" التوافق النفسي وعلاقته بفعالية الذات لدى عينة من المصابات بسرطان الثدي " (article
Plan du site au format XML


Archive: revues des lettres et sciences sociales


N°01 Avril 2004


N°02 Mai 2005


N°03 Novembre 2005


N°04 Juin 2006


N°05 Juin 2007


N°06 Janvier 2008


N°07 Juin 2008


N°08 Mai 2009


N°09 Octobre 2009


N°10 Décembre 2009


N°11 Juin 2010


N°12 Juillet 2010


N°13 Janvier 2011


N°14 Juin 2011


N°15 Juillet 2012


N°16 Décembre 2012


N°17 Septembre 2013


Revue des Lettres et Sciences Sociales


N°18 Juin 2014


N°19 Décembre 2014


N°20 Juin 2015


N°21 Décembre 2015


N°22 Juin 2016


N° 23 Décembre 2016


N° 24 Juin 2017


N° 25 Décembre 2017


N°26 Vol 15- 2018


N°27 Vol 15- 2018


N°28 Vol 15- 2018


N°01 Vol 16- 2019


N°02 Vol 16- 2019


N°03 Vol 16- 2019


N°04 Vol 16- 2019


N°01 VOL 17-2020


N:02 vol 17-2020


N:03 vol 17-2020


N°01 vol 18-2021


N°02 vol 18-2021


N°01 vol 19-2022


N°02 vol 19-2022


N°01 vol 20-2023


N°02 vol 20-2023


N°01 vol 21-2024


A propos

avancée

Archive PDF

N° 25 Décembre 2017

" التوافق النفسي وعلاقته بفعالية الذات لدى عينة من المصابات بسرطان الثدي " (article


أسماء خلاف / يوسف عدوان
  • resume:Ar
  • resume
  • Abstract
  • Auteurs
  • TEXTE INTEGRAL
  • Bibliographie

هدفت الدراسة إلى الكشف عن العلاقة بين التوافق النفسي وفعالية الذات لدى النساء المصابات بسرطان الثدي، تكونت عينة الدراسة من 36امرأة مصابة، وقد تم استخدام "المنهج الوصفي"، وبتطبيق مقياس التوافق النفسي ومقياس فعالية الذات كانت النتائج كما يلي:

-وجود علاقة ارتباطيه موجبة و دالة إحصائيا بين التوافق النفسي وفعالية الذات لدى العينة.

- وجود فروق دالة إحصائيا في التوافق النفسي وفعالية الذات حسب مدة المرض(الازمان)لدى عينة الدراسة.

- عدم وجود فروق دالة إحصائيا في التوافق النفسي وفعالية الذات حسب المستوى التعليمي لدى عينة الدراسة.

الكلمات المفاتيح: التوافق النفسي، فعالية الذات، سرطان الثدي.

L’étude vise à révéler la relation entre l’ajustement psychologique et l’auto-efficacité chez les femmes atteinte du cancer du sein, d’un échantillon de 36femmes atteintes du cancer du sein, en utilisant «la méthode descriptive » et à partir de l’application de l’échelle d l’ajustement  psychologique et l’échelle d’auto efficacité, les résultats ont été pris comme suit:

-  Présence d’une relation de corrélation positive et statiquement significative entre l’ajustement psychologique et l’auto efficacité

-  Présence des différences statiquement significative entre l’ajustement psychologique et l’auto efficacité selon la durée de la maladie

-  Absence des différences statiquement significative entre l’ajustement psychologique et l’auto efficacité selon le niveau didactique

Mots clés: ajustement psychologique-auto efficacité- cancer du sein

This study aims to investigate the relationship between Psychological adaptation and self-efficacy among breast cancer women. Its sample consisted of 36patients .two questionnaires are used: Psychological adaptation and  self-efficacy questionnaires.  

The results are:

- There are statistical significant correlation between the  Psychological adaptation  and  self-efficacy among breast cancer women.

- There are statistical  significant differences in Psychological adaptation  and  self-efficacy  on the duration of  illness  among breast cancer women.

- There are statistical  significant differences in Psychological adaptation  and  self-efficacy  on the  level of education  among breast cancer women.

Keywords : Psychological adaptation, self-efficacy, Cancer du sein

Quelques mots à propos de :  أسماء خلاف

طالبة دكتوراه قسم علم النفس و علوم التربية و الأرطفونياجامعة محمّد لمين دبّاغين. سطيف - 2 -

Quelques mots à propos de :  يوسف عدوان

أستاذ محاضر - قسم أ -قسم علم النفس و علوم التربية و الأرطفونيا جامعة الحاجّ لخضر. باتنة -1 -

مقدمة

يعتبر مرض السرطان بصفة عامة و مرض سرطان الثدي بصفة خاصة من بين أخطر الأمراض التي باتت تهدد حياة الأفراد في العالم ككل، فسرطان الثدي من بين أكثر أنواع السرطانات انتشارا بين النساء، كما انه السبب الرئيسي للوفيات من السرطان لديهن، حيث تشير آخر الإحصائيات إلى أن عدد الإصابات بمرض سرطان الثدي  في تزايد مستمر في العالم بأسره وخاصة خلال السنوات الثلاثين الماضية، فقد قفز عدد حالات الإصابة بسرطان الثدي عام 1980من 64ألف حالة إلى 6.1مليون حالة عام 2010، ونصف الحالات موجودة في البلدان النامية.مما يعني أن الإصابة بسرطان الثدي عرفت زيادة 1.3% في كل سنة بالعالم، كما أن الإصابة بهذا الداء عرفت منعرجا آخر بتسجيل إصابة النساء بين سن 15-49سنة بعدما كانت منتشرة بصفة اكبر لدى فئة عمرية اكبر. وفي الجزائر تسجل سنويا 9000حالة جديدة مع 3500حالة وفاة، وهو ما يجعل سرطان الثدي في المرتبة الأولى من حيث السرطانات التي تصيب المرأة في الجزائر.

   وهذا ما جعل سرطان الثدي من بين ابرز هواجس المرأة وهمومها، فهو لا يهدد حياتها الصحية والجسدية فحسب، بل إن أثاره تمتد لتؤثر وبصورة كبيرة على مختلف جوانب حياتها الأخرى وخاصة فيما يتعلق بالتوافق النفسي لديها، فالنساء المريضات بسرطان الثدي يعتبرن مريضات من نوعية خاصة حيث يمثل المرض في حياتهن أزمة يمررن بها ولها أثار مستمرة، تتضح في شكل المريضة ومظهرها وخاصة إذا كان هناك عملية لاستئصال للثدي، وهنا تأخذ تلك الأزمة بعدا عميقا على المستوى النفسي والاجتماعي في حياة المريضة، حيث تنعكس على علاقتها مع نفسها وعلاقتها بالآخرين وخاصة علاقتها بأسرتها.

   ولذلك فالتوافق النفسي عادة ما يرتبط لدى المصابات بسرطان الثدي ارتباطا كبيرا بشخصية المرأة المصابة وبمدى قدرتها على تفسير الإصابة لديها تفسيرا ايجابيا، وأيضا محاولة التأقلم مع المرض وعدم الاستسلام لأفكار القلق والشعور بالخطر و دنو الأجل. الخ.

   لهذا نجد أن بعض الدراسات الأجنبية تؤكد على أهمية التركيز على الجوانب النفسية والاجتماعية لدى المريضات، وضرورة التدخل في هذه الجوانب لمساعدتهن على تحقيق التوافق مع انفسهن والتوافق مع البيئة الاجتماعية التي يعشن فيها .

   ومن هنا تبرز أهميةفعالية الذات كمتغير نفسي يمثل الجسر بين الأفكار والسلوك، فتطوير الأفكار المتعلقة بالذات وجعلها أكثر ايجابية له أثر كبير في سلوك الأفراد. وبالتالي في اكتساب عادات ومهارات جديدة ذات علاقة بالتكيف مع الأمراض المزمنة. ففعالية الذات المدركة لها أهمية خاصة في التكيف مع الأمراض المزمنة حيث أنها تؤثر ايجابيا في السلوكيات الصحية للمرضى وتؤدي إلى التكيف بشكل أفضل مع هذا المرض ومع أثاره الجانبية، وكذلك تعطي الشعور بالسيطرة والتحكم في الوضعية الصحية، وتزيد من فرص التكيف مع مختلف الأمراض بل وتتحكم في جودة الحياة بصفة عامة.   

فالعديد من الدراسات التي أجريت في هذا الصدد أشارت نتائجها إلى أن السيدات اللواتي يتمتعن بمستوى أعلى من فاعلية الذات يتمتعن بمستوى أفضل من التكيف الاجتماعي وتقبل صورة الجسد.كما وجد أن النساء اللواتي يمتلكن فعالية ذات مرتفعة يشكلن النسبة الأكبر من الناجيات من مرض السرطان، بالإضافة إلى أن فعالية الذات العالية تلعب دورا حيويا في التنبؤ الايجابي بالنتائج النفسية والوظيفية.

