دراسة سوسيو لسانية في بنية اللغة الأمازيغية -اللهجة الشاوية-A socio-linguistic study in the structure of the Tamazight language - the Chaoui Une étude sociolinguistique dans la structure de la langue Tamazight -dialecte chaoui-
Plan du site au format XML


Archive: revues des lettres et sciences sociales


N°01 Avril 2004


N°02 Mai 2005


N°03 Novembre 2005


N°04 Juin 2006


N°05 Juin 2007


N°06 Janvier 2008


N°07 Juin 2008


N°08 Mai 2009


N°09 Octobre 2009


N°10 Décembre 2009


N°11 Juin 2010


N°12 Juillet 2010


N°13 Janvier 2011


N°14 Juin 2011


N°15 Juillet 2012


N°16 Décembre 2012


N°17 Septembre 2013


Revue des Lettres et Sciences Sociales


N°18 Juin 2014


N°19 Décembre 2014


N°20 Juin 2015


N°21 Décembre 2015


N°22 Juin 2016


N° 23 Décembre 2016


N° 24 Juin 2017


N° 25 Décembre 2017


N°26 Vol 15- 2018


N°27 Vol 15- 2018


N°28 Vol 15- 2018


N°01 Vol 16- 2019


N°02 Vol 16- 2019


N°03 Vol 16- 2019


N°04 Vol 16- 2019


N°01 VOL 17-2020


N:02 vol 17-2020


N:03 vol 17-2020


N°01 vol 18-2021


N°02 vol 18-2021


N°01 vol 19-2022


N°02 vol 19-2022


N°01 vol 20-2023


N°02 vol 20-2023


N°01 vol 21-2024


N°02 vol 21-2024


A propos

avancée

Archive PDF

N°02 vol 21-2024

دراسة سوسيو لسانية في بنية اللغة الأمازيغية -اللهجة الشاوية-
Une étude sociolinguistique dans la structure de la langue Tamazight -dialecte chaoui-
A socio-linguistic study in the structure of the Tamazight language - the Chaoui
195-209
تاريخ الاستلام 2022-12-26 تاريخ القبول 30-10-2024

بدرة عيساني
  • resume:Ar
  • resume
  • Abstract
  • Auteurs
  • TEXTE INTEGRAL
  • Bibliographie
تعد اللغة أداة للتواصل بين الأشخاص والشعوب، علاوة إلى كونها واحدة من أهم مكونات الهوية، وتعتبر ميراثًا ثقافيًا غير متناهي. هذا ما دفعنا للبحث في موضوع اللهجة الشاوية ضمن اللغة الأمازيغية في مناطق الشرق الجزائرية. وتأتي الدراسة الحالية الموسومة بــ: «دراسة سوسيو لسانية في بنية اللغة الأمازيغية -اللهجة الشاوية-»، لشد الإنتباه إلى الاهتمام باللهجة الشاوية كونها لهجة شائعة لدى شريحة واسعة من سكان الجزائر، المتحدثين بها في ولايات الشرق. انتقينا ولايات خنشلة، أم البواقي باتنة أنموذجًا. تسعى هذه الورقة البحثية إلى دراسة اللهجة الشاوية من منظور لساني اجتماعي، بالاستناد على المنهج الوصفي التحليلي. وقد تطرقنا إلى مفهوم الأمازيغية من حيث تعريفها وأصولها العرقية، ثم استكشفنا السكان الأمازيغ الناطقين بالشاوية. بعدها قدمنا الوصف اللساني للهجة الشاوية بدءًا بالنظام الصوتي الفونولوجي إلى النظام الصرفي والقواعدي، كما تطرقنا إلى النظام المعجمي الشاوي مع عرض أمثلة متداولة للمتكلم الشاوي، من ولايات الشرق الجزائري. في الأخير، أشرنا إلى إشكالية كتابة الحرف الأمازيغي الشاوي، وأنهينا الدراسة بمناقشة ما سبق من تحليل سوسيولساني للهجة الشاوية.
 
الكلمات المفتاحية:اللغة الأمازيغية,النظام اللغوي,اللهجة الشاوية
La langue est un outil de communication entre les individus et les peuples, en plus d’être un élément constitutif de l’identité, et elle représente un héritage culturel infini. Cela nous a motivés à explorer le sujet de la langue amazighe dans les régions orientales de l’Algérie. La présente étude, intitulée «Étude sociolinguistique de la structure de la langue amazighe - Le dialecte chaoui», vise à attirer l’attention sur l’importance du dialecte chaoui, car il est largement parlé par une grande partie de la population algérienne, notamment dans les régions orientales. Nous avons choisi les wilayas de Khenchela, Oum El Bouaghi et Batna comme étude de cas. Cet article de recherche vise à étudier le dialecte chaoui d’un point de vue sociolinguistique, en se basant sur la méthode descriptive-analytique. Nous avons commencé par discuter du concept de la langue amazighe, de sa définition et de ses origines ethniques. Ensuite, nous avons introduit la population amazighe qui parle le dialecte chaoui. Nous avons ensuite abordé la description linguistique du dialecte chaoui, en commençant par le système phonologique, puis les systèmes morphologiques et grammaticaux. Nous avons également examiné le lexique chaoui, en fournissant des exemples couramment utilisés par les locuteurs chaouis dans les régions orientales de l’Algérie. Enfin, nous avons abordé la problématique de l’écriture du script amazigh chaoui et avons conclu l’étude en discutant de notre analyse sociolinguistique du dialecte chaoui.      
 
Mots clés:langue tamazight,système linguistique,dialecte Chaoui
Language is a tool for communication between individuals and peoples, in addition to being a component of identity, and represents an infinite cultural heritage. This is what prompted us to research the Amazigh language in the eastern regions of Algeria. The current study, titled “A Socio-linguistic Study in the Structure of the Amazigh Language - the Chaoui dialect -”, comes to draw attention to the interest in the Chaoui dialect  is as dialect spoken by a large segment of the Algerian population, who speak it in the provinces of eastern Algeria. We chose the wilayas of Khenchela, Oum El Bouaghi Batna as a model. This research paper aims to study the Chaoui dialect from a socio-linguistic perspective, relying on the descriptive and analytical approach. We dealt with the concept of Tamazight in terms of its definition and ethnic origin, and then we dealt with the definition of the Chaoui-speaking Amazigh population. Then we moved on to the linguistic description of the Chaoui dialect, starting with the phonological phonetic system to the morphological and grammatical system, as well as the Chaoui lexical system with common examples of the Chaoui speaker. From the regions of eastern Algeria. Finally, we noted the problem of writing the Amazigh Chaoui script, and concluded the study by discussing our sociolinguistic analysis of the Chaoui dialect.
 
