اِستقبال الأدب العربي الحديث في ألمانياReception of Arabic Literature in GermanyRéception de la littérature arabe en Allemagne
Plan du site au format XML


Archive: revues des lettres et sciences sociales


N°01 Avril 2004


N°02 Mai 2005


N°03 Novembre 2005


N°04 Juin 2006


N°05 Juin 2007


N°06 Janvier 2008


N°07 Juin 2008


N°08 Mai 2009


N°09 Octobre 2009


N°10 Décembre 2009


N°11 Juin 2010


N°12 Juillet 2010


N°13 Janvier 2011


N°14 Juin 2011


N°15 Juillet 2012


N°16 Décembre 2012


N°17 Septembre 2013


Revue des Lettres et Sciences Sociales


N°18 Juin 2014


N°19 Décembre 2014


N°20 Juin 2015


N°21 Décembre 2015


N°22 Juin 2016


N° 23 Décembre 2016


N° 24 Juin 2017


N° 25 Décembre 2017


N°26 Vol 15- 2018


N°27 Vol 15- 2018


N°28 Vol 15- 2018


N°01 Vol 16- 2019


N°02 Vol 16- 2019


N°03 Vol 16- 2019


N°04 Vol 16- 2019


N°01 VOL 17-2020


N:02 vol 17-2020


N:03 vol 17-2020


N°01 vol 18-2021


N°02 vol 18-2021


N°01 vol 19-2022


N°02 vol 19-2022


N°01 vol 20-2023


N°02 vol 20-2023


N°01 vol 21-2024


N°02 vol 21-2024


A propos

avancée

Archive PDF

N°02 vol 21-2024

اِستقبال الأدب العربي الحديث في ألمانيا
Réception de la littérature arabe en Allemagne
Reception of Arabic Literature in Germany
187-194
تاريخ الاستلام 2023-02-15 تاريخ القبول 26-11-2024

نجاة موس
  • resume:Ar
  • resume
  • Abstract
  • Auteurs
  • TEXTE INTEGRAL
  • Bibliographie
يزخر الأدب العربي بالكثير من الأعمال والإنجازات الخالدة في التّاريخ الثقافي والإنساني، ممّا أدّى إلى ترجمته إلى عدّة لغات أجنبيّة كالفرنسيّة والإنجليزيّة والألمانيّة. ومن بين أوجه الاِهتمام بالأدب العربي شغف الألمان بنقل وترجمة العديد من الأعمال الأدبيّة في العصر الحديث وتوسيطها نقديّا، وبالتّالي حدوث اِستقبال للأدب العربي الحديث في المناطق النّاطقة بالألمانيّة، هذا الِاستقبال الّذي تمّ وفق عدّة مراحل، وبتظافر عدّة جهود لمترجمين ألمان، أمثال: «هارتموت فهندريش Hartmut Faehandrich» و «آن ماري شميل  Anne Marie Schimmel»، ومن العرب نجد المترجم «ناجي نجيب» و»خالد المعالي» وغيرهم من المهتمّين بترجمة الإنجازات الأدبيّة من العربيّة إلى الألمانية، مراعين في ذلك عدّة عوامل اِجتماعيّة وشخصيّة في هذا الاِستقبال. وقد اِتّخذ تلقّي الأدب العربي الحديث في ألمانيا عدّة مظاهر كالتّركيز على آداب قطر معيّن أو اِختيّار أدباء معيّنين لترجمة أعمالهم. كما أنّ هناك حقيقة جوهريّة لا يمكن إغفالها، وهي مواجهة المترجمين بعض العراقيل الإدارية والقانونية، كحقوق التّرجمة والنّشر، ولكن رغم كلّ هذه الصّعوبات، يمكن القول أنّ الأدب العربي الحديث في ألمانيا اِكتسب جمهوره الّذي يحفل به. معلومات حول المقال
 
الكلمات المفتاحية:الأدب العربي,,التّرجمة,الاِستقبال,التّلقّي,التّوسيط النّقدي, اللّغة الألمانية
La littérature arabe est riche de nombreux ouvrages et réalisations immortelles dans l’histoire culturelle et humaine, ce qui a conduit à sa traduction dans plusieurs langues étrangères telles que le français, l’anglais et l’allemand. Parmi les aspects d’intérêt pour la littérature arabe, il y a la passion des Allemands pour le transfert et la traduction de nombreuses œuvres littéraires de l’ère moderne et leur médiation critique, ce qui à donner une réception de la littérature arabe moderne dans les régions germanophones, cette réception, qui s’est déroulée selon plusieurs étapes et avec les efforts concertés de traducteurs al lemands tels que « Hartmut Faehandrich et Anne Marie Schimmel », et des Arabes, on retrouve le traducteur « Nadji Nadjeeb » et « Khaled Al-Ma’ ali» et d’autres intéressés par la traduction des réalisations littéraires de l’arabe vers l’allemand, en tenant compte des éléments suivants : il existe plusieurs facteurs sociaux et personnels dans cette réception. L’accueil de la littérature arabe moderne en Allemagne a pris plusieurs aspects, comme la focalisation sur la littérature d’un pays particulier ou sélectionner des écrivains spécifiques pour traduire leurs œuvres. Il y a aussi un fait fondamental qui ne peut pas être négligé, c’est que les traducteurs rencontrent des difficultés telles que certains obstacles administratifs et juridiques comme les droits de traduction et d’édition. Malgré toutes ces difficultés, on peut dire que la littérature arabe moderne en Allemagne a gagné son public qui la célèbre.      
 
