مقدمة

تعدّ ألعاب القوى حسب ريسان خريبط مجيد (2002) ص.5عروس الألعاب الأولمبية لأنّها اللّعبة الّتي تتعدد فيها الفعاليات بشكل كبير، لذا تجلب المشاهدين لمتابعتها لما فيها من إثارة تبرز إمكانيات الفرد والجماعة في التّنافس، وتحتل ألعاب القوى مكانة هامة في جدول الأوسمة حيث يبلغ رصيدها أعلى من جميع الفعاليات الرّياضية الأخرى. إنّ التّقدم الرّياضي لا يتم خلال التّدريب فقط ما لم يدعّم التّدريب بنظريات عملية يستند إليها في بناء التّعلم والأسس الميكانيكية للحركة.

ويرى علي فهمي البيك (2009) ص.17أنّ التّدريب الرّياضي عملية تربوية هادفة وموجهة ذات تخطيط علمي لإعداد الرياضيين بمختلف مستوياتهم، وحسب قدراتهم، إعدادا كاملا من جميع النّواحي، بدنيا ومهاريا وفنيا وخطيا للوصول إلى أعلى المستويات الرّياضية. ويضيف مهند حسين البشتاوي (2010) ص.323-341على المدرّب الرّياضي مراعاة بعض المبادئ العامّة التي تمكّنه من تنمية الصّفات البدنية لأقصى حد ممكن أثناء عملية الإعداد البدني، ويعدّ عنصر السّرعة من عناصر اللّياقة البدنية صعبة التّطوير قياسا ببقية العناصر الأخرى. إنّ هذه الصّفة من الصّفات الوراثية، وعليه من الصّعب تطوير سرعة رياضية بشكل كبير وملحوظ إذا كانت هذه الرّياضة تمتلك نسبة عالية من الألياف العضلية بطيئة التّقلص. حيث يعرّفها علي فهمي البيك (2009) ص.106بأنّها الاستجابة العضلية النّاتجة عن التبادل السريع ما بين حالة الانقباض العضلي والاسترخاء العضلي. أو هي القدرة على أداء حركة أو حركات معينة في أقصر زمن ممكن؛ أي بأقصى سرعة سواء كانت هذه الحركات بالجسم كلّه أو بأحد أجزائه أو أطرافه، ويمكن تصنيف السّرعة إلى ثلاثة أنواع رئيسية: السّرعة الحركية، سرعة الانتقال، سرعة زمن الرجع (سرعة ردّ الفعل). ويعرف يورقن فايناك (1997) ص.293سرعة الرّياضي بأنّها القدرة المعقّدة الّتي تتكون من القدرات النّفسية البدنية الآتية: قدرة تحليل وضعيات اللّعب وتغيراتها في أقصر وقت (سرعة الإدراك) القدرة على التنبؤ في أقل وقت (القدرة الاستباقية)، القدرة على الاختيار في أقصر زمن (سرعة القرار)، القدرة على الاستجابة (سرعة ردّ الفعل)، القدرة على تنفيذ الحركات الدّورية وغير الدّورية (سرعة القيادة)، القدرة على تنفيذ الإجراءات السّريعة (سرعة العمل)، القدرة على التّصرف بسرعة والكفاءة قدر الإمكان (سرعة التّدخل).