Keywords:Tamazight language,linguistic system,Dialect Chaoui

Quelques mots à propos de :  بدرة عيساني

Dr. Badra Aissani   جامعة أبو القاسم سعد الله الجزائر2، الجزائر  badraissani04@gmail.com
مقدمة
في العدد الصادر في 1997، خصصت مجلة «من أجل العلم» (Pour la Science) ملفًا خاصًا بلغات العالم، ضمت مقالًا بعنوان «إبادة اللغات». يعبّر كاتب المقال عن أسفه لأن البشرية تبذل جهودًا كبيرة للحفاظ على التنوع النباتي والحيواني، بينما تتجاهل أهمية الحفاظ على التنوع اللغوي، متجاهلين أن اللغة هي منتج ثقافي يعكس عبقرية الشعوب (شفيق، 2000). وبالرغم من ذلك، قام العديد من اللغويين بمجهودات جبارة لدراسة ماهية اللغات، بما في ذلك تاريخها أصولها وتعريفاتها. واهتم البعض بكيفية تشكيل كلمات اللغات المختلفة للوصول إلى معانٍ متشابهة، ما أدى إلى تحديد العائلات اللغوية. ومن أبرز هذه العائلات، وفقًا لـ: عقون (2018)، شجرة اللغات الأفرو آسيوية، التي كانت تسمى سابقًا باللغات الحامية السامية، وهي العائلة اللغوية الاساسية المنتشرة في شمال إفريقيا والشرق الأوسط (عقون، 2018). وقد صنفها (Chaker, 1996) إلى خمس عائلات فرعية هي: السامية، البربرية، المصرية، الكوشية. والتشادية (Chaker,1996). يتوافق شفيق (2000) مع هذه الآراء ويرى أن الأمازيغية هي إحدى اللغات الأفرو آسيوية، يتكلم بها سكان المغرب العربي في مناطق مختلفة من الجزائر، من الشمال إلى الجنوب. كما تعد من اللغات المهددة بالاندثار في الفترة الحالية. ويدلي شفيق (2000) إلى أن ما يقرب من 90% من اللغات المتحدث بها اليوم ستندثر خلال القرن الواحد والعشرين الذي نحياه حاليا (شفيق، 2000).
من المتعارف عليه أن الجزائر، كغيرها من الدول التي مرت بفترات تاريخية واستعمارية مختلفة، تأثرت بثقافتها اللغوية، خاصة بلغتيها العربية والأمازيغية، وكانت الفترة الاستعمارية من أهم العوامل المؤثرة. ويدلي بلعيد (1999) أن مستقبل اللغة العربية متعلق باللغة الأمازيغية، ومستقبل التعريب أيضا، وأنه من المهم بناء اللغة العربية كلغة علم وحاسوب، وربطها بالثقافة والمسألة الأمازيغية. تكمن المشكلة في منافسة اللغات الأجنبية ومحاولة استحواذها على مكانة اللغات الوطنية، ما يستدعي تحقيق التوازن بجعل اللغات الأجنبية خادمة للغات الوطنية (بلعيد، 1999). لحماية اللغة الأمازيغية كأحد أهم مقومات الهوية الوطنية، عملت الدولة الجزائرية في السنوات الأخيرة بترقية اللغة الأمازيغية، وجعلتها لغة رسمية في البلاد، وقد نص دستور 2016 على ذلك. وبعد أن تم دسترة الأمازيغية كلغة وطنية في تعديلات عام 2001، تم إنشاء أكاديمية للغة الأمازيغية، مكلفة بتوفير الشروط الضرورية لهذا الاعتراف الرسمي، بالاشتراك مع خبراء في المجال (مقورة، 2018).
لا ريب أن الاهتمام باللغة الأمازيغية بمختلف لهجاتها، وبالأخص اللهجة الشاوية، أصبح ضرورة ملحة للحفاظ عليها من خطر الاندثار. واللهجة الشاوية تعاني مثل غيرها من اللهجات الأمازيغية، في وسط مليء بالتحديات التي تهدد استمرارها، نظرًا لتراجع استخدامها وتهميشها في الحياة اليومية، التعليم، والإعلام. هذه الوضعية تستدعي ضرورة تحويل هذه اللهجة من مجرد موروث شفهي يتم تداوله في الأوساط العائلية والمجتمعية إلى لغة مكتوبة ومدونة يمكن للأجيال القادمة تعلمها واستخدامها.
قلة الأبحاث والدراسات حول بنية اللغة الأمازيغية في الشرق الجزائري حسب علمنا، تشكل ندرة الأبحاث تحديًا بحثيًا ملحًا. يعود هذا التحدي إلى العديد من الأسباب، ويرى عقون (2018)، تحفظ الأهالي الذين يعيشون في ازدواجية لغوية بين العامية والأمازيغية، حيث يتكلمون باللغة الأمازيغية فقط في السياقات الحميمية والاجتماعية. وقد نوه الباحث إلى أن تداول الأمازيغية يقتصر على الأوساط العائلية، بينما الوسطاء من القادة والشيوخ، الذين هم في الغالب مستعربون، لا يعيرون الأمازيغية اهتمامًا كبيرًا ويفضلون استخدام العامية (عقون، 2018).
بناء على ما سبق نهتم فيمايلي دراسة بنية اللهجة الشاوية بهدف فهم مكوناتها اللسانية، وتحليل خصائصها اللغوية الصوتية الفونولوجية والصرفية والقواعدية، واستكشاف طابعها الاجتماعي في مناطق الشرق الجزائري يحوي هذا العمل وصفًا دقيقًا لبنية اللهجة الشاوية استنادًا إلى مبادئ اللسانيات الكلاسيكية والحديثة، ووصفا لنظامها المعجمي، مع تقديم أمثلة حية من المعجم الشاوي المتداول خاصة بالمتكلم الشاوي، سنعمل على وصف مناطق انتشار وتواجد اللهجة الشاوية من حيث الطبيعة السكانية وتنوع اللهجات. من خلال هذا البحث، نهدف إلى توثيق وفهم أعمق للهجة الشاوية داخل سياق اللغة الأمازيغية، مما يسهم في الحفاظ على هذا التراث اللغوي والثقافي الجزائري.
بناء على ما تقدّم، تبرز لدينا الإشكالية الآتية: ما هي أهم خصائص البنية اللسانية للهجة الشاوية من حيث الجوانب الفونولوجية والصرفية والقواعدية؟ وكيف يمكننا استثمارها في توفير قاعدة معرفية تساهم في توثيق هذه اللهجة وتقديمها بشكل علمي أكاديمي يساعد في تطوير تعليمها ونشرها؟
اللغة الأمازيغية 
تسمية أمازيغ 
يرى كل من مجاني و مرزاقة  (2016)، تُعتبر كلمة «أمازيغ» من حيث الصيغة اللغوية اسم فاعل لصيغة نادرة، لم يُصغ على وزنها إلا عدد قليل من أسماء الفاعل. وهي كلمة مشتقة من الفعل «يوزغ» عند الطوارق، ويعني «غزا» أو «أغار» (مجاني ومرزاقة، 2016)، في نفس السياق يرى بعض اللغويين أن أصل كلمة «أمازيغ» مشتق من فعل آخر معتبرينه ممتدًا في جميع اللهجات، وهو الفعل «إزيغ» أو «يوازغ». ويعتمد هذا الافتراض على خلط بين ثلاثة أفعال أخرى: «ياغ» بمعنى «أصاب» أو «اعتدى»، و»يوغ» بمعنى «أخذ» أو «سقط» أو «اشتعل»، والفعل الثالث «يووغ» بمعنى «رعى» أو «انتفع» (مجاني ومرزاقة، 2016). 
في هذا الإطار يشير بلعيد (1999) أنَ كلمة «أمازيغ» هي كلمة ترقية للطوارق تعني ساكن شمال إفريقيا، وجمعها: إمازيغن، ئمازيغن، إمازيغان. استخدم هذا الاسم قديما من قبل اليونان والفينيقيين واللاتينيين، وفي فترة الاستعمار استُبدل بالاسم «البربر». ومن اللسانيين الذين أشاروا إلى الكلمة بمعنى الترقية هو من يعني المستلب، وفي الشلحية «أمرير» بمعنى الشاعر، وفي الحقل الدلالي تعني الرجل النبيل الحر (بلعيد، 1999).
يدلي (أمقران، 2022) أن اسم «أوال أمازيغ» يُطلق على الكلام النبيل، وهي اللغة الأفريقية الأصيلة والمتميزة عن اللغات الأخرى. وقد نالت اللغة الأمازيغية قسطًا كبيرًا من الدراسة من قِبَل الباحثين الأجانب. وكان سالوست أول من تكلم عن لغة أهالي شمال أفريقيا في كتابه حول ‹التاريخ (أمقران، 2022). جاءت كلمة «الأمازيغ» لغويًا من «إيمازيغن» في اللغة الأمازيغية، وهي صيغة جمع، ومفردها «أمازيغ». الاسم المؤنث للكلمة (تمازيغت)، الذي يطلق على اللغة والمرأة في آن واحد. أما بالنسبة لقبائل الطوارق التي تعيش في الصحراء فإنها تحرف حرف الزاي وتقلبه إما إلى هاء أو سين أو جيم، فتُنطق الكلمة «أماهغ» عند الطوارق في الجزائر، و(أماشيغ) عند الطوارق في مالي، و(أماجيغ) عند الطوارق في نيجيريا (بوزياني، 2010). نلاحظ اتفاق معظم اللغويين على أن تسمية «أمازيغ» التي تعود إلى الاعتزاز بالنفس من قبل الأمازيغ، حيث يستعمل الشعوب عادة أنسابها كرمز للعزة والمناعة (مجاني ومرزاقة، 2016). ومن المنظور العربي، لا وجود لكلمة «أمازيغ»، إذ لم تذكر في القواميس العربية القديمة أو الحديثة، ولا إلى مشتقاتها مثل «مزغ» أو «أمزغ»، لكن الكلمة التي أشارت إليها المعاجم العربية وتؤدي نفس المعنى هي كلمة «مزر» أو «المزير»، وتعني شديد القلب. (بلعيد، 1999).