Mots clés:la littérature arabe,la traduction,la réception,l’accueil,médiation critique,la langue Allemande
Arabic literature abounds with many immortal works and achievements in cultural and human history, which led to its translation into several foreign languages such as French, English and German. Among the aspects of interest in Arabic literature is the Germans’ passion for translating and many literary works in the modern era and for monetary mediation, and thus the occurrence of a reception for modern Arabic literature in German-speaking regions. Hartmut Faehandrich and Anne Marie Schimmel,Among the Arabs, we find the translator “Nadji Nadjib” and “Khaled Al-Ma’ali” and others interested in translating literary achievements from Arabic into German, taking into account several social and personal factors in this reception. Receiving modern Arabic literature in Germany has taken several aspects, such as focusing on the literature of a particular country or choosing certain writers to translate their works. There is also a fundamental fact that cannot be overlooked, which is that translators face many troubles and difficulties, such as some administrative and legal obstacles, such as: translation and publishing rights, but despite all these difficulties, it can be said that modern Arabic literature in Germany has gained an audience that is full of it.
 
Keywords:Arabic literature,translation,reception,critical mediation,German language

Quelques mots à propos de :  نجاة موس

Dr. Nadjat Mous   المركز الجامعي مغنية، الجزائر  benma_1971@yahoo.fr
مقدمة 
إنّ تلقّي الآداب القوميّة المختلفة خارج إطارها الجغرافي، وبعيدا عن حدودها اللّغوية والثّقافيّة، هو من الميادين العريقة للدّراسات الأدبيّة المقارنة الّتي تبحث في العلاقات الثّقافيّة الدّوليّة بين الاداب الّتي حصل بينها التّأثير والتّأثّر، وينطبق هذا على تلقّي الأدب العربي الحديث في الأقطار النّاطقة بالألمانيّة (جمهورية ألمانيا الاِتّحاديّة والنّمسا وسويسرا)، الّتي تشكّل أكبر تجمّع قومي ولغوي داخل أوروبا الغربيّة.  
إنّ هذا التّلقّي الّذي أحرز تقدّما كبيرا في العصر الحديث، دفعنا إلى طرح مجموعة من الإشكاليّات منها:
كيف كان اِستقبال الأدب العربي الحديث في ألمانيا؟
وما هي مراحل الاِستقبال في ألمانيا؟
وما هي أهمّ العوامل الّتي تحكّمت في اِستقباله؟
ومن هم أهمّ المستشرقون والمترجمون الّذين ساهموا في إنجاح تلقّي الأدب العربي في البيئة الألمانية؟
وكيف كان تلقّي الأدباء والنّقاد الألمان لآداب بعض الدّول العربيّة؟ 
وما هي أهمّ المصاعب الّتي واجهت هذا الاِستقبال؟
  وللإجابة عن هذه الإشكاليات المطروحة، عالجنا الموضوع وفق المنهج التّاريخي الوصفي، إذ تمّ تتبّع مراحل اِستقبال بعض الأعمال العربية في ألمانيا مع وصف هذا الاِستقبال وتجاوب الباحثين والقرّاء معه. كما اِعتمدنا في عرضنا هذا على خطّة بحث، تمثّلت في :
- مقدّمة.
-تمهيد.
-مراحل اِستقبال الأدب العربي الحديث في ألمانيا.
-العوامل المتحكّمة في اِستقبال الأدب العربي الحديث في ألمانيا.
-مظاهر اِستقبال الأدب العربي الحديث في ألمانيا.
-أشهر المستشرقين الألمان والمترجمين.
-الصّعوبات الّتي واجهت اِستقبال الأدب العربي الحديث في ألمانيا.
-خاتمة.
