بلاغة التواصل في التراث النقدي والبلاغي العربي شروط الإنتاج والتلقيThe communication rhetoric in critical and rhetorical Arab heritages Necessary conditions for production and receptionL’art de la communication dans le patrimoine rhétorique arabe Conditions de production et de réception
Plan du site au format XML


Archive: revues des lettres et sciences sociales


N°01 Avril 2004


N°02 Mai 2005


N°03 Novembre 2005


N°04 Juin 2006


N°05 Juin 2007


N°06 Janvier 2008


N°07 Juin 2008


N°08 Mai 2009


N°09 Octobre 2009


N°10 Décembre 2009


N°11 Juin 2010


N°12 Juillet 2010


N°13 Janvier 2011


N°14 Juin 2011


N°15 Juillet 2012


N°16 Décembre 2012


N°17 Septembre 2013


Revue des Lettres et Sciences Sociales


N°18 Juin 2014


N°19 Décembre 2014


N°20 Juin 2015


N°21 Décembre 2015


N°22 Juin 2016


N° 23 Décembre 2016


N° 24 Juin 2017


N° 25 Décembre 2017


N°26 Vol 15- 2018


N°27 Vol 15- 2018


N°28 Vol 15- 2018


N°01 Vol 16- 2019


N°02 Vol 16- 2019


N°03 Vol 16- 2019


N°04 Vol 16- 2019


N°01 VOL 17-2020


N:02 vol 17-2020


N:03 vol 17-2020


N°01 vol 18-2021


N°02 vol 18-2021


N°01 vol 19-2022


N°02 vol 19-2022


N°01 vol 20-2023


N°02 vol 20-2023


N°01 vol 21-2024


N°02 vol 21-2024


A propos

avancée

Archive PDF

N°02 vol 21-2024

بلاغة التواصل في التراث النقدي والبلاغي العربي شروط الإنتاج والتلقي
L’art de la communication dans le patrimoine rhétorique arabe Conditions de production et de réception
The communication rhetoric in critical and rhetorical Arab heritages Necessary conditions for production and reception
153-163
تاريخ الاستلام 2023-11-10 تاريخ القبول 09-10-2024

مديحة دبابي
  • resume:Ar
  • resume
  • Abstract
  • Auteurs
  • TEXTE INTEGRAL
  • Bibliographie
تحاول هذه الدراسة تتبع فكرة التواصل في التراث النقدي والبلاغي العربي بين مُنتِج الخطاب ومتلقيه، والكشف عن شروط الخطاب وشروط الإنتاج والتلقي التي وضعها البلاغيون والنقاد العرب القدامى من أجل تحقيق التواصل بين المتكلم والسامع إقناعا وإمتاعا، ويصل البحث لنتيجة هامة تتمثل في الوعي النقدي بحقيقة الكلام البليغ، وبشروط الكلام غير اللغوية في التراث العربي. معلومات حول المقال
 
الكلمات المفتاحية:التواصل,المُنتِج. المتلقي,التراث,الخطاب
Cette étude tente de retracer l’idée de communication dans l’héritage critique et rhétorique arabe entre l’auteur et le destinataire du discours, et la divulgation des termes de la parole et des conditions de production et de réception fixés par les anciens païens arabes et les critiques afin de parvenir à la communication entre l’orateur et l’auditeur de manière convaincante. La recherche aboutit à une conclusion importante, il y a une conscience critique de la vérité de la parole éloquente, et des conditions de la parole non linguistique dans l’héritage arabe.      
 
Mots clés:communication,Émetteur,Récepteur,Patrimoine,Discours
The aim of this study is to follow the idea of communication in the Arab critical and rhetorical heritage between the speaker and the recipient, and to uncover the conditions of speech, production, and reception established by Arab rhetoricians and critics in order to facilitate effective communication that persuades and entertains. This research has brought about an important result, namely the critical consciousness of the nature of eloquent speech and the non-linguistic conditions of speech in the Arab heritage.
Keywords:communication,speaker,recipient,heritage,speech