بناءا على ما سبق يمكن الإجماع على أن كلمة «أمازيغ» تتعلق بشعب الأمازيغ الذين يعيشون في شمال إفريقيا ويتحدثون الأمازيغية. وعدم وجود هذه الكلمة في المعاجم العربية يعتبر دليلاً إضافياً على اختلافها وتميزها وفرادتها التي تفرقها عن أي لغة أخرى، وسوف نقوم بتوضيح هذا من خلال هذه الدراسة.
الأصول الأمازيغية 
سنناقش فيما يلي الأصول التي تُنسب إليها اللغة الأمازيغية والعرق الأمازيغي، حيث تتباين الآراء حول انتمائهم اللغوي والثقافي. فمنهم من يعتقد أن الأمازيغ ينتمون إلى الأصول الحامية، وهي مجموعة لغوية قديمة ترجع إلى الشعوب التي سكنت شمال إفريقيا والقرن الإفريقي وبعض أجزاء الشرق الأوسط. يعتمد هذا الرأي على التشابهات اللغوية والثقافية بين الأمازيغ وبعض الشعوب الحامية الأخرى، مثل المصريين القدماء والكوشيين. من جهة ثانية، يرى فريق آخر من الباحثين أن الأمازيغ ينحدرون من الأصول السامية، وهي المجموعة اللغوية التي تشمل العرب والعبرانيين والفينيقيين وغيرهم. يدعم هذا الرأي بعض الأدلة اللغوية والتاريخية التي تشير إلى وجود تقاطعات بين اللغة الأمازيغية واللغات السامية، إضافة إلى التأثيرات الثقافية التي جاءت نتيجة التفاعل الطويل بين الشعوب السامية الأمازيغ.
سنوضح هذين الرأيين بالتفصيل، مستندين إلى الأدلة اللغوية، التاريخية التي تسلط الضوء على أصول الأمازيغ، والآراء العلمية المختلفة الدائرة حول هذا الموضوع وأهم التفسيرات المطروحة.
الأصول الحامية
يرى ابن خلدون أن الأمازيغ من ولد كنعان بن حام بن نوح، ويقول في ذلك: «الحق الذي لا ينبغي التعويل على غيره في شأنهم، وهم من ولد كنعان بن حام بن نوح، كما تقدم في أنساب الخليقة وأن اسم أبيهم مازيغ، وإخوتهم أركيش وفلسطين إخوانهم بنو كسلوحيم بن مصرايم بن حام» (ابن خلدون، 1968). الأصول الحامية للأمازيغ تؤكد أنهم من أبناء حام بن نوح عليه السلام، وقد هاجروا من الجزيرة العربية عاشوا واستقروا في بلدان شمال إفريقيا، بينما تنتمي لغتهم إلى الفصيلة الحامية التي تلتقي فيها مع بعض اللغات الإفريقية مثل الكوشية والمصرية (بوكوس، 2003). ويفترض بوكوس (2003) اللغة الأمازيغية لغة مميزة من حيث العلاقة الوراثية التاريخية بالنسبة للغة العربية الفصحى، فاللغة الأمازيغية تنتمي إلى صنف اللغات الحامية، بينما العربية لغة سامية، وهاتان الفصيلتان تشتركان على مستوى أعلى في إطار الفصيلة الحامية السامية وفصيلة اللغات الأفروآسيوية (بوكوس، 2003). يتفق ابن البر القرطبي مع ما سبق من أراء ويرى أن أصل الأمازيغ من أبناء قبط بن حام، ويقول: «عندما استقر قبط بمصر، وقد وُلد لهذا الأخير ابن اسمه بربر، ثم توجه مع أبنائه إلى المغرب واستوطنوا البلاد الممتدة من حمد مصر إلى نواحي برقة بليبيا إلى غاية البحر الأزرق ونهاية الصحراء من الجنوب» (آث ملويا، 2007).
حسب ما سبق وبناءا على ما ذكره ابن خلدون (1968)، بوكوس (2003)، وابن البر القرطبي، نقول أن الأمازيغ من نسل كنعان بن حام بن نوح، وقد هاجروا من الجزيرة العربية واستقروا في شمال إفريقيا. لغتهم الأمازيغية وتنتمي إلى الفصيلة الحامية، مما يميزها عن اللغة العربية السامية رغم اشتراكهما في إطار الفصيلة الحامية السامية. هذا التنوع اللغوي يعكس الأصول التاريخية المتعددة للأمازيغ ويؤكد على تميزهم الثقافي واللغوي.
الأصول السامية
يتباين الباحثون في أصل الأمازيغ؛ يرى بعضهم أن أصولهم عربية حميرية مشرقية، وأنهم هاجروا بسبب القحط وكثرة الحروب من اليمن والشام عبر الحبشة ومصر إلى شمال إفريقيا. عاش الأمازيغ في مناطق واسعة تضم شمال إفريقيا، وغرب مصر، وليبيا، وشمال البحر الأبيض المتوسط، ومالي، والنيجر، والأندلس، إلى إيطاليا بجزر صقلية وجزر الكناري (الكعاك، 2010). يؤكد سعدي (2018) أن هجرة الفينيقيين من الجزيرة العربية إلى المغرب العربي كانت السبب الأساسي في تواجدهم بمناطق أخرى كشمال إفريقيا، بسبب الجفاف، مما يؤكد عروبة الأمازيغ. ويدلي بعض المؤرخين الأوروبيين أنه من خلال علم الآثار والنقوش والكتابات القديمة، فإن استقرار الفينيقيين منذ الألف الثانية قبل الميلاد، أي منذ 3500 سنة، هو الذي مهد لقبول الأمازيغ للغة العربية والدين الإسلامي في القرن السابع. ويشيرون إلى أن اللغة البونيقية استمرت قائمة في المغرب العربي. بصفتها لغة ثقافة وحضارة ودواوين حتى بعد تدمير قرطاج، إلى أن دخل العرب المسلمون فحدث التواصل بين البونيقية، التي هي العربية القديمة، والعربية الحديثة التي طورها الإسلام والقرآن (سعدي، 2018).
في ذات الإطار تقول (Karrouche, 2017) أنَ المؤرخين يؤكدون على الأصول الكنعانية للبربر، مما يوفر لهم نسب مميز يربطهم بالعرب، فهم «أبناء عمومتهم» البعيدين، حيث حددت أصول البربر في بلاد ما بين النهرين. بعض علماء الإثنولوجيا الفرنسيين، وليس جميعهم، أيدوا هذه الأطروحة. وهكذا حقق المؤرخون توازنًا بين العرب من جهة والأمازيغ من جهة، والسكان الأصليين من جهة أخرى. (Karrouche, 2017).
وصف سعدي في كتابه «البربر الأمازيغ عرب عاربة» دراسات لمؤرخين فرنسيين متخصصين في الدراسات الأمازيغية والسامية، مثل: «يونيفيرساليس» الذي أكد بأنه بدأ تاريخ المغرب الأوسط بوصول الفينيقيين الذين سجلوا حضارتهم كأول حضارة بالمدن حيث تركوا بها آثارًا مكتوبة ومدنًا تحمل تسميات سامية كمدن راسكورو (دلس) وروس كاد (سكيكدة)». ويقول هنري باسيه (H Basset) بأن اللغة البونيقية لم تختف من المغرب إلا بعد دخول العرب، مما يدل أنَ اللغة بقيت قائمة طوال المدة في المغرب لسبعة عشر قرنًا (سعدي، 2018).
كما أكد المؤلف السابق إلى عدم أصالة تسمية «البربر» عرقيًا، وأوضح تسميات فئات البربر المتعددة المنتشرة حاليًا من صحراء مصر الغربية إلى المحيط الأطلسي. لو سألت أي مواطن من هذه الفئات التي تجاوزت العشر: «هل أنت بربري؟»، لما فهموا ما تقول، فهي تسميات خالية من أي مضامين عرقية. وأهم هذه الفئات هي:
-فئة بدو سيوة: في الصحراء الغربية بمصر، وينسبون جغرافيًا إلى منطقة سيوة.
الزوارة: في غرب ليبيا، وينسبون إلى قبيلة زوارة، واسم القبيلة عربي، مشتق من «التزاور».
-فئة الشاوية: تطلق على سكان الشرق الجزائري، نسبة إلى الشاة، وهي عشائر وقبائل ترعى الأغنام. وتوجد بادية في الشام والعراق يسمى سكانها الشاوية، وهم يربون الشاة أيضًا.
-فئة الطوارق: يمثلون سكان جبال الهقار وأقصى جنوب الجزائر. وهي تسمية عربية من «طرق» باب الصحراء، فهم طارق وهم طوارق.
-فئة يني ميزاب: يمثلون منطقة غرداية بالجنوب الجزائري، وأخذت هذه التسمية من وادي ميزاب الذي يسكنون فيه.
-فئة القبائل: تسمية عربية، جمع قبيلة، وتنطق وتكتب الهمزة ياءً للتسهيل، وأصلها عربي أيضًا.
-فئة الروايف: يمثلون جزء من شمال المغرب الأقصى، ويسكنون منطقة الريف المشهورة. (سعدي، 2018).
حسب رؤيتنا، يبدو أنه هناك جدلاً متواصلا حول الأصول العرقية والتاريخية للأمازيغ. يرى بعض الباحثين أن للأمازيغ أصولاً عربية مشرقية، في حين يؤكد آخرون على أصول كنعانية أو حامية لهم. يمتد هذا النقاش ليشمل تأثير الهجرات والتاريخ الواحد بين الأمازيغ والعرب. تُظهر التسميات المتنوعة لفئات الأمازيغ تمايزهم الجغرافي والثقافي، مع غياب المضامين العرقية في هذه التسميات. من الجلي أن الأمازيغ يمثلون مزيجًا من التفاعلات الثقافية واللغوية التي تعكس تاريخًا طويلًا ومعقدًا من التفاعل بين الشعوب في شمال إفريقيا والأماكن المحاذية.
تعريف اللغة الأمازيغية
