جمعيات الأحياء في التجمعات الحضرية الجديدة دراسة ميدانية بالتجمعات الحضرية الجدي...
Plan du site au format XML


Archive: revues des lettres et sciences sociales


N°01 Avril 2004


N°02 Mai 2005


N°03 Novembre 2005


N°04 Juin 2006


N°05 Juin 2007


N°06 Janvier 2008


N°07 Juin 2008


N°08 Mai 2009


N°09 Octobre 2009


N°10 Décembre 2009


N°11 Juin 2010


N°12 Juillet 2010


N°13 Janvier 2011


N°14 Juin 2011


N°15 Juillet 2012


N°16 Décembre 2012


N°17 Septembre 2013


Revue des Lettres et Sciences Sociales


N°18 Juin 2014


N°19 Décembre 2014


N°20 Juin 2015


N°21 Décembre 2015


N°22 Juin 2016


N° 23 Décembre 2016


N° 24 Juin 2017


N° 25 Décembre 2017


N°26 Vol 15- 2018


N°27 Vol 15- 2018


N°28 Vol 15- 2018


N°01 Vol 16- 2019


N°02 Vol 16- 2019


N°03 Vol 16- 2019


N°04 Vol 16- 2019


N°01 VOL 17-2020


N:02 vol 17-2020


N:03 vol 17-2020


N°01 vol 18-2021


N°02 vol 18-2021


N°01 vol 19-2022


N°02 vol 19-2022


N°01 vol 20-2023


N°02 vol 20-2023


N°01 vol 21-2024


A propos

avancée

Archive PDF

N°16 Décembre 2012

جمعيات الأحياء في التجمعات الحضرية الجديدة دراسة ميدانية بالتجمعات الحضرية الجدي...


السعيد رشيدي
  • resume:Ar
  • Abstract
  • Auteurs
  • TEXTE INTEGRAL

تهدف هذه الدراسة إلى الكشف عن ملامح الخصائص الاجتماعية لممثلي جمعيات الأحياء في التجمعات الحضرية الجديدة علي منجلي، بالإضافة إلى الوظائف التي تؤديها، مع إبراز طبيعة علاقاتها وأنماط تفاعلها.

وخلصت الدراسة إلى أن جمعيات الأحياء يغلب عليها العنصر الرجالي من فئة الكهول الذين لديهم استقرار اجتماعي واقتصادي وإن كان مستواهم التعليمي متوسط، وهي في الغالب لها مهام خدماتية خيرية ومطلبية، نتج عنها تعدد علاقاتها، مع اتصافها بالسطحية في مجملها وتحكم المصالح الشخصية فيها. 


The objective of this study is to reveal the features of social characteristics of city association’sdelegates in the new urban agglomerationALI MENDJLI, in addition to their functions. It also aims to show the nature of their interrelation ships and their kinds of interaction.

The study ends in, city associations consist mainly of elderly men who are socially and economically stabilized and have average educational level.  They often have services, charity, and petition roles that lead to many superficial relations which are governed by own interests.

مقدمة:

     من مميزات المجتمع الحديث وجود كم هائل من الجماعات وإن كانت تختلف من حيث طبيعة تكوينها، علاقاتها، وسائلها، أساليبها وأهدافها فإنها تشترك في محاولة تحقيق أكبر قدر من متطلبات وحاجيات أفرادها وذلك من خلال قيام مجموعة ثابتة من المبادئ والقيم والمعايير وتقسيم للعمل، وهذا باعتبارها وسيلة لتحقيق كثير من الأهداف الاجتماعية والفردية، باعتبار أن للبشر ميلا نحو الاجتماع، وأنهم يقومون به عند وجود منافع متوقعة ومشتركة فيما بينهم، وهذا ببذل الجهود وتقديم التنازلات، وقبول قيودعلى سلوكهم من اجل الحصول على مبتغاهم.

   ومع التحولات المجتمعية التي مر بها المجتمع الجزائري وخاصة أحداث أكتوبر 1988 وظهور التعددية وقانون 90/31برزت إلى الوجود العديد من الجمعيات الاجتماعية والثقافية والرياضية والسياسية ونحن نجد جمعيات الأحياء هذه من بينها وذلك باعتبارها همزة وصلبين السكان والجهات الوصية.

     فالتجمعات الحضرية الجديدة علي منجلي عرفت العديد من جمعيات الأحياء وفي مرحلة وجيزة من إسكانها، وشدت إليها الانتباه من قبل الكثير من المهتمين متسائلين عن جدواها، وأسباب انتشارها بهذه الكثرة، حيث أن تواجدنا في هذه التجمعات الحضرية الجديدة بعلي منجلي الوحدة الجوارية 7 هيئ لنا سبل معايشة نشاطاتها وردود الأفعال اتجاهها، حيث شكل عدم إنجاز الأهداف وكثرة المناوشات والملاسنات الكلامية أمام باب الحي الإداري بين ممثلي الجمعيات مظهرا مألوفا، لأجل ذلك سجل تذمرا كبيرا وعدم رضا الجميع فأين يكمن الخلل يا ترى؟!

