النصّ الأدبي المرقمن وآليات الإبداع الجديدة
Plan du site au format XML


Archive: revues des lettres et sciences sociales


N°01 Avril 2004


N°02 Mai 2005


N°03 Novembre 2005


N°04 Juin 2006


N°05 Juin 2007


N°06 Janvier 2008


N°07 Juin 2008


N°08 Mai 2009


N°09 Octobre 2009


N°10 Décembre 2009


N°11 Juin 2010


N°12 Juillet 2010


N°13 Janvier 2011


N°14 Juin 2011


N°15 Juillet 2012


N°16 Décembre 2012


N°17 Septembre 2013


Revue des Lettres et Sciences Sociales


N°18 Juin 2014


N°19 Décembre 2014


N°20 Juin 2015


N°21 Décembre 2015


N°22 Juin 2016


N° 23 Décembre 2016


N° 24 Juin 2017


N° 25 Décembre 2017


N°26 Vol 15- 2018


N°27 Vol 15- 2018


N°28 Vol 15- 2018


N°01 Vol 16- 2019


N°02 Vol 16- 2019


N°03 Vol 16- 2019


N°04 Vol 16- 2019


N°01 VOL 17-2020


N:02 vol 17-2020


N:03 vol 17-2020


N°01 vol 18-2021


N°02 vol 18-2021


N°01 vol 19-2022


N°02 vol 19-2022


N°01 vol 20-2023


N°02 vol 20-2023


A propos

avancée

Archive PDF

N°09 Octobre 2009

النصّ الأدبي المرقمن وآليات الإبداع الجديدة


pp : 70 - 79

سفيان زدادقة
  • Auteurs
  • TEXTE INTEGRAL
  • Bibliographie

إن مختلف الدراسات التي أجريت في السنوات القليلة الماضية تظهر تأثيرا متزايدا للتكنولوجيات الجديدة على القراءة وانتشارها كفعالية اجتماعية وثقافية، حيث تثبت الإحصاءات تناقص عدد القراء التقليديين أو ما يمكن تسميتهم بالقراء الورقيين، نتيجة مباشرة لانتشار وسائط رقمية متفوقة وسريعة الاستجابة كالتليفزيون والإنترنت وألعاب الفيديو وتطبيقات الهاتف المحمول .. أو ما يسمى عموما بثقافة الصورة، وهو ما يتطلب التفكير مجددا في تداعيات تكنولوجيا المعلومات على مستقبل القراءة كنشاط اجتماعي تواصلي، وتأثير ذلك على نظام الكتابة نفسها ومستقبلها وهي تخوض عصرا جديدا يصر الكثير من المطلعين على وصفه بالعصر الرقمي.

إن الإحصاءات تشير إلى انخفاض متواصل في نسبة القرّاء في أوروبا ـ وهي أنشط مكان في العالم في ممارسة القراءة ـ مما يشير إلى بوادر أزمة. ولا يختلف الحال في الولايات المتّحدة الأمريكية حيث بدأ الناشرون في التحفظ على نشر الأعمال التي تعتبر متخصصة جدا كرسائل الدكتوراه والدراسات والبحوث عالية المستوى، وهو نتيجة مباشرة لتقلص الجمهور المستهلك لها، والذي لم يعد يبدي اهتماما بالعناوين الأكاديمية الجادة التي توصف تجاريا بالثقل والتخصص المفرط، في مقابل ذلك هناك اهتمام متزايد بالثقافة الاستهلاكية السريعة كمجلات النجوم والرياضة والأزياء والطبخ والسحر والكتب الترفيهية والروايات المشوقة والجرائد .. حتى إن دراسة جديدة أجريت في فرنسا بيّنت أن كتب جاك دريدا تحتل مرتبة متدنية في قائمة المبيعات، بل إن كتب عرافة فرنسية مشهورة تفوقت على هذا الفيلسوف اللامع بأشواط، وإذا كانت وفاة المؤلف والقارئ تبدو معلنة في العالم الغربي فماذا عسانا نقول في عالمنا العربي المأزوم؟.

إن العرب أقل الشعوب اهتماما بالقراءة والنشر والترجمة، فكل ما نشر من ترجمات في العالم العربي منذ عصرالنهضة لا يساوي ما يترجم في اسبانيا وحدها في سنة واحدة، وإن ما تستخدمه دار نشر فرنسية واحدة من الورق يفوق بكثير ما تستخدمه مطابع العرب مجتمعة، علما بأنه لا يوجد توازن إقليمي في توزيع نشاط الطبع في البلدان العربية، إذ يتركز النشاط الأساسي في دولتين هما مصر ولبنان، كما أن نسب الأمية مرتفعة رغم كل محاولات النهوض بقطاع التعليم، مع ملاحظة أن مفهوم الأمية قد تغيّر عما كان عليه في السابق، إذ يندرج في صفوف الأميين ـ وفق التعريف الجديد ـ من لا يحسنون سوى لغة واحدة، ومن لا يتحكمون في تقنيات الإعلام الآلي، ومن لا يستعملون الهاتف النقال، ومن ليس لهم بريد إلكتروني .. مما يجعل من عالمنا العربي في ذيل الترتيب العالمي.

