السياسة الاقتصادية للثورة التحريرية 1954 / 1962 وتطورها منطقة جيجل انمودجاThe economic policy of the liberation revolution 1954-1962 and its development in Jijel region
Plan du site au format XML


Archive: revues des lettres et sciences sociales


N°01 Avril 2004


N°02 Mai 2005


N°03 Novembre 2005


N°04 Juin 2006


N°05 Juin 2007


N°06 Janvier 2008


N°07 Juin 2008


N°08 Mai 2009


N°09 Octobre 2009


N°10 Décembre 2009


N°11 Juin 2010


N°12 Juillet 2010


N°13 Janvier 2011


N°14 Juin 2011


N°15 Juillet 2012


N°16 Décembre 2012


N°17 Septembre 2013


Revue des Lettres et Sciences Sociales


N°18 Juin 2014


N°19 Décembre 2014


N°20 Juin 2015


N°21 Décembre 2015


N°22 Juin 2016


N° 23 Décembre 2016


N° 24 Juin 2017


N° 25 Décembre 2017


N°26 Vol 15- 2018


N°27 Vol 15- 2018


N°28 Vol 15- 2018


N°01 Vol 16- 2019


N°02 Vol 16- 2019


N°03 Vol 16- 2019


N°04 Vol 16- 2019


N°01 VOL 17-2020


N:02 vol 17-2020


N:03 vol 17-2020


N°01 vol 18-2021


N°02 vol 18-2021


N°01 vol 19-2022


N°02 vol 19-2022


N°01 vol 20-2023


N°02 vol 20-2023


N°01 vol 21-2024


A propos

avancée

Archive PDF

N°28 Vol 15- 2018

السياسة الاقتصادية للثورة التحريرية 1954 / 1962 وتطورها منطقة جيجل انمودجا

The economic policy of the liberation revolution 1954-1962 and its development in Jijel region
168-176

عبد القادر بورمضان
  • resume:Ar
  • resume
  • Abstract
  • Auteurs
  • TEXTE INTEGRAL
  • Bibliographie

يتناول هدا المقال التاريخي الممارسات الاقتصادية للثورة التحريرية في منطقة جيجل وتطورها بين 1954 و1962 التي كانت تابعة قبل مؤتمر الصومام  الى الشمال القسنطيني او المنطقة الثانية، لتصبح بعد هدا المؤتمر ضمن  المنطقة الاولى وقسم صغير من المنطقة الثانية ( الميلية ) التابعة هرميا للولاية الثانية التاريخية. فخلال مرحلة 1954/1956 تميز النظام الاقتصادي بقلة التموين وهذا لان الثورة كانت فتية والجماهير لم تعتنقها بشكل واسع، اضافة للضغوطات الاستعمارية وسياسة المحاصرة، وقد اعتمدت الثورة عموما في هذه المرحلة على دعم الفئات المدعمة للثورة وذلك من خلال نظام الاشتراكات والزكاة والعشور اما مرحلة 1956/1962فقد عرف النظام الاقتصادي للثورة تطورا ملحوظا من خلال تشكيل نظام للتموين بفضل ما تمخض عن مؤتمر الصومام من تنظيمات. حيث استحدثت الثورة نظاما تشرف عليه لجان التموين، قائم على استغلال موارد المنطقة والمقايضة مع المناطق المجاورة (الزيت مقابل الحبوب) حيث كانت القوافل (سلسلة الزرع) المكونة من البغال تقطع المسالك الوعرة محملة بالحبوب والزيوت والمواد الغدائية من المناطق السهلية (ميلة وسطيف) نحو معاقل جيش التحرير بالجبال، وكانت المواد الغدائية تخزن في مخابئ مموهة او في مطامير. كما كان للثورة نظاما ماليا ومحاسبا دقيق استطاع الحفاظ على مواردها، وعليه يمكن اعتبار الثورة التحريرية بمنطقة جيجل أنمودجا مصغرا للثورة الجزائرية في انظمتها المختلفة

الكلمات المفاتيح:  جيجل،الثورة التحريرية، النظام الاقتصادي للثورة، التموين والتمويل، مؤتمر الصومام 1956

Le présent article aborde la politique économique de la guerre dans la région de Jijel (dans le Nord-est de l’Algérie) durant la période qui s’étale de 1954 à 1962. La première période (de 1954 à 1956) se caractérise par une économie de guerre vulnérable, soulignons que la guerre n’était encore qu’à ses débuts et mobilisation était encore minime, ajoutons à cela les contrariétés coloniales imposées à l’époque. La politique économique de la guerre s’avère fleurissante pendant la période (1956 à 1962), grâce à un système d’approvisionnement établi au congrès de Soummam. La révolution dans la région de Jijel à adopté par ailleurs un système agricole s’appuyant sur l’exploitation des ressources de la région et en échangeant aussi avec les régions voisines (huile en échange de céréales) : des troupeaux de bêtes empruntaient ainsi les routes les plus difficiles pour les fournir à l’armée de libération nationale dans les camps. Ce système était soigneusement préservé grâce à un dispositif financier bien étudié. En bref, la guerre de libération dans la région de Jijel peut être considéré comme un exemple type de la guerre d’Algérie sur tous les plans.

