال امتدادا للتصورات التي طرحت في العنصر السابق، إذ أنها تتعلق بتطوير الوعي والأسئلة التي نعالج بها مختلف قضايا هذا السرد العربي، من قبيل ماهية النص، أجناس الأدب العربي، الأنواع التي يتضمنها كل جنس، وكيفية التأريخ للأشكال الأدبية وفق الطرق الحديثة.

وبهذه التصورات يمكن اقتحام قضايا خاصة تتصل بالسرد العربي، تتعلق أساسا بالنص، من حيث بنياته وتشكلاته وتطوراته، ولن يتأتى ذلك إلا بالتسلح بعدة جديدة ومنهجية مغايرة، يرى الباحث أنها تكمن في "السرديات" كاختصاص علمي يهتم بالسرد، ويحقق ما يلي:

·الوصف العلمي الذي يتيح إمكانية الوصول إلى معرفة تشكلات السرد وتمظهراته، وكذا الوقوف على خصائصه ومميزاته وبنياته المتعددة.

·التصنيف الذي يتيح مراعاة خصوصية النص العربي، وفهم أهم تجلياته وخصائصه وعلاقته بأنواع أخرى أنتجت خارج الفضاء العربي.

·الانفتاح على علوم إنسانية أخرى، وعلى رأسها الأنتربولوجيا بهدف إبراز الأبعاد الدلالية والتأويلية المختلفة للظاهرة السردية، وعدم الوقوف عند الجوانب الوصفية والتصنيفية (التاريخية).(11)

وبتجديد طرائق تفكيرنا في مختلف ما يتصل بالإنتاج الأدبي الذي أبدعه الإنسان العربي في تاريخه، نكون بذلك قد أسهمنا في تجديد وتطوير واقعنا وذواتنا.

2.2.. كتابة تاريخ السرد العربي

باتخاذ الباحث المفهوم الجامع "السرد العربي" ليكون رديفا للشعر في التراث العربي، يكون قد مهد الطريق إلى التفكير في كل ما يتصل بالسرد، على غرار إعادة تجنيسه وكتابة تاريخه وجمع مواده. وكانت قضية كتابة تاريخه من أبرز الاهتمامات التي شغلت حيزا هاما في فكر الناقد.

يشير يقطين بداية إلى حداثة الدرس العربي الذي تناول تاريخ الآداب العربية، وأن جل ما قدم من أبحاث كان حول الشعر وقضاياه، أما النزر القليل الذي قدم حول السرد فقد كان يتسم بطابع التجزيء والاختزال، ويرجع ذلك -حسب تقدير الباحث- إلى غياب المفهوم الجامع لمختلف الممارسات السردية العربية. لذا يغدو التأسيس لهذا المفهوم وإحلاله موقعه ضمن باقي الأجناس الأخرى والبحث في تحولاته وتطوراته، من الضرورات الملحة التي تفرضها طبيعة البحث العلمي، بل ويعد أيضا واجبا وطنيا، وقد أثبت التاريخ عظم مهمة إحياء وبعث تراث الأمم، والدور الفعال الذي لعبته في رص الصف وتجاوز مختلف الإشكاليات التي تعترض الأمم والشعوب في تطورها الحضاري.

وقد قام الباحث برصد أهم المحاولات التي أسهمت في التأريخ للسرد العربي، حيث بدأها بكتاب "الأدب القصصي عند العرب"(12)لسليمان موسى، مرورا بـ"الفن القصصي العربي القديم من القرن الرابع إلى القرن السابع"(13)لصاحبته عزة الغنام، وانتهاء بـ"التراث القصصي في الأدب العربي مقاربة سوسيولوجية"(14)لمحمد رجب النجار.ليخلص إلى وجود تصورين متداخلين حول قضية الأدب والتاريخ والعلاقة القائمة بينهما، أما التصور الأول فيتعلق بـ"الأدب في التاريخ"، ويعني تناول الأدب في ضوء التحولات الاجتماعية الحاصلة، وهو تصور بعيد عن المقاصد التي يرمي إليها الباحث، لأن النص الأدبي يتمتع بتاريخ ذاتي خاص، ومهما تأثر بالسياقات الأخرى فإنه يظل مرتبطا بشكل وثيق بسياق تاريخ النصوص السابقة عليه، وهو السياق الذي سيحدد انتماءه إلى تاريخه الخاص.

ثم يأتي دور الباحث لإحصاء وضبط مختلف التجليات والتحولات التي حصلت انطلاقا من التطورات الكبرى التي عرفها الأدب، وهو التصور الثاني الذي ينطلق منه (تاريخ الأدب). وباعتبار السرد العربي مفهوما جامعا، فإن البحث سيتمركز حول الأنواع والأنماط المنضوية تحته، لأنه لا يمكن ممارسة التأريخ للسرد العربي دون تشكيل تصور واضح عن هذه الأنواع والأنماط، وكذا عن علاقته بمختلف الأجناس الأخرى التي ينفتح عليها ويتفاعل معها. ويبقى البحث في هذه القضية، مشروعا متقدما منفتحا على أبحاث ودراسات لاحقة.(15)                              

3.2. مشروع المكتبة السردية العربية

تبقى الأسئلة تتوالد من صلب المفهوم الجامع، فبعد طرح قضية التأريخ للسرد العربي، يثير الباحث إشكالا آخر يتعلق بالمتن أو المادة السردية، التي يسجل بأنها تعاني ضعفا وفوضى في الجمع والتحقيق والتصنيف، نظرا لاعتبارات عديدة على غرار هيمنة سلطان الشعر وغياب المفهوم الجامع، وقد يكون بسبب وفرتها وكثرتها لدرجة يصعب فيها إحصاؤها وضبطها. إن عدم الإحاطة هذا بمختلف التجليات النصية في سياقاتها العامة الشاملة، من شأنه أن يؤدي إلى إنتاج معرفة محدودة، لا تتعدى حدود النص الواحد إلى قضايا أوسع وأعمق.

