الهوية الإفتراضية لدى المراهقين دراسة ميدانية لعينة من المراهقين بمدينة سطيفAdolescent virtual identity Afield study of a sample of adolescents in Setif
Plan du site au format XML


Archive: revues des lettres et sciences sociales


N°01 Avril 2004


N°02 Mai 2005


N°03 Novembre 2005


N°04 Juin 2006


N°05 Juin 2007


N°06 Janvier 2008


N°07 Juin 2008


N°08 Mai 2009


N°09 Octobre 2009


N°10 Décembre 2009


N°11 Juin 2010


N°12 Juillet 2010


N°13 Janvier 2011


N°14 Juin 2011


N°15 Juillet 2012


N°16 Décembre 2012


N°17 Septembre 2013


Revue des Lettres et Sciences Sociales


N°18 Juin 2014


N°19 Décembre 2014


N°20 Juin 2015


N°21 Décembre 2015


N°22 Juin 2016


N° 23 Décembre 2016


N° 24 Juin 2017


N° 25 Décembre 2017


N°26 Vol 15- 2018


N°27 Vol 15- 2018


N°28 Vol 15- 2018


N°01 Vol 16- 2019


N°02 Vol 16- 2019


N°03 Vol 16- 2019


N°04 Vol 16- 2019


N°01 VOL 17-2020


N:02 vol 17-2020


N:03 vol 17-2020


N°01 vol 18-2021


N°02 vol 18-2021


N°01 vol 19-2022


N°02 vol 19-2022


N°01 vol 20-2023


N°02 vol 20-2023


N°01 vol 21-2024


A propos

avancée

Archive PDF

N°03 Vol 16- 2019

الهوية الإفتراضية لدى المراهقين دراسة ميدانية لعينة من المراهقين بمدينة سطيف

Adolescent virtual identity Afield study of a sample of adolescents in Setif
ص ص 26-44
تاريخ الارسال: 2018-04-19 تاريخ القبول: 2019-09-24

جنات رجم
  • resume:Ar
  • resume
  • Abstract
  • Auteurs
  • TEXTE INTEGRAL
  • Bibliographie

استهدفت هذه الدراسة معرفة تجليات الهوية الإفتراضية لدى المراهقين،والمعاني التي تحملها من حيث المعلومات التي يقدمها المراهقون عن أنفسهم وأسمائهم وصورهم المستخدمة عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي،نظرا لأهمية هذه المسألة بالنسبة لهذه المرحلة العمرية التي يبحث فيها المراهق عن هويته وإثبات ذاته،ويواجه فيها الكثير من التحديات وهو الأمر الذي ينعكس على هويته الافتراضيةالتي تكون جزءا من هذه التحديات. وذلك من خلال مساءلة عينة من المراهقين حجمها 150مفردة باستخدام أداة الاستمارةلجمع البيانات،وقد توصلنا إلى أن معظم المراهقين يقدّمونمعلومات غير صحيحة عن أنفسهم حيث أن 63,33%منهم يقدّمونأعمارا أكثر من أعمارهم و53,33%منهم يقدمون مستوى تعليمياأكبر، ويتواصلون عبر أسماء غير أسمائهم بنسبة %95,34وصورغير صورهم الحقيقية بنسبة 86%والتي تحمل الكثير من المعاني والدلالات.

الكلمات المفاتيح:الهوية، الهوية الافتراضية،المراهقون، الشبكاتالاجتماعية، التعبير عن الذات

Cette étude se propose de décrire les expressions de l’identité virtuelle chez les adolescents à partir des informations données par ces adolescents , concernant leurs noms et leurs photos de profil via les différents sites web des réseaux sociaux.Nous soulignons l’importance de cette question chez cette tranche d’âge,  pendant laquelle, l’adolescent est en quête de son identité, cherche à s’exprimer, à réaliser son être à travers   plusieurs défis,  dont cette identité virtuelle qui fait partie de ces défis.Notre recherche est menée sur un échantillon composé d’ adolescents à travers un questionnaire dont les résultats révèlent que  la majorité des adolescents donnent des informations incorrectes  ,  communiquent à travers des pseudos noms et n’utilisent pas leurs photos réelles comme photos de profil, et ce phénomène peut avoir plusieurs interprétations.

Mots clés : L’identité, L’identité virtuelle, Les adolescents, Les réseaux sociaux, Expression de soi

This study aims to know transfigurations of the virtual identity of adults, and meanings that convey from the information which is presented by teenagers from themselves, their names, and their picturesthrough the social media. According to the importance of this issue for this periodical age in which adults search their identity and provehimself and face alot of challenges. This matter which reflecthisvirtual identity that is a part from this challenges.  Through questioning a sample of teenagers as a means to collect data.the majority of teenager’s present incorrectinformation of themselves and keep connected by names and pictures which are nottheir real ones that holds a lots of meaning and significances.

Keywords:Identity,Virtualidentity, Teenagers, Social networks, Self -expression

Quelques mots à propos de :  جنات رجم

جنات رجم، جامعة محمد لمين دباغين سطيف2 r.djenat@yahoo.fr

مقدمة

تعتبر الشبكات الاجتماعية  أهم فاعل تكنولوجي في عصرنا الحالي فقد أصبحت الوسيط الاتصالي الأكثر أهمية والأكثر جدلا بما أحدثته من تغيرات جذرية تمخض عنها واقع جديد بمفاهيم إنسانية جديدة تتعلق بالاتصال والتفاعل والعلاقات الإنسانية التي أصبحت افتراضية في بيئة رقمية تتميز بالحرية ويغيب عنها الحضور الجسدي في المكان والزمان وهو الأمر الذي أدى إلى ممارسات جديدة للتعبير عن الذات فصار لكل فرد هوية خاصة يشكلها كما يرغب بعيدا عن ضغوط الواقع وإكراهات المجتمع متجاوزا كل الحدود المتعارف عليها في محددات الهوية ،وبالتالي طرحت مسألة الهوية الافتراضية من عدة جوانب ومنها  تجلياتها أو كيفية تجسيدها ودلالات الأشكال التعبيرية عنها وخاصة بالنسبة للمراهقين في هذه المرحلة العمرية الحساسة والمفصلية في حياتهم بعد خروجهم من مرحلة الطفولة حيث يتعرضون للكثير من الضغوط الاجتماعية والنفسية والجسدية في البحث عن الهوية في الواقع ، لذلك فالمراهق اليوم أتيحت له الشبكات الاجتماعية بكل يسر وسهولة ليعبر عن هويته .وفي هذا الإطار جاءت هذه الدراسة لمعرفة تجليات الهوية الافتراضية للمراهقين من حيث المعلومات التي يقدمونها عن أنفسهم والأسماء والصور التي يعبرون بها عن أنفسهم .

أولا: الإشكالية

تعتبر الشبكات الاجتماعية مجالا لتمثيل الذات والهوية حيث يقوم كل شخص باستعراض نفسه من خلال كل ما يقدمه عن نفسه من معلومات أو أفكار وبالتالي يشكل لنفسه هوية افتراضية قد تكون امتدادا للواقع وقد تكون مختلفة عنه، ففي معجم النظام الرقمي الجديد -على حسب تعبير الباحثين في المجال- أضحى وجود الفرد المعاصر وجودا رقميا لا وجودا جسديا فيزيائيا ومن لا حضور له اليوم على الشبكة لا وجود له رمزيا وبهذا انقسم البشر إلى قسمين :قسم الذوات التناظرية وقسم الذوات الرقمية فأما الذوات التناظرية فهي التي لا تمتلك حضورا على الشبكة وتستمر في تكريس أنماط التواصل التقليدي وأما الذوات الرقمية فهي الفئات المندمجة التي تحقق حضورها الفعلي من حضورها الافتراضي في وجودها على الشبكة ويفيد هذا التقسيم انخراط العالم في منظومة جديدة للتفكير والإنتاج والتواصل تجعل من الوجود الرقمي الخاصية الأولى للوجود بشكل عام 1.

وبذلك أصبحت مسألة الهوية الافتراضية من المسائل الهامة التي أثارت الكثير من التساؤلات حول طبيعة الوجود الإنساني المعاصر نظرا للإشكالية التي تطرحها مسألة الهوية في حد ذاتها فالهوية هي كل ما يشخص الذات ويميزها، والهوية في الأساس تعني التفرد وهي السمة الجوهرية العامة لثقافة من الثقافات، والهوية ليست منظومة جاهزة ونهائية وإنما هي مشروع مفتوح على المستقبل أي أنها مشروع متشابك مع الواقع والتاريخ لذلك فان الوظيفة التلقائية للهوية هي حماية الذات الفردية والجماعية من عوامل التعرية والذوبان2. والهوية تعكس ذلك الجزء من مفهوم الشخص عن ذاته والذي يتأسس في ضوء معرفته المسبقة بانتمائه لعضوية جماعة معينة علما بأنها ليست تراكم للخصائص الثابتة والنهائية إنها تبنى بأمور أخرى في علاقتها بالآخرين فالهوية بناء اجتماعي وظاهرة دينامكية3. وعملية اكتساب الهوية هي مسألة أساسية بالنسبة للإنسان وخاصة في مرحلة المراهقة التي تعتبر نقلة نوعية وجذرية يتحول فيها الإنسان من طفل إلى راشد وتعد مرحلة انتقالية صعبة نظرا لحساسية المرحلة العمرية التي تتداخل فيها العديد من العوامل النفسية والاجتماعية والفزيولوجية.

يعد تشكيل الهوية من سمات مرحلة المراهقة لأنها فترة صياغة الأدوار المتوقعة للنوع الاجتماعي ، لكن التوصل إلى تشكيل الهوية يمر بحالة أزمة تتمحور حول العديد من الأسئلة حول الذات ، وهذه الأسئلة تحتاج إلى إيجاد إجابات لها للوصول إلى تحديد واضح المعالم لهوية الأنا وتظهر الأزمة في درجة القلق و الاضطراب المرتبط بمحاولة المراهق تحديد معنى وجوده في الحياة من خلال محاولة اكتشاف ما يناسبه من الأهداف والأدوار والعلاقات الاجتماعية ذات المعنى أو القيمة بالنسبة له 4 ، ومما لا شك فيه أن المراهق يكتسب هويته ويكون لنفسه شخصية وقيما أخلاقية معينة من خلال التنشئة الاجتماعية والتربية التي يحصل عليها بانتمائه للأسرة، فتوجهات الوالدين والأفراد المحيطين بالطفل وملاحظة سلوكهم ومحاولات تقليدهم أو معارضتهم وتعابير القبول والرفض ودرجات الحب والعاطفة التي يتعرض لها تشكل في النهاية تراكم لمجموعة من الخبرات التي تسهل تقدمه ونمو شخصيته المستقلة، لينتقل بعد ذلك إلى المدرسة لتلعب دورها هي الأخرى في بناء ونمو شخصيته خاصة مع الفترة الزمنية الطويلة التي يقضيها التلميذ في المدرسة حيث تقوم من خلال المناهج والمقررات الدراسية بترسيخ القيم الأخلاقية للمجتمع وتقرير السلوكات الايجابية وحذف السلوكات السلبية . إلا أن المسألة لم تعد بهذه البساطة فاكتساب الهوية أصبح أمرا معقدا بالنظر إلى نشوء مصادر جديدة لاكتساب الهوية بتأثير من الغزو الثقافي والعولمة والتجارة الحرة وغيرها من العوامل التي جعلت الباحثين يطرحون العديد من التساؤلات حول التغيرات التي تحدث في المجتمع والتي غيرت الكثير من مقوماته الفكرية والمادية محذرة من تبعاتها على مستقبل الأجيال الصاعدة مقترحة بذلك ضرورة مواجهة تلك التحديات بكل ما من شأنه أن يحافظ على ثوابت الهوية الأصيلة لكل مجتمع.