كما يلاحظ في عالمنا العربي ـ على قلة ما يكتب وينشر ويقرأ ـ ضحالة في الطرح، وانتشارا رهيبا للثقافة السطحية والتفكير المسطح، إذ يفضل القارئ العربي ـ انسجاما مع تفكيره الميتافيزيقي ـ كتب التنجيم وتفسيرالأحلام والسحر والرقية وتحضير الأرواح وأحكام الجنائز والطهارة والجنس وسيرنجوم الغناء وفضائحهم وقصص الخيال والإثارة والتاريخ المبسّط وكتب التفسيرالقديمة وكتب الطبخ ..وإجمالا تلاقي هذه الأنواع من المصنفات الرواج الأكيد والوحيد في معارض الكتاب العربية، مما يؤكد اتجاه العقل العربي الراهن نحو مزيد من الانغلاق وفكر الخرافة والتعصب والتفاهة والأرثوذكسية(1). وعليه يمكن اعتبار الحديث عن نصّ إلكتروني عربي ضربا من الوهم، إذ ''ما تزال كتابة (النصّ المترابط) في ثقافتنا العربية محدودة جدا بل أشبه بالمنعدمة. ودونـها الكثير من القيود التي ما تزال تقلل من أهمية الانتقال إليها في الوعي والممارسة.. فهو ليس فقط تعبيرا عن نزوة أو رغبة ذاتية، ولكنه نتاج صيرورة من التطور في فهم النص والوعي به وممارسته'' (2).

إن أزمة القراءة في الغرب تختلف في طبيعتها وفلسفتها ومسارها تماما عن أزمة القراءة عند العرب، إذ ساهمت التكنولوجيا المتطورة في تخدير الحسّ القرائي التقليدي وثقافة الورق نحو ثقافة جديدة هي ثقافة الصورة وحضارة الشاشة، فالجيل الناشئ في الغرب لم يعتمد على الكتاب بقدرما اعتاد على التلفزيون والكمبيوتر، هذا الأخير الذي صار عالما افتراضيا مستقلا بذاته يقدّم كل ما يحتاجه الفرد من ثقافة ومعرفة ومتعة، إذ يعرض النصوص والكتب والجرائد والموسوعات والموسيقى والأفلام والصوروالأخباروالألعاب، فضلا عن التواصل بالشات والبريد الإلكتروني والمحادثة المباشرة وبالفيديو والكام .. بل إنه يعوّض العلاقات الاجتماعية، إنه عالم متعدد الوسائط، كوني الأبعاد، آني، سريع التطور، وقليل التكلفة، ويملك طاقات تخزين هائلة ومتفوقة (3)، حتى إن دار نشر إلكتروني مثل أمازون تبيع عبر الانترنت كتبا إلكترونية حتى قبل صدورها في المطابع، وتحقق من خلالها أرباحا تفوق ما تحققه هذه الأخيرة بأضعاف، إذ لا تكلف النسخة الإلكترونية شيئا تقريبا وتنتقل بسرعة البرق، ويمكن تحميل آلاف النسخ من الكتاب بعد إصداره إلكترونيا في بضع ساعات وعبرالعالم كلّه، بينما يحتاج الكتاب الورقي إلى استثمارات ضخمة في الإعداد والتحميض وفرز الألوان والطبع والتغليف والنقل والتوزيع والبيع والمرتجعات .. فضلا عن استهلاكه الكبير للوقت والموارد والطاقة والجهد البشري..مما يجعل المنافسة بين النسخة الإلكترونية والنسخة الورقية مستحيلة. ومثلما انتقل الإنسان من الكتابة المسمارية على ألواح الطين إلى الكتابة بالحبر على لفائف البردي، إلى ابتكارالمخطوطات الورقية واختراع الصفحة، وصولا إلى صناعة الكتاب المطبوع، يبدو اليوم أنه بصدد الانتقال نحو شكل جديد من أشكال الكتابة هو الكتاب الإلكتروني وصناعته.