-ما هي طبيعة علاقات جمعيات الأحياء في التجمعات الحضرية الجديدة علي منجلي؟

-ما نوع تفاعل جمعيات الأحياء في التجمعات الحضرية الجديدة علي منجلي؟

-ما هي أيضا الأسس والخلفيات التي تقوم عليها هذه العلاقات؟

-ما هي الوظائف الجديدة لجمعياتالأحياء؟

أسباب الدراسة:من أهم الأسباب التي دفعت لدراسة هذا الموضوع ما يلي:

أولا الدور الفعال لجمعياتالأحياء، وهذا من خلال مساهمتها في تحقيق الاستقرار، وترقية الأحياء وسكانها. وثانيا اعتقاد الباحث أن هناك أسباب تدفع جمعياتالأحياء هذه لمثل هذا السلوك والمتمثل في عدم التفاهم، وعدم انجاز الأهداف المسطرة.

أهمية الدراسة:تبرز أهمية هذه الدراسة من خلال ما تحاول الوقوفعليه، وهوالتعرف على جمعيات الأحياء، وتنبع كذلك أهمية الدراسة من الأهمية التي توليها الدولة للحركة الجمعوية عموما حيث نص المشرع الجزائري على اشتراك أفرادها في تسخير معارفهم ووسائلهم من أجل ترقية الأنشطة ذات الطابع المهني، الاجتماعي، العلمي، الديني، التربوي، الثقافي والرياضي. ومما يزيد في أهمية هذه الدراسة؛ الدعوة التي أثارتها كثير من الدراسات والمقالات الصحفية حول التحولات الراهنة التي تمر بها الجمعيات.

أهداف الدراسة:لأي بحث علمي جاد أهداف يسعى للوصول إليها من خلال الكشف عن الحقائق التي ترتبط بانشغالات المجتمع، أو أهداف علمية تساهم في وضع تصور حول وقائع الظاهرة أو موضوع البحث، وتتبع مسارها ومحاولة التنبؤ بمستقبلها وعليه فإن هذه الدراسة تهدف إلى تحقيق جملة من الغايات وهي:محاولة الكشف عن ملامح الخصائص الاجتماعية لممثلي جمعيات الأحياء في التجمعات الحضرية الجديدة وكذلك محاولة معرفة وتحديد دور جمعيات الأحياء، والوقوف على طبيعة علاقاتها وأنماط تفاعلها.

I تحديد مصطلحات ومفاهيم الدراسة:

1   جمعياتالأحياء:هذهالجمعيات هي في الأساس جزء من المجتمع العام، وهذا ما ذهب إليه روسو الذي أكد أن هذه الجمعيات هي مجتمعات جزئية (جزء من مجتمع قائم بحد ذاته).[1]وتعتبر جماعة اجتماعية باعتبارهامتكونة من ثلاثة أو أكثر من الأفراد، والمبنية على النشاطات الاجتماعيةوليس على الواجباتوالتي تساعد الناس على تنمية هويتهم وذواتهم، وأغلب الناس ينتمون إلى أكثر من جماعة اجتماعية.[2]إذا حدث بينهم طراز محدد منالاندماج يمكن تحديد درجته."[3] كما ينظر إليها على أنها"تنظيم اجتماعي يعكس بداخله نوع من التفاعل الاجتماعي قصد تحقيق هدف معين، وأن هذا الهدف يعكس بحد ذاته نوع من الإرادية بين هؤلاء الأفراد."[4]وتناولها قانون1جويلية1901، المنشأ للجمعيات في فرنسا[5]وكذا القانونالجزائري انطلاقا من كونها"اتفاقية تخضع للقوانين المعمول بها ويجتمع في إطارها أشخاص طبيعيون أو معنويون على أساس تعاقدي ولغرض غير مربح."[6]وعلى ذلك يتحدد مفهوم جمعية الحي في دراستنا هذه على أساس كونها وحدة اجتماعية مستقلة تحكمها القوانين، وتتكون من عدد من الأفراد تربط بينهم علاقات اجتماعية وعلى أساس تعاقدي ولغرض غير مربح، قصد تحقيق أهداف مشتركة.