تدلي (أزداو، 2012). أن اللغة الأمازيغية هي لغة يتحدث بها أقلية إذا ما قورنت باللغة العربية العامية، ولقد بقيت مدة طويلة ذات استعمال شفوي محض. ورغم قدمها، ولم يبدأ تدريسها في الجزائر حتى سنة 1995. وقد اعتُبر إدراجها في النظام التربوي الجزائري حدثًا تاريخيًا، وكانت مناطق تدريسها تنحصر في المناطق الناطقة بالأمازيغية، بالخصوص في منطقة القبائل، ومنطقة مزاب، والجزائر العاصمة، وبعض المراكز في المدن التي تعرف تواجدًا كبيرًا للسكان المتحدثين بالأمازيغية مثل البويرة وبسكرة، وذلك على مستوى الكليات والثانويات. أما الآن، فقد أصبحت تُدرّس في المدارس الابتدائية ولها برامج وكتب خاصة. وتم الاعتراف بها كلغة وطنية حديثًا ذلك في 08 أفريل 2002 بمقتضى المادة 3 من الدستور (أزداو، 2012). في نفس السياق ينوه (بن يشو، 2005) أن الأسباب التي تستوجب الاهتمام باللهجات اليوم أننا يمكننا تحسين أساليب تعليم اللغات. ونشير هنا إلا أن اللسانيين الفرنسيين قد اهتدوا بفضل أعمالهم إلى أنه لا يمكن تعميم تعليم اللغة الفرنسية للطفل العربي أو الطفل الفرنسي أو السنغالي باستعمال الكتب نفسها والطريقة نفسها، وإنما يجب مراعاة الطبقة اللغوية السفلى، أي العامية التي يتعلمها الطفل (بن يشو، 2005). يمكن أن تكون الأمازيغية في هذه الحالة اللغة الأم التي تحل مكان العامية.
تعتبر (أزداو، 2012) اللغة الأمازيغية أو البربرية كما يسميها عليها اللسانيين، لغة أم لشريحة كبيرة من الجزائريين. تشمل العديد من اللهجات في كامل المغرب العربي، تمتد في إفريقيا من مصر إلى المغرب ومن الجزائر إلى النيجر. ونظرًا لسياسة التعريب في المغرب العربي، صارت هذه اللهجات تقتصر على مناطق معينة مثل الأوراس، وجرجرة (القبائل)، والهقار، والمزاب، وبعض الجزر عبر الوطن. ومن أهم اللهجات الأمازيغية: «القبائلية أو تاشقبيت (منطقة القبائل)، والشاوية أو تشاويت في منطقة الأوراس، والميزابية (بالمزاب)، والترقية أو تماشق في بالهقار والتاسيلي (أزداو، 2012). حسب ما تم عرضه يمكن القول إن تامازيغت لغة وطنية إلى جانب اللغة العربية. تم إدخال الأمازيغية إلى الجامعة بداية من 1990، وإلى المدرسة منذ 1997. وظلت اللغة العربية العامية تستعمل شفهيًا بشكل رئيسي في التواصل اليومي.
اللهجة الشاوية
سنعمل فيما يلي على تقديم تعريف شامل باللهجة الشاوية. ونبدأ بتحديد المناطق الجغرافية التي تنتشر فيها هذه اللهجة، ونسلط الضوء على القبائل أو الأعراش التي تتحدث بالشاوية، مع تقديم لمحة عن التمايز الثقافي والاجتماعي لهذه القبائل. بعد ذلك، سنتناول النظام الفونولوجي للشاوية، مع التركيز على التوافق الصوتي بين الأبجديات الثلاث المستعملة في كتابة الأمازيغية. ثم سنعرج إلى تحليل النظام القواعدي والنظام الصرفي للشاوية، وسنناقش النظام المعجمي للشاوية، بما في ذلك المفردات المستخدمة بشكل يومي والمعجم الشاوي التقليدي. سنقدم أمثلة حية للمتكلم الشاوي ومصطلحات شائعة، مع شرح معانيها ودورها في التعبير عن الحياة اليومية والثقافة الشاوية. وأخيرًا، سنتطرق إلى مسألة كتابة الأمازيغية وإشكالية الحرف، وهي قضية هامة في تطور اللغة الأمازيغية بشكل عام، واللهجة الشاوية بالخصوص.
تعريف اللهجة الشاوية
يدلي (بوزياني، 2010) أن اللغة الأمازيغية لغة قديمة جدًا وتتميز بأنها لغة صامتة «consonatique»، بداية كانت تكتب منفصلة في الاتجاهات كلها، من اليمين إلى الشمال ومن الشمال إلى اليمين، ثم من الأعلى إلى الأسفل. وهذه الكتابة المعروفة باللوبية أو الليبية في لغات إفريقيا إلى جهة الكتابة الإثيوبية المعروفة بالمرورية (بوزياني، 2010)، في نفس السياق يدلي البار (2018) أن الشاوية لهجة من اللهجات الأمازيغية الجزائرية، يتحدث بها سكان الأوراس (خنشلة، أم البواقي، باتنة وبعض مناطق بسكرة وتبسة). تنحدر جذورها من اللهجات الأمازيغية الزناتية، وشهدت تقهقرا بسبب استخدام العامية العربية الجزائرية، خاصة في المناطق الحضرية، وحفظت أكثر في الأرياف. حسب مركز الدراسات الأمازيغية، يوجد أزيد من مليونين ناطقًا بأمازيغية الأوراس الشاوية، وجاء في استطلاع آخر أنَ نسبة أمازيغ سكان الأوراس تقدر بنسبة 8.5٪ من سكان الجزائر، وبإسقاط النسبة على إحصائيات السكان الجزائريين لسنة 2005 يصبح العدد 33,800,000 نسمة (البار، 2018)، 
يرى عقون (2018) أن اللغة الأمازيغية تشعبت إلى لهجات، ومن أهمها اللهجة الشاوية المعروفة في شرقي الجزائر. تعتبر هذه اللهجة الأمازيغية الزناتية تنحدر من لغة الماسيل، ويُعد الشعب الزناتي من أكبر شعوب الأمازيغ (عقون، 2018). كما تفرعت الأمازيغية إلى لهجات أخرى، ومن أهمها اللهجة الشاوية، التي تمتد من الشرق الجزائري إلى عمق الصحراء وداخل تونس، وهي معروفة بالأمازيغية الزناتية. في نفس السياق يضيف عقون (2018) أن الشاوية تنتشر في الجزائر إلى مناطق عديدة أخرى منها: أوراس الوسط (ششار، آيت عبدي، أحمر خدوب بسكرة، آيت داود ...)، والمتميز بأصالتها وفصاحتها، وهي وأوراس الشرقي (النمامشة، العمامرة وغيرهم) ومناطق السقنية والحراكتة (قالمة، سوق أهراس، عنابة، أم البواقي وقسنطينة) (عقون، 2018). يتفق قبوج (2022) مع الرأي السابق وبدلي بأن الشاوية هي اللغة التي يتحدث بها مجموعة من السكان الأمازيغ الساكنين بجبال الأوراس، من ولايات باتنة، أم البواقي، خنشلة، تبسة، والجهة الجنوبية من سطيف، مع وجود اختلاف من ولاية لأخرى، ويوجد حتى اختلاف في الولاية نفسها، مثل الاختلاف بين شاوية أريس وشاوية رأس العيون، مما يفضي إلى انعدام التواصل أحيانًا (قبوج، 2022).
استنادا لما سبق نرى أنَ اللهجة الشاوية تنتشر في شرق الجزائر، بما في ذلك مناطق الأوراس والوسط والشرقي، ومناطق مختلفة مثل الحراكتة والسقنية. تتميز اللهجة الشاوية بالأصالة، ويستعملها سكان الأوراس في ولايات أم البواقي، باتنة، تبسة، خنشلة وجنوب سطيف. ويوجد اختلافات في النطق والمفردات بين مناطق مثل شاوية أريس وشاوية راس العيون، مما َ يؤدي أحيانًا إلى صعوبات التواصل حتى داخل الولاية نفسها.
القبائل (الأعراش) الناطقة باللهجة الشاوية
وفقا لـ عقون (2018)، تعتبر بلديات أعراش الجبايلية، أولاد سلام، النمامشة، وأعراش المحمل الكبيرة، أولاد علي بن صابور، أولاد سلطان، إيسقنين، الحراكتة، أولاد رشاش وغيرها من السكان الناطقين بالشاوية، رغم انتشار العربية في الشرق الجزائري.  وقد تم فتح إذاعات متحدثة بالشاوية في ولايات باتنة، أم البواقي، خنشلة، في إطار السياسة الحكومية لترقية اللغة الأمازيغية. كما يعمل العديد من الفنانين في الأوراس على المحافظة على الكلمات الأمازيغية في أعمالهم، ومنهم ماسينيسا، علي شيبان، جمال صابري، ميهوب بن عبد السلام، يروش إغونام، ديهيا، مسعود نجاحي، ومركوندا (عقون، 2018)، في السياق ذاته يرى ابن خلدون أنَ الشاوية من ولد حسان بن أبي سعيد الصبيحي نسبة إلى صبيح الصغير، وهي واحدة من قبائل بني مالك بن زغبة أبناء الهلاليين (ابن خلدون ، 1968).
اهتمت الفقرة السابقة بأهمية اللهجة الشاوية في شرق الجزائر، مع التأكيد على تحديات انتشار العربية في المنطقة. كما تظهر جهود الحكومة في تعزيز اللغة الأمازيغية من خلال إنشاء إذاعات ناطقة بالأمازيغية، وترقية دور الفنانين في الحفاظ على الثقافة الأمازيغية في إطار الفن المحلي.
خصائص النظام اللهجي الشاوي
النظام الفونولوجي الشاوي
تشترك كل اللهجات الأمازيغية في نظام صوتي فونولوجي واحد، وهو ما يشمل الشاوية أيضًا. تاريخيًا لا يزال النظام الفونولوجي للغة الأمازيغية غير معروف تمامًا، وليس لدينا إلا القليل جدًا من الشهود القدامى لهذه اللغة الذين يمكن أنَ يساعدونا في متابعته وتتبع تطوره. من العسير استغلال المعلومات النادرة حول فونولوجيا اللغة الأمازيغية. يقترح بعضهم أن وضع النظام الفونولوجي الأساسي للأمازيغية منذ زمن بعيد، انطلاقًا من أعمال باست (A. Basset) في عامي 1946 و1952، والتي كانت منحصرة على نظام مصغر «dia-système». بالمقارنة مع لهجات مختلفة، ظهر هذا النظام كنظام غير معروف وبدائي(Chaker, 2018)، وتتكون الشاوية من 33 صوتا منها 27 صامتا وهي: 
