التخطيط الحضري آلية لإبراز جمالية المدينة الجزائرية-وسط مدينة سطيف أنموذجا-Urban planning a mechanism to display the beauty of the Algerian city-Setif down town as case study-
Plan du site au format XML


Archive: revues des lettres et sciences sociales


N°01 Avril 2004


N°02 Mai 2005


N°03 Novembre 2005


N°04 Juin 2006


N°05 Juin 2007


N°06 Janvier 2008


N°07 Juin 2008


N°08 Mai 2009


N°09 Octobre 2009


N°10 Décembre 2009


N°11 Juin 2010


N°12 Juillet 2010


N°13 Janvier 2011


N°14 Juin 2011


N°15 Juillet 2012


N°16 Décembre 2012


N°17 Septembre 2013


Revue des Lettres et Sciences Sociales


N°18 Juin 2014


N°19 Décembre 2014


N°20 Juin 2015


N°21 Décembre 2015


N°22 Juin 2016


N° 23 Décembre 2016


N° 24 Juin 2017


N° 25 Décembre 2017


N°26 Vol 15- 2018


N°27 Vol 15- 2018


N°28 Vol 15- 2018


N°01 Vol 16- 2019


N°02 Vol 16- 2019


N°03 Vol 16- 2019


N°04 Vol 16- 2019


N°01 VOL 17-2020


N:02 vol 17-2020


N:03 vol 17-2020


N°01 vol 18-2021


N°02 vol 18-2021


N°01 vol 19-2022


N°02 vol 19-2022


N°01 vol 20-2023


N°02 vol 20-2023


N°01 vol 21-2024


A propos

avancée

Archive PDF

N:02 vol 17-2020

التخطيط الحضري آلية لإبراز جمالية المدينة الجزائرية-وسط مدينة سطيف أنموذجا-

Urban planning a mechanism to display the beauty of the Algerian city-Setif down town as case study-
ص ص 30-53
تاريخ الإرسال: 2019-11-01 تاريخ القبول: 2020-06-21

خالد بن مهني / عبد الرزاق أمقران
  • resume:Ar
  • resume
  • Abstract
  • Auteurs
  • TEXTE INTEGRAL
  • Bibliographie

هدفت الدراسة إلى معرفة مساهمة التخطيط الحضري في إبراز جمالية الشارع الرئيسي بوسط مدينة سطيف، بالنظر للعناصر الجمالية المشكلة لهذا الفضاء الحضري، وتتمحور الإشكالية حول أهم الموجودات والعناصر المخططة التي تساهم في إضفاء القيم الجمالية المرجوة، إضافة إلى سلوك الأفراد والجماعات داخل الشارع الرئيسي. وتأسيسا على ما سبق اعتمدنا على سؤال بحثي موجه للدراسة باعتبارها استكشافية استطلاعية. كما استعنا بمنهج دراسة حالة الشارع الرئيسي بوسط المدينة هذا الأخير الذي يعدّعينة الدراسة النموذجية بكل مقوماته المادية وغير المادية. كما استخدمنا تقنية الملاحظة القصدية والمقابلة والاستمارةمن أجل البحث في هذا الموضوع المهم جدا في حياة المدينة الجزائرية، وتوصلنا إلى وجود علاقة قوية بين التخطيط الحضري الناجح وجمالية الشارع الرئيسي بوسط مدينة سطيف، من خلال إبراز أهم العناصر الجمالية المكونة للشارع ومساهمته في تنظيم السلوكيات الفردية والجماعية لمستخدمي الشارع.

الكلمات المفاتيح:

التخطيط الحضري، الجمالية، المدينة، وسط المدينة، التصميم الحضري، القيم الجمالية

Cette étude vise à explorer le rôle de la planification urbaine dans la mise en valeur de l'esthétique de la rue principale du centre-ville de Sétif et ce, en fonction des éléments esthétiques formant cet espace urbain.Notre problématiquese base sur les atouts nécessaires et les éléments planifiés qui contribuent aux valeurs esthétiques souhaitées, ainsi que sur les comportements des individus et des groupes sociaux au sein du centre-ville. En nous référant à ces données, nous avons opté pour une  question de recherche orientée vers  une étude de nature exploratoire. Nous avons également adopté une approche de type étude de cas de la rue principale au centre-ville en considérant ce dernier comme un échantillon d’étude avec toutes ses composantes matérielles et non matérielles. En ce sens, nous avons utilisé la méthode d’observation intentionnelle, l’entretien et le questionnaire, afin de mettre l’accent sur ce sujet qui suscite un grand intérêt dans la vie de la ville algérienne.Au terme de  cette étude, nous sommes parvenu à établir un lien étroit entre le succès de l'urbanisme et l'esthétique de la rue principale du centre-ville de Sétif, tout en mettant en évidence l’apport des éléments les plus importants de celle-ci ayant contribué à organiser les comportements individuels et collectifs des usagers de la rue.

Mots-clés:Planification urbaine, esthétique, ville, centre-ville, conception urbaine,valeurs esthétiques

This study aims to identify the role of the urban planning in displaying the aesthetics of the main street downtown Setif, taking into consideration the aesthetic elements which shape this urban space. It revolves around the most important planned elements that contribute to the desired aesthetic values, in addition to individuals and groups’ behavior within the main street. In this respect, we relied on research directed question for study, as considering an exploratory study. Besides, we relied on studying the case of the main street downtown as an approach, which is regarded as a typical study sample including all its material and non-material elements. This research also uses the technique of intentional observation, the interview and the questionnaire, in order to raise this important question in the life of the Algerian city. Our study reached a strong relationship between the successful urban planning and the aesthetic of the main street down town Setif through demonstrating the most important elements of the street's aesthetic, and its contribution in regulating the individual and collective behaviors.

Keywords:Urban planning, aesthetic, city, city center, urban design, aesthetic values

Quelques mots à propos de :  خالد بن مهني

[1]، جامعة محمد لمين دباغين سطيف2khaledsocio@hotmail.fr
[1] المؤلف المراسل

Quelques mots à propos de :  عبد الرزاق أمقران

 - جامعة محمد لمين دباغين سطيف2amokrane60@hotmail.fr

مقدمة

قبل أكثر من عشرة سنوات، تدخل عالم الاجتماع الجزائري رشيد سيدي بومدين rachidsidi boumedieneعبرأثير -إذاعة سطيف الجهوية-، مخاطبا طلبة الهندسة المعمارية: ''أن يقوموا ببناء مدن وظيفية، لأننا في حاجة لمدن تلبي احتياجات الأفراد، ولا نبحث عن مدن جميلة"، حسب رأيه، ومن خلال هذه المداخلة تبلورت لدينا فكرة البحث في مفهوم جمالية المدينة وعلاقتها بالتخطيط الحضري.

والتحول الذي حدث في السنوات الأخيرة، ونتيجة لبزوغ مفاهيم أنسنة المدينة، تبين أن الأبعاد الجمالية الحقيقية في المدينة هي التي تؤدي إلى تحسين نوعية وجودة الحياة بها، هذه الأبعاد التي تجعل المدينة مشجعة على الحياة والسكن والعمل والإنتاج، بل والإبداع والابتكار، كما أن هذه الأبعاد تقدم سياقا يحفز ثقافة التخيل والإلهام وتساعد الفئات المجتمعية المختلفة في تحفيز فكرهم الإبداعي وقدراتهم التجديدية. لقد تحولت المدينة في منظور تجميلها من نطاق لزرع الأشجار بغرض مجرد التجميل إلى مجموعة من الفراغات الإنسانية الخضراء المفعمة بالحياة التي تساعد طبقات وقطاعات مختلفة من مجتمع المدينة على التواصل والتفاعل ونقل الخبرات والتجارب الإنسانية.

لقد أصبحت شوارع المدينة على سبيل المثال جميلة ليس فقط لأنها مظللة بالأشجار ومزينة بالورود ولكن لأنها تحولت إلى شرايين لحركة المشاة، وملتقى للمجتمع وامتدادات للمطاعم والمقاهي...، التي تحقق لأفراد المجتمع فرصة التمتع بمدينتهم وأن يروا من حولهم وأن يراهم الآخرون.

إن طموحنا في مدينة جزائرية جميلة يجب أن يتجاوز المفهوم السطحي لمفاهيم التهيئة الحضرية والتحسين الحضري...، وأن ننتقل كما يرى معاوية سعيدوني  maaouia saidouniمن "مدينة المُخَطَط إلى المدينة المشروع"1، ويجب أن ننطلق إلى حقبة المدينة الجميلة التي تخاطب الإنسان، وتقدم له تجربة حياة ممتعة ومثيرة ومحفزة، ترسخ في ذكرياته وتخاطب عقله ومشاعره وحواسه، بمعنى آخر، أن المدينة الجميلة هي التي تحتفي بجمال العلاقة بالإنسان والمكان، وتسعى لمحاولة الاقتراب من عناصر الجمال المتناسق، ولذلك ينتمي إليها سكانها عظيم الانتماء، ويتحملون مسؤولية جماعية في الحفاظ عليها وصيانتها وتطويرها.

التخطيط الحضري في مجمله يهدف إلى تحسين صورة المدينة والارتقاء بها، وذلك بتغيير بنية المدينة نحو الأحسن، وتأهيلها وتطويرها وتوسيع حجمها وكل ذلك يهدف إلى توفير مستوى عال من الرفاهية والرقي للأفراد، فهو يعبر في الأساس عنمجموعة من الأعمال المدروسة والمخططة بدقة والتي تهدف إلى توفير نظام محكم يمكن من خلاله التخطيط لتوفير سكنات وأحياء ومشاريع عمرانية بطريقة منظمة لخلق فضاء حضري يتسم بالجودة ويوفر حياة مريحة للسكان. والجزائر كغيرها من بلدان العالم تعي أهمية التخطيط الحضري ودوره في النهوض بالمدينة وذلك من خلال كل الجهود والمخططات المنتهجة لتطوير المدينة الجزائرية منذ الاستقلالإلى يومنا هذا.

