مجتمع قسنطينة وما جاورها من خلال الرحلة الورثيلانيةConstantine society and its environs through the Orthelian journey La communauté constantinoise et ses environs d’après le voyage El warthilani
Plan du site au format XML


Archive: revues des lettres et sciences sociales


N°01 Avril 2004


N°02 Mai 2005


N°03 Novembre 2005


N°04 Juin 2006


N°05 Juin 2007


N°06 Janvier 2008


N°07 Juin 2008


N°08 Mai 2009


N°09 Octobre 2009


N°10 Décembre 2009


N°11 Juin 2010


N°12 Juillet 2010


N°13 Janvier 2011


N°14 Juin 2011


N°15 Juillet 2012


N°16 Décembre 2012


N°17 Septembre 2013


Revue des Lettres et Sciences Sociales


N°18 Juin 2014


N°19 Décembre 2014


N°20 Juin 2015


N°21 Décembre 2015


N°22 Juin 2016


N° 23 Décembre 2016


N° 24 Juin 2017


N° 25 Décembre 2017


N°26 Vol 15- 2018


N°27 Vol 15- 2018


N°28 Vol 15- 2018


N°01 Vol 16- 2019


N°02 Vol 16- 2019


N°03 Vol 16- 2019


N°04 Vol 16- 2019


N°01 VOL 17-2020


N:02 vol 17-2020


N:03 vol 17-2020


N°01 vol 18-2021


N°02 vol 18-2021


N°01 vol 19-2022


N°02 vol 19-2022


N°01 vol 20-2023


N°02 vol 20-2023


N°01 vol 21-2024


A propos

avancée

Archive PDF

N°01 vol 21-2024

مجتمع قسنطينة وما جاورها من خلال الرحلة الورثيلانية
La communauté constantinoise et ses environs d’après le voyage El warthilani
Constantine society and its environs through the Orthelian journey
224-235
تاريخ الاستلام 2022-11-06 تاريخ القبول 03-12-2023

محند أكلي آيت سوكي
  • resume:Ar
  • resume
  • Abstract
  • Auteurs
  • TEXTE INTEGRAL
  • Bibliographie

تتناول الدراسة، وصفا لأحد علماء الجزائر للمجتمع القسنطيني وما جاورها خلال القرن الثاني عشر الهجري/ 18م، وتبرز الدراسة أهمية كتب الرحلات في كتابة التاريخ المحلي. فالشيخ الحسين الورثيراني (الورثيلاني)، وصف في رحلته مجتمع مدينة قسنطينة وما جاورها أثناء عودته من رحلته الحجازية الثالثة ومروره على المدينة. فسجل الأوضاع التي كان عليها المجتمع المحلي خاصة. وهي الأوضاع التي كانت سائدة في جل المدن الجزائرية عامة

Cette étude met en évidence l’importance des livres de voyage dans l’écriture de l’histoire locale des différentes régions, car elle traite de la description des différents aspects dans lesquels vit l’individu algérien, qu’ils soient culturels, religieux, sociaux, intellectuels... D’une manière qui reflète la réalité vécue à l’époque où la visite a eu lieu, parmi ceux qui ont écrit sur la vie sociale dans la ville de Constantine se trouvait Cheikh Al-Hussein Al-Warthirani (Al-Wartilani), qui a décrit dans son voyage la société de cette ville, et certaines de ses villes voisines lors de son retour de son troisième voyage hijazi. Warthrani a enregistré les conditions de la société algérienne en général, et de la communauté locale en particulier, qu’il s’agisse de coutumes, de traditions ou de croyances... Ces situations ne sont pas différentes des autres villes algériennes à ce stade historique. Cependant, cette description de ce voyage se distingue par le fait qu’il a été écrit par un Algérien, un écrivain qui a parcouru le monde islamique et a été introduit dans les sociétés musulmanes levantines. De tels écrits aident les chercheurs à reconstruire la société algérienne à l’époque moderne, dominée par les écrits d’Europe occidentale

The study deals with a description of one of the Algerian scholars of the Constantinian society and its surroundings during the twelfth century AH / 18 AD, and the study highlights the importance of travel books in writing local history. Sheikh Al-Hussein Al-Wathirani (Al-Wartilani), described in his journey the society of the city of Constantine and its surroundings during his return from his third Hijazi journey and his passage to the city. Record the conditions in which the local community in particular. This situation prevailed in most Algerian cities in general. The Worthelian journey is among the important local sources that can be relied upon in the historical reconstruction of modern Algerian society