من هذا المنطلق، يطرح الباحث مشروع مكتبة سردية عربية تضم كل ما أنتج في الثقافة العربية إلى غاية عصر النهضة، حيث يحدد بعض المبادئ العامة التي يمكن أن تكون أرضية ومنطلقا لهذا المشروع، ونجملها في:

- الشمول والأمانة، ويقصد به تجاوز النظرة التجزيئية والانتقائية، وتناول الظاهرة السردية في كليتها دون تمييز بين سرد رسمي وآخر شعبي، والتزام الأمانة العلمية في نقل النصوص كما وردت في مصادرها الأصلية، بهدف التعرف على جزئيات التعبير وأنواع الملفوظات في  تداولها عبر التاريخ.

- البعد التاريخي، ويقصد به مراعاة تطور المادة الحكائية تبعا للعصر الذي وجدت فيه، وذلك بهدف معاينة ظهور أنواع واختفاء أخرى، وكذا تحول القيم والموضوعات والأفكار.

- البعد النوعي، يؤدي تحقق الشمول والأمانة والتطور التاريخي إلى إمكانية تصنيف النصوص السردية وفق تصور محدد للأنواع والأنماط، حيث توضح من خلاله طبيعة كل نوع ووظيفته وعلاقته بغيره من الأنواع عبر مختلف الحقب التاريخية.(16)

وانطلاقا من هذه المبادئ العامة، يمكن أن تتفرع مبادئ خاصة ومعايير فرعية ستفرزها مراحل البحث المختلفة.

بهذا المشروع الفكري الذي يسعى إلى جمع مختلف الأجناس، والأشكال، والأنواع في تجلياتها المختلفة وتطوراتها المتنوعة، يكون سعيد يقطين قد فتح أبوابا واسعة وهامة أمام  الباحثين والمهتمين بالتراث عموما، والسرد العربي بصفة أخص.

ثالثا. المتن التراثي وزوايا قراءته

1. سعى الباحث إلىالإحاطة بمختلف الآليات التي يقوم عليها كتاب "الإمتاع والمؤانسة" لأبي حيان التوحيدي، وذلك من خلال الاشتغال على مفاهيم أساسية، من قبيل المجلس والكلام والخطاب. ويرجع الباحث تميز هذا المصنف إلى تميز شخصية صاحبه، وذلك لعدة اعتبارات، يجملها فيما يلي:

-                       الاستيعاب الواسع للثقافة العربية في أصولها وتحولاتها وتطوراتها.

-                       التفاعل المتميز مع العصر، وفق رؤية خاصة وموقف محدد.

-                       التعبير عن ذلك الاستيعاب من خلال التصنيف والتأليف.(17)                                          

   فالباحث يرى في كتابات أبي حيان التوحيدي ما يعكس مختلف جوانب وقضايا الإنسان العربي، في تعامله مع الثقافة والتاريخ والعصر، وهو يدعو إلى قراءة هذه الكتابات وفق المنهج العلمي المؤسس على الوضوح النظري وتجاوز القراءات التقليدية، حيث يضبط قراءته وفق مراحل متدرجة كالتالي:

-                       المرحلة الأولى، ويسعى فيها إلى الإمساك بآليات إنتاج "الإمتاع والمؤانسة".

-                       ثم العمل على وضع هذه الآليات في سياق الثقافة العربية بوصفها كلا واحدا.

-                       لتتم قراءتها في ضوء المعطيات التي أنتجت هذه الثقافة وطورتها.

-                       وفي مرحلة لاحقة يتم تشخيص خصوصية الإمتاع والمؤانسة، بالنظر إليه من خلال ما تمثله تلك الثقافة، والسعي إلى تجسيد طبيعته ووظائفه المختلفة.

ولتحقيق هذه المقاصد، ينطلق الباحث من المفاهيم الثلاثة المذكورة آنفا، وهي المجلس الكلام والخبر.                                 

فالمجلس يمثل الفضاء الأساسي لإنتاج الكلام في الثقافة العربية لعصور طويلة مضت، وهذا ما أعطى البعد الشفاهي التداولي لهذا الإنتاج الثقافي، حيث العلاقة مباشرة بين المنتج والمتلقي. ويميز الباحث بين نوعين من المجالس: عامة وخاصة، فالأولى تتعلق بما أسماه بـ"الثقافة العالمة" والثانية بـ"الثقافة الشعبية"، كما يرصد أيضا مجالس علنية وأخرى سرية. وبحسب طبيعة المجالس والأطراف المكونة لها تتلون الثقافة العربية بسمات خاصة، فتأخذ صورا متباينة.