وانطلاقا من كل هذه الاعتبارات فقد كان الهدف من هذه الدراسة هو التأكيد على أهمية الدور الذي تلعبه العوامل النفسية (التوافق النفسي– فعالية الذات) في حياة مرضى السرطان من جهة، والتعرف عما إذا كانت هناك علاقة دالة إحصائيا بين هذين المتغيرين وكل من عامل الازمان (مدة الإصابة بالمرض) والمستوى التعليمي لدى عينة الدراسة من النساء المصابات بسرطان الثدي.

مما سبق التطرق له حول خطورة الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء  وأثاره النفسية الكبيرة عليهن، و كذا أهمية العوامل النفسية الايجابية لتجاوز هذه المرحلة المرضية والقدرة على مقاومة المرض لديهن، فقد جاءت هذه الدراسة التي كان هدفها هو التعرف على متغيرات التوافق النفسي وفعالية الذات لدى نساء المصابات، وهو ما شكل الدافع الأساسي وراء إجراء هذه الدراسة، متبعين في ذلك "المنهج الوصفي "والخطوات التالية: تناول مفاهيم الدراسة من الناحية النظرية  وكذا الدراسات السابقة التي لها علاقة بمتغيرات الدراسة الحالية، تم التطرق إلى منهج الدراسة و عينتها وكذا الأدوات المستخدمة فيها والأساليب الإحصائية، وأخيرا عرض النتائج التي تم الوصول إليها، وتفسير هذه النتائج في ضوء فرضيات الدراسة وكذا الدراسات السابقة.

وقد جاءت نتائج هذه الدراسة متسقة مع العديد من الدراسات السابقة التي تناولت هذين المتغيرين، مما يؤكد على الأهمية الكبيرة التي تحتلها عملية التوافق النفسي لدى مريضات السرطان، وكذا الدور البارز لفعالية الذات في تعديل الكثير من المتغيرات النفسية الايجابية لدى المرضى ومساعدتهم على التكيف الجيد وحسن التوافق، مما يجعلنا نؤكد على أهمية التركيز على تطوير وتنمية هذه المتغيرات لدى مرضى السرطان من طرف الأخصائيين النفسيين القائمين على رعاية هذه العينة الحساسة. سواء كان ذلك عن طريق إجراء دراسات أخرى تهتم بمثل هذه المتغيرات، أو العمل على تنمية هذه المتغيرات عن طريق برامج تدريبه فعالة.

مشكلة الدراسة

من خلال ما تم التطرق إليه سابقا يتضح لنا أهمية تمتع المرأة المصابة بسرطان الثدي بقدر كاف من التوافق النفسي من اجل القدرة على مواصلة حياتها بشكل أكثر كفاءة،ولكن قد لا تستطيع هذه المرأة تحقيق التوافق النفسي لسبب من الأسباب ومن بينها انخفاض فعالية الذت لديها مما قد يعرضها لمشاكل نفسية واجتماعية متعددة الأبعاد، فماهي العلاقة بين التوافق النفسي و فعالية الذات لدى النساء المصابات بسرطان الثدي ؟

وانطلاقا مما سبق فقد تم تحديد مشكلة الدراسة من خلال التساؤلات الآتية: هل توجد علاقة بين التوافق النفسي وفعالية الذات لدى المصابات بسرطان الثدي دالة احصائيا؟، ثم هل هناك بعض المتغيرات الاخرى :" مدة المرض ( الازمان ) / مستوى التعليم" التي يمكن ان تكون عاملا وراء ظهور الفروق بين مستوى التوافق النفسي وفعالية الذات لدى هذه العينة من المرضى ؟

فرضيات الدراسة

-  توجد علاقة ارتباطيه دالة إحصائيا بين التوافق النفسي وفعالية الذات لدى المصابات بسرطان الثدي ".

-   توجد فروق دالة إحصائيا في التوافق النفسي تعزى لمتغير مدة المرض (الإزمان) لدى المصابات بسرطان الثدي".

- توجد فروق دالة إحصائيا في التوافق النفسي تعزى إلى متغير المستوى التعليمي لدى المصابات بسرطان الثدي".

-  توجد فروق دالة إحصائيا في فعالية الذات تعزى إلى متغير مدة المرض(الإزمان) لدى المصابات بسرطان الثدي".

-  توجد فروق دالة إحصائيا في فعالية الذات استنادا إلى متغير المستوى التعليمي لدى المصابات بسرطان الثدي.

أهمية الدراسة: تتمثل أهمية الدراسة الحالية في

1-الأهمية النظرية

-المساهمة في إثراء أحد مجالات الدراسات النفسية والاجتماعية، وذلك من خلال تبيان خصائص العلاقة التي تربط بين كل من التوافق النفسي وفعالية الذات لدى مرضى سرطان الثدي من جهة، ثم استجلاء بعض المتغيرات الأخرى التي يمكن أن تعزى إليها الفروق في مستويات التوافق النفسي وفعّالية الذات لدى عينة الدراسة من جهة ثانية.

-تتناول هذه الدراسة متغيرين نفسيين مهمين جدا في حياة الإنسان بصفة عامة والمرأة المصابة بسرطان الثدي بصفة خاصة. وهما متغيري فعالية الذات والتوافق النفسي.

- يعتبر متغير فعالية الذات يعتبر أحد أهم المتغيرات التي من شأنها جعل المرأة المصابة بسرطان الثدي أكثر ثقة وإحساس بالتحكم في وضعيتها، مما يؤدي إلى قدرتها على التكيف مع مرضها وبالتالي تحقيق ولو جزء من التوافق النفسي في حياتها.

 2-الأهمية العملية

 -لفت انتباه المختصين في علم النفس الصحي والعاملين في القطاع الصحي بصفة عامة ومع مرضى الأورام بصفة خاصة إلى بعض العوامل المهمة (فعالية الذات – التوافق النفسي) في تحسين الوضعية النفسية وتعزيز المقاومة لدى مرضى السرطان.

-  لفت الانتباه إلى حساسية مرض سرطان الثدي عند المرأة، وكذا معاملتها بنوع من التفهم وخاصة من طرف الأشخاص المقربين منها-الأسرة والزوج -، والعمل على تقديم الدعم المعنوي لها قدر الإمكان من أجل مساعدتها على التوافق والتكيف مع وضعيتها الجديدة.

أهداف الدراسة: يمكنحصرها فيما يلي:

- التأكد من وجود علاقة ارتباطية بين كل من التوافق النفسي وفعالية الذات لدى المصابات بسرطان الثدي ".

-  الكشف عن احتمالوجود فروق في التوافق النفسي قد تعزى إلى مدة المرض(الإزمان) والمستوى التعليمي لدى المصابات بسرطان الثدي.

- الكشف عن وجود فروق في فعالية الذات قد تعزى إلى مدة المرض(الإزمان) والمستوى التعليمي لدى المصابات بسرطان الثدي.

مصطلحات الدراسة

1-التوافق النفسي: هي عملية نفسية دينامية مستمرة، من خلالها يحس الفرد بحالة من التوازن والتوافق بينه وبين المحيط الذي يعيش فيه. وتعرّف إجرائيا في هذه الدراسة على أنّها هي الدرجة التي تتحصل عليها المرأة المصابة بسرطان الثدي في مقياس التوافق النفسي لـ: زينب محمود شقير".

2-فعّالية الذات: هي الإحساس بالكفاءة الذاتية والقدرة على التحكم في الأحداث والظروف البيئية المحيطة. و تعرّف إجرائيا في هذه الدراسة على أنّها هي الدرجة التي تتحصل عليها المرأة المصابة بسرطان الثدي في مقياس فعّالية الذات لـ: "شفارتسر".

حدود الدراسة

- الحدود البشرية: عينة من المصابات بسرطان الثدي واللواتي يتلقين علاجا كيمائيا أو إشعاعيا بمركز مكافحة السرطان، (من المصابات حديثا واللواتي لديهن مدة طويلة – ومن ذوات مستوى دراسي مرتفع ومنخفض).

- الحدود المكانية:أجريت الدراسة بمركز مكافحة السرطان-ولاية باتنة -(فقد توفرت فيه العينة المطلوبة للدراسة).

- الحدود الزمنية: جويلية / أوت2016.