 وفي خضم هذا الجدل ظهرت متغيرات جديدة أضيفت لكل تلك التحديات التي لم تتم مواجهتها وهي مواقع التواصل الاجتماعي التي استحوذت على اهتمام الناس بكل ما لها من مميزات حيث لم يعد تعامل الفرد محصورا في عالم الواقع فقط بل يزداد تعامله مع العوالم الخيالية التي يزخر بها فضاء الأنترنت ،عوالم من صنع أنساق الرموز يمارس فيها الفرد كثيرا من أنشطة حياته اليومية ويمارس فيها خبرات غير مسبوقة5  .فقد أصبحت مقولة أن الإنسان اجتماعي بطبعه تتراجع و بدأت في الاضمحلال فلا بأس أن نقول اليوم أن الإنسان تكنولوجي بطبعه، إذ أصبح ينبهر و ينجذب لأحدث وأذكى وسائل التحاور و افتقارها إلى التغدية الراجعة و تبادل الأفكار و المشاعر، فأصبح الاتصال يقتصر على الجمل القصيرة بين أفراد الأسرة الواحدة التي تقتضيها الضرورة، فعوض أن يتحاور المراهق مع أمه أو أبيه على رغباته أو مشكلاته الدراسية و العاطفية، فانه يفضل التوجه و الانخراط في عالم   الشات   لساعات عديدة و كأن البحث عن الحلول لمشاكله في العالم الافتراضي أفضل من البحث في العالم الواقعي6.

 وبذلك طرحت إشكالية الهوية الافتراضية بما أن هذه المواقع بمميزاتها أتاحت الفرصة للأفراد من أجل التمثل بهوياتهم الحقيقية أو أخرى غير واقعية ومختلفة ولقد وصل قلق البعض من هذا الواقع الجديد إلى توقع أن ينتهي زمن التنوع الثقافي ومن ثمة إعادة تشكيل هويات جديدة في ظل ثقافة غربية مهيمنة  تفرز مزيجا جديدا من السمات والتفاعلات و التمظهرات الفردية والجماعية في فضاء سايبيري لا حد له ولا قيد عليه ثم إن ما تتيحه هذه الشبكات من الدخول بشخصيات افتراضية تدفع الفرد إلى تقمص ذات أو ذوات مثالية  أو عالمية مثالية وهي هوية هجين تجمع بين الثقافة المحلية من لغة ودين وموروث ثقافي وشعبي وثقافة أجنبية بكل مكوناتها وهذا ما يهدد في الأخير هوية الفرد الأصلية 7 .

 فشبكة الفيسبوك مثلا بجدرانها وصفحاتها الشخصية وخدماتها المتعددة أشبه بمسرح اجتماعي للذات تمارس فيه الذوات الافتراضية أنماط التواصل وصيغ التعبير ودلالات البحث عن الأنا بالمعنى الاجتماعي للكلمة في سياق تجاربها الداخلية وتفاعلاتها مع الآخر في إطار سلوكات وممارسات شبيهة بالمسرحية الاجتماعية للذات لما يتخذ الآخر مرآة تعكس صورة الأنا كذات8  فالمراهق الّذي ينضم إلى هذه التّفاعلات يستطيع  أنْ يُخفي نفسه تحت عدة أسماء  و يستعرض نفسه بالطريقة التي تحلوا له عكس التفاعل الحقيقي فقد تكون هويته الافتراضية مزيفة وتعبر عن أحلام وتخيلات غير واقعية .

 لذلك فالهوية الافتراضية قد تعني الانتماء إلى هوية "شبحية" ما سيؤدي فعلا إلى انحسار المخيال  ومن ثمة الإبداعية وابتكار الصور الذهنية لحساب المعرفة السطحية الهشة ، والصور المعلبة  والمصطلحات الفارغة  من المدلولات ذات القيمة  كما يؤدي إلى تكسير الطابوهات  الاجتماعية والثقافية ، وإضعاف الحساسية  اتجاهها على حسب تعبير المفكر " عبد الرحمن عزي " ، كما أن ارتباط الفرد بالحاسوب  أنتج ذاتا جديدة أسماها الدكتور "على رحومة  ب " الانسوب " أي الإنسان  الحاسوب "  الذي  يشير إلى مركب مبرمج أليا في حالة من التوازي و التماهي و التمظهر في بنيته الخاصة من الأرقام الثنائية9.

وهناك من ذهب إلى اعتبار أن الهوية الافتراضية قد تؤدي إلى الانفصام والذي تبرز أكثر ملامحه في عيش الفرد بشخصية على أرض الواقع باسمه الحقيقي غير الشخصية التي يعيش به افتراضيا وباسمه الافتراضي لتضطرب حياة العديد من الأشخاص في انفصامية اتسعت نحو العالم الافتراضي وهي النتيجة التي أدت إلى بروز ظواهر لم تكن قبلا كحالات اكتئاب الفيسبوك أو احتيالات الأسماء المستعارة وتقمص شخصيات المشاهير ليتحول هذا الفضاء الافتراضي نحو منعطف غير متوقع من فضاء حريات وبناء مستحيلات الواقع المعيش واغتراب نفسي اجتماعي ورهاب المواجهة للمشكلات 10 .

إلا أن الأمر قد لا يكون كذلك في كل الأحوال حيث نجد مراهقين صادقين في هوياتهم من حيث أسمائهم وأفكارهم ونواياهم كما قد نصادف الكثير من المراهقين الذين ساعدتهم الهوية الافتراضية في التعبير عن أنفسهم بشكل أفضل وغيرت حياتهم نحو الأحسن ذلك أن الواقع الحقيقي لا يخلوا من السلبيات والمشكلات فهناك الكثير من الأمراض النفسية والاجتماعية التي يتعرض لها المراهقون في بحثهم عن الهوية فحين يعجز المراهق عن تحقيق التميز وإثبات ذاته واستقلاليته و يكون التفاعل الاجتماعي سببا لذلك ما قد يؤدي إلى زعزعة استقراره النفسي وبالتالي اضطراب الهوية التي يبحث عنها .

ومنه فإن النظرة السلبية إلى الهوية الافتراضية قد تكون نسبية وتختلف من شخص لآخر حسب العديد من المتغيرات الفردية والاجتماعية ولكن تبقى المشكلة الأساسية وهي طبيعة حساسية عمر المراهقة فهو مرحلة حرجة  تحتاج إلى الحذر والمرافقة ذلك أن المراهق اليوم قد يفتقد للكثير من الإمكانيات الضرورية لتكوين رؤية سليمة حول ما يحيط به من مواقف معقدة  بل متناقضة أحيانا الأمر الذي يجعله يفتقد إلى التوافق الاجتماعي المطلوب إضافة إلى غياب أو انعدام الرقابة عبر شبكة الأنترنت باسم الحرية الفكرية وهو ما جعلنا نتساءل :ما هي تجليات هوية المراهقين عبر مواقع التواصل الاجتماعي

ويندرج تحت هذا السؤال التساؤلات الفرعية التالية:

ما هي تجليات الهوية الافتراضية للمراهقين من خلال المعلومات السسيوديمغرافية

ما هي تجليات الهوية الافتراضية للمراهقين من خلال الإسم المستخدم

ما هي تجليات الهوية الافتراضية للمراهقين من خلال الصورة المستخدمة

أهمية الدراسة

تتجلى أهمية الدراسة من أهمية موضوع الهوية كأحد أهم مقومات الوجود الإنساني والذي أصبح اليوم مرتبطا بالشبكات الاجتماعية الوسيط الاتصالي الأقوى تأثيرا بالنظر إلى سرعة انتشارها واستقطابها لكل الشرائح الاجتماعية وخاصة المراهقين في هذه المرحلة العمرية التي تتميز بأنها مرحلة بناء الهوية حيث يبحثون فيها عن ذواتهم فأصبحوا يتمثلون عبر مواقع التواصل الاجتماعي كما يحلوا لهم ويعبرون فيها عن هويتهم بكل حرية  فالمجتمع الافتراضي يتميز بانعدام حدود الزمان والمكان واتساع مجال الحرية لإبداء الرأي والمشاركة والتفاعل وتبادل المعلومات والتعليقات وأصبحت هذه المواقع بمثابة المتنفس لقضاء وقت الفراغ وممارسة الهوايات والاهتمامات ، وهو ما طرح العديد من الإشكالات المتعلقة بهذه الهوية وما قد تحدثته من تغيرات جذرية في حياة المراهقين الذين وجدوا فيها ملاذهم بعيدا عن إكراهات الواقع .

أهداف الدراسة

تهدف هذه الدراسة إلى معرفة تجليات الهوية الافتراضية لدى المراهقون أي كيف يعبرون عن هويتهم وذلك من خلال:

- معرفة الأسماء التي يستخدمونها وما إذا كانت حقيقية أو مستعارة والمعاني التي تحملها.

- معرفة الصور التي يعبرون بها عن أنفسهم ما إذا كانت حقيقية أو صورا لأشخاص أو أشياء أخرى والمعاني التي تحملها.

- معرفة المعلومات التي يقدمونها عن أنفسهم للآخرين من حيث الجنس والسن والمستوى التعليمي وما إذا كانت هي الأخرى حقيقية أو ليست كذلك.

ثانيا: الإطار المفاهيمي والنظري للدراسة

1: مفهوم الهوية الافتراضية: يتشكل المصطلح من كلمتين: الهوية والافتراضية:

وردت لفظة الهوية بضم الهاء وكسر الواو وشد الياء في اللغة العربية للتعبير عن ماهية الشيء. والهوية لفظ مركب جعل اسما معرفا باللام ومعناه الإتحاد بالذات، فالهوية حقيقة الشيء أو الشخص المطلقة المشتملة على صفاته الجوهرية 11.

 أما في اللغة الفرنسية فكلمة identité   ترتبط بكلمة identique   والتي تعني الوحيد أو الأصيل الذي لا شبيه له فريد من نوعه متميز عن الآخر 12.

وتعرف الهوية على أنها مؤشر انتماء الإنسان إلى وطن ومجتمع وهي وسيلة تمايز يدرك من خلالها بأنه يختلف عن الآخرين من حيث الاسم والجنس والتركيب الجيني والبناء الفكري والثقافي 13.

كما تعرف هوية الشيء بأنها ثوابته التي تتجدد ولا تتغير وتتجلى وتفصح عن ذاتها دون أن تترك مكانها لنقيضها فهي كالبصمة بالنسبة للإنسان يتميز بها عن غيره 14 .

جاء في قاموس المعاني أن لفظ افتراضي هو اسم منسوب إلى افتراض بمعنى ما يعتمد على الفرض أو النظرية بدلا من التجربة أو الخبرة. والواقع الافتراضي هو الواقع التقريبي، محاكاة يولدها الحاسوب لمناظر ثلاثية الأبعاد لمحيط أو سلسلة من الأحداث تمكن الناظر الذي يستخدم جهازا إلكترونيا خاصا من أن يراها على شاشة عرض ويتفاعل معها بطريقة تبدوا فعلية 15.

