التربية الإعلامية والرقمية ضمن متطلبات التنشئة الاجتماعية .Media education and digital education within the requirements of socialization.
Plan du site au format XML


Archive: revues des lettres et sciences sociales


N°01 Avril 2004


N°02 Mai 2005


N°03 Novembre 2005


N°04 Juin 2006


N°05 Juin 2007


N°06 Janvier 2008


N°07 Juin 2008


N°08 Mai 2009


N°09 Octobre 2009


N°10 Décembre 2009


N°11 Juin 2010


N°12 Juillet 2010


N°13 Janvier 2011


N°14 Juin 2011


N°15 Juillet 2012


N°16 Décembre 2012


N°17 Septembre 2013


Revue des Lettres et Sciences Sociales


N°18 Juin 2014


N°19 Décembre 2014


N°20 Juin 2015


N°21 Décembre 2015


N°22 Juin 2016


N° 23 Décembre 2016


N° 24 Juin 2017


N° 25 Décembre 2017


N°26 Vol 15- 2018


N°27 Vol 15- 2018


N°28 Vol 15- 2018


N°01 Vol 16- 2019


N°02 Vol 16- 2019


N°03 Vol 16- 2019


N°04 Vol 16- 2019


N°01 VOL 17-2020


N:02 vol 17-2020


N:03 vol 17-2020


N°01 vol 18-2021


N°02 vol 18-2021


N°01 vol 19-2022


N°02 vol 19-2022


N°01 vol 20-2023


N°02 vol 20-2023


A propos

avancée

Archive PDF

N°01 Vol 16- 2019

التربية الإعلامية والرقمية ضمن متطلبات التنشئة الاجتماعية .

Media education and digital education within the requirements of socialization.
ص ص 89- 103
تاريخ الارسال: 03/05/2017 تاريخ القبول: 24/03/2019

سامية عواج / أم الرتم سحر
  • resume:Ar
  • resume
  • Abstract
  • Auteurs
  • TEXTE INTEGRAL
  • Bibliographie

إنّ استخدام الأطفال غير الرشيد لوسائل الإعلام والتكنولوجيا الحديثة، أصبح مثار حديث وجدل على الصفحات الرسمية للأخبار في العديد من الصحف، وتدور أغلبها حول استخدام الأطفال غير الرشيد للكمبيوتر والأجهزة المحمولة، وباتت  التكنولوجيا الحديثة تتحدى المعلمين في المدارس والآباء في البيوت . لذا فنحن في أمس الحاجة إلى سياسة وقائية تحفيزية، وقائية ضد أخطار التكنولوجيا وتحفيزية للاستفادة المثلى من إيجابياتها، سياسة تعتمد على تكامل جميع مؤسسات التنشئة الاجتماعية  (الأسرة، المدرسة، وسائل الإعلام، المسجد...) لتكريس مفهوم التربية الإعلامية والرقمية في أوساط النشء.

الكلمات المفاتيح:  التربية الإعلامية، التربية الرقمية، المواطنة الرقمية،التنشئة الاجتماعية،الأسرة، المدرسة، وسائل الإعلام.

Le mauvais usage des nouvelles technologies d’information par les enfants devient une controverse discutée par de nombreux journaux. Il s’agit principalement de l’ utilisation irrationnelle  d’ordinateurs et autres moyens de communications portables, ce qui pose un grand défi aux enseignants à l’école et aux parents à la maison. Nous avons donc besoin d’un plan de protection sérieux, préventif contre les dangers des TIC et qui initie à la bonne  utilisation de ces outils .Cela repose sur la collaboration de toutes les institutions de socialisation(famille, école, mass-média, mosquées…) pour inculquer les concepts d'éducation aux médias et au numérique dans l'esprit des enfants.

Mots-clés : Education aux médias, L'éducation numérique, Citoyenneté numérique, La Socialisation, La Famille, L'école et les médias

The misuse of electronic and media devices by teenagers becomes a controversy discussed by many news papers. The premises mainly is the unguided use of children to computers and laptops, besides to the challenge it presents to teachers at school and  parents at home.

Thus we need a serious protective and motivational plan. First, pretentive against the dangers of technology and second motivates the positive use of it.

this relies on the collaboration of all social upbringing institutions ( family, school, mass media, mosques) to inculcate the concepts of media and digital upbringing in the minds of the youth.   

Key words: media uprising, digital uprising; digital citizenship, social uprising, the family and school; media 

Quelques mots à propos de :  سامية عواج

جامعة محمد لمين دباغين سطيف2aouadjsamia@gmail.com

Quelques mots à propos de :  أم الرتم سحر

  جامعة محمد لمين دباغين سطيف2[1] saharoumertem@gmail.com
[1]  المؤلف المراسل

الإشكالية 

إنّ الإعلام يظهر كل يوم بوجه جديد، وفي كل فترة بأسلوب مبتكر، وفي كل مرحلة بتقنية مدهشة، متجاوزاً حدود الزمان والمكان1، حيث اختزلت وسائل الإعلام التقليدي (الإذاعة والتلفزيون) والجديد (هواتف ذكية، أجهزة  لوحية، مواقع التواصل الاجتماعي) حدود العالم بنقرة أصبع واحدة، وحولته بذلك  إلى مجتمع الشاشة الصغيرة، موفرة بذلك سيلا من المعلومات والمعطيات الرقمية التي تستهدف  جمهورا واسعا باختلاف أعمارهم و جنسياتهم و أوطانهم و تنوع رتبهم، وأعمارهم غير أن الفئة العمرية الأكثر هشاشة وتأثرا تبقى هي فئة النشء واليافعين الذين لا يمتلكون آليات تحليل وفهم المضامين والرسائل الإعلامية .

فإذا كنا سابقا نستطيع معرفة اهتمامات أطفالنا ومراقبة علاقاتهم بالآخرين فقد أصبح الأطفال  الآن يتواصلون مع مجهولين رقميين قد يشكلون خطرا حقيقيا عليهم، وأصبح من شبه المستحيل في هذا المجتمع الرقمي السيطرة على آلية استخدامهم للتكنولوجيا، ولا سيما أن الدراسات والإحصائيات تشير إلى تزايد عدد مستخدمي الانترنت حول العالم، حيث يشير موقع  وي ار سوشيال و هوتسويت  أن أكثر من نصف اعداد سكان العالم الآن مرتبط بالشبكة العنكبوتية، وإنّ ما يقرب من ربع مليار مستخدم جديد قد وصل اليه الانترنيت لاول مرة في عام 2017 ،  كما بلغ عدد مستخدمي الإنترنت في عام 2018 حوالي 4.021 مليار ، بزيادة تبلغ 7٪ سنويا .و إنّ متوسط استخدام الإنترنيت للمستخدم الآن حوالي 6 ساعات في كل يوم، أي ما يقرب ثلث فترة استيقاظهم، ويحدث هذا من خلال استخدام الأجهزة الهاتفية واللوحية والخدمات التي تعمل عبر الإنترنت2.

وتشير الإحصائيات أنّ واحدا من كل خمسة أطفال مستخدمين للانترنت قد تلقوا طلبات جنسية من أشخاص غرباء ، كما إنّ واحدا من كل سبعة عشر مستخدما للانترنت قد تعرض للتهديد أو نوع أخر من المضايقات، ونسبة 18/  من الفئة العمرية 8-17 تعرضوا للشتم من خلال الشبكة،  ونسبة 36/ تعرضوا إلى محتويات صادمة سواء  تعلق الأمر بمحتويات ذات طابع جنسي أم عنيف،  وعشرة بالمائة من هؤلاء فقط تحدث إلى والديه عن هذه المحتويات3 .

هذه الثورة العلمية والتكنولوجية فرضت على جل المجتمعات ولاسيما العربية الحاجة الملحة إلى التربية  والتنشئة الاجتماعية السليمة حتى يكون بمقدورها مواجهة التغيرات التي أفرزتها هذه الثورات،  حيث تقوم التربية بدور مهم في المجتمع فهي التي تحدد معالم شخصية الفرد في إطار ثقافة مجتمعه، وهي تعطي للتنشئة صفة الإنسانية بعد تشكيل سلوكه بواسطة بعض المؤسسات التربوية كالمدرسة والأسرة، والمسجد وجماعة الأقران ... ولكل مؤسسة من هذه المؤسسات دور تؤديه بعدها وسيطا تربويا من اجل تحقيق التكامل في عملية التربية4.

ومن أبرز الإشكاليات المعاصرة للتربية والتنشئة الاجتماعية، هي إشكالية التفاعل اللاواعي للنشء مع وسائل الإعلام، حيث بات الأطفال والشباب عرضة لكل ما تفرزه هاته الوسائل من تأثيرات سلبية مقصودة وغير مقصودة، من خلال رسائلها الضمنية التي تسلب الخصوصية وتولّد مختلف أشكال العنف والجريمة، وتهدم القيم والأخلاق مهددة بذلك العقيدة والآداب العامة، فوسائل الإعلام في عالمنا المعاصر تتميز بالتأثير القوي والفعال، وذلك لأسباب منها: تنوعها مابين مقروء ومسموع ومرئي، وكذلك جاذبيتها للانتباه، وسهولة تمكينها المتلقي التفاعل معها، ووفرة وسائلها على مدار الساعة، وسهولة استخدامها في أي مكان بتكلفة زهيدة وتوفيرها الخصوصية للمتلقي، وتحررها من الرقابة، وإختراقها جميع المجالات بلا استثناء، سواءً القيمية أم الاجتماعية أم السياسية أو الاقتصادية5.