الإطار النظري للدراسة

1-التوافق النفسي

1-1يعرف التوافق النفسي بأنه:" عملية دينامية مستمرة يحاول فيها الفرد تعديل ما يمكن تعديله في سلوكه وفي بيئته الطبيعية والاجتماعية، وتقبل ما لا يمكن تعديله فيهما، حتى تحدث حالة من التوازن والتوفيق بينه وبين البيئة تتضمن إشباع معظم حاجاته الداخلية ومقابلة اغلب متطلبات بيئته الخارجية".1، وقد تم تصنيف التوافق النفسي إلى عدة أبعاد يمكن حصرها في الأبعاد التالية:

1-2أبعاد التوافق النفسي

-التوافق الشخصي والانفعالي:ويقصد به قدرة الفرد على التوفيق بين دوافعه ورغباته المتصارعة توفيقا يرضيها ارضاءا متزنا مع متطلبات مجتمعه. 2

-التوافق الصحي(الجسمي):يقصد به تمتع الفرد بصحة جيدة خالية من الأمراض الجسمية والعقلية والانفعالية، مع تقبله لمظهره الخارجي ورضاه عنه، وخلوه من المشاكل العضوية المختلفة.

-التوافق الأسري:ويقصد به تمتع الفرد بعلاقات سوية ومشبعة بينه وبين أفراد أسرته، ومدى قدرة الأسرة على توفير الإمكانيات الضرورية لتحقيق الاستقرار والتماسك الأسري. 3

-التوافق الاجتماعي:ويقصد به تمتع الفرد بصلات اجتماعية طيبة، وبعلاقات تتسم بالتعاون والتسامح والإيثار، وتحقيق الانسجام مع الجماعات التي ينتمي إليها.4، أما عن النظريات التي حاولت تفسير التوافق النفسي فنجد العديد منها كل حسب مجاله، يمكن تصنيفها كما يلي:

1-3نظريات التوافق النفسي

·  النظرية البيولوجية الطبية: يرى أصحاب هذه النظرية أن جميع أشكال الفشل في التوافق تنتج عن أمراض تصيب أنسجة الجسم، وخاصة المخ، ومثل هذه الأمراض يمكن توارثها أو اكتسابها خلال الحياة عن طريق الإصابات والجروح والعدوى أو الخلل الهرموني الناتج عن ضغط الواقع على الفرد. 5

·  النظريات النفسية

- النظرية التحليلية:يعتقد "فرويد" أن عملية التوافق الشخصي غالبا ما تكون لاشعورية، وان الأفراد لا يدركون الأسباب الحقيقية وراء الكثير من سلوكياتهم، والشخص المتوافق هو من يستطيع إشباع حاجيات " الهو" ومتطلباته بصورة مقبولة اجتماعيا، كما يرى فرويد أن العصاب والذهان ما هما إلا صورا لسوء التوافق.أما "يونج" فيرى أن مفتاح التوافق والصحة النفسية يكمن في استمرار النمو الشخصي دون توقف أو تعطيل. مؤكدا على أهمية اكتشاف الذات الحقيقية وأهمية التوازن في الشخصية السوية المتوافقة.6

- النظرية السلوكية: وفقا لهذه النظرية فان أنماط التوافق وسوء التوافق إنما هي أنماط سلوكية متعلمة (مكتسبة) وهذا من خلال تلك الخبرات التي تعرض لها الفرد في حياته.7والتوافق هو جملة من العادات التي تعلمها لفرد في السابق وساهمت في خفض التوتر لديه، إذ أنها أشبعت دوافعه وحاجاته آنذاك. 8

- النظرية الإنسانية: يرى "روجرز Rogers" أن التوافق يتحقق للفرد عندما تتسق معظم الطرق التي يختارها هذا الفرد لسلوكه مع مفهومه عن ذاته، فالأفراد الذين يعانون من سوء التوافق عادة ما يعبرون عن بعض الجوانب التي تقلقهم فيما يتعلق بسلوكياتهم غير المتسقة مع مفهومهم عن ذاوتهم، أما " ماسلو" فقد أكد على أهمية تحقيق الذات في تحقيق التوافق السوي الجيد. 9

- النظرية المعرفية: يرى أصحابها أن طريقة الفرد في معالجة محيطه تؤدي إلى توافقه، حيث أن التوافق الشخصي كما يرى "ألبرت أليس" يأتي عبر معرفة الإنسان لذاته وقدراته والتكيف معها،والتوافق حسب إمكاناته المتاحة، وان كل إنسان لديه القدرة على التوافق الذاتي. 10

معيقات التوافق النفسي: يمكن ذكر ابرز العوائق وهي:

·  العوائق الجسمية: تؤثر الحالة الجسمية العامة للفرد على مدى توافقه، فالفرد المريض الذي يعاني من أمراض مختلفة أو إعاقة يجد نفسه غير قادر على التوافق سواء مع نفسه أو مع المجتمع الذي يعيش فيه، ويكون عرضة لمواجهة مشاكل لا يستطيع التصدي لها.11

·  العوائق النفسية: ويقصد بها نقص الذكاء، أو ضعف القدرات العقلية والمهارات النفس حركية. فهي تعيق الشخص عن تحقيق أهدافه، مؤدية بذلك إلى نشوء صراعات نفسية.

·  العوائق المادية والاقتصادية:حيث يعتبر نقص المال وعدم توفر الإمكانيات المادية عائقا يمنع كثيرا من الناس من تحقيق أهدافهم في الحياة مما يسبب لهم الشعور بالإحباط.

·  العوائق الاجتماعية:ويقصد بها القيود التي يفرضها المجتمع في عاداته وتقاليده وقوانينه لضب السلوك وتنظيم العلاقات.12

1-4أهمية التوافق النفسي للفرد

   التوافق النفسي يساعد الفرد على أن يعيش حياته بكل انسياب. ويجعلها خالية من التوترات والصراعات، مما يمنحه الطمأنينة ويجعله يتمتع بالصحة النفسية، بالإضافة إلى قدرة عالية على الثبات والصمود حيال الشدائد والأزمات ومحاولة مواجهتها والتغلب عليها بدل الهروب منها. ومن بين هذه الشدائد نجد الإصابة بمرض السرطان التي تعتبر من ابرز الأحداث التي قد تؤثر وتعيق توافق الفرد.

   مما سبق إدراجه يتبين لنا مدى أهمية التوافق النفسي في حياة الفرد والمجتمع، فهو أساس الصحة النفسية وكذا الجسدية للإنسان، كما انه يساعده على تخطي الصراعات والأزمات بأقل الأضرار والخسائر. لهذا كان من الضروري أن يتمتع أي فرد بنسبة من التكيف النفسي، والتي تمكنه من أن يعيش حياته على مستوى من الصحة والجودة.

2-فعالية الذات:

2-1يعرف"باندورا" فعالية الذات على أنها بمثابة المفتاح الرئيس للقوى المحركة لسلوك الفرد، لأن السلوك الإنساني عادة ما يعتمد وبشكل أساسي على ما يعتقده الفرد حول مهاراته السلوكية المطلوبة للتفاعل الناجح والكفؤ مع أحداث الحياة. فنجد أن الأفراد الذين يمتلكون إحساسا عاليا بفاعلية الذات عادة ما يركزون اهتمامهم وجهودهم على مواجهة المشاكل التي تواجههم بهدف إيجاد حلول مناسبة لها أو على الأقل السيطرة عليها، بينما الأفراد الذين تتولد لديهم فاعلية ذاتية منخفضة فنجدهم يركزون على جوانب الضعف لديهم ويتوقعون الفشل ويحسون بعدم الكفاءة.

   ويرى"باندورا" أن فعالية الذات من المفاهيم التي تتبوأ بمركز رئيسي في تحديد القوة الإنسانية وتفسيرها، ويفيد أن فاعلية الذات التي تتضمن سلوك المبادرة والمثابرة لدى الفرد تعتمد على أحكام الفرد وتوقعاته المتعلقة بمهاراته السلوكية، ومدى كفايتها للتعامل بنجاح مع تحديات البيئة والظروف المحيطة، فهي تؤثر في الحدث من خلال عمليات دافعية معرفية وجدانية، وتعد بعض هذه العمليات مثل الإثارة العاطفية وأنماط التفكير ذات أهمية خاصة في حد ذاتها وليس فقط كمؤثرات عارضة في الأحداث. 13

وتقوم نظرية الفعالية الذاتية على الأحكام التي يصدرها الفرد على مدى قدرته على تحقيق الأعمال المختلفة المطلوبة منه عند التعامل مع المواقف المستقبلية، ومعرفة العلاقة بين هذه التعليمات والأحكام الفردية والسلوك التابع لها والناتج عنها، وهذه الأحكام تعتبر محددات السلوك لدى الفرد في المواقف المستقبلية. 14

2-2-هذا وقد حدد "باندورا" ثلاث أبعاد تتغير الفعالية الذاتية تبعا لها، وهذه الأبعاد هي:

- قدر الفعالية(Magnitude): وهويختلف تبعالطبيعة وصعوبة الموقف، ويتضح قدر الفاعلية عندما تكون المهام مرتبة وفق مستوى الصعوبة، والاختلافات بين الأفراد في توقعات الفاعلية

- العمومية: يشير هذا البعد إلى انتقال فاعلية الذات من موقف ما إلى مواقف مشابهة، فالفرد يمكنه النجاح في أداء مهام مقارنة في نجاحه في أداء أعمال ومهام مشابهة.