Quelques mots à propos de :  مديحة دبابي

Dr. Madiha Debabi    المدرسة العليا للأساتذة مسعود زغار سطيف، الجزائر  m.debabi@ens-setif.dz
مقدمة 
تعتبر نظرية التواصل «la théorie de la communication» واحدة من النظريات الحديثة، وهي نظرية تهتم بكل أشكال الخطاب مهما كانت القناة المختارة، والشفرة Code المستخدمة باعتبارها «نسق من الإشارات أو الرموز المراد منها تبادل المعلومات بين الملقي والمتلقي أو المرسل والمرسل إليه.» ( المنطمة العربية للتربية و الثقافة والعلوم، مكتب تنسيق التعريب، 2002)، ويقوم نموذجها المؤسس على العناصر الثلاثة: المرسل- الرسالة- المرسل إليه؛ إذ تشتغل هذه النظرية على عملية التخاطب ككل وليس على الخطاب فقط، حيث تؤكد على» أن ظروف المقال غير اللغوية كالمتكلم والسامع تقوم بدور هام في تحديد خصائص الخطاب.» (صمود، 1981)
 إن انتقال خطاب من مرسل إلى متلق بشكل يضمن التواصل الفعال من حيث هو عملية يتم خلالها نقل واستقبال كلام وأفكار وأخبار وأحاسيس الآخرين، هو ما يؤسس لبلاغة التواصل باعتبار أن الأخير هو «تبادل الكلام بين متكلم ينتج ألفاظا موجهة لمتكلم آخر يقوم بدور المخاطب المستمع. الاتصال حسب المنظرين واللسانيين هو نقل معلومة من نقطة إلى أخرى (مكان أو شخص) بواسطة إرسالية لها شكل معين» ( المنطمة العربية للتربية و الثقافة والعلوم، مكتب تنسيق التعريب، 2002) حيث تنطلق الرسالة بين الذات المتكلمة والذات المستقبلة، ويفترض التواصل(على وزن تفاعل) ردا من المتلقي قولا أو فعلا، فليس الهدف فقط الإخبار المباشر، بل يهدف التواصل البلاغي إلى التأثير في المتلقي، ويكفي الرجوع إلى تعريف البلاغة بما هي بلوغ ووصول وانتهاء إلى قلب السامع/المرسل إليه  لنجد أن «البلاغة لغة تنبئ عن الوصول والانتهاء، يقال: بلغ فلان مراده إذا وصل إليه، وبلغ الركب المدينة إذا انتهى إليها، واصطلاحاً؛ تكون وصفاً للكلام والمتكلم؛ فبلاغة الكلام مطابقته لمقتضى الحال، والحال هو الأمر الداعي للمتكلم إلى أن يميز كلامه بميزة هي مقتضى الحال (...) وبلاغة المتكلم ملكة يقتدر بها على تأليف كلام بليغ في أي معنى قصد .» (الشايب، 1945)
 ولعل الناظر في التراث العربي يعثر في الكثير من المؤلفات النقدية والبلاغية ما يمكن أن يقترب من النظريات الحديثة؛ إنها مؤلفات تجد في كل زمن قوتها وراهنتيها، وذلك بفعل القراءة التي تحاول في كل عصر استكشاف الخطاب وتأويله. 
على ضوء هذا تتحدد أهداف هذه الورقة المتمثلة في: التأكيد على ضرورة العودة النقدية لتراثنا البلاغي والنقدي استكشافا واستنطاقا، وتحيينه بما يتناسب وراهن الأسئلة المعرفية والوجودية؛ فتفعيل التواصل بين الذوات من شأنه أن يجفف منابع العنف، إذ اهتم النقاد والبلاغيون العرب كل من وجهة نظره بالعناصر غير اللغوية لعملية التواصل، كالشروط التي يجب توفرها في المرسل/المتكلم والمرسل إليه / المستمع لتحقيق وضمان التواصل، ومن هنا انبثقت إشكالية البحث: إلى أي مدى تشكّل في الوعي النقدي والبلاغي العربي القديم ما يمكن أن يقارب مفاهيم التواصل المعاصر والبلاغة الجديدة، بحيث يحقق التواصل بين الذوات سدا أمام العنف بشتى صوره؟
اعتمادا على المنهج الوصفي التحليلي تحاول هذه الورقة استقراء وتحليل ما جاء في أمهات الكتب النقدية العربية القديمة، للكشف عن فكرة التواصل في التراث العربي والشروط التي وضعها النقاد والبلاغيون العرب للكلام البليغ والعوامل غير اللغوية التي تساهم في تحقيق الخطاب لهدفه ووظيفته.
إننا نفترض داخل هذه القراءة وبناء على مؤشرات داخل النصوص النقدية العربية القديمة وجود شروط تحكم إنتاج وتلقي الخطاب، وهو ما يشير إلى وعي نقدي بحقيقة الكلام البليغ الذي لا يكتفي فقط بتحقيق التواصل بما هو إخبار مباشر، وإنما إحداث تأثير في المتلقي إقناعا ثم إمتاعا، وتحقيق الاتفاق والرضا بين أطراف العملية التواصلية دون إكراه ولا تعسف.
لهذا سينطلق البحث في قراءة النصوص التراثية البلاغية والنقدية العربية للبحث عن شروط الإنتاج والتلقي، وشروط الكلام البليغ التي تسهم وتؤسس لبلاغة التواصل/التواصل البلاغي بين المرسل والمرسل إليه.
بلاغة التواصل /التواصل البلاغي في التراث العربي
يعدّ القرآن، والخطاب الشعري والخطابة أهم الخطابات استقطابا لاهتمام النقاد والبلاغيين العرب القدامى، فعنوا ببلاغتهم عناية بالغة، كما وجد عندهم الاهتمام بالعناصر خارج اللغوية مثل المرسل/شاعرا أو ناثرا أو خطيبا أو متكلما ... كيف يوصل خطابه إلى المتلقي، وكيف يثيره ويغيّر اعتقاده ويجعله يكف أو يسلك سلوكا ما « القصد في التخييل والإقناع حمل النفوس على فعل شيء أو اعتقاده، أو التخلي عن فعله واعتقاده، وكانت النفس إنما تتحرك لفعل شيء أو طلبه أو اعتقاده أو التخلي عن واحد من الفعل والطلب والاعتقاد، بأن يخيل لها أو يوقع في غالب ظنها أنه خير أو شرّ بطريق من الطرق التي يقال بها في الأشياء إنها خيرات أو شرور.» (القرطاجني، 1986)، فالغاية من الكلام البليغ هي التأثير وإحداث فعل ما.
ولأجل تحقيق هذه الوظيفة، وضع النقاد القدامى للمرسل/المتكلم قواعد في بناء خطابه، بما يتناسب مع حال المرسل إليه/ المتلقي وفق مبدأ أساسي «موافقة الحال وما يجب لكل مقام من المقال» (الجاحظ، 1998، أ) الذي يحكم العملية التواصلية؛ ذلك أن جوهر هذه الأخيرة هو التفاعل بين الأركان الثلاثة في كل خطاب (المرسل-الرسالة-المرسل إليه) دون غياب أي ركن فيها، لأن غياب أحدها يحدث إرباكا للمنظومة التواصلية، لذا أكد البلاغيون العرب على ضرورة مراعاة كل طرف من أطراف العملية التواصلية ونلمس هذا في تعريفهم للبلاغة. 