وأمام إزدياد مستخدمي  التكنولوجيا في العالم في ظل الغزو الإعلامي والرقمي أصبح هناك حاجة ملحة للحديث عن تنشئة الأفراد على الإستخدام المسؤول لوسائل الإعلام من خلال  تقديم الأدوات والمهارات المناسبة للأجيال الجديدة من أجل فهم آليات عمل الإعلام وتمكين الأطفال من التعامل معها بشكل سليم وعقلاني، أي  تربية  وتنشئة النشء على حسن إستغلالها وتجنب مخاطرها، ومن هذا المنطلق ظهر مصطلح التربية الإعلامية والرقمية، فكل هذه المبررات لخطورة وسائل الإعلام على الجمهور جعلت من التربية الإعلامية والرقمية  ضرورة ملحة للتعامل مع هذا الواقع الجديد. هذا ما تؤكده تقارير اليونسكو التي تصرح بأن تحديات القرن الحادي والعشرين تفرض على المجتمعات الحالية ضرورة تبني التربية الإعلامية، وذلك من خلال تنمية شخصية المتلقي لهذا الإعلام، حيث أقرت هذه المنظمة الدولية أنّ “التربية الإعلامية جزء من الحقوق الأساسية لكل مواطن في كل بلد من بلدان العالم”، وإنّه “يجب أن يتم إعداد النشء للعيش في عالم سلطة الصوت والصورة والكلمة”6.

وأوصت بضرورة إدخال التربية الإعلامية ضمن المناهج التربوية الوطنية. وتماشيا مع هذا الطرح، شرعت عدة دول في إدراج مادة التربية الإعلامية في المناهج الدراسية، في مختلف مراحل وأسلاك التعليم من الابتدائي إلى الثانوي.

وفي هذا السياق أشار العنزي في مقالة له في صحيفة عكاظ السعودية إلى أنّ الثقافة الإعلامية لن تتكامل دون ثقافة تربوية فاعلة ومؤثرة تأخذ في الاعتبار مسؤولية كلّ من الأسر والمدرسة في تشكيل الوعي والتعامل الواعي مع وسائل الإعلام  وتقوم بتفعيل المسؤولية التربوية إزاء تعزيز مهارات تواصل الطالب مع إستراتيجيات  التربية الإعلامية 7.

 ونتيجة للطفرات المتلاحقة في تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، فقدت التربية التقليدية سيطرتها،  فحاز الإعلام علة نصيب الأسد في التنشئة الاجتماعية، والتأثير والتوجيه، وتربية الصغار والكبار معا، وعليه إرتأينا من خلال هذا المقال محاولة  التركيز على حاجة مجتمعاتنا إلى وجود سياسة وقائية ضد أخطار التكنولوجيا و أخرى تحفيزية للاستفادة المثلى وذلك من خلال تقريب المسافة بين وسائل الاتصال الحديثة والمستجدات السيارة في تكنولوجيا الإعلام من جهة وبين تربية النشء على حسن استغلالها وتجنب مخاطرها من جهة أخرى،  وهذا لن يكون إلا إذا  تبنينا مفهوم التربية على وسائل الإعلام  منهجا  وأسلوبا  لترشيد التلقي وكذا توكيل المهمة لمؤسسات التنشئة الاجتماعية  لما لها من دور في التوعية والتوجيه وتنشئة الفرد سعيا منا إلى تعزيز التثقيف الإعلامي في صفوف الناشئة.

من خلال كل ما تقدم أردنا أن نجيب على التساؤل الآتي: ماهو دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية  في تكريس التربية الإعلامية والرقمية؟ ، وذلك من خلال تناول العناصر الآتية: 

المبحث الاول: تحديد المفاهيم

و يشمل تحديد مفاهيم: التربية الإعلامية، التربية الرقمية، المواطن الرقمي، والتنشئة الاجتماعية، وفيما يلي تفصيل ذلك:

- تعريف التربية الإعلامية

لقد تطور مفهوم التربية الإعلامية وانتشر بفضل إسهامات اليونسكو من خلال المؤتمرات واللقاءات التي نتج عنها إصدار كتاب التربية الإعلامية عام 1984، إلا أنّ التعريفات المختلفة للمفهوم سبقت هذا الإصدار في دول عديدة مثل إنجلترا وأستراليا ودول شمال أوروبا التي أصدرت بيانات عديدة في هذا الشأن كان أبرزها إعلان "جرانوالد" (granwald) في ألمانيا سنة 1982. فمن أكثر التعاريف شمولا نجد تعريف التربية الإعلامية حسب توصيات مؤتمر فيينا  عام 1999م الذي عقد تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) وشارك فيه 41 خبيرا من 33 بلدا، حيث تم تعريف التربية الإعلامية بما يأتي:

التربية الإعلامية تختص في التعامل مع كل وسائل الإعلام الاتصالي وتشمل الكلمات والرسوم المطبوعة، والصوت، والصور الساكنة والمتحركة، التي يتم تقديمها عن طريق أي نوع من أنواع التقنيات، تمكن أفراد المجتمع من الوصول إلى فهم لوسائل الإعلام الإتصالية التي تستخدم في مجتمعهم والطريقة التي تعمل بها هذه الوسائل، ومن ثم تمكنهم من إكتساب المهارات في إستخدام وسائل الإعلام للتفاهم مع الآخرين 8.

-  كما عرفها المؤتمر  الدولي الأول للتربية الإعلامية بالرياض (2007) بأنها: "عملية ذات طابع تمكيني تفاعلي،  تمكن النشء من تنمية مهارات التعامل لفهم الثقافة الإعلامية التي تحيط بهم مما ينعكس على حسن الإنتقاء والتعامل مع وسائل الإعلام وأيضا المشاركة فيها بصورة فعالة" 9.

وعرفها "ماك برين" Mac brin(1999) بأنها "تعليم الطلاب كيفية تقويم الصور الإعلامية التي تحيط بهم فإننا نزودهم بالوسائل لاتخاذ خيارات مسؤولة عما يسمعونه ويرونه 10.

أما  أحمد اللقاني وعلي الجمل فيعرفانها –في مجمع المصطلحات التربوية- بأنّها "إعطاء الطالب قدرا من المعارف و المفاهيم و المهارات الخاصة في التعامل مع الإعلام و كيفية الاستفادة من المعارف المتوفرة فيه"11.

  كما عرّفها الاتحاد الأوروبي بأنها:" القدرة على الوصول إلى وسائل الإعلام والفهم والتقييم الناقد للمضامين الإعلامية، بالإضافة إلى القدرة على إنتاج مجموعة متنوعة من الرسائل في العديد من السياقات."

وهنا يمكن  القول إنّ هذا التعريف  يقوم على عناصر ثلاثة، هي12:

-  الوصول إلى وسائل الإعلام والمضامين الإعلامية.

-  المدخل النقدي : القدرة على فهم الرسائل الإعلامية والوعي بتأثيرات وسائل الإعلام .

-  الإنتاج الخلاق: القدرة على الاتصال أو مهارات الإنتاج الإعلامي .

من خلال ما سبق يمكن تعريف التربية الإعلامية على أنها: "تنمية مهارات وقدرات النش ء على تحليل الرسائل ونقدها وتقويمها بالشكل الذي يمكنه من المشاركة الواعية والهادفة في انتاج المضامين الإعلامية".

- تعريف التربية الرقمية

إنّ الثورة الرقمية مثلما أحدثت تغييرا في طبيعة وملامح الأنشطة الحياتية بصفة عامة فإنّ تأثيرها إمتد أيضا إلى إحداث تغييرات مماثلة في طبيعة وملامح  البيئة المدرسية ومفاهيمها، الأمر الذي أدى إلى ظهور مفاهيم وأنماط جديدة في التربية تتناسب مع تلك الثورة،  أطلق عليها البعض مصطلح أو نمط  (التربية الرقمية) "التربية على المواطنة الرقمية" يسعى إلى تكوين مواطن رقمي فعّال مسيّج بأطر أخلاقية تحميه من مخاطر الفضاء، من خلال تربية هدفها تمكين الطلاب من التعامل مع منتجات تلك الثورة، ومن أن يفهموا كيف تؤثر الثورة الرقمية في حياتهم ومجتمعاتهم،وكيف يستفيدون منها بطريقة صحيحة وآمنة، تربية تسهم في تنمية مهارات استخدام تقنياتها وتصفّح الشبكات الرقمية بجانب تنمية مهارات التفكير الناقد لمحتوى تلك التقنيات والشبكات فهي التوجيه المخطط من قبل المعلمين والتلاميذ أو الآباء والأبناء، والإستخدام الفعلي للمصادر والتقنيات الرقمية بهدف تنمية المهارات والسلوكيات التي تمكنّهم بأن يصبحوا مواطنين رقميين يتفاعلون مع الآخرين عبر الاتصال المباشر أو أثناء التدريس13.