ومن أهمّ المراجع المعتمد عليها في إنجاز هذا الموضوع، كتاب هجرة النّصوص-دراسات في التّرجمة الأدبية والتّبادل الثّقافي- وكتاب تلقّي الأدب العربي الحديث في الأقطار النّاطقة بالألمانية للكاتب -نفسه-عبده عبّود. 
تمهيد
إنّ تلقّي أيّ أدب خارج حدوده القوميّة هو من مظاهر التّأثير والتّأثّر بين آداب وثقافات الأمم، وهو ما يتمّ عبر وسائل التّبادل الثّقافي كالتّرجمة الأدبيّة والدّراسات النّقديّة. 
وقد ظهرت في العصر الحديث أعلام عربيّة لا تقلّ إنجازاتها أهميّة عن الأدباء المشهورين عالميّا، «من أمثال طه حسين وتوفيق الحكيم وميخائيل نعيمة ونجيب حقّي، فهؤلاء لا تقلّ مستوياتهم الأدبيّة عن مستويات زملائهم الأوروبيّين والأمريكيّين ممّن حازوا جائزة «نوبل» للآداب، هذه الجائزة الّتي شكّل حجبها عن الأدب العربي الحديث مصدرا لشكوى عربيّة دائمة» (عبّود، 1995). 
كما أنّ هناك العديد من الشّعراء والرّوائيين الّذين لقيت أعمالهم نجاحا كبيرا في بيئتهم ثم اِنتقلت إلى بيئات أخرى ومنها البيئة الألمانية، فشعر أدونيس وروايات نجيب محفوظ، وقصص زكريا تامر، ومسرحيّات سعد الله ونوّس ، على سبيل المثال لا الحصر، «هي إنجازات ثقافية تعبّر عن أوضاع المجتمع العربي حاملة قيّما فنيّة بوعي جمالي عربي حديث بكلّ خصوصيّاته، وعندما تترجم إلى لغة أخرى كالألمانية، فإنّها تنقل إلى المتلقّين إنجازات ثقافيّة عربيّة حديثة بأسلوب أدبي يتسلّل إلى القلوب والعقول معا، مجتازا كلّ الحواجز الفكريّة والعاطفيّة (عبّود، 2007)».
فالأدب الذي يحفظ هذه الميزة هو أدب حيّ يتفاعل مع غيره من الآداب. 
وقد كان تلقّي الأدب العربي الحديث في ألمانيا موضوع محاضرات، ومقالات  ومقابلات صحفيّة قدّمها بعض الألمان النّاشطين في ترجمة الأدب العربي الحديث إلى الألمانية، كالمترجمَين: «هارتموت فيهندريش (Hartmut Faehandrich)، وستيفان فايدنر (stefan weinder) اللّذان يمتلكان معلومات دقيقة عمّا ترجم إلى الألمانية من أعمال أدبيّة عربيّة حديثة (مجلّة الموقف الأدبي، 1992)». 
كما أنّ هناك جهة أخرى كانت تقوم بجهد كبير يستفيد منه الباحث في تلقّي الأدب العربي الحديث في ألمانيا، وهي «جمعيّة دعم ترجمة آداب آسيا وإفريقية وأمريكا الجنوبية»، وكانت تقوم بنشر مؤلّف ببليوغرافي بعنوان «Quellen»، يتضمّن توثيقا لما ترجم إلى الألمانية من آداب القارّات الثّلاث. وتقوم الجمعيّة بتحديث المرجع البيليوغرافي كلّ سنتين. (مجلّة الموقف الأدبي، 1992) وهذا ما يزيد من تعميم الفائدة بالنّسبة للباحثين، حيث يطلعهم على الأعمال المستجدّة كلّ مرّة. وقد أسدت مجلّة «فكر وفنّ» الألمانية النّاطقة بالعربيّة خدمة فهرسيّة كبيرة لأولئك الباحثين والمهتمّين، عندما نشرت توثيقا خاصّا بالأعمال الأدبيّة الحديثة المترجمة من الألمانية إلى العربيّة (عبّود، تلقّي الأدب العربي الحديث في الأقطار النّاطقة بالألمانية). 
مراحل اِستقبال الأدب العربي في ألمانيا:
مرحلة البدايات
ترجع بدايات تلقّي الأدب العربي الحديث في الأقطار النّاطقة بالألمانية إلى أوائل السّتينات من القرن العشرين. ففي سنة 1962م، صدرت في «جمهورية ألمانيا الدّيمقراطية»، ترجمة «مختارات من القصّة القصيرة الجزائرية». وقد تمّت هذه التّرجمة عن الفرنسيّة. (عبّود، 2007). وتزامن هذا الإصدار مع تصاعد نضال الشّعب الجزائري ضدّ الاِستعمار الفرنسي الّذي تفاعل معه الرّأي العام الأوروبّي، وكان مصدرا للفكر الإيديولوجي. 
وفي عام 1963م، صدرت عدّة مختارات من القصص مترجمة إلى الألمانية بعنوان «موت السقاء – مصر في قصص أفضل كتّابها المعاصرين»، وبعد مرور ثلاث سنوات أي سنة 1966م، صدرت عدّة ترجمات لأعمال أخرى منها: «حمامة الجامع» و«قصص سوريّة ولبنانيّة «(عبّود، 1995). وقد حرّرها وترجمها الأديب السّوري سامي قبّاني. 