أما الهوية الافتراضية فتعرف على أنها:

- مجموعة المعلومات الشخصية التي تكون الذات الإلكترونية كالاسم والسن والجنس وطريقة الإمضاء والحالة الاجتماعية إلى غير ذلك من البيانات التي يقدمها مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي على أساس أنها تعكس شخصيتهم وهويتهم الحقيقية 16

- مجموع الصفات والدلالات والرموز التي يوظفها الإنسان للتعريف بنفسه في الفضاء الافتراضي فيتفاعل ويتواصل على أساسها وقد لا يتوافق مضمونها مع هويته الحقيقية في الواقع الإجتماعي 17

- مجموعة الصفات والرموز والبيانات التي يستخدمها الأفراد في تقديم أنفسهم للآخرين في المجتمعات الافتراضية ويتفاعلون معهم من خلالها 18

ومنه ومن خلال التعاريف السابقة فالهوية الافتراضية هي كل ما يستخدمه الفرد للتعريف بنفسه عبر الفضاء الافتراضي وتشمل المعلومات السسيوديمغرافية والإسم والصورة.

خصائص الهوية الافتراضية: تنقسم الهوية الافتراضية إلى ثلاثة عناصر رمزية تعكس تمظهراتها في المجتمع الشبكي حيث تبرز ملامحها والتغيرات الحاصلة لها وهي:

- الهوية التصريحية: تبرز من خلال المعلومات التي يجري إدخالها من قبل صاحب الحساب مثل الإسم وتاريخ الميلاد والصورة ...

- الهوية النشطة: تبرز من خلال التقارير الدورية للصفحة عن نشاطات المستخدم مثلا x وy أصبحا صديقين انضمام إلى مجموعة جديدة.

- الهوية المحسوبة: تبرز من خلال متغيرات عددية يعدها النظام وتعرض على الصفحة توضح عدد الأصدقاء وعدد المجموعات تواريخ مهمة .... وتسمح هذه الأبعاد الثلاثة بالتحليل الكمي لتغيرات ملامح الهوية وسياق توجهاتها في الفضاء الرقمي 19      -كما تتميز الهوية الافتراضية ببعض الخصائص مقارنة بالهوية الواقعية ومنها:

- الشخص الافتراضي يولد بهوية يختارها ويسمى بمحض إرادته بخلاف الشخص الطبيعي الذي لا خيار له في متى وأين يولد ولا في انتقاء جنسه أو أسمه الذي سيلازمه مدى الحياة

- الهوية الافتراضية تجعل الشخص يختار بيئته بل يمكنه صنع الوسط الذي يناسب مزاجه واهتماماته، حيث لا وجود للضغوط الأسرية المعهودة ولا للأوامر والنواهي ولا الإكراه الذي يؤثر على بصورة ما على تكوين الشخصية، وليس هناك ما يخافه الشخص الافتراضي غير انقطاع الكهرباء أو عطل الحاسوب.

- الهوية الافتراضية توجب على الشخص التعامل مع برامج المحادثة الحاسوبية وتطبيقات الشبكة العنكبوتية ومواكبة تطوراتها أولا بأول وهذا ما يفرض على الفرد إتقان مهارة تقديم نفسه للأفراد الذين يتفاعلون معه لأنه لا يمكنهم إدراكه إلا من خلال البيانات التي يقوم بتقديمها لهم على أنها تمثل هويته

- الهوية الافتراضية تمنح الشخص الإرادة القوية في التعبير عن ذاته، فكل من يتصفح موقعا فهو يبحث فيه عن شيء يشبع رغبة لديه في الإطلاع أو اقتناء شيء ما أو كسب صداقة أو نشر خاطرة كتبها أو الحصول على معرفة وهو في عملية البحث هذه يحمل صورة عن نفسه يظهرها للآخرين المفترض وجودهم على الطرف الثاني20 .

- لا يوجد للفرد جانبه الجسماني المادي كشخصية إنترنتية افتراضية ما عدا تمثلات الحواس مثل السمع (الصوت) اللمس (الكتابة) البصر(الرؤية) ،وتبقى كذلك القدرات والإمكانات العقلية السلوكية المتمثلة في اتصالاته الأنترنتية .ومع انعدام اتصال الفرد وجها لوجه مع الآخرين لا يوجد أثر لكثير من العناصر الاجتماعية الأخرى مثل دوره الاجتماعي الطبيعي ومكانته الاجتماعية والحرفة والوظيفة ونفوذه وسلطته المجتمعية  إلا بقدر توظيفها في الاستخدام أو الإنتاج المعلوماتي ، كما أن عناصر أخرى في الشخصية الطبيعية للفرد تنعدم تماما ويمكن للفرد أن يغيرها فهي لا يعول عليها كحقائق مثل السن والحالة الاجتماعية والجنس والعاهات الجسمانية .أما الجانب السلوكي يأخذ أبعادا أخرى في الأنترنت حيث يرتبط بأمور أخرى ومنها الأدوار الجديدة التي يكتسبها الفرد من خلال علاقاته الجديدة وانتماءاته لجماعات ومنظمات الأنترنت وتحلل الفرد من قيود الزمن فهو يستخدم الأنترنت في أي وقت شاء فلا أثر لتوقيت معين في تصرفاته وكذلك التحلل من قيود المكان فالجغرافيا الطبيعية غير ملزمة للأفراد إضافة إلى التحلل من القيود السياسية والدينية والأخلاقية والقيمية فالفرد في مجتمع الأنترنت هو فرد مطلق يتعامل ويتفاعل مع أفراد من مجتمع الأنترنت نفسه ولكن قد يكونون في أي مكان من العالم لا بلد واحد لهم سوى جغرافيا المجتمع السايبري21.

2: مفهوم المراهقة

إن كلمة المراهقة مشتقة من الفعل رهق بمعنى غشى أو لحق أو دنى فهي تفيد معنى الاقتراب أو الدنو من الحلم فالمراهق بهذا المعنى هو الفرد الذي يدنو من الحلم واكتمال النضج 22.

أما اصطلاحا فتعرف المراهقة على أنها:

- فترة تقع بين مرحلة الطفولة والنضج، وتمتد في الفترة الزمنية بين 13-20 سنة وتتميز بحدوث تغيرات بدنية ونفسية واجتماعية، وقد تحدث خلالها بعض الاضطرابات النفسية والسلوكية23

- هي الفترة التي تلي الطفولة وتقع بين البلوغ الجنسي وبين الرشد وفيها يعتري الفرد تغيرات أساسية واضطرابات شديدة في جميع جوانب نموه الجسمي والعقلي والاجتماعي والانفعالي وينتج عن هذه التغيرات والاضطرابات مشكلات كثيرة متعددة تحتاج إلى توجيه وإرشاد من الكبار المحيطين بالمراهق سواء الأبوين أو المدرسين أو غيرهم من المحتكين والمتصلين به حتى يتمكن من التغلب على هذه المشكلات وحتى يسير نموه في طريقه الطبيعي 24.

- هي مرحلة تبدأ من البلوغ الجنسي وتتميز بظهور أزمات كثيرة بسبب التغيرات الفزيولوجية المؤدية إلى النضج الجسمي والضغوط الإجتماعية25 .

ومن خلال التعاريف السابقة يمكن القول إن المراهقة هي المرحلة العمرية التي ينتقل فيها الإنسان من مرحلة الطفولة إلى مرحلة النضج والرشد والتي تتميز بتغيرات جسمية نفسية واجتماعية مهمة.

خصائص مرحلة المراهقة والبحث عن الهوية

- رغبة المراهق في الاستقلال عن الأسرة وميله نحو الاعتماد على نفسه فنتيجة للتغيرات الجسمية التي تطرأ على المراهق يشعر أنه لم يعد طفل، كما لا يجب أن يخضع سلوكه لرقابة الأسرة وفي هذه المرحلة يريد أن يعتنق القيم والمبادئ التي يقتنع بها هو وليس تلك التي تفرضها الأسرة عليه 26

- من الخصائص العقلية في هذه المرحلة توجيه النقد إلى ما يذهب إليه الآخرون وما يعتقدون من معتقدات أو ما يعبرون عنه من آراء، وهذا الاتجاه نحو النقد يعد علامة من علامات التفتح الذهني حتى وإن كانت الأسلحة النقدية التي يستخدمها المراهقون ضعيفة وبالرغم من أن يكون ذلك النقد غير ناضج 27

- تشكل اتجاهات المراهق حول نفسه ومعتقداته وآرائه وقيمه أهم مقومات مفهومه عن ذاته وتتسع هذه الاتجاهات لتشمل مشاعره وأفكاره ودوره في أن يمارس انتقاءاته الخاصة وحقه في أن يكون حرا ومسؤولا28

- قلق الانهزام الانفعالي والتفكك والشعور بفقدان الأنا وهو قلق فقدان الهوية الذاتية فتتكون آليات دفاعية ضد هذا القلق يمكن المراهق من رد الاعتبار إلى ذاته وتأكيد هويته29  

- تعتبر جماعة الرفاق خير وسيلة يحقق المراهق فيها رغباته وآماله وتطلعاته المستقبلية وعن طريقها يمكن تغيير سلوكاته واتجاهاته ويمكن أن يعرف نفسه ويشبع الكثير من حاجياته الذاتية والإجتماعية التي تتعلق بالمركز والمكانة ويتمكن من خلالها من التفاعل الإيجابي بين أفراد مجتمعه 30

- يعالج أركسون مشكلة المراهقة من زاوية أزمة الهوية مركزا على خطوة ما يسميه الدور وغموضه الذي يصل إلى حد إحساس المراهق بالعجز التام الذي تصاحبه في أغلب الأحيان مشاعر الحيرة والضياع فمسألة الهوية الذاتية هي هذه الانطباعات عن ذاتنا وأفكار الآخرين عنا وتحقيق هذه الهوية مرهون بشعور الفرد بالانتماء إلى مجموعته وهو وليد النمو والتطور الذي يحدث في الطفولة ويصل إلى قمتها في مرحلة المراهقة 31.

الدراسات السابقة

1-دراسة بايوسف مسعودة: الهوية الافتراضية: الخصائص والأبعاد: دراسة استكشافية على عينة من المشتركين في المجتمعات الإفتراضية 32، وجاءت هذه الدراسة للبحث عن علاقة الهوية الافتراضية بالهوية الحقيقية وكيف يتفاعل الأفراد داخل المجتمع الافتراضي وقد طرحت التساؤلات التالية:

ماهي خصائص المجتمعات الافتراضية التي يسعى الأفراد للانتماء إليها                                                                 ما هي دوافع الأفراد للانخراط في المجتمعات الافتراضية                                                                                هل تعتبر الهوية الافتراضية انعكاسا للهوية الحقيقية للأفراد أم انفصالا عنها هل تسعى الهوية الافتراضية إلى الانسلاخ عن قيم المجتمع ومعاييره أم تراعيه داخل المجتمع الافتراضي                                كيف ينظر الأفراد إلى هوياتهم الافتراضية وتفاعلهم في المجتمع الرقمي

ومن خلال استخدام الباحثة للمنهج الوصفي وأداة الاستبيان الرقمي لجمع البيانات توصلت إلى أهم النتائج التالية:

-  يفضل أفراد العينة الانضمام إلى أكثر من مجتمع افتراضي ذات البعدين العربي والعالمي وذات الطابعين الثقافي والعام وهو ما يعكس سعيهم للانفتاح على المجتمعات الأخرى.                                                                                              - الإنضمام إلى المجتمعات الافتراضية يكون في الغالب بدافع الحوار وتبادل الآراء بالدرجة الأولى.                                     - تمثل الهوية الافتراضية عند غالبية الأفراد انعكاسا لهوياتهم الحقيقية وهو ما يفسر تصريحهم ببياناتهم الحقيقية حول السن والجنس والمواصفات ووضع صورهم الحقيقية والاسم المستعار الذي يكون له دلالات شخصية.                                                - يعتقد أغلب أفراد العينة أنهم عن طريق الهوية الافتراضية يكونون أكثر تفاعلا ومشاركة في المجتمع الافتراضي عنه في المجتمع الحقيقي.