Quelques mots à propos de :  محند أكلي آيت سوكي

Dr. Aitsouki Mohand Akli  جامعة محمد لمين دباغين سطيف2، الجزائر  aitsouki.ma@gmail.com
مقدمة
تعتبر رحلة الشيخ الورثيلانيالمعروفة بـ: «نزهة الأنظار في فضل علم التاريخ والأخبار» المشهورة بالرحلة الورثيلانية، أحد المصادر التاريخية الرئيسية والهامة لمعرفة ودراسة تاريخ الجزائر والبلدان التي زارها ومر بها أثناء رحلاته الحجازية، أو الرحلات الداخلية خلال القرن الثاني عشر الهجري/ 18م. وذلك لما تتميز به هذه الرحلة وتنفرد به عن بقية المصادر التاريخية الأخرى. فالشيخ الورثيراني، يعدُّ من بين مشاهير العلماء والمتصوفة في الجزائر خلال القرن الثاني عشر الهجري/18م. غير أن الكتابات حوله تعد قليلة –حسب علمي-، وإن كانت فهي لا تتناول الجوانب الحياتية المختلفة، بل تنصب في معظمها حول الدراسات الشاملة لرحلته الحجازية -إلا ما كتبه (محمد حاج صادوق)- الذي تعرض إلى أسفار الشيخ الورثيراني الداخلية والخارجية، وإلى أهمية الرحلة، وهي الدراسة التي نشرت في المجلة الإفريقية (Mohamed, 1951). وهذا ما دفعني إلى البحث في هذا الجانب الهام من الجوانب التي لها علاقة بالتاريخ الاجتماعي للجزائر في الفترة الحديثة، وهو الجانب الذي لم يرد في الرحلة منفصلا بذاته، ولكنه ورد ضمن وصف شامل ومتنوع الجوانب في فترة، عرفت فيها مدينة قسنطينة اضطرابات سياسية واجتماعية متميزة بفعل المؤامرة ضد صالح باي.
من هو الشيخ الحسين الورثيلاني؟ وما أهم مؤلفاته؟، وما هو مؤلَفه المشهور: بالرحلة الورثيلانية؟، وكيف كانت حالة المجتمع القسنطيني وبعض أحوازها خلال القرن الثاني عشر الهجري/ 18م من خلال مؤلف الرحلة الورثيلانية؟ 
التعريف بالورثيلاني 
لقد أثر الشيخ الورثيراني في الحياة العلمية والدينية وأثرى المكتبة الجزائرية خاصة، والإسلامية عامة بالعديد من المؤلفات والإنجازات العلمية، لكنه لم ينل حظه –حسب ظني-من الدراسة والاهتمام من قبل الباحثين، ولا يزال معظم تراثه غير محقق، والكثير من إنتاجه الفكري مفقود.
 فمن هو الشيخ سيدي الحسين الورثيراني (الورثيلاني)؟ وما هي أهم أعماله وإنجازاته الفكرية؟ 
الشيخ الورثيراني (الورثيلاني) هو: العالم الفهامة، الإمام العلامة الشيخ سيدي الحسين بن محمد السعيد بن الحسين بن عبد القادر بن أحمد الشريف البكاي البجائي الحسني (محمد، مرجع سابق، 1903، صفحة 603) (الورثيلاني، الحسين بن محمد،2016،). وذكر هو نسبه أيضا في خاتمة شرح نظم النورية وأضاف فيها جدا آخر، فقال: «الحسين بن محمد السعيد بن الحسين بن عبد القادر بن يحيى بن أحمد الشريف نسبا، بن علي البكاي الورثيلاني وطنا، الجزائري عمالة، المالكي مذهبا، الأشعري عقيدة، الشاذلي طريقة» (السعيد، د.س).
انحدر الشيخ الحسين الورثيلاني من ذرية الولي الصالح (علي البكاي البجائي) الذي حل ببلاد الزواوة قادما من المغرب الأقصى قبل القرن التاسع الهجري/15م. وينتهي نسبه إلى الحسن بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وفاطمة الزهراء (رضي الله عنها)، بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهو من الأشراف (المرابطين) الذين استقروا في منطقة زواوة.
 يقول عنه سعد الله: «وكان جده قد جاء من” ميلة”، وصاهر أسرة محمد أمقران حاكم منطقة” ﭪنزات” الواقعة اليوم في إقليم ولاية سطيف، وأصبح شيخ علم معترفا له، وأسس نفوذ الأسرة الروحي في المنطقة، حتى إنه بعد أن توفي أُقيمت له قبة باعتباره من المرابطين» (القاسم، 1985). هذا ووصفه الحفناوي قائلا: «الإمام العالم العامل العلامة الأستاذ الهمام شيخ مشايخ الإسلام الورع الزاهد الصالح العابد...» (القاسم ا.، د,س).
ميلاده