الشفويات وهي (ⴼ, ⴱ, ⵎ.)
الأسنانيات وهي ( ⵜ, ⵟ, ⴹ, ⴷ, ⵕ, ⵔ, ⵏ, ⵍ )
اللثويات وهي  (ⵙ, ⵣ, ⵚ, ⵥ)
الحنكيان  وهي  (ⵛ, ⵊ)، الطبقيان(ⴳ, ⴽ)
الطبقيان المشفهان وهي   (ⴳⵯ, ⴽⵯ).
اللهويات وهي  (ⵖ, ⵅ , ⵇ) .
الحلقيان وهي (ⵃ, ⵄ)، الحنجري (ⵀ)، شبه صامت: الياء «ⵢ» والواو، (ⵡ)، المختلس الصائت. (ⴻ)
06 صوائت تامة وهي: ⴰ وⵉوⵓ حسب (بوخريص  وآخرون  2013)
يرى عقون (2018) بأن الفونيم الشاوي ينقسم إلى سبعة أصناف مختلفة حسب مخارجها (شفوية، لثوية، صافرة، أسنانية، مزجية، حنكية، لهوية). وتتسم هذه اللغة الثرية بمعجم لغوي واسع، كما أنها تعتمد على قواعد نحوية وصرفية مستقرة (عقون، 2018)، وتؤكد أصالتها كتابتها بخط التيفيناغ (ⵉⵙⵓⴽⴽⵉⵍⵓⵏ)، الذي وجد في الكتابات الأثرية منذ آلاف السنين، ويتفق مع الكتابات القديمة في شمال إفريقيا (عقون، 2018).
المشكلة القائمة بين المهتمين هي حول الحرف الأنسب لكتابة الأمازيغية، فلم ترى اللغة الأمازيغية المعيارية النور إلى اليوم، وعدد الحروف في اللغة الأمازيغية حسب المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية «IRCAM» إثنان ثلاثون (32) حرفاً، بالإضافة إلى حرفين «2»مركبين من حرفين قاعديين يُضاف إليهما علامة «U». وتختلف الآراء بين بعض الأشخاص بخصوص تصنيف الحروف المضاعفة كحروف مستقلة، حيث يعتبر البعض الزاي حرفين (الراء والسين)، وقد صنف فقهاء اللغة الفونيم الشاوي إلى: 
الحروف الشفوية وهي: ب، ف، م
الحروف اللثوية وهي: ت، ط، د، ن، ل، ر، ض
الحروف الصافرة وهي: س، ز
الحروف الأسنانية وهي: ذ، ظ، ث
الحروف المزجية وهي: تش، دج
الحروف الحنكية وهي: ك (مثل الكاف العربي) كـ G
الحروف اللهوية وهي: هـ، غ، ق، الخاء الجرمانية (عقون، 2018، صفحة 17).
الأصوات الصامتة والصائتة
وفقا لمنشورات المجلس الأعلى للغة العربية حدد الباحثون النسق الصوتي الأمازيغي في ثلاثة أصوات «a i u» وهي الفتحة والضمة والكسرة، أما باقي الحروف تعتبر صوامت وهي 29حرفا (Ɛ, B, C, Č, D, Ḍ, F, G, Ǧ, Ɣ,H, Ḥ, J, K, L, M, N, Q, R, Ṛ, S, Ṣ, T, Ṭ, W, X, Y, Z, Ẓ.,) (بن رمضان، 2018)، في هذه الأصوات ما هو أصيل ومنه الدخيل ويمكن إظهار هذا كالتالي: 
العين غير أصلية، إذ لا يزال بعض المتحدثين يعجزون عن النطق بهذا الحرف. والملاحظ أنَ معظم الكلمات الأمازيغية التي تتضمن العين إما عربية الأصل، أو أمازيغية عربت ثم عادت إلى الأمازيغية في صيغتها الجديدة. وقد يكون في بعضها مفخما، إلا أنَه استحال أنَ يكون العين مفعولاً بالاحتكاك بين الصوتيات في اللغتين(شفيق، 2000)، وهو ما ينطبق على الشاوية تماما على نحو: 
عمامة: تنطق أعمامث  aậmamatħ: في الشاوية
مساء: تنطق أعشويثaachwith  : في الشاوية
عين: تنطق ثاعوينت thaậouintħ: في الشاوية
وجميعها كلمات ذات أصل عربي تحولت إلى الشاوية
ويدلي شفيق أنَ حرف القاف في الأمازيغية غير أصيل، إلا أنه من الواضح أنَه يقوم مقام الغين في المشتقات، بينما لا يحتوي على الجذر(شفيق، 2000) ما أدلى به المؤلف غير مطلق في اللهجة الشاوية، ونطق حرف القاف بـ g، مثل:
 «أنا فعلت» ينطق «نتش إيقيغ» (igir)، و»خد» ينطق إلى «ماقْ» (mag).
وينطق أحيانا أخرى ق على نحو: اجلس: قيم، الجمع: انقيم، الجمع: اقيمن.
في حين ينطق حرف الزاي «زايين» أحدهما مفخم والآخر مرفق والفرق بينهما له أهمية دلالية كبيرة على مستوى المعجم، (شفيق، 2000)، على نحو: الذباب: إيزيizi، نرى: نزر nazr، الشيح: ايزري izri
وهمزة القطع لا وجود لها في الأمازيغية، وهذا هو السبب في تبني المغاربة قراءة ورش. وهمزة القطع منعدمة في لغتنا العربية العامية، فنقول «بير» عوضا من «بئر»، و»ذيب» عوضا من «ذئب». أما بقية الحروف الصامتة، فهي مشتركة في النطق مع العربية، غير أنَ الراء قد تنطق مفخمة مكسورة على عكس العربية، وهو ما يميز الصوتيات البربرية وينعكس على نطق المغاربة أو نطق بعضهم بالعربية الفصيحة، حيث يقولون «التاريخ» أو «الفريق» براء مفخمة (شفيق، 2000).
 الصوائت: /e /a/ /i/ /u/ a/ o/
وفقا لـ شفيق (2000) فالأمازيغية لغة ساكنة لغة تحظى فيها الصوامت بأهمية كبيرة، وهذه ميزة مهمة تميزها عن اللغة العربية وتدحض أية علاقة بينهما. فقد تتواجد السكنات في الكلمات والجمل والعبارات الأمازيغية دونما حرج، على عكس العربية التي تعد لغة حركية حيث يستحيل أنَ يلتقي فيها ساكنان. الحركات الثلاث (الفتح، الضم، والكسر) مشتركة بين العربية والأمازيغية، والضم في الأمازيغية ينقسم إلى نوعين: صريح ومختلس. اتخذت الواو علامة للضم الصريح في الكتابة، وأخذت الضمة العادية علامة للضم المختلس.
الضم الصريح لا يُمد معه.
مثال: أفوس = اليد - يور = هلال أو الشهر- أفود = الركبة- أزرو = الحجر- أڱرو = الضفدع.
ويكون الضم المختلس في هذه الألفاظ: تكاذ = خاف، ألغم = بعير، تاكرسا = سكة المحراث.
وكثيراً ما يكون الضم المختلس مقترنا بفتح أو كسر إذا كان في الحرف تضعيف، فيقال: أزُڱاغ = أحمر، أسُكاس = العام (شفيق، 2000).
الخصائص الصوتية
-الشد: (المشدود والبسيط): أي صوت أمازيغي له صورته المشدودة، ويتميز بطاقة نطقية قوية، وليس بالضرورة مدة طويلة، وهو ما يسمى بمفهوم الشدة الصوتية «Tension consonantique»، وتوزع التشديدات حسب التوقفات في البداية المطلقة، مما يجعل من المستحيل من حيث المبدأ التعرف عليها أو إدراكها على أنها طويلة.  لا تنتشر في مقطعين متتاليين عادة، ويظهر التطابق في الأمازيغية عموما بين /ḍ/ ṭ/ المشددة، وبين /ɣ/ البسيط و qq المشددة، وبين /w/ البسيط و/ggw/ أوkk المشددة، هذه التطابقات تكون بين المجهور والمهموس، الانفجاري والاحتكاكي ...) وهي إشارات على وجود اختلاف في الطاقة النطقية بين البسيط والمشدد (Chaker, 2018)
التفخيم: تمثل كل الأصوات المجهورة ويتم نطقها مفخما وهي الأصوات: Ẓ.Ṭ.Ṣ.Ṛ.Ḍ، وجميعها مشتركة مع معظم اللهجات الأمازيغية (البار، 2018).
الرخاوة: تظهر كل لهجات مناطق البحر الأبيض المتوسط والمغرب (الأوراس، القبائل، وسط وغرب الجزائر، الريف منطقة بالمغرب)، درجات متفاوتة في الميل لإرخاء الأصوات الانفجارية على نحو: [b, t, d, ḍ, k, g] (Chaker, 2018).
في الطارقية، /z/ الأمازيغية الشمالية يتحوّل إلى: /h/ في لغة تماهق، أمازيغ =>أماهغ.
/ʒ/ في لغة تايرت، أمازيغ =>أماجغ.
/ʃ/ في لغة تمهشاق، أمازيغ =>أماشغ (سعدي، 2018)
التشفيه: كل الأصوات الشفوية اللهوية والتي تنطق بضم ساكن وإضافة حرف و«w» إلى الباء «B» هو حرف شفوي كما تضاف أيضا إلى الحروف «Q.K.G» وتكثر هذه الأصوات الشفوية اللهوية في اللهجة القبائلية أكثر من اللهجة الشاوية.
التوافق الصوتي بين الأبجديات الثلاث
نتطرق في هذا العنصر إلى كيفية نطق الحروف الشاوية بخط التيفيناغ، من خلال تشابهها بالأبجديات الثلاث عربي، شاوي ولاتيني، وقد وضع عقون الحرف الشاوي في الأبجديات الثلاث «عربي»، حسب الجدول المبين أدناه (عقون، 2018).
جدول (01): نطق الحروف في الأبجديات الثلاث (عقون، 2018)
لاتيني عربي تيفيناغ لاتيني عربي تيفيناغ
U.W و ں A أ °
Y ي B ب ‎ⴱ
Z ز C ش
E
فتحة D د
TH ث X F ف
g دج ⴷⵊ G كـ
h ح H ه
X.KH خ X I كسرة
D ذ V J ج T
d ر K ك
r ز L ل
C تش M م [
S ص N ن I
T ط E O و
D ظ ض E Q ق
3 ع R ر
v غ S س
V ك جرماني T ت
 