لقد صار لزاما على جميع ناشري وسائل الإعلام الورقية ـ بحسب د. فرانك كليش ـ أن يخوضوا غمار مرحلة جديدة شديدة الاضطراب، وأقرب تلك التهديدات موجه لناشري المراجع، وبالفعل لقد بدأت موسوعات مثل الموسوعة البريطانية (Britannica) في مواجهة ضغوط من جانب دخلاء جدد إلى ميدانـها الذي انفردت به آنفا . وبرأيه لقد حان الوقت للاستغناء عن الموسوعات التي تتخذ شكل كتاب، والاستعانة بدلا من ذلك بالوسائل الإلكترونية الحديثة، فتلك الموسوعات الورقية مرتفعة الثمن، وضخمة، وصعبة الاستعمال، حيث تضع قيوداً على كيفية تسجيل محتوياتـها لمستخدمها، فالوسيلة الوحيدة المتاحة لعرض المعلومات هي الكلمات والصور، ويخلو عالم الوسائل الإلكترونية من مثل تلك القيود. ويمكن تخزين موسوعة كاملة على أسطوانة مدمجة واحدة، ويعود قدركبير من تكلفة الموسوعات التقليدية إلى تكلفة الطباعة والتجليد والتوزيع، أما في حالة وضع الموسوعة على أسطوانة مدمجة فيمكن إعادة إنتاجها بتكلفة زهيدة، وعندما يصل طريق المعلومات فائق السرعة إلى المنازل، فلن تكون هناك حاجة حتى إلى هذه الاسطوانات المدمجة، وسوف يكون بمقدور مستخدمي الكمبيوتر الشخصي، والتلفزيون التفاعلي، الوصول السريع والآني إلى المعلومات التي يريدونـها حيث ستربطهم الشبكة بمكتبات إلكترونية ضخمة من المراجع (4).

لكن الانتقال من المطبوع إلى الرقمي لن يكون سريعا وحادا كما يشير أغلب الدارسين، إذ ستتعايش الأنماط الثلاثة للكتابة حاليا وهي الكتابة باليد، والكتابة المطبوعة، والنصّ الإلكتروني، جنبا إلى جنب فترة من الزمن قد تقصر أو تطول حسب الظروف ومستوى التطور الذي يختلف من مجتمع إلى آخر. إذ '' إنّ الانتقال إلى النصّ الإلكتروني ونظيره النصّ المترابط ما كان ليتحقق لولا الإنجازات التي تحققت في الحقبة البنيوية، سواء على الصعيد النظري أو التطبيقي. فهناك صيرورة وتطور'' (5).

إن الكتاب الإلكتروني يتميز باستخدامه تقنية الوسائط المتعددة multimédia حيث أصبح بالإمكان ترافق النصّ مع الصوت والصورة، وهو أمر غير ممكن مع الكتاب الورقي، كما يبدو أنّ النصّ الإلكتروني سيعيد تنظيم الطريقة التي نعتمد بـها على المصادر لعرض المضامين والتفاعل مع الكلمات والجمل. ففي المخطوطة مثلا يقسّم الكتاب إلى أجزاء أو فصول، أما إمكانيات الكتاب الإلكتروني فتستدعي إعادة التفكير في شكل التركيب الخطيّ المتسلسل في الكتاب التقليدي، وهو الشكل الذي ما يزال معتمدا في بنائه على شكل المخطوطة . إذ يمكن في النصّ الإلكتروني تغيير وتعديل العلاقة بين الصوروالأصوات والنصوص المترابطة إلكترونيا بطريقة لا خطّية، مما يجعل من هذه الروابط والصلات المفتاح الحقيقي لهذا العالم النصّي الافتراضي، وهكذا سيعيد النشر الالكتروني اختراع الكتاب مرة ثانية بما يفتح أفقا أوسع وأشمل لبناء المعنى داخل النصّ وكيفية تلقيه. بل '' لقد اتسع مفهوم النصّ ليشمل الكلمة والصورة (الثابتة ـ المتحركة) والصوت سواء اتصلت هذه العلامات أو انفصل بعضها عن بعض'' (6).

والنصّ الإلكتروني يتطلب حتما قراءة إلكترونية تختلف في طبيعتها وجوهرها وشروطها عن القراءة الورقية، وهذا الاختلاف هو الذي يسبب نفور بعض القراء التقليديين من قراءة الكتب الإلكترونية، لأنـهم ببساطة يقرأونـها وفق عادات قرائية كلاسيكية، إذ يميل القارئ في النصّ المطبوع إلى الربط الآلي بين الجنس الأدبي وشكل النصّ، فقراءة جريدة تختلف نفسيا وذهنيا عن قراءة كتاب أو رواية، وهذا الأخير يختلف عن المجلة، بينما في العالم الرقمي كلّ النصوص ـ بغض النظر عن طبيعتها وهدفها ومستواها ـ تقرأ في الوسط نفسه (أي شاشة الكومبيوتر).