إن الاهتمام بجماليات المدينة بكل مكوناتها هوضرورةحياتية لكافة ساكنيها وزوارها فالإحساس بالجمال ضرورة لصحة الإنسان النفسية، ووسط المدينة هوأكثرالرموز تأثيرا ورسوخا في ذاكرة الإنسان والأكثر أهمية في استرجاع ذكرياته وملامسة حواسه، بل هي حافظة الذكريات ومفتاح استرجاعها، كما ذكر ذلك كيفن لينشkevin lynchفي كتابه -الصورة الذهنية للمدينة- ضمن العناصر الخمسة التي تشكل الخريطة الذهنية للمدينة وهو عنصر- المعالم-، ويعدّالشارع الرئيسي بوسط مدينة سطيف بمكوناته من أهم المعالم بالمدينة، كما تنبع أهمية الدراسة من أهمية هذا الشارع، وأهمية الموضوع المرتبط به وأهمية الأهداف والنتائج المرجوة منها، حيث أن هدف الدراسة هو جمالية الشارع الرئيسي بوسط المدينة والذي يمثل أكثر معلم بارز في المدينة لما يمثله لسكانها وزوارها.

كما تقدمالدراسة تقييما شاملا للنواحي الجمالية بالشارع الرئيسي وتؤكدعلى أهمية التكامل بين العلوم والفن والحاجات الإنسانية لضمان رفع مستوى الجاذبية والحيوية بالشارع الرئيسي والمدينة ككل، والابتعاد عن المحاولات غير الواعية في تخطيط الفضاءات. وعدم توفر دراسات سابقة تعنى بموضوع التخطيط الحضري والجمالية الحضرية للمدينة الجزائرية، ومدينة سطيف خاصة يعطيهاهذا خصوصية بحثية للدراسة الحالية باعتبارها استطلاعية استكشافية.

وتأسيسا على الموروث الثقافي والتاريخي والحضاري الذييتمتع به الشارع الرئيسي لوسط مدينة سطيف، والذي يجمع بين كل المقومات الجمالية من مختلف النواحي فإننا نستهدفإيجاد التفسيرات والموجهات لممارسة التخطيط الحضري فيما يخص العناصر الجمالية ومحاولة معرفة العوامل المؤثرة في تكوين المشهد الجمالي للشارع وتحديدوإبراز العناصر الجمالية الموجودة، كما نعمل على إبراز أهميتها ونهدف إلى المحافظة علىهذه العناصر الجماليةوتوثيقها.

هيكلة الدراسة: تم الاعتماد على ثلاثة محاور:

المحور الأول: المشكلة البحثية والإطار المفاهيمي

1- المشكلة البحثية: برزت الحاجة لدراسة الشارع الرئيسي بوسط مدينة سطيف للوقوف على مكامن القوة والضعف في المشهد الجمالي بالشارع وقدرة الأجهزة المسؤولة عن التخطيط الحضريفي ضبطالتطوراتالتي مست الشارع، من خلال الأدوات والأليات والعمليات التخطيطية لتحقيق ذلك، حتى لا ننتج عناصر صماء ينعدم فيها الذوق الجمالي الرفيع. وانطلاقا من هذا الطرح يمكن أن نقدم التساؤل الموجهللدراسة التالي: كيف يساهم التخطيط الحضري في إبراز العناصر الجمالية بالشارع الرئيسي لوسط مدينة سطيف من خلال آلياته وأدواته؟

2- المفاهيم المحورية

2-1-التخطيط الحضري: هو: ''التطبيق الفعلي لرؤية معينة من أجل بلوغ أهداف محددة مسبقا،ترتبط بنمو وتنمية المناطق الحضرية''.2

2-1-1-التعريف الاجرائي للتخطيط الحضري: هو عبارة عن عمليات منظمة من الإجراءات والتقنيات المباشرة التي تمس الشارع الرئيسي بوسط مدينة سطيف، من أجل تطوير وتغيير وتحسين الوضع القائم للشارع والمحافظة على أهم مكوناته وعناصر التشكيل الموجودة، على غرار أهم المعالم (المسجد العتيق، عين الفوارة، واجهات البنايات العتيقة...) مع إبراز هذه العناصر من خلال توجيه التدخلات العمرانية في هذا الإطار، وهذا مع مراعاة البيئة الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية التي تميز الشارع الرئيسي بوسط مدينة سطيف.

2-2- الجمالية:تم طرح بديل عن اللفظتين "علم الجمال" و"الاستطيقا" تتمثل في "الجمالية"، هذا المصطلح الذي كان في القواميس اللغوية والشروحات مرادفا لكل من علم الجمال والاستطيقا، لتصبح الجمالية هي المعبر عما يسمى "فلسفة الجمال" فمصطلح الجمالية يبدو أكثر ارتباطا بميدان الجمال، لأنها بهذا المعنى الواسع كانت موجودة خلال تاريخ الحضارة. لكن كلمة الجمالية قد ظهرت كمصطلح بعينه أول مرة في القرن 19وتشير إلى شيء جديد ليس محض محبة للجمال بل قناعة جديدة بأهمية الجمال، وغدت تمثل أفكارا بعينها عن الحياة والفن، أفكارا اتخذت نمطا متميزا وقدمت تحديا جديدا وجديا بوجه أفكار أكثر محافظة وتقليد.3

2-2-1- التعريف الإجرائي للجمالية: هي مجموعة من العناصر ذات قيم جمالية تستلهمها من الرمزية التاريخية أو الرمزية المجتمعية وكذلك أشكالها وألوانها وتنسيقها وتوظيفها ضمن نطاق الشارع الرئيسي بوسط مدينة سطيف. تساعد في ارتباط وانتماء الأفراد والجماعات بالمكان كما تساعد في ترويج وتسويق صورة المدينة وتوظفهاكعناصر جذب للزوار والسياح ما يرفع من مردودية النطاق وتساهم في تشكيل المشهد الجمالي العام لمدينة سطيف على غرار المعالم التاريخية.

2-3- المدينة: هي"ليست مجرد تجمعات من الناس مع ما يجعل حياتهم فيها أمرا ممكنا، مثل الشوارع والمباني ووسائل المواصلات...، كما أنها ليست مجرد مجموعة من النظم والإدارات، مثل: المحاكم والمستشفيات والمدارس ومراكز الشرطة...إن المدينة فوق هذا كله اتجاه عقلي، مجموعة من العادات والتقاليد إلى جانب تلك الاتجاهات المنظمة والعواطف المتأصلة في هذه العادات، إن المدينة بمعنى آخر ليست مجرد ميكانيزم فيزيائي أو بناء صنعه الإنسان، ذلك لأنها متضمنة في العمليات الحيوية التي تنظم الناس الذين يكونونها، إنها نتاج الطبيعة وذات طبيعة إنسانية على وجه الخصوص.''4

2-3-1- التعريف الإجرائي للمدينة:هي حالة نفسو-اجتماعيةمعقدة، وهي الحيز المكاني الوظيفي والجمالي، والبيئة الاجتماعية المثلى لحياة الفرد المتحضر، تتميز بتحولات سريعة في الزمان والمكان، تتطلب ديناميكية للأفراد والجماعات للتمكن من اللحاق بهذه التغيرات، كما تقدم المدينة العديد من الوظائف والخدمات لسكانها وزوارها، ويمكن أن يكون الجمال أهم وظيفة تقدمها المدينة للإنسان. لذلك فهي تحتاج إلى عمليات تخطيطية وتحديث لأهم عناصرها الجمالية لتشكيل مشهد جمالي مريح.

2-4- وسط المدينة:هو ''بؤرة الحياة الخاصة بها، حيث يمتلك هذا الموقع أهمية خاصة لدى المجتمعات فهو المركز الرئيسي من أجل التسلية، والثقافة، وإدارة الأعمال في المدينة، حيث يضم المحلات التجارية، البنوك، النوادي، الفنادق، المتاحف والمسارح، ويتميز وسط المدينة بأنه مركزي، حيث تلتقي به طرق المواصلات، ويأتي إليه عدد كبير من السكان كل يوم من أجل العمل أو الزيارة وهناك عدة أنواع من المراكز منها: الحكومي، المكتبي، المركز التجاري، الديني، الاجتماعي أو السياحي، وقد تكون بعض المراكز مختلطة حيث تتراوح نسبة الاختلاط على حسب الخلفية الاجتماعية، الاقتصادية، الحضارية والسياسية''.5

2-4-1- التعريف الاجرائي لوسط المدينة:هو الفضاء المحوري والمركزي داخل مدينة سطيف، دائما ما يكون الموجه والمحرك لتجارة المدينةوثقافتها وسياستها وصورتها، يكون أكثر حركية اجتماعية في أغلب الأوقات، وهذا يرجع أساسا للتجهيزات الاجتماعية المتواجدة به خاصة المعالم والعناصر الجمالية ومرافق الراحة التي تكسبه التفرد والتميز عن باقي نطاقات المدينة، كما يعدّنقطة التقاءوعبور للأفراد والجماعات.

3- المفاهيم الفرعية

3-1- التصميم الحضري: يعدّالتصميم المرحلة الثانية من التخطيط الحضري، كما يهتم بالتفاصيل الجزئية للمناطق ويعرف بأنه: ''التخطيط الذي يتم به إعداد مشروعات التخطيط التفصيلية للمناطق التي يتكون منها المخطط العام للمدينة كذلك فإنه يضع القواعد التي تشترطها المناطق والبرامج التنفيذية التي توجه عمليات التنمية في كل منطقة من المناطق التي يتكون منها التخطيط العام''.6

3-2-القيمة الجمالية: هي''القيمةالتي يمتلكها الشيء اعتمادا على ما يمتلكه من خصائص ذاتية وموضوعية (مادية وفكرية)، إذ لا يرتكز على المادة في حد ذاتها ولكن على الفكرة التي تشكلت في ضوئها المادة، ذلك أن الإحساس بالجمال لا يتحقق بالإدراك الحسي فقط بل بإدراك القيمة والدلالة الجمالية أيضا، وبذلك يمتلك الشيء جمالياته الشكلية الناتجة عن العلاقة بين مكونات الشكل والجماليات الرمزية التي تربط بين المكونات وبين فكرة أو معنى محددين.''7

المحور الثاني: العمليات الحضرية وجمالية المدينة الجزائرية

1- العمليات الحضرية

1-1- مفهوم التدخلات التقنيةالعمرانية: هي مجموعة العمليات العمرانيةالتي تكون على مستوى نسيجعمراني معین، أین نعید تشكیله، ترمیمه، هیكلته، تهیئته، أو تجدیدهكلیاأو جزء منه، حتى یتماشى مع متطلبات الحیاة الحدیثة والجدیدة للسكان، لكن في أي عملیة تدخل عمراني على مستوى أي نسیج عمراني یجب أن تسبقه دراسة تحليلية، وذلك لاستخراج مختلف الظواهر السلبية والإيجابيةمنذلكوتتمثل هذه العملیات فيما یلي:

1-2-التهيئة الحضريةAménagementurbaine: تشمل كل التدخلات المطبقة على المجال السوسيو-فیزیائي لأجل ضمان تنظیمهوسیرهالحسن وكذا تنمیته كإعادة الاعتبار، التجدید، إعادة الهیكلة والتوسیع الحضري، كما یحمل مفهوم التهیئة مدلولا كبیرا لفهم كل الأعمال الضروریة لسیاسة عمرانیة هدفها المحافظة على المدینة ككائن حي موحد یتعایش فیه الجدید والقدیم بصفة منسجمة وحركیة دائمة ترتقي بها إلى مستویات ذات نوعیة مقبولة. تعتمد التهیئة العمرانیة على البرمجة والتخطیط كعنصرین أساسیین هدفهما التوجیه ومراقبة التوسع الحضري.8

1-3- إعادة الإعتبار Réhabilitation urbaine: تعدّمجموعة من الأعمال التي تهدف إلى استعادة بنایة أو حي أو أي مقر للخصائص التي تجعله صالحا للسكن أوأداءوظیفة مافيظروف جیدة للعیش والإقامة والعمل، بأن تضمن إعادته إلى حالته الأولى مع الحفاظ على الخصائص المعماریة للبنایة، وفي هذا الاتجاهفإن إعادة الاعتبار عملیة واسعة تمس عدة جوانب أهمها: إعادة الهیكلة الداخلیة للمسكن، التطرق إلى تقسیم البنایة إلى شقق لأجل تكییفها مع متطلبات الحجم خاصة تصلیح الأسقف والتلبیس، معالجةوتجانسالواجهات.9

1-4- التجدید الحضري Rénovation urbaine:هومجموعة من الإجراءات المدعمة بقوانین إداریة وعقاریة ومالیة وتقنیة تهدف إلى تحسین وضعیة الأنسجة العمرانیة القدیمة مهما كانت مساحتها، أو منطقة تمیزت مبانیها بالخراب وتعني میدانیا إزالة البنایات القدیمة وتعویضها بأخرى جدیدة وفق الإجراءات الحدیثة للحفاظ على وظیفة هذا الحیز العمراني المتدهور، وتعرف هذه العملیة أیضا بأنها عملیة جمالیة تمس كل أو أغلبیة المباني لقطاع ما بسبب نوعیة المباني الردیئة أو عدم كفایة استغلال الأرض أوعدمالتأقلم مع حركة المرور.10

1-5-الترميمالحضري Restauration urbaine: هو مجموع الأعمال التي تهدف إلى تحسین نوعیة السكنات القدیمة وترقیتها في إطار السكن والتأثیث أو في إطار أعمال أخرى أشمل وأوسع والمقیاس المستعمل یشمل غالبا أهم التجهیزات التي تضمن راحة السكان، الحمام، المرحاض التدفئة المركزیة.11

1-6-التحسينالحضري Amélioration urbaine: یتمثل أساسا في إصلاح وترمیم عمارة،تجهیز طریق أو فضاء عمراني من أجل جعله في أفضل حالة فهو مجموع الأعمال التي تمس جوانب إطار الحیاة والرامیة إلى رفع مستوى حیاة السكان وذلك عن طریق تحقیق الأهداف التالیة:

- تحسین الإطار الفیزیائي للسكان.

-تشجیع الاتصالبین الأفراد وتقویة العلاقة بینهم.

-إثراء النوعیة الجمالیة للمحیط الذيیساهمفي تغییر السلوك النفسي والاجتماعي.12

1-7- سیاسة الارتقاء الحضري Politique de réaménagement urbain: هو تحسین الوضع القائم إلى وضع أفضل منه عن طریق تطویر البیئة الحضریة في جمیع جوانبها:

1-7-1- في المجال العمراني:بمعنى تحسین شبكة البنیة الأساسیة من طرق وشبكات میاه الصرف الصحي وكهرباء...الخ. وتحسین الفراغات العمومیة وتشكیلها.

1-7-2- في المجال الاجتماعي:صور الارتقاء بالإنسان وسلوكیاته وعاداته وتقالیده.

1-7-3- في المجال الاقتصادي: یعني تنمیة المدخول وتطویر الأعمال الإنتاجیة من أجل رفع المستوى المعیشي.13

1-8- إعادة التركیب الحضري Remodelage urbain: واختلفت تعاریف إعادة التركیب الحضري من مفكر إلى آخر وفقا لـ: برناردوسیكتشي: Bernardo Secchi"إعادة التركیب الحضري یعمل من أجل إنشاء هیكل متماسك ویربط بین مختلف أجزاء المدینة". ولتحقیق ذلك یجب التحكم في عملیة التحضیر والتوجه نحو تخطیط المدن والفن والتكنولوجیا والتنظیم المجالي للمستوطنات البشریة من أجل تصحیح الصورة الجمالیة للمدینة. وللوصول إلى إعادة التركیب الحضري یجب تحقیق شرطین:

- الشرط الأول: یتمثل في وضع تعریف للمنطقة الحضریة وتحدید خصائصها وهیكلتها وتركیبتها والكشف عن مكوناتها وتوفیر الطرق والتجهیزات والمرافق العمومیة وذلك باستغلال الفراغات.

- الشرط الثاني: اعتمد على أن تكون أولویة التمییز بین القطاعات العامة والخاصة وتحدید مشاكل كل قطاع وانطلاقا من هذا یمكن تحدید اتجاه التركیب ومساره. وأضاف سیكتشي أن التركیب الحضري یساعدنا على توفیر الهیاكل الاجتماعیة وخلق بیئة أوسع.14

1-8-1-أما كیفنلینش: فیعرفه على أنه إعادة النظر في المعالم (المساجد، معالم أثریة...) من أجل تنمیتها وتحدید أولویات هذه المعالم والتوجه إلى إستراتیجیة إعادة الهیكلة في المناطق الحضریة والفراغات الموجودة، كما یجب أن تكون مصممة عن طریق تنظیم وترتیب الإطار الذي تم إنشاؤه في هذه المناطق كما یجب تحدیدهالإیجادأشكال جدیدة وإعطاء هویة جدیدة للمنطقة الحضریة.15

1-9- إعادة الهیكلة الحضریة Restructurationurbaine: حسب المرسوم 836/84الصادر سنة 1984: هي عملیة تهدف إلى التدخل على الطرق ومختلف الشبكات وكذلك ببناء تجهیزات جدیدة، یمكن لهذه العملیة أن تحمل تغییرا في خصوصیة الحي، وذلك بتحویل الأنشطة بجمیع أنواعها وكذا تغییر وظیفة البنایات لاستعمالها في نشاطات أخرى. ويعرفها معاویة سعيدوني:"على أنها عملیة إدراج مكونات جدیدة للمجال أو إعادة تشكیله، نفرد لهذا تغییر جذري للمجال الحضري الواسع وذلك على المخطط أو إطاره المبني".16

1-10- الإدماج الحضري Le processus d'inclusion urbaine: یعتبر الإدماج مفهوما بالغ التعقید فهو یحتوي على حقل واسع من الدلالة ویضم عدة فروع من العلوم الاجتماعیة، وفيهذاالشأن یقول أحدالباحثینوهو بیسونBESSON: یمكن أن یعرف مفهوم الإدماج عن طریق الوسط الذي یستخدم فیه وبناءعلى القواعد التي تستعمل لتحقیقه والأهداف التي یرمي إلیها، وهكذا فإننا لا نستطیع أن نحصر الإدماج في البعد التقني فقط وإنما علینا أن نتناول بعده الاقتصادي وبعده الاجتماعي خاصة. وعلى العموم یقصد بالإدماج إدخال عنصر أو مجموعة من العناصر الجدیدة على أشیاء موجودة بشرط ضمان تناسق معین فیما بینها.17

2- جمالية المدينة الجزائرية

مفهوم المدينة من الاصطلاحات الحديثة في المجال التشريعي والقانوني، خاصة وأن المدينة في وقت سابق كانت تتطابق، ويقتصر تعريفها على الإطار البلدي، فالبلدية يمكن اعتبارها كمدينة. إلا أن هذا الوضع تغير بصدور القانون رقم 01-20المؤرخ في 12ديسمبر 2001المتعلق بتهيئة الإقليم وتنميته المستدامة، حيث عرفت المدينة الجزائرية مرحلة جديدة على المستوى القانوني وهي الاعتراف الصريح بها وبناءًعليه تم وضع الخطوط العريضة والتشريعية لفكرة المدينة. ومنذ ذلك الحين توالت النصوص القانونية التي تعترف وتنظم فكرة المدينة بمختلف أنواعها منها: القانون رقم 02-08المتعلق بشروط إنشاء المدن الجديدة وتهيئتها، والقانون رقم 06-06المتضمن القانون التوجيهي للمدينة.

2-1-  التعريف التشريعي لجمالية المدينة الجزائرية:المشرع في أغلب الأحيان لا يعرف إلا في بعض الحالات الاستثنائية، وبالرجوع للنصوص المرتبطة بموضوع المدينة نجد القانونرقم 11-04المؤرخ في 17فبراير 2011الذي يحدد القواعد التي تنظم نشاط الترقية العقارية، وبالتحديد المادة 08منه نجدها تنص على أنه: "يجب أن تسعى كل عملية تجديد عمراني إلى جمال الإطار المبني وتحسين راحة المستعملين وكذا مطابقته للمعايير العمرانية السارية". وكذا تنص المادة 10: "يجب أن يؤخذ في الحسبان الانسجام المعماري والعمراني والطابع الجمالي بالنسبة للمجموعة العقارية عند تصميم البناية أو البنايات التي تكون موضوع عملية توسيع مشروع عقاري". كما نص المشرع في المادة 12من القانون رقم 08-12المؤرخ في 20جويلية 2008يحدد قواعد مطابقة البنايات وإتمام إنجازها على جمال المدن بالقول: "يعتبر المظهر الجمالي للإطار المبني من الصالح العام ولهذا الغرض يستلزم المحافظة عليه وترقيته."18

2-2- جمالية المدينة في الجانب العقاري: في النقاط التالية:

2-2-1- ترميم المباني القديمة (المعالم الأثرية والتراثية والتاريخية): هناك نصوص عديدة أوجبت على أجهزة الدولة التنفيذية الاهتمام بالمباني الأثرية والتراثية والتاريخية، بإجراء الترميمات وصيانتها دوريا، فالاهتمام بها يعني دفعها للقيمة الجمالية للمدن، مما يزيد المفهوم الجمالي للأفراد.