2–التجمعات الحضريةالجديدة:تذهب مريمأحمدمصطفى إلى اعتبارها"مجتمع له مقومات المجتمع القديم من حيث بناء النظم الإجتماعية والإقتصادية والسياسية اللازمة لبقائه، أنشئ من خلال إرادة سياسية مخططة لتحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية في المحل الأول، وذلك للتغلب على المشاكل التي طرحها المجتمع القديم."[7]كما يذهب المشرع الجزائري إلىاعتبارهاهي "كل تجمع بشري ذي طابع حضري ينشأفي موقع خال أو يستند إلى نواة أو عدة نوى سكنية موجودة وهي تشكل مركز توازن اجتماعي واقتصادي وبشري بما يوفر من إمكانيات التشغيل والإسكان والتجهيز."[8]على أننا في دراستنا هذه سنأخذ بالتعريف الذي جاء به المشرع الجزائري، باستثناء كوننا لا ننظر إليها على أنها مدن جديدة وإنما هي تجمعات حضرية جديدة فقط.

التجمعات الحضرية الجديدة علي منجلي:ظهرت فكرة إنشاء التجمعات الحضرية الجديدة هذه في إطار توجيهات المخطط العمراني الرئيسي PUDلسنة1982الذي يشمل قسنطينة الكبرى.[9]و"تقع التجمعات الحضرية الجديدة علي منجليعلى سطح عين الباي هذا الأخير يقع إلى جنوب قسنطينة بحوالي 13كلم بالنسبة إلى وسط المدينة... ومتموضع على سطح بلديتي الخروب وعين السمارة."[10]موزعة على5أحياء رئيسية مقسمة هي الأخرى إلى وحدات جوار. ووجهت إلى تنظيم توسع التجمعات المشكلة فقسنطينة تعرف عدد كبيرا من المشاكل والتي لم يوجد لها حل إلا من خلال خلق مدينة تابعة كبيرة"[11]

II  الإجراءات المنهجية:  

1-المنهج:استخدمفيهذا البحث المنهج الوصفي باعتبار أن الدراسة استطلاعية استكشافية وصفية تهدف إلى استكشاف ووصف طبيعة العلاقات القائمة بين جمعياتالأحياء في التجمعات الحضرية الجديدة علي منجلي وكذا أنماط تفاعلها.

2 - العينة:إن هذه الدراسة الموسومة ب:جمعياتالأحياء في التجمعات الحضرية الجديدة تستند في معرفة علاقات جمعياتالأحياء في هذه التجمعات الحضرية إلى رؤساء هذه الجمعياتوممثلي الجهات الوصية إلى جانب ساكني هذه التجمعات الحضرية، ونظرا لصعوبة القيام بالدراسة الميدانية على كافة مجتمع البحث فإنه تم اختيار عينة من هذا المجتمع، ومن هذه المنطلقات تم استخدام نوعين من العينات:

أ-العينة القصدية  (العمدية):اعتمدت هذه الدراسة في جزئها الأول على العينة القصدية(العمدية)حيث تمحورت دراسة هذه الفئة حول حالات محددة عمديا وبطريقة مقصودة تحقق الغرض من الدراسة، حيث اختيرت العناصر القيادية لأنهم الأقدر على تصور وبلورة طبيعة هذه العلاقات التي تربطهم بغيرهم من الجمعيات الأخرى، وذلك بحكم المعايشة والمساهمة في خلق وتوجيه هذه العلاقات. وبالإضافة إلى أقدميتهم ومدى مساهمتهم في تأسيس هذه الجمعيات، وكذا لكون رؤساء الجمعيات وكذا ممثلي الجهات الوصية يمثلون فئة صغيرة في مجتمع الدراسة الشيء الذي جعلنا نطبق عليهم كلهم أداة جمع البيانات (المقابلة)وتمثلت هذه العينة في رؤساء الجمعيات الستةالمعتمدة بالوحدة الجوارية 7 علي منجلي ممثلة في رئيس جمعية الوفاق، الأمل، فسحة الأمل، الإخلاص، الوئام، المستقبل.

   وبالنسبة لممثلي الجهات الوصية الذين لهم علاقة بنشاط جمعيات الأحياء بالوحدة الجوارية 7 لدينا مندوب القطاع الحضري وعضوي لجنة الشؤون الاجتماعية ورئيس مكتب الجمعيات بمديرية التنظيم والشؤون العامة للولاية بالإضافة إلى مدير دار الشباب عز الدين مجوبي ومدير القاعة المتعددة الرياضات. 