لكن عالم الكتابة الرقمية ليس عالما ورديا أو مثاليا كما قد يتصور البعض، إذ هو مجال خطير فيما يخصّ حماية حقوق المؤلف، إذ تسهل كثيرا عمليات السطو والسرقات الأدبية في هذه الأجواء من الحرية العالمية بل الفوضى، ويزداد التملك الحيّ للنصوص والتصرف فيها بكل حرية، مما يطرح مسألة الحرب الضروس الحاصلة حاليا بين معسكر الهاكرز (القراصنة الرقميون) من جهة، والأنظمة الأمنية الإلكترونية التي تستهدف حماية الكتب الإلكترونية وقواعد البيانات والمعلومات من جهة أخرى، وقد يؤدي ذلك إلى هيمنة الشركات الكبرى متعددة الجنسيات على سوق الانترنت والكتاب الإلكتروني، إذ تملك وحدها القدرة المالية والتقنية على الاستثمارالفعال في حماية المعلومات والنصوص من خطر التحوير والتزييف بواسطة أنظمة التشفير المعقدة والمتطوّرة. بل يتوقع بعض المستشرفين انتشار المجتمعات المحلّية المنفصلة، والتي تتميّز باستعمالها الحصري للتقنيات الجديدة والتحكم في المعلومات وإنتاجها، يمكن أن يؤدي في النهاية إلى التمييز ـ ليس بين من يملكون ومن لا يملكون ـ بل بين من يعلمون والذين لا يعلمون، بل ويتوقع أن يؤدي ذلك مع الوقت إلى تشكيل نخبة مغلقة وهيمنة نموذج ثقافي واحد وتفكير واحد وسط هؤلاء، وتدميّر التنوع وانقراض الثقافات الصغيرة أو الخصوصيات المحلّية. وربّما نمو شكل جديد من المعرفة السرّية العليا، يجعل أصحابـها أشبه بالكهنة المصريين القدامى الذين احتكروا المعرفة والكتابة دون بقية الشعب.

إنّ التأريخ الطويل للقراءة يكشف بأنّ ليس هناك تواز بين الثورة التقنية وممارستها فعليا في الكتابة، فالطرق الجديدة للقراءة لم تتبع فورا اختراع الطباعة وظهور الكتاب المطبوع، لذا فإن فئات المثقفين المختلفة التي ارتبطت بعالم النصوص الورقية، سوف تعاني وتبقى مصرّة على الشكل القديم وإن تعاملت ـ بحكم الضرورة ـ مع الشكل الجديد، ومثلما ارتبطت المخطوطة بالفيلسوف الحكيم، وارتبطت الطباعة بالمثقف البورجوازي، نتوقع أن يرتبط النصّ الإلكتروني بشكل جديد يتجاوز المثقف ويؤدي وظيفة اجتماعية مختلفة عنه.

كما تسمح المراسلة الإلكترونية بين المؤلفين والقرّاء والتفاعل الحي بين المنتج والمستهلك، بأن يصبح المؤلفون منفتحين باستمرار على تعليقات وتدخلات القراء، وتسمح بإقامة علاقة مباشرة بين المؤلف والقارئ، لكنّ ذلك يجب ألا يجعلنا ننسى بأنّ قرّاء ومؤلفي الكتب الإلكترونية ما زالوا قليلي العدد جدا نسبيا، وتبقى الفجوة عظيمة بين الثورة المعلوماتية وحقيقة ممارسات القراءة في الواقع والتي ما تزال مرتبطة بالأهداف المطبوعة، وهو الأمر الذي لا يسمح إلا باستعمال جزئي فقط للإمكانيات المتولدة عن التقنية الرقمية، وهو ما أشار إليه بيل غيتس حين تحدث عن صعوبة تطويربرامج معالجة الكلمات نظرا لإصرارالكثير من المستخدمين على التعامل مع الوثيقة الإلكترونية كوثيقة ورقية مطبوعة على الشاشة، مما لا يتيح الاستخدام الكلّي لإمكانات النصّ الإلكتروني . وإن كان هناك اتجاه عام نحو تبسيط التعامل مع هذه البرامج مع تزويدها بإمكانات كبيرة تجعلها لا تختلف كثيرا عن البرامج الثمينة الموجهة للمحترفين، مما يجعل الفارق بين هؤلاء والهواة مسألة موهبة لا مسألة وصول للأدوات (7).

إنّ ثورة النصّ الإلكتروني هي في الحقيقة ثورة في تقنية وإعادة إنتاج النصوص نفسها وليس مجرّد كتابتها على الشاشة بدلا من الورق، وهي ثورة في وسائط وأدوات الكتابة، وثورة في ممارسات القراءة وعاداتـها، كما أن التمثيل الإلكتروني للكتابة عدّل مفهوم سياق الكتابة بشكل تام، وبل ويؤدي إذ بلغ منتاه إلى تغيير في بنية المعنى، كما أنه أيضا يعطي القارئ سيطرة أكبر على بنية النصّ في إعادة ترتيبه وتبويبه وتنسيقه لظهورالوحدات النصّية التي ستقرأ وإخفاء النصّ المحجوب، بل يسمح بإصدارات مختلفة للعمل الواحد، فيمكن لرواية معينة أن تصدر بأربعة أو خمسة إصدارات مختلفة، موجهة بحسب المناطق والعادات وطبيعة الجمهور الموجهة إليه وثقافته ومستواه، فيمكن أن نجد عمارة يعقوبيان جزائرية وأخرى سعودية وأخرى أوروبية مثلا ..'' إن فن عصر المعلومات سينتج أعمالا فنية ليس لها بدايات أو نـهايات محددة، وروايات تفاعلية متعددة المسارات، وأفلاما متعددة النهايات'' (8). ويمكن للكاتب أن يعدل نصه بما يتوافق مع قوانين الرقابة المختلفة، والعادات الثقافية واللغوية التي تختلف من منطقة لأخرى، وهكذا سيتغير تماما نظام فهمنا وإدراكنا للنصوص والحكم عليها.

