إشكاليّة المصطلح في الدّراسات الأنثروبولوجيّة رصد للتّمظهرات ومساءلة في علل الا...
Plan du site au format XML


Archive: revues des lettres et sciences sociales


N°01 Avril 2004


N°02 Mai 2005


N°03 Novembre 2005


N°04 Juin 2006


N°05 Juin 2007


N°06 Janvier 2008


N°07 Juin 2008


N°08 Mai 2009


N°09 Octobre 2009


N°10 Décembre 2009


N°11 Juin 2010


N°12 Juillet 2010


N°13 Janvier 2011


N°14 Juin 2011


N°15 Juillet 2012


N°16 Décembre 2012


N°17 Septembre 2013


Revue des Lettres et Sciences Sociales


N°18 Juin 2014


N°19 Décembre 2014


N°20 Juin 2015


N°21 Décembre 2015


N°22 Juin 2016


N° 23 Décembre 2016


N° 24 Juin 2017


N° 25 Décembre 2017


N°26 Vol 15- 2018


N°27 Vol 15- 2018


N°28 Vol 15- 2018


N°01 Vol 16- 2019


N°02 Vol 16- 2019


N°03 Vol 16- 2019


N°04 Vol 16- 2019


N°01 VOL 17-2020


N:02 vol 17-2020


N:03 vol 17-2020


N°01 vol 18-2021


N°02 vol 18-2021


N°01 vol 19-2022


N°02 vol 19-2022


N°01 vol 20-2023


N°02 vol 20-2023


N°01 vol 21-2024


A propos

avancée

Archive PDF

N°16 Décembre 2012

إشكاليّة المصطلح في الدّراسات الأنثروبولوجيّة رصد للتّمظهرات ومساءلة في علل الا...


نور الدّين كوسة
  • resume:Ar
  • resume
  • Auteurs
  • TEXTE INTEGRAL

تأتي هذه المداخلة لإبراز تجلّيات ومظاهر اضطراب المصطلح الأنثروبولوجي في الأبحاث والدّراسات الأنثروبولوجية في الجزائر، من خلال رصد بعض النّماذج المصطلحيّة المتداولة في هذه الدراسات، والوقوف على أبعادها الإبستيمولوجيّة، من خلال استعراض علل هذا الاضطراب، بمساءلة الخلفيّات التّاريخيّة والمعرفيّة، التي أثّرت بأشكال مختلفة ومن زوايا متعدّدة في خلق هذا الاضطراب والتّضارب على مستوى المنظومة المصطلحيّة المتداولة في هذه الدّراسات.   


L'objectif que nous visons à travers cette communication est de faire ressortir les disfonctionnements et les lacunes de la terminologie anthropologique; et ce, à partir d'exemples de termes utilisés dans les études anthropologiques algériennes. Nous proposons aussi de faire un arrêt sur ses dimensions épistémologiques, puis un exposé de ces disfonctionnement en interrogeant les données historiques ainsi que les causes objectives qui ont influencer et contribuer sous différents aspects à l'apparition et au développement de tels disfonctionnements au niveau du système terminologique utilisé dans ces études.


 

مقدّمة:

على اعتبار أنّ الدّراسات الأنتروبولوجية في الجزائر تعد من ضمن التخصّصات العلميّة المستحدثة في المنظومة التّعليميّة الجامعيّة بفعل مجموعة من العوامل الأكاديمية والتنظيمية، ولكون الأنثروبولوجيا كتخصّص علمي قائم بذاته بما تشتمل عليه من نظريّات وأنساق معرفيّة ذات منشأ غربي محض، من خلال الإسهامات المعرفيّة الأمريكيّة والبريطانيّة في المرحلة الأولى وبقيّة البلدان الأوروبية في مرحلة لاحقة، فان دخول الدّراسات الأنتروبولوجية إلى حيز الممارسة العلميّة في الجزائر بعد الاستقلال جاء متأثّرا بالقوالب الأكاديميّة الغربيّة الجاهزة، بما تشتمل عليه من طروحات نظريّة ومنظومة مصطلحيّة.

     وقد كان لهشاشة التّجربة الجزائريّة في هذا الحقل العلمي الجديد-الأنتروبولوجيا-بالإضافة إلى كون المتخصّصين المحلييّن على قلّتهم قد تأثّروا بالتّوجّهات النّظرية للجامعات الغربيّة التي تتلمذوا فيها، الأنجلوفونية الممثّلة في بريطانيا والولايات المتّحدة الأمريكيّة، والفرانكفونيّة الممثّلة على وجه الخصوص في فرنسا، حيث كان لهذه العوامل الآنفة الذكر دور لا يستهان به في تشعّب المنظومة المصطلحيّة المتداولة في الدّراسات الأنتروبولوجية في الجزائر.

     وفي هذا الإطار تأتي هذه المداخلة كمحاولة نسعى من خلالها إلى إبراز تجليّات ومظاهر الاضطراب والتضارب في المصطلح الأنثروبولوجي، من خلال رصد بعض النّماذج والأمثلة المصطلحيّة المتداولة في الدّراسات الأنثروبولوجيّة الجزائريّة، والوقوف على أبعادها الإبستيمولوجيّة،  ثم استعراض علل الاضطراب بمساءلة الخلفيّات التّاريخية والأسباب الموضوعيّة التي أثّرت بأشكال مختلفة ومن زوايا متعدّدة في خلق هذا الاضطراب والتّضارب على مستوى المنظومة المصطلحيّة المتداولة في هذه الدّراسات.