ب -العينة العشوائية المنتظمة:أما دراسة الفئة الثانية فقد تمحورت حول دراسة حالات محددة من ساكني هذه التجمعات الحضرية الجديدة بطريقة عشوائية منتظمة للحصول على معطيات عامة حول طبيعة العلاقات بين هذه الجمعيات، على اعتبار أن تواجدهم في الميدان يمكنهم من الإطلاع على بعض المعطيات والخفايا التي يمكن أن لا يطلع عليها رؤساء الجمعيات وممثلي الجهات الوصية بحكم انشغالهم المستمر، وقد أخدنا نسبة 3,5%وهو ما يعادل 102 مفردة من مجموع ساكني الوحدة الجوارية 7 والبالغ عددهم 2928 ساكن. وهذا في محاولة منا للمقارنة بين إجابات كل من الجهات الثلاث.

3 - الأدوات:إن الغرض من الدراسة هو الكشف عن طبيعة العلاقات وأنماط التفاعل بين جمعيات الأحياء فإن طبيعة الموضوع وأهدافه فرضت علينا استخدام الأدوات التالية:

1.3- الملاحظة:هي"عبارة عن معاينة مباشرة لأشكال السلوك الذي ندرسه."[12]وقد تم استخدامها لأنها كانت أمرا ضروريا، إذ سمحت لنا عند النزول إلى الميدان وإجراء الدراسة الاستكشافية بالوحدة الجوارية7ملاحظة ترشح اثنين من رؤساء هذه الجمعياتإلى انتخابات المجلس الولائي وترشح أعضاء جمعيات أخرى في المجالس البلدية خاصة ببلدية الخروب. إلى جانب تركيز هذه الجمعيات على الدور الاجتماعي الخيري عن طريق توزيع قفة رمضان وتوزيع الألبسة والأدوات المدرسية على المحتاجين. هذا وتجدر الإشارة إلى أننا استخدمنا الملاحظة بنوعيها، الملاحظة بالمشاركة من خلال حضورنا للقاء تقييمي خاص بالمخطط الأزرق لبلدية الخروب لسنة 2006 وكذا عملية توزيع وصولات الرحلات لممثلي الأحياء السكنية ولاحظنا ردات الفعل سواء أثناء اللقاء التقييمي أو أثناء معرفة حصة كل حي من الرحلات وظهور الاستياء وعدم الرضا وذلك من خلال الملاحظة بغير المشاركة في العملية الثانية، فبالإضافة إلى ملاحظة الأدوار التي يؤدونها، لاحظنا أيضا صلاتهم وتفاعلاتهم مع بعضهم ومع الجهات الوصية، كما قمنا بتسجيل الملاحظات الخاصة بالهيئة الخارجية وملامح الوجه وردود الفعل والانفعالات أثناء الحديث، مما يساعدنا هذا على تحليل الإجابات المعطاة وإعطائها معناها وبعدها الحقيقي. وللإشارة فإن عملية الملاحظة تمت على مراحل وفي فترات متتالية حيت ارتبطت أولا باختيار موضوع البحت من خلال ملاحظاتنا للملاسنات والمناوشات الكلامية بين الجمعيات عموما وجمعيات الأحياء على درجة الخصوص عند مدخل الحي الإداري علي منجلي ثم ارتبطت الملاحظة بعد دلك بالأنشطة التي تقوم بها الجمعيات من جهة والجهات الوصية من جهة ثانية وفي مناسبات معينة.

2.3- المقابلة:وتجدر الإشارة هنا إلى أن"إبراز الجوانب التي يمكن أن تفيد فيها كل أداة من الأدوات المختارة"[13]عملية مهمة باعتبار أن المقابلة هي"عبارة عن محادثة موجهة يقوم بها فرد أو عدة أفراد آخرين، وهدفها استثارة أنواع معينة من المعلومات، لاستخدامها في بحث علمي، والاستعانة بها على التوجيه والتشخيص والعلاج."[14]ولذا فقد عمد الباحث إلى استخدام مقابلة نصف موجهة من خلال مقابلة كل من رؤساء لجان الأحياء الستة بالوحدة الجوارية 7، بالإضافة إلى مقابلة ممثلي الجهات الوصية الستة. وفق دليل مقابلة مستوحى من أسئلة البحث ومقسم إلى ستة محاور رئيسية موجه لرؤساء الجمعيات وآخر إلى ممثلي الجهات الوصية بنفس المحاور مع تغيير في توجيه الأسئلة.

    حيث لاحظنا في بداية الأمر التخوف الظاهر من هويتنا وطبيعة عملنا ثم لوحظ بعد ذلك التخوف والتهرب من بعض الأسئلة وخاصة السياسية منها كما لاحظنا تفاعلهم واندفاعهم في الكلام عند الحديث عن الميزانية وعلاقتهم مع الإدارة.