ولد الورثيلاني عام 1125هـ /1710م بقرية آنو التابعة لعرش آث ورثيران، وبها توفي سنة 1193هـ وقيل 1194هـ/ 1779م أو 1780م، ودفن في مسقط رأسه، وقبره ما زال معروفا يزار إلى يومنا. وهو من أسرة علمية معروفة بالصلاح والتقوى. اشتهرت في المنطقة وخارجها بالفتوى، والإصلاح بين الناس، ونشر العلم بين أبناء العرش، وخارجه، فوالده الشيخ محمد السعيد، كان عالما متضلعا في علوم شتى خاصة منها الشرعية، ذكره ولده قائلا: «...لأنه أفقه زمانه، وما رأيت مثله في الفقه، إذ أنه في التحقيق بمكان» (محمد، مرجع سابق، 1903، صفحة 37) هذا، وكان جده الحسين بن محمد بن عبد القادر أيضا من العلماء الذين ذكرهم في رحلته، حيث قضى حياته في التعليم وقراءة الكتب، ونسخ العديد من الكتب التي أثرى بها مكتبته الخاصة. كما أنه أشار إلى أن جده يكون قد علم بالأزهر الشريف، وتلقى عليه عدد من طلاب العلم فيه، ومنهم محمد بن الباقي الزرقاني شارح الموطأ. 
هذا، وكان جده الأكبر (أحمد الشريف) متبحرا في الفقه، والتصوف، والتوحيد، وكانت له زاوية يقصدها الطلبة من كل الجهات (محمد، شوارق الانوار في تحرير معاني الاذكار، 2016) (شرح الوظيفة، ج1، ص 72.)
نشأته العلمية
لا نملك معلومات وافية عن نشأته العلمية الأولى، فهو لم يشر في رحلته إلى هذه المرحلة من حياته، ولم يتعرض المترجمون له إلى هذه المرحلة العمرية، وكل من كتب عنه، كتب بعدما اشتهر صيته بين الناس، وأصبح من الذين يشار إليهم بالبنان، غير أنه حفظ القرآن الكريم في زاوية أجداده، ثم تابع الدروس العلمية على علماء بلدته، ومنهم والده، وأخذ العلم على مجموعة من علماء عصره في بلدته التي نشأ فيها، واهتم بالتصوف عملا وسلوكا.
ومهما يكن، فإن الشيخ الورثيراني، أخذ مختلف العلوم المتداولة في وقته على شيوخ بلدته، وبعدها انتقل إلى مختلف الحواضر العلمية بوطنه خاصة بجاية، والجزائر، وبسكرة وعنابة، وقسنطينة، والمسيلة، عنابة، وغيرها من الحواضر (محمد، شوارق الانوار في تحرير معاني الاذكار، 2016، صفحة 78). فكان كثير الترحال في طلب العلم.
لم يكتف الورثيراني بعلماء بلده، بل ذهب في طلب العلم إلى خارج البلاد، فقصد تونس، وأخذ على علمائها، ومنهم محمد بن عبد العزيز، عبد الله السوسي، وغيرهما، كما رحل إلى المشرق، ودرس وجالس العديد من العلماء منهم: محمد بن أحمد التونسي الشهير بالبليدي، وأحمد بن الحسن الخالدي الجوهري، والشيخ خليل المغربي... فأخذ على علماء المشرق الإسلامي، سواء في مصر أو الحجاز أو في البلدان التي زارها خلال رحلاته إلى البقاع المقدسة.
رحلاته
قام برحلات، وزيارات كثيرة داخلية وخارجية، فزار عدة مناطق في الداخل، فكلما سمع بولي صالح أو عالم إلا وشد الرحال إلى زيارته، فتعددت زياراته ووقف على الكثير من العلماء والأولياء الأموات والأحياء، ولم تكن هذه الزيارات والرحلات من أجل العلم فقط، بل كانت من أجل معالجة المشاكل الاجتماعية المطروحة في وقته، ومنها:
انتقاله إلى مدينة دلس الساحلية للاتصال بأحد علمائها، وهو العالم والولي الصالح سيدي أحمد بن عمر الذي سمع في صباه به، وذلك من أجل أمرية 1749 التي نصت على منع المرأة الزواوية من الميراث. وهدفه من هذه الرحلة الوقوف في وجه الذين وضعوا هذه الأمرية المخالفة للنص القرآني الذي جعل للمرأة حقها من الميراث. وأثناء هذه الرحلة مرّ على العديد من القرى والعلماء والأولياء منهم الأحياء والأموات. كما وقف على الأوضاع السياسية والاجتماعية والثقافية لسكان المنطقة، وهي الأوضاع التي ذكرها ووصفها في الرحلة. (محمد، مرجع سابق، 1903، الصفحات 42-67).
أهم مؤلفاته
لقد اهتم الشيخ الورثيراني بالتأليف، فألف العديد من الكتب، وإن طغى عليها طابع الشروح للمتون والتعليق عليها، وفي هذا أشار الحفناوي لما ترجم له، فقال: «...ذو التآليف المفيدة والتصانيف المفيدة» (محمد، مرجع سابق، 1903، صفحة 140) 
هذا، وذكر هو العديد من الكتب التي ألفها في رحلته، والتي من بين أهمها كتابه (الرحلة الورثيلانية) التي اعتمدنا عليها في هذه الدراسة.
وفيما يلي، عرض لأهم مؤلفاته التي وصلت إلينا، أو وجدنا ذكرها للذين ترجموا له، وهي:
في التوحيد والعقائد: اهتم الورثيراني بحكم ميوله الصوفي إلى الخوض في هذا الميدان، وألف عددا من الكتب فيه، ومنها:
شرح محصل المقاصد. للإمام أبي العباس أحمد بن زكري التلمساني.