لذا توجب ترميم المباني القديمة، التي تعد عملية متخصصة بدرجة عالية جدا، لأنها تهدف إلى حماية القيمة الجمالية والتاريخية للمباني لما لها من أثر واضح على إضفاء صورة رائعة للمدينة، ويجب ألا تغيب الثقافة التي تنشرها هذه المباني إضافة إلى جماليتها. وأناطت المسؤولية إلى ذوي الشأن في هذا الجانب بدءا من أعلى قمة الهرم إلى الأدنى لأن الجميع مسؤولون، وهي غاية سلطة الضبط الإداري في حفظ النظام العام، ومن الهيئات المتخصصة التي كرست لها هذه المهمة الوكالة الوطنية للآثار وحماية المعالم والنصب التاريخية، والمركز الوطني للبحث في علم الآثار. كما أنّسياسة المحافظة على هذه الأبنية وترقيتها لها ارتباط كبير بتاريخ المدينة، من حيث القيم الاجتماعية والثقافية والتاريخية والمعمارية أيضا، إضافة إلى كونها انعكاسا للإشعاع الحضاري الإنساني، كما تعدّهذه السياسة ردّاصريحا على أحد أشكال التخلف الذي يمسّالنسيج العمراني للمدن، من خلال التقليل من قيمة هذه المعالم والأبنية والمساس بها.19

2-2-2- البناء والتشييد:الناظر إلى المدن العالمية يجدها مطبوعة بفنّيتهاالمميزة، التي أضفت عليها جمالا متناسقا تسرّالناظرين إليها، وذلك في تشييد العمارات وفتح الأسواق وتخطيط المرافق التي تؤلف جزءا لا يتجزأ من هرم الجمال، وإذا عدنا إلى صفات الأشكال المعمارية، لوجدناها ترمز وتؤشّرإلى وظائف ومدلولات جمالية وثقافية وسياسية من المعاني، والتي تعمل على فهم المكان والتعامل معه بشكل مناسب جماليا وثقافيا واجتماعيا، والذي يكون مقيّدابثقافته وتعليمه، ويمثّل نوعامن الحضارة التي ترتبط به سواء من حيث الزمان أو المكان. ولما كانت العمارة جزءا من المدينة فهي لا توصف بجمالية وتطور الأشكال إلا إذا اتصفت بحسن التخطيط، وروعة التنفيذ، ومن ثمّالعناية الفائقة التي تعقبها، وجمالية المدينة متأتية من الطلاء الزاهي بشتى ألوانه الذي يعكس وجه المدينة الناصع.20

2-2-3- المحافظة على جمال العمارة:يمكن حصر القواعد المتعلّقةبمظهر العمارة في التشريع الجزائري من المادة 27حتى المادة 31من المرسوم التنفيذي 91-175المؤرخ في 28ماي 1991يحدّدالقواعد العامة للتهيئة والتعمير والبناء، نظرا للبنايات وجمال العمارة وتناسق المباني حتى تنسجم مع البيئة المحيطة بموقعها.

فمن الضروري التأكّدمن كون البنايات والمنشآت المراد بناؤها لا تمسّبحكم موقعها أو حجمها أو مظهرها الخارجي بأهمية الأماكن المجاورة، لاسيما المناظر الطبيعية، كما يترتّبعلى الأشغال المزمع إنجازها إتلاف المناطق الحضرية، أو من شأنها المساس أو تغيير المعالم الأثرية والتاريخية كما يجب أن تبدي البنايات بساطة في الحجم ووحدة في الشكل وتماسكا عاما للمدينة وانسجام المنظر. وهذا بغرض الحفاظ على الالتزامات الخاصة بالاستغلال العقلاني والمنسجم للمناطق والفضاءات، وحتى يزيد هذا الانسجام في منظر المدينة، لابدّأن يكونللجدران الفاصلة والجدران العمياء في البناية التي لا تتكون من المواد التي بنيت بها الواجهات الرئيسية، مظهرينسجم مع مظهر هذه الواجهات، كما يجب أن تنسجم البنايات الملحقة والمحولات الكهربائية مع كافة الهندسة المعمارية المعتمدة والمنظر العام للمدينة.21

2-2-4- تنظيم لوحات الدعاية والإعلان:ويراد باللوحات كافة أنواع اللوحات العادية والإرشادية والمتغيرة ذاتيا، التي توضع على الأرصفة أو أعمدة الإنارة وعلى المحلات التجارية أو أسطح العمارات. وقد سنت دول العالم قوانين لتنظيم هذه اللوحات التي تعكس الوجه الجمالي والحضاري للمدينة لأنّعشوائية توزيعها تؤدّيإلى الضيق النفسي والتوتّرالعصبي، وبهذا نفتقد الذوق الرفيع، بشرط ألّاتتقاطع مع الأعراف السائدة، وأن تكون منسجمة مع العادات ولا تخالف الأذواق السليمة والآداب العامة، وتراعي مقتضيات الأمن والسلامة، هذا ويراعى في مكان الإعلان عدم تشويه لمنظر طبيعي، أو مرفق أثري لأنّوضعه بلا رخصة يعد مخالفة يعاقب عليها القانون.22

2-3- جمال المدينة في الجانب البيئي:يعرف المشرّعالجزائري البيئة من خلال مكوّناتهابموجب المادة 04من القانون 03-10بقوله: "تتكون البيئة من الموارد الطبيعية اللاحيوية والحيوية كالهواء والجوّوالأرض وباطن الأرض والنبات والحيوان، بما في ذلك التراث الوراثي وأشكال التفاعل بين هذه الموارد وكذا الأماكن والمناظر والمعالم الطبيعية."23ومن هذا التعريف نجد المشرّعاكتفى بالجانب الطبيعي للبيئة، ولكن بتطور الحياة البشرية على وجه الأرض وارتباطها بهذا الوسط الطبيعي المسمّىبالبيئة، وجب وضع بعض النقاط من أجل الاتفاق بين هذين العنصرين. وكان للمدن والبيئة الحضرية باعتبارها الوسط المعيشي للإنسان أكبر تأثير على البيئة الطبيعية، لذلك وجب الإبقاء على هذه الأخيرة ضمن معالم وأركان المدينة، مما يفرض مسؤولية المحافظة على البيئة حفاظا يرسخ ديمومة وجمال المدينة ومن صورها:

2-3-1- الحفاظ على نظافة المدينة:أفراد المجتمع يتحمّلونالواجب لأنّهذا الإجراء هو من أجلهم فنظافة الأزقة دليل على نظافتهم وانعكاس ذوقهم الشخصي فالمجتمع إذن يدفع أفراده إلى النظافة، ثمّتأتي الإجراءات الصحية التي تتبعها البلديات بإزالة النفايات ومخلّفاتهاوتعمل جاهدة للحفاظ على منظر المدينة وجمالياتها لإخلائها من الملوثات بشتى أنواعها، وهذا ما نصّعليه القانون 01-19المؤرخ في 12ديسمبر 2001المتعلّقبتسيير النفايات ومراقبتها، وأيضا القانون رقم 11-10المؤرخ في 22يونيو 2011المتعلّقبالبلدية بموجب المادة 88منه حيث تنصّعلى صلاحيات المجلس الشعبي البلدي، حيث يقوم بـــ"...السهر على النظام والسكينة والنظافة العمومية."24

2-3-2- تشجير المدينة: وتعمل سلطات الضبط الإداري على خدمة المواطن، بتوفير سبل الراحة والمتعة النفسية، وذلك بزيادة رقعة المناطق الخضراء وتشجير المدن ومداخلها وزيادة الملاعب وما تتطلّبهمن خدمات عامة. لأنّزيادة المساحات الخضراء تعني إضفاء الجمالية على المدينة مما استوجب على الإدارة والأفراد العمل على زراعة الأشجار كحزام أخضر يحميها من مختلف الأضرار التي تحملها الرياح، وإدراجها في كلّمشروع بناء تتكفّلبه الدراسات الحضرية والمعمارية العمومية والخاصة، واحترام مجموعة من القواعد من ضمنها ضمان الإبقاء على المساحات الخضراء القائمة وعدم تدمير الغطاء النباتي. والتشجير يوفّقبين تصميمات الإنشاء وجمال الطبيعة داخل المدينة مما ينعكس إيجابا على القيم السلوكية والجمالية والقيم المعمارية والهندسية والمناخية.25

2-3-3- تزيين تقاطعات الطرق:يأتي دور الفنان في إضفاء بصمته الإبداعية على الطرق وتقاطعاتها حين يجود بخلق إشكالية هندسية تربط الماضي بإبداعات الحاضر بلمسات حضارية فنية، فقد آن الأوان أن يبدع في تماثيل شامخة تحكي قصّةالأمس للأجيال القادمة، بالإضافة إلى تلوين الطرق وتفرعاتها بخضرة دائمة. يبتكر المهندسون المعماريون كتلا صماء وأبراجا تزيد جمال المدينة، ولاسيما تلك التماثيل التي تمثل رموزا، فلا شكّ أنّهذه الأشكال تكمل رواء المدينة وجمالها.26

2-3-4- الاهتمام بزراعة الميادين والحدائق:المدينة لا تسمى حقيقة مدينة إن لم تكن ذات حدائق وميادين مزروعة ومسطحات مائية وأماكن للعب الأطفال، فجميعها تعدّمن رموز الرقي والتألّقالحضاري المرتبط بعصرنة المدينة وجمالها، وقد ازدادت أهمية الحدائق في حياة المدن الحديثة، والتي أمست جزءا أساسيا في تخطيطها، ولما كانت الحديقة تلعب دورا حضاريا في إضفاء الجمالية على المدينة يفضل أن تتوفّرفيها شروط إن روعيت في تهيئة الحدائق العامة، تكون قد أشعرت المرتادينبالراحة النفسية التي يفتقدونها وتجعلهم يقضون أطول فترة فيها، وفي المحصلة إنّجمال المدينة المؤسّسعلى حدائقها هو السبب وراء هذا الجمال، وحرص المشرّععلى توفير هذه الحدائق بمختلف أنواعها وتصنيفاتها، وذلك بموجب المادة 11من القانون رقم 07-06المتعلق بتسيير المساحات الخضراء وحمايتها وتنميتها، مع حرصه على حسن تسييرها والمحافظة عليها.27