- القوة: إن المعتقدات الضعيفة عن الفعالية تجعل الفرد أكثر قابلية للتأثر بما يلاحظه ويتابعه، وتتحدد قوة فعالية الذات لدى الفرد في ضوء خبراته السابقة ومدى ملائمتها للموقف.15

إن إحساس الفرد بالفعالية الذاتية وإدراكها لا يأتي من فراغ، بل يعتمد على تفاعل الفرد مع البيئة المحيطة به والخبرات الاجتماعية التي يكتسبها في هذا المجال، ويرى باندورا Bandura 1986)) انه توجد أربعة مصادر أساسية للمعلومات حول الفاعلية16وهي:

- الانجازات الأدائية: ويعتبر المصدر الأول للفعالية الذاتية عند الفرد، فالأفراد الذين ينجحون في أداء مهام معينة سيكون لديهم عادة المزيد من الثقة لأداء مهام مماثلة لها في المستقبل والنجاح فيها، عكس أولئك الأفراد الذين لم ينجحوا في أداء تلك المهام.

- النمذجة أو الخبرات البديلة:عادة ما يميل الفرد إلى ملاحظة غيره من الناس لكي يستفيد من خبراتهم وانجازاتهم، لان ملاحظة الآخرين وتقليدهم وخاصة النماذج الايجابية منهم يعلمنا مهارات مفيدة وينقل إلينا الإحساس بالفعالية على أننا قادرون على تحقيق ممارسات ناجحة مثلهم. 17

- الإقناع الاجتماعي: يعتبر الإقناع الاجتماعي الوسيلة الثالثة من وسائل تعزيز معتقدات الناس بأن لديهم ما يلزم لتحقيق النجاح، فالناس الذين تم إقناعهم لفظيا بأن لديهم القدرات لأداء أنشطة معينة من الأرجح أنهم سيكون لديهم حافزا اكبر لمواصلة بذل الجهد من اجل تحقيق أهدافهم والنجاح في أدائهم.18

ويذكر"جابر عبد الحميد 1990"أن تأثير هذا المصدر محدود، ومع ذلك فان الإقناع اللفظي في ظل الظروف السليمة يتمكن من رفع فعالية الذات، ولكي يتحقق ذلك ينبغي أن يؤمن الفرد بالشخص القائم بالإقناع والنصائح.19

الحالة الفيزيولوجية: يعتمد الناس إلى حد كبير في تحديد ومعرفة مدى قدرتهم على ممارسة سلوكيات صحية معينة على المؤشرات الجسدية والعاطفية.20.ويبين جابر عبد الحميد 1990أن معظم الناس تعلموا الحكم على ذواتهم من خلال تنفيذ عمل معين في ضوء الاستثارة الانفعالية فالأفراد الذين يتعرضون إلى خوف شديد أو قلق حاد يغلب أن تكون فاعليتهم منخفضة. 21

وتبرز أهميةفعالية الذاتية في أنها تمثل الجسر بين الأفكار والسلوك، فتطوير الأفكار المتعلقة بالذات وجعلها أكثر ايجابية له أثر كبير في سلوك الأفراد. وبالتالي في اكتساب عادات ومهارات جديدة ذات علاقة بالتكيف مع الأمراض المزمنة.ففعالية الذات لها أهمية خاصة في التكيف مع الأمراض المزمنة حيث أنها تؤثر ايجابيا في السلوكيات الصحية للمرضى، وتؤدي إلى التكيف بشكل أفضل مع هذا المرض ومع أثاره الجانبية، وكذلك تعطي الشعور بالسيطرة على الوضع الصحي، وكذا التحكم في الأعراض وجودة الحياة، وتزيد من فرص التكيف مع سرطان الثدي. فقد قام "لام وفيلدنج"( Lam & Fielding.2007)بدراسة على عينة مكونة من 405سيدة من المصابات بسرطان الثدي، تم مقابلتهن بعد أسبوع من عملية استئصال الثدي، وتقييم مستوى فعالية الذات والحالة النفسية لديهن، وإعادة تقييمهن بعد شهر من العملية الجراحية. فأشارت النتائج إلى أن السيدات اللواتي يتمتعن بمستوى أعلى من فعالية الذات يتمتعن بمستوى أفضل من التكيف الاجتماعي وتقبل صورة الجسد، إلا أنهن يقللن من توابع العملية الجراحية السلبية وهو ما يعيق من تكيفهن النفسي.22، كما وجد أن النساء اللواتي يمتلكن فعالية ذات مرتفعة يشكلن النسبة الأكبر من الناجيات من مرض السرطان، فقد وجدت العديد من الدراسات أن فعالية الذات العالية تلعب دورا حيويا في التنبؤ الايجابي بالنتائج النفسية والوظيفية لديهن،حيث يكون لديهن قدرة أكبر على التكيف مع مختلف الضغوط التي يتعرضن لها، وكذا القدرة على التعامل مع التحديات والصعوبات التي تواجههن مما يخفف من عامل الضيق لديهن ويعطي نتائج أكثر ايجابية.

الدراسات السابقة:هناك العديد من الدراسات التي تطرقت لمتغيرات الدراسة الحالية، وقد تم تقسيمها وفق :

1-الدراسات التي تناولت متغير التوافق النفسي

- دراسة " بشير إبراهيم الحجار سنة 2007" بــــــ "غزة "، وموضوعها " التوافق لدى مريضات سرطان الثدي بمحافظات غزة وعلاقته بمستوى الالتزام الديني ومتغيرات أخرى" على عينة مكونة من 60مريضة بسرطان الثدي، واتبع في ذلك المنهج الوصفي التحليلي، حيث طبق معهن اختبارين: الأول لقياس التوافق – الثاني لقياس الالتزام الديني. وكانت نتائج هذه الدراسة كما يلي:

* لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في التوافق لدى مريضات سرطان الثدي بمحافظات غزة تعزى لمتغير العمر.

* لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في التوافق تعزى لمتغير دخل الأسرة، ماعدا بعدين هما: الجسمي والنفسي. وذلك لصالح ذوي الدخل المرتفع

* لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في التوافق تعزى لمتغير المستوى التعليمي ماعدا بعدين هما البعد الجسمي والنفسي، وذلك لصالح الحاصلات على تعليم عالي.23

- دراسة " وردة سعادي " سنة 2009بـــــــ " الجزائر "، بعنوان "سرطان الثدي لدى النساء وعلاقته بالتوافق النفسي الاجتماعي واستراتيجيات المقاومة"، على عينة مكونة من 100امرأة مصابة بسرطان الثدي، واتبعت المنهج الوصفي المقارن، وكانت أدوات الدراسة هي: مقياس استراتيجيات المقاومة – مقياس التوافق النفسي. وكانت نتائج هذه الدراسة كما يلي:

* توجد فروق بين النساء المصابات بسرطان الثدي في قدرتهن على تحقيق التوافق النفسي الاجتماعي.

* وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات التوافق النفسي الاجتماعي عند النساء المصابات بسرطان الثدي والنساء غير المصابات.24

2-الدراسات التي تناولت متغير فعالية الذات

-  دراسة يوسف حمه صالح و مها حسن بكرسنة 2014بإقليم كردستان في العراق،حول" فاعلية الذات لدى المصابات بسرطان الثدي" حيث أجريت الدراسة على عينة مكونة من  150امرأة مصابة بسرطان الثدي، واستخدم فيها المنهج الوصفي الإرتباطي، وتم  استخدم الأدوات المتمثلة في "مقياس فعالية الذات، ومقياس الأمل "، وقد توصلت النتائج الخاصة بهذه الدراسة إلى ما يلي:

* ارتفاع مستوى الفعالية والأمل لدى العينة بصفة عامة.

* وجود علاقة عكسية بينفعالية الذات والأمل وبين العمر- مدة المرض.

- علاقة طردية بين فعالية الذات والأمل الدراسة ومستوى التعليم .25

- دراسة  Zahra Kochaki Nejjadسنة2015في إيران حول"فعالية الذات وعلاقتها ببعض المتغيرات( المستوى التعليمي/ وقت التشخيص/ الدعم الاجتماعي ) لدى مرضى سرطان الثدي عند المرأة الإيرانية" على عينة مكونة من 91امرأة مصابة بالسرطان، وكانت دراسة وصفية توصلت للنتائج التالية:

* هناك علاقة ارتباطيه بين فعالية الذات للمريضةوبينالمستوى التعليمي ووقت التشخيص.

* لا توجد علاقة ارتباطيه بين فعالية الذات والدعم الاجتماعي لدى المريضات.26

تعقيب عام على الدراسات السابقة

   مما تم إيراده من دراسات نلاحظ أنها احتوت على عينات كبيرة مقارنة بالدراسة الحالية، كما أن أغلبها كان في دول عربية، كما أن أغلبها قد توصل إلى أهمية كل من"التوافق النفسي وفعالية الذات" بالنسبة للمريضات بسرطان الثدي.