وفي ألمانيا الاِتّحاديّة (الغربيّة) نشرت «دار إردمان» سنة 1974م مختارات ثانية من القصّة القصيرة المصريّة (عبّود،  2007)، كما أشرف الباحث المصري الدّكتور «ناجي نجيب» على تحرير مختارات أخرى من القصص القصيرة مصدرا إيّاه في كتاب بعنوان «جمهوريّة فرحات» في سلسلة أدبيّة ثنائيّة اللّغة. 
وإلى جانب ترجمة ونقد المختارات القصصيّة نجد أيضا الاِهتمام بمختارات من   الشّعر العربي الحديث، وقد صدرت أوّل مختارات منه باللّغة الألمانية سنة 1975م حرّرتها المستشرقة الألمانية «آنا ماري شيمل» «Anne Marie Schimmel» وتبعتها سنة 1993م، مختارات شعريّة عراقيّة، قام بترجمتها خالد المعالي وسليمان توفيق. 
وفي سنة 2000م، صدرت بالألمانية مجموعتين لمختارات شعريّة عربيّة حديثة واحدة بعنوان: «بين السّحر والرّمز»، تضمّنت الشّعر العربي الحديث من 1945م إلى هذه الفترة (2000) وتولّى تحريرها خالد المعالي. والثّانية بعنوان «لون الفراق». وفي سنة 2003م، صدرت ترجمة لمختارات من الشّعر الفلسطيني بعنوان «بعد السّماء الأخيرة» بتحرير من خالد المعالي أيضا (عبّود، 2007). 
وممّا لا جدال فيه أنّ الكتب الّتي تحمل هذه المختارات سواء كانت نثريّة أم شعريّة أدّت دورا مهمّا في نشر الأدب العربي في المناطق النّاطقة بالألمانية، خاصّة وأنّ كلّ كتاب منها يحتوي على مقدّمة تعريفيّة أو نقديّة طويلة، وعلى سِير للأدباء والشّعراء الّذين كتبوا هذه المختارات. 
مرحلة الاِستقلاليّة والنّضج
لقد شهد اِستقبال الأدب العربي الحديث في ألمانيا أواخر السّبعينات، ظهور عدد من المستشرقين الألمان الّذين حظي الأدب العربي الحديث بالقسط الأكبر من اِهتمامهم، ووجّهوا جهودهم نحو اِستقبال ذلك. وقد تمكّن هؤلاء المستشرقين من «إحداث نقلة نوعية في اِستقبال الأدب العربي الحديث في ألمانيا، حيث نجحوا في تحويله من تابع هزيل في فرنسا وبريطانيا إلى اِستقبال مستقلّ معتمد على الذّات في اِختيّار الأعمال الأدبيّة العربيّة، ونقلها عن العربيّة مباشرة، وتوسيطها نقديّا بصورة تراعي خصوصيّة الثّقافة الألمانية» (عبّود، 1995). ومع مرور الوقت صار لهذا الاِستقبال أعلامه المهتمّين به، ومتابعوه من مترجمين ونقّاد، وكذا مؤسّساته من دور للطّباعة والنّشر، ومؤتمراته ومحافله الّتي تحفل به، وجمهوره الّذي يتفاعل معه. 
وفي هذه المرحلة الجديدة من الاِستقبال أخذت بعض التّوجّهات تتّضح، فبعد أن كان الاِهتمام بالمختارات القصصيّة والتّركيز عليها في البداية، ظهر توجّه آخر يهتمّ بتقديم أدب شخصيّات معيّنة، ففي عام 1978 م، صدرت بالألمانية مجموعة قصصية بعنوان «مسجد على الدرب»، وهي قصص مختارة من إنتاج أديب عربي واحد هو نجيب محفوظ الّذي تحصّل على جائزة نوبل عام 1988م ، «فدعّم ذلك التّوجّه وحفّز المترجمين الألمان على نقل مزيد من أعمال نجيب محفوظ إلى الألمانية، فتحوّل اِستقباله ترجمة ونقدا إلى مركز الثّقل الأوّل في اِستقبال الأدب العربي الحديث في ألمانيا» (عبّود، 1995). 
إنّ هذا التّوجّه نحو الترّكيز على أدباء معيّنين، لم يقتصر على نجيب محفوظ فقط، بل شمل أدباء آخرين أمثال الأديب الفلسطيني «غسّان كنفاني» بقصّة «أمّ سعد» عام 1986م، وقد اِهتمّ الألمان بنقل وترجمة الأدب الفلسطيني لخلفيّة تاريخيّة وسيّاسية، تتمثّل في «تنامي اِهتمام قطاعات من الرّأي العامّ الألماني بالقضيّة الفلسطينيّة، وفي الحساسيّة الشّديدة الّتي يّتصف بها، وإشكاليّة العلاقات الألمانية اليهودية» (عبّود، 1995). 