2-4- ترقية المظهر الجمالي للمدينة الجزائرية:تعدّنوعية البنايات وشكلها وإدماجها في المحيط، واحترام المناظر الطبيعية والحضرية وحماية التراث الثقافي والتاريخي منفعة عمومية لكامل أفراد المجتمع والدولة على السواء. وقد تطوّرتهذه المفاهيم لتصبح قوانين قائمة بذاتها، تشمل وضع القواعد القانونية الرامية إلى كيفية تنظيم المدن وإنجاز التجمعات السكنية العمرانية، تنظيم إنتاج الأراضي القابلة للتعمير، إنجاز وتطوير المباني حسب التسيير العقلاني للأرض، تحقيق التوازنات بين مختلف الأنشطة الاجتماعية، والمحافظة على المحيط والبيئة والمنظر العام الحضري، وهذا بموجب سياسة واستراتيجيةعامة تحدّدعلى أساسها القوانين وتنفذ عن طريق أدوات التهيئة والتعمير.28

2-4-1- آليات مراقبة العمران والتحكّمفيه:أسند التشريع صلاحيات القوة العمومية للبلديات، في ميدان تنظيم ومراقبة العمران، وفي معالجة حالات التدهور الحضري، بتمكينها من إخضاع كلّعمليات التعمير والتهيئة لتدقيق قانوني صارم وردعي حيث يتوجّبالتحقق من التزام تخصيصات الأراضي وقواعد استعمالها مع مراقبة دائمة لمطابقة عمليات البناء.

 وعلى البلديات أن تخضع للشروط المحدّدةفي القوانين والتنظيمات، وكذا الحفاظ على التراث العمراني والمعماري، والطابع الجمالي، وحماية المواقع الأثرية والطبيعية، والمساحات الخضراء، والسهر على احترام المقاييس والتعليمات في مجال العمران، بما يضمن تطبيق معايير ومواصفات وضوابط حيز كلّاستخدام، ومطابقة العمران مع أهداف مخططات التهيئة والتعمير. وتأسيسا على ذلك، حصر القانون سلطة منح كلّالرخص المرتبطة بالبناء والتجزئة، والتقسيم والمطابقة والهدم، في يد رئيس المجلس الشعبي البلدي، باستثناء تلك المتعلقة بعمليات البناء التي تكون لصالح الدولة أو الولاية، والتي تعود لسلطة الوالي، مع توسيع هذه السلطة إلى مراقبة ومتابعة عمليات البناء حتى الإنجاز الكلي للمشروع.

وتُخوّلصلاحية البحث والمعاينة المخالفة لأحكام القانون لكلّمن مفتشي التعمير، وأعوان البلدية المكلّفينبالتعمير وموظفيإدارة التعمير والهندسة العمرانية، الذين يؤدّوناليمين أمام رئيس المحكمة المختصة، ويمكنهم الاستعانة بالقوة العمومية في حالة عرقلة ممارسة مهامهم.29

وبرغم هذه الترسانة الردعية، وصرامة التقييدات التي وضعها القانون، فإنّالتطبيق الميداني لا يزال محدودا، حيث يتزايد يوميا، وعلى مرأى من السلطات البلدية، عدد المباني المخالفة للقانون.

2-4-2- الأهداف الجمالية:إنّتحديد صورة ذهنية مميزة لأحد الأماكن يمثّلأحد الأهداف البصرية لعمليات تنسيق الموقع، وعند الحديث عن الأهداف الجزئية لفكرة التجميل والتنسيق فإنّهيمكن القول بأنّأحد أهمّعناصره هو الجمال الحسّي، وتؤثّرعناصر تنسيق الموقع تأثيرا إيجابيا على ذلك الإحساس الإنساني. فالنفس البشرية تميل بشكل عام لتلك المؤثرات المرتبطة بعناصره من حيث الرؤية والسمع واللمس والشمّ، كرؤية الألوان المختلفة للنباتات والأزهار، أو رائحة الورود أو صوت خرير المياه، مما له تأثير على الإنسان نفسيا، وبالتالي التأثير على سلوكه، حيث إنّالإنسان إذا شعر بالمتعة البصرية والهدوء ينعكس ذلك على شعوره بالراحة النفسية.30

و"تمثل النباتات والأشجار أحد أهم عناصر الوحدة البصرية من خلال اللون الأخضر، وبذلك فهي تمثل عنصر الربط بين العناصر المعمارية المختلفة، كما يمكن تحقيق هذه الوحدة من خلال التحكم في تصميم عناصر التنسيق الصلبة، مما يسهم في تحقيق التوافق والإنسجام بين هذه العناصر والفراغ العمراني، ويمنع ظهور مظاهر التلوث البصري، ولاسيما ما تسهم به عناصر الإضاءة واللوحات الإعلانية والألوان المنسجمة".31

2-5- العوامل المؤثرة على الجمالية الحضرية: هناك مجموعة من العوامل التي تؤثّرعلى عملية تجميل وتشكيل الفراغات العمرانية واختيار عناصر التنسيق الملائمة للفراغ، وتنقسم هذه العوامل إلى عوامل تتعلق بالفراغ وبالإنسان.

2-5-1- العوامل المتعلقة بالمكان

أ- العوامل التاريخية:يمثّلالبعد التاريخي للمنطقة عاملا هاما في تجميل البيئة العمرانية، حيث يمثّلالبعد الزمني شاهدا على التغيرات المتلاحقة في الفكر الثقافي، والتي لها أثرها الواضح في التشكيل العمراني والنسق البصري للمنطقة، من خلال مشاهد بصرية مختلفة داخل المنطقة الواحدة، ومن ثمّ لابدّمن إحياء الوحدة العضوية البصرية للمناطق التاريخية، وحماية الثروة التراثية ذات الطابع المميز من خلال كافة مكوّناتالمنطقة، ومنها عناصر تنسيق الموقع التي قد تعكس الحقب الزمنية للمنطقة التاريخية.32

ب- العوامل الوظيفية:يمثّلالاستعمال الوظيفي للفراغ، اختيار العناصر بما يتناسب مع احتياجات المستخدمين بحيث تنعكس وظيفة الفراغ في تشكيلات العناصر المعمارية البصرية ويكون لهذه التشكيلات خصائص بصرية عامة مميزة لكلّاستعمال، فالفراغات التي تختص بوظائف محدّدة(تجارية، إدارية، سكنية...) تحتاج إلى تصميم يحقّقالطابع الخاص لهذه الاستعمالات ويوفّراحتياجاتها الوظيفية. 33

''نجد مثلا أنّممرات الحركة في الفراغات ذات الطابع التجاري تتميّزبالانتظام والاتساع لاستيعاب الحركة والتوقف أمام أماكن العرض، والمواد المستخدمة تتناسب مع كثافة حركة المرور، بعكس ممرّاتالحركة في الفراغات ذات الطابع السكني فهي تتميّزبالتعرج الخفيف لإتاحة الاستمتاع بالحركة وزيادة فرص الالتقاء وتتميّزبالتوجيه نحو أماكن الجلوس والمناظر.''34

ج- العوامل الطبيعية:لكلّموقع خصائصه المميزة، التي تتشكّلمن خلال إمكانياته الطبيعية وأهميته الوظيفية على مستوى المدينة التي يقع فيها وذلك على النحو التالي:

- الإمكانات الطبيعية:تتصف بعض المواقع بخصائص تكسبها ميزة خاصة، مثل اختلاف في المناسيب، أو توفّرمورد مائي طبيعي، أو وقوعها في منطقة غابات طبيعية، وبالتالي تحتاج إلى تنسيق بصري لاستغلال هذه المميزات وتطويرها بالتكامل مع صفاتها الطبيعية. ويتوقّفتخطيط الفراغ وتنسيقه على درجة ميلانالأرض، فيمكن للمصمم التعامل مع شكل الأرض بطريقة معمارية هندسية، أو بطريقة طبيعية، فتصميم الطرق والممرات في الفراغات مثلا يتأثّرباختلاف المناسيب والطبوغرافية. ويراعى أن يتمّتصميمها بما يتناسب مع شكل الأرض، ويمكن استغلال تضاريس الموقع في فصل الاستعمالات المختلفة وتوفير الخصوصية والأمان إضافة إلى حجب الضوضاء المرورية.35

- الموقع:تتمتّعبعض الفراغات بموقع متميّزقد يضفي عليها أهمية وظيفية، (وسط المدينة -أطراف المدينة -مداخل المدينة...)، وبالتالي تحتاج إلى دراسة لتطويرها وخاصة من النواحي البصرية لتحقيق التوازن بين الاحتياجات الوظيفية وصفاتها الجمالية.36

د- العوامل الاقتصادية:تؤثّرالإمكانات الاقتصادية للمجتمع على التكوينات المعمارية المختلفة، ويبدو ذلك واضحا إذا ما قارنّابين مجتمعين مختلفين في الحالة الاقتصادية حيث يرتبط اختيار عناصر التنسيق للفراغ العمراني بالعامل الاقتصادي وتكاليف الإنشاء، من حيث اختيار نوع المواد، والذي يعتمد على نوع النشاط الممارس وطبيعة المنطقة والطبيعة الطبوغرافية، وطبيعة التصميم (نظام هندسي أم نظام طبيعي)، تكاليف الصناعة والصيانة لعناصر التنسيق.