ومهما تعددت المجالس وتباينت فإنها تشترك في مكونات أساسية، هي المتكلم والسامع والكلام، مما يجعلها من أهم مقامات التواصل التي يسعى يقطين إلى الإمساك بآليات اشتغال مختلف مكوناتها وأطرافها، حيث ينطلق من المتكلم والسامع -باعتبارهما الطرفين المحركين للمجلس- ويحاول تحديد نوع العلاقة القائمة بينهما، وكذا نوع الخطاب الذي ينتج ضمن هذه العلاقة. ليخلص إلى وجود نوعين من العلاقات، فعلية حيث يكون المتكلم هو الفاعل الوحيد، والسامع متلقيا للفعل، وإن تفاعل فإن تفاعله سيكون ضمنيا أي لا يتجسد من خلال فعل كلامي، ويمكن التمثيل لهذا النوع بالواعظ، الخطيب، الشاعر والراوي.

أما في العلاقة التفاعلية، فإننا نكون أمام فعلين كلاميين، يؤدي التفاعل الذي يحصل بينهما إلى إنتاج الكلام داخل المجلس، حيث يكون السامع مشاركا إيجابيا، ويتخذ كلامه في الغالب صيغتي الطلب أو الاستفهام، ويدخل ضمن هذا النوع المحاورات والمناظرات والألغاز والأحاجي ومصنفات من قبيل كليلة ودمنة والإمتاع والمؤانسة وغيرها. ويقود التحليل الباحث إلى نتيجة مفادها أن المجلس المقدم في الإمتاع والمؤانسة يكون فيه كل من السامع والمتكلم نموذجيين، يعكسان صورة المثقف العربي في القرن الرابع هجري.(18)

كما تختلف المجالس وتتباين حسب طبيعة المحاورات التي تقام فيها، فهناك مجالس واقعية كالإمتاع والمؤانسة وأخرى تخييلية كألف ليلة وليلة،(19)وقد يتداخل الواقعي مع التخييلي.

أما الكلام فهو المفهوم الجوهري الثاني الذي يتم تسليط الضوء عليه من خلال الوقوف عند طبيعته ومقاصده، بهدف معاينة كيفية حصول الإمتاع والمؤانسة، حيث يتناول الباحث صيغ الأداء مميزا بين صيغتين كبيرتين هما: القول والإخبار، ويندرج ضمنهما عدد هام من الصيغ الصغرى، التي تسهم في تحديد طبيعة الكلام وأصوله.

وانطلاقا من هذه الصيغ، يحدد الباحث ثلاثة أجناس هي الخبر والحديث ويتوسطهما الشعر، وباجتماع هذه الأجناس كلها وتفاعلها فيما بينها، تتحقق المتعة والمعرفة والمؤانسة.(20)

وفي الخطاب يشير الباحث إلى الدور الثانوي الذي لعبته الكتابة، حيث كانت عبارة عن عملية تدوين لما يقال في المجالس أو إعداد لما يمكن أن يقال فيها، وانطلاقا من هذا تغدو المصنفات التراثية القديمة عبارة عن خزائن جامعة للنصوص، وضمن هذا النوع يندرج كتاب الإمتاع والمؤانسة، حيث عمل صاحبه على جمع ونظم ما تشتت من نصوص وفق نظام خاص يمكن المتلقي من التعامل معها. ويمكن اختزال شرطي الكتابة النموذجية في الإبداع وعدم المحاكاة، وهما شرطان متحققان في كتاب الإمتاع والمؤانسة، ويتضح ذلك من خلال الحضور المتميز والقوي لأسلوب التوحيدي، مقارنة بالمصنفات الأخرى.

وانطلاقا مما سبق، يظهر الترابط الحاصل بين المجلس والكلام والخطاب، حيث يختزله يقطين في مقدمة ابن عربي لكتابه: "محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار"، حيث يقول: "وقال بعض الأدباء: قال مصعب بن الزبير: "إن الناس يتحدثون بأحسن ما يحفظون، ويحفظون أحسن ما يكتبون ويكتبون أحسن ما يسمعون"(21).

فبين الحديث والسماع والحفظ والكتابة يضعنا يقطين أمام دائرة كبرى من الإنتاج والتلقي، والقراءة الواعية لمختلف حلقات هذه الدائرة، من شأنها أن تعمق الوعي والمعرفة بالثقافة العربية في تشكلاتها المختلفة، وأيضا بالإنسان العربي منتج ومبدع هذه الثقافة.

 2. كما يحاول الباحث في محور آخر إبراز تميز خطاب الرحلة العربي، ورصد مختلف مكوناته البنيوية، مشيرا بداية إلى أن اهتمام الدراسات انصب على "مادة الرحلة"، مع تغييب واضح للجوانب الفنية والتقنية والجمالية، وهو انحياز غير مبرر – حسب وجهة نظر يقطين- لأنه يمس بجوهر عمل الدارس الأدبي الذي لا يتعلق بالرحلة في حد ذاتها ولكن بخطابها. لذا نجده يقيم تمييزا دقيقا بين الرحلة وخطابها، أو بتعبير آخر بين الرحلة كفعل والرحلة كخطاب.