شرح نظم النورية في التوحيد.
شرح العقيدة الوسطى للإمام السنوسي.
حاشية على شرح أم البراهين للسكتاني.
شرح على خطبة العقيدة الصغرى للسنوسي.
في الفقه وأصوله: والتي من أهم ما وصل إلينا منها:
رسالة في اختلاف علماء الأزهر وفقهائه فيما أورده الإمام الخرشي في شرح مختصر خليل.
شرح كتاب الصلاة من مختصر خليل.
شرح لكتاب تحت عنوان»الصلاة».
حاشية على شرح الخرشي الصغير على مختصر خليل.
شرح على البهجة.
في التصوف: وهو الميدان الذي تعلق به منذ صغره، وخصه بمؤلفات من أهمها:
الكواكب العرفانية وشوارق الأنسية في شرح ألفاظ القدسية في التصوف للشيخ عبد الرحمن الأخضري.
شوارق الأنوار في تحرير معاني الأذكار، شرح فيه وظيفة الشيخ سيدي يحي العدلي.
رسالة في شرح قول بعض الأولياء: «وقفت بساحل وقفت الأنبياء دونه»، وذلك في الرد على علماء تدلس (دلس) خلال زيارته لها.
رسالة في حل لغز في التصوف، أرسله الشيخ سيدي أحم بن يوسف الملياني إلى سلطان فاس أنذاك، وعرضه على علماء المدينة، فعجزوا عن تفسيره.
رسالة في قول بعض الأولياء: «نسجت برنسا من ماء».
في النحو والأدب: لم يغفل في تآليفه الاهتمام بهذا الفن، فوضع عددا من المؤلفات فيه، ومنها:
حاشية على كتاب: «المرادي».
شرح البردة للبوصيري، والتي وصِفَ بأنه تشطير عجيب، وأوله:
يا رب صل عل المختار من مضر
والأنبياء وجميع الرسل ما ذكروا.
قصيدة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم من 500 بيت كالهمزية. 
قصائد في الرثاء لبعض الرجال المتصوفة، وقد قال عن هذه القصائد والتآليف: «وغير ذلك من القصائد والتآليف والتقارير مما يطول ذكره» (شنب، 1903)،(الرحلة، بتحقيق بن شنب، ص 27)
في التراجم والرحلات:
ترك الشيخ الورثيراني عددا من المؤلفات في التراجم منها:
كرامات الشيخ سيدي يحي العدلي ومناقبه.
كراس في وصف مدينة برقة.
كتاب الرحلة السنية.
كتاب نزهة الأنظار في فضل علم التاريخ والأخبار، المشهور بالرحلة الورثيلانية، وهو من أهم الأعمال التي تركها شيخنا الورثيراني، والذي جمع فيه أخبارا ومعلومات عن المناطق التي زارها، وهو من القلائل الذين اهتموا بعلم التاريخ وكتبوا فيه أخبارا تفيد الباحث لكونها من المصادر التاريخية الهامة التي يمكن اضافتها إلى مؤلفات الرحالة المغاربة خلال الفترة الحديثة. (محمد، شوارق الانوار في تحرير معاني الاذكار، 2016، الصفحات 100-103)
رحلاته الحجازية 
حج الشيخ الورثيراني ثلاث مرات إلى البقاع المقدسة. فالورثيلاني، رجل علم ودين ارتبط بالطريقة الشاذلية، وسلك طريق العلم والتعليم، وإصلاح ذات البين بين الناس سواء في إقامته أو رحلاته.
زار الورثيلاني البقاع المقدسة ثلاث مرات، وفي سنوات مختلفة هي:
الحجة الأولى: كانت صحبة والده سنة1153ه/1740م، وعمره حوالي ثمان وعشرين سنة.
الحجة الثانية: كانت سنة 1166ه/1752م، وكان سنه في حدود واحد وأربعين عاما.
الحجة الثالثة والأخير: هذه الرجلة الحجازية استغرقت حوالي ثلاث سنوات من 1179هـ /1765م إلى 1181هـ/ 1767م، وعمره خلالها حوالي أربع وخمسين سنة وبعد هذه الرحلة بدأ في إملاء رحلته على الطلبة الذين كانوا يلازمونه، واستغرقت كتابتها حوالي ثلاث سنوات.
أما الطريق الذي سلكه في هذه الرحلة الأخيرة، فبدأت الرحلة من: مجانة نحو زمورة (وهما بلدتان قريبتان إلى عرشه)، ومن مجانة نحو قصر الطير (قصر الأبطال اليوم)، ومنها نحو أولاد موسى، ثم وطن ريغة، فأولاد دراج، ومن أولاد دراج، توجه نحو بريكة، ومنها إلى بسكرة، ومن بسكرة نحو سيدي عقبة، ومنها نحو الخنقة، ثم أولاد سيدي ناجي، فنفطة، ثم الحامة، فتوزر، ثم زوارة، فطرابلس الغرب، فتاجوراء، فلبدة، وزليتن، فمصراته، فبلاد سرت، ثم إقليم برقة، ثم دخل مصر عن طريق الإسكندرية، ومن الإسكندرية توجه نحو القاهرة، فالمدينة المنورة، وأخيرا مكة المكرمة.
طريق العودة، دخل القاهرة، ومنها نحو الإسكندرية، ثم طرابلس، فتوجه منها إلى تونس، فالكاف، ومن الكاف توجه إلى قسنطينة، ومنها نحو زمورة فبني ورثيران. 