ووفق بشرى الحمداني فالتربية الرقمية تتمثل في:" ثقافة وآداب التعامل المناسب والأمثل مع التقنيات الحديثة للإعلام والاتصال،  من خلال تنظيم محاضرات وندوات وحلقات نقاشية وورش عمل لجميع أفراد المجتمع، وخاصة بين الأطفال والشباب في المدارس والجامعات،تتناول إيجابيات وسلبيات الإتصال وكيفية الإستفادة المثلى من التقنيات الحديثة وآداب التعامل معها،وذلكمن حيث حماية والحفاظ على الحياة الخاصة للآخرين، والمسؤولية وحدود حرية الفرد،ومراعاة حقوق الآخرين،والتثبت من صحة المعلومات المتاحة على شبكة الإنترنت، وحقوق الملكية الفكرية، وإحترام القوانين، مع ضرورة اإستخدام هذه الأجهزة والهواتف الذكية الحديثة في إرسال رسائل توعوية للأفراد، لإستخدامها الأمثل، وتجنب إستخدامه في إيذاء وتتبع وإنتهاك خصوصية الآخرين والتجسس عليهم، لأن الكثير من جرائم المعلوماتية يتم إرتكابها عن جهل بالقواعد والنظم أو تتم من دون قصد الإساءة، وذلك للإستخدام الخاطئ لأجهزة الإتصال الحديثة، فالكثير من الأفراد قد لا يقومون بالاطلاع الكافي على ماستقدمه البرامج والتطبيقات المختلفة بالأجهزة والهواتف الذكية من خدمات،وتكون المفاجأة أن هذه التطبيقات والبرامج قد تتوغل أكثر في خصوصياته، وتصبح متاحة على الإنترنت 14.

- تعريف المواطنة الرقمية

في ظل طبيعة ومتغيرات العصر الرقمي وإنتشار تكنولوجيا المعلومات والاتصال اتخذت حقوقها وواجباتها أشكالا تتوافق وحياة ومطالب الفرد في العصر الرقمي. ويمكن تعريف المواطنة الرقمية على أنّها:" جملة من الضوابط والمعايير المعتمدة في استخدامات التكنولوجيا الرقمية المتعددة، والمتمثلة في مجموعة من الحقوق التي ينبغي أن يتمتّع بها المواطنون صغارا وكبارا أثناء ذلك، مثل استخدامها من أجل التبادل الإلكتروني للمعلومات،والمشاركة الإلكترونية الكاملة في المجتمع، وشراء وبيع البضائع عن طريق الأنترنت وغير ذلك من الأنشطة والفعاليات الرقمية، وبما يمكنّه من استخدام الأنترنت والتقنيات المرتبطة به بشكل منتظم وفعال، بل وبصورة آمنة، ومن خلال عمليات الإتاحة العادلة ودعم الوصول الإلكتروني، والتوجه نحو الإستفادة من منافع التقنيات الرقمية والحماية من أخطارها 15.

وتعرّف أيضا على أنها:"مجموعة القواعد والضوابط والمعايير والأعراف المتّبعة في الإستخدام الأمثل والقويم للتكنولوجيا، والتي يحتاجها المواطنون صغارا وكبارا من أجل المساهمة في رقي الوطن،  فهي تهتم بالتوجيه والحماية والتعامل، توجيه نحو منافع التكنولوجيا الحديثة وحماية من أخطارها وفهم لقواعد السلوك فيما يتعلق بالتكنولوجيا وإستخدامها، فالمواطنة الرقمية أكثر من مجرد أداة تعليمية، بل هي وسيلة لإعداد مستخدمي التكنولوجيا إعدادا جيدا من أجل مجتمع تكنولوجي رقمي صحي16.

وتعرّفها بشرى حسين الحمداني :" هي قواعد السلوك المناسبة والمسؤولة المتعلقة باستخدام التكنولوجيا، وتشمل محو الأمية الرقمية وأخلاقيات التعامل وآداب السلوك والسلامة على الانترنت، والقواعد المنظمة، والحقوق والمسؤوليات، وغيرها من الأمور المتعلقة بالأساليب المثلى لاستخدام التكنولوجيا الحديثة17."

وتعرّف أيضا بأنها:" إعداد الطلاب لاستخدام تكنولوجيا الحاسوب، بطريقة  فعالة ومناسبة،من خلال تنمية معارف الطلاب ببرامج معالجة النصوص،والجداول الالكترونية، وبرامج العروض التقديمية، وبرمجيات الاتصال المختلفة وتغرس فيهم مفهوم المواطنة الرقمية الصحيح وكيفية إستخدام هذه التقنيات بطريقة مناسبة."

وهناك عدة أساليب لتعليم وتوضيح محاور المواطنة الرقميةحددها البعض في تسع  محاور وفق لأسلوب ثلاثي المفاهيم (الإحترام، التعلم،الحماية:REPS-Respect ;Educate and Protect ) وكل مفهوم أو فئة تضم ثلاثة محاور، على النحو الآتي:

- احترم نفسك/احترم الآخرين، وتضم: الوصول (النفاذ) الرقمي :قد يكون الوصول التكنولوجي محدودا عند  بعض الأفراد لظروف إقتصادية أو سياسية، لذا فان نسبة الوصول الرقمي تكون أعلى في الدول المتطورة منها في الدول النامية، وحاليا يوجد العديد من البرامج العالمية لتعزيز حق الوصول الرقمي أمام الأفراد في الدول المتعثرة اقتصاديا، أو في تلك الدول التي تحجب بعض أشكال التكنولوجيا عن مواطنيها مثل الوصول إلى الانترنت .

-    اللياقة الرقمية: تهتم المواطنة الرقمية بنشر"ثقافة الإتيكيت" الرقمي بين الأفراد وتدريبهم ليكونوا مسؤولين في ظل مجتمع رقمي جديد،ليتصرفوا بتحضر،مراعين القيم والمبادئ ومعايير السلوك الحسن.

-    القوانين الرقمية: القانون الرقمي يعالج أربع قضايا أساسية: (حقوق التأليف والنشر، والخصوصية، والقضايا الأخلاقية، والقرصنة.) والمواطن الرقمي يحترم القوانين الرقمية وينشرها ويشجع غيره على الإلتزام بها.  

علّم نفسك/تواصل مع الآخرين،وتضم :التجارة الرقمية: المواطنة الرقمية تثقف الفرد بالقضايا المتعلقة بهذه العملية من حيث القوانين واللوائح المتعلقة باستخدام التكنولوجيا ولاسيما الأمن والأمان أو تلك المتعلقة بقوانين الدولة.

-    الاتصالات الرقمية: في هذا السياق تهتم المواطنة الرقمية بأن يمتلك الفرد القدرة على اتخاذ القرار السليم أمام العديد من خيارات الإتصالات الرقمية المتاحة وأن يكون على وعي بكيفية استخدامها.

-    محو الأمية الرقمية:المواطنة الرقمية تقوم على تثقيف الأفراد وتعليمهم رقميا لما يحتاجونه من التكنولوجيا واستخدامها بالشكل المناسب والاستفادة من إيجابياتها وتجنب سلبياتها،وكذلك إكساب مهارات محو الأمية المعلوماتية.

احم نفسك/احم الآخرين، وتضم: الحقوق والمسؤوليات الرقمية: لابد للمواطن الرقمي من أن يتعرّف على كيفية الاستخدام اللائق للتكنولوجيا حتى يصبح منتجا وفعالا.

-    الأمن الرقمي: المواطن الرقمي المسؤول لابد له من أن يتخذ الاحتياطات الأمنية لحماية بياناته وخصوصيته من أي غزو خارجي.

-    الصحة والسلامة الرقمية: المواطنة الرقمية تهتم بنشر الوعي والثقافة حول الاستخدام الصحي والسليم للتكنولوجيا، وتطبيق معايير (الإرجونوميكس) أو هندسة العوامل البشرية الذي يعنى بالملائمة الفيزيائية والنفسية بين الآلات بأشكالها والبشر الذين يتعاملون معها ويستخدمونها18.

-  تعريف  التنشئة الاجتماعية

ظهر مفهوم "التنشئة الاجتماعية" (Socialisation) لأوّل مرة في الأدب الانجليزي عام 1828م والمقصود به تهيئة الفرد ليتكيف مع المجتمع19.

وقد تم تعريفها من قبل "بريم وايلر" (Brim Waler) بأنها "عملية اكتساب الفرد للمعارف والقدرات التي تسمح له بالحصول على فرصة للمشاركة في الحياة الإجتماعية 20.

_ كما يرى "بول سبنسر" (Boul Spanser) أنّ التنشئة الاجتماعية لها مفهومان21:

الأوّل محدّد يتصل بعملية التعلم الاجتماعية للأطفال حيث تقوم بغرس قيم ومعايير الجماعة لدى الناشئين لدرجة تمثّلهم لها ومشاركتهم فيها،  أما الثاني فهو شامل يمتد من محيط الأطفال ومجالهم إلى محيط الراشدين، حيث يتم غرسها للقيم والمهارات والمعايير من ناحية وربطهم بالجماعة الاجتماعية بالدرجة التي تمكنّه من التوافق الاجتماعية  من ناحية أخرى.

ويعرّفها عبد الهادي الجوهري:" هي عملية التثبيت التي تستمر طوال الحياة كلها، حيث يتعلم الفرد القيم والرموز الرئيسية للأنساق الاجتماعية التي يشارك فيها، والتعبير عن هذه القيم في معايير تكون الأدوار التي يؤديها هو والآخرون22".

- المبحث الثاني: دور مختلف مؤسسات التنشئة الاجتماعية في تكريس التربية الإعلامية.

أكّدت معظم تقارير اليونيسكو أنّ تحديات القرن 21 تفرض على المجتمعات الحالية ضرورة تبني التربية الإعلامية وذلك من خلال تنمية شخصية المتلقّي للمضامين الإعلامية  من خلال تنشئة الأفراد على الاستخدام المسؤول لوسائل الإعلام، وسنحاول فيما يلي تقديم  أساسيات حول التربية الإعلامية والرقمية، وكيف يمكن لمؤسسات التنشئة الاجتماعية أن تسهم في نشر الثقافة الإعلامية الواعية.