    وقبل الخوض في الحديث عن هذه الإشكاليّة يجدر بنا التّطرق بشيء من الاختصار إلى مسالة تحديد وترجمة المصطلحات في العلوم المختلفة، بالتّركيز على العلوم الإنسانية والاجتماعية على وجه الخصوص، والوقوف على نتائج وتداعيات تحيّز مصطلحات هذه العلوم، ثم الانتقال إلى الحديث عن واقع التّجربة الجزائريّة في مجال الدّراسات الأنتروبولوجيّة، باستعراض خلفيّات تأخّر اعتماد هذا التخصّص في المنظومة التعليميّة الجامعيّة، وصولا إلى إبراز المجهودات المتّبعة لتدارك هذا التأخّر.

1-إشكاليّة تحديد وترجمة المصطلحات في العلوم المختلفة:

     يكتسي موضوع المصطلحات أهمّية كبرى في مختلف العلوم، وبفعل هذه الأهمّية صار علما قائما بذاته والّذي يعرف بالمصطلحيّة أو علم المصطلحيّة -terminologie  -1، والذي يهتم بالمصطلحات المتخصّصة في مجال علمي معين، على اعتبار أنّ التّفاهم بين الأفراد والجماعات حول مختلف القضايا العلميّة والعمليّة إنما يتمّ وفق مجموعة من المصطلحات التي يبنون عليها تواصلهم،ومن هذا المنطلق فإنّه لا يمكن إهمال العناية بتحديد أو ضبط المصطلحات في شتّى المجالات العلمية والعملية، لما لها من أثر مباشر في تنظيم وضبط التّعامل والتّواصل في الحياة العمليّة، ومن إسهامات فعّالة في صيّاغة النّظريّات وبناء المناهج والنّماذج في الحياة العلميّة.

ولعلّ من الملاحظات التي تسترعي الانتباه ضمن هذا السّياق أن العلوم الطبيعيّة والدّقيقة لا يشكو المنتمين إلى تخصّصاتها من التّضارب في تحديد وضبط المصطلحات أو ترجمتها من وإلى لغات أخرى، نظرا لخصوصيّة هذه العلوم بحكم عدم تأثير عامل الانتساب الثّقافي وما يشتمل عليه من إبعاد نفسية وخصوصيّات اجتماعية وحضاريّة للمتخصّصين فيها في تشكيل المنظومة المصطلحيّة لهذه العلوم،  بالإضافة إلى كون التّجارب والنّظريّات في العلوم الطّبيعيّة والدّقيقة مضبوطة  إلى حد كبير مقارنة بالعلوم الأخرى، لذا فإن ضبط مصطلحاتها أو نقلها إلى لغات أخرى يعدّ من المسائل اليسيرة، والتي لا يترتّب عنها خلاف إبستمولوجي أو جدل ثقافي كبير، وبرغم ذلك لا يمكن التّهوين من بعض العقبات التي تعترضها أحيانا، فهي عمليّة محفوفة بالمخاطر والمزالق2.

    وبخلاف العلوم الطّبيعية والدّقيقة فإن العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة لا تخضع لنفس المنطق، إذ تشكو هذه الأخيرة من تمايز حاد في تحديد المصطلحات المتعلّقة بها، سواءا من حيث البناء أو من حيث التّوظيف أو خلال التّرجمة من وإلى لغات أخرى، ومن ضمن الإشكاليّات المطروحة بحدّة ضمن هذا السّياق على وجه الخصوص مايتعلق بتحيّز مصطلحات العلوم الإنسانية والاجتماعية، حين تتمّ ترجمتها من اللّغات الأجنبيّة إلى اللّغة العربيّة، وقد أثارت هذه المسألة جدلا كبيرا بين المشتغلين والمهتمّين بالمصطلحيّة في الوطن العربي، من خلال محاولة البحث في الأسباب المباشرة لها واستظهار التّداعيات والمزا لق المعرفيّة المترتّبة عنها.

     إن قضيّة تحيّز مصطلحات العلوم الإنسانية والاجتماعية المترجمة إلى اللّغة العربيّة المقصود بها هو تلك التّحيّزات الكامنة في كثير من المصطلحات المستخدمة في هذه العلوم، بل وفي إدراكنا للكون ووصفنا لواقعنا وذروته تكمن في هيكل هذه المصطلحات وتوجّهها العام3، ويبدو أن احد الأسباب المباشرة لها هو استخدام مصطلحات نحتها الغير من وجهة نظره، والتي تعبّر عن رواية ومنظور ومفاهيم غربيّة، إذ يعكف الكثير من الدّارسين والباحثين في العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة إلى استيراد مصطلحات من الخارج دون إعمال فكر أو اجتهاد ودون فحص أو تمحيص، ويمكن الوقوف على تداعيات ونتائج هذا التحيّز في المصطلحات الغربيّة وما يترتّب عن استعمالها واستعارتها أو نقلها المباشر من خلال التّرجمة إلى اللّغة العربيّة ضمن نقطتين أساسيّتين:

 أ-التّبعية الفكريّة:تشكّل التّبعيّة الفكريّة إحدى أهم تداعيات توظيف واستعارة مصطلحات الآخر-الغرب-ضمن العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة للدّلالة على معطيات ومفاهيم متّصلة بواقعنا، لكون المصطلحات تحمل مضامين ورسائل فكرية معبّرة عن الانتماء الحضاري للبيئة التي نشأ فيها، ومن هنا فإنّ توظيف مصطلحات الطّرف الأقوى في المعادلة الثقافيّة والذي يخضع لمنطق الغالب والمغلوب هو شكل من أشكال التّبعيّة والتي تعدّ إحدى مظاهر العولمة الثّقافية، من خلال هيمنة ثقافة القوي سياسيّا واقتصاديّا وذوبان جميع الثّقافات الأخرى فيها، وبمعنى آخر فرض نموذج ثقافي موحّد على كل المجتمعات4.  