إن النموالمتسارع في الشبكة العنكبوتية للمعلومات وسهولة التعامل معها ساعد على وجود كم هائل من النصوص المتفاوتة في قيمتها أقرب إلى الفوضى، مما يعيق التواصل ويعيق الاستفادة الحقيقة منها، مما يستدعى الاعتماد على أدوات الفرز والتبويب والتصنيف والترتيب أو يسمى محركات البحث، والتي لا يمكن الاستغناء عنها أبدا في التعامل مع الشبكة، مما يجعل لهذه المحركات قوة الرقابة أو قوة القارئ الأول الذي يبقي ويذر، ويقدّم ويؤخر، مما يحّد في الحقيقة من حرّية التواصل والتفاعل المباشر مع النصوص. فنحن نقرأ في الغالب ما يختاره لنا محرك البحث الذي نستخدمه.

لقد بدت الثورة الإلكترونية في بدايتها وكأنـها تعلن الموت القريب للمكتبات بالمعنى التقليدي، إذ وفرت المكتبات الافتراضية التراث العالمي كلّه قديمه وحديثه في شكله الرقمي، ولم نعد نسعى وراء الكتاب بل الكتاب يسعى وراءنا، ولم يعد العلم يطلب بل هو ما يطرق أبواب شاشاتنا وينتظر منا إشارة الدخول، فكلّ قارئ حيثما وجد، يمكن أن يستلم النصوص ويخلق بـها مكتبته الافتراضية المفضلة.

وعلى الرغم من الإقرار بكون الانترنت أصبحت بيئة ثقافية قائمة بذاتـها، إلا أنه من الضروري التأكيد على أنـها مجال مفتوح على مصراعيه وعالم قاس لا حدود له ولا رقابة عليه، وهو ما يمكن أن يستغل من أصحاب التيارات المتطرفة أو الشاذة ـ أياً كانت ـ من خلال إفشاء وترسيخ بعض المفاهيم غير السوية أو المنافية للذوق، ولكن مجرد التفكير في وضع رقابة أو آليات للتحكم هو في الحقيقة ضرب من الوهم لا طائل وراءه، وإذا كانت السلطة قادرة قديما على مصادرة الكتب ومنعها من النشر أو حرقها أو حجزها في الحدود، فإن هذا كلّه صار من الماضي، إذ لا يمكن تشبيه القبض على الكتاب الإلكتروني إلا بالقبض على الريح.

ومن ناحية أخرى فإن هذا الانفتاح ينطوي على تـهديدٍ حقيقي لكل المنجزات الفكرية والأدبية ولاسيما غير الموثقة إعلامياً، سواء أكانت بحوثا أو دراسات أو نصوصا إبداعية، ففي ظل انعدام حقوق الملكية ـ كون الإنترنت فضاء غير محمي وغير رسمي ـ يمكن لذلك أن يذكي ظاهرة السرقات الأدبية وسلب حقوق المبدعين والمتاجرة بـها أحيانا.

وتعد التكنولوجيا الرقمية الكائن الأكثر اتساعا وحضورا في أجندة هذا العصر وأغلفته، فمن الفضائيات إلى الهواتف المحمولة، إلى الانترنت، والتجارة الالكترونية، والحكومة الالكترونية، والزواج والطلاق الالكتروني، والكتاب الالكتروني، والفتوى الإلكترونية، والتوقيع الإلكتروني، والتعليم الإلكتروني، والجامعة الالكترونية، والبريد الإلكتروني، والتسوق الإلكتروني، والفحص الالكتروني.. وغيرها من المجالات التي غلّفت حياتنا بطابعها ولا تزال، وقد بدأت الرقمية حديثا تغزو مجال الفن عموما والأدب خصوصا، إذ بدأنا نطالع نصوصا أدبية جديدة تحت مسميات لم نعهدها من قبل، كالقصيدة الرقمية، والرواية الرقمية، والقصيدة البصرية، والنصّ التشعبي، والنصّ الفائق، والنصّ المترابط *، والواقعية الرقمية، وغيرها .. تجتمع كلّها تحت مسمى واحد هو النصّ الالكتروني الأدبي أو النصّ الرقمي الإبداعي الذي يعد أبرز المستجدات الأدبية المتماشية مع روح العصر، ويعد بإحداث قطيعة فنية جديدة بدايتها صدمة جمالية، ''وهذه الصدمة الجمالية تحدث نتيجة للانتقال من القيم الجمالية السائدة إلى قيم جمالية مختلفة عنها، وهذه القيم هي تعبير الفنان عن إحساسه بروح عصره، وتعكس موقفه من قضاياه، ومهما كانت القيم الجمالية التي تنتمي للحداثة أو ما بعدها، فإن القيم الجمالية الجديدة تكاد تكون مضادة للقيم الجمالية التقليدية'' (9).