Mots-clés :Jijel, La guerre de libération, L’économie de la révolution, Approvisionnement, Congrès de la Soummam 1956.

This historical study deals with the economic policy of the Algerian revolution in the region of Jijel (in the North East of Algeria) during the period between 1954 and 1962. The first period (from 1954 to 1956) was difficult because of lack of money supplies because the revolution was in its beginning and the harsh pressure exercised by the French colonialism. During that period, the economic system relied on what was collected from people who supported the revolution like zakat and Laashoor. The system had been flourished during the period from 1956 to 1962; thanks to a system of money supplies. This system was one of the results of the Sommam  conference (August 20 1956).this systemt had been supported by an agricultural system which stood on taking advantages of the resources of the region of Jijel, and exchanged them with neighbors ( oil for cereals as an example). The troops which were composed of mules carried the products and walked through very difficult paths from the hills of Milla and setif to the mountains to the national liberation army. These products had been preserved thanks to a financial system which preserved all the resources of the revolution. Thus the revolution in the region of Jijel presents a miniature sample of the Algerian revolution in all its different systems.

Key words:  Jijel, The revolution of liberation, The economic system of the revolution money supplies, The conference of Summam 1956

لم تكن الثورة بمنطقة جيجلوالشمال القسنطينيمرتكزة فقط على الجانب العسكري والسياسي والإداري والإعلامي بل كان للجانب الاقتصادي اهمية كبيرة لذلك اهتم تقادة الثورة بهده المنطقة  بوضع نظام اقتصادي يتماشى وطابعا الجبلي وكونها كانت تشكل احدى معاقل جيش التحرير الوطني ، وقد مر النظام الاقتصادي بمرحلتين هامتين  شهد خلالهما تطورات هامة للتكيف مع  مسار الثورة المظفرة وضمنت تحصينها حتى في اصعب الظروف ’ وقد برز هدا النظام الاقتصادي في  مجالين اساسيين هما التمويل والتموين  تنوعت اشكاله ومظاهرتنظيمه وفق نظام محاسبة مالي واقتصادي سمح للثورة التحريرية بالصمود امام استراتيجية الحصار الاقتصادي والعسكري  فما هي المراحل التي مر بها النظام الاقتصادي للثورة بجيجل ؟ وهل عرف تطورات خلالهما؟ وما هي اشكال نظم التمويل والتموين التي برزت وكيفية تسييرها؟ وهل استطاعت الثورة التحريرية بهده المنطقة ان تصمد امام الالة الاستعمارية؟

وما مدى دقة طرق المحاسبة المالية والاقتصادية للثورة بهده المنطقة؟

1مصادر تمويل الثورة التحريرية وتطورها 1954ـ1962وتطورها

أ / خلال مرحلة 1954/ 1956

تميزت الفترة بين نهاية 1954حتى 20أوت 1955بمنطقة جيجل باعتماد الثورة على المساعدات والإعانات المقدمة من طرف الشعب، وبعد 20أوت 1955بدأت الثورة تعتمد على نفسها فظهرت مراكز لجيش التحرير منها الثابتة والمنتقلة، وخصصت الثورة أفواجا لشراء ونقل وتخزين مواد التموين وكذلك لحملها.1

ـ مصادر التمويل الأولى للثورة وأنواعها

1ـ الاشتراكات

اعتمدت الثورة بمنطقة جيجل عند بدايتها على الاشتراكات التي كان يقدمها الشعب، وقد كانت قيمتها في البداية 1فرنك ثم أصبحت 2فرنك ثم 2.5فرنك حتى سنة 19562وكان الاشتراك إجباري على جميع أفراد الشعب ويقدم بدون. وصل، أما التبرع فكان يقدم يسجل بوصل، وكان المسبلون هم المكلفون بشراء التموين.3

وكانت الاشتراكات يجمعها مسؤول المشتة وتدفع للمكلف بالمال على مستوى المجلس الشعبي أي مجلس الدوار 4فقد ذكر المجاهد بوتيوتة محمد الذي التحق بالثورة سنة 1955جنوب جيجل أنه وبرفقة على بن النية بمنطقة جيملة كانا يجمعان الاشتراكات ويسلمون أموالها لمسؤول المشتة .5