 يهدف التدريب الرياضي حسب أمر الله أحمد البساطي (1998) ص.18إلى تحقيق مستوى عال من الإنجاز في النّشاط الرّياضي التّخصصي، ويتم ذلك برفع مستوى الحالة التّدريبية أو الرّياضية للرّياضي، التي تدلّ على مدى استعداد وكفاءة عمل أجهزة الجسم في التّدريب والمنافسات، والّتي تتحدد عبر مختلف المراحل الرياضية المختلفة، وحسب Hameg.M (2011) p79.82المرحلة التحضيرية العامة هذه المرحلة تبدأ في كل موسم رياضي هدفها بناء الأسس الوظيفية اللازمة لتنفيذ حجم كبير من العمل المحدد( ذهني، تقني، تكتيكي)، والذي يساهم في بناء الاستقرار للشكل الرّياضي وضمان التغييرات الإيجابية لجميع الأنظمة الوظيفية للجسم، والهدف الرّئيسي لهذه المرحلة هو رفع مستوى اللياقة العامة للرياضي، أمّا المرحلة التّحضيرية الخاصة فهي مرحلة تطوير الشّكل الرياضي لتحقيق التحضير الكافي، يجب أن يكون التأثير على الجسم كبيرا من خلال تحسين الصفات الشاملة( السرعة، المداومة، قوة السرعة) مع مراعاة التحسين المهاري في الوقت نفسه، المرحلة التنافسية تبدأ هذه المرحلة من أول منافسة رسمية إلى آخر منافسة، ويجب مراعاة فيها ما يأتي: الحصول على المستوى اللازم للشّكل الرّياضي والحفاظ عليه، تحسين كفاءة الإجراءات التّقنية التّكتيكية وزيادة إعداد اللّعب، حيث إنّ الإعداد البدني في هذه المرحلة موجّه إلى تحسين الصفات الحركية الخاصة( مداومة سرعة، قوة سرعة).

تعدّ المرحلة العمرية من 8الى12سنة من أهم مراحل تكوين شخصية ودافعية الفرد، وهي أحسن مرحلة للتّعلم الحركي وتطوير الصّفات البدنية وتنميتها ، لأنّ الأطفال في هذه المرحلة في طريق النضج النفسي الحركي، كما يكتشف أنه قادر على أعمال حركية والتي يمكن أن نعدّها قاعدة للعمل في عملية التّدريب الطويل المدى، ففي هذا السّن تخلق قاعدة مؤكدة ومضمونة للتطور البدني، تتميز هذه المرحلة: ببطء معدّل النّمو بالنّسبة لسرعته في المرحلة السّابقة والمرحلة اللاحقة، زيادة التّمايز بشكل واضح، تعلم المهارات اللازمة لشؤون الحياة  وتعلم المعايير الخلقية  والقيم  وتكوين الاتجاهات

والاستعداد لتحمل المسؤولية وضبط الانفعالات، جعل هذه المرحلة الأنسب لعملية التطبع الاجتماعي، إذن تعدّ من أهم المراحل التي يجب على الإنسان خاصة المدربين الرياضيين استغلالها واستثمارها حتى يستطيع أن يبني قاعدة رياضية طويلة المدى، فهذا العمر هو أفضل عمر زمني لتطوير القابلية الحركية المتنوعة فهي تتطلب تطوير الصفات البدنية خاصة صفة السرعة وتعلم الحركات السهلة والصّعبة من خلال التّمرينات المطبقة، ومن هذا المنطلق توصلنا إلى طرح التساؤل الآتي:

    هل ديناميكية تطور صفة السّرعة لدى الرياضيين الناشئين تختلف عبر المراحل التحضيرية المرحلة التحضيرية العامة، الخاصة، مرحلة المنافسة تبعا لمتغير السن؟

أهداف البحث

الهدف من هذا البحث العلمي هو فهم وتوضيح السّرعة، بفضل دراسة مستعرضة، ديناميكية تطور صفة السّرعة لدى الرياضيين الناشئين عبر مختلف المراحل تبعا لمتغير السن في ألعاب القوى، مستخدما اختبار قياس السرعة، وملاحظة الاختلاف في تطور هذه الصفة بين المجموعتين العمريتين في المراحل المختلفة، وكذا إبراز خصائص المرحلة العمرية 8-12سنة للاعبي ألعاب القوى.  -إبراز دور وأهمية صفة السّرعة لهذه المرحلة العمرية ومدى استعدادها للوصول إلى المستويات العالية وتحديد السن المناسب للوصول إلى السرعة القصوى- إبراز مدى أهمية تنمية صفة السرعة لهذه الفئة.

 تحديد المصطلحات

الناشئون: هم الصغار من الجنسين، البنين والبنات الّذين تتراوح أعمارهم ما بين 5و13سنة، وتندرج هذه السنوات تحت كل من مراحل الطفولة المتوسطة (8-10سنوات) ومرحلة الطفولة المتأخرة (11-12سنة) وبداية مرحلة المراهقة الأولى.