2-دراسة لصلج عائشة : أشكال التعبير عن الهوية عبر الفيسبوك – دراسة ميدانية على عينة من الشباب الجزائري – 33حيث انطلقت الباحثة من فكرة أن الفضاءات التي فتحتها شبكات التواصل الاجتماعي جعلت من مفهوم الهوية يتخذ أشكالا وأبعادا أوسع مدى حيث غيرت الوجه العام لبناء الهوية وانتقلت بها من سياق اجتماعي ثقافي إلى فضاء مرن يسمح للشباب ببناء ذاتي لهويته  لذلك جاءت هذه الدراسة للإجابة على السؤال الرتيسي :ما هي أشكال التعبير عن الهوية عبر الفيسبوك لدى الشباب الجزائري والذي اندرج تحته التساؤلات الفرعية التالية :                                                                                                                        كيف يتمثل الشباب الجزائري محل الدراسة شبكة الفيسبوك                                                                               كيف يعبر الشباب محل الدراسة عن ذواتهم عبر شبكة الفيسبوك ماهي تمثلات الشباب محل الدراسة لهويته الواقعية ولهويته الافتراضية عبر الفيسبوك ما مدى تأثير الهوية الافتراضية للشباب على واقعهم وهويتهم الحقيقية  في سبيل الإجابة على التساؤلات المطروحة اعتمدت الباحثة على المنهج المسحي والاستمارة كأداة لجمع البيانات من خلال مسح عينة من الشباب مستخدمي الفيسبوك بولاية سطيف قوامها 400 مفردة ، وقد توصلت إلى النتائج التالية :

- أن الشباب يبني تمثلات إيجابية حول موقع الفيسبوك في كونه أداة تواصل مهمة ومصدرا للتعبير بحرية وأداة لنسج علاقات جديدة

- أما فيما يخص الهوية المعلنة فأغلب المبحوثين يتواصلون بأسمائهم الحقيقية وهم من الذكور أكثر من الإناث ويصرحون ببياناتهم الحقيقية حول تاريخ الميلاد والإقامة والعمل ما يدل على أن استخدام الفايسبوك محاط بإطار من الجدية والثقة رغم أن بعض المبحوثين يحبون التواصل بأسماء مستعارة وهم خاصة من الإناث، كما توصلت الدراسة إلى تعدد وتنوع دلالات الأسماء التي يختارها المبحوثون للتعريف بأنفسهم من شخصية إلى دينية وفكرية.

 - أما عن الصور المستخدمة فأغلب الذكور يضعون صورهم الحقيقية وأغلب الإناث لا يفعلون ويضعون صورا للأطفال أو للطبيعة أو لأشخاص مشهورين.

- أغلب المبحوثين يرون أن شخصياتهم على الفيسبوك متطابقة مع شخصياتهم الواقعية حيث لا يهدف المبحوثون إلى تزيين صورهم وشخصياتهم الافتراضية بقدر ما يهدفون إلى التواصل الهادف.

3 : دراسة صونيا عبديش : الشباب الجزائري والفيسبوك ..بين فرص الاستخدام ومعضلة الإدمان34 ،وقد تناولت الباحثة في هذه الدراسة العديد من المسائل المتعلقة بواقع استخدام طلبة جامعات الجزائر العاصمة للشبكة الاجتماعية على الأنترنت (الفيسبوك) ومنها الهوية الافتراضية وذلك في الفصل الأخير من الدراسة التي استعانت فيها الباحثة بالمنهج المسحي والاستمارة الموجهة لعينة من 500 طالب توصلت من خلالها إلى النتائج التالية :                                                                                  - أغلب أفراد العينة يستخدمون هويات مستعارة وخاصة لدى الإناث                                                                    - أن الفئة الشابة الأقل سنا تستخدم هويات مستعارة أكثر من الفئات الأكبر سنا

- بالنسبة لأشكال الهوية المستعارة فالأغلبية يستخدمون اسم غير حقيقي مع صورة غير شخصية وهي عموما أسماء لرياضيين مشهورين أو فنانين أو مشايخ وعلماء دين أو أسماء مختصرة لأسمائهم الحقيقية أو أسماء غريبة أو جذابة تدل على شخصية المستخدم أو حالته النفسية                                                                                                                       - اختار أغلب أفراد العينة هويات مستعارة للأسباب التالية بالترتيب وهي الخوف من الوقوع فريسة للقرصنة الحاسوبية والاختراق والاحتيال والتجسس أو بسبب الفضول والتسلية أو بسبب الجرأة في التعبير عما يريدون مع أي شخص أو من أجل البحث عن التميز ولفت انتباه الآخرين .

حدود الاستفادة :أوضحت هذه الدراسات أن مسألة الهوية الافتراضية أصبحت من المسائل المهمة في الوقت الراهن كنتيجة لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي وتطرح العديد من الإشكالات والتساؤلات المتعلقة باستخدامها ، وقد اعتمدنا كثيرا على هذه الدراسات كونها جزائرية وموجهة للشباب الجزائري وفي فترة زمنية قريبة من فترة دراستنا ورغم أنها لم تكن خاصة بالمراهقين إلا أننا استفدنا منها أولا في طرح موضوع الهوية الافتراضية وتبيان أهميته والرهانات المتعلقة به ، وثانيا في كيفية تصورنا لمؤشرات الهوية الافتراضية وهو الأمر الذي ساعدنا في بناء أداة جمع البيانات .

ثالثا: الإجراءات المنهجية للدراسة الميدانية

نوع الدراسة: ولذلك تندرج هذه الدراسة في إطار الدراسات الوصفية في بحوث الإعلام والتي تمثل الأسلوب الأكثر قابلية للاستخدام لدراسة بعض المشكلات والظواهر التي تتصل بالإنسان ومواقفه وآرائه ووجهات نظره في علاقته بالإعلام ووسائله35.

 منهج الدراسة: إن أنسب منهج في موضوعنا هو المنهج المسحي والذي يعتبر واحدا من المناهج الأساسية في البحوث الوصفية وهو المنهج الذي يهدف في الواقع إلى اكتشاف الواقع كما هو36.

أداة جمع البيانات: استخدمنا الاستمارة كأداة لجمع البيانات، والاستمارة هي تقنية مباشرة لطرح الأسئلة على الأفراد بطريقة موجهة وذلك لأن صيغ الإجابات تحدد مسبقا ما يسمح بالقيام بمعالجة كمية بهدف استخلاص اتجاهات وسلوكات مجموعة كبيرة من الأفراد انطلاقا من الأجوبة المتحصل عليها37. وتم بناء أداة الاستمارة من خلال عملية التحليل المفهومي لمفهوم الهوية الافتراضية وهذه الأخيرة تتجسد في:1 المعلومات التي يقدمها الفرد عن نفسه (الجنس، السن، المستوى التعليمي) 2، الاسم المستخدم ،3 الصورة المستخدمة. وهي التساؤلات الفرعية للدراسة ومحاور الاستمارة. وقد تم عرض الاستمارة على محكمين اثنين أبدوا بعض الملاحظات التي أدت إلى صياغة الاستمارة بصورتها النهائية.

مجتمع البحث والعينة: إن الجمهور المستهدف من الدراسة هو المراهقون دون تحديد لخصائص أو سمات معينة، فقط ما يتعلق بامتلاك حساب عبر أي موقع من مواقع التواصل الاجتماعي. ورغم الاختلاف الموجود بين الباحثين حول تحديد عمر المراهقة وخاصة عمر بدايتها ولكن المتفق عليه أن المرحلة الثانوية تعتبر مرحلة متقدمة من المراهقة ، وبما أن الأمر كذلك فمجتمع البحث يتميز في هذه الحالة بكبر حجمه مما يصعب عملية حصره نظرا لغياب إطار مضبوط أو قاعدة بيانات ، وعليه فإن العينات الغير احتمالية تفرض نفسها ولعل أنسب العينات في هذه الحالة هي العينة العرضية أو عينة الصدفة والتي لا يمكن في أي حال من الأحوال تقدير مدى تمثيليتها للمجتمع الأصلي لأنه يتم اختيار مفرداتها عن طريق الصدفة، أما بالنسبة لحجم العينة والذي يخضع لشروط معينة ومنها طبيعة التكوين الداخلي للمجتمع الأصلي من حيث التباين والتجانس والتوزيع الجغرافي للوحدات ونوع العينة المختارة، وبالنسبة للعينات الغير احتمالية فانه من النادر تجاوز بعض المئات من الوحدات وعليه قمنا بتوزيع الاستمارة على150 مفردة  وهو العدد الذي رأينا أنه مناسب ويسمح بالحصول على نتائج مناسبة في حدود الإمكانيات المتاحة لأن مجتمع بحثنا وإن كان كبير الحجم إلا أنه متجانس من حيث أن المجتمع المعني هم المراهقون دون تحديد لخصائص معينة . وعليه اتجهنا إلى بعض المدارس الثانوية بمدينة سطيف وقمنا بتوزيع الاستمارة على الطلبة المتمدرسين وذلك خلال شهر أكتوبر سنة 2017، وقد تمكنا في النهاية من تحصيل العدد المطلوب الذي راعينا فيه أن يكون مناصفة بين الذكور والإناث أي 75مفردة في كل جنس أما أعمارهم فقد تراوحت بين 16 سنة بنسبة 32,66% و17 سنة بنسبة 40.66% و18 سنة بنسبة 26,66 %

رابعا: الإطار التطبيقي للدراسة: الهوية الافتراضية لدى المراهقين

1: الهوية الافتراضية من خلال المعلومات السسيوديمغرافية: تعتبر المعلومات التي يقدمها المراهق عن نفسه ذات أهمية كبيرة في تشكيل هويته الافتراضية ويتعلق الأمر بجنسه وعمره ومستواه التعليمي.

جدول رقم 1: مدى تقديم المراهق للمعلومة الحقيقية عن جنسه

المتغيرات

ك

%

نعم

106

70,66%

لا

لا يسمح لك بدخول مواقع معينة

3

6,81%

تجنب مضايقات الطرف الآخر

15

34,09%

تجد راحتك في التواصل كجنس آخر

9

20,45%

التسلية

17

38,63%

مج

44

29,33%

مج

150

100%

المصدر: من اعداد شخصي

نلاحظ من خلال الجدول رقم 1 أن أغلب أفراد العينة يتواصلون من خلال جنسهم الحقيقي وذلك بنسبة 70,66% ومع ذلك هناك 44 مفردة بنسبة %29,33 لا يتواصلون عبر جنسهم الحقيقي، وغم أن النسبة ليست كبيرة إلا أنها مؤشر على اختلال في التعبير عن الهوية خاصة وأن الجنس أو النوع الاجتماعي يعد من أهم وأول مكونات الهوية والميزة الأولية للإنسان وهو الأمر الذي لا يمكن تغييره أو رفضه إلا في بعض الحالات المرضية.  أما عن أسبابهم في ذلك فهي التسلية بنسبة 38,63%. وتجنب مضايقات الطرف الآخر بنسبة 34,09% أما السبب الثالث فلأنهم يجدون راحتهم في التواصل كجنس آخر بنسبة 20,45% ولأنه لا يسمح لهم بدخول مواقع عبر جنسهم الحقيقي بنسبة 6,81%.