ب-العجز على قراءة الواقع ومتغيّراته:مادامت المصطلحات المنقولة إلى اللّغة العربيّة قد نشأت في مناخ سوسيو ثقافي مغاير للطّرف المنقول إليه، بحيث تعكس تصوّرات ومفاهيم المجتمع والبيئة الحضاريّة الأصليّة له، فانّ هذه المصطلحات دون شك سوف تناقض الواقع السوسيو ثقافي للبيئة الاجتماعية المستقبِلة بما ينطوي عليه هذا الواقع من أسس وإبعاد نفسيّة واجتماعيّة، مما يؤدّي حتما إلى"فقدان السيطرة على هذا الواقع والمقدرة على التّعامل معه بكفاءة"5، بل العجز على فهم متغيّراته نظرا للبعد المحوري الذي تشكّله المصطلحات من حيث ضبطها للتّعامل في الحياة العلميّة، وبناء النّظريّات والمناهج وقراءة الواقع ومتغيّراته الاجتماعيّة والثّقافيّة.  

2-    واقع التّجربة الجزائريّة في مجال الدّراسات الأنتروبولوجيّة:

 من الملاحظات التي تسترعي الانتباه من خلال الإطّلاع على التّجربة الجزائريّة في ميدان الدّراسات الأنتروبولوجيّة على وجه الخصوص، أنّ هذا النّوع من الدّراسات يشكو من قلّة المتخصّصين فيه نظرا لحداثة وقصر المدّة الزّمنيّة له –الدّراسات الأنتروبولوجيّة-ضمن الممارسة العلميّة الأكاديميّة داخل الجامعة الجزائريّة في إطار بحوث وأعمال أكاديميّة منظّمة، وكذلك على مستوى الدّراسات والأبحاث وحتّى التآليف الفرديّة المستقلّة في المحيط الثّقافي العام خارج الجامعة، إذ لم تزد المدّة الزمنيّة التي صارت فيها الأنتروبولوجيا كتخصّص علمي قائم بذاته يَدرّس في الجامعة  الجزائريّة عن ربع قرن.

   وقد جاء الاعتراف بهذه المادّة الدّراسيّة مع تنصيب أول معهد وطني للثّقافة الشّعبيّة بجامعة تلمسان6، وذلك بناء على مرسوم صادر في 18 أوت 19847، وتجدر الإشارة أن اعتماد الأنتروبولوجيا لم يتم منذ البداية مع تنصيب معهد الثّقافة الشّعبية، بل جاء تتويجا لعدد من الخطوات والمراحل التي قطعها هذا المعهد، ففي البداية أوكلت له مهمّة الاهتمام بالثّقافة الشّعبيّة بشكل عام كتخصص أوّلي، ثمّ جاء الاعتراف سنة 1990 بالأدب الشّعبي كاختصاص قائم بذاته، لينتهي الأمر بالاعتراف بشعبة الأنتروبولوجيا8.

   وقد عرفت الدّراسات الأنتروبولوجيّة في الجزائر مع بداية هذا القرن وثبة وانتعاشا مَميّزين بعد مرحلة التردّد التي واكبت فترة الإقلاع خلال عقد التّسعينيّات من القرن الماضي، حيث كان هذا التخصّص مقتصرا على جامعة تلمسان دون غيرها من الجامعات الأخرى، وتُوِّج هذا الانتعاش بفتح أقسام ما بعد التدرّج –ماجستير والدّكتوراه –في كل من جامعتي وهران وقسنطينة، ثم تلتها خطوات أخرى تمثّلت في اعتماد أقسام مستقلّة في مرحلة التدرّج في كل من المركزين الجامعيين بخنشلة وتبسّة، وبالمركز الجامعي بالبيّض في مرحلة لاحقة.

  ويمكن إرجاع الخلفيّات التي وقفت وراء تأخّر اعتماد الأنتروبولوجيا في الجامعة الجزائريّة بعد الاستقلال إلى عاملين أساسيين:

أ‌) الاهتمام بالعلوم الدّقيقة على حساب العلوم الاجتماعيّة بفعل الحاجة إلى التّنمية:لقد اتّجهت الجامعة الجزائرية بعد الاستقلال بفعل الحاجة إلى التّنمية –وبحسن نيّة –نحو العلوم الدّقيقة والعلوم الطّبيعيّة، في حين تمّ إهمال العلوم الاجتماعية والإنسانية ومنها الدراسات الأنتروبولوجية على وجه الخصوص، إذ لم تحض بنفس العناية والاهتمام الذي حضيت به العلوم الدّقيقة وهو ما انعكس سلبا على مردودها ومستواها، فجزائر الاستقلال ورثت عن الاستعمار الفرنسي اقتصادا منهكا ومجتمعا متخلّفا وحصيلة ثقيلة من المظاهر السّلبية على جميع الأصعدة والمستويات، إضافة إلى النّقص الفادح في الإطارات العلميّة المَؤهّلة للنّهوض بمشاريع التّنمية وهيكلة الاقتصاد المنهك.