حسب أسامة كامل راتب (1999) ص94تعرف بالطفولة المتأخرة، أو مرحلة ما قبل المراهقة، وتعدّ هذه المرحلة مرحلة تمهيد للبلوغ والدخول في سن المراهقة لذلك تتميز ببطء في معدل وفي نسبة النّمو في عدة جوانب، وتتصف بالاستقرار النسبي والقدرة على تحمل المسؤولية والتعامل ومواجهة المواقف الجديدة، وتتميز بالنمو البطيء المستقر، غير أنّ الطفل مع ذلك يكتسب فيها المهارات والخبرات اللازمة لتوافقه وللتكيف مع شؤون الحياة الاجتماعية.

ديناميكية:معناه الحركة والنّشاط، والفعالية حسب قاموس المعجم الوسيط (2010) اسم مؤنث منسوب إلى ديناميكا، حركة ديناميكية فعال، نشيط، مليء بالقوة والحيوية، والديناميك: علم يبحث في الحركة بمعناها العام.

مراحل التدريب:ينقسم الموسم الرياضي إلى ثلاث مراحل:

مرحلة التحضير العام: تهدف إلى رفع مستوى اللياقة البدنية العامة للرياضي،هي الأساس في بناء الفرد الرياضي إذ يتم فيها خلق أسس بناء الفورمة الرياضية وأيضاً تحسينها والحفاظ عليها، وبناء على ذلك تكون نتائج هذه المرحلة هو الاستعداد المثالي لأداء المنافسات. 

مرحلة التحضير الخاص: ويحتل الجزء الأكبر ويقل بالتالي حجم الإعداد البدني العام.وتهدف إلى تحسين الصّفات الشّاملة الخاصة بنوع الرّياضة الممارسة.

مرحلة المنافسة: يعدّ الاشتراك في المنافسات بنجاح هو الجوهر أو الهدف من عملية التدريب الرياضي، فالهدف من هذه العملية هو الوصول بالرّياضي إلى أعلى مستوى ممكن أثناء مرحلة المنافسات تهدف إلى المحافظة على المستوى العالي للأداء الرياضي والصفات الحركية الخاصّة (قوة، سرعة، تحمل سرعة، القوة الانفجارية).

السرعة:السرعة من العناصر البدنية لأغلب الألعاب والفعاليات الرياضية وهي إحدى عناصر اللياقة البدنية المهمة والضرورية لجميع أشكال الرياضات المختلفة، وقد عرفها الكثير من العلماء والباحثين بتعاريف مختلفة، ويعرفها مفتي إبراهيم حماد (2001) ص.203    بأنها المقدرة على أداء حركات معينة في أقل زمن ممكن، وهي أيضا سرعة الاستجابة العضلية ما بين الانقباض والانبساط، حيث تعدّ مكوّنا هاما للعديد من جوانب الأداء البدني في الرياضات المختلفة، وهي أحد عوامل نجاح العديد من المهارات الحركية، وهناك عدة أنواع من السرعة: سرعة رد الفعل، سرعة الاستجابة، سرعة زمن الرجوع، سرعة الحركة الوحيدة، سرعة الحركة المركبة، سرعة تكرار الحركات المتشابهة.

إجراءات البحث

المنهج المتبع: استخدمنا المنهج الوصفي لملائمته لموضوع الدراسة.

مجتمع البحث: يتمثل مجتمع البحث في الفرق الرياضية لألعاب القوى التي تنشط على المستوى الأول لولاية تيزي وزو (دائرة عزازقة) التي تتراوح أعمارهم ما بين 8إلى 12سنة.

عينة البحث:تتمثل في الفريق الرياضي للناشئين المسمى شبيبة الرياضة عزازقة (JSA) الذي ينشط على المستوى الوطني والذي احتل مراتب عديدة في عدة منافسات، حيث جاء في المرتبة الثانية في اليوم الأول للمنافسة Crossفي دورية ألعاب القوى لتيزي وزو التي أجريت في دائرة فريحة بتاريخ 01نوفمبر 2017، ولقد حافظ على المرتبة الثانية أيضا في اليوم الثاني للمنافسة Crossوالتي كانت بتاريخ 09ديسمبر 2017بدائرة فريحة، وقد اختيرت العينة بطريقة متعمدة، تتكون من 32ناشئا رياضيا ذكورا مقسمين إلى مجموعتين، المجموعة الأولى تتراوح مابين8الى10سنوات، والمجموعة الثانية تتراوح ما بين 10إلى 12سنة. 