    أما بخصوص الجهات الوصية وخاصة منهم عضو لجنة الشؤون الاجتماعية فالملاحظ انه أجاب بارتياح مع تكلمه في بعض الأحيان بنرفزة خاصة عندما تتطرق للضغوط التي مورست عليه من قبل الجمعيات والسكان خاصة بمناسبة قفة رمضان وشكاوى السكان المتكررة والمتواصلة وعدم تمكنه من مغادرة مكتبه بسبب العدد الكبير من المحتاجين والمتذمرين حيث تطلب الأمر استدعاء الشرطة كم من مرة لإبعادهم عن المدخل، وذكر لنا أنه حتى رئيس جمعية معينة تعرض للضرب بسبب عدم إدراج أحد المشتكين في القائمة.

3.3- الاستمارة:تعد الاستمارة أداة أساسية من أدوات جمع البيانات يتطلبها البحث الميداني، فعلى ضوء السؤال المحوري للدراسة وأهدافها، فقد احتوى الاستبيان على عدة أسئلة متضمنة في ستة محاور موجهة لسكان الوحدة الجوارية7بمجمعاتها السكنية الخمسة. وقد قام الباحث على إثرها بتجريبها على عينة صغيرة تتكون من خمسة أفراد وهذا لقياس درجة وضوح الأسئلة، إذ تبين له أن بعض الأسئلة لم تكن واضحة فتم تغيير الألفاظ وخاصة لفظة لجنة حيكم إلى لجنة الحي.

III- نتائج الدراسة ومناقشتها:

    هذه الدراسة اهتمت بجمعياتالأحياء في التجمعات الحضرية الجديدة علي منجلي قسنطينة، وكان الهدف من الدراسة هو الكشف عن ملامح الخصائص الاجتماعية لممثلي هذه الجمعياتوكذا وظائفها بالإضافة إلى طبيعة علاقاتها وأنماط تفاعلها، فإنه ومن هذا المنطلق وضعنا تساؤلات ونحاول الآن الإجابة عنها من خلال النتائج التي تم التوصل إليها من بيانات الدراسة الميدانية، وفيما يلي النتائج المستخلصة من هذه الدراسة.

ملامح الخصائص الاجتماعية لممثلي الجمعيات:إن الفئة العمرية السائدة في تشكيلة جمعياتالأحياء في التجمعات الحضرية الجديدة بعلي منجلي هي من فئة الكهول وترتبط بطبيعة السكان المرحلين إلى هذه الأحياء، ذلك أن عامل السن له دور كبير في تحديد مطالب وأهداف واحتياجات الأفراد وتوجههم إلى العمل التطوعي في جمعيات الأحياء. وبالإضافة إلى ذلك فإن مجموع رؤساء جمعياتالأحياء هم من الرجال وهو ما يدعم خصوصية ذهنية الفرد الجزائري والذي ينظر إلى عمل جمعياتالأحياء على أساس أنه عمل رجالي بحث وهو من اختصاصاته التي لا تنازعه فيها المرأة، وهو نفس الاعتقاد السائد عند النساء المستجوبات من السكان عينة الدراسة ذلك أن أغلبيتهن لا يعرفن ولا يسمعن بجمعياتالأحياء ولا يعرفن حتى أنها موجودة، بحكم أنهن منشغلات بالأمور المنزلية الداخلية أكثر.

   وإلى جانب هذا يتضح أن نشاط جمعياتالأحياء يتطلب الاستقرار الاجتماعي وفي مقدمته الزواج، ذلك أن الإنسان يبدأ بتحقيق حاجياته الضرورية أولا من مأكل ومشرب ومسكن، ثم بعد ذلك يستمر في تحقيق حاجياته الكمالية من الرغبة في المكانة وفي تحقيق الذات إلى أعمال البر والخير، وهو الأمر الذي ذهب إليه أبراهام ماسلوإذ استند في نظريته على أن هناك مجموعة من الحاجات التي يشعر بها الفرد، وتعمل كمحرك ودافع للسلوك، وقسم الحاجات الإنسانية إلى خمس مجموعات رتبها على شكل هرم وتدرجت من الحاجات الفسيولوجية في قاعدة الهرم وهي الحاجات الأكثر إلحاحا إلى حاجات تحقيق الذات في قمة الهرم وهي الحاجات الأقل إلحاحا.[15]فالإنسان بالنسبة له كائن يشعر باحتياج لأشياء معينة، وهذا الاحتياج يؤثر على سلوكه، وان هذه الحاجات لا بد من إشباعها إذا أردنا إحداث تغيير أو تأثير في سلوك الفرد أو دفعه نحو التقدم والتطور.[16]

    من جهة أخرى يتضح لنا أن المستوى التعليمي للسكان في هذه التجمعات الحضرية الجديدة هو المستوى المتوسط، وهو ما يتناسب والوضعية الاجتماعية والاقتصادية لهذه الأحياء، وبالرجوع إلى رؤساء جمعيات الأحياء والمتأتية من هذه الأحياء نفسها نجد أن المستوى التعليمي هو الابتدائي.