النظام القواعدي الشاوي
وفقا لـ بلعيد (1999) فإن بنية اللغة الأمازيغية تتسم بالوحدة في أشكالها الصرفية والنحوية إلى درجة أنَه من يعرف لهجة واحدة يستطيع تعلم أية لهجة أخرى في ظرف أسابيع، وهو دليل على أنَ اللغة نفسها (بلعيد، 1999). وعليه يجب علينا الإلمام بكل اللهجات والاطلاع على الدراسات والأبحاث المتصلة ببنية اللهجة الشاوية، والتي نرى أنها نادرة حسب علمنا.
الأسماء 
يشتق الاسم من جذر أحادي، ثنائي، ثلاثي، رباعي أو خماسي وينقسم في جنسه إلى مذكر ومؤنث وفي عدده إلى مفرد ومثنى وجمع وفي وضعيته يكون مفردا أو مصرفا أو جملة (البار، 2018). 
الاسم المذكر: كقاعدة عامة يبدأ الاسم المذكر في اللهجة الشاوية بالمصوتة A، على نحو: 
الرجل يسمى أراقاز – argaz العريس يسمى أسلي asli، كما أنَ الاسم المذكر قد يبتدئ أحيانا بإحدى المصوتتين إi أو أوu، مثل اللسان يسمى إيلس Iles – القلب يسمى أول Ul- الليل يسمى Id، وقد يبدأ استثناءا بحرف وليس مصوتة على نحو: اليد يسمى فوسFus، الجوع يسمى لوز Laz، (عبد السلام و بكير، 1996).
وعند تحويله إلى صيغة الجمع تتحول الألف إلى مكسورة، على نحو: 
-مفرد مذكر أمغار شيخ جمعه : ايموغارن شيوخ، آثرو صخر جمعه : إيثرورا صخور (عقون، 2018).
- آخامبيت جمعه : إيخامبيوت-  أذفل ثلج جمعه : إيذفلاون ثلوج وممكن أنَ تضل الألف كما كانت في صيغة المفرد كما هو في الأمثلة: 
- ايظ (ليل) جمعه ئضان (ليالي).
- اينسي(قنفذ) جمعه ئنسان(فقنافذ)،.
- إيخف(رأس) جمعه ئخفاون(رؤوس)
أما إذا التقت الألف الممدودة بالواو في بداية الكلمة فإنها تخفف إلى ألف مضمومة مثل:
- أوذم(وجه) جمعه اوذماون(وجوه).
- اوشن(ذئب) جمعه أوشانن(ذئاب).
وأحيانا تسقط الالفة لتعود إلى الظهور في الجمع (عقون، 2018)
-الإسم المؤنث: تبدأ الأسماء المؤنثة في الشاوية عموما بالمصوتة (t) وتنتهي بالمصوتة (t) قد تكون مشددة أو مخففة على نحو:
 تالوست = أخت الزوج talwest ت
-يورقت تعني ورقة tiwarket،  (عبد السلام،  وبكير، 1996)، وتبدأ الأسماء المؤنثة في الشاوية بالحرف ث th ت يليها الألف وتليها ياء أو واو، وفي الغالب تنتهي بحرف الثاء (ثا ... ث)، كأن نقول:
 ثامطوث تعني المرأة، وثامتشوكث تعني الطفلة، ثاهوث تعني بنت، في الجمع عادة ما تتحول الألف التي تلي ثاء التأنيث إلى ياء كما هو مبين أدناه: 
مفرد مؤنث: ثاعوينت: نبع، جمعه: ثيعوينين ينابيع -  ثامثنا: المطر جمعه ثيمثونين أمطار.
مفرد مؤنث: ثاسكورث: حجلة جمعه ثيسكرين حجل-  ثاغنجايث ملعقة جمعه ثيغنجايين ملاعق.
 (عقون، 2018).
يخفف حرف الثاء بادئة التأنيث في أغلب اللهجات الأمازيغية وفي الشاوية وهو ما لا يشكل عائقا في الفهم أو الدلالة كأن نقول: 
هاسطا (شجرة) جمعها هيسطا (أشجار)، هاعوينت (نبع) جمعها   هيعونين (ينابيع)، (عقون، 2018).
- الظروف والحروف: تتكون الشاوية من (14) ظرف زمان، «9» ظروف المكان و (09) حروف جر، (عقون، 2018)، وهي وفقا لما يقابلها بالعربية كمايلي: 
الظروف 
 تتعدد ظروف الزمان في الشاوية على نحو:
 لاغنا larna  تعني لاحقا
زيك  Zik تعني في وقت مضى
يميرا  Imira تعني الآن/ئمرذينه  Imrdina تعني حينئذ
تورا toura تعني عما قريب
آس اAss’a تعني هذا اليوم
آسناط Assennat تعني أمس
إسيضن Assiden تعني قبل الأمس
وينيضن Winniden = ما قبل مس
آذتشتا Adeca تعني غدا 
إيضلي Idelli تعني البارح
إيضضن Ididen تعني الليلة
أسكاس Asugwas’a تعني يوم مضى 
     ظروف المكان في الشاوية كثيرة نذكر منها:
ذاDa تعني هنا
ذون Dounn تعني هناك 
آور اAwra تعني نحوي
أورذين Awerdinn تعني هنا
كدّو kaDou تعني تحت 
ذاث أو أزداث dath تعني أمام
ورن تعني Wern وراء
س اتْما S’tma تعني بجانب.
حروف المعاني 
من بينها حروف الجر فالمتكلم الشاوي يستعمل نون الملكية ن N، ولا يوجد لها مقابل في العربية/ ذي Di تعني في وسي Si تعني من ڱي GI او ڱ Ug تعني في سS تعني ب /آم Am تعني كاف التشبيه/ ف Fa تعني على / ئي Ii تعني لام الجر/ آلدا Alda تعني إلى آلداكوا Alda gwa (عقون، 2018).
 تضم الشاوية عدد كبير ومتنوع من حروف المعاني، التي تعمل دور في تناسق الجمل، وتضم قسمان أحدهما يشتمل على حرف واحد مثل (i,s,n,d)، والثاني يتكون من حرفين أو أكثر مثل … «deg»، وقد يكون للحرف العديد من المعاني ويؤدي وظائف متعددة (البار، 2018) ، وفيما يلي نستكشف بعض هذه الحروف المشتركة في الأمثال الشعبية للهجة الشاوية وهي من واقع المتحدث الشاوي.
أخنشوش ئشوق ؤوذم   
أعديس يتشين إباون يتوف 
إرڨازن تشاثن الباروذ، المسعود يتاوي صحيت 
أبهلول نوفوس ولا أبهلول نييمي 
أوال أملال يرنا أوال أبركان
النظام الصرفي الشاوي
يصرف الفعل في اللغة العربية حسب صيغتان، إحداهما هي صيغة الأمر التي تكون خارج إطار الزمن، أما الصيغة الأخرى  فهي مرتبطة بزمن الحاضر أو الماضي، وفي الفرنسية يأتي الصرف معقدا جدا لأنه يصرف حسب صيغ صرفية متعددة، أما في الأمازيغية فإن متخصصي مركز التهيئة اللغوية عملوا على  تبسيط صيغ تصريف الفعل، وجزؤها  إلى ثلاث صيغ: صيغة الحدث المبهم وصيغة الحدث التام وصيغة الحدث غير التام، وكل هذه الصيغ قد ترتبط بزمن معين، يلاحظ هنا أنَ الشاوية متميزة، ولكن قواعد التصريف لا تزال غير ناضجة لحد الآن، ولحد اليوم النقاش مستمر في الحالات التي يكون فيها الحديث غير واضح، (أمقران، 2022).
بالنسبة للفعل المنتظم: تصريف الفعل المنتظم في الشاوية يشمل معظم الأفعال ماعدا القليل منها، على نحو ذلك: تصريف الفعل يسوا yasswa= شرب في الماضي: هو نتا يسوا=شرب، هي نتاث: ثسوا=ضربت، نهنين هم سوين= شربوا. 
تصريف الفعل الغير منتظم: مثل الفعل ينا   Yanna=قال الذي لا يصاغ منه فعل الحاضر (يقار تعني يقول) كما هو موضح في المثال: نتا (هو) يناس قال له، نتاث (هي): ثناسقالت له، نهنين(هم): نناس قالوا له (عقون، 2018) 
مثال آخر تصريف الفعل «فعل=YIGA» في الماضي: ق تنطقgق= g.
أنافعلت تعني نتش إيقيغ، 
نحن (مذكر) فعلنا تعني نتشني نيقا
نحن (مؤنث) فعلنا تعني نتشنتي نيق
أنت فعلت تعني شك هيقيذ
أنتِ فعلتي تعني شم هيقيذ
أنتما (مذكر) فعلتما, أنتم فعلتم تعني كنوي هيقيم
أنتما (مؤنث) فعلتما
أنتن فعلتن تعني كنمتي هيقيمت
النظام المعجمي الشاوي
أدى الاتصال طيلة ثلاثة عشر قرنًا باللغة العربية، إلى أن الشاوية استنبطت فونيمات عديدة من اللغة العربية وهو ما ينطبق على الأمازيغية عموما، وقد قاد معظم اللهجات الأمازيغية إلى استعارة وإدماج الأصوات من اللغة العربية. ومن خلال الانتشار التدريجي للازدواجية اللغوية الأمازيغية والعربية، فالطوارق حافظوا على لهجتهم الأمازيغية أكثر من باقي اللهجات الأخرى، ويمكن أنَ تكون بمثابة معيار لأنه حتى زمن قريب لم تخضع سوى لتأثير ضعيف من اللغة العربية، فهي لم تدمج هذه الأصوات ذات الأصل العربي إلى لهجتهم الأمازيغية (Chaker, 2018).من وجهة نظرنا فاللهجة الشاوية أكثر اللهجات التي استعارة فونيمات عديدة من اللغة العربية.
بالنسبة للمعجم فهو مستمر في التطور ونتيجة مجموعة من العوامل، من أهمها ما يسمى بالتعرية الصوتية (l’érosion phonétique)، ومع مرور الوقت وباختلافات طرائق النطق والمدلول، تبتعد اللغة عن اللغة الأخرى التي تفرعت معها عن أصل واحد، فالتشابه بين العربية والأمازيغية ظاهر بوضوح في المعجم (شفيق، 2000)، والشاوية كغيرها من اللهجات الأمازيغية توجد الكثير من الكلمات الدخيلة وخصوصا من اللغة العربية ومن هذه الكلمات: لخدمث تعني  العمل، رحمث تعني   الرحمة، وتنقلب فيها التاء المربوطة إلى ثاء أو تاء، وقد تنقلب ألف ولام التعريف إلى حرف مفتوح يصبح أصلا في الكلمة الشاوية مثل: لقراية تعني  الدراسة، لقش جمع لقشوش تعني  لباس، رحبث تعني   ساحة، لخيط= خيط، لغابث تعني  الغابة، لحوش يعني فناء(عقون، 2018).
ومن بين الكلمات التي تدل على التزاوج الشاوي العربي واستعارة بعض الكلمات التي تبدو وكأنها شاوية الأصل بينما هي عربية المنشأ وكلها كلمات متداولة في الشرق الجزائري، ومنها لدى المتكلم الشاوي الأمثلة التالية: 