مجالات البحث

المجال المكاني: تم إجراء الاختبار في ملعب ثيرساثين الخاص بالفريق بدائرة عزازقة ولاية تيزي وزو.

المجال الزماني:تم تطبيق هذا الاختبار خلال الموسم الرياضي 2016/2017. خلال ثلاث مراحل. المرحلة التحضيرية العامة، المرحلة الخاصة، المرحلة التنافسية.

جدول يوضح اختبار السرعة خلال مراحل التدريب

الباحث بعد اجراء الاختبار وتدوينها في الجدول

الطرق والوسائل المستعملة

الخطوات المتبعة في الدراسة التجريبية كما هي موضحة في الجدول أعلاه نفسها في كل مراحل التدريب سواء المرحلة التحضيرية العامة أو الخاصة أو المرحلة التنافسية، في إجراء اختبار السرعة للناشئين وكانت كما يأتي:

اعتمدنا على اختبار السرعة 30مترا حسب علي فهمي البيك (2009) ص.108وذلك لغرض قياس السرعة الانتقالية والسرعة القصوى للرياضي، حيث يكون المختبر خلف خط البداية متخذا وضعية الاستعداد وعندما تعطى له إشارة البدء ينطلق بأقصى سرعة ليقطع المسافة إلى خط النهاية، ولضمان عامل المنافسة يجب ألا يقل عدد المختبرين عن ثلاثة في وقت واحد، يسمح للمختبر بمحاولتين وتحتسب أفضل محاولة، كما استعنا بمدربين للمساعدة، ومن الوسائل المستخدمة، مضمار طوله 50مترا، ميقات، صفارة، كتاب لتسجيل النتائج، قلم.

الإجراءات الإحصائية

بعد تبويب البيانات في جداول قمنا باستخدام البرامج العلمية للعلوم الاجتماعية (SPSS)بتحليل البيانات وتفسير نتائجها انطلاقا من القوانين الإحصائية، المتوسط الحسابي قيمة تتجمع حولها قيم المجموعة لكي نستطيع الحكم على بقية قيم المجموعة، أما الانحراف

المعياري لقياس مدى التبعثر الإحصائي، ويدل على مدى امتداد مجالات القيم ضمن مجموعة البيانات الإحصائية،اختبار التجانس ليفين (F.ficher) يستخدم هذا النوع من الاختبارات عند مقارنة النماذج الإحصائية التي تم تعديلها مع مجموعة من البيانات لتحديد النموذج الذي يناسب المجموعة التي تم أخذ العينات منها، واختبار

(T test) لتحديد ما إذا كانت مجموعتان من البيانات تختلفان بشكل كبير عن بعضها البعض.

عرض وتحليل ومناقشة النتائج

نصت الفرضية الأولى لهاته الدراسة على: "توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين أفراد عينة الدراسة في اختبار السرعة باختلاف مراحل تطبيقه تبعا لمتغير الفئة العمرية"، وبعد المعالجة الإحصائية تم التوصل إلى النتائج الآتية:

نتائج التحليل الاحصائي باستعمال spss

من خلال الجدول رقم (1) أعلاه نلاحظ أنّ قيم اختبار التجانس ليفين (F) والتي بلغت بالنسبة لاختبار السرعة في المرحلة الأولى (3.24) وبالنسبة للمرحلة الثانية (0) وبالنسبة للمرحلة الثالثة (0.04) وهي قيم غير دالة إحصائيا عند مستوى الدلالة ألفا (0.05)، وهذا يستوجب استخدام اختبار الدلالة الإحصائية (T) بالنسبة لعينتين مستقلتين متجانستين.