التعريف بالرحلة الورثيلانية
أَمْلى الورثيراني مذكراته وما شاهده خلال رحلته الأخيرة ورحلاته السابقة الداخلية والخارجية على طلبته، وسمى كتابه: «نزهة الأنظار في فضل علم التاريخ والأخبار»، وقد وصفه هو شخصيا بقوله: «أنشأت رحلة عظيمة يستعظمها البادي ويستحسنها الشادي، فإنها تزهو بمحاسنها عن كثير من كتب الأخبار مبينا فيها بعض الأحكام الغريبة والحكايات المستحسنة والغرائب العجيبة وبعض الأحكام الشرعية» (شنب، 1903، صفحة 3).
وكتاب الرحلة، ذو أهمية كبيرة لاشتماله على معلومات مختلفة في مختلف جوانب الحياة المتنوعة، الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بالمناطق التي حلّ بها سواء داخل بلادنا، أو في البلدان التي زارها. فقد ذكر الشيخ البوعبدلي أهمية الرحلة الورثيلانية فقال: «...لا من حيث وصفه المدقق لنظام الرحلة والمحطات التي كانت تجمع فيها القوافل الخ...ولكن لاشتمالها على وصف ما تبقى من معاهد بلاد القبائل العلمية ولتعرضه لذكر بعض البيوتات...» (المهدي، 1973).
أما مميزات هذه الرحلة والتي جعلتها تنال هذه المكانة، فيمكن تلخيصها في الآتي:
الالتزام بالصدق في كل ما أورده من أحداث ووقائع.  
تحري الحقيقة إذ لا يكتفي بما شاهده، بل يرجع في بعض الأحيان إلى كتب أخرى.
عرض الواقع كما هو: مما جعل هذه الرحلة يطغى عليها التشاؤم وضعف التدين.
التحلي بالورع والتقوى: فيثنى على من أكرموهم، ويرغب في زيارة أضرحة العلماء والأولياء، كما ذكر كرامات بعض الذين سمع عنهم.
الالتزام بأسلوب تكثر فيه المحسنات اللفظية: 
والكلمات المترادفة بشكل موزون، إضافة إلى أنه كثيرا ما يقتبس من القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة.
لقد طبع هذا الكتاب ضمن التراث الإسلامي عدة مرات، 
وكانت أول طبعة له على يد الشيخ محمد بن أبي شنب سنة 1903 لكنها طباعة حجرية غير واضحة، ثم طبعت مرتين أخريتين، كانت آخر طبعاتها كانت سنة 2011، ولم يتم تحقيقها بعد، بل اكتفى الذين قاموا بطبعها على الإخراج فقط.
كانت مميزات هذه الرحلة وأهميتها التاريخية من بين أهم العوامل التي دفعتني إلى الاهتمام بهذا المصدر الذي تعرض في فصله الأخير إلى وصف المجتمع القسنطيني وبعض أحوازها.
حالة قسنطينة
في طريق العودة من الحجة الثالثة   سنة 1753 مرّ الورثيراني بمدينة قسنطينة، وتحدث عنها، وقال بأنها: «... إلى أن وصلنا مدينة قسنطينة، وهي مدينة في وطننا وقاعدة من قواعد بلادنا وإن لم يكن فيها السلطان ففيها نائبه السيد الباي، وهي مدينة قوية ليست كبيرة جدا ولا صغيرة أيضا، وعليها سور كبير وفيها أبواب ثلاث...» (محمد، مرجع سابق، 1903، صفحة 352).
بدأ الورثيراني في وصف المدينة وصفا دقيقا مستعرضا نشأتها حسب ما سمع، وحالتها السياسية والثقافية والدينية والاقتصادية، مستدلا في كل ما يكتب بالأحاديث النبوية الشريفة، وأقوال الذين نقل عنهم أقوالهم، وفي بعض الحالات ينقل عن المصادر التاريخية التي اطلع عليها. غير أن توجهه الصوفي المناوئ لحياة الترف والبذخ، جعلته يقف على بعض الأوضاع التي يعارضها ويقف ضدها، ويعتبرها من الأمور التي تبعد سكان المدينة عن الحلال، فقال: «وقد علمت بأن مثل هذا الوطن يقل فيه الحلال ويكثر فيه الحرام والمتشابه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من أكل الحلال أطاع الله شاء أم أبى ومن أكل الحرام عصى الله شاء أم أبى» مع أن أهل الشهوات من أهل الملابس والمفاخر والأسرة والحلل، قد صاروا» (محمد، مرجع سابق، 1903، صفحة 358). هذا ولم يهمل الجوانب الإيجابية التي لاحظها في المدينة، وحسنها وطبيعة سكانها فقال: «نعم هي بلدة طيبة يستحليها الناظر، ويستحسنها المقيم والمسافر، فليست كثيرة الصفاء، ولا بعيدة الجفاء، ولا قوية الوفاء، عامتها بين اعتقاد وانتقاد، وخاصتها بين رغبة وغبطة وحسد وعناد...» ثم يذكر طبيعة المجتمع المحلي المتأثر بالغلظة والقسوة لقربه إلى البداوة. فقال:» فالسب فيها كثير والقبح واللعنة جار في أسواقها لا يسكن اضطرامها « (محمد، مرجع سابق، 1903)