وبسبب هذا الرّأي العامّ والاِهتمام بالقضيّة الفلسطينيّة، تجاوز نقل أدب غسّان كنفاني إلى أدباء آخرين أمثال محمد درويش، ومعين بسيسو، والروائية سحر خليفة الّتي ترجمت ثلاثا من رواياتها إلى الألمانية هي: «عباد الشّمس» ، و«الصّبار»، و«مذكّرات اِمرأة غير واقعية»، وتعدّ الكاتبة الفلسطينيّة سحر خليفة من النّساء الفاعلات «فهي  أسهمت إسهاما كبيرا في الحركة النّسوية و اِنتقلت، تبعا لذلك، من مكان إلى آخر». (الأسطة، 2000)  
وقـد اِزدهرت ترجمة الأعمال العربيّة الحديثة إلى الألمانية، فتوالى إصدار هذا النّوع من المختارات القصصيّة، إذ نجد دارا للنّشر بألمانيا الشّرقيّة «شعب وعالم» (Volk and Welt)، نشرت هذه القصص ضمن سلسلة عنوانها «اِستطلاعات»، مختارات من قصص سوريّة بعنوان «اِثنان وعشرون قاصّا سوريّا» سنة 1978م ومختارات من القصّة الفلسطينيّة سنة 1983م، ومختارات من قصص عراقيّة سنة 1985م، ومختارات من قصص مصريّة سنة 1989 م. 
وتواصل صدور مختلف المختارات القصصيّة في المراحل اللاّحقة من تلقّي الأدب العربي الحديث في الأقطار النّاطقة بالألمانية، فقد حرّر المترجم والباحث «هارتموت فيهندريش» عام 1991م مختارات من قصص مصريّة بعنوان «مدينة العلب الكرتونية»، وحرّر المترجم «ستيفان فايدنر» عام 2002م، مختارات قصصيّة تدور أحداثها حول العاصمة اللّبنانيّة «بيروت» بعنوان «عبق القهوة ورائحة الحريق - بيروت تقصّ» (عبّود، 2007). 
كمـا صدر نوع آخر من المؤلّفات المترجمة إلى اللّغة الألمانيّة، ومنها (كتب الجيب الألمانية) ذات الاِنتشار الواسع، حيث صدر كتاب مختارات قصصيّة بعنوان «النّساء في العالم العربي» و«قصص عربيّة»، وقد قام بتحريرهما وترجمتهما المترجم والنّاقد السّوري توفيق سليمان، كما كان للأدب المغاربي حظّ وفير ضمن كتب الإبداعات القصصيّة، فقد ترجمت «ريجينا كايل» كتاب مختارات قصصية بعنوان «حنين - نثر من المغرب». 
وحرّر بيتر دينستبير وَمحمد الأرحاوي كتابا بعنوان «الجمل على النّخلة - قصص من المغرب»، وكذا كتاب مختارات قصصيّة بعنوان «حبّة الرّمل وقصص أخرى من شمال إفريقية» و«الشّمال الإفريقي يقصّ»، (عبّود، 2007). أمّا أحدث إصدار من هذا النّوع فهو كتاب يحمل قصصا متنوّعة يندرج تحت عنوان «في زيارة - قصص من الوطن العربي»، من ترجمة هارتموت فيهندريش، وصدر في أواخر عام 2004 م، وذلك بمناسبة معرض فرانكفورت الدّولي للكتاب الّذي اختير فيه الوطن العربي ضيفا للشّرف. 
وبفضل هذه الإصدارات حُوِّلت المختارات القصصيّة إلى شكل رئيسي من أشكال اِستقبال الأدب العربي الحديث في ألمانيا. كما أنّها أدّت دورا كبيرا في تعريف القارئ الألماني بالأدب العربي الحديث وكان لحضور بعض المثقّفين العرب الّذين يعيشون في ألمانيا أمثال ناجي نجيب ومصطفى هيكل وسامي قبّاني، دورا نشيطا ضمن حركة هذا الِاستقبال، وذلك من خلال ممارستهم التّرجمة، والتّوسيط النّقدي (عبّود، 1995). 
وقد سارت الدّراسات في المرحلة الثّانية من مراحل اِستقبال الأدب العربي الحديث في ألمانيا في ثلاثة اِتّجاهات هي:
-دراسات ركّز كاتبوها على أشخاص بعينهم، وسارت في اِتّجاهين، الأوّل: التّعريف بحياة الشّخص وذكر أهمّ أعماله، والثّاني: تحليل النّصوص الأدبيّة لهذا الكاتب. 
-دراسات تناول كاتبوها فيها موضوعات محدّدة وتتبّعوها منذ تطوّرها وجمعوا خصائصها، وبذلك أطلعوا قارئ اللّغة الألمانية على المشهد الأدبي الحديث. 
- دراسات تناول أصحابها ظاهرة أدبيّة محدّدة أو جنسا أدبيّا معيّنا، وتناولوه من عدّة جوانب: الموضوعات - الاِتّجاهات - الأشكال. (الأسطة، 2000) 
 