فالرحلة باعتبارها فعلا، تعني أن شخصا ماديا سينتقل من مكان إلى آخر، محملا بمجملة من الأحاسيس والرؤى والانفعالات، فجوهر الفعل يكمن في الانتقال، أما الرحلة كخطاب فتتمثل في ذات مرسلة تنتج ملفوظاتها وفق قواعد خاصة وغايات معينة، تتحدد في ضوء العلاقة مع المرسل إليه، حيث تفصل مسافة زمنية بين الفعل والخطاب، إذ الأول سابق والثاني لاحق، فالذات المتكلمة في الخطاب تسعى إلى ترهين ما تم معايشته ومعاينته في زمان ومكان مختلفين عن زمن التكلم، وانطلاقا من هذا يغدو الخطاب ترهينا للرحلة ككل.

ويكون السردي معنيا بهذا المستوى( الخطاب) أثناء اشتغاله، وهو ما يميز عمله عن عمل غيره من الباحثين الذين اهتموا بالرحلة باعتبارها مادة، فكانت حصيلة أعمالهم تسميات متباينة ومتشعبة لهذا النوع من الأدب من قبيل "الرحلة"، "أدب الرحلة"، "الأدب الجغرافي"، كما ظل مفهوم الخطاب ملتبسا على الأفهام ومستعصيا ومبهما.(22)    

ويسعى الباحث إلى الكشف عن مميزات هذا الخطاب، من خلال الاشتغال على العناصر التالية:

- البناء: يرتبط بشكل وثيق بزمنية الخطاب، ويسعى خطاب الرحلة إلى مواكبتها من   البداية إلى النهاية، حيث يبتدئ بتحديد أسباب الرحلة ودوافعها، وكذا زمن الخروج ومكانه، ويستمر في مواكبة التطورات بحسب انتقالات الرحالة، إلى غاية الوصول إلى نهاية الرحلة، وبهذا يتخذ خطاب الرحلة طابع التسلسل والترتيب، لكونه يوازي خط سير الرحلة، ويمنحها طابعا لفظيا، أو كما يسميه يقطين بـ"تلفيظ الرحلة" من خلال تقديم عوالمها ورصد جزئياتها وتفاصيلها بواسطة الألفاظ المكتوبة، ويمتاز هذا الخطاب بكثرة تضمنه للمؤشرات الزمانية والمكانية، ويشير الباحث إلى أن هذه الأخيرة لا تكتسي قيمة في حد ذاتها، بل بما توحي إليه هذه الأزمنة والأمكنة، ويمثل لذلك بـ" تذكرة بالأخبار عن اتفاقات الأسفار" لابن جرير.(23)

- المتكلم والخطاب: يرى الباحث أن خطاب الرحلة يقدم من خلال ذات مركزية، تتمفصل إلى:

 * مبئر: وهو الذي يرى العالم أو الفضاء الذي ينتقل فيه، ويرصده من منظوره الخاص.

 * شخصية: تنخرط في الحياة وتعيش تجربة جديدة بانتقالها في الزمان والمكان.

 * راو: ينقل الصورة ويقدمها لنا بلغته الخاصة. (24)

ومن خلال هذا التمفصل، تحاول الذات المركزية ترهين خطاب الرحلة، مركزة على الأثر الذي سيحدثه في نفس المتلقي (القارئ) الذي تكتب من أجله، وهو ما يعلل عمليات الحذف والتلخيص أو الإسهاب والإغراق التي نجدها، وبحسب نوعية الأثر وطبيعته ووظيفته تتميز وتتصنف خطابات الرحلات إلى واقعي وعجائبي وغيرهما.

- اشتغال السرد والتقرير: يتمفصل خطاب الرحلة في علاقته بالمتكلم إلى صيغتين خطابيتين، هما:

* خطاب الراوي المبئر: ويسميه الباحث بـ"التقرير"، لأنه يقوم على الوصف وضمير الغائب والمعرفة  والموضوعية.

* خطاب الراوي الشخصية: وهو ما يسميه بـ"السرد"، حيث يقوم على سرد الأحداث وضمير المتكلم والتجربة والذاتية.(25)

ورغم تميز الخطابين، فإن العلاقة بينهما في خطاب الرحلة هي علاقة تكامل، وطريقة اشتغالهما تناوبا وتداخلا هو ما يحدد نوعية الخطاب وطبيعته، ويخلص الباحث من خلال تحليله إلى اعتبار التقرير هو الأساس في خطاب الرحلة والسرد هو المؤطر لها.

ويبقي يقطين باب البحث مفتوحا على هذا النوع من الخطاب، إذ بتعدد زوايا النظر إليه تتعدد الرؤى والدلالات، فبين اعتباره خطابا تتم مقاربته على المستوى التركيبي أو النحوي، يمكن الكشف عن تطور الأشكال الخطابية وتشكلها(تاريخ الأشكال)، وبين اعتباره نصا يتم البحث فيه من خلال المستوى الدلالي، يمكن استخراج مختلف البنيات النصية المتفاعل معها، ومن ثم تحديد مختلف الأبعاد الثقافية والحضارية التي يحيل إليها نص الرحلة.

 3. سعى يقطين في محور آخر إلى رصد مكونات الرؤيا من زاويتي التلقي والتأويل، ثم بين صلاحية هذا التأويل وحدوده، حيث وضح بداية أن مجال اشتغاله سيكون على مستوى "السرديات النصية"، التي تبحث في قضايا تتعلق بالقارئ (المتلقي) الذي يمارس عملية التأويل .