-كلمة تامطوث: وهي كلمة شاوية تعني المرأة لكنها ذات أصل عربي ومعناها (الكائن الذي يحيض) والطمث في العربية معناها الحيض.
-كلمة ثامورث: وهي كلمة شاوية تعني الأرض هي في الحقيقة عربية الأصل بحيث تعني بالمثر في العربية الأرض التي أصابها مطر خفيف
-كلمة أخنفوف: كلمة شاوية تعني الأنف وتعني خنف، يخنف، خنوفا أي شمخ بأنفه من الكبر إلى التكبر
-كلمة أموكان أو امخان: كلمة شاوية وتعني المكان وهي الأخرى ذات أصل عربي 
-كلمة أخام: كلمة شاوية وتعني البيت وتعني بالعربية الخيمة 
-كلمة آغي: كلمة شاوية تعني الحليب التي تبدوا أنها شاوية، ويقال في العربية غوي الرضيع غيا إذا أكثر الرضاع.
-كلمة اضار: كلمة شاوية وتعني القدم بالشاوية، والضرة من القدم ما يباشر الأرض عند الوطء من لحم باطنها مما يلي الإبهام ومنها جاءت كلمة الضرة تقول المرأة انت ضرتي أسفل قدمي.
-كلمة أسرذون (البغل): كلمة شاوية وتعني البرذون نوع من الدواب يختلف عن الخيل وهو غليظ الأعضاء 
بالنسبة  لاستعارة  الشاوية  من الفرنسية  الملاحظ أنها كلمات قليلة وتطلق على  ما  المسميات المستحدثة  ، ومنها  على سبيل المثال:  أجدارمي التي تعني  الدركي وباللغة الفرنسية (Gendarme)، ستيلو تطلق على قلم ، وبعض الأغراض اليومية، بينما تكون القبائلية أكثر اقتباسا من الفرنسية فحسب قاسمي (2021) تستعمل اللهجة القبائلية الفرنسية باستمرار ، ومنها ما أصبح فيها أصيلا مثل  ثابورث وتعني الباب بالقبائلية  وبالفرنسية (porte)  بينما  أفلوت بالشاوية يعني الباب (قاسمي، 2021)، و وفقا ل (شفيق 2000) فإن الفرق بين الصوتيات العربية والأمازيغية ليس شاسعا والمؤكد أنَ الهمزة والعين ليست  أصلية في الشاوية (شفيق، 2000) مما سبق نعتقد أن كل اللهجات الأمازيغية متأثرة بالفرنسية وتكمن الاختلافات في البيئة الثقافية والأساليب التعليمية التي تدعم أو تحارب ظاهرة  الخلط اللغوي.
تستخدم اللهجة القبائلية العديد من الكلمات الفرنسية، وتؤثر الفرنسية بشكل كبير على القبائلية والعربية العامية في الجزائر العاصمة، نظرًا للإرث الاستعماري. يُلاحظ ارتفاع التبادل بين اللغتين بهدف تيسير التواصل (Oumansour & Benmoussat, 2017). ورغم ذلك، نختلف مع الباحثتين في أن استعمال الفرنسية يهدف تسهيل التواصل فقط، بل نعتقد أن السبب يكمن في التقبل الاجتماعي للغة الفرنسية وتعود المتحدث القبائلي عليها. هذا الأمر نادر في اللهجة الشاوية، حيث نلاحظ أن التبادل اللغوي بين اللسان الشاوي والعربية أكثر شيوعًا. وقد أيد قبوج (2022) هذا الرأي، حيث لاحظ التداخل اللغوي (interférence) بين اللغة العربية الفصحى واللسان الأمازيغي الشاوي في العديد من المناسبات. في مقاله (قبوج، 2022)، أورد صالح قبوج أمثلة عديدة للتداخل اللغوي المشترك بين اللغتين، نذكر منها على سبيل المثال:
-(يبْغى): فعل يقصد به طلب شيء ما والرغبة فيه؛ في سعى في طلبه بغية الحصول عليه، وهذا ما تم ذكره في الاستعمال العربي الفصيح
-(البق): البعوض، واحد تهبقة ... وقيل هيدويبة حمرا مثل القملة حمراء نتنة الريح تكون في السرر، (لبق) في الشاوية يقصد بها جنس من الحشرات الطفيلية تتغذى في الغالب على دم الطيور، تتواجد غالبا في خم الدجاج، وتستعمل لذم شخص وقح ب (أٌذمْ نْلبق).
-(حفف): حف رأسه وشاربه يحف حفا أي أحفاه، وحف اللحية يحفها حفا أخذ منها ويعني إزالة الشعر بالموسى وتقشره، (قبوج، 2022)
بعض عبارات المعاملة لدى المتكلم الشاوي على نحو: 
ماّتا هّليذ؟ ماّتا لحوال؟  كيف حالك؟ شائعة في الّلسانين الشاوي والعربي
ماّتا هّلام؟ كيف حالكم؟ شائعة في الّلسانين الشاوي والعربي
آزولفّلاون؟. مرحبا بكم نادرة في الّلسان الشاوي.
ماّتا هخسذ؟ هل تريد شيئا شائعة في الّلسان الشاوي (البار، 2018)
عبارات مستعملة دالة على: الزمن الألوان.
-أصبحيث: صباح
-اساعث: الساعة
-أعشويث: المساء
-اسمانت: الأسبوع
-ايض: الليل
-يور: شهر
-أملالْ: أبيض 
- ازيزا: أخضر
- أبركان: أسود
-أوْراغْ: أصفر
أزوقاغْ حيث ق ga أحمر (البار، 2018)
بالسبة لأصوات الهمزة والعين والظاء فيدلي شفيق (200) أنَ الهمزة غير موجودة في الصوتيات الشاوية عكس العربية ولكن العين أصلية بغض النظر عن أصلها العربي أو الشاوي، من ناحية النحو والصرف فتجتمع المعطيات النحوية الصرفية للشاوية مع العربية مع تماثل الضمائر والجمع المؤنث والمذكر، وحرف الضاد ليس (صوتا) مميزا للغة العربية كما يعتقد قدماء العرب فالمسألة مسألة ترقيق أو تفخيم لمقطع مركب من حرف صامت مقرون بحرف صائت على نحو: دا =dậ، ضا= dậ، دو=do، ضو=do، دي =di (شفيق، 2000)،
إشكالية كتابة الحرف الأمازيغي الشاوي 
لم يتم الإجماع لحد اليوم إلى كيفية كتابة الأمازيغية بالحرف العربي أو بخط التيفيناغ،  وهو ما ينطبق على اللهجة الشاوية التي تدرس بالمدارس الجزائرية حالها حال الأمازيغية،  وقد اقترح العديد من اللغويين على رأسهم عبد الرحمن الحاج صالح،  صالح بلعيد، عثمان سعدي، كتابتها بخطها الأصلي وإن صعب ذلك كتابتها بالخط العربي ذلك أنَ الخط العربي ضمان لتدريسها، بينما اقترحت الباحثة خولة طالب الإبراهيمي كتابتها بالخط العربي، ويرى  بعضهم أنَ كتابة الأمازيغية بالحروف العربية أفضل لأنه سهل  ومناسب للفونيم الشاوي فالأحرف مثل ذ- د- ظ- ض لا توجد إلا في المعجم العربي ، وتوجد أيضا كلها متجمعة في اللاتينية في حرف واحد وهو «D» مع استعمال التنقيط، وكذلك بالنسبة لـ ح- غ- ع- خ التي لا وجود لها في اللاتينية الرومانية وموجودة في الحرف العربي ويكفي عناء تجميع عدة أحرف في رسم واحد واللجوء للتنقيط للتفريق بينهم، بل يوجد من اللغويين الفرنسيين أمثال باسي ومارسيي يستعملون الحرف العربي لتوضيح المنطوق الأمازيغي ولو كان مطابقا للنطق الأمازيغي ما اضطروا إلى الاستعانة بالحرف العربي(عقون، 2018)، وتسمى الكتابة الأمازيغية ب «التيفيناغ» وتعتبر من أول الكتابات القديمة وتعتمد على رسم رمز الحرف ليؤدي صوت معين، فالقدماء لم يتوصلوا صدفة إلى هذه النظرية بل توصلوا إليها من خلال بحث لإيجاد حل لتسهيل الكتابات، ولو تأملنا حروف التيفيناغ لوجدنا كل شكل منها يمثل صورة أو معنى لاسم شيء يتكون من حرف واحد رئيسي وهذه بعض الأمثلة: 
حرف الباءⴱ: يدل على الفصل، التجزئة أو التقسيم، حرف الدال ⴷ: يدل على الوحدة، الوصل وهذه بعض الأمثلة: 
د: (حرف عطف) 
إد: (أداة الجمع)
تدوت: (الوحدة، القران)
 زد : (وصل وصلا ربط)
حرف الراء ⵔ: يمثل صورة القمر وحرف الراء من أبرز حروف الاسم الأمازيغي للقمر وهو يور: شهر(قمر) (عبد السلام وبكير، 1996)
استنادا لما سبق نعتقد أن الإشكالية ليست في الحرف الذي ستكتب به، بل أي اللهجات التي ستكتب بها الأمازيغية، فلا توجد أمازيغية معيارية يحتكم إليها الخط الأمازيغي حسب رأينا، فجميع اللهجات الأمازيغية تدرس في المدارس الجزائرية كل حسب منطقته، لكن الاحتكام إلى لغة واحدة أمازيغية أصلية تجمع كل اللهجات هو المشكلة في رأينا 
خاتمة
أوضحنا فيما سبق البنية اللسانية للهجة الشاوية الخاصة بمتحدثي  الشرق الجزائري، فعرفنا اللغة الأمازيغية ثم تلتها اللهجة ووصفنا جغرافية الناطقين بها التي تمثل في معظمها ولايات الشرق الجزائري، ثم ناقشنا الفونيمات الشاوية الصوامت منها والصوائت، بعدها اكتشفنا الأسماء والصفات والحروف والظروف الزمانية والمكانية، وقد لاحظنا تقاربا معجميا مع اللغة العربية، ثم أتينا إلى مناقشة النظام القواعدي الصرفي الذي يميز اللهجة الشاوية عن كل اللهجات، و تعرفنا على النظام المعجمي الشاوي و وضحنا علاقته بكل من اللغة العربية والفرنسية، ومن بناء على ما سبق توصلنا إلى أنَ الشاوية تتمتع بنظام لغوي ثري ومتفرد بها وإذا كانت الأمازيغية قد تأثرت ببعض اللغات كالعربية والفرنسية، وعليه فإن الشاوية لهجة أمازيغية قائمة بذاتها تتميز بميزات لسانية وثقافية واجتماعية متباينة ومتنوعة، وقد دعا المجلس الأعلى للغة العربية إلى وجوب ترقية وتوسيع اللهجات الأمازيغية وإنشاء قاموس موحد للألفاظ بالخط العربي. 
 