1.2- التربية الإعلامية: سنحاول مقاربتها من خلال عناصر الأهمية والخصائص والمعايير التي تقوم عليها.

أهمية التربية الإعلامية: تقر مؤتمرات اليونيسكو  بأهمية التربية الإعلامية بعبارة مهمة:"يجب أن نعدّ النشء للعيش في عالم السلطة والصورة والصوت والكلمة وهي بذلك تشير إلى أنّ الإعلام يملك سلطة مؤثرة على القيم والمعتقدات والتوجهات والممارسات في مختلف الجوانب إقتصاديا، إجتماعيا، ثقافيا23.

وتبرز أهميتها –حسب درويش عبد الرحيم -24من خلال العناصر الآتية:

-  قيام بعض وسائل الإعلام ببث مواد غير مسؤولة في ظل الحرية التي يحظى بها الجو الإعلامي في الفترة الحالية وخصوصا بعد فتح المجال للإعلام الخاص وانتشار القنوات الفضائية، مما قد يؤثّر سلبا على الأطفال والشباب، إضافة إلى إنتشار بعض الظواهر السلبية في المجتمع، مثل تفسّخ العلاقات الأسرية والإدمان والتطرف والعنف والجريمة وهي تمثل مؤشرات للمواد الإعلامية التي يتعرض لها.وهنا تظهر أهمية التربية الإعلامية في تعليم مهارات التعرض النقدي.

-  عدم فهم بعض الأسر للدور الخطير الذي يمكن أن تقوم به وسائل الإعلام في تنشئة أفراده، وعدم قيام الأسر في الوقت ذاته بمسؤوليتها تجاه الأطفال والمراهقين في مجال اختيار ما يتعرضون له في ظل انتشار ظاهرة الثقافة المرئية، مما قد يؤثر بالفعل على ثقافة الكلمة المطبوعة وعلى عادة القراءة،  وهنا تظهر أهمية التربية الإعلامية في التوجيهات التي تقدمها للأسرة.

-  أهمية التعرض للمضامين الإعلامية المفيدة ونشر التربية الإعلامية في المجتمع كحائط يحمي المجتمع من التأثيرات الضارة لبعض وسائل الإعلام.

-  إمداد المواطنين بالقدرة على تحليل مواد وسائل الإعلام وفهمها وإنتاجها من أجل  إنتاج مواد أكثر إفادة تعبر عن وجهات النظر المختلفة لتعزيز الديمقراطية بدلا من قصر هذا الحق على القادرين ماديا وتكنولوجيا.

-  الحد من العوائق التي تواجه نشر التربية الإعلامية في مجتمعاتنا وتعليم الأفراد لستراتيجيات القيام برد فعل تجاه المواد غير المسؤولة إعلاميا.

-  خصائص  التربية الإعلامية

أوجز "الشميمري"25 خصائصها فيما يلي:

-  واقعية هذا المجال والحاجة إليه: إن التعامل مع الإعلام يستغرق جزءا كبيرا من حياة الإنسان في العالم المعاصر ويرافقه طوال حياته، وهذا يثير لدى المتعلم الشعور بأهميةإمتلاكه لمهارة التعامل مع الإعلام من خلال التربية العامة.

-  وضوح نتائج التعلم: أن وضوح نتائج التعلم بشكل بارز على شخصية المتعلم في الحياة اليومية تزيد دافعية وبذل الجهد، لأن الوعي الإعلامي يمكن بسهولة أن يلاحظ على شخصية الإنسان في الحياة اليومية، بخلاف قدرته على حل أعقد مسائل الرياضيات مثلا.

-  تعزيز الثقة بالنفس والروح الايجابية: إن التربية الإعلامية تقدم للمتعلم صورة شاملة عن البيئة الإعلامية، تكشف له الكثير من أسرار صناعة الإعلام وتساعد المتعلم من إستخدام أدوات ومهارات التعامل مع الإعلام وهذا بدوره يؤدي إلى تعزيز ثقة المتعلم وامتلاكه الروح الايجابية للقيام بسلوك إيجابي.

-  التعلم الذاتي (التعلم الشخصي) والتعلم مدى الحياة: إن التربية الإعلامية تضع البذرة الأساسية والخطوة الأولى للمتعلم .

المعايير التي تقوم عليها التربية الإعلامية

تختلف معايير وأسس التربية الإعلامية من باحث إلى آخر، و قد حدد جيمس بوتر26 خمسة معايير أساسية للتربية الإعلامية تتمثل، فيما يلي:

-  التربية الإعلامية سلسلة متصلة و ليست فئة.

-  التربية الإعلامية تحتاج إلى تطوير مستمر.

-  التربية الإعلامية عملية متعددة الأبعاد.

-  التربية الإعلامية تهدف إلى إعطائنا سيطرة أكبر على تفسيراتنا.

-  التربية الإعلامية تتطلب بناء أبنية معرفية قوية.

كما حددت الندوة التي عقدت في إسبانيا عام 200227 عددا من المعايير العامة للتربية الإعلامية، وهي:

1- إن التربية الإعلامية تختص بالتعامل مع كل وسائل الإعلام سواء المقروءة أو السمعية أو البصرية.

2- إن التربية الإعلامية تكسب أفراد المجتمع المهارات التي تمكنهم من التعامل النقدي مع وسائل الإعلام.

3- إن التربية الإعلامية تساعد الجمهور على التعرف على مصادر المضامين الإعلامية و أهدافها السياسية و الإجتماعية

و التجارية و الثقافية.

4- إن التربية الإعلامية تمكن الشباب و الأطفال الصغار من إنتقاء الوسائل الإعلامية المناسبة التي تفيدهم.

5- إن التربية الإعلامية تعتبر جزءا من الحقوق الأساسية لكل مواطن في كل بلد من بلدان العالم من أجل حرية التعبير

و حق الوصول إلى المعلومات، كما أنها تعتبر أداة أساسية لبناء ديمقراطية حقيقية.

6- إن التربية الإعلامية ليست عملية تعليمية عن طريق وسائل الإعلام بل أنها عملية مرتبطة بتعلم مهارات التعامل النقدي مع وسائل الإعلام.

7- يجب دعم التربية الإعلامية بواسطة الأنظمة التربوية الرسمية و الغير رسمية.

2.2- وسائل التنشئة الاجتماعية

1.2.2- الأسرة، تعريفها ودورها في التربية الإعلامية والتنشئة الاجتماعية

يعرف بوجاردوسBogardus الأسرة بأنها: "جماعة اجتماعية صغيرة تتكون عادة من الأب و الأم وواحد أو أكثر من الأطفال،  يتبادلون الحب ويتقاسمون المسؤولية، وتقوم بتربية الأطفال حتى تمكنهم من القيام بتوجيههم وضبطهم،  ليصبحوا أشخاصا يتصرفون بطريقة اجتماعية28.

- الأسرة والتنشئة الإجتماعية :للأسرة مكانة متميزة في التنشئة العامة للطفل فهي في هذا المقام تمثل المجتمع الصغير بعده وحدة حية ديناميكية لها وظيفة، تهدف إلى نمو الطفل نموا اجتماعيا، ويتحقق هذا الهدف بصفة مبدئية عن طريق التفاعل العائلي الذي يحدث داخل الأسرة والذي يؤدي دورا هاما في تكوين شخصية الطفل وتوجيه سلوكه، فالسمات الأولية للسلوك الاجتماعي للفرد ترجع إلى المرحلة الأولى من حياته، وإلى علاقاته بأفراد أسرته واتجاهات هؤلاء الأفراد وأنماط سلوكهم.

وتتكون الدعائم الأولى للشخصية الإنسانية في محيط الأسرة في مرحلة الطفولة وتعمل العلاقات الأسرية على تطبيع الطفل وتنشئته على الخصائص والسمات الاجتماعية السائدة في الأسرة 29.

إنّ أهم وظيفة تقوم بها الأسرة هي وظيفة تربية الأطفال وتهذيبهم،ولا تقوم التربية على عاتق الأم فقط بل تقوم على كاهل الأب أيضا. والتربية سلوك معتدل لا إفراط فيه ولاتفريط،  فلا تخنق إرادة الأطفال ولا تكبت رغباتهم وحاجاتهم، ولا يترك لهم الحبل فيختلط على الأولياء فيما بعد الحابل والنابل، ولقد تحدث الرسول صلى الله عليه وسلم عن الأهمية الكبرى لدور الأسرة في التربية فقال:"كل مولود يولد على الفطرة وإنماأبواه هما اللذان يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه".

وتغرس الأسرة في أطفالها قيم الحب والتعاون والخير وتطلعهم على تاريخهم وثقافتهم ودينهم ولغتهم وعاداتهم وثقافتهم30.

- دور الأسرة في دعم التربية الإعلامية: تعدّ الأسرة من أهم المؤسسات التربوية التي يعهد إليها المجتمع بالحفاظ على هويته وضبط سلوكيات أفراده لتامين استقراره، و لذا نؤكد على أنّ الأسرة هي اللبنة الولي في حياة الطفل فهي التي تغرس فيه الأخلاق  والقيم والعادات والتقاليد، لذا على الأسرة أن تقوم بتعزيز السلوك اللا عدواني من جهة، ومن جهة أخرى متابعة البرامج المقدمة لأطفالهم ومشاركتهم أثناء مشاهدة التليفزيون، وذلك للإجابة على تساؤلاتهم وتحقيق أعلى استفادة ممكنة من المشاهدة31.