وسيشتغل في دراسته على "الرؤيا" كنص يتماهى فيه القارئ بالمروي له، بحيث لا يبقى القارئ فيه مجرد متلق، ولكن يأخذ بعدا آخر يسميه الباحث بـ"الترهين التأويلي"، تمييزا له عن" الترهين السردي".(26)     

وانطلاقا من العلاقة بين المتلقي والتأويل يمكن رصد مختلف الآليات التي تتحكم في ممارسة التأويل، على اعتبار أن "تأويل النصوص كيفما كان نوعها تتحكم فيه آليات مشتركة في الثقافة المعنية، وأخرى خاصة بالمتلقي في حد ذاته"(27).

وبناء على هذه الفرضية سيتم الاشتغال على أهم كتب تعبير الأحلام، من قبيل "منتخب الكلام في تفسير الأحلام" لابن سيرين(28)، و"الإشارات في علم العبارات" لابن شاهين الظاهري(29) و"تعطير الأنام في تعبير المنام" لعبد الغني النابلسي(30)، وذلك من خلال الإجابة على الأسئلة المركزية التالية": ماهية الحلم، من هو المؤول، وما هي أدواته وطرائقه في التأويل، وما هي أبعاد التأويل ووظائفه؟

يبين الباحث أن الحلم نص كأي نص ينتجه الإنسان، والتراث العربي يزخر بالنصوص التي تبوئ الحلم وتأويله مكانة متميزة، على غرار قصص الأنبياء وكتب الأخبار والسير الشعبية، ولا أدل على ذلك من سيرة "حمزة البهلوان"(31).التي اشتغلت من خلال مجلدات أربع على تأويل حلم رآه كسرى.

والحلم من النصوص المستعصية على الفهم، لأنه أقرب إلى النص العجائبي أو اللغزي الذي يولد الحيرة والدهشة لدى القارئ أو المتلقي، ويتوقف الباحث عند تمييز العرب القدامى بين كل من الرؤيا والحلم، حيث اعتبروا الرؤيا من الله والحلم من الشيطان، وبهذا يغدو التمييز بين النص واللانص في الدرس الأدبي امتدادا للتمييز السابق.

ويؤدي اعتبار الرؤيا نصا، إلى قابيلة حدوث التأويل واستنباط الدلالات، حيث يضع الباحث لهذا التأويل مبادئ، هي:

-                       الإنجاز و يتعلق بالمرئي، ويقسمه إلى رؤيا وحلم.

-                       الإمساك ويتعلق بالمؤول، وهو إما عاجز عن التأويل لقصوره المعرفي أو متسترا على الرائي.

-                       التحويل ويتصل بالرائي، لأنه ليس هو المؤول.

ويشير الباحث إلى أن التداخل الحاصل بين هذه المستويات يعكس التداخل بين مختلف مكونات النص، كما يعد الإمساك موقفا تأويليا، لأنه يأخذ صيغة "الميتا تأويل"، التي تبرز من خلال خطابي الدعاء والتعوذ اللتين يعتبرهما الباحث استجابة للمرئي(32). إن المرئي عبارة عن نص ينتج خارج إرادة الرائي، وأي نص بغض النظر عن جنسه أو نوعه فهو يتضمن معنى، والمعنى يحتاج إلى تأويل.

وللقيام بعملية التأويل يتم استدعاء مختلف الأطراف التي تتشكل منها بنية النص المرئي، حيث يقسمها الباحث إلى عالمين: الأول ويتكون من الرائي والرؤيا، أما الثاني فيضم المتلقي والتأويل، وبتضافر هاتين البنيتين يخلص الباحث إلى وجود ذاتين هما: الرائي والمتلقي، وموضوعين هما الرؤيا والتأويل. ثم يعمد إلى تحديد القواعد المتعلقة بكل عنصر، بغية استخلاص الصورة العامة التي تحدد آليات وضوابط تأويل نص الرؤيا.

ويبرز الدور الأساسي للتأويل، في تحديد زمن الرؤيا بوجه عام، على اعتبار أن تحققها غير مقترن بزمن معين، وبناء على هذا التحقق يمكن التمييز بين التأويل الموافق والتأويل المخالف، بحيث يكون الأول (الموافق) هو الأصلح والقابل للتحقق، لأنه يصدر عن "المؤول النموذجي الموسوعي".

وبتحقق التأويل تكتمل حلقات الدائرة التي رسمها يقطين، وسعى من خلالها إلى تفكيك بنيات نص الرؤية، باعتبارها لا تقف عند حد الرؤية أو قصها أو تأويلها ولكن تمتد أيضا إلى ما بعد التأويل، أي عند تحققها.(33)

وبهذا تتحقق الفرضية المنطلق منها، التي تحدثت عن "نصية الرؤيا" باعتبارها نصا يتضمن معنى، حيث يقترن التلقي بالتأويل الموافق والقابل للتحقق.

4. يسعى الباحث في محور جديد إلى مقاربة موضوع "تلقي العجائبي" في السرد العربي، من خلال الاشتغال على نموذج "غزوة وادي السيسبان"، بعد أن أدرجها ضمن النمط العجائبي.