من هذا المنطلق فقد ورد في «البيان والتبيين» للجاحظ تعريف للبلاغة بما يؤكد قيمة التأثير على المتلقي باعتبارها غاية أولى للكلام البليغ، إذ ذكر الجاحظ تعريف البلاغة عند مختلف الشعوب ومما جاء فيه: «جماع البلاغة البصر بالحجة، والمعرفة بمواضع الفرصة. ثم قال: ومن البصر بالحجة، والمعرفة بمواضع الفرصة، أن تدع الإفصاح بها إلى الكناية عنها، إذا كان الإفصاح أوغر طريقة. وربما كان الإضراب عنها صفحاً أبلغ في الدرك، وأحق بالظفر قال: وقال مَرَّة : جماع البلاغة التماس حسن الموقع، والمعرفة بساعات القول.» (الجاحظ، 1998، أ) فالجاحظ يفهم  البلاغة على أنها أداة من أدوات الإقناع/الإيقاع، والغاية هي التأثير في المتلقي فهو المستهدف من الخطاب، وهذا ما تدل عليه لفظة «أوغر»، «أبلغ»، «الظفر» كأن البليغ ينتهج طريقة/ استراتيجية للإيقاع بالمتلقي واصطياده من خلال البلاغة؛ من حيث كونها البصر بالحجة، والغاية منها التأثير لا الإمتاع بالدرجة الأولى ؛ الذي لا يعدو أن يكون وسيلة أو جسرا وليس غاية في حد ذاته.
 أضف إلى ذلك يؤكد الجاحظ على المتكلم البليغ أن يراعي ملاءمة الكلام لأذواق المستمعين/المخاطبين وعقولهم، فلكل مقام مقال «مدار الأمر على إفهام كل قوم بمقدار طاقتهم، والحمل عليهم على أقدار منازلهم» (الجاحظ، 1998، أ) فيشترط في الكلام مراعاة مقتضى الحال؛ حال المتلقي ونسقه الثقافي؛ إذ يتغير الخطاب مراعاة للمتلقي على اختلاف أحواله ومنازله وطاقاته وطبقاته ؛ لأن الهدف هو التأثير فيه وإقناعه بالقول البليغ الواضح القوي، الشريف لفظا ومعنى، من ذاك ما قاله بشر بن المعتمر وهو مار على فتية يتعلمون الخطابة فنصحهم ليصلوا مرتبة البليغ التام  قائلا: «ومن أرَاغَ معنى كريما فليلتمس له لفظاً كريماً ؛ فإنّ حق المعنى الشريف اللفظ الشريف(...) ومَدارُ الشرف على الصواب وإحراز المنفعة، مع موافقة الحال، وما يجب لكل مقام من المقال.» (الجاحظ، 1998، أ) فمن خلال هذ القول تتحدد الشروط الفنية لإبداع الخطاب لفظا ومعنى، ومن أبرز شروط شعريته في نظرية البيان «الشرف» وهو «الفائدة التي يحملها الكلام إلى ذهن السامع أو القارئ، ومطابقته لمقتضيات الظروف الملابسة والأحوال المحيط، وصفة اللفظ الشرف والحلاوة والجزالة والرشاقة والعذوبة «من حيث حسن وقعه في السمع وخفة حركته في النطق.» (عاصي، 1974)
وتماشيا مع ما تم ذكره فإن تصوّر البلاغيين العرب للبلاغة يتوافق مع الطرح اللساني والبلاغي الحديث، على اعتبار أن البلاغة هي «إنجاز غاية عملية، وهي نجاح المتكلم في إيصال ما يريد إيصاله إلى المتلقي، وهي لديهم ذات وظيفة إفهامية إقناعية» (المجيد، 2000) من هنا يمكننا القول إن تحقيق بلاغة التواصل عند العرب، تفترض مرسلا ومتلقيا ورسالة، والهدف هو الإقناع والإفهام، مع التركيز على المرسل إليه /المتلقي فوجب -حسبهم- أن يطابق الكلام حالة المتلقي النفسية، وطاقته وقدرته على التأويل، ومراعاة طبقته الاجتماعية والثقافية، إذ يفرض الجاحظ على المتكلم أن يكون قادرا على صياغة كلامه وفق مستوى فهم السامع وثقافته ومرتبته الاجتماعية « لا يكلِّم سيد الأمة بكلام الأمة، ولا الملوك بكلام السوقة، ويكون في قواه فضل التصرف في كل طبقة، ولا يدقق المعاني كل التدقيق، ولا ينقح الألفاظ كل التنقيح، ولا يصفيها كل التصفية، ولا يهذبها غاية التهذيب.»  (الجاحظ، 1998، أ) فلمخاطبة السامع يُفترض بالمتكلم الوعي بالطبقة التي ينتمي إليها المتكلم ثقافيا واجتماعيا وسياسيا، كما يفترض به الوعي بقدرة المتلقي على فهم ذلك الكلام؛ ذلك أن البيان هو الوضوح والوصول إلى ذهن وقلب المرسل إليه/المستمع؛ فيحدث التفاعل مع الخطاب/الرسالة. 
وفي هذا الإطار اهتم البلاغيون والنقاد العرب بالعناصر غير اللغوية، وما كان يقوم بينها من روابط، ويؤكد هذا قول «حمادي صمود» (1981، صفحة 598)الذي يرى أن الجاحظ: «يتناول مسائل البلاغة من زاوية التواصل، ولذلك احتل المتكلم والسامع في نظريته مكانة لا تقل عن مكانة الكلام، وكان اهتمامه بالتلفظ في مستوى اهتمامه بالملفوظ» ومما يعضد هذا القول، رؤية ميشال عاصي لمقومات البلاغة عند الجاحظ، فهو يرى أن البلاغة عند الجاحظ «ليست مجرد خصائص بيانية يقوم عليها بناء اللغة الكلامية في حد ذاتها، وإنما البلاغة في مفهومه تتعدى البنية اللغوية وخصائصها الذاتية لتشمل أيضا جملة من خصائص معينة يجب أن تتوافر للمتكلم الساعي إلى التعبير عن حاجاته، والسامع الذي يتلقى الكلام في الطرف الآخر، والمقصود بالاستجابة والتلبية.» (عاصي، 1974)  مستندا أساسا إلى أن «مدار الأمر والغاية التي يجري إليها القائل و السامع إنما هو الفهم والإفهام؛ فبأي شيء بلغت الإفهام وأوضحت عن المعنى، فذلك هو البيان في ذلك الموضع.» (الجاحظ، 1998، أ)فالبيان قائم في  جوهره على تحقيق التواصل بين المرسل والمرسل إليه من خلال  الرسالة، هذا التواصل ليس  بمعنى الإخبار المباشر بل له فنيات بلاغية تجعله يبلغ غاية أسمى، هي التأثير في المتلقي ودفعه إلى سلوك ما .
بناء على هذا فإن منظومة التواصل في نظرية البيان ترتكز على العناصر التالية كما يوضّح أحمد عبد الواسع الحميري (2005): 
-ركن المبين/المرسل: وهو المتكلم/ الخطيب/ الشاعر فهو من ذوي القدرة على الإقناع والتأثير، أي ممن يمتلكون سلطة البيان، وقد ألزم النقاد المرسل بالتوفيق بين شروط صناعته وشروط المتلقين، ومن بين تلك الشروط: إلمامه بشروط صناعة القول بالحال والمقام (حالة المتلقي) وأن يكون قادرا في الوقت نفسه على المطابقة بين شروط الحال وشروط المقال.
-المبيَّن/ الرسالة: شعرية المعنى واللفظ وهو الشرف فشرف المعنى لياقته بمقام المخاطب 
-المبيّن له/ المرسل إليه: وهو من صيغ لأجله الخطاب وفق شروط ليحصل على الغاية التي ينبغي أن يحققها له الخطاب.
-أداة البيان: وهي اللغة أو اللسان التي نيطت بها وظيفتان:
وظيفة الإبانة عن المعنى اللائق بمقام المبين له، ووظيفة تزيين للمعنى في قلوبهم.
وخلاصة القول، تعد البلاغة فن الخطاب، الذي يراعي مقام التلقي (لكل مقام مقال) فيحقق التأثير؛ فالخطاب البليغ يؤثّر في المتلقي يقنعه ويمتعه.
المتكلم/المرسل وشروط الإنتاج