2ـ الزكاة: كانت الزكاة إحدى المصادر المالية للثورة في بدايتها فقد كان يقدمها المواطنون ويجمعها مسؤول الدوار وتخص زكاة المال وزكاة الماشية وزكاة الزرع أو العشور .6

3ـ ضريبة المال المفروض: فرضت الثورة عند بدايتها ضريبة سميت بالمال المفروض وطبقت على بعض الأغنياء والتجار ولكنها لم تستمر بعد 19567، فقد ذكر في هذا الخصوص المجاهد لخضر بن طوبال أن الثورة بمنطقة جيجل والميلية وبازدياد عمليات الالتحاق بالثورة وصل عدد الثوار 150فظهرت مشاكل التموين فلم يعد الناس قادرين على إطعامنا وصرنا بحاجة للأموال فأرسل المجاهد صالح إلى العثمانية نحو رجل غني فرضوا عليه 20مليون وقد رفض في البداية دفع المال ولكن أمام تهديد المجاهد قام بدفع 5ملايين.8

4ـ الغنائم

لم تكتفي الثورة بالمصادر المذكورة بل بسطت سيطرتها على أملاك الدولة الفرنسية على غرار صو.لندروز  وجون دونفيل ، كما منعت المعمرين أصحاب أشجار الزيتون والأراضي من استغلالها وسخرت لصالح الثورة فقد نزعت أراضي المعمرين إدموفيو .و.بسيكتورصاحبا الأراضي الواسعة بمنطقة الميلية .9

ب / تطور مصادر تمويل الثورة خلال مرحلة 1956ـ 1962

1/ النظام المالي وأشكاله

ا/ـ الاشتراكات:ضبط مؤتمر الصومام 1956نظام الاشتراك وأعطاه صفة إلزامية على الجماهير الشعبية وبصفة منتظمة شهرية وحدد بنود من يرفض دفعها وهي عقوبة الزجر حتى الاعدام، وقد كان

الحد الأدنى للاشتراكات بالناحية الثالثة المنطقة الأولى هو 2فرنك ثم أصبح 3فرنك أما الحد الأقصى فلم يكن محددا.10

ب./ ـ الزكاة

حافظت الثورة على الزكاة كمصدر من مصادر تمويلها بعد مؤتمر الصومام، وكانت تأخذها حسب قواعد الشريعة الإسلامية وذلك عن المواشي والاموال المنقولة والعقارية ويقدم عند استلامها صك 11.

وكانت أموال الزكاة تجمع من طرف مسؤول الدوار الذي يقدمها لمسؤول التموين بالقسم.12

.ج /ـ الهبات والتبرعات :كانت تقدم من المواطنين من مواشي وحبوب ولباس وأموال  وأسلحة مقابل صك رسمي.13

.د/ ـ الغنائم

وهي الغنائم المجلوبة من العدو وهذه الغنائم كانت تسجل في دفاتر وتضمن في التقارير الشهرية الموجهة إلى قيادة الولاية ولا يحق لأحد أن ينتقص منها14.

وكانت الثورة تفرض على من يتأخر عن دفع الاشتراكات والزكاة عقوبات تأديبية 15تستعمل في تزويد جيش التحرير بالسلاح واللباس او دفع المرتبات أو تقديم منح لعائلات الشهداء أو مختلف التجهيزات الإدارية للثورة من حبر وأقلام وورق وبطاريات وآلات رقن 16.

2/ نظام تموين الثورة التحريرية وتطوره بمنطقة جيجل:

أ ـ النظام التجاري والزراعي

كانت منطقة جيجل تواجه صعوبات اقتصادية من حيث التموين والتمويل ، فقد ذكر المجاهد لخضر بن طوبال أنه وبعد استشهاد زيغود يوسف وانتخابه كقائد للولاية الثانية توجه نحو بني فرقان بالميلية وأتصل به بوعندل وطرح عليه مسألة التموين وأن الجنود والمناضلين أصبحوا بحاجة أكبر للأكل وما كان يقدم من طرف الشعب لم يعد كافيا  ، فلجأت الثورة لشراء القمح انشات شبه أسواق للقيام بالمقايضة ، ففي جيجل لم يكن القمح متوفرا فكانت المقايضة بإرسال الزيت نحو الجنوب أي السهول وذلك مقابل الحصول على القمح ، ولم  تكن بجيجل مخازن بل كانت بها مطامير 17تحت سطح الأرض فاستبدل ذلك بالتخزين في الأكواخ18، فقد كانت مناطق الميلية وجيجل والطاهير تعتمد في اقتصادها على الزيوت بالمناطق الجبلية  وعلى الحبوب ومشتقاته بالمناطق السهلية .