العوامل المتحكّمة في اِستقبال الأدب العربي الحديث في ألمانيا
يمكن حصر العوامل المتحكّمة في اِستقبال واِنتشار الأدب العربي الحديث في ألمانيا في عاملين أساسيين، هما:
عامل عامّ أو اِجتماعي
ويتمثّل في حاجة الرّأي العامّ الألماني إلى اِستقبال أعمال عربيّة معيّنة، مثل أعمال نجيب محفوظ، كما ينطبق هذا على اِستقبال الأدب الفلسطيني، كما اِهتمّ الألمان باِستقبال الأدب العربي النّسوي تضامنا مع المرأة العربيّة، حيث ترجمت عدّة أعمال لنوال السّعداوي، حنان الشّيخ، ألفت رفعت، فاطمة المرنيسي وغادة السّمان، وغيرهنّ من الأديبات العربيّات (عبّود، 1995). 
عامل شخصيّ أو فردي
ويتعلّق بالمترجم نفسه: ثقافته، ذوقه الأدبي، ميوله الفكري، ومدى اِطّلاعه على الأدب العربي. (عبّود، 1995). وتظهر أهميّة هذا الدّور من خلال العمل الّذي يقوم به المترجم، ففي أغلب الحالات هو من يقوم بترشيح الأعمال للتّرجمة ثمّ عرضها على دور النّشر لإصدارها، وكذا نقدها وتعريف القرّاء الألمان بها من خلال المقدّمات الّتي يقدّمون بها للمختارات القصصيّة أو الشعريّة. 
مظاهر اِستقبال الأدب العربي الحديث في ألمانيا
هناك عدّة مظاهر ميّزت هذا الاِستقبال، نذكر منها:
الترّكيز على آداب قطريّة عربيّة معيّنة
كالأدبين المصري والفلسطيني وحديثا المغربي، حين أغفلت آداب بعض الأقطار العربيّة، ولعلّ السّبب يعود إلى دوافع سيّاسيّة كقيّام الحركات الثّوريّة التّحرريّة ضدّ بريطانيا وفرنسا، وكذا الِانتفاضة الفلسطينيّة ضدّ الصّهاينة، حيث يعرف الألمان بسيّاستهم العدائيّة لهذه الفئة. 
التّركيز على أدباء معيّنين
مثل نجيب محفوظ، غسّان كنفاني وسحر خليفة وتمحور اِستقبال الأدب العربي الحديث في ألمانيا حول الأجناس الأدبيّة السّرديّة كالقصّة والرّواية، (عبّود، 1995) كونها تزوّد القارئ بمعلومات وفيرة عن المجتمع العربي بما يحمله من عادات وتقاليد وثقافات متعدّدة. 
أشهر المستشرقين الألمان والمترجمين
يتوقّف اِستقبال الأدب العربي الحديث في ألمانيا على العديد من المترجمين الألمان في المقام الأوّل، لذا يجب التّعرّف على أشهرهم، وعلى ما قدّموه من أعمال في هذا الصّدد. 
ينتمي معظم هؤلاء المترجمين إلى الوسط الِاستشراقي «فهم درسوا اللّغة العربيّة وآدابها في جامعات بلادهم، واِكتسبوا نتيجة لذلك كفاءة لغويّة وثقافيّة وعلميّة جعلتهم مؤهّلين للقيّام بترجمة أعمال أدبيّة عربيّة إلى اللّغة الألمانية» (عبّود، 1995). 
ومن بين أشهر الأدباء المهتمين بالترجمة الأدبية من العربية إلى الألمانية نجد ثلاث شخصيات بارزة هي:
هارتموت فيهندريش Hartmut Faehandrich:(14 أكتوبر 1944)
ولد في مدينة «توبينغن» في ألمانيا، وهو واحد من الأدباء الّذين اِعتنوا بترجمة الأدب العربي إلى الألمانية، خاصّة الأعمال الرّوائية الجادّة لكبار الرّوائيين العرب (مشارة، 2021). 
و«هو أغزر المترجمين الألمان إنتاجا وأكبرهم نشاطا وحضورا في المؤتمرات الخاصّة بالأدب العربي الحديث (عبّود،  1995)»، لقد قام بعدّة ترجمات ألمانية لروايات وقصص غسّان كنفاني، وروايتي سحر خليفة «الصبّار» و»عباد الشّمس» ورواية «زيني بركات» لجمال الغيطاني، وكذا أعمال إبراهيم الكوني. 
كما قام هذا المترجم بالتّقديم والتّعريف بهذه الأعمال العربيّة للقارئ الألماني، إضافة إلى توسيطها نقديّا من خلال «الكلمات الختاميّة الّتي يزوّد بها الأعمال الأدبيّة الّتي يترجمها، والأبحاث والمقالات الّتي ينشرها في الصّحف» (عبّود، 1995). 
فيبكه فالتر WiebkeWaltther
هي مدرّسة للّغة العربيّة وآدابها في جامعة «بامبرج» (Bamberg)، اِهتمّت بالأدب والشّعر العربي عموما والعراقي خصوصا. «كتبت عدّة دراسات وبحوث عنه وترجمت الكثير من الأعمال الأدبيّة العراقيّة وبوّبتها وأدخلتها إلى المعاجم العالميّة» (المجلّة العربيّة، 2021).
وقد ترجمت عدّة مختارات قصصيّة لأدباء عراقيّين، منها الّتي صدرت عام 1986 م بعنوان «بحوث عراقيّة»، منها 28 قصّة لمحمود أحمد السّيّد وعدّة كتّاب معاصرين أمثال: موسى كريدي ومهدي عيسى الصّقر وغيرهم، كما كتبت عدّة مقالات بالألمانيّة والإنجليزيّة عن تاريخ الأدب العــــراقي من نثر وشعــــر، معرّفة بروّاد الشّعر الحرّ أمثال: بدر شاكر السّيّاب، نازك الملائكة، البياتي والحيدري. (المجلّة العربيّة، 2021)
دُوريسْ أربنبك – كليلياس Doris Erpenbeck – Kilias