جدول رقم 2: مدى تقديم المراهق للمعلومة الحقيقية عن عن عمره

المتغيرات

ك

%

نعم

55

%36,66

لا

95

63,33%

مج

150

100%

 

 

 

 

المصدر: من اعداد شخصي

نلاحظ من خلال الجدول رقم 2 أن أغلب أفراد العينة لا يقدمون أعمارهم الحقيقية وذلك بنسبة 63,33% في مقابل 36,66% ممن يقدمون عمرهم الحقيقي

جدول رقم 3: طبيعة العمر المقدم

المتغيرات

ك

%

عمر أكبر

95

100%

عمر أصغر

 

 

مج

95

100%

المصدر: من اعداد شخصي

يتضح من خلال الجدول رقم 3 أن كل أفراد العينة يقدمون عمرا أكبر من عمرهم الحقيقي وذلك بنسبة 100%

جدول رقم 4: أسباب تقديم عمر غير حقيقي

المتغيرات

ك

%

لا يسمح لك بدخول مواقع معينة

11

11,57%

الرغبة في تقمص شخصية أكبر

34

35,78%

للتسلية

50

52,63%

مج

95

100%

المصدر: من اعداد شخصي

يوضح الجدول رقم 4 أسباب تقديم عمر غير حقيقي حيث أن التسلية هي الدافع لدى أغلبهم بنسبة 52,63% ثم تليها الرغبة في تقمص شخصية أكبر سنا بنسبة 35,78% وأخيرا بسبب عدم السماح لهم بدخول مواقع معينة بنسبة %11,57. وفي كل الأحوال فإن عدم الكشف عن العمر الحقيقي يجعل المراهق يزيف شخصيته أثناء التحادث الإلكتروني فيظهر الصغير على أنه كبير ويظهر الكبير على أنه صغير فيمكنه ذلك من القفز عبر السن فيكون بمقدرته الدردشة مع أي شخص يريد بغض النظر عن عائق العمر وهو ما يجعل عددا كبيرا من الأشخاص المنطوين يصبحون ذوي شخصيات جريئة على الأنترنت بعكس الواقع38.

جدول رقم 5: مدى تقديم المراهق للمعلومة الحقيقية عن عن مستواه التعليمي

المتغيرات

ك

%

نعم

70

46,66%

لا

أكبر من مستواك

80

53,33%

أقل من مستواك

 

 

مج

150

100%

 

 

 

 

 

 

المصدر: من اعداد شخصي

يبين الجدول رقم 5 أن أكثر من نصف أفراد العينة لا يقدمون مستواهم التعليمي الحقيقي والذي يكون دائما أكبر وذلك بنسبة 53,33% وأغلبهم من الذكور في مقابل 46,66% منهم يعترفون بمستواهم التعليمي. والمسألة هنا تصبح تحصيل حاصل للنتيجة التي تحصلنا عليها سابقا حيث أن أغلب المراهقين يقدمون أنفسهم بعمر أكبر من عمرهم الحقيقي وبالتالي لا بد من إكمال ذلك بمستوى تعليمي أكبر. وهو نوع من التحرر من إكراهات الواقع والتزامات الحياة اليومية وخاصة المدرسية منها حيث يتصورون أنفسهم يدرسون في الجامعة أو انتهوا منها.                                                                                

     إن النتيجة التي يمكن استخلاصها من الجداول السابقة أن الهوية الافتراضية للمراهقين من حيث المعلومات السسيودمغرافية التي يقدمونها عن أنفسهم ليست حقيقية في كل الحالات وذلك فيما يتعلق بأعمارهم ومستواهم التعليمي وبعضهم يكذب حتى بشأن جنسه من حيث ذكر أو أنثى  ،وقد ينظر لهذه المسألة على أنها طبيعية بالنظر إلى طبيعة المرحلة العمرية التي يتميز فيها المراهق عموما بالرغبة في إثبات ذاته والقيام بأشياء غير اعتيادية تلفت النظر إليه كمحاولة التصنع ، كما أن مشكلة الذات تعتبر من أهم مظاهر النمو الانفعالي للمراهقين حيث أن الذات تشمل كل ما تتضمنه كلمات أنا ،لي ،ذاتي  فهو يبحث عن اكتساب تقدير الآخرين وإعجابهم بمعنى أنه في حاجة إلى اعتراف الآخرين به لكي يعترف بذاته وهذا  الوعي الذاتي لدى المراهق يتخذ وجهان وعيا ذاتيا تجاه الآخر ووعيا ذاتيا تجاه الذات  وهذه الازدواجية تفسر إحساس المراهق والأهمية التي يعطيها لانفعاله وعلاقاته مع المحيط والانفتاح على الحياة ، كما أن وعي المراهق بذاته يدفعه إلى العزلة والانطواء على الذات مع الميل إلى السرية فهو يريد أن يعرف من هو وما سيكون عليه ، ويتبع مرحلة الانطواء واكتشاف الذات مرحلة ثانية هي مرحلة الثقة في هذه الذات وتحقيق إمكانياتها 39 وهو ربما ما يفسر لنا التعبير عن ذواتهم كجنس آخر أو أنهم أكبر سنا أو أعلى مستوى تعليمي أو ينتمون إلى مكان آخر فهم يبحثون عن ذواتهم في أشياء أخرى غير تلك التي لديهم وهو أمر طبيعي بالنظر إلى حساسية المرحلة العمرية ، وهو أيضا ما يؤكده الباحثون في مجال التكنولوجيا وتأثيراتها  حيث أن  الدخول في البيئات الافتراضية والحياة الثانية يجعل  المستخدمين يؤكدون  على بعض الاختيارات ومنها المعاني المرتبطة بالجنوسة والجسد المكتمل، والتي  قد تكون صورا نمطية متحررة تماما من ضغوط الحياة الأولى، والتي هي الحياة الاجتماعية الحقيقية40  .و رغم أنهم يعتقدون أنفسهم يفعلون ذلك بدافع التسلية وهذه الأخيرة في حد ذاتها تعتبر ميزة المراهق الذي يتميز بالحيوية والانطلاق ، فالتواصل عبر الجنس الآخر قد لا يتعدى كونه مجرد تسلية من أجل المرح والمتعة والضحك وقد يكون مؤقتا إلا انه قد  يكون عبثيا ويصبح مشكلة حين تصبح التسلية نمط الوجود المفضل للمراهق.

2: الهوية الافتراضية من خلال الاسم المستخدم يعتبر الاسم من أهم مكونات الهوية الافتراضية المعلنة وهو التعبير اللساني عن الهوية والذي يميز المراهق داخل الجماعات الافتراضية التي ينتمي إليها.

جدول رقم 6: الاسم المستخدم في التعبير عن الذات

المتغيرات

ك

%

إسم حقيقي

7

4,66%

إسم مستعار

70

46,66%

مزيج بين الحقيقي والمستعار

73

48,66%

مج

150

100%

المصدر: من اعداد شخصي

يؤكد الجدول رقم 6 أن 7 فقط من أفراد العينة يتواصلون من خلال أسمائهم الحقيقية وكلهم من الذكور وذلك بنسبة 4,66% في مقابل 143 منهم لا يفعلون ذلك حيث أن 70 مفردة منهم بنسبة 46,66% يقدمون أسماء مستعارة و73 منهم بنسبة 48,66% يقدمون أسماء تمزج بين الحقيقي والمستعار

جدول رقم 7: الجزء المستعار من الإسم المستخدم

المتغيرات

ك

%

الإسم

 

 

اللقب

73

100%

مج

73

100%

المصدر: من اعداد شخصي

يتعلق الجدول رقم 7 بالفئة التي تقدم اسما يمزج بين الحقيقي والمستعار حيث أنهم جميعا يستعملون أسماء مستعارة للقب وليس للإسم. ومنه فإن هذه الأرقام تؤكد ما توصلت إليه معظم الأبحاث حيث أن الهوية الافتراضية من خلال الاسم المستخدم ليست حقيقية بل هي أسماء أخرى غير أسمائهم وألقابهم الحقيقية. وهو الأمر الذي تتيحه مواقع التواصل الاجتماعي عامة فالكل حر في ما يقدمه عن نفسه والكل حر في اسمه ويعتبر ذلك من المفارقات المهمة بين الهوية الحقيقية التي تتميز في بعض النواحي بنوع من الإكراه عكس الهوية الافتراضية المتحررة من كل الضغوط وهو ما جعل الباحثين في هذا المجال يستخدمون مصطلحات ومفاهيم جديدة لوصف هذا الواقع الجديد مثل الحضور عن بعد telepresence للفرد عن طريق ما يمكن تسميته بـبطاقة تعريف avatar، وهو وسيلة الدخول الرئيسية للحياة الثانية 41 ، فالأفاتار هو كيفية تجسيد الذات في الجماعات الافتراضية . وهذه النتيجة تتوافق مع العديد من الدراسات ومنها دراسة صونيا عبديش حول الهوية الافتراضية للشباب عبر الفيسبوك حيث توصلت إلى أن أغلب أفراد العيتة يستخدمون هويات مستعارة بنسبة 59,20% وأغلبهم من الإناث بنسبة 73,54% كما أن الفئة الشابة الأقل سنا من 18 إلى 24 سنة تستخدم هويات مستعارة أكثر من الفئات الأخرى42. وهذا الأمر وإن كان يبدوا طبيعيا بالنظر إلى انتشاره في المجتمع الجزائري والعربي وحتى المجتمعات الغربية إلا أنه يطرح العديد من الإشكالات المتعلقة بهذه الأسماء المستعارة من حيث ماهيتها والدلالات التي تحملها والأدوار التي يمكن القيام بها من خلالها  وخاصة في مرحلة المراهقة التي تتميز بغموض هوية المراهق وميوله المتناقضة وصراعاته النفسية وقلقه الجنسي وهي عوامل أساسية في انهيار توازنه كليا واضطراب علاقاته مع ذاته ومع الآخرين بمعنى الانهيار في التوازن البيولوجي والنفسي وظهور الوظائف الجديدة في حياة المراهق هو مظهر من مظاهر ما يطلق عليه أزمة المراهقة وهي الأزمة التي تخلف مواقف متناقضة وثورة ،فهو يرفض الخضوع لسلطة الأهل ويكف عن الثقة في الأفكار والأوامر السابقة وهو يريد الآن أن يفعل ما يشاء 43  .لذلك فإن الاسم المستعار المستخدم من طرف المراهق قد يعبر عن حالة من الاضطراب والبحث عن المكانة التي لا يجدها في الواقع الحقيقي  وبحسب المختصين في المجال فإن هذه الصور النمطية التي تختزن داخل الأفاتار هي تعبير عن رفض مختلف المعطيات السابقة حول الهوية والجسد والمكانات الاجتماعية التي يمليها النظام الاجتماعي الأول44.