فالميلية كان يصلها التموين من سهل أولاد محمد وسمندو وقطارة لتصل إلى بني صبيح التي كانت بمثابة محطة توزيع لمختلف النواحي، أما مناطق الطاهير وجيجل فيأتيها تموينها من المناطق الداخلية كعين الكبيرة وميلة 19

وكان نقل التموين يتم بالحمل على الأكتاف تحت وزن 25كلغ كما تستعمل البغال والحمير لنقل التموين وأحيانا تستعمل الشاحنات لنقل التموين نحو مراكز معينة للتجار والفلاحين ، وبعد وصول المواد التموينية تخبأ في مطامير أو مخابئ (كازمات) إذا كانت حبوب أو الألبسة أو عند الأشخاص إذا كانت حيوانات ، وكانت الكازمات مموهة أبوابها حتى لا تكشف من العدو  ، وقد يتم التخزين في داخل مغارات طبيعية 20  كما ظهرت بالسهول لجنة الحبوب إلى جانبها لجنة المطامير وفي المناطق الجبلية لجنة الحبوب  ولجنة الزيوت وظهرت مقايضة بين هده المناطق .21

وقد كانت المطاحن المائية واليدوية منتشرة بمختلف النواحي والأقسام فكانت بواد تاسيف بدوار أولاد بوفاهة ،وتايدن بدوار مشاط وبولغريب بدوار بني فرقان ،وواد الخرابشة بدوار بني خطاب وكلها بنواحي الميلية ، فقد كانت  بالناحية الأولى للمنطقة الثانية 22حوالي 12مطحنة يدوية ومائية ، وبالقسم الثاني للناحية الأولى تسعة مطاحن يدوية ومائية وبالقسم الأول للناحية الثانية المنطقة الثانية ثلاثة مطاحن وهي مطحنة بني فرح ، مطحنة كيروان عبد الحميد (بوخدوش) ومطحنة بوشعبة بولعروق بالسطارة 23وبخصوص مناطق التموين فقد كانت منطقة ميلة ذات أهمية إستراتيجية بالنسبة للثورة لما تشتهر به من أراضي زراعية خصبة ، حيث كانت تمون معظم المناطق الشمالية كالطاهير والميلية بالقمح والشعير واللحوم وغيرها من المنتوجات والحيوانية .24

ب/ لجان التموين ومهامها: تمثلت في ثلاثة لجان وهي:

1/ لجنة الشراء

ومهمتها إيجاد تنظيم للشراء بالمدن والقرى وإنشاء تنظيم بأماكن التجميع والمحتشدات لإرسال التموين عن طريق النساء والأطفال، وتكوين سلاسل للتوريد والسهر على حسن سيرها25.

       وهو ما ورد في مذكرات علي كافي فقد ذكر مهام لجنة الشراء كايلي:

أ) إقامة تنظيم للشراء بالمدن والقرى.

ب) إقامة تنظيم في مراكز التجمع والمحتشدات لإرسال التموين بواسطة النساء والأطفال.

ج) إقامة عدة سلاسل منها الطرق والمسالك التي تمر بها قوافل التموين والسهر على حسن سيرها 26.

2/ لجنة التوزيع: ومهمتها تزويد مختلف جهات الناحية بالتموين ومراقبة الاستهلاك بالمراكز 27ومهام لجنة التوزيع حسب علي كافي هي:

*تزويد مراكزها ودائرتها الترابية بالتموين بمختلف الأدوات والحاجات الضرورية.

*مراقبة الاستهلاك بالمراكز 28.

3/ لجنة النقل والتخزين : ومهمتها خلق مخابئ للتخزين وحمايتها وتأمينها والاعتناء بالحيوانات (البغال) المخصصة لهذه المهمة ، ومن الناحية النظامية كان مسؤول التنظيم مطالب باستخدام سجلات منها ما هو خاص بالحيوانات وسجل يتضمن أعضاء مختلف اللجان ويسجل الحيوانات ، كما يعد تقارير مختلفة منها ما تعلق بالشراء ومنها ما يخص المداخيل والمصاريف والباقي ، وتقرير يخص نشاط مصالح التموين وقوافل التموين والصعوبات المعترضة للنشاط وحالة الأسعار وحالة طرق التموين ، وتقرير حول حالة المخابئ والمخازن وحالة حفظ المواد الغذائية من التلف وتقرير معنوي حول سلوك عناصر شبكات التموين . 29

ونفس المهام تقريبا وردت في مذكرات علي كافي المتعلقة بلجنة النقل والتوزيع وهي:

-تحضير وإقامة المخابئ الضرورية

- السهر على حفظ وصيانة وأمن مخازن التموين

-السهر على حماية الحيوانات التي تستخدم في نقل التموين

       وبحكم المهام فإن مسؤولي التموين بالمجالس الشعبية للدواوير هم تابعون لمسؤول التموين بالقسم ويساعدونه على تأدية واجبه، ومن الناحية النظامية فمسؤول التموين مطالب بإعداد وتقديم تقارير شهرية والسجلات الأساسية:

أ) السجلات

1.  سجل خاص بالحبوب (مدخول ـ استهلاك)

2.  سجل خاص بالمنتوجات الأخرى (مدخول ـ استهلاك)

3.  سجل خاص بمختلف أعضاء اللجان

4.  سجل خاص بالحيوانات

ب) التقارير

*تقرير خاص عن المدخولات والمصاريف والباقي في المخازن.