ه- العوامل التكنولوجية:تختلف من عصر لآخر ومن مجتمع لآخر، وهي ترتبط بمواد البناء والطرق المتبعة في الإنشاء، بالإضافة إلى الأساليب العلمية والتكنولوجية. وكلّمادة بناء تقترح طرق الإنشاء التي تتلاءم معها وتؤثّرمواد البناء وطرق الإنشاء على شكل ومكونات الفراغات العمرانية، ويبدو ذلك واضحا في العمارة الحديثة إذ ينعكس التطور الهائل في مواد البناء الحديثة وطرق الإنشاء والأساليب التكنولوجية عليها، ويظهر ذلك واضحا في ضخامة المقياس والتنوّعالشديد في الشكل واللون والملمس.37

2-5-2-  العوامل المتعلّقةبالإنسان

أ- العوامل الاجتماعية والثقافية:وهي عبارة عن الظواهر التي يشترك فيها مجموعات كبيرة من الناس في مجتمع من المجتمعات، مثل الحاجة إلى العلاقات الاجتماعية أو الخصوصية أو الارتباط بالطبيعة وكذلك التقاليد والعادات المشتركة، وتختلف تلك الظواهر من مجتمع لآخر حسب خلفيته الثقافية وعاداته وتقاليده الموروثة.وتلعب العوامل الاجتماعية دورا في تصميم الفراغ واختيار عناصر التنسيق، فيمكن استخدام الأشجار لحجب الرؤية وتوفير الخصوصية على مستوى مرتفع، واستخدام الحواجز النباتية والشجيرات إضافة إلى فروق المناسيب في الفراغ لحجب الرؤية على مستوى منخفض، كما أنّتوجيه وتصميم مقاعد الجلوس له دور هام في تكوين العلاقات الاجتماعية.38

ب- عوامل الأمن:تتطلّبعوامل الأمن والأمان ملاءمةتفاصيل الفراغ للأنشطة مثل الأرض الممهّدةوالممرات والميول المناسبة لنوع الحركة، ووجود الأسوار للحماية في أماكن لعب الأطفال، واختيار نوعية الإضاءة المناسبة وتوفير اللافتات والعلامات الإرشادية، واختيار نوع المواد وغيرها من التفاصيل التي تتطلّبعناية في تصميمها، واختيار أبعادها ومواصفاتها لتحقّقعنصر الأمن. فمثلا الابتعاد عن اختيار الملمس الناعم سهل الخدش والكتابة عليه، وكذلك عدم استخدام الأشجار الشوكية وغيرها من العناصر غير الملائمة.39

ج- نوع النشاط وطبيعة المستخدمين:''إنّ تعدّدالأنشطة وتعدّدأعمار وأجناس مستخدمي الفراغات، يؤدّيإلى تباين في عناصر التشكيل البصري للفراغ بما يحتّمإعداد دراسة تحقّقالتجانس البصري لمكوّناتهابما يتناسب مع نوع النشاط وطبيعة المستخدمين''.40''فالعديد من الدراسات أثبتت أنّاحتياجات الأفراد داخل الفراغ تختلف حسب النوع الاجتماعي، فاحتياجات النساء تختلف عن احتياجات الرجال، وذلك يؤثّرفي اختيار عناصر التنسيق من خلال مراعاة العناصر التي توفّرالخصوصية والأمان لفئة النساء والأطفال مثل استخدام عناصر طبيعية أو إنشائية لحجب الرؤية ومنع الاتصال السمعي، توفير عناصر الإضاءة كافية، وتوفير عناصر الإرشاد والمراقبة.''41

''كما يختلف تصميم عناصر التنسيق حسب نوع النشاط واختلاف أعمار وطبيعة المستخدمين، فلا يهمّتوافر مسند للذراعين في تصميم المقاعد في مناطق لعب الأطفال مثلا، بينما من الضروري تواجدها في تصميم مقاعد كبار السن. كذلك أماكن الجلوس واللعب وأماكن الانتظار تحتاج إلى أنواع معينة من الأشجار ذات النوع الخيمي سريعة النمو وتتناسب مع المساحات المخصّصةلها''.42

وفي دراسة لتحديد العناصر التي يفضّلها المستخدمونلعناصر تنسيق الموقع، وجد أن''كثرةالسلالم والمنحدرات لم يكن لها تأثير لدى فئة الشباب، بينما كانت سببا في منع فئة كبار السن من زيارة الفراغ، كذلك يفضّلالابتعاد عن استخدام الأرضية الملساء للأطفال والأرضية شديدة الخشونة التي قد تؤذيهم، ولا يستخدم لكبار السن الأرضية الرملية.''43

2-6- دور عناصر تنسيق الموقع: أشار لينشإلى خمسة عناصر للصور الذهنية للمدينة، وهي (المسارات، المناطق المتجانسة عمرانيا، الحدود، علامات الموقع، نقاط التجمع).''44وقد نظر إلى الفراغات العمرانية العامة كنقاط تجمع عمرانية، تتركّزفيها الأنشطة، وتساعد على تنظيم التشكيل العمراني للمدينة.

''ولابدّعند معالجة العناصر البصرية المؤثّرةفي الإدراك الذهني للمدينة، اعتبار كلّعنصر منها متداخلا، وذا صلة كبيرة ومتكاملة مع العناصر الأخرى فالفراغات العمرانية ومكوّناتها هوأحد عناصر الصورة الذهنية للمدينة، وتلعب دورا هاما في تكوين الانطباع الذهني وعناصر تنسيق الموقع كأحد مكوناتها تؤدّيدورا وظيفيا وجماليا بالفراغ، وتعطي مقياسا إنسانيا وهي تكمل الصورة الذهنية''.45

ولعناصر تنسيق الموقع دور هامفي وضوح الإدراك البصري وتكوين الصورة الذهنية للمكان ويتّضحذلك من خلال عدّةمجالات وهي:

2-6-1- الناحية الجمالية:تتجلّىالناحية الجمالية من خلال تنسيق العناصر اللازمة وتنظيمها وتصميمها بما يتناسب مع مكان كلّمنها وما يلائم الطابع العمراني للمنطقة المحدّدة، لكي تكون هذه العناصر عناصر جذب بصري وذات مظهر جمالي، ويتحقّقذلك من خلال:

- ربط ألوان عناصر التنسيق بعضها مع بعض لتحقيق الانسجام التام بينها والتكامل اللوني الذي يكوّنالمظهر الجمالي الذي تحقّقههذه العناصر.

- تصميم العناصر التي من شأنها أن تشكّلمظهرا جماليا فقط، أي الهدف منها تحقيق الجانب الجمالي مثل: (العناصر المائية أو النصب التذكارية...) والتي تكون إضافة لكونها عنصرا جماليا يمكن من خلالها تحقيق الجانب الرمزي.

- الاهتمام بتناسق اللوحات والإعلانات من حيث موقعها وألوانها وانسجامها مع المحيط.

- تحقيق الوحدة البصرية وتناسق التصاميم لعناصر التنسيق مع الطابع العام للمكان.

- زراعة الأشجار التي تعدّأهم عوامل جمال الفراغات نظرا لما تحقّقهمن مظهر جمالي وبصري وراحة نفسية للناس وحماية البيئة من التلوّثالهوائي والصوتي.46

2-6-2- الناحية الوظيفية والسلامة العامة:يعالج تصميم عناصر التنسيق والتجميل المشاكل التي تعاني منها المدينة، كما تعمل كعنصر جمالي وعنصر جذب للفراغ، إلى جانب دورها الوظيفي من خلال ما يلي:

- الاهتمام بنوعية المواد التي تصنع منها عناصر التنسيق.

- الاهتمام بتوفير الأسوار والحواجز التي تفصل الفراغات عن أماكن مرور المركّباتلتحقيق السلامة العامة لمستخدمي الفراغ، وذلك لضمان عدم اختلاط حركة سيرهم بالمركبات.

- الاهتمام بتصميم أماكن جلوس مريحة، وتدعم العلاقات الاجتماعية والتواصل الاجتماعي.

- توفير العناصر التي من شأنها توفير الراحة والإرشاد للناس عبر توفير عناصر معينة، مثل: العلامات الإرشادية واللافتات.

- الاهتمام بنوعية الإضاءة الملائمة.47

2-6-3- المشاكل الجمالية:وهي تتحدّدبالتأثير السلبي على تشكيل الفراغ وصورته لدى المستخدمين ومنها:

- انتشار التشوّهالبصري الواضح من خلال واجهات الفراغ والمباني المحيطة فيلاحظ الخلط الواضح في المواد والألوان ولاسيما في واجهة المبنى الواحد.

- عشوائية اللافتات التجارية وطابع المظلات الخاصة سواء بالحجم أو اللون أو المظهر.

- غياب الوحدة والتنوّعفي التشكيل المعماري.

- تشكيل عناصر الخدمات وتوزيعها في الفراغ يقطع الاستمرارية في امتداد المحور البصري.

- الإتلاف المتعمد وغير المتعمد نتيجة قلة الوعي والاهتمام من قبل المواطنين.

- انعدام الاهتمام والصيانة لعناصر التأثيث والتنسيق.

- عدم الاهتمام بألوان عناصر التنسيق والتأثيث مما يضفي بعض الملل والرتابة.

- الجمود في التصميم الهندسي المتناظر للفراغ وتوزيع عناصر التنسيق.48

المحور الثالث: الإطار التطبيقي ونتائج الدراسة

1- الإجراءات المنهجية

1-1- مراحل تطور مدينة سطيف

 

- موقع سطيف الجغرافي باللون الأحمر مقارنة بإقليم الجزائر.

1-1-1- مرحلة الاحتلال الفرنسي:

أ- نشأة النواة 1839/1954: منذ دخول المستعمر الفرنسي منطقة سطيف سنة 1839 إلى غاية 1962 عرفت المدينة تغيرات هامة، فبعد أن كانت أنقاضا لبنايات يرجع تاريخها إلى العهد الروماني، جاء المستعمر الفرنسي واستقرّبها، حيث قام ببناء المدينة الاستعمارية، كما أشار إلى ذلك كزافيي مالفارتي Xavier Malvertiفي هذا الوقت تمّتوظيف "مهندسين (مختصين في تقنية المسح)، مسيرين وإداريين لمدن تمّإنشاؤها في الجزائر في الفترة الممتدة بين سنة1840و1860، وهم يضفون على أعمالهم نزعة براغماتية هذه الميزة مكنتهم من خلق أدوات حضرية يمكن تطبيقها على مناطق مختلفة جدا، ويمكن لمس هذه الميزة في عنصرين أساسيين من عملهم: القدرة على التطلّعإلى المستقبل وتصور تطور هذه المخططات عـلى مر الزمـن وذلك منذ بداية وضع المشروع. "49

و" تمثل سنة 1843 وضع أو لمخطط حضري في سطيف Premier plan urbain de Sétif".50

وتمّإنشاء مراكز للبريد وبناء المساجد، تحت أمر صدر سنة 1845 مثل إنشاء مسجد العتيق 1845، ثم إصدار قرار ملكي1847 يتضمن إنشاء النواة الأوربية، حيث تمّإنشاء البنك 1855،فندق المدينة وقاعة الحفلات 1856 وتم استغلال الأراضي الخصبة، كما بمرسوم26أفريل 1863 منها امتياز استغلال 20ألف هكتار.51منح امتيازات لشركات أجنبية من الأراضي الزراعية لشركة سويسرية compagnegenevoiseعملت على تشكيل قرى محيطة بالمدينة عين السفيهة، عين الطريق، فرماتو، الحاسي، الباز، عين الموس، كما تم إنشاء تجهيزات أخرى مثل:

- محكمة من الدرجة الأولى 1866.