جدول رقم 8 طبيعة الأسماء المستعارة

المتغيرات

ك

%

شخصية مشهورة

71

49,65%

اسم إنسان عادي

14

9,79%

اسم دلع

20

13,98%

قول مأثور

11

7,69%

من الطبيعة

20

13,99%

اسم حيوان

7

4,89%

مج

143

100%

المصدر: من اعداد شخصي

يؤكد الجدول رقم 8 أنه وفي كلتا الحالتين أي اسم مستعار كامل أو مزيج بين الحقيقي والمستعار فإن هذا المستعار هو عبارة عن شخصية مشهورة وذلك لدى أغلبهم بنسبة 49,65% ويليه اسم دلع بنسبة 13,98% ثم اسم انسان عادي بنسبة 9,79% ثم اسم من الطبيعة بنسبة %13,99وقول مأثور بنسبة 7,69%كما أن هناك من يستخدم اسم حيوان بنسبة %4,89. ومهما اختلفت هذه الأسماء المستعارة إلا أنها تشترك في شيء واحد وهي أنها غير حقيقية وهي نوع من التمثل النفسي والاجتماعي تعبر عن مكنونات داخلية قد يعيها المراهق وقد لا يفعل ، والهوية الافتراضية في المجتمع الافتراضي تعامل كخصوصية غامضة ، كذات واهمة موهومة يمكن لأي إنسان طبيعي أن يصبح في أي لحظة عضوا في مجتمع عالمي جديد وينتقل بين الهويات والشخصيات التي يكونها لنفسه بنفسه ..إن الحاسوب والأنترنت بهذه الكيفية يتيحان للإنسان أن يستكشف أبعادا مختلفة في نفسه لم يعرفها من قبل ويجعلان الواقع الجديد لمجتمع الأنترنت أن يكون فقط مثلما يتظاهر أن يكون 45 . واعتماد المراهق على الشخصيات المشهورة في هويته الافتراضية هو أمر طبيعي بالنظر إلى خصوصية المرحلة حيث يميل المراهق إلى التباهي بالراشدين والأشخاص المرموقين في المجتمع والناجحين وذوي الجاذبية الذين يشاهدهم في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة 46كما أن المراهقة هي مرحلة الإفراط في المثالية وانتشار عبادة الأبطال47 ، والملاحظ أيضا في هذا الجدول أن أكثر من نصف العينة من الذين يستخدمون أسماءا مستعارة لا يعتمدون على الشخصيات المشهورة بل يذهبون إلى أشياء أخرى كأسماء الدلع التي يعرفون بها أو أسماء عادية قد تعني لهم شيئا ما أو أسماء الورود والنبات من الطبيعة وهذه الأسماء لا بد أنها تعبر عن شيء جميل يترك أثرا إيجابيا في أنفسهم ، وهناك من استخدم أسماء الحيوان ربما لميزة معينة أو للتخفي بشكل كلي وهناك من استعان بالأقوال المأثورة والتي غالبا ما تحمل معاني إيجابية .

 

 

 

جدول رقم 9: الشخصية المشهورة في الاسم المستعار

المتغيرات

ك

%

رياضية

19

26,76%

غنائية

16

22,53%

تمثيلية

18

25,35%

إعلامية دينية

18

25,35%

مج

71

100%

المصدر: من اعداد شخصي

يتضح من خلال الجدول رقم 9 أن هناك تنوع في الأسماء المستعارة المستمدة من الشخصيات المشهورة والتي تراوحت بين الرياضية بنسبة 26,76 في المرتبة الأولى وتليها التمثيلية والدينية بنفس النسبة وهي25,35 ثم الشخصية الغنائية بنسبة 22,53% والملاحظ على هذه الأرقام أنها متقاربة وتشترك في كونها شخصيات عامة يتم الترويج لها عبر وسائل الإعلام المختلفة حيث تركز أغلب القنوات الفضائية على أخبار النجوم على اختلاف ألوانهم وتخصص لهم من المساحة ووقت البث ما لا يقارن مع الأوقات المخصصة للموضوعات التربوية والثقافية والعلمية...إن إبراز القنوات الفضائية لقضايا محددة وأشخاص معنيين لا يؤدي فقط إلى تضخيم تلك القضايا وأولئك الأفراد على حساب قضايا وأفراد أهم،بل له آثاره البعيدة في الوعي المجتمعي العام بقضايا الأمة الحساسة كما أنه يساهم في وضع نماذج وقدوات من الناس كالمطربين والممثلين وغيرهم ويقدمهم للأجيال الشابة على أنهم أبطال ونجوم 48، وهذه المسألة تطرح العديد من الإشكالات منها المحاكاة وما هي طبيعة السلوك الذي سوف يتم تقليده انطلاقا من المشاهير من حيث قيمته و إيجابيته وسلبيته و في أي مصلحة يصب لأن المحاكاة هي تقليد الفرد لغيره. فوسائل الإعلام تلعب دورا في المحافظة على ثقافة الأداء المتميز وذلك من خلال الصورة المثالية للفرد ومختلف الأمثلة التي تقدمها للجمهور والتي عادة ما تكون من المشاهير وأحيانا تقدم أشخاص غير معروفين ولكنهم يجسدون النجاح الكامل في حياتهم المهنية والخاصة، وهذه النماذج تحث الفرد على البحث عن الآداء المتميز في كل مجالات حياته: الصحة، العمل، العائلة، المال، الجنس، الجمال، الموضة، المتعة، الطبخ ... وهو ما يؤدي إلى ظهور سلوكات جديدة49.

الشخصيات الرياضية: تعتبر من أكثر الشخصيات التي يتأثر بها المراهقون ويتعلق الأمر بالرياضيين الذين يحضون بشهرة في الفرق المعروفة دوليا أو وطنيا أو محليا والمرتبطة أساسا بلاعبي كرة القدم، حيث يحظى هؤلاء اللاعبين بإعجاب المراهقين بهم وتقليدهم لهم في الملبس والسلوك.

الشخصيات التمثيلية : حيث يتأثر الأطفال والمراهقون والشباب بأفلامِ ومسلسلاتِ التلفاز، إلى درجة التقليد الأعمى لأبطال وهميين، وتقليدهم بارتكاب جرائم، وقد كان هذا التقليد وراءَ انزواءِ وبُعد جيل الصغار والمراهقين عن جيل الكبار، في العادات والتقاليد والأفكار، وعدم سيطرة الكبار على هذه الأحداث، بسبب اغترابهم وانعزالهم عن محيطهم الاجتماعي، فقد أكدت الدراسات في علم الإجرام أن أغلب عمليات الإجرام التي يقوم بها فئة المراهقين، هي جراء التقليد الأعمى للأفلام والمسلسلات التي يشاهدونها عبر التلفاز، فالمراهق في أغلب الأحيان يحاول أن يلعب دور البطل50

الشخصيات الإعلامية الدينية : وهو ما يعكس اهتمام المراهقين بهذا المجال نظرا للمكانة التي يحتلها الدين في حياة كل فرد ونظرا لطبيعة المرحلة العمرية التي يبحث فيها المراهق عن هويته حيث أن التنشئة الدينية جزء أساسي من التنشئة الاجتماعية ككل وأن الدين جزء أساسي من مكونات الهوية الأصلية ،كما أن هذا الاهتمام بالشخصيات الدينية يعود أيضا إلى وسائل الإعلام بعد انتشار القنوات الدينية المتخصصة والبرامج الدينية في مختلف القنوات الأخرى بما ساهم في ظهور الكثير من الشخصيات الدينية التي أصبح لها دور كبير في التأثير على كل أفراد المجتمع .                                                                                                                               

 الشخصيات الغنائية من أهم الشخصيات البارزة عبر وسائل الإعلام والتي يهتم بها المراهقون ويتابعون أخبارها وتعتبر من أهم النماذج التي يتم تسويقها عبر وسائل الإعلام المختلفة وترتبط صفاتها بالجمال الجسدي وروح الشباب وهي الأمور التي ينجذب إليها المراهقون في هذه المرحلة.                                                   

جدول رقم 10 تأثير الاسم المستعار على المستخدم

المتغيرات

ك

%

أكثر راحة

47

32,86%

أكثر جرأة

60

41,95%

أكثر ثقة

36

25,17%

مج

143

100%

المصدر: من اعداد شخصي

يبين الجدول رقم 10 والخاص بتأثير الاسم المستعار على المستخدم أنه يجعلهم أكثر جرأة بنسبة 41,95% وأكثر راحة بنسبة 32,86% وأكثر ثقة بنسبة 25,17% وهي الخصائص التي يبحث عنها المراهقون بشكل خاص من أجل إثبات ذواتهم والتعبير عن أنفسهم بشكل أفضل بعيدا عن إكراهات الواقع خاصة أن المراهقين في هذه المرحلة يتميزون بنمو عقلي وانفتاح ذهني وإبداء آراء غير تقليدية وانتقاد ما يعتقده الآخرون من معتقدات ، ومن جهة أخرى يعاني الكثير من المراهقون في هذه المرحلة من مشكلة الخجل من خلال الارتباك والخوف من تقييم الآخرين ،والخجل شعور ناتج عن موقف الفرد تجاه الآخرين ونقص الثقة في النفس عند مواجهتهم ويزداد ارتباك الخجول كلما كثر عدد المحيطين به والمراقبين له لأنه في الأساس يبالغ في تقديره لذاته فيعمد بالتالي إلى المبالغة في تقدير الأخطاء الصادرة عنه فيقع فريسة الخجل خوفا من النقد والسخرية 51 ،وبذلك يجد المراهق نفسه من خلال الهوية الافتراضية متحررا من خوفه وارتباكه وخجله ذلك أن العملية الاتصالية الأنترنتية هي جماعات حوارية افتراضية وهي جميعا منتج معقد من الاتصال الدينامي ،وبخاصة حين يدرك أن في هذا المجتمع حرية التعبير منفتحة على مصراعيها فالأفراد يمكن أن يقولوا ما يشاؤون بهويات مختلفة ويتعاملون في مجتمع منفتح الآفاق على كل الاحتمالات التمثيلية والتعبيرية الحوارية وغيرها فليس هناك بهذه المعطيات ما قد يسمى عقدا اجتماعية قد تعيق انطلاق الأصوات أو الحركات الإجتماعية المختلفة52.