   وإنه ليس من نافلة القول أن الأفراد الذين لديهم استقرار اجتماعي واقتصادي هم الذين يقومون بالنشاط في جمعياتالأحياء، ذلك أن هذا النشاط هو في حقيقته نشاط تطوعي قائم أساسا لخدمة الحي وسكانه ومن ثم فليس من المعقول أن يقوم به المحتاجون أنفسهم والذين هم في أمس الحاجة إلى العون والمساعدة، ولكنه في نفس الوقت لا يقوم به الأغنياء، ولم يبقى إذا إلا أن تقوم به الطبقة المتوسطة.

دور وأهمية جمعياتالأحياء:  إن أهمية جمعياتالأحياء ومن خلال كل ما طرح لا يرقى إليها شك، ذلك أن المشرع الجزائري تناول الجمعيات وتطرق إلى ضرورة تحديد أهدافها.[17]حتى تؤدى عملها على أكمل وجه، ذلك أن المجتمعات العصرية تتميز بوجود أكثر لظواهر التجمعات أين التنظيمات الاجتماعية تلعب أدوارا محدودة والتي تختلف وتحدد على حسب نوعية وساطتها بين الحكومة والسوق.[18] فمن خلال الدور الذي يتصوره المبحوثين من عينة الدراسة تتضح أهمية دور جمعيات الأحياء في التجمعات الحضرية الجديدة، ففي حين نجد رؤساء الجمعيات يعطونها أهمية كبيرة انطلاقا من كونها تعمل على الترقية، التنظيم والتوعية للحي وسكانه، نجد الجهات الوصية تنظر إليها على أساس أنها تعمل على التكفل بالانشغالات وتقديم الاقتراحات والتعاون على تنفيذها باعتبارها همزة وصل، نجد وأن السكان يذهبون إلى كونها خدماتية خيرية ومطلبية.

    هذا وإن اختلفت وجهات النظر بعد ذلك حول طبيعة الخدمات المقدمة من طرف جمعيةالحي تبعا لخلفيات المشاركة في هذه الجمعيات، وكذا لخلفيات التصور عن جمعية الحي ومهامها وكذا الأدوار التي تقوم بها في الواقع، وكل هذا في ضوء قلة الإمكانيات وعدم الاستجابة من قبل الجهات الوصية وكذا عدم تقبل الأمر الواقع من قبل المواطنين، خاصة في ظل تدني الوعي وطغيان المصالح الخاصة، وفي ضوء كل هذا جاء الإجماع على الوظائف التالية وترتيبها على النحو التالي:الوظيفة الاجتماعية ثم الثقافية ثم السياسية.

3 علاقة جمعيات الأحياء بالسكان:الجمعيات تسير وفق محور الدعم والمساندة والتشجيع والتطوير الاجتماعي والسياسي والتنمية... وهذا يتطلب مساهمة الأفراد داخل تركيبتها للمشاركة في الحياة العامة بالنظر في القضايا التي تصيب مجتمعاتهم (تجمعاتهم).[19]وعليه فهذا القطاع... يضع كهدف أساسي الرفاهية والصحة الجيدة وراحة المجتمع وهذا الاهتمام باحتياجات الناس (متطلبات الناس)وترقية المشاركة الاجتماعية.وبالاعتماد على الدور الذي أنشئت من اجله فإنها تطبق مهمة التواصل بين الناس بالاعتماد على قواعد ومبادئ المجتمع مثل التضامن، الثقة والتبادل للامتيازات.[20]

   ولذلك فمجمل علاقة جمعيةالحي بالسكان تتحدد في ضوء طبيعة الأهداف المحددة سلفا والمسطرة من قبل الطاقم المسير وفي ضوء التشريع المعمول به، على أننا نلحظ أن هناك إجماع حول التعاون بين جمعيةالحي والسكان من قبل المبحوثين، ولكن في نفس الوقت هذا التعاون لا يلغي التعارض بين المصالح المختلفة للأطراف، ذلك أن السكان من طبيعتهم حل مشاكلهم بأنفسهم ولا يلجئون إلى جمعيةالحي إلا في القليل النادر، وحتى هذا القليل النادر في مجمله له علاقة بشكل أو بأخر بأعضاء جمعيةالحي، ذلك أن أغلب السكان لا يمولون ولا يشاركون في تمويل جمعيةالحي، ولكنهم يعتقدون بأن علاقة جمعيةالحي بالسكان من الممكن أن تكون حسنة في مجملها.