اعتنى البلاغيون العرب بالمؤهلات النفسية والجسدية، والظروف المادية والأوقات الملائمة للإنتاج والإبداع، فقد ورد في رسالة بشر بن المعتمر إلى فتية يتعلمون الخطابة قال فيها: «خد من نفسك ساعة نشاطك وفراغ بالك، وإجابتها إياك فإن قليل تلك الساعة أكرم جوهرا، وأشرف حسبا، وأحسن في الأسماع وأحلى في الصدور وأسلم من فاحش الخطأ، وأجلب لكل عين وغرّة من لفظ شريف ومعنى بديع».  (الجاحظ، 1998، أ) وفي نص الرسالة إشارة إلى الطرق التي يتبعها صاحب الخطاب، وكل الظروف والأوقات التي تجعل النفس تبدع في الصناعة /الكتابة، والمقدمات الضرورية لفعل التلفظ على نحو إبداعي؛ فتأتي الألفاظ «بليغة» والمعاني «شريفة» من خلال هذه المعاناة الشعرية. 
وكما اعتنى النقاد بالظروف المادية والأوقات المناسبة السابقة لفعل التلفظ، وضعوا شروطا وحددوا المؤهلات الجسدية التي تلزم المرسل/ المتكلم ليكون بليغا، ثم حرصوا على شرح الحالات النفسية التي ينبعث عنها الكلام البليغ، ومن هذا نذكر: 
 آلة البيان/البلاغة: المؤهلات الجسدية لمنتج الخطاب
شدّد النقاد والبلاغيون العرب على سلامة المرسل من آفات النطق حتى يكون مرسلا بينا، قادرا على التأثير، ومن هذه الشروط: سلامة اللسان من اللكنة، وتجنب العجمة واللحن. وهو ما سماه العسكري» تمام آلة البيان» (العسكري، 1952)، فيما راح الجاحظ يكشف عما يعتري اللسان من ضروب الآفات والأمراض: كاللثغة والفأفأة واللكنة والحبسة ... وحاجة المتكلم/الخطيب إلى سلامة أعضاء الجهاز الصوتي وأثرها على اكتمال آلة البيان، ومن ذلك قوله «قال سهل بن هارون: لو عَرفَ الزنجي فرط حاجته إلى ثناياه في إقامة الحروف، وتكميل آلة البيان، لما نزع ثناياه». (الجاحظ، 1998، أ)، فما يعيب المرسل/الخطيب هو عيوب النطق وأمراض الكلام، والاضطراب الذي قد يعتريه إثر مواجهة جمهور المخاطبين،. فلا يؤدي الخطاب الوظيفة المنوطة به لهذا حرص النقاد على السلامة الجسدية للمتكلم، خاصة سلامة النطق،ووضوحه، إضافة إلى تحكمه في انفعالاته وثقته بنفسه.
وكذلك اشترط الجرجاني «أن يكون المتكلم في ذلك جهير الصوت، جاري اللسان، لا تعترضه لكنة، ولا تقف به حبسة وأن يستعمل اللفظ الغريب والكلمة الوحشية، فإن استظهر للأمر وبالغ النظر فأن لا يلحن فيرفع في موضع النصب، أو يخطئ فيجيء باللفظة على غير ما هو عليه في الوضع اللغوي وعلى خلاف ما ثبتت به الرواية عن العرب» (الجرجاني، 2000) فالجرجاني يؤكد على سلامة النطق وجهوريته ووضوحه، وهذه الشروط تساهم بحق في نجاح العملية التواصلية. لأنها تؤكد على قدرة المرسل الجسدية نطقا وإخبارا، ثم حرص على الوعي بقوانين اللغة، وما جرت عليه عادة العرب في القول، وهذا من أجل أن يكون المرسل إليه /السامع على بينه من غرض ومقصد المرسل فلا يسيء الفهم، ويقع فعل التأثير.
العوامل النفسية الباعثة على القول البليغ
عُني النقاد العرب القدامى بالحالات النفسية للمرسل الملائمة للإنتاج والإبداع؛ فابن قتيبة في كتابه «الشعر والشعراء» التفت إلى العوامل النفسية الخاصة بالشاعر وأهميتها في العملية الإبداعية «والكتاب بدليل عنوانه ليس مقتصرا على دراسة خصائص الشعر-النص-الفنية ومعايير جودته ورداءته، فهو يتناول الشاعر بحكم أن هذا الأخير طرف أساسي في عملية الخلق الفني.» (صمود، 1981)، إذ نعثر داخل الكتاب على واحدة من القضايا المهمة في النقد ألا وهي ثنائية «الطبع والتكلف» التي تُعنى بالعلاقة بين الخطاب ومنتجه، وفي هذا السياق يورد ابن قتيبة قولا مهما عن الشاعر المطبوع يقول: «المطبوع من الشعراء من سمح بالشعر واقتدر على القوافي، وأراك في صدر بيته عجزه، وفي فاتحته قافيته، وتبينت على شعره رونق الطبع ووشي الغريزة، وإذا امتحن لم يتلعثم ولم يتزحر.» (ابن قتيبة، 1987) فالشاعر المقتدر له جودة الصياغة وفن القول الذي ينبثق من طبع وغريزة أصيلة في الذات المتكلمة. فيما اعتبر النقاد العرب التّكلف «مدار اللائمة ومستقر المذمّة» (الجاحظ، 1998، أ). 
ومن هذا المنطلق رأى النقاد والبلاغيون العرب في الطبع قوة باطنية تسمح بالقول البليغ دون تكلف ولا اصطناع، فالشاعر صاحب «الطبع الجيد» هو الذي فهم أسرار الكلام، وبصر بالغرض منه وقوي على صياغته «النظم صناعة آلتها الطبع. والطبع هو استكمال للنفس في فهم أسرار الكلام، والبصيرة بالمذاهب والأغراض التي من شأن الكلام الشعري أن ينحي به نحوها؛ فإذا أحاطت بذلك علما قويت على صوغ الكلام بحسبه عملا، وكان النفوذ في مقاصد النظم وأغراضه وحسن التصرف في مذاهبه وأنحائه إنما يكونان بقوى فكرية واهتداءات خاطرية/ تتفاوت فيها أفكار الشعراء.» (القرطاجني، 1986)، فما يؤسس للاختلاف بين الشعراء هو الطبع .
والطبع عند القدماء يتضمن فيما يتضمنه «تلك القوة التخييلية التي تستثار بالحوافز أو بالطواف في» «الرباع المخيلة والرياض المعشبة» أو بالوقوف عند الماء الجاري، والمكان الخضر الخالي وقوة الخيال هي قوة «الغريزة» نفسها، وهي قوة متفاوتة بمقدار اختلاف المؤثرات فيها، وهي بحاجة إلى دربة عن طريق الثقافة.» (عباس، 1983) وهو ما يعني أن النقاد لم يتوقفوا عند الطبع والتخييل فقط، بل رأوا حاجة الشاعر للدربة والمراس لإتقان الصنعة؛ فالخيال بوصفه قوة لدى الشاعر يحتاج إلى تغذية بالتثقف والتمرس، ويتطلب عوامل بيئية خصبة تؤثر في فعل قول الشعر، حيث أوجب النقاد على المرسل الدربة والرياضة للوصول إلى مقام الجيّد من القول ؛ إذ ذاك يكون المرسل/المتكلم حاذقا، بليغا، يروي الجاحظ نصا عن أحد العلماء بالبلاغة والخطابة يقول: «رأس الخطابة وعمودها الدربة و جناحها رواية الكلام وحلّيها الإعراب وبهاؤها تخيّر اللفظ» (الجاحظ، 1998، أ) إن قوة الخيال والمحاكاة التي يتفاوت ويختلف فيها الشعراء هي التي تؤسس لتجربة شعرية مختلفة مستمدة من خيال قوي وثقافة الشاعر «إن الشاعر يستمد معانيه من التجربة الحسية، فترسم المحسوسات في خياله، ثم يقيم الخيال العلاقات بينها، ويؤيد الشاعر تجربته المستمدة من الطبيعة بقوة الخيال/ المحاكاة والملاحظة والتجربة المستمدة عن طريق الثقافة، هذا ما يمكن أن نسميه بالتجربة الشعرية المستمدة من الواقع والمستعينة بالخيال والثقافة» (عباس، 1983)