*تقرير خاص حول المشتريات.

*تقرير خاص حول نشاط مصالح التموين، القوافل، المكلفين بالشراء، الصعوبات المعترضة، ارتفاع وانخفاض الأسعار، حالة طرق التموين، وسائل النقل.

*تقرير حول وضعية المخازن والمخابئ وحماية الحبوب والمواد الغذائية وغير الغذائية من التلف والفساد.

*تقرير أدنى حول سلوك عناصر منظمات التموين وعددهم وعدتهم.30

ج/   قوافل التموين ومسالكها

كانت عملية تموين الثورة بمنطقة جيجل تنطلق من الناحية الثالثة بواسطة القوافل عبر خطوط من الجنوب نحو الشمال لتصل إلى المناطق الجبلية بالناحيتين الأولى والثانية للمنطقة الأولى وإلى الناحية الأولى للمنطقة الثانية الولاية الثانية.31

وبمنطقة بابور التي كانت ضمن الناحية الأولى بالمنطقة الأولى للولاية الثانية كانت قوافل التموين تنطلق من مشتة نواورة (أولاد يعيش) مرورا بمشتة الوصفان ثم مشتة أولاد رابح فأولاد مومن تالوبقت، تلاأجقان، جوادة وصولا إلى مركز جيش عبد الله ببابور وأحيانا تسلك القوافل طريق مشتة الوصفان، أولاد رابح، سيدي موسى، تاقربوست، أولاد صالح، تامرجاجوت وأغلب مواد التموين يتم شرائها من مدينة سطيف 32.

وهذه القوافل كانت تسمى بمنطقة جيجل بسلاسل الزرع كانت تتحرك عن طريق البغال يقودها الجيش ومجموعة من المسبلين وكانت تنطلق من مناطق فرجيوة والشوارفة والرواشد وبوصلاح وأولاد طاڤ وعين جوهرة، وفي هذه المناطق يقوم التجاربجلب السلع من مواد غذائية حليب وسميد وثوم وبصل ويدفع كلهابالمقابل المالي، كما يزودون القوافل بالكسكسي ولحم الخروف وبعد وصول القافلة إلى الناحية الثانية للمنطقة الأولى33يتم تخزين المواد في المخازن 34. بعد تسجيلها في كراريس روديا 35

وظلت قوافل البغال المحملة بالقمح والشعير والدقيق تشكل سلسلة لا تنقطع من منطقة ميلة إلى مناطق جيجل كانت تمر عبر الوادي الكبير صيفا، لكن في فصل الشتاء يرتفع منسوب المياه فيصعب عبور الوادي على المجاهدين أو على المدنيين وبغالهم المحملة بالقمح والدقيق36

3/ إستراتيجية الثورة في مواجهة الحصار الاقتصادي الاستعماري

تعرضت الثورة بعد 1958لحصار كبير فرض على الشعب وأصيح العدو يقوم بتفتيش المواطنين في الأسواق وينزع منهم المواد والمؤونة وقد واجهت الثورة هنا الوضع بإقامة أسواق خاصة 37

ففي المرحلة 1958/ 1962والتي عرفت تطبيق مخطط شال الجهنمي. دخلت المنطقة في

وضع صعب للغاية مما جعل القيادة الثورية تغير إستراتيجية التموين والتمويل، فانقسمت وحدات الجيش إلى مجموعات صغيرة تنقل مؤونتها بنفسها، واعتمدت الثورة بمنطقة جيجل على إستراتيجية تمثلت في جمع الحبوب والأغنام والزكاة وتبرعات المواطنين وأملاك الحبوس وأراضي المغتربين المتطوعين بها بالمناطق الداخلية لتموين وتمويل الجيش والمناطق المحرمة واستغلت أراضي لزراعة الخضر والبقول وظهرت بذلك منظمة الجناين، كما اهتمت الثورة بجمع الزيتون والقيام بعملية المقايضة بين المناطق مستخدمة البغال والأحمرة  38

وفي نهاية 1960أثناء عمليات الأحجار الكريمة39كان الأهم بالنسبة. لصالح بوينيدر. قائد الولاية الثانية آنذاك وجيش التحرير هو الاستمرار في الحياة والوجود للثوار بدلا من القتال و.خلال.عدة أسابيع من سنة 1960انتشرت المجاعة بالولاية الثانية فمناطق واسعة أفرغت من سكانها ولم يعودوا يوفرون المؤن للجيش وأصبح الطبيب محمد تومي يفتش وراء وحدات الجيش الفرنسي عن قطع الخبز والفواكه الجافة التي لم يأكلوها، وكانت هذه الحياة صعبة بالقرب من مراكز العدو.