-  دور الأسرة في السلامة من الأنترنت

تعتبر الأنترنت من الأجهزة الحديثة التي استحوذت على اهتمام جميع أفراد الأسرة،  وقد أخذت بعض شبكات الأنترنت تهدد أطفالنا في التنشئة الأخلاقية والعقيدة والسلوك، وبما أنّ الخاسر هي نواة المجتمع وأساسه لذا ترتب عليها دور هام في التأثير على الأطفال وتكوين سلوكياتهم، وبذلك ينبغي على الوالدين أن يكونوا مثال القدوة والنموذج السوي لأبنائهممن خلال القيام بالأدوار التالية32:

-         الجلوس مع الأطفال عند مشاهدة برامج الانترنت .

-         اختيار الأوقات المناسبة لمتابعة مواقع الانترنت .

-         اختيار البرامج والمواقع الالكترونية المناسبة لأعمار الأطفال .

-         احترام وجهات النظر بما يتوافق مع مبادئ الدين والأخلاق .

-          ممارسة بعض الألعاب عبر الانترنت مع الأطفال وتعزيز انتصاراتهم في إتقان التفاعل مع اللعب.

-          مساعدة الأطفال على توسيع مداركهم بالانفتاح على العالم الخارجي والتعرف على حضارة وثقافة الشعوب .

-          تدريب الأطفال على فتح وإغلاق المواقع الالكترونية مع تحمل المسؤولية في انتقاء البرنامج.

-         الإقلال من عدد الأطفال المتجمعين حول جهاز الحاسوب ومتابعة مواقع الانترنت.

-          العمل على التقويم المستمر لتفاعل الأطفال مع الانترنت ومع المواقع الالكترونية.

-          دخول الآباء على المواقع قبل أطفالهم وتصفح محتوياتها لتجنب الأطفال المواقع الغير مرغوب فيها .

-          تعويد الأطفال بالاعتماد على الذات والعمل على محاولة تصحيح الخطأ.

-         إكساب الأطفال مهارات التعليم الذاتي .

-          تعزيز ثقة الأطفال بأنفسهم وحسن اختيارهم للمواقع والبرامج الحاسوبية .

-         عدم الصراخ في وجه الأطفال عند تعثرهم في العامل مع البرامج والمواقع الالكترونية .

-         تنبيه الأطفال إلى ضرورة عدم المزاح بالأيدي والأرجل والأقدام عند الجلوس أمام الحاسوب واستخدام شبكة الانترنت لأنّ ذلك يؤدي إلى إحداث أضرار في الأجهزة ويؤذي الأطفال .

-  إختيار موقع بيئته آمنة الأجهزة وتوفير سلامة الأطفال .

-  توجيه وإرشاد الأطفال إلى عدم الإطالة في الجلوس أمام الحاسوب والبحث في المواقع الالكترونية

- تعويد الأطفال طلب المساعدة والمشورة دون تردد ودون تصحيحهم الخلل بأنفسهم.

2.2.2- المدرسة، تعريفها ودورها في التربية الإعلامية والتنشئة الاجتماعية

تعريفها: تشير المدرسة إلى كل مؤسسة تقوم بتوفير تعليم ذي طابع جماعي، ومن وجهة نظر سوسيولوجية فإنّ الأمر يتعلق بربط منظم اجتماعيا يجمع عددا من الأفراد بغاية محددة وهي التربية، وتستجيب المدرسة بعدها نظاما أو نسقا لعدد معين من الخصائص :

- الحضور الإجباري في مكان وزمان محددين.

- الخضوع لبرنامج محدد ومتدرج .

- الخضوع إلى تصنيف قائم على السن ومستويات التعليم، وكما لاحظ "إفرت ريمر" (Everett Reimer)، فإن المدرسة ومن خلال تحديدها لسن الالتحاق بها، فهي تضفي بذلك على الطفولة طابعا مؤسساتيا وفي الواقع فهي تستهدف انطلاقا من تلك اللحظة جمهورا محددا بدقة33.

كما يتم تعريفها على أنها:" مؤسسة اجتماعية من مؤسسات التنشئة الاجتماعية دورها تكوين الأفراد من مختلف النواحي في إطار منظم وفق مبادئ الضبط الاجتماعي"34.

ويعرفها "إميل دور كايم":"هي عبارة عن تعبير امتيازي للمجتمع الذي يوليها بأن تنقل إلى الأطفال قيما ثقافية وأخلاقية واجتماعية يعتبرها ضرورية لتشكيل الراشد  وإدماجه في بيئته ووسطه35".

-المدرسة والتنشئة الاجتماعية

تؤدي المدرسة دورا بارزا في عملية التنشئة الاجتماعية للطفل، ويتضح ذلك فيما يلي:

- تزويد الطفل أو التلميذ بالمعلومات والمعارف والخبرات والمهارات اللازمة له وتعليمه كيفية توظيفها في حياته العملية، وكيفية استخدامها في حل مشكلاته وتنمية نفسه وشخصيته ومجتمعه، إذ يعد هذا جزءا مهما في العملية التعليمية والتنشئة الاجتماعية، وهذا ما يجعل للتعليم قيمة ومعنى وأثرا في حياة الطفل حاضرها ومستقبلها.

- تهيئة الطفل تهيئة اجتماعية من خلال نقل ثقافة المجتمع وتبسيطها وتفسيرها إليه بعد أن تعمل على تنقيحها وتنقية عناصرها التي يمكن تقديمها للطفل وبذلك لا تعمل المدرسة على نقل قدر كبير من المعارف والمهارات إلى الطفل فحسب وإنما تنقل إليه أيضا منظومة واسعة من القيم والمعايير والعادات والتقاليد التي تساعده على التكيف مع مجتمعه، وإقامة علاقات إيجابية مع الآخرين، كما تتضمن التهيئة الاجتماعية تعليم الطفل منهج حل المشكلات وإكسابه المهارات والوسائل  الفنية لحل المشكلات بعدها جزء مكملا للعملية التربوية.

- إعداد الطفل للمستقبل، وذلك من خلال قيام المدرسة بتعريف التلاميذ بالتغيرات والمستجدات الاجتماعية والثقافية والتكنولوجية، وغيرها التي تواجه مجتمعهم وتفسيرها لهم، ونقدها، وبيان إيجابياتها وسلبياتها، ومساعدتهم على فهمها وإكسابهم المرونة للتكيّف معها، ومساعدتهم على تنمية القدرات الإبداعية الخلاقة لديهم وأساليب التفكير العلمي، ومهارات اتخاذ القرارات والنقد والتمحيص والتمييز وأيضا تنمية المسؤولية الخلقية والإجتماعية لديهم وتشجيعهم على تحمل المسؤولية في مواجهة التحديات التي تواجه مجتمعهم.

- تزويد الطفل بالمعلومات الصحيحة والهادفة بما يساعده على فهم نفسه والبيئة المحيطة وما يجري من حوله على نحو سليم، وبما ينعكس إيجابا على نموه العقلي والنفسي والاجتماعي.

- توسيع الدائرة الاجتماعية للطفل، حيث يلتقي الطفل لدى التحاقه بالمدرسة والإنخراط في نشاطاتها بجماعات جديدة من الرفاق، وفيها يكتسب المزيد من المعايير الاجتماعية على نحو منظم، ويتعلم أدوارا اجتماعية جديدة، حين يُعرّف بحقوقه وواجباته، وأساليب ضبط انفعالاته، والتوفيق بين حاجاته وحاجات الآخرين، والتعاون مع الآخرين.

- تعليم الطفل المعلومات والمهارات المتعلقة بالطريقة التي يعمل بها المجتمع أو التي ينبغي أن يعمل بها، مما يؤدي إلى إعداد الطفل للتصرف وفقا للأدوار التي يقوم بها العضو الراشد في المجتمع، فعن طريق توسيع دائرة الطفل يتعلم إعداد نفسه للقيام بمختلف الأدوار التي يقوم بها الراشد، كما يعرف ما ينتظر من الأشخاص الذين يشغلون مراكز مختلفة في المجتمع.

- مساعدة الطفل على إكتساب الاتجاهات والمعارف والأنماط السلوكية التي تشعره بأنّ هوية واحدة تجمعه مع أقرانه في المدرسة بخاصة وأفراد مجتمعه بعامة.

- مساعدة الطفل على التكيف السليم مع بيئته ومجتمعه، إذ تعمل المدرسة على مساعدة التلاميذ على اكتساب المهارات الأساسية اللازمة لهم للتعامل السليم مع بيئتهم الطبيعية والاجتماعية والتكنولوجية والتكيف معها بفاعلية، ويرى العلماء والباحثون في هذا المجال أنّ الأطفال يجب أن يحققوا أمرين رئيسين في المدرسة، وهما: التعلم والتكيف، لأنّ التكيف الاجتماعي المدرسي يعد متغيرا مهما من متغيرات الشخصية، ويؤكدون أيضا على أن الخبرات التربوية التي يكتسبها التلميذ تعد إحدى المصادر المهمة في تكيفه وتنمية قدراته على إقامة علاقات إيجابية ناجحة في المواقف الإجتماعية المختلفة، وتشير الدراسات المنشورة أنّ هناك عوامل ثلاثة ذات علاقة بتكيف الطفل أو عدمه في المدرسة وهي: علاقة التلميذ بمدرسيه، علاقته بزملائه وعلاقته بمواد دراسته وموضوعاته (المنهاج المدرسي).

- توفير بيئة تنافسية للطفل مع أقرانه، يحاول فيه إبراز نفسه وشخصيته لينال مركزا مرموقا بينهم.