 ووفق هذه الظروف كانت الحاجة إلى التّنمية الاقتصاديّة بالدّرجة الأولى وما يترتّب عن ذلك من ضرورة الإسراع في تحسين الأوضاع تقتضي إقحام الجامعة في هذه العمليّة، لأنّها تمثّل ركيزة أساسيّة في بناء الأفراد الفاعلين، من خلال إعداد الإطارات الفنيّة والكفاءات العلميّة، وقد انعكس ذلك بشكل مباشر على برامج التّكوين، إذ حضيت التخصّصات ذات الصّلة بالعلوم الدّقيقة والطّبيعة برعاية خاصة من قبل الهيئات القائمة على الجامعة، في حين كان يبدو أنّ التخصّصات ذات الصّلة بالعلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة ومنها الانتروبولوجيا ليست ذات أولويّة، إذ لم تنل الاهتمام كمادّة دراسيّة في الجامعة الجزائرية"وبقيت كامنة لا تظهر إلا في مقاربات ثقافيّة لدراسة الظّواهر السّوسيولوجيّة"9.  

 اقتران الأنثروبولوجيا بالتّوجَّه الاستعماري:إنّ فكرة اقتران الانتروبولوجيا بالتّوجَّه الاستعماري تعدّ من ضمن العوامل الأساسيّة التي أسهمت في تأخّر اعتماد الانتروبولوجيا كتخصّص علمي ضمن المنظومة التّعليمية في الجامعة الجزائريّة، إذ أنّ من المفارقات الأساسيّة التي يمكن تسجيلها ضمن هذا السّياق هو وجود تشابك وتقاطع بين اهتمامات الدّراسة الأنتروبولوجيّة من جهة والأهداف الاستعماريّة من جهة أخرى، لكون إحدى أساسيّات"البحث الأنثروبولوجي تكمن في دراسة الآخر، أو ما يعرف بالبحث في الغيريّة "altérité"10.

    ولعلّ هذا ما جعل المتصفِّحين للكتابات والدّراسات الأنتروبولوجيّة يلمسون ذلك التّلازم بين الانتروبولوجيا والتوجّهات الاستعمارية، وهكذا فقد تضمّنت أغلب الكتابات إشارة إلى هذه الجدليّة أي التّلازم بين الأنتروبولوجيا والاستعمار11، على اعتبار أن مجالها هو البحث في الخصوصيّات الثّقافية والاجتماعيّة، وهذا الأمر قد يثير مشاكل وحساسيّات قد تعيق مسيرة التّنمية، حيث أصرّت الهيئات العلميّة القائمة على الأمور الأكاديميّة في الجزائر بعد الاستقلال التي كانت حاملة لهذا التّصور السّلبي عن الأنتروبولوجيا من حيث كونها علم استعماري على استبعادها من المنظومة التعليمية الجامعية.

    حيث ورد في توصيّات الملتقى الدّولي حول"إصلاح وتقنيّة تعليم العلوم الاجتماعيّة وإشراكها في التّطور الاقتصادي وإعادة هيكلتها"، المنعقد في الجزائر في شهر مارس 1971 على ضرورة: "أن تتخلّص العلوم الاجتماعيّة في البلدان التي اُستعمرت في القديم من مَنازعات الماضي الاستعماري، فقد اُستعملت العلوم الاجتماعية – المقصود هو الأنثروبولوجيا – في هذه البلدان بطريقة علمية لِتستعبِد وتَستَلِب وتُزيل الهويّة"12.



3)رصد لتجليّات اضطراب المصطلحات الأنتروبولوجيّة:

     إنّ الإشكاليّة التي نحن بصدد الكشف عن حيثيّاتها تكمن في إبراز تجليّات ومظاهر الاضطراب والتّضارب في توظيف المصطلحات في الدّراسات الأنتروبولوجيّة في الجزائر من خلال رصد بعض النّماذج والأمثلة من هذه المصطلحات المتداولة، والوقوف على السيّاقات  التي يتجلّى من خلالها هذا الاضطراب، حيث تطرح عملية التّرجمة أو تعريب مصطلحات الأنتروبولوجيا أو توظيفها المباشر علامات استفهام تلفُّ مسألة ملائمة هذه المصطلحات للمعنى الحقيقي والسياق التّداولي للمصطلح في اللّغة الأصلية، بالموازاة مع مراعاة مسالة السّلامة النّحويّة والدّلالة الاشتقاقيّة والرّصانة المعرفيّة في اللّغة العربيّة المترجمة إليها.