ويشير بداية إلى أهمية نظريات التلقي التي تتخذ القارئ موضوعا لها، وإلى ما حققته من نجاحات وصيت عالميين، غير أنها ستظل –حسب رأيه- علما جزئيا محدودا، ما لم تضع المتلقي في سياق مختلف المكونات الأخرى التي يتشكل منها العمل الأدبي بشكل عام، والسردي بصفة خاصة، وذلك بهدف جعل البحث في مسالة المتلقي، عملا ينفتح على غيره من القضايا التي تطال مختلف أشكال التلقي نظرا لأهميته.

وهو ما دفع بالسرديات إلى الانفتاح على قضايا تمس "المروي له" بعد أن صبت جل اهتمامها ولفترات طويلة على "الراوي" تنظيرا وتطبيقا. ويبرر يقطين لهذا التوجه بعدة عوامل وأسباب، يجملها في غايتين رئيسيتين:

-                       توسيع مجال بحثها بالانتقال من المروي له إلى المتلقي.

-                       تطوير نظرية التفاعل، بنقلها من مجال التفاعل بين النصوص إلى التفاعل بين القارئ والنص.(34)    

ولتحقيق هاتين الغايتين، ينطلق يقطين من النص العجائبي، على اعتبار أنه يتحدد بالأساس انطلاقا من العلاقة التي يقيمها مع المتلقي، ويتناول هذا النص من زاويتين:

-                       الأولى، وتتناول النص العجائبي في حد ذاته (الراوي والمروي والمروي له).

-                       الثانية، تتناوله في علاقته بالمتلقي، أي رصد أشكال تلقيه سواء في الفترة التي ظهر فيها أو في العصر الراهن.

حيث يسعى من خلال هذين البعدين إلى الإمساك بآليات اشتغال هذا النص العجائبي، وأشكال تلقيه من قبل المروي له أو القارئ.

يقسم الباحث الحكاية (غزوة بني السيسبان) إلى ثلاث وحدات واثني عشر مقطعا، ليقوده التحليل إلى رصد ثلاث حركات أساسية تتشكل منها البنية الحكائية، وهي الاستعداد للمعركة وخوضها، وأخيرا نتيجتها التي غالبا ما تكون ايجابية ولصالح المسلمين، ويشير إلى أن كل الحكايات التي تندرج ضمن هذا النوع تأخذ نفس الشكل التسلسلي.

أما المادة الحكائية فهي مستمدة من التاريخ الإسلامي، وبالتحديد إبان فترة الفتوحات، وتكاد تشترك في هذه المادة كل القصص المتصلة بالمغازي، وقد صيغت وفق منظور المتخيل الإسلامي، الذي جعل الواقعي يجاور العجائبي، سواء على مستوى الحدث أو الشخصية أو الزمان والمكان. وبهيمنة البعد العجائبي، صنفت الغزوة ضمن "النمط العجائبي" الذي يتجلى في صور عدة، كما يشير الباحث إلى الأسلوب الإسهابي الذي قدمت به الغزوة، والذي يعنى بالتفاصيل والجزئيات.(35)

وانطلاقا من هذه المكونات الخاصة، تدخل هذه البنية النصية في تفاعلات مع نصوص أخرى، من قبيل السيرة النبوية التي تستقي منها مادتها الحكائية، وكذا الحكاية العجيبة التي تستلهم منها البعد العجائبي.

وفق هذه الإستراتيجية النصية الخاصة تسعى الغزوة إلى تشكيل إستراتيجية تلقيها، انطلاقا من كون "أي نص كيفما كان نوعه، وهو ينتج في سياق نصي وثقافي وتاريخي ينتج متلقيه في الآن ذاته"(36).

يشير الباحث إلى الوجود الدائم لمتلقي هذا النوع من النصوص، رغم ثقافة التهميش والتغييب التي طالتها عصورا طويلة، وإن كان المتلقي المعاصر يختلف كلية عن المتلقي القديم من حيث شكل التلقي وأبعاده، لكن ومهما تعددت أنواع المتلقين وأشكال التلقي فإنه يلاحظ حضور قوي للنص العجائبي، ليس فقط لدى المتلقي الشعبي ولكن أيضا لدى المبدع العربي المعاصر، الذي التفت إلى مثل هذه النصوص وراح يتفاعل معا وجدانيا ونصيا.

ويختم الباحث هذا المحور بإبقاء باب العجائبي مفتوحا على الدرس والتحليل والتنقيب في مختلف القضايا والجوانب المتعلقة به، من قبيل تشكل العجائبي في الثقافة العربية وتحديد علاقاته بالأنماط الأخرى، وكذا وصف بنيات وآليات اشتغاله.

وبالاشتغال على مثل هذه القضايا النقدية، يكون سعيد يقطين قد وسع في حقل سردياته، من خلال إحالتنا إلى مشروع بحث جديد، يتعلق بـ"سرديات التلقي"، التي يعتبر البحث فيها امتدادا للبحث في سرديات االنص، وسيسعى إلى بلورة هذا المشروع على صعيدي التنظير والتطبيق في أبحاث لاحقة.    