وهي مترجمة ألمانية، ترجمت العديد من المختارات القصصيّة السّوريّة، بعنوان «22 قاصّا سوريّا» والقصّة القصيرة المصريّة «32 قاصّا مصريا»، وعدّة روايات لنجيب محفوظ «اللّصّ والكلاب»، «ثرثرة فوق النّيل»، «زقاق المدق»، «أولاد حارتنا» و«الثّلاثيّة».كما نشرت هذه الباحثة العديد من الأبحاث والدّراسات المتعلّقة بالأدب العربي الحديث. (عبّود، 1995) 
إنّ هذه الشّخصيّات الثّلاث اشتهرت على السّاحة الأدبيّة في ألمانيا بخصوص تلقّي الأدب العربي الحديث، وقد ميّزتها مجموعة من الخصائص، منها:
اِمتلاك تحصيل عالي في ميدان اللّغة العربيّة وآدابها. 
اِختيّار أعمال أدبيّة راقية جديرة بالتّرجمة إلى اللّغة الألمانية. 
الجمع بين التّرجمة والتّقديم النّقدي (عبّود، 1995). 
الصّعوبات الّتي واجهت اِستقبال الأدب العربي الحديث في ألمانيا
إنّ تلقّي الأدب العربي الحديث في الأقطار النّاطقة بالألمانية ينطوي على عدّة إشكاليّات لا يمكن تجاهلها، هذه الأخيرة أصبحت ترسم مجموعة من الصّعوبات بالنّسبة للمترجم وللقارئ، ومن جملة هذه الصّعوبات:
التّباعد الجغرافي 
فالتّباعد بين الوطن العربي وألمانيا يجعل من  الصّعب على المترجم الألماني تتبّع  كلّ ما يجري في السّاحة العربيّة رغم التّطوّر الهائل لوسائل الاِتّصال، يقول عبده عبّود في كتابه هجرة النّصوص: «صحيح أنّ المكتبات العربيّة الّتي أقيمت في العواصم الأوروبيّة في الأعوام الأخيرة، وتوافر فرص السّفر، ووجود اِتّصالات شخصيّة كثيرة، هي عوامل كفيلة بأن  تقلّص دور التّباعد الجغرافي، وأن تحسّن مستوى التّواصل والتّفاعل بين المستشرق الألماني، حيث يمارس التّدريس والتّرجمة والبحث، وبين الحياة الأدبيّة والثّقافية العربيّة المعاصرة، ولكنّ التّحسّن الّذي طرأ على هذا الصّعيد، لم  يزل من النّاحية الواقعية تحسّنا نسبيّا.» (عبّود، 1995) 
ويمكن القول أَنّ المترجم والباحث الألماني يجد صعوبة في مواكبة التّطوّر الأدبي والثّقافي الّذي يشهده الوطن العربي، وهو إمّا بسبب كثرة الاِنشغالات كالبحث والتّحقيق والعمل النّقدي، وكذا رصد الاِستطلاعات والآراء النّقدية في البلدان العربيّة عن الإنجازات النّاجحة الّتي تستحقّ فعلا نقلها إلى لغة أخرى، كما يجدر الإشارة إلى أنّ مواكبة السّاحة الثّقافية العربيّة بالغة الصّعوبة حتىّ على الباحث العربي نفسه في ظلّ الحدود الجغرافية، ووضع بعض الحواجز الرّقابية والإدارية بين الأقطار العربيّة. 
اِختيّار النّصوص
من الصّعوبات الّتي تواجه أيّ مترجم وهو ينقل أدبيّا إلى لغة أخرى، هي الوقوف على الأسس الّتي يتمّ اِختيّار النّصوص وفقا لها، فهل ينظر إلى قيمتها الجماليّة والفكريّة؟ أم يُنظر إلى التّيار الأدبي الّذي تتبنّاه هذه النّصوص؟
جودة التّرجمة
أثناء ترجمة أيّ عمل أدبي، يُرجى تحقيق أهدافها بخصوص المحافظة على قيمتها الجماليّة والفنيّة، فهل تمكّن المترجمون الألمان من تحقيق التّعادل أو التّناظر الجمالي والدّلالي مع النّصوص العربيّة الأصليّة؟ ويكون هذا الأمر أكثر دقّة في النّصوص الشّعرية ذات الطّابع الوجداني الغنائي، «فهي تستمدّ جمالها من الموسيقى الشّعرية، والقافية، والجمل، وغير ذلك من مقوّمات جماليّة الشّعر» (عبّود، 2007). 
الأوضاع السّياسية والقانونية والثّقافية السّائدة في الوطن العربي
فحقوق التّأليف والنّشر، على سبيل المثال، لم تزل إلى يومنا هذا محلّ أخذ وردّ في كثير من الأقطار العربيّة، كما أنّه لا توجد قوانين تنظّم حركة التّرجمة، «لذلك يجد المترجم الألماني نفسه مضطرّا للحصول على تلك الحقوق من المؤلّف نفسه». (عبّود، 1995) أو من أفراد عائلته إن كان متوفّيا، كلّ هذا في عدم وجود قوانين تضمن ألاّ يحصل مترجم آخر على حقوق لترجمة نفس الأعمال الأدبية، مع ضمان الحفاظ على تلك الحقوق وعدم اِستغلالها واِستخدامها في أمر مسيء. 
عدم اِمتلاك الدّول العربية سيّاسة ثقافيّة خارجيّة
لم تدرك الدّول العربيّة بعد أهميّة اِستقبال آدابها في دول أخرى وبلغات مختلفة، ممّا جعلها تغفل وضع إجراءات ومخطّطات لنشر ثقافتها خارجيّا بصورة حسنة، لذلك وجب بذل الجهود لتقديم الدّعم والرّعاية الثّقافية ماديّا ومعنويّا للباحثين والمترجمين والنّقاد سواء كانوا من القطر العربي أو القطر الأجنبي تشجيعا لذلك الاِستقبال. 