التقى الشيخ الورثيراني خلال إقامته بالمدينة ومروره عليها بعدد من العلماء والفقهاء والفضلاء الذين تعج بهم المدينة، والذين ذكرهم في سياق حديثه عنهم، ووصفهم وصفا يليق بمقامهم قلما نجد ذلك في غيره من المصادر التاريخية التي تتحدث عن الحياة الفكرية في المدينة، وقال عن ذلك: « إن قسنطينة هذه قد اجتمعنا فيها مع الفضلاء والنجباء والصلحاء وأعيان الوقت السالمين إن شاء الله بسببهم  من المقت منهم العالم الفاضل والصالح الكامل والورع العدل شيخنا وعمدتنا الولي الصالح والبدر الواضح سيدي يحي اليعلاوي ومثله في الفضل والعلم الأدب النحوي اللغوي الفقيه سيدي أحمد الزين ...وهي الآن فيها أفاضل في العلم والصلاح والورع والزهد، وقد اجتمعنا بهم في محل نزولنا عند الولي الصالح والقطب الواضح سيدي السعيد السفري » (محمد، مرجع سابق، 1903) .
لقد ذكر الشيخ الورثيراني في رحلته، وخلال مروره واقامته في هذه المدينة العديد من علمائها، وأعيانها وشخصياتها الذين زارهم واحتك بهم، بل توسع في وصف حالة بعضهم، خاصة الذين يرى فيهم خوارق العادات من رجال الغيب والصلاح، وكان من بين هؤلاء الذين خصهم بالذكر السيد: أبو القاسم الزواوي الذي أسهب في ذكر بعض كراماته وحالته التي كان يعيش فيها، وكيف كان يعامله الناس، وإلى أي حال انتقل امره. كما تعرض على ذكر مرابط آخر اعتبره من أهل التقوى، وقال بأنه يرى الرسول صلى الله عليه وسلم يقظة، وكذا حال زوجة هذا المرابط وحالها. (محمد، مرجع سابق، 1903، صفحة 365). 
الحياة الاقتصادية للمجتمع القسنطيني
هذا، وذكر الحالة الاقتصادية التي كان عليها المجتمع القسنطيني خلال مروره بها فقال: «فتعد المقاطعة إحدى الموارد الرئيسية لخزانة الدولة لما تقدمه من ضرائب وأموال نتيجة كثرة منتوجاتها الفلاحية، فهي متنوعة وجيدة. فكانت بذلك إحدى أهم المناطق الرئيسية التي تعتمد عليها الدولة خاصة وأنها تعرف رخاء كبيرا وأرزاقا واسعة، حتى وإن كانت فقيرة إلى بعض المنتوجات مثل الفواكه، بينما الحبوب (القمح) والمنتوجات الحيوانية فهي كثيرة تصدر الفائض إلى مناطق أخرى، مما جعلها إحدى أهم المحطات التجارية في الشرق الجزائري فتأتيها القوافل من كل النواحي (شنب، 1903، صفحة 686). هذا وتتوفر المدينة على مصدر مائي هام جدا، وهو وادي الرمال.
واقع قسنطينة وتأثيره على الحياة الدينية  
لقد أثر الرخاء الذي عرفته المدينة تأثيرا كبيرا على الحياة الدينية بها، فالمدينة ليست (خالية من العلماء والصلحاء) (شنب، 1903، صفحة 687)، إلا أن تأثيرهم في حياة أهل قسنطينة يبدو ضئيلا جدا لعدم استجابة أهلها لهم، وذلك بفعل انتشار العوامل المساعدة على الابتعاد عن التقشف، وكذا الحياة الصوفية التي تعتمد الميل نحو العزلة والزهد. أما مدينة قسنطينة «فلما كثر رزقها واتسع انفاقها عسر الوصول فيها إلى الله لقلة المساعد» (شنب، 1903، صفحة 688)، ولذلك كثر المعاندون والمتكبرون الذين لا يهتمون بالعلماء والفضلاء الذين يأخذون بأيدي العامة إلى النجاة.
فكأنك ترى هذه المدينة خالية من الرجال الصالحين الذين يُبيِّنون للعامة الحلال والحرام، فانتشر الحرام بين الناس، وقلّ التعامل بالحلال، وفحل بهم الظلم المكفر للسيئات الذنوب، وبالرغم من ذلك، فلابد من طاعة الأمراء إن لم يأمروا بمعصية ولم يخرجوا عن الدين.
فما حلّ بقسنطينة من باياتها كان ناتجا عن خروج الناس على دينهم. فطاعة هؤلاء الأمراء أمر واجب شرعا، واقتداء العامة بهم إن لم يخالفوا الشرع ضروري لابد منه.
ذكر علماء وفضلاء المدينة
تعدّ قسنطينة في العهد العثماني وقبله حضيرة من حضائر العلم والعلماء الذين تركوا إسهامات هامة في الحياة الفكرية الإسلامية. فالمدينة، أثناء زيارة الورثيراني لها، تعدُّ معقلا للمتعلمين والباحثين عن العلم، ويتضح ذلك من خلال عدد العلماء البازين الذين عمد إلى زيارتهم، وقد ذكر في الرحلة عدد كبير من هؤلاء العلماء، مثل: الشيخ يحيى اليعلاوي، وأحمد الزين، وعلي الزموري، وخليفة الشارف، وأحمد العلمي...، وكذا ذكر قضاة قسنطينة في عصره، والذين تعرف على بعضهم خلال هذه الزيارة أمثال: قاضي المالكية (إبراهيم الضرباني)، وقاضي الأحناف (شعبان بن جلول)، كما خص بالزيارة الشيخ: بدر الدين بن الفكون.