   من خلال الدراسات السابقة التي تم عرضها وأخرى لم نتمكن من عرضها، نجد أنها قد تناولت المتغيرات الخاصة بهذه الدراسة على شكل منفرد، ولكنها كلها قد تناولت عينة مرضى سرطان الثدي.هذا وقد استفادت الدراسة الحالية من الدراسات السابقة في عدة نقاط:

- معرفة الجوانب التي تم دراستها وتحديد بعض النقاط التي لم تدرس (الجمع بين المتغيرين/ دراسة متغيرات المستوى التعليمي وازمان المرض).

- الاستفادة منها في معرفة المناهج المستخدمة وطريقة إجراء هذه الدراسات، بالإضافة إلى بعض من المعلومات الخاصة بالإطار النظري.

- الاطلاع على الأدوات المستخدمة في مثل هذه الدراسات.

منهج الدراسة

تهدف هذه الدراسة إلى معرفة العلاقة الارتباطية بين متغيري فعالية الذات المدركة والتوافق النفسي لدى مرضى السرطان. وكذا البحث عن الفروق في مستوى هذين المتغيرين التي قد تعزى إلى بعض المتغيرات الثانوية (مدة المرض أو الازمان – المستوى التعليمي)، وبالتالي فان المنهج الملائم لطبيعة الدراسة الحالية هو "المنهج الوصفي الارتباطي-المقارن"باعتباره يقوم على جمع البيانات وتحليلها إحصائيا بطرق ارتباطيه وأخرىفارقيه.

عينة الدراسة

اشتملت هذه الدراسة على عينة من المريضات بسرطان الثدي بلغ عددهن 36امرأة. (مع العلم أن الإحصائيات الخاصة بعدد الحالات التي كانت تتوافد إلى مركز مكافحة السرطان-باتنة-من اجل العلاج خلال الأشهر الثلاثة التي تم إجراء الدراسة خلالها هي 115مريض بسرطان الثدي، منهم 110إناث و 05ذكور).

- تراوحت مدة الإصابة لدى النساء اللواتي شكلن عينة الدراسة بين 6أشهر و3 سنوات.تم تصنيفهم إلى (المدى الأول: أقل من سنة) (المدى الثاني: أكثر من سنة).

- وتراوح مستواهن الدراسي بين (الأمي/ الابتدائي/ الإكمالي/ لثانوي / الجامعي)، وتم تقسيمه وفق 3مستويات (منخفض/متوسط/ مرتفع).

ويمكن إدراج خصائص العينة كما يلي:

أ‌-خصائص العينة حسب مدة المرض (الإزمان)

العينة

المدى الأول

المدى الثاني

المجموع

العدد

15

21

36

النسبة

42%

58%

100               %

 

جدول رقم (01) يبين خصائص عينة الدراسة حسب مدة المرض (الازمان)

يشير الجدول رقم(01) إلى أن عدد أفراد العينة بلغ(36فرد)، بحيث كان عدد النساء اللواتي مدة المرض عندهن قصيرة (المدى الأول: اقل من سنة )( 15امرأة) بنسبة 42%، بينما اللواتي مدة مرضهن طويلة (المدى الثاني:فوق سنة)فقد كان عددهن (21)بنسبة 58%.

ب-خصائص العينة حسب المستوى التعليمي:

العينة

مستوى منخفض

مستوى متوسط

مستوى مرتفع

المجموع

العدد

12

17

07

36

النسبة

34%

47%

19%

100%

 

جدول رقم (02) يبين خصائص عينة الدراسة حسب المستوى الدراسي

يشير الجدول رقم (02) إلى أن أفراد العينة اللواتي كان مستواهن الدراسي منخفض(أمي.ابتدائي)  قدر عددهن بــــــ ( 12) بنسبة (34%)، واللواتي مستواهن التعليمي متوسط ( إكمالي .ثانوي) كان عددهن بـــــــ (17) بنسبة 47%، أما اللواتي كان مستواهن مرتفع(جامعي) فقد كان عددهن ( 07) بنسبة 19%.

أدوات الدراسة

1-مقياس التوافق النفسي

- وصف المقياس: هو مقياس التوافق النفسي العام من إعداد الدكتورة «زينب محمود شقير" 2003، وتكون الإجابة على المقياس تكون بــــــ "نعم –أحيانا–لا" يقابل هذه التقديرات ثلاث درجات هي 2– 1– 0على الترتيب وذلك عندما يكون اتجاه التوافق ايجابيا(ارتفاع في درجة التوافق )، بينما تكون التقديرات الثلاث في اتجاه عكسي 0- 1- 2على التوالي عندما يكون اتجاه التوافق سلبيا (انخفاض في درجة للتوافق )

- تصحيح المقياس: يشتمل المقياس على 80عبارةتقيس التوافق النفسي العام. وتتراوح الدرجة الكلية للمقياس مابين 0إلى 160درجة، وتشير الدرجة المرتفعة إلى ارتفاع درجة التوافق النفسي العام.بينما تشير الدرجة المنخفضة إلى انخفاض في درجة التوافق النفسي العام.

- الخصائص السيكومترية: وقد تم التأكد من الخصائص السيكومترية للمقياس في هذه الدراسة من طرف الباحث كما يلي:

صدق المقياس:لحساب صدق هذا المقياس فقد تم الاعتماد على طريقة"الصدق التمييزي(المقارنة الطرفية)"،فوجدنا قيمة "ت " 11.34، و هي قيمة  دالة عند مستوى 0.01مما يدل على أن هذا المقياس صادق.

ثبات المقياس:لحساب ثبات هذا المقياس فقد تم الاعتماد على طريقة "الاتساق الداخلي (التجزئة النصفية)"، فكان "معامل الارتباط لبيرسون" هو 0.67، ثم تم تصحيح الطول عن طريق "معادلة سبيرمان براون" فكانت النتيجة النهائية هي0.83وهي قيمة دالة عند مستوى 0.01، وهذا يدل على ثبات هذا المقياس.

2-مقياس فعالية الذات

- وصف المقياس: تم بناء هذا المقياس لأول مرة عام 1981من طرف "شفارتسر" الذي عمل على تطوير أداة تشخيصية لقياس الكفاءة الذاتية تتلاءم مع مجموعة كبيرة من المواقف، وعمل الباحث سامر جميل رضوان على ترجمة بنود هذا المقياس بمساعدة متخصصين مع مراعاة دقة الترجمة و استيفائها للمعنى.                                               

- تصحيح المقياس:يتألف هذا المقياس في صيغته الأصلية من عشرة بنود، يطلب فيها من المفحوص اختيار إمكانية الإجابة وفق مقترح متدرج يبدأ من"لا- نادرا- غالبا – دائما" ويتراوح المجموع العام للدرجات بين 10و 40، أي أن التصحيح يكون على النحو التالي:

لا 1

نادرا ← 2

غالبا 3

دائما←    4

 

وبالتالي فان الدرجة المنخفضة تشير إلى انخفاض توقعات الكفاءة الذاتية العامة، والدرجة العالية تشير إلى ارتفاع في توقعات الكفاءة الذاتية العامة، وتتراوح مدة التطبيق بين 3-7دقائق.

- الخصائص السيكومترية: وقد تم التأكد من الخصائص السيكومترية للمقياس في هذه الدراسة من طرف الباحث كما يلي:

- صدق المقياس:لحساب صدق هذا المقياس فقد تم الاعتماد على طريقة "الصدق التمييزي (المقارنة الطرفية)"، فوجدنا قيمة "ت " هي 13.75، وهي قيمة دالة عند مستوى 0.01مما يدل على أن هذا المقياس صادق.

- ثبات المقياس:لحساب ثبات هذا المقياس فقد تم الاعتماد على طريقة "الاتساق الداخلي (التجزئة النصفية )"، فكان معامل الارتباط لبيرسون هو 0.60، ثم تم تصحيح الطول عن طريق "معادلة سبيرمان براون" فكانت النتيجة النهائية هي 0.75وهي قيمة دالة عند مستوى 0.01، وهذا يدل على ثبات هذا المقياس .

الأساليب الإحصائية المستخدمة في الدراسة:

   لاختبار صحة فروض الدراسة فقد تم استخدام برنامج Spssلتطبيق الأساليب الإحصائية التالية:

- معامل ارتباط بيرسون (للكشف عن العلاقة بين التوافق النفسي وفعالية الذات المدركة، وكذا ثبات المقياسين)

- اختبار T(للكشف عن الفروق التي تعزى إلى مدة المرض – الإزمان)

- تحليل التباين F(للكشف عن الفروق التي تعزى إلى المستوى التعليمي)

- المتوسط الحسابي – الانحراف المعياري – معادلة سبيرمان براون (للكشف عن طبيعة متغيرات الدراسة، وكذا الخصائص السيكومترية للأدوات).