وفي المنطقة الثانية التي كان يقودها العربي برجم كانت منطقة محرمة، كان المصدر الوحيد لمجموعة المجاهدين الاثنى عشر وقادتهم رويبح حسين والعربي برجم هو كمية من القمح وقد قسمت بين الجنود لكل واحد ملعقة كل صباح وملعقتين في الغداء والعشاء’ كما أضاف لها الطبيب جوزات البلوط وحشائش وشكل حساء مع كويرات الخبز والفواكه الجافة التي تم جمعها من وراء الجيش الفرنسي وقد عانى الجرحى من هذا النظام الغذائي 40.

وسعت الثورة بكل جهدها لمواجهة حملات التجويع والحصار، فلم يتوقف التموين رغم ما تعرضت له المنطقة من فترات حرجة فكان يوجد مسؤولوا التموين بالمنطقة والنواحي والأقسام والدواوير وكذلك شبكات التموين ومهامها الشراء والنقل والتخزين والتوزيع، فكانت تجمع الحبوب والتبرعات لصالح الثورة لتموين المناطق المحرمة وتقديم المساعدة للمعوزين من الشعب.

وبالمدن كانت عمليات الرقابة شديدة بسبب سياسة التجويع حيث كانت توزع المواد الغذائية بالبطاقات ولكن الشعب كان يقسم مؤونته مع الثورة، وكثيرا ما كان الاستعمار يستولي على ممتلكات الشعب حتى لا تستفيد منها. وقد تعرضت مناطق إلى حصار وبقيت بدون تموين حتى أن المجاهدين لم يأكلوا لمدة أسبوعين41ونظرا لأهمية الاقتصاد والتموين للثورة فقد نظمت سلاسل للتموين ربطت بين الجبال والسهول ووسعت نظام التخزين لمختلف المواد الغذائية والألبسة والأدوية ضمانا لاستمرارية الثورة.42

4/ نماذج عن المحاسبة المالية والاقتصادية

النموذج الأول

أظهرت وثيقة بكتاب الاخضر جودي بو الطمين لمحات من. ثورة الجزائر بالصفحة 511ـ نموذجا عن النظام المحاسبة المالية بالقسم الرابع بجيجل للناحية الثانية المنطقة الأولى الولاية الثانية مؤرخة بتاريخ 19فيفري 1962بحضور المسؤولين طبال عبد الحفيظ ويوسف بوعجمي 43وتضمنت الوثيقة ما يلي:

جدول يمثل المحاسبة المالية بالقسم الرابع بجيجل الناحية الثانية المنطقة الاولى لشهر ديسمبر 1961

من دوار رقم 1مزغيطان

296960مليم

من دوار رقم 2الجرف

422465مليم

من المدينة جيجل

2569930مليم

الباقي في اخر نوفمبر

23145مليم

المجموع العام

 4020806مليم

المخروج العام

606010مليم

الباقي

3464796مليم

رفعت منها الى الناحية

2500000مليم

الباقي في القسم

914796مليم    44

 

المصدر: الاخضر جودي بو الطمين لمحات من ثورة الجزائر صفحة 151

جدول المخروج المالي بالقسم الرابع بجيجل الناحية الثانية المنطقة الاولى لشهر ديسمبر 1961

منحة

110000مليم

إعانة

5000مليم

مواد غذائية                    

210476.مليم

ألبسة

246175مليم

أثاث

3615مليم

دواء

144مليم

راتب

24600مليم

مجموع عام                      

606010مليم .45

 

المصدر: الاخضر جودي بوالطمين لمحات من ثورة الجزائر ص 151

 

 

جدول يمثل الميزانية العامة للقسم 1ناحية 2منطقة 1الولاية 2من جويلية إلى ديسمبر 1961

الشهور

المدخول العام

المخروج العام

الباقي

المدفوع للناحية 2

جويلية

6574570

4631445

1943125

-

اوت

8544625

3331442

5213183

-

سبتمير

6688050

2744135

3943915

8200751

اكتوبر

6132580

5491871

640709

12299429

نوفمبر

6529615

3722592

2807023

-

ديسمبر

-

3348710

2053645

-

المجموع العام

39871795

23270195

16601600

2050000

خلف الاخضر في القسم

8200571

-

8200571

-

المجموع العام

48072366

-

-

-

دفع القسم المالي الدي خلفه القسم السابق

24802171

-

-

-

خلف الاخضر الى الناحية

82005712

-

-

-

الباقي في القسم

4302171

-

-

-

 