وبالنظر إلى المتوسطات الحسابية بالنسبة لأفراد عينة الدراسة في اختبار السرعة والتي بلغت عند الذين تراوحت فئتهم العمرية بين "8و10سنوات" (5.51) وعند الذين تراوحت فئتهم العمرية بين "10و12سنة" (4.43) في المرحلة الأولى أما في المرحلة الثانية فقد بلغت عند الذين تراوحت فئتهم العمرية بين "8و10سنوات" (5.30) وعند الذين تراوحت فئتهم العمرية بين "10و12سنة" (5.04) في حين بلغت في المرحلة الثالثة عند الذين تراوحت فئتهم العمرية بين "8و10سنوات" (5.89) وعند الذين تراوحت فئتهم العمرية بين "10و12سنة" (5.95) ومنه يمكن القول بأنّ هناك فروقا نسبية بين الفئتين في مختلف المراحل، غير أنّ قيمة اختبار الفروق (Ttest) والتي بلغت بالنسبة في اختبار السرعة في المرحلة الأولى (0.48) وبالنسبة للمرحلة الثانية (1.77) وبالنسبة للمرحلة الثالثة (0.34-) نلاحظ أنه جاء تغير دالة إحصائيا عند مستوى الدلالة ألفا (0.05=α)، وبالتالي تم قبول الفرضية الصفرية التي تنفي وجود الفروق، ومنه تم رفض فرضية البحث الأولى القائلة ب "توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين أفراد عينة الدراسة في اختبار السرعة باختلاف مراحل تطبيقه تبعا لمتغير الفئة العمرية"، حيث يشير قاسم حسن حسين (1998) ص.56-133، إلى المرحلة العمرية ما بين 7إلى 12سنة حيث تزداد قابلية سرعة التعلم الحركي وتطور فن الأداء الحركي الرياضي النوعي في هذه المرحلة، ويحصل تطور لقابلية السرعة حتى سن 9سنوات ويتوقف في عمر 10سنوات ويقل بالتدريج، وعلى الرغم من النمو الكبير إلا أن تطور ردّ الفعل وتنمية سرعته لا تحصل قبل بلوغ السن العاشرة، أما البحوث والدراسات التي أجريت في ميدان ظهور ديناميكية تغيير السرعة القصوى فقد أظهرت أنّ تصاعد تحسين السرعة القصوى يظهر في عمر 16سنة، إنّ ديناميكية السرعة تتغير من سنة إلى أخرى حيث يصل تطوير السرعة القصوى في عمر 13سنة، فقد ثبت أنّ تطور السرعة يتمّ مع زيادة العمر لدى الذكور من 12إلى 18سنة، ومن هنا نلاحظ  وجود اختلاف نسبي في تطور السرعة في الفئة العمرية من 8إلى 12سنة، أما الفئة العمرية من 12إلى 18سنة فنلاحظ اختلافا واضحا في تطور صفة السرعة من سنة إلى أخرى، كما نستنتج أيضا في دراسة Szczesny(1983) p.44في بحثه بعنوان ديناميكية تطور القدرات الحركية لتلاميذ المرحلة الثانوية من 11إلى 18سنةوالتي تهدف إلى تحديد مراحل زيادة وانخفاض تطور الصفات الحركية المدروسة تبعا للفئة العمرية، وارتباط هذه الصفات وعلاقتها بالوزن والقامة للجسم، حيث توصل إلى أنه من السهل أن نلاحظ أكبر زيادة في أداء سباق السرعة يكون من 13إلى 15سنة ومن16إلى 17سنة، إن إمكانيات الأفراد في صفة السرعة ليست نفسها عند الجميع في المرحلة العمرية السابقة فهي تختلف من سنة إلى أخرى مع زيادة الحجم والوزن وطول القامة للجسم، على عكس الفئة العمرية من 8إلى 12سنة التي يكون فيها الاختلاف نسبيا، ومن هنا نجد أنّ تطور السرعة تبلغ ذروتها في سن 13سنة فما فوق. حيث يرى أسامة كامل راتب(1999) ص.321-312على ضوء الاستعراض النظري ونتائج الدراسات والبحوث عن تطور السرعة أنه يمكن تتبع تطور السرعة الانتقالية من خلال المقارنة بين الأعمار المختلفة