مجتمع قسنطينة وما جاورها
لقد خص الوثيراني المجتمع القسنطيني من خلال كتاب الرحلة بالحديث عن جوانب مختلفة أهمها:
كرامات بعض الصالحين من أهل قسنطينة: خص
 بالذكر زيارة (أبي القاسم الزواوي) الذي شهد له بالكرامات المختلفة، واستدل على ذلك بـما سمعه من حال زواجه، ووضعيته التي كان عليها قبل الزواج، وكيف يسَّر الله تعالى له الحياة بعد زواجه. 
كما ذكر الجدال القائم بين الشيخ عبد القادر 
الراشدي وطلبته الذين اختلفوا معه في مسألة دينية متعلقة بتفسير الآية﴿ ... لِمَا خَلَقْتُ بِيَدِيَّ... ﴾فكفروه على تفسيره لها. وهنا يظهر موقف الوثيراني من مسألة التكفير، وكيف عالجها وفق الشرع. وهذا يدل على سعة اطلاعه، وعلو كعبه في النوازل الفقهية. واستنتج بأن موقف هؤلاء الطلبة والتهم التي اتهم بها الراشدي، سببها الحسد لما بلغه من مرتبة علمية واسعة، فوقف الطلبة منه هذا الموقف «حاسدين له فيما بلغه من مرتبة علمية محاولين الوشاية به إلى باي قسنطينة» (شنب، 1903).
وصف المجتمع القسنطيني
يعتبر المجتمع القسنطيني في القرن الثاني عشر الهجري /18م نموذجا للمجتمع الريفي المتمدن الذي يكثر فيه الظلم والتناحر بين المواطنين، ويظهر ذلك من خلال طبيعية حياتهم اليومية، وتعاملهم فيما بينهم خاصة في الأسواق. أين يمكن أن يقف الواحد على حالة وطبيعة هذا المجتمع، فالمجتمع الريفي، يتميز بالغلظة والقسوة الناتجتين عن حال هذا المجتمع الثقافية، فيكثر بينهم السب والاعتقاد السيئ بين العامة –سوء الظن-مما جعل أسباب الظلم بين أفراد المجتمع المحلي سائدة، وخروجهم عن طاعة الحاكم ظاهرة، وهذا ما دفع بالورثيراني إلى تخصيص باب كامل حول وجوب طاعة ولاة الأمر في غير معصية. 
ذكر أهل زمورة
من المناطق التابعة لإقليم بايلك الشرق، والتي خصها الورثيراني بوصف هام لما خرج من بلدته قاصدا الحج، فمر بها، وقال عنها: «وزمورة، كثيرة المياه، وأرضها ذات زرع وضرع بلا اشتباه، طعامها جيد، وسوقها عامر مفيد، وفيها برج للنوبة من الترك –حفظها الله من أكبر المعاصي والشرك-وفيها قائد» (محمد، شوارق الانوار في تحرير معاني الاذكار، 2016، الصفحات 100-101).
هذا وقد وصف سكانها، فقال: «وأهلها سائرهم يظلمون، وكيدهم في نحورهم دائم، يسعون ببعضهم بعضان وقد اهلكوا ولم يكن من الله الرضى، وبسبب ذلك اضطرمت نار الفتنة وحقت عليهم نار الفتنة» (مرجع سابق، 2016، صفحة 190). 
خلال عودته من الحج، مر بها ثانية، وخص ساكنيها بالحديث عنهم ووصف حالهم. فتعرض إلى ذكر أعيانها وعلمائها، ووصف حالة سكانها الذين لا يختلفون كثيرا عن سكان قسنطينة في طبائعهم وعاداتهم، خاصة ما تعلق بطريقة استقباله واستضافتهم للحجاج الذين كانوا معه أثناء عودتهم من أداء مناسك الحج.
أما من حيث وصف الشيخ لهم، فذكر أنه مجتمع مبني على العصبية الجاهلية، وأن الظلم بين سكانها منتشر لأتفه الأسباب «إذ قتالهم بلا تأويل، وإنما هو مجرد تعصب وحمية جاهلية وأنفة شيطانية» (شنب م.، 1903، صفحة 700). ويعيد أسباب هذه الظاهرة إلى:
أن المنطقة غير خاضعة بصورة مباشرة إلى الحكم 
المركزي على الرغم من وجود قائد ببرجها وآغا بها، وهما اللذان يحكمان بالمكر والخديعة، ولا يبسطان نفوذهما على المنطقة بالقانون والقوة، ولذا ساد الاعتداء والظلم، والخروج عن الدين. ومن مظاهر ذلك: التبرج بين النساء في البلدة، وابتعاد أهلها عن تعاليم الدين فهم: «متصفون بالبدع الشنيعة والأحوال الخسيسة».
لقد حاول الورثيراني إرشادهم إلى التمسك بشرع الله تعالى وترك العادات السيئة والمنكرات، ولكنه وجدهم قليلي الاستجابة، مما جعله يحكم على أن السكن والبقاء إلى جانبهم من الأمور الصعبة فقال: «وطبائعهم خارجة عن طرق أهل الصلاح فلا تحسن معاشرتهم ولا السكنى معهم» (شنب م.، 1903، صفحة 701) فلا يخشون الله ولا يخشعون لذكره، ولا يتناصحون فيما بينهم، بل يكثر الفساق في مجالسهم لأنهم توارثوا تلك العادات القبيحة. 