فمن غير اللاّئق ألاّ يحصل أيّ باحث أو مترجم أو ناقد ألماني، ترجم العديد من المؤلّفات العربيّة ونذر حياته للدّراسات العربيّة، على أيّ تشجيع أو دعم أو تقدير من الجهات العربيّة، فعلى سبيل المثال نجد: المترجمة الألمانية «فيبكه فالتر» الّتي نذرت حياتها لنقل الأدب العربي الحديث إلى الألمانية لتوسيع دائرة اِستقباله، حصلت على جائزة «فريدريش روكرت» (Friedrich Aückert 1788 – 1866م) الألمانية تقديرا لمجهوداتها في هذا المجال. كما قدّمت دار النّشر الألمانية للمترجمة «دوريس إرينبك» جائزة تقديرية اِعترافا بأهميّة وجودة ما أنجزته في ترجمة وتقديم الأدب العربي الحديث في ألمانيا. (عبّود، هجرة النّصوص - دراسات في التّرجمة الأدبيّة والتّبادل    
الثّقافي، ) 
إنّ الألمان تنبّهوا إلى أهميّة هذا النّوع من الدّراسات الّتي تعرّف شعوبهم بآداب وثقافات الأمم الأخرى، وهو ما جعلهم يقبلون على تشجيعهم وتقديرهم. 
خاتمة
إنّ تلقّي الأدب العربي الحديث في ألمانيا كان له باحثوه ونقّاده ومتتبّعوه من طلاّب جامعات وقرّاء، ممّا ساهم في اِستقباله بشكل كبير، كما أدّى هذا الاِستقبال إلى تطوّر الدّراسات ومجالات البحث في الأدب العربي الحديث والمعاصر، وهذه الدّراسات لها أهميّة عظيمة حيث تسمح للثّقافة العربيّة أن تتبّوأ مكانها اللاّئق بين ثقافات الأمم وآدابها، يقول الشّاعر محمود درويش «فكلّ عمل أدبي ينقل إلى اللّغات الأجنبية يقدّم للمتلقّين الأجانب صورة صادقة عن أوضاع الأمّة العربيّة وقضاياها، ويساهم في تصحيح صورة العرب في العالم». (عبّود، 1995) 
وقد توصّلنا إلى مجموعة من النتّائج من خلال بحثنا هذا، يمكن حصرها في النّقاط التّالية:
-حقّقت حركة التّرجمة العربيّة إلى الألمانية تقدّما كبيرا إبّان العقدين الأخيرين خاصّة في مجال القصّة والرّواية. 
-قام المترجمون الألمان بإرفاق الأعمال المترجمة من العربيّة إلى الألمانية بعدّة مقدّمات نقديّة وتعريفيّة بالمادّة المترجمة وبالشّخصيات الّتي كتبتها، وهذا لتقديم الأدب العربي الحديث والتّعريف به، وتسهيل اِستقباله لدى القرّاء والباحثين الألمان. 
-أسهم بعض المترجمين العرب في تلقّي الأدب العربي الحديث في الأقطار النّاطقة بالألمانية أمثال المترجم والنّاقد المصري ناجي نجيب، المترجم العراقي خالد المعالي، المترجم السّوري سليمان توفيق، والمترجمين اللّبنانيين أمثال ليلى شمّاع وعصام بيضون، وقد كان لهؤلاء أدوارا متفاوتة الأهميّة في تلقّي الأدب العربي في ألمانيا، ولكنّ دورهم بقي ثانويا مقارنة بجهود المترجمين الألمان. 
-اِختلفت معايير اِختيار الأعمال العربيّة الموجّهة للتّرجمة حسب الشّخصيات الأدبيّة المشهورة في وطنها، وحسب التّيارات الفكريّة والتّوجّهات الاِجتماعيّة لكلّ أديب. 
-تصدّرت أسماء بعض الأدباء العرب مراكز الثّقل في حركة التلقّي الأدبي بألمانيا، أمثال نجيب محفوظ ومحمّد درويش. 
وحتىّ يكون اِستقبال الأدب العربي ناجحا في أيّ قطر ناطق بلغة أجنبية يجب القيّام بعدّة أمور تشجيعيّة، مثل:
-الِاهتمام بحركة التّرجمة من العربيّة إلى اللّغات الأجنبية رصدا، وتوثيقا، ونقدا. 
-تسهيل الأمور الإدارية والقانونية للمترجمين ليتمكّنوا من ممارسة عملهم دون وجود أيّ عائق كتنظيم مسائل حقوق التّرجمة والنّشر. 
-إقامة المؤتمرات والندوات الخاصّة بالتّرجمة من العربيّة إلى اللّغات الأجنبية. 
-تقديم جوائز سنوية تمنح للمترجمين الّذين قاموا بإنجازات قيّمة في مجال التّرجمة والتّوسيط النّقدي.
عادل الأسطة. (2000). في مرآة الآخر، اِستقبال الأدب الفلسطيني في ألمانيا. عكّا: دار الأسوار.
عبده عبّود. (1995). هجرة النّصوص - دراسات في التّرجمة الأدبيّة والتّبادل الثّقافي. دمشق: منشورات اِتّحاد الكتّاب العرب.
إبراهيم مشارة. (8 جوان, 2021). هارتموت فهندريش والأدب العربي. مجلّة القدس العربي .
عبده عبّود. (2007). تلقّي الأدب العربي الحديث في الأقطار النّاطقة بالألمانية. مجلّة جامعة دمشق ، 1 (1).
(سبتمبر, 1992). مجلّة الموقف الأدبي (257).
(1 جويلية, 2021). المجلّة العربيّة، مجلّة شهريّة (538).

@pour_citer_ce_document

نجاة موس, «اِستقبال الأدب العربي الحديث في ألمانيا»

[En ligne] ,[#G_TITLE:#langue] ,[#G_TITLE:#langue]
Papier : 187-194,
Date Publication Sur Papier : 2024-12-23,
Date Pulication Electronique : 2024-12-23,
mis a jour le : 23/12/2024,
URL : https://revues.univ-setif2.dz:443/revue/index.php?id=10302.