ما سبق يدفعنا لنلقي الضوء على قضية النشر الالكتروني وارتباطها مع النصّ، فعلى شبكة الانترنت يوجد مئات المواقع والصحف الالكترونية التي تنشر يوميا نصوصا بكميات هائلة ووتيرة متصاعدة لعدد من الكتاب والشعراء المرموقين والمغمورين على حدّ سواء، وهذا بعكس ما كان سائدا في السابق، حيث توجب على الناشئين المرور عبر المؤسسات التقليدية للنشر والتي يسيطر عليها كبار الكتاب وأنصارهم، أما اليوم فإن الانترنت قد فتحت طريقا سريعا مباشرا بين الكاتب ـ أي كاتب ـ والقراء. وهذا مؤشر على فكرة تراجع صورة الأديب النجم المكرّس المتصدّرللصفحات الثقافية والملاحق، أوالجماعة الأدبية التي لا تتقبل بسهولة دخول الأعضاء الجدد المغمورين، فالجيل الجديد من كتاب وأدباء الانترنت هم قراء دائمين لأنفسهم أكثر من كونـهم قراء للأدباء المعروفين، وهذا بحكم الانترنت نفسها، والتي لا تمنح إلا فرصا قليلة لممارسة القراءة الورقية، لذا فالمبدع الجديد ميّال لإقامة تناص وحوارية نصوصية مع زملائه المبدعين الجدد ممن يشاركونه الموقع والذوق. وهو ما يشكل في الحقيقة حاجزا يمنع تواصل الأجيال.

وإذا ما أردنا التنويه ببعض المواقع الالكترونية العربية الهامة سنجد أن الحصر سيطول بنا لذلك نكتفي بعدد من المواقع التي أنتجت تجربة مميزة على صعيد النشرالرقمي ومنها : موقع دروب ـ موقع الحوارالمتمدن ـ موقع الذاكرة الثقافية ـ موقع الندوة العربية ـ موقع ديوان العرب ـ موقع جهة الشعر ـ موقع الإمبراطور ـ موقع جسور ـ موقع ضفاف الإبداع ـ موقع صوت الوطن..

إن الأدب الالكتروني بشكله الناشئ يسير بمنحى يمتاز فيه بالتمرد، فصعوبة نشر الكتاب الورقي لعدم وجود تمويل أو بسبب الرقابة، وحتى وإن نُشرالكتاب فإن إطلاع القارئ عليه سيكون مرهونا فقط بمن تقع تلك النسخة الورقية بين يديه، ولكن على الشبكة الالكترونية فإن النصّ قادر إلى الوصول إلى أكبر عدد ممكن، لأنه لا يكلّف المتلقي شيئا مع ملاحظة ازدياد أعداد مستخدمي الانترنت بالإضافة إلى بقاء النصّ على الشبكة بشكل دائم، وبالتالي فإنّ فكرة فناء النصّ أو نفاذ نسخه أصبحت معدومة، فالنصّ قابل للتحول والحفظ والنسخ وإعادة النشر مرارا وتكرارا، مما يعني أن النصّ قد أصبح في علاقة لا متناهية مع القراء الحاليين والمستقبليين، ولا بد من الإشارة إلى ظاهرة هامة هي انتشار الكتب المنشورة الكترونيا إذ أصبحت الكثير من الدول والمكتبات في العالم تقوم بنشر العديد من الكتب الكترونيا، ونشرها مجانا أو تسويقها عن طريقين : الأقراص المدمجة وشبكة الإنترنت، ولعل موقع الوراق الإماراتي يعد تجربة جيدة وناجحة تحتاج إلى المزيد من الرعاية والاهتمام، إذ بدأ هذا الموقع بنشر العديد من الكتب التراثية والمحققة المطابقة للنسخ الورقية بالإضافة إلى النسخ الإلكترونية، وهذا يحقق فائدة عظيمة للباحثين والدارسين. بالإضافة إلى بعض المواقع والمنتجات الأخرى التي بدأت تنحو هذا المنحى، مثل موقع ومركزالتراث للبرمجيات الأردني الذي نشر آلاف الأعمال التراثية في شكل رقمي محوسب متطور للغاية.

 وقد صادفتُ في الآونة الأخيرة بعض المواقع الأخرى التي تسمح بتنزيل كتب تراثية ضخمة تتكون من مجلدات تم مسحها ضوئيا، وهكذا بات بمقدور القارئ الحصول على كتب تراثية مطابقة للنسخة الورقية يمكن حفظها على القرص الصلب في الحاسوب، ولكن لا بد من أن نشير إلى قضية هامة غالبا ما تتضاءل قيمتها في عالمنا العربي ألا وهي قضية حقوق الملكية الفكرية التي لا بد أن تحترم وتوفر لها الحماية القانونية الكافية، مع العلم بأن هذه المشاريع والرؤى قد تحققت منذ فترة في العديد من دول العالم التي لم يعد لديها مشكلة في الثورة الثقافية الرقمية، وقد تأقلمت معها لحظة ظهورها.