المصدر: الاخضر جودي بو الطمين لمحات من ثورة الجزائر الصفحة 267

الخلاصة:مداخيل القسم في هذه الفترة                    39871795

المال الذي خلفه مسؤول القسم السابق ـ الأخضرـ        8200571  

دفع القسم إلى الناحية 2     48072366

                                   20500000             

مصاريف القسم               27572366   

                                   25270195   

الباقي في إدارة القسم         4302171      46

وذكر المجاهد محمد بوتيوتة الذي كان يستغل منصب مسؤول التموين بالقسم الثاني الناحية الثالثة بالمنطقة الأولى بين 1956و1959أنه في السنة الأخيرة بلغ احتياطي القسم من الماشية 400شاة والقمح 1300ڤلبة.47والسميد 12قنطار كانت معبأة بالبراميل.48

وهكذا ومن خلال هذه الدراسة حول النظام الاقتصادي للثورة التحريرية وتطوره بمنطفة جيجل بين 1954ـ1962توصلت الى النتائج التالية:

1)  ان الثورة بمنطقة جيجل كانت كغبرها من مناطق الوطن في بدايتها قليلة التنظيم في جانب التمويل واعتمدت على دعم فئلت الشعب.

2)  ان مؤتمر الصومام 1956قد اولى اهتمام كبير لمساة تمويل الثورة وهو ما ترجم في منطقة جيجل حيث عرف التمويل تطورا من حيث الهياكل والوظائف انعكس ايجابا على مسار الثورة وكان متنوعا.

3) ان الثورة في منطقة جيجل استطاعت ان تتكيف مع الظروف الصعبة من التاحية الاقتصادية علاوة على العسكرية وتنشئ نظاما تموينيا تمكنت بفضله من ضمان استمرار الثورة رغم عملبات الحصار خاصة في فترة مخطط شال فقد انتشرت المجاعة ولكن جبش التحرير واجه العدو بشجاعة وصبر.

4)ان الثورة التحريرية كانت تسير في مختلف المجالات ومنها المجال الاقتصادي وفق نظام مالي ومحاسبي دقيق للغاية مكن من حسن تسيير الموارد المالية والاقتصادية للثورة لعيدا عن التبدير وهو ما جعل الثورة تصمد برغم الحصار وعمليات الجيش الفرنسي الجهنمية.

5) تميزت الثورة التحريرية بمنطقة جيجل بالصرامة والانضباط في المجال الاقتصادي والمالي المحاسبي ما مكن الثورة من حسن استغلال الامكانيات والموارد المتوفرة وتسخيرها لصالح الثورة وفئات الشعب الدي كان أحسن معين لجيش التحرير الوطني فقد تقاسم معه المحن والتضحيات.

الهوامش والاحالات

[1]مديرية ومنظمة المجاهدين لولاية جيجل، عرض ولاية جيجل حول التنظيم والتموين للولاية الثانية التاريخية، خلال ثورة التحرير، 2001ص27

2شهادة المجاهد فرحات بوروينة- لقاء بمقر سكناه بتاكسنة - جيجل 11/02/2013

3المجاهد محمد آيت بارة - بمنزل المجاهد حمار عبد الله - خراطة 27/03/2013

4شهادة المجاهد شكرود رمضان - لقاء بمقر سكناه- أحمد راشدي - ميلة 14/02/2013

5شهادة المجاهد بوتيوتة محمد            16/05/2011، 23/05/2011، 30/05/2011

6شهادة المجاهد شكرود رمضان. للباحث

7شهادة المجاهد شكرود رمضان. للباحث

8شهادة المجاهد بن طوبال، الملتقى الجهوي للصحة، جيجل 1996، ص 73ـ 74

9،- عمر شيدخ، مملكة الفلاڨة، دار الطباعة والنشر، عين مليلة، الجزائر، 2011، ص79

10وزارة المجاهدين، مديرية ومنظمة المجاهدين لولاية ميلة، الدليل التاريخي لولاية ميلة إبان الثورة التحريرية، 1954/1962، دار الفجر للطباعة والنشر، 2004. ص78

11نفسة، ص 122

12شهادة المجاهد شكرود رمضان = ذكر المجاهد كوكو الطاهر أن مسؤول القسم يقدمها لمسؤول الناحية لنقل مسؤول المنطقة

13مديرية ومنظمة المجاهدين، الدليل التاريخي، المرجع نفسه، ص 123

14نفسه، ص 123

15أنظر ما ورد في بحث حول النظام القضائي، في شق المخالفات وعقوبتها

16نفسه ص 123

17مفردها مطمورة وهي حفرة في جوف الأرض تمتد لأمتار تستخدم في تخزين الحبوب كالقمح والشعير