أضف إلى ذلك اشترط النقاد فصاحة القول، والمعرفة بأساليب القول الجيد، يقول ابن رشيق (1981، صفحة 129) إن العرب كان: «نظرها في فصاحة الكلام وجزالته، وبسط المعنى وإبرازه، وإتقان بنية الشعر وإحكام القوافي وتلاحم الكلام بعضه ببعض «هذه الشروط هي السبيل للوصول إلى مرتبة الإبداع في القول، والتي لن تستقيم إلا بإتقان الصناعة وبالدربة والمراس والمعرفة الغزيرة بالأخبار، والعلم بالأحداث التي تتأتى من رواية الكلام. 
فضلا عن ذلك اعتنى النقاد العرب بانفعالات النفس التي تبعث على فعل القول: إذ يرى حازم أن قول الشعر يحدث بين حالات النفس قبضا (الكآبة والخوف) وبسطا (المسرة والرجاء) حيث يرى «أن للشعراء أغراضا أوَّل هي الباعثة على قول الشعر، وهي أمور تحدث عنها تأثرات وانفعالات للنفوس، لكون تلك الأمور مما يناسبها ويبسطها أو ينافرها ويقبضها، أو لاجتماع البسط والقبض والمناسبة والمنافرة في الأمر من وجهين» (القرطاجني، 1986) كما أوصى القرطاجني الشاعر باختيار الأوقات التي تبعث على قول الشعر والعمل بوصية أبي تمام للبحتري، مثل وقت السحر (القرطاجني، 1986)
وللشعر دواع تحث البطيء وتبعث المتكلّف حسب ابن قتيبة، وأورد مثلا الشاعر الكميت الذي كان يقول الشعر في الطالبيين و الأمويين معا، مع ما بينهما من صراع ديني سياسي دموي، ولكنه كان يقول في الطائفتين مدحا، وقد فسر ابن قتيبة فعل الكميت هذا ب «الطمع» وهو دافع نفسي جعل مدحه للأمويين أجود من مدح الطالبيين، يقول ابن قتيبة :»وهذه عندي قصة الكميت في مدحه بني أمية وآل أبي طالب، فإنه كان يتشيع وينحرف عن بني أمية بالرأي والهوى وشعره في بني أمية أجود منه في الطالبين، ولا أرى علة ذلك إلا قوة أسباب الطمع وإيثار النفس لعاجل الدنيا على آجل الآخرة» (ابن قتيبة، 1987) فالكميت يقفز على الهوة الدموية في الواقع ليجعل كلا من المتقاتلين ممدوحا، يثنى على هذا وذاك في وقت واحد، والمحرك لهذا الفعل حسب ابن قتيبة ليس حب هذا وذاك، ولكنه حب النفس .
البنية التفاعلية للخطاب
أكد الجاحظ أن الصياغة الجيدة، والبعد عن التصنّع والتكلف والإيجاز، له أثر في قلب المرسل إليه/ المتلقي «أحسن الكلام ما كان قليله يغنيك عن كثيره، ومعناه في ظاهر لفظه (...) فإذا كان المعنى شريفا واللفظ بليغا، وكان صحيح الطبع بعيدا من الاستكراه، ومنزّها عن الاختلال مصونا عن التكلف، صنع في القلوب صنيع الغيث في التربة الكريمة» (الجاحظ، 1998، أ) ؛أي من شروط «حسن «الكلام التي وضعها النقاد، المزاوجة بين شرف المعنى وبلاغة اللفظ، والصياغة المكتنزة بطاقة إيحائية؛ ويضيف الجاحظ « وأجود الشعر ما رأيته متلاحم الأجزاء سهل المخارج فتعلم أنه قد أفرغ إفراغا واحد، وسبك سبكا واحدا فهو يجرى على اللسان كما يجرى الدهان» (الجاحظ، 1998، أ) ومن هذا القول نستخرج: مفهوم «السبك» الذي يمتاز به أجود الشعر، وهو يدل عند الجاحظ على «الصياغة ومرادفه النحت، والمقصود به الدلالة على تحقيق جدوى الانسجام في إيقاعية الحروف والألفاظ فيما بينها من جهة، وفيما بين أجزاء الوزن أي التفاعيل من جهة ثانية، وفي الطلاوة الموسيقية الناتجة تألف هذه العناصر الإيقاعية فيما بينها جميعا من ناحية أخيرة» (عاصي، 1974) فالحسن في الخطاب والجيد منه هو بنيته المتماسكة وصياغته، وتآلف أصواته وكلماته وتراكيبه.
إن الخطاب هو موطن التواصل بين المرسل والمتلقي، فيحدث التفاعل بينهما، انطلاقا من المواقع البلاغية التي تجذب المتلقي نحو الخطاب، يقول القرطاجني: «اعلم أن خير الشعر ما صدر عن فكر ولع بالفن والغرض الذي القول فيه، مرتاح للجهة والمنحى الذي وجه إليه كلامه لإقباله بكليته على ما يقوله وتوفير نشاط الخاطر وحدته بالانصباب معه في شعبه والميل معه حيث مال به هواه.» (القرطاجني، 1986) ويقول أيضا «إذ المعتبر في حقيقة الشعر إنما هو التخييل والمحاكاة» (القرطاجني، 1986) فالموقع الذي يسكنه المتلقي كامن في المواقع البلاغية مواقع التخييل والتصوير هناك، حيث يمكن للحوار بين المتلقي/المرسل إليه والمتكلم /المرسل أن ينشأ ويحدث تواصلا بلاغيا، يقول الجرجاني «ومعلوم أن سبيل الكلام سبيل التصوير والصياغة، وأن سبيل التصوير والصياغة المعنى الذي يعبر عنه سبيل الشيء الذي يقع التصوير والصوغ فيه» (الجرجاني، 2000)، فالتفاعل الذي يحدث على مستوى الخطاب هو ثمرة تشارك بين مرسل الخطاب ومتلقيه وجدانيا ومعرفيا؛ إذا التزم المتكلم بشروط وفنيات القول التي ذكرناها سابقا.
 كما أوضح القرطاجني أن بنية القصيدة مشروطة بالتلقي، فكل المواقع البلاغية داخل الخطاب مرتبطة بالتأثير في المتلقي ومراعاة حالته ونشاطه (السأم، الاستراحة، الحب، السكون والسكينة، النفور ...) إذ يلح على ضرورة الانتقال من غرض إلى غرض في بنية القصيدة، والتفنن في تنويع المواضيع مراعاة لحال متلقيها، فذلك هو الشاعر الحاذق، يقول حازم القرطاجني (1986): 
إن الحذاق من الشعراء - المهتدين بطباعهم المسددة إلى ضروب الهيئات التي يحسن بها موقع الكلام من النفس من جهة لفظ أو معنى أو نظم أو أسلوب - لما وجدوا النفوس تسأم التمادي على حال واحدة وتؤثر الانتقال من حال إلى حال، ووجدوها تستريح إلى استئناف الأمر بعد الأمر واستجداد الشيء بعد الشيء، ووجدوها تنفر من الشيء الذي لم يتناه في الكثرة إذا أخذ مأخذا واحدا ساذجا، ولم يتحيل فيما يستجد نشاط النفس لقبوله بتنويعه، والافتنان في أنحاء الاعتماد به، وتسكن إلى الشيء وإن كان متناهيا في الكثرة إذا أخذ من شتى مآخذه التي من شأنها أن يخرج الكلام بها في معاريض مختلفة واحتيل في ما يستجد نشاط النفس لقبوله من تنويعه، والافتتان في أنحاء الاعتماد به ،اعتمدوا  في / القصائد أن يقسموا الكلام فيها إلى فصول.