في زمن الجري لمسافات قصيرة محددة أو مسافة الجري لفترات زمنية قصيرة، توجد علاقة خطية بين زيادة العمر للأطفال (بنين وبنات) وتحسن سرعة الجري عمر7الى12سنة، تفوق البنين على البنات في جميع الأعمار في سرعة الجري ويكون واضحا في عمر12الى17سنة، ويحقق البنين معدل تطور السرعة خلال الفترة 7الى17سنة حوالي 50%، كما يظهر تفوق البنين على البنات أكثر وضوحا في عمر 12إلى 17سنة، وهذا ما يدل على أنّ الفروق في السرعة تظهر في سن 13سنه فما فوق، لقد توصل اسبنشاد عام (1960) من خلال دراسته المسحية لتطور سرعة الجري للأطفال إلى أنّ سرعة الجري تكون في المتوسط 4ياردة في الثانية في عمر 4سنوات وتتحسن مع زيادة العمر حيث تبلغ في المتوسط 6ياردة في الثانية في عمر 12سنة، ويستمر التحسن حتى عمر17سنة، ومنه نلاحظ أنّ الاختلاف في تطور السرعة في المرحلة العمرية 8إلى 12سنة يكون أقل وضوحا، في حين نجده أكثر وضوحا في المرحلة العمرية 12إلى 18سنة ويظهر الاختلاف من سنة إلى أخرى، حيث أنّ النمو بطيء مستقر وخاصة من بداية سن 8إلى نهاية سن 12، بطء زمن رد الفعل وهناك صعوبة في كل من التوافق بين العين واليد وبين العين والقدم خلال هذه الفترة من العمر بينما تشهد نهايتها تحسنا عاما.  تعتبر هذه الفترة انتقالية من مرحلة صقل القدرات الحركية الأساسية إلى مرحلة تأسيس فترة المهارات الحركية الانتقالية التمهيدية للألعاب والمهارات الرياضية. حسب J. Weineck(1983) p346-348 هي المرحلة المناسبة للتعلم الحركي فالحركات الجديدة تكون نسبية لكن التعلم مستمر كما تتأثر بالمؤثرات الخارجية، ونلاحظ أيضا خلال هذه المرحلة العمرية النضج التشريحي والوظيفي للقشرة الدماغية مما ينتج عنه تحسن كبير في سرعة التفاعل، سرعة رد الفعل وسرعة الجري، كما ينصح بالاهتمام بهذه الفئة العمرية لتطوير السرعة مستقبلا، ومنه نلاحظ عدم وجود اختلاف في تنمية السرعة مابين8إلى 12سنة، حسب ما أظهرته الدراسات التي أجراها ليمان(1993) أنّ هناك ارتفاعا كبيرا في تحسن السرعة ما بين 6و9سنوات، ولم يلاحظ تحسن كبير بين 10و12سنة، ويبدو أنّ هذا يعني فقط  في هذه الفئة العمرية يمكننا العمل فقط بشكل نسبي على العوامل الأولية للسرعة، وعليه فإنّ تطوير السرعة القصوى يجب أن تدعم، ومنه إن تطور السرعة والحركات الرياضية في سن 9الى13سنة يكون نسبيا. حيث تبلغ ذروتها في سن13الى15سنة. ويضيف قاسم حسن حسين(1998) ص.52-53حول مراحل ظهور السرعة حيث تم دراسة المتغيرات التي تحصل حسب العمر وأثر التردد الحركي الأقصى حيث ظهر زيادة التردد الحركي في عمر 7سنوات، فوصل إلى أكثر من 1.5مرة في عمر 16سنة مقارنة بعمر الطفولة، بيد أن زيادة السرعة ليست منتظمة، بل تزداد في عمر 7إلى 9سنوات حتى يصل معدل التردد الحركي السنوي بين 0.3و0.6مرة في الثانية، ثم يبطئ هذا التطور في 10إلى 11سنة، حيث يصل التحسن السنوي لتردد الحركات بين 0.1و0.2في الثانية، فضلا عن ذلك يصل التحسن في عمر 12إلى 13سنة بين 0.3و0.4حركة في الثانية، وفي عمر 14إلى 16سنة يتم توافق واضح في سرعة التردد الحركي، ومنه نستنج أنه لا توجد اختلافات كثيرة في تطور السرعة في الفئة العمرية ما بين 8إلى 12سنة في مرحلة المنافسة.