- التكرارات والنسب المئوية.

عرض نتائج الدراسة

1-عرض نتائج الفرضية الأولى والتي تنص على انه:

" توجد علاقة ارتباطيه دالة إحصائيا بين التوافق النفسي وفعالية الذات المدركة لدى المصابات بسرطان الثدي ".

مستوى الدلالة

معامل بيرسون

عدد أفراد العينة

 

دال عند 0.01

0.74**

36

التوافق النفسي

فعالية الذات المدركة

 

جدول رقم (03) يوضح معامل ارتباط بيرسون بين التوافق النفسي وفعالية الذات المدركة لدى عينة الدراسة.

   من خلال الجدول نجد أن: معامل ارتباط بيرسون يساوي (0.74) وهي قيمة دالة عند مستوى الدلالة 0.01. وبالتالي فإننا " نرفض الفرض الصفري ونقبل الفرض البديل القائل بــــ: وجود علاقة ارتباطيه موجبة وقوية بين التوافق النفسي وفعالية الذات المدركة لدى النساء المصابات بسرطان الثدي".

2-عرض نتائج الفرضية الثانية والتي تنص على أنه:

"توجد فروق دالة إحصائيا في التوافق النفسي حسب مدة المرض(الازمان) لدى المصابات بسرطان الثدي ".

 

مدة المرض

العدد

المتوسط الحسابي

الانحراف المعياري

قيمة اختبار T

مستوى دلالة الاختبار

مستوى الدلالة

التوافق النفسي

المدى الأول" اقل من سنة"

15

99.73

4.31

-3.01

0.005

0.05

المدى الثاني" أكثر من سنة"

21

109.14

11.53

 

جدول رقم (04) يوضح اختبار Tللكشف عن الفروق في التوافق النفسي تعزى لمدة المرض (الازمان) لدى عينة الدراسة.

من خلال الجدول نجد أن:قيمة اختبار Tتساوي( -3.01)و أن مستوى دلالة الاختبار هي (0.005) وهي اقل من مستوى الدلالة 0.05، وبالتالي فإننا:" نرفض الفرض الصفري و نقبل الفرض البديل القائل بــ:وجود فروق في مستوى التوافق النفسي حسب مدة المرض لدى النساء المصابات بسرطان الثدي ". وهذا لصالح النساء اللواتي مدة مرضهن طويلة.

3-عرض نتائج الفرضية الثالثة والتي تنص على انه:

" توجد فروق دالة إحصائيا في التوافق النفسي حسب المستوى التعليمي لدى المصابات بسرطان الثدي ".

 

مصدر التباين

درجة الحرية

مجموع المربعات

متوسط المربعات

قيمة F

مستوى دلالة الاختبار

الدلالة

التوافق النفسي

داخل المجموعات

2

254.251

127.126

2.841

0.073

غير دال

بين المجموعات

33

1476.499

44.742

المجموع

35

1730.750

 

 

جدول رقم (05) يوضح تحليل التباين Fللكشف عن فروق في التوافق النفسي تعزى إلى المستوى التعليمي لدى عينة الدراسة

   من خلال الجدول نجد أن:قيمة مستوى دلالة الاختبار هي 0.073=Sig، وهي أكبر من مستوى دلالة الفرضية الصفرية 0.05، وبالتالي: يمكننا القول بأننا نقبل الفرض الصفري القائل  بعدم وجود فروق في التوافق النفسي حسب المستوى التعليمي لدى النساء المصابات بسرطان الثدي ونرفض الفرض البديل القائل بوجود فروق .

4-عرض نتائج الفرضية الرابعة والتي تنص على انه:

" توجد فروق دالة إحصائيا في فعالية الذات المدركة حسب مدة المرض(الازمان) لدى المصابات بسرطان الثدي".

 

مدة المرض

العدد

المتوسط الحسابي

الانحراف المعياري

قيمة اختبار T

مستوى دلالة الاختبار

مستوى الدلالة

فعالية الذات المدركة

مدى الأول" اقل من سنة"

15

26.40

1.54

2.41

0.02

0.05

مدى الثاني" أكثر من سنة"

21

22.95

5.35

 

جدول رقم (06) يوضح اختبار Tللكشف عن فروق في فعالية الذات المدركة تعزى لمدة المرض (الازمان) لدى عينة الدراسة.

   من خلال الجدول نجد أن: قيمة اختبار Tتساوي (2.41) وان مستوى دلالة الاختبار هي (0.02) وهي اقل من مستوى الدلالة 0.05، وبالتالي فإننا:" نرفض الفرض الصفري ونقبل الفرض البديل القائل بـــ: وجود فروق في مستوى فعالية الذات المدركة حسب مدة المرض لدى النساء المصابات بسرطان الثدي". وهذا لصالح النساء اللواتي مدة مرضهن قصيرة (المدى الأول: اقل من سنة).

5-عرض نتائج الفرضية الخامسة:والتي تنص على انه:

" توجد فروق دالة إحصائيا في فعالية الذات المدركة حسب المستوى التعليمي لدى المصابات بسرطان الثدي ".

 

مصدر التباين

درجة الحرية

مجموع المربعات

متوسط المربعات

قيمة F

مستوى الدلالة

الدلالة

فعالية الذات المدركة

داخل المجموعات

2

73.281

36.641

1.531

0.21

غير دال

بين المجموعات

33

789.608

23.928

المجموع

35

862.889

 

 

جدول رقم (07) يوضح تحليل التباين Fللكشف عن فروق في فعالية الذات المدركة تعزى إلى المستوى التعليمي لدى عينة الدراسة.

   من خلال الجدول نجد أن:قيمة مستوى دلالة الاختبار هي 0.21=Sig، وهي اكبر من مستوى دلالة الفرضية الصفرية 0.05، وبالتالي:

   يمكننا القول بأننا نقبل الفرض الصفري القائل بعدم وجود فروق في فعالية الذات حسب المستوى التعليمي لدى النساء المصابات بسرطان الثدي ونرفض الفرض البديل القائل بوجود فروق.

مناقشة وتفسير نتائج الدراسة

1-مناقشة وتفسير نتائج الفرضية الأولى

   من خلال عرض نتائج الفرضية الأولى المبينة في الجدول رقم (03) فقد تبين انه:" توجد علاقة ارتباطيه دالة إحصائيا بين التوافق النفسي وفعالية الذات لدى المصابات بسرطان الثدي "،وبهذا يمكننا القول بأن هذه الفرضية قد تحققت، حيث جاءت نتيجتها موافقة لما كان متوقعا وبأن هناك ارتباط قوي بين كل من التوافق النفسي و فعالية الذات لدى عينة النساء المصابات بسرطان الثدي. مما يعني انه كلما ارتفع مستوى فعالية الذات لديهن كان مستوى التوافق النفسي أيضا مرتفعا، وربما هذا لأن فعالية الذات تعتبر عاملا مهما في تحقيق التوافق النفسي لدى الأفراد بصفة عامة ولدى المصابين بأمراض مزمنة وخطيرة مثل السرطان بصورة خاصة، فالشخص الذي يحس بأنه لديه فعالية ذات مرتفعة بالتأكيد سيكون لديه الإحساس أيضا بالسيطرة على حياته وكذا بما يحيط به، مما يسهل عليه عملية التوافق النفسي والتكيف الاجتماعي أيضا. وهذا على عكس الأفراد الذين يحسون بانخفاض فعاليتهم الذاتية، فهم عادة ما يعانون من سوء في التوافق النفسي والاجتماعي. وقد جاءت هذه النتيجة متسقة مع نتيجة دراسة"روتمان وآخرون سنة 2010"حيث وجد انه هناك ارتباط دال إحصائيا بين الكفاءة الذاتية المدركة والرفاه الانفعالي وبين التوافق.

2-مناقشة وتفسير نتائج الفرضية الثانية

من خلال عرض نتائج الفرضية الثانية المبينة في الجدول رقم (04) فقد تبين انه" توجد فروق دالة إحصائيا في التوافق النفسي حسب مدة المرض (الازمان) لدى المصابات بسرطان الثدي " وهذا لصالح السيدات اللواتي مدة مرضهن طويلة.