5. أما في المحور الأخير فقد حاول الباحث إعادة تشكيل نص السيرة الشعبية،حيثاتخذ سيرة بني هلال نموذجا يشتغل عليه، نظرا لخصوصيتها وتميزها عن باقي السير، ويشير إلى أن أغلب الدراسات التي تناولت هذه السيرة قد ركزت على ما يسمى "تغريبة بني هلال"(37)

دون الالتفات إلى الجزء السابق عليها والذي طبع تحت مسمى "سيرة بني هلال"، عدا الدراسة التي أنجزت من طرف الباحث عبد الحميد يونس، والتي حاولت تناول السيرة في شموليتها، وإن ظل عمله هو الآخر يعتريه النقص، حسب وجهة نظر يقطين.

وسيظل كل ما ينجز بصدد هذه السيرة ناقصا ما لم يحط بمختلف أجزائها، وإن قيمة الجزء لا تبرز إلا من خلال وضعه في السياق الحكائي بأكمله، رغم اعتراف يقطين بصعوبة هذا الطرح، نظرا لكثرة الروايات حول هذه السيرة وتضاربها أحيانا، إضافة إلى كون السيرة الأصلية لا تزال عبارة عن مخطوط يتناوله الباحثون بكثير من الأخطاء والتحريفات، وأن ما طبع فهو غير منقح وغير محقق.(38)

ويقترح يقطين إعادة قراءة هذه السيرة بشكل مغاير للقراءات السابقة ذات البعد التاريخي، حيث يكون المنطلق البنية الداخلية للنص، وذلك عن طريق محاولة الإمساك بآليات اشتغالها، بغية إبراز مختلف تقنياتها الحكائية والسردية التي تتضمنها والمقاصد التي ترمي إليها. وسيلجأ إلى اعتماد بعض الطبعات الشعبية، التي صدرت بالعنوانين السابقين(التغريبة والسيرة) على النحو التالي:

-                       سيرة بني هلال الشامية الأصل، وتحتوي ستة وأربعين جزءا.

-                       سيرة بني هلال، مكتبة كرم بدمشق.

-                       تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب وحروبهم مع الزناتي، طبعة القاهرة.

-                       تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب، طبعة بيروت.

-                       تغريبة بني هلال ورحيلهم إلى بلاد الغرب، طبعة دمشق.

كما سيعمد إلى تقسيم هذه الطبعات إلى ثلاثة أقسام، الأول وهو المنشور تحت عنوان سيرة بني هلال، الثاني وهو ما يعرف بتغريبة بني هلال(طبعتي القاهرة ودمشق)، والثالث وهو ما تقدمه طبعة بيروت.(39)

ويشير الباحث إلى اختلاف نهاية القسم الثاني عن نهاية القسم الثالث، وهي نهاية غنية بالتفاصيل الجديدة، مما يضعنا أمام نهايتين مختلفتين لهذه السيرة، التي تصبح ذات ثلاثة أجزاء بدلا من جزأين، ومن ثم نكون أمام نص جديد يختلف عن نص التغريبة الذي انصب عليه الاهتمام والتحقيق.

ينطلق الباحث في تحليله لنص السيرة بأقسامه الثلاثة، من "الوظيفة المركزية" التي يحددها بـ"دعوى النص"، وتتفرع عنها وظائف أساسية تتضافر مجتمعة لتجسديها. 

وأولى هذه الوظائف الأساسية "الأوان"، وتعني تشكل المادة وتأسيس عناصرها، وثانيها القرار الذي يسعى إلى تطوير عناصر الحكي، ونقلها من المرحلة الأولى إلى مرحلة الخروج لتحقيق الدعوى، وثالثها "النفاذ" الذي يعني تحقق دعوى النص.(40)

ويندرج ضمن هذه الوظيفة المركزية والوظائف الأساسية، وظائفا بنيوية هي بمثابة دعاوى فرعية.        

وبإسقاط هذه الخطاطة على نص سيرة بني هلال، يتضح أن دعوى النص تتمثل في الدعاء المزدوج (الدعاء لهم بالنصر والدعاء عليهم بالتشتت)، أما الأوان فيتناول كيفية تشكل قوة بني هلال من خلال التلاحم بين مختلف الأطراف ونصرتهم لبعضهم، وفي هذا القسم يتحقق شطر من دعوى النص "النصر".

ويمكن تسجيل بداية "القرار"، بجدب أراضي بني هلال والتفكير في الرحيل إلى تونس، وتلك بداية التشتيت. ويتحقق "نفاذ" الدعوى بتحقق اكتمال الشطر الثاني من الدعاء وهو"التشتت"، فبعد نجاح بني هلال في فرض وجودهم في الغرب الإسلامي، بدأ الخلاف ينشب بينهم -لاعتبارات عديدة تفصل فيها السيرة بإسهاب- وبهذا يتحقق نفاذ الدعوة(41).

 

 

خاتمة

يخلص سعيد يقطين من خلال هذه القراءة الجديدة للنص السيري، إلى تشكيل معمار سردي جديد، حاول من خلال الاشتغال عليه بالدرس والتحليل، أن يبرز أهم ما يشكل بنياته الكبرى، كما تهدف هذه المقاربة في أبعادها المختلفة إلى تعميق وتدقيق الرؤية للسرد العربي، ولما يزخر به من رؤى وتصورات اتجاه الواقع والعالم ككل. ودون هذه النظرة التكاملية الشاملة سيظل التعامل مع هذا السرد قاصرا فهما واستيعابا، مادام التهميش والتغييب يطبع العلاقة مع جزء هام منه، وكلما تم استدعاء ذلك المغيب والمهمش كلما أتيحت إمكانات تجديد الرؤية والوعي به وتطوير أدوات التعامل معه، لاسيما إذا رافق ذلك الاهتمام والوعي انفتاح على مختلف المنهجيات المعاصرة التي أفرزتها المعرفة الإنسانية، دون إلغاء او تجاوز الخصوصيات المعرفية والثقافية للحضارة العربية.