18لخضر بن طوبال، الملتقى الجهوي للصحة، المرجع السابق، 78ـ 79

19شهادة المجاهد أحمد مسعدي- لقاء بمقر سكناه بالطاهير- جيجل 13/02/2013

20مديرية ومنظمة المجاهدين، الدليل التاريخي، المرجع السابق ،126ـ 127

21مديرية ومنظمة المجاهدين لولاية جيجل، المرجع السابق، ص 28

22وهي الميلية التي أصبحت تابعة للمنطقة الثانية سنة 1957

23مديرية ومنظمة المجاهدين عرض ولاية جيجل، المرجع السابق، ص 29ـ 30

24جمعية 20أوت لتخليد وحماية مآثر الثورة بميلة، جهاد المرأة الجزائرية في ولاية ميلة 1962/ 1954، دار الهدى عين مليلة، سبتمبر 2008، ص 49ـ 50

25مديرية ومنظمة المجاهدين لولاية ميلة، الدليل التاريخي، المرجع السابق، ص 54

26نفسه، ص 54

27على كافي، مذكرات الرئيس علي كافي من المناضل السياسي إلى القائد العسكري 19461962، دار القصبة للنشر، الجزائر، 1999، ص113

28نفسه، ص 113

29مديرية ومنظمة المجاهدين الدليل، المرجع ا لسابق، ص 55

30علي كافي، المرجع السابق، ص 144

31مديرية ومنظمة المجاهدين لولاية ميلة، الدليل التاريخي، المرجع السابق، ص 124

=شهادة المجاهدين: كوكو الطاهر، فرحات بوروينة، احمد سعدي، شكرود رمضان

32شهادة المجاهد السعدي لطرش مطبوعة بتاريخ أكتوبر 2008– سجلها الباحث

33شهادة المجاهد الطاهر كوكو - لقاء بمقر محافظة المجاهدين لولاية جيجل 10/02/2013

34ا نظر ما ورد في البحث في التنظيم العسكري أو خريطة التقسيم السياسي والعسكري بالملاحق

35هي كراريس كانت تستخدم خلال الثورة لتسجيل مداخيل الثورة ونفقاتها وحتى محاضر الاجتماعات وقد ذكرها المجاهدين أحمد مسعدي وفرحات بوروينة في شهادتهما

36جمعية 20أوت لحماية وتخليد مآثر الثورة بميلة، جهاد المرأة الجزائرية في ولاية ميلة 1954/1962، دار الهدى، عين مليلة، الجزائر سبتمبر 2008.، ص 58،59

37مديرية ومنظمة المجاهدين لولاية جيجل، عرض ولاية جيجل، المرجع السابق، ص 27ـ28

38بالفرنسية pierre précieuseإحدى العمليات الهجومية القاتلة التي شأنها الجيش الفرنسي في إطار مخطط شال خسرت خلالها الولاية الثانية حوالي 2500فردا عدا المدنيين، لكن الولاية الثانية بقيت صامدة لأن حسب جيش العدو كانت تملك أكثر من 1/3من طاقة المقاومة بالداخل

39Yves Corriere, la guerre dʹAlgérie, le feu des desprire, sged, paris, Novembre 2000.p1636.

40هذا ما ذكرت المجاهدة بن حبيلس يامنة حول الحصار الذي تعرض له المجاهدون بالجبال خلال مخطط شال بين 1959و1969فلم يجدوا ما يأكلوا فأكلوا الحشيش

41جبهة التحرير الوطني والمنظمة الوطنية للمجاهدين، الملتقى الجهوي لكتابة تاريخ الثورة التحريرية والولاية الثانية 1959/ 1962، الجزء الثاني، 1987، المرجع السابق، ص 9ـ 10

42ذكر خلال الحديث عن قوافل التسليح وكان يسمى" بيوسف البونيط " كما شارك بعدة معارك بالمنطقة.

43- الأخضر جودي بوالطمين، لمحات من ثورة الجزائر، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، 1987،251

44، نفسه، ص 151، 152

45الأخضر جودي بوالطمين، المرجع السابق، ص 267

46نفسه

47وزنها حوالي 18كلغ

48شهادة المجاهد محمد بوتيوتة لاداعة جيجل السابقة

@pour_citer_ce_document

عبد القادر بورمضان, «السياسة الاقتصادية للثورة التحريرية 1954 / 1962 وتطورها منطقة جيجل انمودجا»

[En ligne] ,[#G_TITLE:#langue] ,[#G_TITLE:#langue]
Papier : 168-176,
Date Publication Sur Papier : 2019-01-09,
Date Pulication Electronique : 2019-01-09,
mis a jour le : 09/01/2019,
URL : https://revues.univ-setif2.dz:443/revue/index.php?id=5151.