52.
قبوج، صالح. (2022). التداخل اللغوي بين الفصحى والشاوية في ولاية باتنة رأس العيون أنموذجا، مجلة سميائيات، 17(2)، 883-902.
الكعاك، عثمان. (2010). البربر، تقديم سعد بوفلاقة: ط1 منشورات بونة للبحوث والدراسات، الجزائر. 
مجاني، باديس، ومرزاقة، وسارة (2016). الهوية الثقافية الأمازيغية في القنوات العربية المتخصصة، ط1، ألفا للوثائق، الجزائر.
مقورة، مفيدة، (2018). اللغة الأمازيغية في الجزائر: دراسة في سياسات الترسيم وتأثیرھا في مسار استكمال الھویة الوطنية، مجلة البدر المجلد 10(6)، ISSN -2170-، 614-631.
سعدي، عثمان. (2018). البربر الأمازيغ عرب عاربة، وعروبة الشمال الإفريقي عبر التاريخ: دار الأمة للنشر والطباعة والتوزيع، برج الكيفان. الجزائر
شفيق، محمد (2000). اللغة الأمازيغية بنيتها اللسانية.: دار النشر: منشورات الفنك. الغلاف: عبد الله الحريري، المغرب.
عبد السلام، إبراهيم، وبكير، وعبد السلام. (1996). الوجيز في قواعد الكتابة والنحو للغة الأمازيغية «المزابية» الجز ء 1ـ المطبعة العربية غرداية الجزائر. 
Chaker, S. (1996). Berbères aujourd’hui. Paris, France: Éditions L’Harmattan  . France.
Chaker, S. (2018). Phonologie & phonétique. Encyclopédie Berbère. Aix-en-Provence: REMAM-MMSH, hal-01780808.
Karrouche, N. F. (2017). National Narratives and the Invention of Ethnic Identities: Revisiting Cultural Memory and the Decolonized State.
Oumansour, N., & Benmoussat, B. (2017). Approche différentielle des pratiques bilingues et des paires de langues en contact lors d’une rencontre kabylo-algéroise. Revue algérienne des sciences du langage, 2(2), 108-116.
آث ملويا ، حسين، بن الشيخ. (2007). التعريف بالأمازيغ  وأصولهم. الجزائر: ط1، دار الخلدونية.
أزداو، شفيقة (2012). الوعي الفونولوجي وسيرورات اكتساب القراءة عند الطفل، دراسة طولية تتبعية من بداية السنة الاولى ابتدائي والثانية ابتدائي. (أطروحة دكتوراه علوم في الارطفونيا، غير منشورة). كلية العلوم الاجتماعية، جامعة الجزائر2. الجزائر.
 إبن خلدون، عبد الرحمن. (1968). ديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، (تحقيق علال الفاسي، عبد العزيز بن إدريس؛ تعليقات شكيب أرسلان). المكتبة التجارية الكبرى، فاس وتطوان، مطبعة النهضة، مصر؛ بيت الأفكار الدولية.
أمقران، لحسن. «اللغة الأمازيغية: مقاربة أنثروبولوجية». الموقع العربي الأول في الأنثروبولوجيا: أرنتروبوس، تم الاسترداد في 21 أغسطس 2022 من http://www.aranthropos.com.
البار، عبد الرحيم. (2018)، نوفمبر، التعايش اللغوي في الجزائر بين العربية والأمازيغية في ظل التعديل الدستوري الجديد، منشورات المجلس الأعلى للغة العربية، الجزائر .
بلعيد، صالح. (1999). في المسألة الأمازيغية. الجزائر: دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع، ط2، بوزريعة.
بن رمضان، فيروز. (2018). التعايش اللغوي في الجزائر بين العربية والأمازيغية في ظل التعديل الدستوري. منشورات المجلس الأعلى للغة العربية، أعمال ملتقى وطني، الجزء 1.
  بن يشو، جيلالي. (2005). المماثلة والمخالفة بين الفصحى والعامية دراسة صوتية منطوق ندرومة نموذجا،) رسالة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه في علم اللهجات) ـ كلية الآداب والعلوم الانسانية والاجتماعية جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان الجزائر.
بوزياني، الدراجي. (1999). القبائل الأمازيغية أدوارها موطنها وأعيانها، الجزائر: دار الكتاب العربي للنشر والتوزبع والترجمة.
بوكوس، أحمد. (2003). الأمازيغية والسياسة اللغوية والثقافية بالمغرب. المغرب: مركز طارق بن زياد.
بوخريص، فاطمة، وبومالك، عبد الله، والمجاهد، الحسن، وسويفي، حميد. (2013). نحو الأمازيغية ترجمة نورة الأزرق ورشيد لعبدولي، الرباط: المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، مطبعة المعارف الجديدة.
عقون، العربي (2018). لنتحدث الأمازيغية، أمازيغية الشرق الجزائري و غرب تونس (أوراس ،بابور، تاوجوت،  السند) مبادئ في النحو الصرف. قسنطينة الجزائر: مطبعة المرجان مدينة علي منجلي قسنطينة.
قاسيمي، امال. (2021). تزاوج اللغة الأمازيغية بغيرها من اللغات في الممارسات والتنوع اللغوي في الجزائر، مجلة معالم، 13، 37-

@pour_citer_ce_document

بدرة عيساني, «دراسة سوسيو لسانية في بنية اللغة الأمازيغية -اللهجة الشاوية-»

[En ligne] ,[#G_TITLE:#langue] ,[#G_TITLE:#langue]
Papier : 195-209,
Date Publication Sur Papier : 2024-12-23,
Date Pulication Electronique : 2024-12-23,
mis a jour le : 23/12/2024,
URL : https://revues.univ-setif2.dz:443/revue/index.php?id=10319.