جدول رقم 11: الأشخاص الذين يسمح لهم المراهق بالتعرف عليه

المتغيرات

ك

%

كل أفراد العائلة

6

3%

بعض أفراد العائلة

33

16,5%

كل الأصدقاء

56

28%

بعض الأصدقاء

82

%41

بعض الأقارب

23

11,5%

مج

200

100%

المصدر: من اعداد شخصي

يتبين من خلال الجدول رقم 11 أن أغلب أفراد العينة ممن يستخدمون إسما مستعارا أو مزيج بين الحقيقي والمستعار يسمحون لبعض أصدقائهم بالتعرف عليهم وذلك بنسبة 41 %كما أن جزء كبير منهم يسمحون لجميع أصدقائهم بالتعرف عليهم بنسبة %28 إضافة إلى وجود 33 مفردة منهم بنسبة 16,5% يسمحون لبعض أفراد عائلتهم بالتعرف عليهم وهناك 23 مفردة منهم بنسبة 11,5% يسمحون لبعض أقاربهم بالتعرف عليهم، أما بالنسبة للمتغير المتعلق بكل أفراد العائلة وجدنا 6 أفراد بنسبة 3 %فقط. وهذه الأرقام تدل على أن استخدام اسم مستعار لا يمنع المراهقين من التعريف بأنفسهم لبعض الأطراف ويتعلق الأمر بانفتاحهم على  أصدقائهم أكثر من عائلاتهم ، وهذا الأمر يعود لكون مواقع التواصل الاجتماعي اليوم أصبحت وسيلة للاتصال والتفاعل اليومي عوضا عن الهاتف في الكثير من الأحيان وقضاء الكثير من المصالح مثل تبادل الملفات المتعلقة بالدراسة أو الحصول على المعلومات التي يحتاجون إليها في حياتهم اليومية ، والمعروف أن عدد الأصدقاء يعتبر جزءا مهما من الهوية الافتراضية المحسوبة وقد أثبتت دراسات عدة أن عدد أصدقاء الشخص عبر الفيسبوك ومستوى جاذبيتهم لديه تأثير مهم على إدراك هذا الشخص لجاذبيته 53 ،كما أن إنتاج الهوية في الفضاء الإلكتروني يبقى مرتبطا بنظرة الآخرين فعندما يؤثث فردا ما فضاءه الإلكتروني بالنصوص وبالصور فهو يأخذ بعين الاعتبار نظرة الآخر له كما أن نشاط الفرد على الشبكة يتوجه كذلك إلى الآخرين فتعاظم التفاعلية يؤكد بشكل صريح أن الهوية على الشبكة لا يمكن أن تنفصل على الآخر54 إلا أن المسألة تبقى محدودة على الأصدقاء حيث وجدنا 6 من أفراد العينة فقط ممن هم منفتحين على عائلاتهم والسبب في ذلك يعود إلى كون أن أهم مظاهر النمو في مرحلة المراهقة رغبة المراهق في الاستقلال عن الأسرة وميله نحو الاعتماد على النفس فهو يشعر أنه لم يعد طفلا نتيجة للتغيرات الجسمية التي تطرأ عليه ولهذا لا يحب أن يحاسب على كل صغيرة وكبيرة أو أن يخضع سلوكه لرقابة الأسرة 55.

ثالثا: الهوية الافتراضية من خلال الصورة

تعتبر الصورة التي يستخدمها المراهق في التعريف بنفسه عبر مواقع التواصل الاجتماعي جزءا أساسيا ومهما في تشكيل هويته الافتراضية والتي قد تكون صورة حقيقية له أو صورة ما تعبر عن شيء ما. 

جدول رقم 12: مدى استخدام صورة حقيقية

المتغبرات

ك

%

صورة حقيقية

21

14%

صورة غير حقيقية

129

86%

مج

150

100%

المصدر: من اعداد شخصي

توضح الأرقام المتضمنة في الجدول رقم 12 أن أغلب أفراد العينة لا يستخدمون صورهم الحقيقية وذلك بنسبة 86% في مقابل 14% منهم يفعلون ذلك وكلهم من الذكور، وقد يبدوا الأمر غريبا بالنسبة للفئة التي تستخدم صورها الحقيقية مقارنة بالنتائج المتحصل عليها سابقا من أن 7 فقط من أفراد العينة يستخدمون أسماءهم الحقيقية وهذا معناه أن هناك حالات يستخدم فيها الإسم المستعار مع صورة حقيقية رغم التناقض بين الأمرين. وهذه النتيجة هي نفس ما وصلت إليه الباحثة صونيا عبديش في دراستها حيث أن 20,60% يعتمدون على تجسيد هوية مستعارة من خلال اسم غير حقيقي مع صورة شخصية 56 وفي مطلق الأحوال فإن ما يهم من خلال هذه الأرقام أن أغلبية المراهقين يستخدمون في التعريف بأنفسهم صورا غير حقيقية يعبرون من خلالها على شيء ما من مكنونات أنفسهم.

جدول رقم 13: طبيعة الصورة المستخدمة

المتغيرات

ك

%

صورة شخصية عامة معروفة

رياضية

10

32

24,80%

إعلامية

4

غنائية

4

تمثيلية

8

دينية

6

عارضين

24

18,60%

طفل غير معروف

28

21,70%

مقولة

15

11,62%

مكان

10

7,75%

حيوان

7

5,42%

رسوم متحركة

5

3,87%

نبات

4

3,10%

طفل من أقاربك

4

3,10%

مج

129

100%

المصدر: من اعداد شخصي

يوضح الجدول رقم 13 أن أفراد العينة الذين لا يستخدمون صورهم الحقيقية يستعملون العديد من الصور أغلبها كانت صورا لشخصيات عامة معروفة وذلك بنسبة 24,80 %وهذه الشخصيات هي رياضية ب 10 تكرارات وتمثيلية ب 8 تكرارات ودينية ب 6 تكرارات وإعلامية ب 4 تكرارات وغنائية بنفس النسبة. وهذه الأرقام تتوافق مع نتائج الجدول رقم8 الخاص بطبيعة الأسماء المستعارة ويأتي في المرتبة الثانية صور الأطفال الغير معروفين بنسبة   21,70% وفي المرتبة الثالثة صور عارضين أو أشخاص غير معروفين بنسبة 18,60%. وفي المرتبة الرابعة الصور المتضمنة لمقولات مأثورة أو أدعية بنسبة 11,62% وفي المرتبة الخامسة صورة مكان بنسبة 7,75% وتليها صورة حيوان بنسبة 5,42% صور من الرسوم المتحركة بنسبة 3,87% إضافة إلى صورة نبات وصورة أطفال من الأقارب بنفس النسبة وهي %3,10. واستخدام صور غير حقيقية للتعبير عن الهوية يطرح إشكالية ما تعبر عنه الصورة  سواء كانت صورة لشخص ما أو شيء ما ذلك أن الصورة هي من أكثر الأشياء التي تحمل الدلالة حيث تتحول الصورة إلى نماذج اقتداء بحكم جاذبية الصورة المزخرفة المزينة بصفة الاصطناع والحاصل أنه وفي غياب القيمة ينبهر المشاهد بهذه القوالب ويأتيه الظن أن حياة هؤلاء الذين هم على الصورة أكثر أهمية من حياته في الواقع المعاش فيجيئ من خلال تجاربهم ويتقمص شخصيات وأدوار فيصبح مستهلكا لتجارب الآخرين الوهمية بعيدا عن تجربته الواعية في عالم الحياة57

جدول رقم 14 أسباب عدم استخدام صورة حقيقية

المتغيرات

ك

%

تجنب المضايقات

51

32,07%

لا تريد تعرف الآخرين عليك

67

42,13%

تخاف من تعرف الآخرين عليك

41

25,78%

مج

159

100%

المصدر: من اعداد شخصي


يوضح الجدول رقم 14 أن أفراد العينة الذين لا يستخدمون صورا حقيقية يفعلون ذلك لأنهم لا يريدون تعرف الآخرين عليهم بنسبة 42,13% ولتجنب المضايقات بنسبة 32,07% ولأنهم يخافون من تعرف الآخرين عليهم بنسبة 25,78 %والملاحظ هنا أن المسألة تتعلق بالآخرين دائما حيث قد يكون الأمر متعلقا بالأسرة أو رفاق المدرسة أو كل من يعرفهم ويعرفونه أو أنه يريد خوض تجربة جديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بأفكار وشخصية جديدة وبحرية أكبر دون أن يعرفه الجميع وهو أمر طبيعي حيث يتجنب انتقادات الآخرين الذين يعرفهم خاصة وأن انتقال المراهق من جماعة إلى جماعة هو الانتقال إلى عالم جديد غير مألوف تماما وتعني عدم المألوفية عدم الوضوح وغموض مجال الفرد فلا يعرف أي سلوك يسلك  وعما إذا كان سلوكه صوابا أم خطأ وعما إذا كان هذا السلوك يؤدي به إلى الهدف الصحيح أم لا وهذا ما يعزى إليه اضطراب الفتى في سلوكه وعدم تأكده من صحة ما يقوم به ولهذا يجد المراهق نفسه يخطو نحو عالم غريب له معالمه غير واضحة فيشوب سلوكه التردد والشك والتذبذب ولما كان الانتقال من جماعة إلى جماعة ومن حياة إلى حياة يعني تخلخل الأسس القديمة يؤدي إلى ما نلاحظه من تطرف بين الفتيان في آرائهم وتذبذبهم في معتقداتهم وقيمهم الأخلاقية والدينية58 .

خلاصة نستنتج من خلال تحليلنا للجداول السابقة أن ما يعيشه المراهق في حياته الواقعية والإكراهات التي يتعرض لها في الواقع بحثا عن هويته ينقله إلى الحياة الافتراضية ويبقى في عملية مستمرة للبحث عن الهوية ولكن هذه المرة بحرية أكبر بعيدا عن ضغط الواقع وهو الأمر الذي يتجلى في الاختيارات التي يقوم بها لتجسيد نفسه اسما وصورة ليست حقيقية بل مزيفة تعبر عن شيء ما من مكنوناته الداخلية والسؤال الذي يطرح نفسه هل يغير هذا المراهق نظرته إلى نفسه وإلى هويته الافتراضية بعد أن يتجاوز مرحلة المراهقة.

1.: عبد الله الزين الحيدري: الإعلام الجديد: النظام والفوضى: أبحاث المؤتمر الدولي: الإعلام الجديد تكنولوجيا جديدة لعالم جديد، جامعة البحرين، أفريل 2009، منشورات جامعة البحرين 2009ص 140

2. هانس بيتر مارتن، هارولد شومان: فخ العولمة: سلسلة عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت ،1998ص 10-20

3.صونيا عبديش: الشباب الجزائري والفايسبوك: طاكسيج كوم للدراسات والنشر والتوزيع الجزائر ص 203

4.: فريال حمود: مستويات تشكل الهوية الإجتماعية وعلاقتها بالمجالات الأساسية المكونة لها: مجلة جامعة دمشق، المجلد 27-2011 ص 557[1]

5.: نبيل علي: الثقافة العربية وعصر المعلومات: سلسلة عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون، الكويت العدد 276ديسمبر2001ص309[1]

6.: طاوس وازي، عادل يوسف: وسائل التكنولوجيا الحديثة وتأثيرها على الإتصال بين الآباء والأبناء متاح بالموقع:

تم الإسترجاع بتاريخ 10أفريل 2013Bu.univ-ouargla.dz /production scientifique /national/2013/39.pdf

7. صونيا عبديش: مواقع التواصل الإجتماعي: الماهية، المخاطر، والمستقبل: مجلة فكر ومجتمع، عدد خاص جوان 2014ص64-65

8. عادل بن الحاج رحومة: تنشئة الهويات الفردية عند الشباب عبر الفضاءات الإتصالية والمعلوماتية، مجلة إضافات العدد 9-2010 ص 137

9.دحماني سمير:أثر استخدام شبكة الأنترنت على الهوية لدى الشباب في ظل العولمة الإعلامية : مذكرة ماجستير، اعلام واتصال ،جامعة الجزائر32008-2007  ص 58 

10.  همال فطيمة: انفصامية حقيقة الإسم والهوية للشباب الجزائري عبر الفيسبوك: متاح بالموقع:

http://www.mominoun.com/articles/انفصامية-حقيقة-الاسم-والهوية-للشباب-الجزائري-عبر-الفيس-بوك-وعي-الذات-إلى-أين- 4185