وفق ما جاء في القول أعلاه يحتال الشاعر الحاذق بحيل لغوية لاستقطاب المتلقي وإشراكه في العملية الإنتاجية، فينوّع في الموضوعات عبر استراتيجية الانتقال والتنويع في أقسام الكلام، نظرا لعلمه بالحالة النفسية للمتلقي (مللا ونفورا أو نشاطا وإقبالا) فيعمل المتكلم/ الشاعر على إرواء الرغبة في التنوع لدى المرسل إليه/ المتلقي.
من جهة أخرى  يرى الجرجاني أن الناظم إن أجاد النظم والتأليف، وصلت المعاني إلى القلب والعكس صحيح، وتحقق التواصل مع المرسل إليه/ المتلقي، وبالتالي فإن نظم الخطاب له دور هام في ربط المرسل بالمرسل إليه «إذا كان النظم سويا والتأليف مستقيما، كان وصول المعنى إلى قلبك تلو وصول اللفظ إلى سمعك، وإذا كان على خلاف ما ينبغي، وصل اللفظ إلى السمع، وبقيتَ في المعنى تطلبه وتتعب فيه، وإذا أفرط الأمر في ذلك صار إلى التعقيد الذي  قالوا: «إنه يستهلك/ المعنى» (الجرجاني، 2000) حيث تجذب استقامة التأليف المتلقي نحو نص المرسل-المبدع، إذ ذاك يصل المعنى إلى قلب السامع، فالمتلقي لا يرتبط بألفاظ المبدع بل بمعانيه، يقول الجرجاني (2000، صفحة 263):
إذا رأيتهم يجعلون الألفاظ زينة للمعاني وحلية عليها[=هكذا] أو يجعلون المعاني كالجواري والألفاظ كالمعارض لها وكالوشى المحبّر واللباس الفاخر والكسوة الرائقة، إلى أشباه ذلك مما يفخمون به أمر اللفظ، ويجعلون المعنى يُتبل به ويُشرف = فاعلم أنهم يصفون كلاماً قد أعطاك المتكلم أغراضه فيه من طريق معنى المعنى، فكنى وعرض، ومثل واستعار، ثم أحسن / في ذلك كله وأصاب، ووضع كل شيء منه في موضعه، وأصاب به شاكلته، وعمد فيما كُنى به وشبه ومثل، لما حَسن مأخذه، ودق مسلكه، ولطفت إشارته، وأن المعرض وما في معناه، ليس هو اللفظ المنطوق به، ولكن معنى اللفظ الذى دللت به على المعنى الثاني.
استنادا إلى ما جاء في القول السابق يعد فن القول والعناصر الزخرفية مواقع بلاغية للذات المتقبلة، مواقع استهداف للمتلقي حتى يشارك بدوره في الإنتاج الدلالي وتأويل النص والبحث عن معنى المعنى. فقد اعتنى النقاد ببلاغة اللفظ تحت ما يسمى «الزخرف» وهو تزيين الكلام في قلب المستمع ؛ ذلك أن المراد بالزخرف «مختلف الوسائل الإبداعية التي يستطيع الأديب بواسطتها تحقيق غايته من بلاغة اللفظ والمعنى» (عاصي، 1974) حيث يستمتع المتلقي وهو يشاهد المعاني المزخرفة تتراءى كالجواري في معرض الألفاظ «إن المعنى إذ اكتسى لفظا حسنا وأعاره البليغ مخرجا سهلا، ومنحه المتكلم دلاًّ مُتعشَّقا صار في قلبك أحلى ولصدرك أملا» (الجاحظ، 1998، أ)  .
ولم يفت النقاد العرب الإشارة إلى طول الخطاب وتعقيده وغموضه وأثره على المرسل إليه؛ إذ رأوا أن الخطاب يتنزّل حسب المقام في منزلة بين المنزلتين، بين الإطناب والإيجاز؛ فيوجز المرسل في موقف الإيجاز ويطنب في موقف الإطناب، وهو ما سماه الجاحظ «حق الموقف وسياسة المقام» فيما رواه من تعريف ابن المقفع للبلاغة (الجاحظ، 1998، أ)، أما من ناحية المواضيع والمضامين، فلا هو عامي وساقط سوقي، ولا هو غريب وحشي (الجاحظ، 1998، أ). إن مراعاة هذه الشروط هو ما يسمح للمتلقي بالتفاعل مع الخطاب من خلال الحيل اللغوية وفنون القول وأساليبه، والموازنة بين قدر المعنى وقدر المستمع وقدر الحال؛ الأمر الذي يجعلنا نستنتج أن المتلقي متضمن داخل بنية الخطاب، وهو الذي يحقق جوهر العملية التواصلية باتساع آفاقه وقدرته على التأويل، وفي هذا الصدد يقول الجاحظ (1998، أ):
والبيان اسم جامع لكل شيء كشف لك قناع المعنى وهتك الحجاب دون الضمير، حتى يفضي السامع إلى حقيقته، ويهجم على محصوله كائنا ما كان ذلك البيان ومن أي جنس كان الدليل، لأن مدار الأمر والغاية التي يجري إليها القائل والسامع، إنما هو الفهم والإفهام فبأي شيء بلغت الإفهام وأوضحت عن المعنى فذلك هو البيان في ذلك الموضع.
فالخطاب لا يعطي معنى جاهزا؛ وإنما هي عملية تواصل على مستوى بنية الخطاب لإنتاج دلالة ما، وهو ما تؤكد عليه لفظة «قناع»، أي إن المعنى مختبئ غير جلي، والبيان يعمل على إظهاره، ولكن يترك للمتلقي الحرية في كشفه، وتتبع مسالكه اللطيفة، ويهتك الحجاب الذي يوضع لستر الجسم/الخطاب؛ حجاب المعاني التي تظهر على السطح، أي المعاني المتداولة بين الناس، فيما الحقيقة مخفية محجوبة، والبيان يجعل الحجاب شفافا يظهر ويخفي في آن «إن الجاحظ في تعريفه السابق للبيان قد أوقع حدث الإبانة أو (الكشف) على قناع المعنى، لا على المعنى نفسه، وعلى الحجاب الحائل بين السامع وبينه لا عليه هو  نفسه» (الحميري، 2005) 
ويستخدم الجاحظ كلمة «بيان» للدلالة على بلاغة القول، ويقصد الجاحظ بالبلاغة وصول المعنى وبلوغه قلب السامع مع شرط التبين والفهم، أما مفهوم الإبلاغ فقد ورد عند الجاحظ بمعنيين» أحدهما: لغوي معجمي لا يتجاوز مجرد نقل الحديث أو الخبر(...) وثانيهما فني لساني يفيد عملية إيصال الرسالة اللغوية إلى متقبلها مع ما يصحبها من مميزات نوعية تطبع بنيتها التعبيرية بطابع التركيب الفني.» (المسدي، 1993)، ولما كان هدف البيان الأقصى هو الفهم والإفهام، وهو ما يفضي إلى التركيز على الركنين المرسل/المتكلم والمرسل إليه /المتلقي، ولم يكن الاعتناء بالمتلقي في فهم الرسالة/الخطاب إلا علامة على مسألة جوهرية وهي أن الخطاب لا يوجد دون متلق/مرسل إليه.  
شروط التلقي 
يعد المرسل إليه/ المتلقي واحدا من الأركان الهامة في عملية التواصل البلاغي «إن مدار الأمر والغاية التي يجري إليها القائل والسامع إنما هي الفهم والإفهام» (الجاحظ، 1998، أ)؛ فقد ركز النقاد على المتلقي واشترطوا جملة من الشروط على المرسل/المتكلم حتى يمهد لدخول المتلقي في العملية التواصلية، في المقابل ليس المرسل إليه متلقيا سلبيا بل أكدوا على دوره في التّفهم والتبيّن.