   وسوف نقتصر هنا على ثلاث مصطلحات أساسيّة وهي الإثنوغرافيا، الإثنولوجيا والأنثروبولوجيا،والتي تعدّ من المصطلحات المفتاحيّة في الدّراسات الأنتروبولوجيّة، إذ عندما يبلغ الأمر هذه المصطلحات الثّلاثة على التّوالي-الإثنوغرافيا، الإثنولوجيا، الأنثروبولوجيا-فانّ المسألة تضحى اشدُّ تعقيدا، والكلمة العربيّة الملائمة أصعب منالا أو أعصى على الفهم أو مفتقدة للدقّة العلميّة أو المفهوميّة، ويبدو أن تجلّيات اضطراب هذه المصطلحات في الدّراسات الأنتروبولوجيّة في الجزائر تتمظهر في ثلاث صيغ أساسية:

     فبالنسبة للصّيغة الأولى يُوظِّف كثير من الباحثين الجزائرييّن بعض المصطلحات المعرّبة كمقابل لهذه المصطلحات السّابقة، فمصطلح "الإناسة"يستعمله البعض ويقترحه البعض الآخر كمقابل للأنثروبولوجيا، كما ينسجوا على منواله مصطلحي"سُلالة"و"عَراقة"ليكونا مقابلين على التّوالي لكلّ من الإثنولوجيا الإثنوغرافيا، وما يلفت انتباه القارئ أنّ توظيف هذه المصطلحات السابقة –إناسة، سلالة، عراقة-كبديل للمصطلحات الأصليّة الأنتروبولوجيا الإثنولوجيا والإثنوغرافيا، ليس مقصورا على الباحثين الجزائريين في مجال الدّراسات الأنتروبولوجية وحسب، بل نجد عدد من المترجِمين العرب لبعض الكتب المتخصّصة في الأنتروبولوجيا وكذلك الكتب الخاصّة بالمنهجيّة يأخذون بهذا التّوظيف13.

  وان كان ذالك يعتبر من ضمن المحاولات الجريئة التي تعكس جدّية هؤلاء الباحثين ورغبتهم في إضفاء الدّقة العلميّة واللّغوية على هذه المصطلحات من جانب، وتعكس من جانب آخر الإمكانيّات التي تتمتّع بها اللّغة العربيّة من حيث قدرتها على تصوُّر المصطلحات وإيجاد الدّلالات الملائمة لها من جانب آخر، فإنّه من الجدير بالباحثين أن يتريّثوا في اعتماد هذه المصطلحات وأن يُخضعوها إلى مزيد من التّمحيص والمناقشة قبل اتّخاذ مبادرة توظيفها واعتمادها بصورة نهائيّة، والتأكّد إذا ما كانت هذه المصطلحات ملائمة علميّا ومفهوميّا ودلاليّا.

  ولعلّ من السّلبيّات المترتّبة عن عملية توظيف هذه المصطلحات بالصّيغة المذكورة سابقا، هو وقوع غموض والتباس كبيرين خلال ورودها-هذه المصطلحات-في النّصوص والكتابات، مُعَرَّفة بالألف واللاَّم، حيث ترد بلفظ الإناسة والسُّلالة والعَراقة، ويزداد الأمر غموضا أكثر بالنّسبة للمصطلحين الأخيرين –السُّلالة والعَراقة –وعلى سبيل المثال أن نقول "تهتم السُّلالة بدراسة السلالات البشريّة" أو"تهتم العراقة بالدّراسة الو صفيّة للأعراق"، أو "تعدّ الأعراق من اهتمامات السّلالة"، وغيرها من الأمثلة.

    وهناك صيغة ثانية يميل بعض الباحثين الجزائريين إلى اعتمادها وهي تقديم المصطلحات الثّلاثة المذكورة آنفا-إناسة، سلالة، عراقة-بإضافة كلمة "علم"حيث ترد بصيغة "علم الإنسان" مقابل الأنتروبولوجيا و"علم السلالات"و"علم الأعراق"ليكونا مقابلين على التّوالي للأثنولوجيا والأثنوغرافيا، غير أن اعتماد هذه المصطلحات بهذه الصّيغة الأخيرة قد ترتّب عنه إشكال جديد حيث يُوحي كل مصطلح من هذه المصطلحات الثّلاثة وفق هذه الصّيغة بأنّه يمثّل علم قائم بذاته ويؤدّي إلى تصوّر استقلاليّة هذه المصطلحات بعضها عن بعض، وهو ما يخلّ بالمضامين النّظريّة والمنهجيّة للأنتروبولوجيا كتخصّص علمي قائم بذاته.

    على أساس أنّ هذه المصطلحات –الإثنوغرافيا، الإثنولوجيا، الأنتروبولوجيا –لا تعتبر علوم مستقلّة عن بعضها البعض،  بل هي متكاملة وواقعة تحت مضلّة البحث الأنتروبولوجي مثلما يشير إلى ذلك الأنثروبولوجي الشّهير كلود ليفي ستروس بقوله: "لا تشكّل الإثنوغرافيا والإثنولوجيا والأنتروبولوجيا، ثلاثة فروع علمية مختلفة، أو ثلاث تصوّرات مختلفة لنفس الدّراسات، إنّمافي الواقع ثلاث مراحل أو ثلاث لحظات في البحث نفسه، وتفضيل هذا التّعبير أو ذاك، إنّما يعكس فقط إنشداد الانتباه ناحية نمط من الأبحاث دون استبعاد النّمطين الآخرين مطلقا"14.