وما من ريب في أن التقنيات الحديثة للكتابة تستلزم امتلاك حدٍ أدنى من المهارات المعلوماتية، فلا يكفي أن نعرف القراءة والكتابة ـ بالمعنى التقليدي ـ حتى نستطيع التعامل مع الوسائط الجديدة للمعلومات. فإذا كانت القراءة التقليدية خطية وشاملة في عمومها فإن القراءة الإلكترونية ذات طابع انتقائي، تـهدف ـ وبسرعة ـ إلى إيجاد المعلومات التي تصب مباشرة في خدمة اهتمامات المستخدم الآنية، دون الحاجة إلى إتباع مسار النصّ أحادي الاتجاه خطيا من البداية حتى النهاية ومن الغلاف للغلاف. فهي قراءة انتقائية محسوبة حسب الطلب وحسب الحاجة وحسب الوقت المتاح، وهذا البعد العملي الأداتي أساسي فيها لأنه مرتبط بعامل الوقت وقيمة الفعالية في عصرنا.

وعلى عكس اتجاه القراءة العرضية للمطبوع، فإنّ القراءة الإلكترونية هي قراءة عمودية للنصّ، حيث تظهر المعلومات في شكل نافذة، يتنقل فيها المتصفح من معلومة إلى أخرى عبر النقر على العلاقات المحددة مسبقاً، وبينما ظل النصّ المطبوع محدوداً بأبعاد الصفحة التي تحمله وشكلها، كسب النصّ الإلكتروني مرونة أكثر في الشكل وطريقة إظهاره. ولكن هذا التمايز بين النصّ المطبوع والنصّ الإلكتروني لم يتعد في أغلب حالاته عملية تفاعل ما بين التقنيتين الجديدة والقديمة. فنحن في بعض الأحيان أمام كتاب مطبوع هجين متوافر إلكترونياً. ولا زلنا نرى أن مفهوم الصفحة ـ كوحدة قرائية ـ موجودة بقوة في النصّّ الإلكتروني وإن اختلفت في حجمها وأبعادها عن الصفحة المطبوعة، بل وأكثر من ذلك نجد حتى الآن نوعاً من الهيمنة للنصوص المطبوعة التقليدية في العالم الإلكتروني مثل نصوص PDF. وهي من أنجح الصيغ وأكثرها تداولا وشيوعا. ولكن أقربـها كذلك للشكل الطباعي التقليدي.

إنّ النصّ الإلكتروني نصّ يتغير فيه نمط القراءة وعاداتـها، وذلك بتحوّلها من الصفحة المطبوعة على الورق إلى شاشة الكمبيوتر، على أنّ النصّ هنا يختلف عن النصّ المكتوب، فالأخير عبارة عن أحرف ثابتة على الصفحة المطبوعة، أما النصّ الإلكتروني فهو عبارة عن إشارات ضوئية تظهر وتختفي نتيجة لتحريك المؤشر أو مفتاح تحريك الصفحة، ولنتصور الآن أنّ هذا النصّ رواية، فسنجد أنّ بوسعنا أن نغيّر مسار أو مسارات الرواية بالتلاعب بالإشارة الضوئية، والمسار هنا لا يشترط أن يكون طوليا كما في الرواية التقليدية التي لها بداية ووسط ونـهاية، بل يمكن للمسار أن يبدأ من أي نقطة على الشاشة وينتهي إلى نقطة أخرى قد أتت قبلها أو بعدها، ممّا يعنى أن القارئ سيتحوّل إلى قارئ مؤلف أو قارئ شريك، وللتمثيل على ذلك لنأخذ قصة بسيطة من قبيل أن البطل والبطلة تقابلا وتحابّا ثم تشاجرا، ثم عادا بعد ذلك وتصالحا، فالقارئ يستطيع حينئذ أن يدخل على أي مقطع في النصّ مستخدما ما يشبه الفلاش باك ويغيّر مساره، مثلا عند لحظة الشجار، فبدلا من أن ينتهي التشاجر إلى الصلح يتجه وجهة أخرى أيا كانت ولتكن جريمة قتل مثلا، وهنا لا توجد هنا حدود لهذه الوجهات وبالطبع للاحتمالات التي يمكن أن تنتهي إليها الرواية، وسيترتب على ذلك حتما أن كل مسارجديد ستبنى عليه وجهة نظر جديدة ومصائر مختلفة، على حسب الرؤى المختلفة للقارئ المؤلف، وهذا يعنى أنّ أيديولوجية النصّ الإلكتروني ستختلف حتما عن أيديولوجية النصّ الأصلي، فإذا كان هذا العمل ضدّ الأنثى مثلا فإنه قد يتحول إلى عمل في غاية الأنوثة. على أن هناك من الدارسين من يعتقد أن ''من بين كل أنواع الوثائق الورقية، ستظل القصة والرواية واحدة من الوثائق القليلة التي لن تفيد من التنظيم الإلكتروني، فأغلب الكتب المرجعية تتضمن فهرس محتويات، بينما لا تحتوي الروايات على فهارس .. فالروايات بنيتها خطية، وفضلا عن ذلك فسنظل نتابع معظم الروايات من البداية حتى النهاية، وذلك ليس بالحكم التقني بل هو حكم فني..إن هناك أشكالا جديدة من القصة أو الرواية التفاعلية يجري اختراعها الآن تفيد من مزايا العالم الالكتروني'' (10).