4 علاقة جمعيات الأحياء بالجهات الوصية:يذهب البعض إلى أنالجمعيات الوسيطة تعد الآن القوة الموازية لسلطة وقوة الدولة فهي تعد مدارس للمواطنة والمسؤوليات الاجتماعية وهي تعبير عن التعددية في المجتمعات الحرة فأحد المنظرين المعاصرين للمجتمعات المدنية قال"إذا كان القرن العشرين يمثل اندثار المجتمعات المدنية من خلال الإقصاء والتهميش فان القرن الواحد والعشرين هو إعادة بعث وإحياء هذه المجتمعات المدنية" لكن هناك وجهات نظر مختلفة واقل تأييد للجمعيات التي تنتمي للثقافة السياسية للغرب. هذه المفهوم المغاير للجمعيات ناتج عن فكرة الاهتمامات أو المصالح الخاصة التي تؤدي إلى تحطيم (تفكيك)الجماعة والمسار الديمقراطي الذي من خلاله تجسد الاهتمامات والمصالح العامة وبالنظر لهذا المفهوم فإن الدولة تكون ضد هذه الجماعات الطموحة من المواطنين والذين يهدفون إلى تحقيق مصالح خاصة على حساب الصالح العام.[21]وبهذا الحال فعلاقة المجتمع المدني (بما فيه من جمعيات)مع الدولة هي علاقة غير مستقرة بطبيعة الحال وهي بالتالي متغيرة والحدود بينهما قابلة للزحزحة من وقت لأخر وفقا لمعالم الحقل السياسي الذي ينظم علاقة المجتمع بالسلطة السياسية الحاكمة.[22]

   ومن ثم يمكن القول بأن علاقة جمعياتالأحياء بالجهات الوصية مرتبطة أساسا بالميول والمصالح الشخصية، وهي سيئة في غالب الأحيان، وأن التعاون الموجود بينهما هو تعاون مناسباتي بحسب الأنشطة المقامة والتي هي في مجملها بطلب من الجهات الوصية، ومن ثم يتبين طبيعة التنسيق المناسباتي القائم بينهم، في حين تتابع هذه الجمعياتأنشطة المرافق الإدارية المختلفة بحكم ارتباطها الوثيق بالحياة اليومية للمواطن، وذلك من خلال الاتصال والتنبيه إلى مواطن القصور والخلل، ذلك أنه لا يوجد تمويل، ولا توجد إمكانيات كافية لهذه الجمعيات، وما هو موجود هو توجيه للأنشطة والبرامج لأحياء معينة من حيث النظافة مثلا حيث يتم التركيز على مراكز الأحياء وترك الأخرى.

علاقة جمعيات الأحياء بالأحزاب السياسية:  بادئ ذي بدء المجتمع المدني بما فيه من جمعيات هو مجال أوسع بكثير للنشاط الإنساني من المجال السياسي فهو يضم جميع المؤسسات التي يعبر الأفراد من خلالها عن مصالحهم وقيمهم، خارج مجال عمل الحكومة وبشكل مميز عنها.[23]وبخصوص علاقة جمعيات الأحياء بالأحزاب السياسية أجمع الكل على أنه من أهم الصعوبات التي تواجه نشاط جمعياتالأحياء في التجمعات الحضرية الجديدة بعلي منجلي هو هذا الخلط بين النشاط الجمعوي والنشاط السياسي، فالكل يجمع على وجود علاقة بين جمعياتالأحياء والأحزاب السياسية وإن كانت هذه العلاقة بينة وواضحة للعيان في معظم الأحياء عند البعض نجدها مستترة عند البعض الأخر، فالبعض من أعضاء جمعياتالأحياء يخفي ميوله السياسية ويظهر ميوله الإيديولوجية والبعض الأخر على العكس من ذلك، بحيث يخفي ميوله الإيديولوجية ويظهر ميوله الحزبية.

علاقات جمعيات الأحياء فيما بينها:ما يمكن ملاحظته كذلك هو نفي وجود علاقة بين جمعياتالأحياء فيما بينهم، وإن كان البعض من رؤساء هذه الجمعياتيؤكدون وجود نوع من العلاقة، على أنها في مجملها سطحية محكومة بالعلاقات الشخصية، فالعلاقة ما فيما بين جمعياتالأحياء، وإن لم تكن بين الكل في نفس الوقت، إلا أنها موجودة على أرض الواقع وتكون بحسب الظروف، فهي علاقة حياد أحيانا، وعلاقة تعاون أحيانا أخرى، وقد تكون علاقة تنافس بين البعض أو حتى علاقة صراع في بعض الأوقات الأخرى، ولكن في الوقت نفسه توجد بين البعض منها علاقة تعاون وتشاور وتبادل لوجهات النظر وتنسيق في بعض الأحيان وحتى بين الجمعياتالمتنافسة والتي تختلف في الميول السياسية والحزبية، فالمعيار هنا هو المصلحة وفقط.