  فالإثنوغرافيا هي المرحلة الأولى من البحث الأنتروبولوجي ويغلب عليها طابع الوصف، في حين أن الإثنولوجيا تمثُل المرحلة الثانية وهي مرحلة المقارنة، وتأتي الانتروبولوجيا في المرحلة الثّالثة والأخيرة وهي مرحلة التّحليل15، وبرغم اختلاف المدارس الأنتروبولوجيّة الغربيّة حول مسألة اعتماد أيّا من هذه المصطلحات، فإنها بمقابل ذلك لا تعتبرها علوما مستقلّة عن بعضها البعض.

      أما الإشكال الثّاني فيتعلق بكلمة"علم" المضافة إذ يبدو بالنّسبة لمصطلح علم الإنسان كمقابل للأنتروبولوجيا أنه مجرّد ترجمة حرفيّة لها، هذه الأخيرة –الأنتروبولوجيا-التي تستمدّ تسميتها من أصول يونانية والمركّبة من مقطعين هما:(أنثروبوس anthropos)، ومعناه الإنسان و(لوغوس logos)، ومعناه العلم16، ولكن الأنثروبولوجيا في حقيقتها ليست علم الإنسان بل هي علم عنه، وهنا يكمن الخلل والحال نفسه بالنّسبة لمصطلحي علم السلالات وعلم الأعراق.

   وحينما نتساءل عن حقيقة هذا العلم وعن ماهيّته وميادينه يتراءى في أذهاننا الجواب وتتشكّل إمام نظرنا الصّورة، دون القدرة على إيجاد العبارة الملائمة بين ما نراه وماذا نسمّيه، ولا يمكن أن تكون اللّغة هي العاجزة هنا، بل ربّما يعود الأمر إلى عدم ووضوح الأبعاد الإبستيمولوجيّة لهذا التخصص ذي الأصول الغربيّة، ومن هنا يحقُّ لنا أن نتساءل مرة أخرى هل يمكن اعتماد مصطلح علم الإنسان كمقابل للأنتروبولوجيا وعلم السّلالات وعلم الأعراق على التّوالي مقابل الإثنولوجيا الإثنوغرافيا؟. 

    أما الصيغة الثّالثة والأخيرة فهي استعارة هذه المصطلحات الثّلاثة أي–الأنثروبولوجيا، الإثنولوجيا، الإثنوغرافيا-وتوظيفها بشكل مباشر دون ترجمة أو تعريب، من خلال الحفاظ على سيّاقها التّداولي الأصلي الذي استعيرت منه، ولكون هذه المصطلحات تشكو من الاختلاف والتّباين فيما بينها، تبعا للتّوجّهات العامّة للمدارس الأنتروبولوجيّة بفعل الدّوافع النّظريّة التي بنيت عليها هذه المصطلحات، فقد ترتّب عنها تضارب على مستوى السّياق التّداولي داخل الفضاء الثّقافي الجديد الذي انتقلت إليه هذه المصطلحات.

 فما يسمّى إثنولوجيا وفق التّقاليد الفرنسيّة يسمّى أنثروبولوجيا لدى البريطانيين والأمريكيين، وما يُطلق عليه أنثروبولوجيا اجتماعيّة بريطانيّة مستقلّة وقائمة بذاتها، يعتبر في العرف الأكاديمي الأمريكي جزء لا يتجزّأ من الأنثروبولوجيا الثّقافيّة، والأمر نفسه بالنسبة للإثنولوجيا والإثنوغرافيا من خلال اعتبارهما مرحلتين من مراحل البحث الأنتروبولوجي لدى كثير من الباحثين الأنثروبولوجيين، بمقابل إدراجهما كفرعين من فروع الأنثروبولوجيا الثّقافية وفق التّقاليد الأنثروبولوجيّة الأمريكيّة وهكذا17.

4-مساءلة في علل الاضطراب:

  بعد إبراز الصّيغ التي يتجلّى من خلالها اضطراب المصطلح في الدّراسات الأنثروبولوجيّة في   الجزائر من خلال استعراض بعض النماذج والأمثلة،  ننتقل إلى مساءلة علل هذا الاضطرابوالبحث في أهم الأسباب والخلفيّات التي تقف وراء ذلك، والتي يمكن إدراجها ضمن العناصر الآتية:          

أ‌- غيّاب مؤسّسات أكاديميّة مهتمّة بحقل المصطلح:إنّ من ضمن الأسباب التي تقف وراء اضطراب المصطلح في الدّراسات الأنتروبولوجيّة في الجزائر، إنّما يعود في جانب رئيسي منه إلى غياب مؤسّسات أكاديميّة متخصّصة ومهتمّة بحقل المصطلح في العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة بشكل عام، والدّراسات الأنثروبولوجيّة على وجه الخصوص، وذلك لكون أغلب الأعمال المنجزة والدّراسات المترجمة في بالأنثروبولوجيا لم تتم تحت وصاية مؤسّسات أكاديميّة متخصّصة في حقل المصطلح، إنّما هي ثمرة لمجهودات فرديّة لمجموعة من الباحثين كل على حدة.

 ومن هنا تأتي الحاجة إلى مثل هذه المؤسّسات المهتمّة بحقل المصطلح والتي تضمّ نخبة من الباحثين الأكفاء والمتخصّصين في المسائل اللغوية وقضايا التّرجمة،  بحيث تتبنّى هذه المؤسّسات عمليّة وضع وتصنيف المصطلحات أو ترجمتها، وفق خطّة وبرنامج عمل مدروس يراعي المسائل اللّغوية والتّقنية للمصطلح، وكذا الأبعاد المعرفيّة للمادّة المترجمة.