تم الإسترجاع بتاريخ 20نوفمبر 2017

11. كرم البستاني وآخرون: المنجد في اللغة والإعلام: دار المشرق بيروت ،2000، ط38ص 875 [1]

12. نصر الدين العياضي: الهوية الوطنية والتلفزيون: مجلة المعيار جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، قسنطينة، العدد 182009ص 302

13  فؤاد بدوي بطرس: الهوية وثقافة السلام، د د ن 2008ص 20

14. محمد عمارة: مخاطر العولمة على الهوية: سلسلة التنوير الإسلامي: دار نهضة مصر القاهرة 1999ص 6

15. معجم المعاني الجامع: متاح بالموقع:

https://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%D8%A7%D9%81%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%B6%D9%8A/[1]

16. صونيا عبديش: الشباب الجزائري والفيسبوك: مرجع سابق ص 203

17. بيبيمون كلثوم: تصور وممارسة الهوية الثقافية لدى الشباب الجزائري بين الفضاء الإلكتروني والممارسة الواقعية: متاح بالموقع:

www.univ-chlef.dz/eds/wp-content/uploads/.../article-7-N2.pdfتم الإسترجاع بتاريخ 20 نوفمبر 2017

18. بايوسف مسعودة: الهوية الإفتراضية: الخصائص والأبعاد، مجلة الباحث في العلوم الإنسانية والإجتماعية، المجلد 3العدد 5ص 470

19.الصادق رابح: الهوية الرقمية للشباب بين التمثلات الاجتماعية والتمثل الذاتي: مجلة إضافات، العدد 19– 2012ص 82

20. بلوطي ريحانة: دوافع استخدام الهوية الإفتراضية في الشبكات الاجتماعية وأثرها على الفرد: رسالة ماجستير، اعلام واتصال

21. جامعة باتنة 2015ص 93

22.  علي محمد رحومة: الأنترنت والمنظومة التكنو اجتماعية: مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت 2005ص 284 285[1]

23.  فؤاد الباهي السيد: الأسس النفسية من الطفولة إلى الشيخوخة: دار الفكر العربي، القاهرة 1997ص 272

24.  لطفي الشربيني: معجم مصطلحات الطب النفسي، مركز تعريب العلوم الصحية ص 4

25.  ابراهيم وجيه محمود: المراهقة خصائصها ومشكلاتها: دار المعارف، 1981ص 15

26. سهير كامل أحمد:سيكولوجية نمو الطفل ،دار النهضة المصرية ، القاهرة 1994ص 123

27.  عبد الرحمان العيسوي: علم نفس النمو، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية 1995ص42

28.   يوسف ميخائيل أسعد: رعاية المراهقين، دار غريب للطباعة وللنشر القاهرة (د س) ص14

29.  ميخائيل ابراهيم أسعد: مشكلات الطفولة والمراهقة، دار الجيل، بيروت 1998ص 232

30.  مريم سليم: علم نفس النمو، دار النهضة العربية، بيروت 2002ص 385[1]

31. المرجع نفسه ص 440

32.   المرجع نفسه ص 386

33.   بايوسف مسعودة: المرجع السابق

34.  لصلج عائشة: أشكال التعبير عن الهوية عبر الفيسبوك، رسالة دكتوراه غير منشورة، جامعة الأمير قسنطينة 2017– 2018

35. صونيا عبديش: الشباب الجزائري والفايسبوك: المرجع السابق [1]

36.  محمد منير حجاب: أساسيات البحوث الإعلامية والإجتماعية، دار الفجر للنشر والتوزيع القاهرة، 2003، ص82

37. أحمد بن مرسلي: مناهج البحث العلمي في علوم الإعلام والإتصال، ط3، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر 2005ص287

38. موريس أنجرس: ترجمة بوزيد صحراوي وآخرون: منهجية البحث في العلوم الإنسانية، دار القصبة للنشر الجزائر 2004ص204

39.صونيا عبديش: الشباب الجزائري والفايسبوك: المرجع السابق ص209[1]

40.  مريم سليم: المرحع السابق ص417

41.  Paul Sermon & Charlotte Gould: Liberate your Avatar the Revolution Will Be Socially Networked. In: Astrid Ensslin & Eben Muse (ed): Creating Second Lives: Community, Identity and Spatiality as Constructions of the Virtual. Routeledge. New York. 2011. P 17.

42. ibid p 17

43. صونيا عيديش: الشباب الجزائري والفايسبوك، المرجعالسابق،ص204-205

44.  مريم سليم: المرجع السابق ص 382

45.  Paul Sermon & Charlotte Gould: op –cit p 17

46. علي محمد رحومة: المرجع السابق ص 304– 305

47. مريم سليم: المرجع السابق ص 415[1]

48. المرجع نفسه ص 382[1]

49.  وديع العزعزي: الشباب بين ثقافة الصورة والثقافة الأصولية: مطبعة الأمل، صنعاء ص 53

50.   Alexis Metais : Pourqoui la Societe Modèrne Devient-elle Plus Individualiste ? insa de lyon . (En ligne), Page consulté le03-02-2011disponible sur :www.Sociologie.insa.lyon.fr/files/rte/file/sociologos/Ressources/managment/pph-individialisne.PDF

51. طاوس وازي، عادل يوسف:المرجع السابق

52. مريم سليم: المرجع السابق ص 422

53. علي محمد رحومة: المرجع السابق ص 309

54. لصلج عائشة: المرجع السابق ص283

55. الصادق الحمامي: الميديا الجديدة: الإشكالات والسياقات، المنشورات الجامعية منوبة، تونس 2012ص 51

56.عبد الرحمان العيسوي: مرجع سابق ص 42[1]

57. صونيا عبديش: الشباب الجزائري والفايسبوك: المرجع السابق ص 207[1]

58. عزي عبد الرحمن: الاعلام والبعد الثقافي من القيمي الى المرئي: مجلة التجديد الجامعة العالمية ماليزيا العدد 1فيفري/97ص 107

59.  سعد جلال: الطفولة والمراهقة، دار الفكر العربي، القاهرة (د س)، ص 149 

 

قائمة الملاحق: الاستمارة

البيانات السسيودمغرافية

1 الجنس:                                                ذكر                                                                            أنثى

2 السن :............................................................................

3 المستوى التعليمي :............................................................

المحور الأول : الهوية الإفتراضية من خلال المعطيات السسيودمغرافية

4- هل تتواصل عبر الفيسبوك من خلال جنسك الحقيقي:                 نعم                                      لا

                 إذا كانت الإجابة بلا فهل السبب يعود إلى:                                                      

 لا يسمح لك بدخول مواقع عبر جنسك الحقيقي                              تجنب مضايقات الطرف الآخر

الرغبة في الإطلاع على ما يفكر به الجنس الآخر                                التسلية

الرغبة في التواصل مع الجنس الجنس الآخر من خلال جنسه

تجد راحتك في التعبير والتواصل كجنس آخر

أخرى تذكر : ................................................................................................................................................................................

................ ................ ................ ................ ................ ................ ................ ................ ................ ................ ................ ......

5- هل تتواصل عبر الفيسبوك من خلال عمرك الحقيقي :  نعم                                                       لا

                 إذا كانت الإجابة بلا فهل السبب يعود إلى:

لا يسمح لك بدخول مواقع عبر عمرك الحقيقي                                 الرغبة في تقمص شخصية أكبر سنا

الرغبة في تقمص شخصية أصغر سنا                                                  للتسلية

أخرى تذكر: . ................................................................................................................................................................................

................ ................ ................ ................ ................ ................ ................ ................ ................ ................ ................ .......

6- هل تتواصل عبر الفيسبوك من خلال مستواك التعليمي الحقيقي : نعم                                  لا

                 إذا كانت الإجابة بلا فهل المستوى التعليمي الذي تقدمه: أكبر من مستواك

                 أقل من مستواك

                 إذا كانت الإجابة بلا فهل السبب يعود إلى:

تخجل من مستواك الحقيقي                          الرغبة في تقمص شخصية بمستوى تعليمي أكبر أو أقل

الرغبة في دخول مواقع أو صفحات بمستوى تعليمي معين

أخرى تذكر : ................................................................................................................................................................................

................ ................ ................ ................ ................ ................ ................ ................ ................ ................ ................ ......

الهوية الإفتراضية من خلال الإسم المستخدم

6- هل الإسم الذي تستخدمه هو :

اسمك الحقيقي                                         اسم مستعار                                مزيج بين الحقيقي والمستعار

أخرى تذكر.........................................................................................................

 7-  إذا كان الإسم المستخدم مزيج بين الحقيقي والمستعار فما هو الجانب الحقيقي :

                                                                            اسم                                                                   لقب

 8 - إذا كان الإسم المستخدم مستعار فهل هو  

اسم إنسان عادي                     اسم شخصية مشهورة                    اسم شيء مادي                      قول مأثور

دعاء                                                      شيء من الطبيعة                                          أم فلان

أخرى تذكر :. ................................................................................................................................................................................

................ ................ ................ ................ ................ ................ ................ ................ ................ ................ ................ ......

 9 - إذا كان الإسم المستخدم شخصية مشهورة فهل هذه الشخصية  :

سياسية                          إعلامية                          رياضية                  غنائية                    تمثيلية                      وجه إعلامي ديني

أخرى تذكر : ................................................................................................................................................................................

................ ................ ................ ................ ................ ................ ................ ................ ................ ................ ................ ......

10- هل الإسم المستعار يجعلك : أكثر راحة                                          أكثر جرأة                                   أكثر ثقة           

11- من تسمح له بالتعرف على شخصيتك الحقيقية رغم اسمك المستعار :

                  عائلتك                                      المقربون من أصدقائك                                                     أقاربك

الهوية الإفتراضية من خلال الصورة     

12- هل تستخدم صورة :                                   حقيقية                                                              غير حقيقية

إذا كانت غير حقيقية فهل هي صورة:

 شخصية عامة معروفة                                                   صور رجال أو نساء لا تعرفهم (عارضين) صورة حيوان     

صورة نبات                                      صورة مكان                         صورة طفل غير معروف               صورة مقولة

أخرى تذكر : ................................................................................................................................................................................

................ ................ ................ ................ ................ ................ ................ ................ ................ ................ ................ ......

13- هل تستخدم جزء من صورتك الحقيقية :           نعم                                                                لا

14- لا تستخدم صورتك الحقيقية بسبب :

تجنب المضايقات                لا تريد أن يتعرف الآخرون عليك                               تخاف أن يتعرف الآخرون عليك

أخرى تذكر ................................................................................................................................................................................

................ ................ ................ ................ ................ ................ ................ ................ ................ ................ ................ ......

- إذا كان السبب يتعلق بالخوف من تعرف الآخرون عليك فهل الأمر يتعلق ب:

الأب                     الأم                                      الأخ                                      الأخت                                  الأقارب                     

معارفك القدامى                                      زملاء الدراسة

@pour_citer_ce_document

جنات رجم, «الهوية الإفتراضية لدى المراهقين دراسة ميدانية لعينة من المراهقين بمدينة سطيف»

[En ligne] ,[#G_TITLE:#langue] ,[#G_TITLE:#langue]
Papier : ص ص 26-44,
Date Publication Sur Papier : 2019-10-07,
Date Pulication Electronique : 2019-10-07,
mis a jour le : 17/10/2019,
URL : https://revues.univ-setif2.dz:443/revue/index.php?id=5929.