- إزالة الفوارق الإجتماعية بين الطفل وأقرانه بجلوسه معهم في الصف الدراسي نفسه وعلى مقاعد الدراسة نفسها، مما يؤدي إلى التخفيف من درجة الإختلاف بينهم فيما يعلق بأنماط سلوكهم واتجاهاتهم وقيمهم.

- الاهتمام بميول الأطفال ورغباتهم وحاجاتهم وقدراتهم وإستعداداتهم، وبالفروق الفردية بينهم، والعمل على اكتشاف الموهوبين والمبدعين، فتقوم برعايتهم أو تحويلهم إلى مراكز خاصة برعاية الموهبة والإبداع، وعلى إكتشاف المتخلفين وتحويلهم إلى مراكز خاصة بهم36.

- دور المدرسة في دعم التربية الإعلامية

إنّ المدرسة لا يقتصر دورها على التلقين العلمي فقط بل يمتد دورها إلى تنمية مهارات الطلبة، ومن هنا يجب على المدرسة في ظل تنامي الدور المؤثر للإعلام في المجتمع أن تتحمل مسؤولية جديدة ألا وهي تعليم كل طالب وتدريبه على حسن استخدام وسائل الإعلام وأجهزته مع التنبيه في الوقت نفسه إلى أخطار ما تقدمه هذه الوسائل سواء السمعية أم البصرية، حيث يجب على النظم التربوية تحمل مسؤولية إيجاد تربية جديدة تتواكب مع العصر يكون عمادها النقد وتحرير الفرد من الإنبهار بالتكنولوجيا وجعله أكثر إيجابية وأكثر وعيا ومسؤولية في تعامله مع وسائل الإعلام، لذا يجب على إدارة كل مدرسة أن يكون لها دور في دعم التربية الإعلامية وتحويلها إلى منهج أساسي  ضمن المقررات الدراسية الأساسية للطلبة37.

وفي هذا السياق يقدم "لوك شارب"( Look Sharp) 38 مبادئ أساسية لدمج التربية الإعلامية في أي منهج وهي:

·  استخدام وسائل الإعلام لممارسة مهارات الملاحظة العامة والتفكير النقدي و التحليل في التعرض لرسائلها وإنتاجها.

·  استخدام وسائل الإعلام لتثير الاهتمام بأي موضوع جديد.

·   حدد طرقا يمكن للطلاب أن يكونوا على معرفة بها من خلال موضوع تم عرضه في وسائل الإعلام.

·  استخدام وسائل الإعلامكأداة منهجية تمدهم بمعلومات عن بعض الموضوعات.

·  حدد معتقدات غير صحيحة عن موضوع ماتعززه المواد التي تقدمها وسائل الإعلام.

·  طور وعيا بقضايا مثل المصداقية والتحي في وسائل الإعلام.

·   قارن الطرق التي تقدم بها وسائل الإعلام المعلومات عن موضوع معين.

·  حلل تأثير وسائل إعلام معينة عل قضية معينة أو موضوع معين أما تاريخيا أو عبر ثقافات مختلفة.

·  استخدام وسائل الإعلام لبناء وممارسة بعض المهارات المنهجية .

·  استخدام وسائل الإعلام لتعبر عن أراء الطلاب وتوضح فهمهم للعالم.

·  استخدام وسائل الإعلامكأداة تقييمية للطلاب.

·  استخدام وسائل الإعلام لربط الطلاب بالمجتمع وللعمل من أجل تغيير ايجابي.

3.2.2- وسائل الإعلام ودورها في التنشئة الاجتماعية

لقد تعددت في هذا العصر وسائل الإعلام والاتصال، وتشكل كل من الإذاعة والتلفاز والسينما والكتب والصحف والمجلات والأنترنت أهم هذه الوسائل، ومن خصائصها أنها غير شخصية كما  تعكس الثقافة العامة للمجتمع، ويمتاز بالتنوع والتخصص لها جاذبية قوية على المتلقي. وتختلف قوة تأثير كل من وسائل الإعلام على تنشئة الطفل ويعد تأثير التلفاز أكثر من غيره فهو أخطر الأجهزة الإعلامية، تأثيرا في القيم والعادات السلوكية، فيجب توجيه أبنائنا إلى أخذ ماهو مفيد ونبذ مالا يفيد من السلوكيات والإتجاهات التي تعرض ببرامج التلفزيون39.

إذن يمكن القول إنّ وسائل الإعلام تُعدّ  من أخطر المؤسسات الاجتماعية وأهمها في التنشئة الإجتماعية من خلال إمتيازها ببعض الخصائص وهي :

1.   أنها غير شخصية، أي أنه ليس هناك تفاعل بين أصحابها وبين الأفراد كما في الأسرة .

2.   أنها تعكس الثقافة العامة للمجتمع.

3.   جاذبيتها، حيث أصبحت تحل جزء من وقت الناس واهتمامهم ولها التأثير " سلبا و إيجابا " عليهم.

وتتبع هذه الوسائل أساليب لتنشئة الطفل تتمثل فيما يلي:

التكرار: حيث يعتمد موجهو هذه الوسائل إلى إحداث التأثير عن طريق تكرار أنواع معينة من العلاقات والشخصيات والأفكار والصور.

الجاذبية: وذلك مع تقدم التقنية الحديثة، وإنتشار وسائل أجهزة الإعلام المتقدمة، حيث تنوعت الأساليب لجذب وشدإنتباه الأطفال إلى وسائل الإعلام المختلفة.

الدعوة إلى المشاركة: حيث تلجا بعض وسائل الإعلام للطلب من الأطفال المشاركة في برامجها عن طريق كتابتهم فيها والمشاركة بآرائهم، ويزيد تأثيرها فيهم بدعمها لهم بجوائز أو حتى بمجرد ذكر أسمائهم في هذه الوسيلة .

عرض النماذج: سواء كانت لشخصيات حية أو خرافية، أوحيوا نية.المهم أن وسيلة الإعلام تحاول من خلال هذه النماذج غرس قيم معينة لتقليدها، أو نبذ قيم معينة بنقدها لعدم تقليدها.

وإن وسائل الإعلام والاتصال لا تتصرف بمعزل عن المؤسسات الإجتماعية الأخرى للتنشئة الإجتماعية كالأسرة والمدرسة  والمسجد، فبالنسبة لـ"J.Lazar" لازار" الذي قال: "إذا كان محيط الفرد فقيرا نسبيا وإذا كان لا يزود بمصادر فعالة ومختلفة للتنشئة، يتجه بالتالي إلى وسائل الإعلام، والتي تصبح مصدره الأساسي للتنشئة، لكن الأفراد الذين يعيشون في مناخ غني بمصادر التنشئة لا ينشا هذا الإرتباط بوسائل الإعلام"40.

- دور وسائل الإعلام في التربية الإعلامية

لا تختلف مصادر التربية الإعلامية عن مصادر التربية بشكل عام، فوسائل الإعلام تعد من أكثر وسائل التأثير في الرأي العام وتحديد اتجاهاته،  بل أصبحت هذه الوسائل مصدرا أساسيا للثقافة العامة لكافة فئات المجتمع، حيث امتد تأثيرها إلى معظم أفراد المجتمع،من خلال ما تقدمه من محتوى يحمل مضامين متعددة تلقى قبولا لدى هذه الفئات، فبين برامج موجهة للأطفال والأسرة إلى برامج تعنى بالشأن السياسي والاقتصادي والرياضي والفني، تتوزع المادة الإعلامية التي تبثها القنوات الفضائية بكل ما تحمله من مضامين، بل بدأت بعض وسائل الإعلام في التحول إلى إعلام متخصص في مجال محدد، فهناك قنوات فضائية مخصصة للأطفال مثال على ذلك قناة mbc3  وأخرى للأسرة وثالثة للصحة كقناة للصحة والجمال ورابعة للبيئة كما اتجهت قنوات أخرى للإهتمام بالثقافة سواء كان ذلك بتخصيص برامج ثقافية على خارطتها الإعلامية،  أم أن يكون محتوى القناة الفضائية ثقافيا بحتا، وما يقال في القنوات الفضائية يمكن أن يمتد إلى الإذاعة والصحافة، أما الإعلام التقني كشبكة الأنترنت والوسائط التقنية فقد تجاوز جميع الأدوار  ليصبح أحد مصادر التربية الإعلامية المهمة بما يتميز به من تجاوز كافة العوائق سواء كان ذلك في الوقت الذيتبث فيه المادة الإعلامية أم مجالها الجغرافي أم مجالات رقابتها ومنعها 41.

4.2.2-  أماكن العبادة والتنشئة الاجتماعية

يمتاز الدينبتأثيره القوي في ضبط سلوك الأفراد والجماعات، حيث تساهم المؤسسات الدينية ودور العبادة في عملية التنشئة الاجتماعية للفرد من خلال تلقينه التعاليمالدينية والقيم الأخلاقية والثقافية والاجتماعية وفق المنظومة الدينية.

وتقوم دُور العبادة بدور مهم في عملية التنشئة الاجتماعية، لما تتميز به من خصائص فريدة، أهمها إحاطتها بهالة من التقديس، وثبات وايجابية المعايير السلوكية التي تعلما الأفراد، والإجماع على تدعيمها، وتؤثر في عملية التنشئة الاجتماعية بالمجالات التالية:

- تعليم الفرد التعاليم الدينية التي تحكم سلوكه.

- إمداد الفرد بإطار سلوكي مرتضى مبارك.

- تنمية الضمير عند الفرد والجماعة.

- الدعوة إلى ترجمة التعاليم الدينية إلى سلوك عملي.

- توحيد السلوك الاجتماعي والتقريب بين الفئات والطبقات الاجتماعية42.