وهنا نستنتج بأن الولاة الذين تعينهم السلطة المركزية كثيرا ما كانوا هم السبب في الفتن والثورات التي تندلع في المناطق الجبلية الحصينة والمتمردة في معظمها عن السلطة المركزية، إضافة إلى أسلوب الإدارة العثمانية في هذه المناطق الجبلية والريفية، حيث تُعِين صفا على صف، وتساعد في كثير من الحالات على الاقتتال بين السكان، كي تصل إلى مبتغاها، ولا يهم هؤلاء الولاة إلا تحصيل الجباية، ومصلحتهم الخاصة.
خاتمة
تعتبر الرحلة الورثيلانية من المصادر التاريخية الهامة في دراسة المجتمع الجزائري عامة، وحالة المدن التي ذكرها الشيخ الورثيراني، وسجلها في رحلته هذه خاصة. وذلك لاحتوائها واشتمالها على معلومات دقيقة حول حياة المجتمع الجزائري خاصة، والمجتمعات العربية والإسلامية عامة، والتي اطلع عليها في رحلاته الداخلية والحجازية. مما يجعلنا نقول بأن كتاب نزهة الأنظار في فضل علم التاريخ والأخبار (الرحلة الورثيلانية) ذو أهمية تاريخية كبيرة في معرفة حالة المجتمعات الإسلامية مشرقا ومغربا، سواء من الناحية السياسية، أو الثقافية، أو الاقتصادية،  أو طبيعة هذه المجتمعات  في فترة حياة الشيخ... إضافة إلى طبيعة العادات ونوعية اهتمامات العامة، فحتى وإن خلت الرحلة من نقد بعض المظاهر السلبية المنتشرة  خاصة السياسية منها، وما يتعلق بالجزائر على وجه الخصوص، فإن أهميتها كبيرة لكونها من أبرز الرحلات الحجازية المغاربية التي شهدتها الفترة العثمانية عامة والقرن الثاني عشر الهجري/ 18م خاصة، وذلك لما جمعت بين التحصيل العلمي ومقاصد الحج التي سجلها وعاشها الورثيراني في هذه الرحلة،  كما أنه ذكر فيها الحالة الثقافية التي كان عليها العالم الإسلامي عامة، والجزائر خاصة، وتعرض إلى التعريف بالعلماء الذين اجتمع بهم، أو أخذ عنهم، أو ناقشهم. كما بيّن البيوت العلمية والأسر التي توارثت العلم في الجزائر، سواء في بلدته او المناطق التي زارها ، ومنها قسنطينة، بجاية، مجانة وغيرها. تبقى الرحلة الورثيلانية من المصادر التريخية الهامة التي تؤرخ للقرن  الثاني عشر الهجري/ 18 م لما تحتوي عليه  من معلومات موضوعية مختلفة سواء كانت تاريخية ، او دينية أو اجتماعية أو سياسية دقيقة وبقلم جزائري  عاش احداثها، ى وقد قل  من من كتب في هذه الفترة عنها.
البوعدلي، المهدي. (ماي - جويلية, 1973). تراجم بعض مشاهير علماء زواوة. الأصالة(14-15)، 274.
الحفناوي، ابو القاسم. (د,س). تعريف الخلف برجال السلف (المجلد ج1). المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية الجزائر.
المرثلاني مرجع سابق. (2016). مرجع سابق. 190.
الورثلاني، الحسين بن محمد. (1903). مرجع سابق (المجلد ج3). (بيير فونتانا الجزائر، المحرر)
الورثلاني، الحسين بن محمد. (2016). شوارق الانوار في تحرير معاني الاذكار (المجلد ج1). دار الكفاية الجزائر.
الورثلاني، الحسين بن محمد السعيد. (د.س). شرح نظم النورية، مخطوط. 
الورثلاني، تحقيق بن شنب. (1903). الرحلة الورثلانية. بيير فونتانا.
سعد الله، أبو القاسم. (1985). تاريخ الجزائر الثقافي (المجلد ج2). الشركة الوطنية للنشر والاشهار .
Hadj Sadouk Mohamed. (1951). ،A travers la Berberie Orientale de 18 siècle avec le voyage ALWARTHILANi. Revue Africaine(95)، 315-396.
الملاحق
الملحق (01):  خارطة عن رحلات الورثلاني الداخلي

@pour_citer_ce_document

محند أكلي آيت سوكي, «مجتمع قسنطينة وما جاورها من خلال الرحلة الورثيلانية»

[En ligne] ,[#G_TITLE:#langue] ,[#G_TITLE:#langue]
Papier : 224-235,
Date Publication Sur Papier : 2024-07-01,
Date Pulication Electronique : 2024-07-01,
mis a jour le : 01/07/2024,
URL : https://revues.univ-setif2.dz:443/revue/index.php?id=10081.