الهوامش والإحالات

(1)– سعيد يقطين: - السرد العربي، مفاهيم وتجليات، رؤية للنشر والتوزيع، ط1، القاهرة، 2006.

(2)– سعيد يقطين: الكلام والخبر، مقدمة للسرد العربي، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، ط1، 1997.

(3) - سعيد يقطين: السرد العربي، مفاهيم وتجليات، ص 9.

(4)-أبو حيان التوحيدي: الإمتاع والمؤانسة، تحقيق أحمد أمين وأحمد الزين، المكتبة العصرية،1953

(5)–غزوة وادي السيسبان وما جرى فيها للإمام علي بن أبي طالب في" مجموع لطيف"، به خمس قصص، دار إحياء

العلوم، د، ت

(6)– سعيد يقطين: السرد العربي، مفاهيم وتجليات، ص 26.

(7)-ينظر : المرجع نفسه، ص 49.

(8)- ينظر: المرجع نفسه ، ص50.

(9)- ينظر: المرجع نفسه، ص61.

(10)- ينظر: المرجع نفسه، ص 62.

(1[1])-ينظر: المرجع نفسه، ص 70.

(12)- موسى سليمان: الأدب القصصي عند العرب، دار الكتاب اللبناني، بيروت، ط5، 1983.

(13)-عزة الغنام: الفن القصصي العربي القديم، من القرن الرابع إلى القرن السابع، الدار الفنية للنشر والتوزيع، القاهرة، 1991.

(14)–محمد رجب النجار: التراث القصصي في الأدب العربي، مقاربات سوسيو سردية.

(15)– ينظر: سعيد يقطين، السرد العربي، مفاهيم وتجليات، ص 91.

(16)– ينظر: المرجع نفسه، ص 122.

(17)– ينظر المرجع نفسه، ص 130.

(18)– ينظر: المرجع نفسه، ص 146.

(19)– ألف ليلة وليلة ذات الحوادث العجيبة والقصص المطربة الغريبة، المكتبة العلمية الحديثة، د.ت

(20)–ينظر: سعيد يقطين: السرد العربي مفاهيم وتجليات، ص 158.

(21)–محي الدين بن عربي: محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار، تحقيق محمد مرسي الخولي، دار الكتاب الجديد، القاهرة، 1972، ج 1، ص 7. نقلا عن: سعيد يقطين: السرد العربي،مفاهيم وتجليات، ص 166.

22))– ينظر: سعيد يقطين ، السرد العربي ، مفاهيم وتجليات، ص 176.

(23)– ابن جرير: رحلة ابن جرير، منشورات الأنيس، الجزائر، 1988.

(24)– ينظر: سعيد يقطين: السرد العربي، مفاهيم وتجليات، ص 185.

(25)– ينظر: المرجع نفسه، ص 188.

(26)–ينظر: المرجع نفسه، ص 197.

(27)- المرجع نفسه، ص 199.

(28)– ابن سيرين: منتخب الكلام في تفسير الأحلام، دار الكتب العلمية، بيروت، ( د.ت ).

(29)– ابن شاهين الظاهري: الإشارات في علم العبارات، طبع بهامش الجزء الثاني من تعطير الأنام للنابلسي.

(30)– عبد الغني النابلسي: تعطير الأنام في تعبير الأحلام، المكتبة الثقافية، بيروت، 1384ه.

(31)– قصة الأمير حمزة البهلوان، مكتبة ومطبعة المشهد الحسني، القاهرة

(32)– ينظر: سعيد يقطين: السرد العربي، مفاهيم وتجليات ، ص205.

(33) - ينظر: المرجع نفسه، ص 225.

(34)– ينظر: المرجع نفسه، ص 232.

(35)–ينظر: المرجع نفسه، ص 239.

(36)- المرجع نفسه، ص 239.

(37)– تغريبة بني هلال، ورحيلهم إلى بلاد الغرب وحروبهم مع الزناتي خليفة، مطبعة محمد علي صبيح وأولاده، القاهرة، د. ت.

(38)– ينظر: سعيد يقطين: السرد العربي مفاهيم وتجليات، ص 256.

(39)– ينظر: المرجع نفسه ، ص 258.

(40)– ينظر: المرجع نفسه، ص 260.

(41)– ينظر: المرجع نفسه، ص 265.

@pour_citer_ce_document

زهيرة بارش, «الســــرد العربــي مفاهيـــــم وتجليــــــــــات - نحو تصور تكاملي للسرد العربي »

[En ligne] ,[#G_TITLE:#langue] ,[#G_TITLE:#langue]
Papier : ,
Date Publication Sur Papier : 2011-09-20,
Date Pulication Electronique : 2017-07-06,
mis a jour le : 14/10/2018,
URL : https://revues.univ-setif2.dz:443/revue/index.php?id=2333.