- إنشاء كنيسة SaintMoniqueابن باديس حاليا 1867.

- إنشاء مدرسة Collège colonialقيرواني حاليا 1873.

-مراكز إدارية أخرى 1874:وعليه أخذت المدينة النواة بشارعين مهمين جدّاهما:

- الشارع العسكري في الشمال:مكان القلعة ومحاط بثكنات عسكرية.52

- الشارع المدني في الجنوب:يتميّزباستغلالكبيرللمجال، يعكس مظاهر الحياة للمعمرين في هذه الفترة بحيث: طرق واسعة مع أرصفة مزينة بأشجار،محلات ودكاكين ومساكن وعمارات. وينقسم هذا الشارع إلى ثلاث شوارع أخرى وهي:

Avenue Jean Jaurès -  أولنوفمبر1954حاليا.

Avenue Clemenceau -08ماي1945حاليا.

Avenue Paul Doumer -السعيدبوخريصةحاليا.53

أوصلت المدينة بخط سكة حديدية باتجاه قسنطينة بالجنوب الشرقي سنة   1925وهدمتالأسوار التي كانت تحيط بها، وعوضت بشوارع وامتدّتحركة التعمير في كلّالاتجاهات، وهنا يمكن القول إنّهتأكّدأولتعاملخارجالقلعة المدينة وبالتالي ظهور أولوعيحضري خارج أسوار هذه المدينة وتميزت بـترك المجالفارغالأغراضعسكرية.

- باب بجاية في الشمال: القلعة الشمالية.

-باب الجزائر في الغرب: تشكل من الحدائق منابع الحياة بالإضافة إلى حديقة للتنزه Exorleanالأمير عبد القادر حاليا، والتي تعتبر كمتحف مفتوح على الهواء نظرا للآثار والتماثيل التي كانت تحويها، بالإضافة إلى خلق مستشفى مدني 1939.

- باب بسكرة في الجنوب: وتشكل أحياء محيطة وراء قصر العدالة والمركز الرئيسي للشرطة، تموضع سوق عرب marché arabeونهج  LeclercوملعبEgirunt، حديقة قصاب حاليا Erlacierويمكن ملاحظة ثانويتي Albertiniجديدة للفتيات)مليكة قايد وقيرواني(.54

- باب قسنطينة في الشرق: حي المحطة يحوي مساكن بالإضافة إلى مطاحن ومخازن للحبوب compagnegenevoise، يتموضع هذا الحي أمام مسجد أبو ذرالغفاري، ومقبرة مسيحية، وحي عمال المحطة 1928والذي يتميز بمساكن تضمّحدائق خاصة تسكنها البرجوازية المتوسطة والذي أنشئبحواف الطريق الوطني رقم05.55

ب- ظهور الأحياء المحيطة 1954/1962: وهذا راجع طبعاإلىالسياسة العسكرية الفرنسية المتبعة في هذه الفترة من إقامة محتشدات، التقتيل والاضطهاد، التعذيب. هذا ما أدّىإلى إقامة أحياء أو تجمّعاتبحواف المدينة النواة، ومن بين هذه الأحياء.:

- المضطهدين النازحين من الريف قطع ظهور حي طنجة1954  :بحيث اشتروا أرضية صغيرة وقاموا ببناء منازل عليها، وتضمن ظهور هذا الحي تموضع مراكز مراقبة منهاAncienparc à fourrage، الحماية المدنية في الغرب،garde mobileمركز الدرك الوطني حاليا، مع بناء مدرسة ابتدائيةl’école maternelleحاليا مدرسة الشيخ عبدو سنة1956،في الجنوب مقابل المقبرة الإسلامية، مع تواجد مقبرة للمسلمين واليهود في الجنوب. في هذه المرحلة نسجل بناء عمارات جماعية لديار النخلة وتمركز تجزئة Gaillet-Pierreللمدنيين الجزائريين، بعد 1956 سمي شارع بيرقاي، كما لا ننسى أن ننوّهأنّهذا المجال كان عبارة عن حقول للقمح، وبنيت هذه المساكن حول الإمام بونشادة في الجنوب الغربي بمحاذاة الطريق رقم28 نحو بسكرة.56

في سنوات 1960 تعميم كامل للتشريع الحضري الفرنسي في الجزائر وللمرة الأولى أنجزت دراسات خاصة وتمّوضعالمخطط الحضري الموجه PUDسطيف بين 1959/1960.

1-1-2-مرحلة الاستقلال

أ- المخططات التنموية 1962/1970: كان أوّلهذه المخطّطات المخطّطالثلاثي 1967/1970، والذي كان موجها بالدرجة الأولى للاستثمار في القطاع الصناعي، أما بالنسبة للعمران فهذه الفترة تميزت بإتمام إنشاء بعض المشاريع السكنية التي تركها المستعمر "في إطار مخطط قسنطينة"، وأهمّهذه المشاريع نذكر: حي الهواء الجميل130 مسكن سنة 1962. حي السور الجديد 121 مسكن سنة 1966. حي سينيستال230 مسكن سنة 1968. حي بوعروة 150 مسكن سنة 1969.حي بيزار 120 مسكن سنة 1970. حي80 مسكن سنة 1970.57

ب-مرحلة التجمعات السكنية الكبرى 1970/1985: تميّزتهذه الفترة بظهور التجمعات السكنية الكبرى تلبية حاجات المواطنين من السكن باعتبار أنّهذه الفترة عرفت أزمة سكن حادة، هذا ما جعل قطاع السكن يفرض نفسه بحدة في المخططات التنموية الرباعي الأول، الرباعي الثاني، المخططات القطاعية، القطاعات الولائية ويتصدّرهذه المرحلة إنجاز المشاريع التالية: 750 مسكن بيلار.600 مسكن في الشمال.300مسكن حي المعبودة طريق الجزائر.1000مسكن في جنوب المدينة طريق المسيلة.400 مسكن في جنوب المدينة طريق المسيلة. بالإضافة إلى مشاريع المنطقة الحضرية الجديدة وظهورتحصيصات في كلّمن:

- 1014و1006مسكن ZHUN. فرماتو116قطعة أرض. عين الطريق266مسكن.58

ج- الوكالات العقارية 1985/1998:تميّزتهذه الفترة بالاتجاه نحو اقتصاد السوق، بحيث لعبت الوكالات العقارية دورا مهما في المضاربة العقارية منجهةوإنجاز المشاريع السكنية منجهةثانية، كما تحكم النمط الفردي في هذه السياسة الجديدة تمكينالطبقاتالاجتماعية من تحقيق مشروع سكن، فتوسعت المدينة من الشرق والشمال الشرقي تكملة البرنامج الاجتماعي cnepلـ1014 مسكن، برنامج الصندوق الوطني للتوفير والاحتياط، بالإضافة على1006مسكن.

وتمّتحويل السكان نحو القرية الضحوية (عين الطريق)، واستمرارالبرامج السكنية لها بالإضافة إلى إنجاز مشاريع سكنية وتحصيصات كتوسيع حي حشمي تجزئة رقم01، حيبوعروة دالاس، حي أول نوفمبر، تجزئة أولاد براهم، التعاونيات العقارية لتجزئة "شادلي"، "مرواني"، استغلال المجالات أو الجيوب الفارغة في كل من حي يحياوي، ثليجان، المعدومين الخمسة، ووضع مرافق عمومية وشركات بحي بيزارCnasat -Eriad -L’inspection.

بالإضافة إلىتوفر المدينة على تجهيزات أخرى كالفنادق، حديقة التسلية، الأرشيف، الجامعة، مؤسسة سونلغازبحي بوعروة، السوق المغطاة لحي المستقبل، مدارس ابتدائية في(بن بقاق شمال يحياوي، المعبودة، مركز يحياوي، المنطقة الحضرية الجديدة).وتعدّهذه المرحلة من أهمّالمراحل من حيث استهلاك المجال حيث المساحة المعمورة للمدينة895 هكتار سنة 1980 إلى2073 هكتار سنة 1990، أي تضاعفت بزيادة تقدرب ـ1178 هكتار، ومتوسط سنوي يعادل107 هكتار/سنة، بالإضافة إلى مشاريع الترقية العقارية حيث تتربع على1008.88 هكتار، أما باقي المساحة162.22 هكتار فتشغلها مشاريع صناعية واقتصادية، إذ تمّإنشاء وحدة العتاد الفلاحي ONAMAب المنطقة الشمالية الغربية للمدينة، كما شهدت توسّعافي كلّمن المنطقة الصناعية ومنطقة النشاطات، وبلغت في آخر هذه المرحلة مساحة المدينة 2210 هكتار، أي بزيادة 137 هكتار عن سابقتها وبمعدل استهلاك سنوي قدره 11.42 هكتار/سنة.

خلاصة لما سبق فإنّالتوسع المجالي امتد في جميع الاتجاهات، إلا أنّالناحية الشمالية الشرقية والجنوبية الشرقية عرفتا تطورا أكبر من الجهات الأخرى، متبعا "خطة النمو المركزي Zonal-consentricللعالم إرنستبورجس BurgessErnestمتخذا شكلها العام، لكن تركيب الحلقات متناوب، وهذا ما تمتاز به المدن ذات النشأة الاستعمارية الواقعة في السهول، حيث نجد أن المركز الأوربي محاط بأحياء المعمرين تليها حلقة من أحياء الضواحي الكلاسيكية ثم الضاحية الجديدة مبادرة الدولة كما شكلت رابع حلقة للتجمعات الثانوية المدروسة.59

د-منذ 1998إلى يومنا هذا: عرفت هذه المرحلة ظهور نمط آخر للسكن وهو السكن التساهمي بكلّأنواعه، والذي كان نتيجة لقرار وزاري صادر في 15مارس1998، يتمثل هذا النمط من السكن في عملية مساهمة بين الدولة والمواطن في عملية بناء وامتلاك مسكن وهو موجه للطبقات التي لا تستطيع اقتناءمسكن حيث يقدم الصندوق الوطني للسكن مساهمة مالية لكلّمستفيد من هذا السكن.60

1-2-الحدود المكانية للدراسة: يتشكل وسط مدينة سطيف من مجموعة شوارع تحيط بساحة الاستقلالكما قدمه لنا المكلف على مستوى الفرع البلدي لوسط المدينة.