يخطئ من يعتقد أن النصّ الإلكتروني هو مجرد تغيير بسيط في الواسطة، فعوض الورق نشاهد النصّ على الشاشة، فالتغيير سيمس طبيعة الأسلوب الأدبي نفسه ـ وإن بعد أجيال ـ وسيغير بنية الأجناس الأدبية برمتها وسيزيل الحواجز بينها، بل سيغير مفهوم الأدب نفسه. ''ستتلاشى تدريجيا الحواجزالفاصلة ما بين الفنون بفعل التوجه المعرفي الذي يعمل على زيادة تجريدها والتقارب فيما بينها بالتالي. فمن المتوقع أن يقترب الرسم الثلاثي الأبعاد من فن النحت، وأن تعمل موسيقية الشعر على تكثيف الحوار بين الشعر والموسيقى..إن فنون عصر المعلومات تتميز بدرجة عالية من السيولة'' (11).

وعليه فالنصّ الإلكتروني ليس مجرد كتابة النصّ الأدبي على الكومبيوتر، بل هو استغلال إمكانات الحوسبة في تشكيل النصّ، وهنا نؤكد على ''قيمة الاستعراض، وتعني استخدام التكنولوجيا في استعراض تفاصيل مبهرة، لم تكن العين الإنسانية تستطيع إدراكها في التصوير على سبيل المثال.. وقد ساهمت التكنولوجيا الاتصالية والفنية في إعطاء قدرات أكبر للفنان في تنويع استخدام وسائط متعددة في وقت واحد'' (12). لكن ليست الوسائط ـ مهما بلغ تقدّمها ـ هي التي تصنع شعرية النصّ الإبداعي وألقه الجمالي، بل لا يزال مطلوبا من النصّ أن يغتني بذاته وطاقاته الفنية، وعلى المبدعين الرقميين عموما ـ كما نصح بعض الكتاب ـ أن لا يبخلوا على قرائهم الالكترونيين بالهوامش والوشايات والمفاتيح والكتابات الموازية التي تتيحها التقنية لإضاءة عتمات النصّ المعاصر. كما أن دور القارئ في هذا النصّ قد أصبح أكثر حيوية، وانتقل وضعه من التلقي السلبي إلى التفاعل بل وإلى الشراكة . فالقارئ اليوم شريك الكاتب.

ملاحظة : قدمت هذه الورقة في الملتقى مشفوعة بنصّ أدبي الكتروني نموذجي ـ من وضع الباحث ـ يتضمن أغلب الآليات الفنية والتقنية (البصرية والسمعية) التي يمكن أن توظف في حقل النصوص الإلكترونية.

هوامـش :

1 ـ علي حرب . أزمنة الحداثة الفائقة . ص 22 . 23 .

2 ـ سعيد يقطين . من النص إلى النص المترابط . ص , ص 146 ـ 147 .

3 ـ بيل غيتس . المعلوماتية بعد الانترنت . ص 192.

4 ـ فرانك كليش . ثورة الانفوميديا. تر : حسام الدين زكريا. ص 405  وما بعدها.

5 ـ سعيد يقطين . من النص إلى النص المترابط . ص 147.

6 ـ المرجع نفسه . ص 122.

7 ـ بيل غيتس . المعلوماتية بعد الانترنت . ص 209.

8 ـ نبيل علي . الثقافة العربية وعصر المعلومات . ص 265.

* ـ النصّ المترابط وثيقة رقمية تتشكل من عقد من المعلومات قابلة لأن يتصل بعضها ببعض بواسطة روابط، وتبعا لذلك فتحديداته تتعدد بحسب الاستعمالات التي يوظف فيها (سعيد يقطين . من النص إلى النص المترابط . ص 130).

9 ـ رمضان بسطاويسي محمد . آفاق الإبداع والحرية في عصر المعلوماتية. ص 98 ـ 99.

10 ـ بيل غيتس . المعلوماتية بعد الانترنت . ص ، ص 194. 195.

11 ـ نبيل علي . الثقافة العربية وعصر المعلومات. ص 265.

12 ـ رمضان بسطاويسي محمد. آفاق الإبداع والحرية في عصر المعلوماتية. ص 103.

@pour_citer_ce_document

سفيان زدادقة, «النصّ الأدبي المرقمن وآليات الإبداع الجديدة »

[En ligne] ,[#G_TITLE:#langue] ,[#G_TITLE:#langue]
Papier : pp : 70 - 79,
Date Publication Sur Papier : 2009-10-01,
Date Pulication Electronique : 2012-05-07,
mis a jour le : 14/01/2019,
URL : https://revues.univ-setif2.dz:443/revue/index.php?id=434.