ولتوضيح دور المتلقي أكد الجرجاني على ضرورة ألا يكون المتلقي سلبيا فيما يلقى إلى مسمعه، بل عليه أن ينفذ ببصيرته إلى جوهر الخطاب، ويُعمل فكره ويراجع أفكاره، والأمر الآخر على المرسل إليه/ المتلقي تفعيل الانتباه والاستبصار النافذ في الخطاب؛ فينظر بقلبه ويتحسس مزايا النظم التي ينبغي أن «توقظ له الهمم، وتوكّل به النفوس، وتحرّك له الأفكار، وتستخدم فيه الخواطر» (الجرجاني، 2000) فمتلقي الخطاب ينظر بقلبه، ويستعين بفكره ويُعمل رؤيته، إن ما يقوله الجرجاني يمكن أن نسميه قراءة تفاعلية تحاول أن تتأول الخطاب وتتبين وتستقصي وتنفذ إلى جذوره، وأسرار نظمه. بشكل يجعل المرسل إليه مشاركا في الإنتاج، نشطا وفاعلا، له بصيرة نافذة تضمن له اختراق الخطاب، وهذا النّشاط التّأويلي حسب الجرجاني يحتاج إلى تمرّس، وبعد النّظر والتّفكر الدّقيق في لطيف الخطاب ودّقة مسالكه. 
إن هذا الوجود الجمالي للمتلقي داخل الخطاب يجعل لأصغر وحدة صوتية أثرا جماليا، ثم للفظة، إلى البنية الكلية للخطاب؛ أي التأليف المحكم بين الألفاظ والتآلف بين الحروف والكلمات والأبيات «البيان يحتاج إلى تمييز وسياسة، وإلى ترتيب ورياضة، إلى تمام الآلة وإحكام الصنعة، وإلى سهولة المخرج وجهارة المنطق، وتكميل الحروف وإقامة الوزن، وأن حاجة المنطق إلى الحلاوة كحاجته إلى الجزالة والفخامة، وأن ذلك من أكثر ما تستمال به القلوب وتُثنى به الأعناق وتزين به المعاني.» (الجاحظ، 1998، أ) فمن أهم ما اعتنى به الجاحظ في مسألة التناغم الإيقاعي في الشعر، «الحلاوة والطلاوة» وهما لفظتان، مترادفتان ويرادفان كذلك الرشاقة والسهولة والعذوبة، كما ترادف الجزالة والفخامة، وتترد عند الجاحظ للثناء على جمالية اللفظ؛ فالحلاوة في اللفظ أي هو اللفظ الذي لا يعسر على اللسان أن يخرجه، والذي تستسيغه الأذن ويطيب فيها وقعه. (عاصي، 1974)
فالأثر الجمالي لهذه البنية هي الوصول والانتهاء لقلب السابع قبل أذنه «لا يكون الكلام يستحق البلاغة حتى يسابق معناه لفظه، ولفظه معناه، فلا يكون لفظه إلى سمعك أسبق من معناه إلى قلبك» (الجاحظ، 1998، أ) إن مراعاة الجاحظ للمقام أدى به إلى «مقياس دقق به وجه تأدية اللفظ المعنى وقوامه تزامن بلوغ الدال إلى السمع والمدلول إلى القلب أو العقل ضمانا لقدرة السامع على متابعة المتكلم وتجنبا لكل قطيعة دلالية ينخر من أجلها حبل التواصل فتتعطل وظيفة الكلام.» (صمود، 1981)
إن وسيلة الخطاب في التأثير على المتلقي هي الجمال أو الحسن، ولا يتحقق جمال الشعر إلا بالاعتدال، أي الانسجام، القائم بين صحة الوزن وصحة المعنى وعذوبة اللفظ، فإن تم له ذلك كان قبول الفهم له كاملا، والفهم هو القوة التي تجد في الشعر «لذة» (عباس، 1983) وليس الغاية من التأثير على المتلقي هي الإمتاع بل الإمتاع وسيلة للإقناع، بالحثّ على الفعل أو الحضّ على تركه نتيجة التخييل أو المحاكاة، فهناك غاية نفعية وجمالية تكتنف العملية التواصلية من وجهة نظر النقاد العرب «إنما مدار الشرف على الصواب وإحراز المنفعة» (الجاحظ، 1998، أ). ولما كان الشعر موجها إلى متلق، فإن حاله نفسيا يتراوح بين اللذة أو الألم، أو اللذة والألم معا، وعلى هذه الأحوال النفسية تتنوع الأقوال، ويكون حظ النفوس منها بحسب استعدادها، ولهذا كان الأسلوب المعتمد هو ما يوافق السامع. (عباس، 1983)
ويعد الإصغاء من قبل المرسل إليه/ المتلقي أول ما يطلب من المتلقي باعتباره فاعلا مقصودا للتشارك في تجربة وجودية جمالية، حيث يرى ابن قتيبة أن استهلال القصيدة بالبكاء على الأطلال ثم الانتقال إلى وصف الرحلة والنسيب هو استراتيجية لاستقطاب المتلقي «ليُميل نحوه القلوب ويصرف إليه الوجوه وليستدعي به إصغاء الأسماع إليه لأن التشبيب قريب من النفوس لائط بالقلوب (...) فإذا علم أنه استوثق من الإصغاء إليه والاستماع له عقب بإيجاب الحقوق» (ابن قتيبة، 1987) فالإصغاء يدفع المرسل إليه/ المتلقي إلى المشاركة الوجدانية مع المتكلم على مستوى الرسالة /الخطاب، إنه ضرب من الاستيلاء التام على المرسل إليه/ المتلقي. فبنية الرسالة/القصيدة قائمة على مراعاة حال المتلقي، أي أن انتقال الشاعر من موضوع إلى موضوع مشروط بالمتلقي وضمان استمالته للخطاب ويتأكد هذا من خلال فعل الإصغاء. 
ويذهب الجاحظ إلى مراعاة الجانب النفسي والجسدي للمرسل إليه/ المتلقي (إقبالا أو نفورا) والذي يساعد الرسالة /الخطاب على تحقيق وظيفتها فتبلغ مقاصد المتكلم «حدِّث الناس ما حدجوك بأبصارهم، وأذنوا لك بأسماعهم، [ولحظوك بأبصارهم] وإذا رأيت منهم فَترة فأمسك» (الجاحظ، 1998، أ) فالهيئة الجسدية للمتلقي تعتبر مؤشرا وعلامة على الاستعداد لتقبل الرسالة، وتهيؤا لفعل التلقي. وقد نبه الجاحظ إلى مسألة هامة في تلقي الخطاب /الرسالة وهو حرص المتلقي واهتمامه بالموضوع، يقول الجاحظ: «إذا لم يكن المستمع أحرص على الاستماع من القائل على القول لم يبلغ القائل في منطقه وكان النقصان الداخل على قوله بقدر الخلة بالاستماع منه» (الجاحظ، 1998، ب) والجاحظ يؤكد على أن المرسل إليه/ المتلقي يجب أن يكون أكثر حرصا من المرسل /المتكلم حتى تحقق الرسالة هدفها.  
 ونتيجة لذلك تعتبر بلاغة الاستماع والفهم التي تتأسس عند النقاد منذ ما قبل لحظة إنتاج الخطاب إلى بنية الخطاب، وتعقب المواقع البلاغية التي تنزل في قلب المرسل إليه/ المتلقي أحلى، مرورا بمراعاة حال المتلقي وشرط المطابقة بين الكلام، وحال المستمع وطبقته ومنزلته ووعيه الثقافي وقدرته التأويلية، ونشاطه أو فتوره يؤكد على تخوف النقاد العرب من «فتنة القول» (الجاحظ، 1998، أ) ومن تعطل وظيفة الرسالة /الخطاب فيقع «سوء الفهم» بين أطراف العملية التواصلية، «يكفي من حظ البلاغة أن لا يؤتى السامع من سوء إفهام الناطق، ولا يؤتى الناطق من سوء فهم السامع» (الجاحظ، 1998، أ) فاشترطوا «حسن» و«خير» الكلام، كما اشترطوا في المقابل «حسن» و«خير» الاستماع، وهو ما يؤسس لعمليه تواصل بلاغي بين المرسل والمرسل إليه، بحيث يحقق وظيفة اجتماعية وأخلاقية وجمالية «ومتى فصلت الكلمة على هذه الشريطة، ونفذت من قائلها على هذه الصفة أصحبها الله من التوفيق ومنحها من التأييد مالا يمتنع معه من تعظيمها صدور الجبابرة ولا يذهل عن فهمها معه عقول الجهلة» (الجاحظ، 1998، أ) فالكلام البليغ قادر على تهذيب النفوس والوقوف في وجه الطغيان، وسد فوهات العنف التي  لانعرف متى تباغتنا .