ويأتي هذا الدور والتأثير لدُور العبادة أو المؤسسة الدينية من خلال تسللها إلى نفس الفرد في شكل الضمير، وعليه فإنّ هذه المؤسسات تتبع أساليب نفسية واجتماعية في غرس قيمها الدينية، تتمثل فيما يلي43:

- الترغيب والترهيب إلى السلوك طمعا في الثواب، والابتعاد عن السلوك المنحرف تجنبا للعقاب.

- التكرار والإقناع والدعوة إلى المشاركة الجماعية، وممارسة الشعائر الدينية.

- عرض النماذج السلوكية المثالية.

-   الإرشاد العلمي.

وهنا لابد من الحديث عن دور المسجد في التنشئة الاجتماعية، فالمسجد مؤسسة اجتماعية، يلتقي فيها المسلمون كل يوم خمس مرات على الأقل، فتقوى الروابط الاجتماعية فيما بينهم عن طريق العبادة والتعلم، ويتم بينهم التعارف والمحبة وتالف القلوب، وتتحقق فيهم المبادئ الإسلامية والقيم الأخلاقية متجسدة بشكل عملي حقيقي44.

وللمسجد دور مهم في تكوين شخصية الأطفال الثقافية/ فهو معين يرفد الأطفال بشتى ألوان الثقافات المفيدة النافعة، فيعمل على تغذية أرواحهم وأفكارهم بروح ورحاب الإيمان ويزيدهم ارتباطا بالله عزوجل ومحبته ومراقبته في السر والعلانية45.

فلا شك أن ارتباط الأطفال بالمساجد يعتبر تدريبا لهم على آداب السلوك الاجتماعي السليم، وتنمية لروح الجماعة والتعاون والتآزر والمودة، وحثا لهم على المبادرات الاجتماعية السليمة وسائر القيم وآداب السلوك الرفيعة التي يوصي بها الدين الإسلامي، ولذلك ينبغي على التربويين أن يضعوا في الاعتبار دور المسجد التربوي والثقافي لدى الأطفال عند التخطيط لسياسة  تربوية جديدة، حيث إنّ ثقافة المدرسة وثقافة الأسرة في المجتمع الإسلامي تنبع من المسجد، ومن هنا لا تستطيع أي سياسة تربوية واعية في مجال الطفولة أن تغفل دور المسجد التربوي والثقافي46.

فالأفضل  للطفل أن يقضي وقت فراغه في المسجد في قراءة القران وحفظ الحديث بدل أن يذهب لمشاهدة أفلام الرعب والعنف التي لا يجني منها إلا ضياع الوقت وفساد نفسه الطاهرة أو الذهاب إلى جماعة الرفاق التي يقل في وقتنا الحالي أن نجد رفقة صالحة لأطفالنا، فلا تستطيع منعه من مرافقهم، ولا نقوى على أمره بتركهم.

وللمساجد  بعدها مؤسسة اجتماعية دينية هامة دور تربوي واضح، حيث تعمل على:

- التأكيد على القيم المركزية المستمدة من  الدين الإسلامي الحنيف، والتي تعتبر أساسية لاستقرار المجتمع وتماسكه وتقدمه.

- مساعدة الأفراد عندما يمرون بأزمات أو تواجههم مشكلات، ففي وقت الأزمات يموت الفرد وجدانيا، لذا فهو بحاجة كبيرة إلى رأي الدين كي يشعر بالراحة النفسية ويساعده ذلك على فهم المشكلة فيحاول حلها مدعمة بنصوص الدين.

- التقريب بين الأفراد وتقوية الصلة بينهم، وتعتبر الصلاة في المسجد مطلبا أساسيا في الإسلام، والمساواة بين المسلمين في الصلاة في المسجد أمام الله مما يقرب بين قلوبهم وتشعرهم بالأخوة الصادقة مما يزيد من صلاتهم.

- ربط الفرد بمجتمعه وتوعيته بمشكلاته وحثه على الإسهام الفعلي في النهوض به.

- نشر المعارف الدينية والثقافية الإسلامية، وإنشاء مكتبة بالمسجد مزودة بعدد كبير من الكتب الدينية متاحة للجميع دون مقابل يزيد من الثقافة الإسلامية لأفراد المجتمع المحلي47.

-                       دور المسجد في تكريس التربية الإعلامية وفق الضوابط الاسلامية

هناك قواعد منهجية للتربية الإعلامية من المنظور الإسلامي وهي قواعد تستند إلى القران والسنة في التعامل مع الإعلام وذلك على النحو التالي48:

أ‌- مسؤولية الإنسان عن سمعه وبصره وفؤاده:

قال تعالى:" ولا تقف مالي سلك به علم أن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا." ( الإسراء: 36)

وهذه القاعدة معيارية عظيمة وخاصة في التربية الإعلامية التي تعد الفرد للتعامل مع الإعلام ذي الوسائل المختلفة والمضامين المتباينة، تعمل من خلالها التربية الإعلامية على تنمية الوعي الإعلامي، لدى الطالب وتعويده على تحمل مسؤولية ما يشاهد ويسمع ويعتقد من مضامين الإعلام.

ب‌-                    التثبت في تلقي الخبر ونقله

يقول تعالى: " يا أيها الذين امنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين." (الحجرات: 6)

ففي مجال التربية الإعلامية، تعد هذه القاعدة ركيزة ومنطلق في التعامل مع الإعلام ومعرفة مصادره وأهدافه، والوثوق بما يذيعه وينشره، ويجب أن تعمل التربية على ترسيخ هذه القاعدة والانطلاق منها في التربية الإعلامية.

ج- الانفتاح الواعي على الغير:

يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " الكلمة الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها" رواه الترمذي.

إنّ التربية الإسلامية ترتكز على هذه القاعدة التي تتعاطى مع الوسائل الإعلامية كأدوات كما يمكن توظيفها ايجابيا، وتتعامل مع المحتوى في ضوء المنهجية الإسلامية، أنها دعوة لصناعة الإعلام والمشاركة في تطويره واستخدامه في الترويج لثقافة الإسلام وقيمه والاستفادة من تجارب الآخرين في هذا الميدان.

خاتمة

لقد حاولنا من خلال عناصر هذا المقال التركيز على أنّ الحياة في العصر الرقمي الحالي واستخدام الأطفال غير الرشيد لوسائل الإعلام والتكنولوجيا الحديثة، يستوجب أن تتكامل جميع مؤسسات التنشئة الاجتماعية  وخصوصا: الأسرة، المدرسة، وسائل الإعلام، والمسجد ... للقيام بدورها في إعداد نشء يتكيف مع هذا العصر، وذلك من خلال تدعيم ثقافة الاستخدام الرشيد والمفيد لوسائل الإعلام والتقنيات الرقمية عن طريق تكريس كل من التربية الإعلامية والرقمية، حيث إنّ الثورة التكنولوجية جعلت التربية الإعلامية أكثر إلحاحا وخاصة أنّ الدول اليوم فقدت  سيطرتها على البث المباشر للبرامج التلفزيونية  وكذا للمحتويات الرقمية، وفقدت قدرتها على التصدي للبث الإعلامي الخارجي والاكتساح الثقافي الأجنبي؛ وهنا تتبلور أهمية التربية الإعلامية التي  تهدف إلى مساعدة النشء  على تجنب الآثار السلبية لهذه الوسائل فضلا عن ذلك تطوير مهارات التفكير النقدي نحو مضامين وسائل الإعلام لدى الجماهير المختلفة حتى يمكنهم حسن التعامل مع ما تقدمه بشكل ايجابي من الكيف ومن الناحية الكمية أيضا، وكما أوضحت عديد الدراسات أن الإفراط في التعرض للتلفزيون والانترنت يؤدي إلى الإدمان عليها وهذا الأخير له سلبياته على الأطفال الذين يقضون أوقاتهم في الأسرة، وفترة طويلة في مرحلة هامة من تنشئتهم وتكوين شخصيتهم في التعرض لبرامج ومضامين وسائل الإعلام إلى جانب ذلك يقضون وقتا معتبرا في التعليم بالمدرسة، فالتربية الإعلامية مسؤولية الأسرة ووسائل الإعلام والمؤسسات التربوية؛ ورغم اختلاف المحتويات والأساليب والوسائل في كثير من الأحيان بين المؤسستين التربوية والإعلامية، فالثقافة المدرسية تعتمد على المعرفة ذات الطابع الأكاديمي البيداغوجي، والثقافة الإعلامية التي تروجها وسائل الإعلام عادة ذات طابع ترويحي يستند إلى الإثارة والدعاية، فإن كلاهما يعتبر عملية اتصالية ويسهمان في التنشئة الإجتماعية للفرد، والجيل الحالي أمام تطور تكنولوجيا المعلومات والقنوات التي تبث برامجها على مدار اليوم، فإن وسائل الإعلام تلعب دورا متزايدا في تكوين ثقافته من خلال تلقي المفاهيم والقيم والعادات والإتجاهات التي كثيرا ما تنعكس على شخصيته وأنماط سلوكه، وهذا يقتضي التنسيق بين التربويين والإعلاميين لتوظيف وسائل الإعلام في خدمة التربية وتوظيف التربية في تفعيل الرسائل الإعلامية والتعاون معها بطريقة ايجابية، بالاستفادة منها وتفادي سلبياتها ومخاطرها على شخصية التلميذ... وإرساء أسس استخدام المضامين المتعددة التي تتيح فرصة الاختيار أمام الجماهير مع دعم فكرة تدريس مبادئ التربية الإعلامية ومهارات الاتصال في المناهج المدرسية لنشر مفاهيم التربية الإعلامية لدى النش ء

الهوامش

1. بدر بن عبد الله العقيلي، التربية الإعلامية في مواجهة الإعلام السلبي : http://www.hbthedu.gov.sa/art/s/10/ 5/ 11/ 2016.