وبهذا يمكننا القول بأن هذه الفرضية قد تحققت ، حيث جاءت نتيجتها موافقة لما كان متوقعا، وهذا لأن مدة المرض تلعب دورا مهما في قدرة المريضة على التوافق النفسي، وتجعلها أكثر تقبلا لوضعيتها من سيدة مصابة حديثا بهذا المرض فهي لا تزال تحت وقع الصدمة، فالتعرض لأي صدمة في البداية يختلف عنه مع مرور الوقت، حيث أن المريضة تتغير نظرتها لمرضها مع مرور الوقت وقد تستخدم استراتيجيات تساعدها على التقبل و الرضي ( حسب عينة الدراسة كان الجانب الديني بصورة كبيرة جدا ).فكما هو معروف فان الفرد أثناء مسار حياته عندما يتعرض لصدمة مثل مرض خطير (كالسرطان) فان اغلب خصائصه النفسية والانفعالية تتعرض إلى هزة قوية قد تؤثر على حياته ككل،وحتى في اعتقاداته حول نفسه وحول قدراته ، وبالتالي تؤثر على توافقه النفسي ومدى قدرته على التكيف في الحياة، إلا انه ومع مرور الوقت على الإصابة يسترجع الفرد تدريجيا خصائصه الشخصية بفعل تدخل عدة عوامل مثل التقبل و المقاومة والرغبة في التحسن ومن بين هذه العوامل نجد التوافق النفسي والاجتماعي.

وقد جاءت نتيجة هذه الفرضية متسقة مع نتائج دراسة (Mor et al 1994)حيث توصل إلى أن النساء المصابات الأصغر سنا اظهرن مستويات منخفضة من الانسجام العاطفي (التوافق)، كما أن مظاهر قلة الانسجام العاطفي كانت مرتبطة بالنساء غير المتزوجات. ومستوى التعليم المنخفض (الثانوي فأقل). إلا أنها كانت متعارضة مع نتائج دراسة (Morris et al. 1992(حيث ألغت نتائجه وجود أي ارتباط بين مدة المرض لدى مرضى السرطان وقدرتهم على التحكم في المرض والتوافق، وهذا لظروف قد تعود إلى إجراءات الدراسة التي كانت مختلفة نوعا ما.

3-مناقشة وتفسير نتائج الفرضية الثالثة

من خلال عرض نتائج الفرضية الثالثة المبينة في الجدول رقم (05) تبين انه " لا توجد فروق دالة إحصائيا في التوافق النفسي حسب المستوى التعليمي لدى المصابات بسرطان الثدي "،وبهذا يمكننا القول بأن هذه الفرضية قد رفضت حيث جاءت نتيجتها معاكسة لما كان متوقعا، مما يعني انه لا توجد فروق في مستوى التوافق النفسي لدى النساء المصابات بسرطان الثدي يمكن أن تعزى إلى المستوى الدراسي لديهن، وربما يعود ذلك إلى أن اغلب أفراد عينة الدراسة هن من المستوى المتوسط من جهة، ومن جهة أخرى  يمكن أن يكون المستوى الدراسي ليس بالمتغير الذي يقف خلف رفع مستوى التوافق النفسي أو انخفاضه لدى هؤلاء المصابات، حيث أن التوافق قد يتأثر بعوامل أكثر اتصالا بشخصية المريضة والبيئة التي نشأت فيها، وكذا بنظرتها إلى صورتها الذاتية و  إلى مدلول المرض في حياتها .

   وقد جاءت نتيجة هذه الدراسة متوافقة مع نتائج دراسة " بشير إبراهيم الحجار" سنة 2007،والذي توصل أيضا إلى أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في التوافق تعزى لمتغير المستوى التعليمي، وهذا التوافق في النتيجة قد يرجع التقارب في عدد عينتي الدراسة، إلا أن هذه النتيجة كانت متعارضة مع نتائج دراسة (Mor et al 1994) الذي وجد أن النساء اللواتي اظهرن مستويات منخفضة من الانسجام العاطفي

(التوافق) كن من اللواتي مستواهن التعليمي منخفض (الثانوي فأقل)، ويمكن أن يعود هذا إلى حجم وطبيعة العينة التي كانت أكبر من حجم عينة هذه الدراسة، وقد يعود إلى أسباب ثقافية أو بيئية فبالتأكيد مستوى ونوعية التعليم يختلف من بلد إلى أخر. وبالتالي قد يكون التعليم في دول متقدمة يركز أكثر على تنمية بعض الجوانب الشخصية للمتعلمين، وبذلك يكون الفرد المتعلم ذو مستوى عال يتمتع بخصائص وصفات قد لا يتمتع بها من هو اقل منه مستوى.

4-مناقشة وتفسير نتائج الفرضية الرابعة

من خلال عرض نتائج الفرضية الرابعة المبينة في الجدول رقم (06) فقد تبين أنه " توجد فروق دالة إحصائيا في فعالية الذات حسب مدة المرض(الازمان) لدى المصابات بسرطان الثدي"لصالح النساء اللواتي أصبن حديثا( المدى الأول).وبهذا يمكننا القول بأن هذه الفرضية قد تحققت، حيث جاءت نتيجتها موافقة لما كان متوقعا، مما يعني أن فعالية الذات لدى نساء العينة تختلف باختلاف مدة الإصابة حيث جاءت النتيجة لصالح المصابات حديثا، و تبين أن النساء اللواتي مدة مرضهن أطول هن اقل إحساسا بفعاليتهن الذاتية من النساء اللواتي مدة مرضهن قصيرة،  وربما يعود هذا إلى أن المصابات حديثا بالمرض لا يزال لديهن أمل في التغلب على المرض والعودة إلى سابق العهد(قبل الإصابة بالمرض بوقت قصير )، فنجدهن أكثر فعالية من النساء اللواتي مر على إصابتهن عدد من السنوات حيث أصبحت ردة فعلهن تتميز أكثر بنوع من الاستسلام و إحساسهن بعدم إمكانية تغيير الوضعية التي يعشن فيها. وخاصة ذلك الاعتقاد لديهن بأن مرضهن هو وضعية تتجاوز قدرتهن على التحكم فيها أو تغييرها مما يؤثر على مستوى الفعالية الذاتية لديهن. وخاصة النساء اللواتي تعرضن إلى عودة المرض بعد الشفاء (بتر الثدي الثاني). نتيجة هذه الفرضية متسقة مع نتائج دراسة يوسف حمه صالح ومها حسن بكر سنة 2014، التي توصلت إلى وجود علاقة عكسية بين فاعلية الذات وبين العمر-ومدة المرض لدى النساء المصابات بسرطان الثدي، أي انه كلما زاد مدة المرض كلما انخفض مستوى فعالية الذات لديهن.

5-مناقشة وتفسير نتائج الفرضية الخامسة

من خلال عرض نتائج الفرضية الخامسة المبينة في الجدول رقم (07) فقد تبين انه :"لا توجد فروق دالة إحصائيا في فعالية الذات حسب المستوى التعليمي  لدى المصابات بسرطان الثدي "، وبهذا يمكننا القول بأن هذه الفرضية قد رفضت، حيث جاءت نتيجتها معاكسة  لما كان متوقعا، وبالتالي يمكننا القول انه لا وجود لفروق في مستوى فعالية الذات لدى عينة الدراسة يمكن أن تعزى لمستواهن الدراسي، وقد يرجع ذلك إلى أن اغلب أفراد العينة من ذوات المستوى المتوسط من جهة، أو لأن فعالية الذات ترتبط بشخصية المرأة و مدى إدراكها لقدرتها على التحكم في المرض الذي أصيبت به، والمستوى التعليمي لم يكن له كبير الأثر في فعالية الذات لديهن، هذه النتيجة كانت متعارضة مع نتائج دراسة كل من  دراسة يوسف حمه صالح و مها حسن بكر سنة 2014الذي وجد أن هناك – علاقة طردية بين فاعلية الذات ومستوى التعليم، وكذا دراسة  Zahra Kochaki Nejjadسنة2015التي أكدت على انه هناك علاقة ارتباطيه بين فعالية الذات للمريضةوبينالمستوى التعليمي ووقت التشخيص. وقد يكون هذا الاختلاف راجعا إلى عوامل تتعلق بالظروف الثقافية والدينية للعينة، أو حتى تلك الظروف التي تتعلق بإجراءات الدراسة من منهج والأدوات وكذا عينة الدراسة بما تحمله من خصائص مثل حجم العينة وجنسها. والتي كانت مختلفة في الدراسة الحالية عن الدراساتالسابقة التي عرضناها.

مناقشة عامة لنتائج الدراسة

من خلال النتائج المتوصل إليها في دراستنا الحالية نجد أن متغيري" التوافق النفسي وفعالية الذات" لدى النساء المصابات بسرطان الثدي يرتبطان يبعضهما البعض ارتباطا وثيقا كما جاء في نتيجة الفرضية الأولى، ويمكن تفسير هذا بأن العلاقة التي تربط بين التوافق النفسي وفعالية الذات هي كونهما متغيرين ايجابيين يؤثران ويتأثران ببعضهما البعض، فالمريضة التي تتمتع بمستوى مرتفع من التوافق النفسي عادة ما نجدها تتمتع أيضا بفعالية ذات مرتفعة.