وفي السياق ذاته يذكر الجاحظ في البيان والتبيين كيف يوقف القول البليغ المجرم ويكفه عن فعله، ويحد من طغيانه ويمتص العنف، يقول الجاحظ (1998، أ) «ضرب الحجاج أعناق أسرى، فلما قدموا إليه رجلاً لتُضَرَبَ عنقه قال: والله لئن كُنَّا أسأنا في الذنب فما أحسنتَ في العفو! فقال الحجاج: أف لهذه الجيف، أما كان فيها أحد يحسن مثل هذا الكلام! وأمسك عن القتل.»، ويصور في موقف آخر أثر القول البليغ القادر على، تغيير الفعل والسلوك العدواني للمتلقي، يحكي الجاحظ (1998، أ) «وقدموا رجلاً من الخوارج إلى عبد الملك بن مروان لتضرب عنقه، ودخل على عبد الملك ابن له صغير قد ضربه المعلم، وهو يبكي، فهمّ عبد الملك بالمعلم، فقال له الخارجي: دَعُوه يبكي فإنه أفتح لجرمه، وأصحُ لبصره. وأذْهَب لصوته. قال له عبد الملك: أما يشغَلُك ما أنتَ فيه عن. هذا؟ قال الخارجي: ما ينبغي لمسلم أن يشغله عن [قول] الحق شيء! فأمر بتخلية سبيله.» 
إن ما افترضناه سابقا يجد ما يسنده هاهنا، فبإمكان فن القول البليغ التصدي للعنف، متى ما تم الوقوف على شروط التلفظ والملفوظ التي تحقق التواصل البلاغي والجمالي؛ حيث يضمن مشاركة كل الذوات والمساهمة الفاعلة في الإنتاج الدلالي، فالدلالة ليست معطى سابقا وجاهزا، ولعل الأمر يحتاج المزيد من الأبحاث التي تجعل من التواصل فنا بلاغيا وجماليا، كما نص عليه النقاد العرب القدامى.  
خاتمة
أخيرا ينتهي التحليل إلى تسجيل النتائج التالية: 
-اعتنى النقاد والبلاغيون العرب عناية بالغة بالمتكلم/المرسل والسامع/المرسل إليهأ إضافة إلى عنايتهم بجودة وحسن الخطاب، لذا كانت وظيفة الخطاب الإقناعية والإفهامية والجمالية مدار الأمر في البلاغة العربية.
-لقد حرص النقاد العرب القدامى على التفاعل والتواصل بين كل أطراف عملية التخاطب، بالشكل الذي يجعل الخطاب يحقق وظيفة إقناعية وجمالية في الوقت عينه، ففي التواصل البلاغي يتسع أفق التخيل للمرسل/المتكلم وينفتح أفق التأويل للمرسل إليه/ المتلقي، فاهتم النقاد بمنتج الخطاب من زاوية: الطبع والغريزة، والحالة النفسية، والمؤهلات والاستعدادات الجسدية، وزمان القول والتلقي، والتفنن في الصياغة وأساليب القول، والوعي بقوانين اللغة هذه التجربة الشعرية التي يرفدها الخيال والثقافة. في المقابل اهتموا اهتماما بالغا بمتلقي الخطاب وشروط التلقي من تبصر وتفكر نافذ وتأويل، وكل ما يؤسس لتجربة جمالية لمتلقي الخطاب، وهو ما يؤكد على حقيقة جوهرية أن إنتاج الخطاب غير مستقل عن الذات في كل أحوالها فهناك علاقة بين الخطاب ومنتجه ومتلقيه.
-إن البلاغة بما هي فن القول بمقدورها الحد من العنف، وتجفيف منابعه، إذا التزم كل فرد بشروط التلفظ والملفوظ. فيتحقق التواصل البلاغي بين الذوات، وتتساكن على نحو جمالي في مجتمع واحد يقبل التّعدد والاختلاف دون طغيان أو قهر.
المنطمة العربية للتربية و الثقافة والعلوم، مكتب تنسيق التعريب. (2002). المعجم الموحد لمصطلحات اللسانيات (إنجليزي -فرنسي-عربي) (المجلد 2). المغرب: مطبعة النجاح الجديدة.
أبو بكرعبد القاهر الجرجاني. (2000). دلائل الإعجاز. مصر: مكتبة الخانجي.
أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ. (1998، أ). البيان والتبيين(ج1) (المجلد 7). مصر: مكتبة الخانجي.
أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ. (1998، ب). البيان والتبيين (ج2) (المجلد 7). مصر: مكتبة الخانجي.
أبو علي الحسن بن رشيق. (1981). العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده( ج1) (المجلد 5). لبنان: دار الجيل.
أبو محمد عبد الله بن مسلم ابن قتيبة. (1987). الشعر والشعراء (المجلد 3). لبنان: دار أحياء العلوم.
أبو هلال العسكري. (1952). كتاب الصناعتين الكتابة والشعر تحقيق علی محمد البجاوي محمد أبو الفضل إبراهيم (المجلد 1). مصر: دار إحياء الكتب العربية.
إحسان عباس. (1983). تاريخ النقد الأدبي عند العرب نقد الشعر من القرن الثاني حتى القرن الثامن الهجري (المجلد 4). لبنان: دار الثقافة.
أحمد الشايب. (1945). الأسلوب دراسة بلاغية لأصول الأساليب الأدبية (المجلد 2). مصر: مكتبة النهضة المصرية.
جميل عبد المجيد. (2000). البلاغة والاتصال. مصر: دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع.
حازم القرطاجني. (1986). منهاج البلغاء وسراج الأدباء،ج2 (المجلد 3). لبنان: دار الغرب الإسلامي.
حمادي صمود. (1981). التفكير البلاغي عند العرب أسسه وتطوره إلى القرن السادس (مشروع قراءة). تونس: منشورات الجامعة التونسية المطبعة الرسمية للجمهورية التونسية.
عبد السلام المسدي. (1993). قراءات مع الشابي والمتنبي والجاحظ وابن خلدون (المجلد 4). الكويت: دار سعاد الصباح.
عبد الواسع أحمد الحميري. (2005). ،شعرية الخطاب في التراث النقدي والبلاغي،، ط1،2005، بيروت (المجلد 1). لبنان: مجد المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع.
ميشال عاصي. (1974). مفاهيم الحمالية والنقد في أدب الجاحظ (المجلد 1). لبنان: دار العلم للملايين.

@pour_citer_ce_document

مديحة دبابي, «بلاغة التواصل في التراث النقدي والبلاغي العربي شروط الإنتاج والتلقي»

[En ligne] ,[#G_TITLE:#langue] ,[#G_TITLE:#langue]
Papier : 153-163,
Date Publication Sur Papier : 2024-12-23,
Date Pulication Electronique : 2024-12-23,
mis a jour le : 23/12/2024,
URL : https://revues.univ-setif2.dz:443/revue/index.php?id=10260.