أ‌- التّبعية في مجال التّصوّرات النّظريّة:تقف مسألة التّبعيّة في مجال التّصوّرات النّظريّة الخاصّة بالدّراسات الأنثروبولوجيّة في الجزائر، وراء تضارب واضطراب المصطلح الأنتروبولوجي، ولاشكّ أن التّبعيّة في مجال التّصوّرات النّظريّة المتعلّقة بالدّراسات الأنتروبولوجيّة بشكل خاص والعلوم الاجتماعيّة بشكل عام ليست مشكلة تخصُّ بلد كالجزائر وحسب، بل الأمر يتجاوز الحدود الإقليميّة الضّيقة ليشمل البلاد العربيّة ككل، ومادامت الانتروبولوجيا تعدّ من العلوم الغربيّة الحديثة،  فإنّ انتقالها إلى بقيّة البلدان الأخرى ومنها الجزائر، ودخولها إلى حيّز الممارسة العلميّة قد جاء متأثّرا بالقوالب النّظريّة الجاهزة للمدارس الغربيّة.

 إنّ هذا التأثّر يتمثّل في محاولة فهم المجتمع الجزائري انطلاقا من نظريّات غربيّة قائمة على النزعة التّطورية والانتشارية، التي تحاول تفسير المجتمع في علاقته وتأثّره بالثّقافة الأوروبيّة18، ووفق هذا المنحى فإن الباحثين المحليّين يقرؤون مجتمعاتهم وخصوصيّاتهم الثّقافيّة والاجتماعيّة بأعين غيرهم، مما يؤدّي إلى اهتزاز نتائج هذه الدّراسات وإلى هشاشتها، إذ تتماشى ظهور النّظريّات الاجتماعيّة عامّة ونظريّات علم الاجتماع والأنثروبولوجيا خاصّة مع الأحوال الاجتماعية والسّياسيّة التي وجدت فيها الشّعوب الأوروبيّة19.

ولاشكّ أنّ التّبعيّة في مجال التّصوّرات النّظريّة من خلال محاكاة النّظريّات الغربيّة في الدّراسات الأنتروبولوجيّة المحليّة، قد ترتّب عليها توظيف شامل للمنظومة المصطلحيّة التي تقوم عليها هذه النّظريّات بما تشتمل عليه من أدوات ومفاهيم إجرائيّة.

ج-الميول الفكريّة للباحثين الأنثروبولوجيين في الجزائر:إنّ الباحثين الجزائرييّن في ميدان الأنتروبولوجيا على قلّتهم20، قد تأثّروا بالتوجّهات النّظريّة للمدارس الأنتروبولوجيّة الغربيّة، بما تنطوي عليه من أبعاد منهجيّة ومنظومة مصطلحيّة، سواءا من خلال الدّراسة بالجامعات الغربيّة أو من خلال الإطّلاع على تيّاراتها الفكريّة والنّظريّة وأعمال روّادها، عن طريق الكتابات أو الاحتكاك المباشر بالباحثين الغربيين من خلال الملتقيات الدّولية والتربّصات التّكوينيّة بالخارج. 

  إنّ التّمايز والاختلاف الذي وقع على مستوى المدارس الغربيّة لاختيار المصطلح الأنثروبولوجي الملائم، وفق ما ينطوي عليه من دلالات نظريّة تعكس الخلفيّات الإبستيمولوجيّة  لكل مدرسة من هذه المدارس، كان له انعكاس مباشر على مستوى المنظومة المصطلحيّة المتداولة في الدّراسات الأنتروبولوجيّة في الجزائر، بفعل محاولة الباحثين استعارة المصطلحات الخاصّة بمدرسة معينة، أو انتقاء بعض منها وفق إرادة الباحثين وميولهم الفكريّة لإحدى هذه المدارس، والممثّلة على وجه الخصوص في المدرسة الاجتماعيّة البريطانيّة والمدرسة الثّقافيّة الأمريكيّة والمدرسة الفرنسيّة التي ظهرت متأخّرة عن سابقتيها ومتأثّرة بعلم الاجتماع.


الخاتمة:  

 في نهاية هذه الورقة العلميّة وكخلاصة لما سبق استعراضه من أفكار متعلّقة بإشكاليّة المصطلح في الدّراسات الأنتروبولوجيّة في الجزائر، جدير بنا أن نشير إلى مجموعة من النّقاط التي تمثّل حصيلة هذه المعالجة:

-إنّ الأبعاد المترامية التي بلغتها الأنتروبولوجيا في البلدان الغربيّة، وما تبعها من تبلور في اهتماماتها، بمقابل حداثة هذا التخصّص في البلدان العربيّة ومنها الجزائر على وجه الخصوص يلقي بتبعات إضافيّة في انتقاء المصطلحات المحيطة بتلك الأبعاد.