2. مهند حبيب السماوي، اخر احصائيات العالم الرقمي، تم النشر يوم  27مارس 2018، تم الولوج يوم 25/0/2019 على الموقع:  https://elaph.com/Web/Opinion/2018/3/1196481.html

3. خلف ادعيس، المواطنة الرقمية، جامعة القدس المفتوحة  ، 24/ 5/ 2015، الولوج يوم 15/12/2016، على الموقع http://www.qou.edu/viewDetails.do ?id=7230

4. ماجدة احمد الصرايرة،  الإعلام التربوي،  ط1، دار الخليج ،  عمان، ( 2001)ص 115.

5. بدر بن عبد الله العقيلي، التربية الإعلامية في مواجهة الإعلام السلبي : http://www.hbthedu.gov.sa/art/s/10

6.  Wikepedia,Medialiteracy, available at: www.en.wikipedia.org/media_literacy retrieved: 12/02/2010.

7. ماجدة احمد الصرايرة ، ص 61.

8. فهد بن عبد الرحمن الشميمري ، التربية الإعلامية :كيف نتعامل مع الإعلام ، ط1، مكتبة الملك فهد الوطنية ، الرياض، (2010)، ص 20.

9. احمد جمال حسن، التربية الإعلامية (مفكر ناقد، متلقي رشيد ، منتج فعال)، ط1، دار المعرفة، المنيا، مصر ،(2015  ص 21.

10.                      بشرى حسين الحمداني،  التربية الإعلامية ومحو الأمية الرقمية، ط1، دار وائل للنشر،  الأردن، عمان،  ( 2015

11.                       ص 94.

12.                      أحمد اللقاني، علي الجمل "معجم المصطلحات التربوية المعرفة في المناهج وطرق التدريس"، عالم الكتب، القاهرة،(1999)، ص 75.

13.                       احمد جمال حسن، مرجع سابق، ص 22.

14.                       جمال علي الدهشان، المواطنة الرقمية مدخلا للتربية العربية في العصر الرقمي، مجلة نقد وتنوير الفصل 2، السنة الثانية، العدد 5، (نيسان / أيار/ حزيران ،2006)  ص 90.

15.                       بشرى حسين الحمداني،  التربية الإعلامية ومحو الأمية الرقمية، مرجع سابق ، ص 206.

16.                      جمال علي الدهشان، المواطنة الرقمية مدخلا للتربية العربية في العصر الرقمي، مرجع سابق، ص 79.

17.                       خلف ادعيس،جامعة القدس المفتوحة، مرجع سابق.

18.                      بشرى حسين الحمداني، التربية الإعلامية ومحو الأمية الرقمية، مرجع سابق ، ص 207.

19.                       خلف ادعيس، المواطنة الرقمية، جامعة القدس المفتوحة، مرجع سابق.

20.                      مصمودي زين الدين، التنشئة الاجتماعية بين الواقع والتحدي، "مجلة العلوم الانسانية"، جامعة منتوري قسنطينة، العدد 28 ، (2007)، ص. 135.

21.                      خواجة عبد العزيز، مبادئ التنشئة الاجتماعية، دار الغرب للنشر والتوزيع، وهران، الجزائر، (2005)، ص 15.

22.                      رشوان حسين عبد الحميد أحمد، الأسرة والمجتمع، مؤسسات شباب الجامعة، الإسكندرية، مصر، (2003)، ص. 151.

23.                      . عبد الهادي الجوهري ، معجم علم الاجتماعية، المكتب الجامعي الحديث، الإسكندرية، مصر ،(1998)، ص 66. 

 

24.                      جائزة اليونيسكو لمحو الامية الإعلامية، إعلان غرينوولد ( 1982) Grenwald، ص 19.

25.                      درويش عبد الرحيم ، مقدمة إلى علم الاتصال، ط1، عالم الكتب، دم ط، ( 2012)، ص 187.

26.                      فهد بن عبد الرحمان الشميمري ،  مرجع سابق، ص 28.

27.                                            W. James Potter, Media Literacy, London, Sage publication, ( 1998), P.05.

28.                      اليونسكو ندوة التربية الإعلامية للشباب، "توصيات موجهة إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم، إسبانيا، (فبراير 2002) ص1.

29.                      مزوز بركو، التنشئة الاجتماعية في الاسرة الجزائرية، الخصائص والسمات، "مجلة شبكة العلوم النفسية العربية"، العدد 21-22، شتاء وربيع  ( 2009)، ص 45.

30.                      علياء محمد ابراهيم الجوهري، الدور الاجتماعي للوسائط الإعلام وعلاقتها بالتنشئة الاجتماعية للطفل، قسم علم الاجتماع تخص الاداب، جامعة المنصورة،  رسالة مقدمة لنيل شهادة  الماجستير منشورة ، 2015 ص85ّ.

31.                       مزوز بركو، التنشئة الاجتماعية في الاسرة الجزائرية، مرجع سابق، ص 46.

32.                      رشا عبد اللطيف محمد، معايير التربية الإعلامية وكيفية تطبيقها في مصر، كلية الإعلام جامعة القاهرة، رسالة مقدمة لنيل شهادة الماجيستير منشورة ، 2011، ص 134.

33.                      دهيمي زينب، وعي الاولياء للانترنت ، دراسة لعينة من الاولياء ومدى وعيهم للاهمية ومخاطر الانترنت على ابنائهم المراهقين، قسم العلوم الاجتماعية ،جامعة الجزائر تخصص ثقافي تربوي ، رسالة لنيل شهادة الماجستير منشورة ، 2007/2008،ص 149.

34.                      عبد الوهاب بوخنوفة، المدرسة، التلميذ والمعلم وتكنولوجيا الإعلام والاتصال: التمثل والاستخدامات، كلية العلوم السياسيةجامعة يوسف بن خدة،الجزائر، اطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه الدولة في علوم الإعلام والاتصال منشورة، 2007 ،ص 36.

35.                      محمدجمال صقر: اتجاهات في التربية والتعليم، دار المعارف، (بدون سنة )، ص 93.

36.                      مراد زعيمي، مؤسسات التنشئة الاجتماعية،"منشورات جامعةباجي مختار"، عنابة، الجزائر، ( 2006)،ص 139.

37.                      زعيمية منى، الاسرة، المدرسة ومسارات التعلم (العلاقة مابين خطاب الولدين والتعلمات المدرسية للاطفال)، تخصص صعوبات التعلم، جامعة منتوري، قسنطينة، مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في علم النفس المدرسي منشورة، 2012/2013،ص 79.

38.                      رشا عبد اللطيف محمد، معايير التربية الإعلامية وكيفية تطبيقها في مصر، كلية الإعلام جامعة القاهرة، مرجع سابق، ص 142.

39.                      درويش عبد الرحيم، مرجع سابق، ص 226.

40.                      علياء محمد إبراهيم الجوهري، الدور الاجتماعي للوسائط الإعلام وعلاقتها بالتنشئة  الاجتماعية للطفل، مرجع سابق، ص.ص. 91- 92.

41.                       الهام بلعيد، التنشئة الاجتماعية وتأثيرها في سلوك المنحرفين الأحداث، دراسة ميدانية بالمركز المتخصص لحماية الطفولة، باتنة، في علم الاجتماع القانوني، جامعة الحاج لخضر باتنة، مذكرة ماجستير منشورة ، 2010، ص 54- 55.

42.                      أحمد جمال حسن، مرجع سابق ، ص 113.

43.                      فهمي سليم الغزوي وآخرون، المدخل إلى علم الاجتماع، ط1، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، 2006، ص 198.

44.                      الرشدان عبد الله زاهي، التربية والتنشئة الاجتماعية، دار وائل للنشر، عمان، 2005،، ص 256.

45.                      محمد الزحيلي، أصول تدريس التربية الإسلامية، اليمامة للطبع والنشر، بيروت، لبنان،2005،ص،ص 63،64.

46.                      أحمد خليل جمعة، الأطفال والطفولة بين الأدب والثقافة، اليمامة، ط1، بيروت،لبنان، 2005،ص 261.

47.                      فهيم مصطفى، ثقافة الطفل العربي في ضوء الإسلام، رؤية معاصرة لثقافة الطفل في رياض الأطفال والمدرسة الابتدائية، دار التوزيع والنشر الإسلامية، القاهرة، مصر، 2002، ص 81.

48.                      سميرة أحمد السيد، علم اجتماع التربية، دار الفكر العربي، ط3، القاهرة، مصر، 1997، ص.ص. 94،96.

الخبري طلال بن عقيل بن عطاس،( 2009) "تفعيل التربية الإعلامية في المرحلة الجامعية من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية"، بحث مكمل لدرجة الدكتوراه في الأصول الاسلامية للتربية، كلية التربية ،جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية، ص159-160

@pour_citer_ce_document

سامية عواج / أم الرتم سحر, «التربية الإعلامية والرقمية ضمن متطلبات التنشئة الاجتماعية .»

[En ligne] ,[#G_TITLE:#langue] ,[#G_TITLE:#langue]
Papier : ص ص 89- 103,
Date Publication Sur Papier : 2019-04-11,
Date Pulication Electronique : 2019-04-11,
mis a jour le : 11/04/2019,
URL : https://revues.univ-setif2.dz:443/revue/index.php?id=5445.