الخاتمة:إن ملامح الخصائص الاجتماعية لممثلي لجان الأحياء في التجمعات الحضرية الجديدة علي منجلي تتمثل في سمات بارزة أهمها أن رؤساء هذه الجمعيات هم من الذكور من فئة الكهول الذين لديهم استقرار اجتماعي واقتصادي أما عن مستواهم التعليمي فهو منخفض(ابتدائي).

   كما بينت الدراسة الميدانية التنوع والتباين في مفهوم المستجوبين وتصورهم لأدوار هذه الجمعيات، وكذا الأهداف المنيطة بها والمرجوة منها. ومع ذلك جاء تأكيدهم على الوظيفة الاجتماعية لهذه الجمعيات وكذا طغيان المصالح الشخصية.

   وفيما يخص علاقاتها فالكل يؤكد وجود نوع من العلاقة مع مختلف الأطراف في محيط التجمعات الحضرية الجديدة، ولكنها في مجملها سطحية مناسباتية ومحكومة بالعلاقات الشخصية



[1]Grey Hill, Rousseau’s theory of human association, (New York, Palgrave MacMillan, 2006), p.45.

[2]Melanie Hammoud,define social groups, http://www.ehow.com/facts_5498978_defin-group.htmlehow, le 24/07/2010, 21.44h.

[3] نخبة من الأساتذة، معجم العلوم الاجتماعية، (الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1975)، ص.211.

[4]Albert Meister, la participation dans association, (paris : éditions ouvrières, 1974), pp13.14.

[5]F. Lemeunier, Associations Création. Gestion. Évolution, 8Édition) encyclopédie Delmas, 2000(, p.12.

[6]الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية، القانون 90/31، الخاص بالجمعيات، المادة:2، الصادر في04/12/1990، ص.02.

[7]مريم أحمد مصطفى وعبد الله محمد عبد الرحمان،علم اجتماع المجتمعات الجديدة، (الأزاريطة: دار المعرفة الجامعية، 2001)، ص.50.

[8]الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية، قوانين خاصة بالتعمير، عدد34، 14 ماي 2002، ص.5.

[9]Urbaco,  Plan D'occupation des Sols, premier tranche, rapport d'orientation, juin 1994.p.16.  

[10]Ibid.

[11]Urbaco, op.cit, p.15.

[12]عبد الباسط عبد المعطي، البحث الاجتماعي، (مصر: دار المعرفة الجامعية، 1985)، ص.261.

[13]علي غربي، (خطة نموذجية للبحث الاجتماعي)، في فضيل دليو وآخرون، أسس المنهجية في العلوم الاجتماعية، (قسنطينة:  منشورات جامعة منتوري، 1999)، ص.53.

[14]عبد العزيز بودن، منهجية وتقنيات البحث في علم الاجتماع الحضري، (قسنطينة: مطبوعات جامعة منتوري، 2004)، ص.200.

[15]عبد القادر بوخمخم، إدارة الموارد البشرية، (قسنطينة: مطبوعات جامعة منتوري، 2001)، ص.118.

[16]عامر عوض، السلوك الإداري التنظيمي، ط1، (عمان: دار أسامة للنشر والتوزيع، 2008)، ص.89.90.

[17]الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية، القانون 90/31، الخاص بالجمعيات، المادة:23، الصادر في04/12/1990، ص.03.

[18]Jacqueline Butcher, Mexican solidarity, (New York, Springer, 2010), p.3.

[19]Jacqueline Butcher, op.cit, p.3.

[20]Jacqueline Butcher, op.cit, p.4.

[21]Grey Hill, Rousseau’s theory of human association, (New York, Palgrave MacMillan, 2006), p.45.

[22]عاطف أبو سيف، المجتمع المدني والدولة(قراءة تأصيلية مع إحالة على للواقع الفلسطيني)، ط1،(عمان، دار الشروق للنشر والتوزيع، 2005)، ص.42.

[23]دون إي. إيبرلي وآخرون، بناء مجتمع من المواطنين (المجتمع المدني في القرن الحادي والعشرون)، ترجمة هشام عبد الله، ط1، (عمان: الأهلية للنشر والتوزيع، 2003)، ص.60.


@pour_citer_ce_document

السعيد رشيدي, «جمعيات الأحياء في التجمعات الحضرية الجديدة دراسة ميدانية بالتجمعات الحضرية الجدي... »

[En ligne] ,[#G_TITLE:#langue] ,[#G_TITLE:#langue]
Papier : ,
Date Publication Sur Papier : 2012-12-10,
Date Pulication Electronique : 2012-12-10,
mis a jour le : 14/01/2019,
URL : https://revues.univ-setif2.dz:443/revue/index.php?id=697.