أما بالنسبة للمتغير الثانوي في هذه الدراسة "إزمان المرض " أي " طول مدة الإصابة لدى المريضة " في وجود فروق لدى عينة الدراسة حسب كل من متغيري التوافق النفسي وفعالية الذات، فقد وجدنا أن عامل الإزمان قد لعب دورا مهما في إيجاد هذه الفروق لدى النساء المصابات بسرطان الثدي، حيث كانت نتيجة الفروق في مستوى"التوافق النفسي" لصالح عينة النساء اللواتي مدة مرضهن أطول، ويفسر ذلك بأنهن قد تجاوزن مرحلة الصدمة إلى مرحلة التقبل ومحاولة التكيف مع المرض، وهذا عكس النساء المصابات حديثا بالمرض و اللواتي لا يزلن تحت وقع صدمة الإصابة بالمرض واللاتقبل بالإصابة مما يؤثر سلبا على توافقهن النفسي.

أما الفروق في مستوى "فعالية الذات "فقد جاءت مرتفعة لصالح النساء المصابات بالمرض حديثا، ويمكن تفسير ذلك بأن النساء المصابات حديثا لا يزال لديهن الأمل بالشفاء والتغيير، وانه بإمكانهن تخطي هذه المرحلة بأقل الخسائر مما يجعلهن أكثر فعالية مقارنة بالنساء اللواتي مدة إصابتهن أطول.

أما متغير "المستوى الدراسي"فلم يظهر لنا وجود أي فروق لدى العينة في مستوى التوافق النفسي وفعالية الذات لدى أفراد العينة، مما يبين لنا أن "المستوى الدراسي" لا يحدث كبير اثر في بعض المتغيرات النفسية لدى المريضات بسرطان الثدي، وذلك ربما لأنه لا يتصل اتصالا مباشرا بالمرض، وهذا عكس متغير" الازمان" والذي يلعب دورا كبيرا في ظهور فروق بين عينات الدراسة بسبب اتصاله المباشر بالمرض.

إذا ومن خلال ما تم التطرق إليه فقد تبين لنا الأهمية التي يحتلها كل من التوافق النفسي وفعالية الذات في حياة المريضة بمرض السرطان، وكيف انه للتوافق علاقة وثيقة بفعالية الذات لديهن.

خاتمة

يعتبر مرض سرطان الثدي من بين ابرز الأمراض التي تصيب النساء وتؤثر على حياتهن، وهذا التأثير عادة ما يكون على جميع الجوانب " النفسية- الجسدية- الجنسية- الأسرية– والاجتماعية.."، فهذا المرض له دلالاته ورمزيته الخاصة على المرأة المصابة به لكونه يمسها في جانبها الأنثوي والجمالي مباشرة- و التي تجعله مختلفا عن غيره من الأمراض، لذلك كان من الواجب دراسة تأثيرات هذا المرض بنوع من الدقة و الاهتمام على كافة جوانب شخصية المرأة، والعمل على تحسين جودة حياة المرأة المصابة به، و من بين الأمور الهامة في هذا السياق هو التركيز على التوافق النفسي لديهن لما لذلك من أهمية على صحتها النفسية بل والجسدية، وأيضا الاهتمام برفع مستوى فعاليتهن الذاتية من اجل الحفاظ عليهن كعنصر هام وفعال في المجتمع، واعتبار مرضهن هو مرض مزمن كباقي الأمراض الأخرى التي يمكن التعايش معها،  وكذا وقايتهن من الوقوع فريسة للاضطرابات والأمراض النفسية التي عادة ما تصاحب مثل هذا المرض والتي يعتبر " الاكتئاب " أبرزها

1   إجلال محمد سرى،علم النفس العلاجي،ط2، عالم الكتب للنشر والطباعة والتوزيع، القاهرة، مصر،2000، ص 32.

2  حامد عبد السلام زهران، الصحة النفسية والعلاج النفسي، ط3، عالم الكتب، القاهرة، مصر، 1997، ص 27

3  زينب محمود شقير، مقياس التوافق النفسي، ط 1، مكتبة النهضة العربية، القاهرة، 2003، ص5

4  جنان سعيد الرحو، أساسيات في علم النفس، ط1، الدار العربية للعلوم، بيروت، لبنان، 2005، ص3719

5  مدحت عبد الحليم عبد اللطيف، الصحة النفسية والتوافق الدراسي، (د-ط)، دار النهضة للنشر، القاهرة، مصر،1990، ص86

6  مدحت عبد الحليم عبد اللطيف، المرجع نفسه، ص87

7  مدحت عبد الحليم عبد اللطيف، المرجع نفسه، ص88

8  ليلى احمد صافي، الاضطرابات السلوكية وعلاقتها بمستوى التوافق النفسي لدى الأطفال المتفوقين، (رسالة ماجستار)، الجامعة الإسلامية غزة فلسطين، 2006، (منشورة)، ص 69.

9   مدحت عبد الحليم عبد اللطيف، المرجع نفسه، ص 96.

10 .سمارة.عزيز ونمر.عصام، محاضرات في التوجيه والإرشاد، (د-ط)، دار الفكر للنشر والتوزيع، الأردن، 1991، ص69

11حسين احمد حشمت وآخرون، التوافق النفسي والتوازن الوظيفي، ط1، الدار العالمية للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر،2006، ص 64.

12.عودة ومرسي –صبره محمد على، الصحة النفسية والتوافق النفسي، (د-ط)، دار المعرفة الجامعية، لبنان، 2004، ص175.

13 .يوسف حمه صالح مصطفى-مها حسن بكر،" فاعلية الذات والأمل لدى المصابات بسرطان الثدي في إقليم كردستان/ العراق"، قسم علم النفس. جامعة ديالي، مجلة الفتح للبحوث النفسية والتربوية. العدد 60، 2014، ص8.

14 . غالب بن محمد على المشيخي، قلق المستقبل وعلاقته بكل من فاعلية الذات ومستوى الطموح لدى عينة من طلاب جامعة الطائف، أطروحة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه منشورة، جامعة أم القرى.2009، ص74.

15- Bandura, A.Self- Efficacy: Toward, a unifying Theory of Behavior Change. Journal of Psychological Review , 1977،84No 2. P5

16.مفتاح محمد عبد العزيز، مقدمة في علم النفس الصحة: مفاهيم-نظريات-نماذج-دراسات، ط1، دار وائل للنشر والتوزيع، عمان / الأردن، 2010، ص 162.

17 .عثمان يخلف،علم نفس الصحة(الأسس النفسية والسلوكية للصحة)،ط1،دار الثقافة للطباعة والنشر،الدوحة/قطر، 2001،ص105

18- Bandura, A Self- Efficacy. In V .S. Ramachaudran (Ed). Encyclopedia ofhuman behavior،(Vol 4.pp 71-81) New York : Acadmic Press. 1994. p3

19جابر عبد الحميد، نظريات الشخصية (البناء، الديناميات، النمو، طرق البحث والتقويم)، (د-ط)، دار النهضة العربية، القاهرة،1990، ص445

20- Bandura,Previous reference.P 3

21جابر عبد الحميد، نظريات الشخصية ( البناء،الديناميت، النمو، طرق البحث والتقويم )، (د-ط)، دار النهضة العربية،القاهرة، 1990ص445.

22شيماء عويضة، " فاعلية الإرشاد الوجودي في تحسين الذكاء الروحي والكفاءة الذاتية المدركة لدى المصابات بسرطان الثديفي الأردن"، المجلة الأردنية في العلوم التربوية، 2015، مجلد 11، عدد2، ص 132.

23شير إبراهيم الحجار-سامي عوض أبو إسحاق، "التوافق لدى مريضات سرطان الثدي بمحافظات غزة وعلاقته بمستوى الالتزام الدينيومتغيرات أخرى"، مجلة الجامعة الإسلامية – سلسلة الدراسات الإنسانية –، المجلد الخامس عشر، العدد الأول،2007، (ص 561-592).

24وردة سعادي، سرطان الثدي لدى النساء وعلاقته بالتوافق النفسي الاجتماعي واستراتيجيات المقاومة–دراسة مقارنة -،(مذكرة ماجستار) ، جامعة الجزائر ،2009.( منشورة)، ص 165

25يوسف حمه صالح مصطفى-مها حسن بكر، المرجع نفسه، ص8.

26- Zahra Kochaki Nejjad.Alireza Mohajjel Aghdam et al:Cancer Related Self-Efficacy in Iranian Women with Breast Cancer.Women’s Health Bull.2015April:2(2): e 23248

@pour_citer_ce_document

أسماء خلاف / يوسف عدوان, «" التوافق النفسي وعلاقته بفعالية الذات لدى عينة من المصابات بسرطان الثدي " (article»

[En ligne] ,[#G_TITLE:#langue] ,[#G_TITLE:#langue]
Papier : ,
Date Publication Sur Papier : 2017-12-19,
Date Pulication Electronique : 2017-12-19,
mis a jour le : 17/10/2018,
URL : https://revues.univ-setif2.dz:443/revue/index.php?id=2392.