-ينبغي أن تتفتّح اللّغة العربيّة على المصطلحات الأجنبيّة حتى تضمن مواكبة التخصّصات العلميّة الحديثة، وتتجنّب الانغلاق على مفرداتها الكلاسيكيّة خوفا عليها من الاندثار، إذ لا يشكّل اعتماد المصطلحات الأجنبيّة كما هي حرجا بالنّسبة للّغة العربيّة، بدليل أن اغلب لغات العالم الحيّة تستقبل وتستوعب وتتمثّل التّسميّات والمصطلحات القادمة من لغات العالم الأخرى، الأمر الذي يضمن ثراء المخزون المعرفي لهذه اللّغات وتنوّع مصادره ومواكبته للتّطورات والمستجدّات العلميّة.

-بعيدا عن التّبنّي المطلق أو الرّفض النّهائي لهذا المصطلح الأنتروبولوجي أو ذاك، فان معالجة هذه الإشكاليّة إنما يتم بطرح التّساؤلات المناسبة عن مدى ملائمة أيّا من هذه المصطلحات، وإحاطتها الشّاملة أو التّفصيلية بالعلم المعني، لتجنّب التّداعيات السّلبيّة التي قد تعصف بالتّعريفات النّهائيّة لها، وما تستبطنه من اطر وأبعاد نظريّة ومنهجيّة. 


الهوامش:

(1)- للتعمّق أكثر في المسائل المتعلّقة بعلم المصطلحيّة والعلاقة بين المفاهيم والمصطلحات انظر على سبيل المثال لا الحصر:

-leart (pierre), les langues spécialisées, puf,  Paris, 1995.                                               (2)- المسيري (عبد الوهاب) وآخرون، فقه التّحيّز، المعهد العالي للفكر الإسلامي، فرجينيا، ط3، 1998، ص97.          

(3)- المرجع نفسه، ص67.

(4)- حول مسالة العولمة والهيمنة الثّقافيّة انظر:

- العسكري (سليمان إبراهيم)، استحالة الهيمنة ثقافيّا، مجلّة العربي، الكويت، العدد562، سبتمبر2005، ص10، 11.

(5)- المسيري (عبد الوهاب) وآخرون، المرجع السابق، ص67.

(6)- حاج مراد (مولاي)، مكانة التّحقيق الميداني في الدّراسات الأنتروبولوجية، أعمال الملتقى الوطني"أيمستقبل للأنثروبولوجيافي الجزائر"، تيميمون، 24، 23، 22 نوفمبر1999، منشورات المركز الوطني للبحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثّقافية، وهران، 2002، ص23.

(7)- سنوسي (صليحة)، إحصاء مناقشات  رسائل الدّكتوراه والماجستير بقسم الثّقافة الشّعبيّة بجامعة تلمسان،

    مجلّة التّراث، المركز الوطني للبحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعيّة والثّقافيّة، هران،  العدد الخامس، 2005، ص86.   

(8)-  المرجع نفسه، ص86.

(9)- حاج مراد (مولاي)، المرجع السابق، ص22.

(10)- ارني (بيار)، إثنولوجيا التّربية، ترجمة عدنان الأمين، معهد الإنماء العربي، بيروت، 1992، ص41.                       

(11)- للتّعمّق أكثر في جدليّة التّلازم بين الانثروبولوجيا والاستعمار انظر على سبيل المثال لا الحصر:

-Bonte (piérre)et Izard(Michel),dictionnaire de l’ethnologie et de l’anthropologie , puf, paris,2édi, 2002,p160-161.  -Lombard (jaque), introduction à l’ethnologie, Armand colin, paris, 1999, p18-23                                          (12)-Lucas (Philipe)et vatin (Jean  claud),l’algerie des anthropologues, François maspéro, paris, 1975,p278.

(13)- من ضمن هذه النّماذج على سبيل المثال نجد كل من:

     - ليفي ستراوس (كلود)، الإناسة والبنيانية، ترجمة قبيسي حسن، المركز الثّقافي العربي، بيروت، ط1، 1995.

   – غراويتز (مادلين)، مناهج العلوم الاجتماعية، ترجمة سام عمار، المركز العربي للتّعريب والترجمة والنشر،                         دمشق، ط1، 1993.                                                                                                                                             

 (14) - ارني (بيار)، المرجع السابق، ص164.

(15)-Lombard (jaque),op,cit,p9-10.

(16)-Bonte (piérre)et Izard (michel),op ,cit,p794-795.

(17)- للإطّلاع أكثر على السّياق التّداولي لمصطلح الأنتروبولوجيا في المدارس الغربيّة انظر:

-Lombard (jaque), op, cit, p10-13.

(18)- حاج مراد (مولاي)، المرجع السابق، ص24.

(19)- حدّاد (مهنا يوسف)، غياب التصوّرات الأوّليّة لدى الباحثين في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا في البلاد

  العربيّة، مجلّة عصور، دارالمرّيخ للنّشر، الرّياض، المجلّد الثّامن، الجزء الثّاني، 1993، ص341.

 (20)- سبقت الإشارة إلى حداثة التّجربة الجزائريّة في مجال الأنتروبولوجيا. 


@pour_citer_ce_document

نور الدّين كوسة, «إشكاليّة المصطلح في الدّراسات الأنثروبولوجيّة رصد للتّمظهرات ومساءلة في علل الا...»

[En ligne] ,[#G_TITLE:#langue] ,[#G_TITLE:#langue]
Papier : ,
Date Publication Sur Papier : 2012-12-10,
Date Pulication Electronique : 2012-12-10,
mis a jour le : 14/01/2019,
URL : https://revues.univ-setif2.dz:443/revue/index.php?id=712.