وسط المدينة Le centre-ville(أو البلاد كما يُسمّىلدى عامة الناس في مدينة سطيف) هو حي متكون أساسا من بنايات ترجع الى الحقبة الاستعمارية، كما تتواجد بها بعض المؤسسات الحكومية يحده من الشرق حي محطة القطار (La Gare ومن الشمال الشرقي حي لانغار(Langarومن الشمال حديقة التسلية(Parc-attraction)،أما من الغرب فيحدّهحي الجنانوحي المحاربين (LesCombatants) بينما يحده جنوبا كلّمن ساحة قصابللحافلات وساحة باب بسكرة.61

 

- رسم توضيحي لحدود وسط مدينة سطيف.

وجدنا أنه ليس بالإمكان أن نوفر الجهد والوقت والمال لدراسة كل الشوارع المشكلة لوسط المدينة، خاصة من خلال تطبيق منهج دراسة الحالة والذي يتطلب حالات صغيرة الحجم من أجل التحكم في المنهج والموضوع المدروس، لذلك اقتصر البحث التركيز على الشارع الرئيسي لوسط المدينة بالخط الطولي (من الشرق إلى الغرب)، وتحديدا من حدود ثانوية القيرواني وما يقابلها نادي الضباط مرورا بالشارع الرئيسي، وتم التركيز على واجهات كل المباني الممتدة على طول الشارع سواء حكومية أو خاصة للمدينة والأرصفة والمحلات وكل مكونات الشارع. ثم ساحة الاستقلال أين يتواجد المعلم المميز لمدينة سطيف عين الفوارة وما جاورها من أرصفة وبناءات حكومية أو خاصة، تاريخية أو حديثة للدراسة الميدانية إلى غاية حدود المسجد العتيق وما يقابله قاعة الحفلات كما هو مبين في الصورة الفضائية.

 

- صورة فوقية لمنطقة الدراسة عن طريق googleearth.

1-2-1- أسباب اختيار منطقة الدراسة

أ- الأهمية الرمزية للمنطقة:تنبع الأهمية الرمزية للمنطقة من الأهمية التاريخية ومن عدة نواحي، فهي بداية تقع في وسط المدينة والذي يعد من الأحياء التاريخية، التي امتدّفيها العمران منذ الدولة البيزنطية إلى يومنا هذا وخاصة في المرحلة الاستعمارية. "إن السياسة الاستعمارية المنتهجة كانت تخدم الأوربيين فقط أما الأهالي فقد انتزعت منهم أراضيهم وذلك بسبب سلسلة من القوانين التعسفية مثل قانون فاريني lois warnier، وهذه العملية تمت بمساعدة البنوك الكبرى والشركات العقارية والرأسمالية وبذلك تحصلت شركة جنيف على الجزء الأكبر من الأراضي الفلاحية بمنطقة سطيف، وإنشاء الدولة الأوروبية على أثر القرار الملكي الصادر سنة 1847، ولقد استغلت الكثير من الآثار الرومانية كتكتلات عسكرية، ولقد تحددت المدينة النواة بأربع جدران محيطة مفتوحة على أربع جهات وتميزت بقسمين واضحي المعالم هما القسم الروماني يحوي على ثكنات عسكرية في حالة الدفاع، والقسم الجنوبي غني بالفواكه والخضر عالية الجودة".62

ب- الأهمية الوظيفية للمنطقةوتظهر هذه الأهمية في حيوية المنطقة وتعدد وظائفها، فمن ناحية فهي تقع بوسط المدينة، وهي الجزء الأهم من الشارع الرئيسي للمدينة المسمى 08ماي 1945، وتتمركز به العديد من المؤسسات والمقرات الإدارية والثقافية، والعديد من الخدمات الترفيهية والتجارية.

ج- مشاكل منطقة الدراسة:تبين من رصد وتحليل المنطقة من خلال الزيارات الميدانية، أن المنطقة تعاني من العديد من المشاكل والتي أثرت بشكل أو بآخر على الشكل الجمالي للشارع الرئيسي بوسط المدينة نحددها في:

* المشاكل الوظيفية

- استخدام أرصفة المشاة من قبل أصحاب الدراجات النارية والهوائية مع عدم وجود مسار خاص بهم، إضافة إلى السلوك غير السوي لبعض المارة الذين يصطحبون برفقتهم الكلاب.

- نقص الخدمات العامة وانخفاض كفاءة شبكة البنية الأساسية وتدهور حالة شبكة الطرق المحيطة والمؤدية للشارع.

- عدم الاهتمام بعناصر التأثيث والتنسيق وتأهيلها لحركة مستخدمي الشارع.

- غياب تام للعديد من عناصر التأثيث العصرية والمتطورة خاصة التكنولوجيات الحديثة.

* المشاكل الجمالية:وتتحدّدبالمشاكل المؤثرة بصورة سلبية على تشكيل الشارع الرئيسي بوسط المدينة وصورته لدى المستخدمين ومنها:

- انتشار التشوه البصري الواضح من خلال واجهات المباني المحيطة، فيلاحظ الخلط الواضح في مواد البناء من حيث الألوان وأنواع المواد المستخدمة، ولاسيما في واجهة المبنى الواحد، فنلحظ بعض الاهتمام بواجهات الأدوار الأرضية مع إهمال وعدم صيانة باقي الأدوار.

- عشوائية اللافتات وطابع المظلات الخاصة بالمحلات التجارية، سواء بالحجم أو اللون أو الشكل، مما يوجد نوعا من عدم الانسجام على امتداد الشارع ويقلل من الراحة البصرية لمستخدمي الشارع.

- غياب الوحدة والتنوع في التشكيل المعماري.

- إتلاف بعض العناصر الجمالية والوظيفية على غرار أحواض الزهور، الناتج عن قلة الوعي وعدم الاهتمام بهذه التفاصيل.

- قلة الاهتمام والصيانة لعناصر التأثيث والتنسيق.

- عدم الاهتمام بألوان عناصر التنسيق والتأثيث مما يضفي بعض الملل والرتابة.

- الجمود في التصميم الهندسي المتناظر للشارع وتوزيع عناصر التنسيق.

- غياب تام لعنصر الأشجار أو العناصر الطبيعية عدا بعض الأشجار بساحة الاستقلال.

1-3- الحدود الزمنية للدراسة: امتدت الدراسة لتشمل الفترة الممتدة من سنة 2016إلى نهاية سنة 2019والتي تميزت بمتابعة تقدم مشروع الترامواي الذي شكل عنصرا فجائيا مهما جدا خاصة بالشارع الرئيسي لوسط المدينة، حيث أحدث تغييرات كثيرة في المجال من خلال تجاوز العديد من العناصر القديمة المكونة لوسط المدينة خاصة ما يتعلق بغلق الشارع أمام حركة المركبات من الجهة الشرقية باتجاه الجهة الغربية والعكس كذلك، مع الإبقاء على حركة المركبات من الجهة الشمالية باتجاه الجنوبية والعكس كذلك. كما تمت إعادة تهيئة الأرضية المجاورة لمسار الترامواي، وتأثيثها بشكل يظهر مخططامسبقا من خلال وضع بعض مقاعد الجلوس، ومظلات على جانبي ساحة الاستقلالكما تم وضع حواجز حديدية، إشارات ضوئية، تبليط الأرصفة، وضع سلال القمامة، غرس الأشجار بساحة الاستقلال. إضافة إلى البحث عن عدد وافي من المراجع المهتمة.

وكانت الفترة بين سنة 2017إلى غاية شهر أفريل 2019تم التركيز على أهم المعطيات المستقاة من الكم النظري المعالج إضافة إلى تحديد الإجراءات المنهجية للدراسة الميدانية وتنفيذها، حيث تم النزول إلى الميدان في يوم 21/04/2019كأول دراسة استطلاعية، من أجل القيام بالتجربة الأولى لتقنية الملاحظة القصدية من أجل اكتشافالمجال وقدرات الباحث الميدانية، وتوالت الزيارات الميدانية في العديد من المرات من أجل ضبط جدول الملاحظة ليهتم بكل مكونات الشارع، وبعد ضبط تقنية الملاحظة، تمت التجربة بنجاح يوم الخميس 25/07/2019مساءًمن الساعة 16:00إلى غاية الساعة 22:00ليلا، من أجل الوقوف على التغيرات الحاصلة في الشارع بين النهار والليل في فصل الصيف، وكان اختيارنا ليوم الخميس لكون اليوم الموالي عطلة نهاية الأسبوع ما يمثل فرصة للأفراد والجماعات من أجل التجول وقضاء بعض الوقت بالشارع. وتم إعادة تنفيذ تقنية الملاحظة يوم الخميس 10/10/2019بعد الزوال من الساعة الواحدة ظهرا إلى غاية الساعة الثامنة مساءًوهذا في ظل الأحوالالمناخية الماطرة والباردة.

بالنسبة لتقنية المقابلة فبعد النزول للميدان بتقنية الملاحظة، أدركنا العديد من الحقائق الواجب طرح تساؤلات حولها من أجل الفهم الجيد للعملية التخطيطية، وما يعيقها وما يساعدها خاصة في الميدان. ما استدعى استخدامتقنية المقابلة الفردية المفتوحة غير المقننة، مع العديد من الأجهزة المسؤولة عن التخطيط الحضري، حيث كانت أسئلة المقابلات تتمحور حول: المهام الملقاة على عاتق كل جهاز، كذلك الرؤية التخطيطية والجمالية لكل جهاز، حدود تدخّلكل جهاز وخاصة على مستوى الشارع الرئيسي بوسط مدينة سطيف، أهم المشاكل والعراقيل القانونية والميدانية التي تواجه المخطط الحضري، تقييم التقنيات والوسائل المتاحة إلى غير ذلك من الأسئلة المفتوحة. وكانت المقابلات خلال فترات زمنية مختلفة من شهر ديسمبر 2019وشهر جانفي 2020.

وكأداة مساعدة وضبط لمقابلة الأجهزة المسؤولة عن التخطيط الحضري، وفي ظلّ أنّالدراسة تنتمي إلى الدراسات الاستكشافية، تمّتوظيف تقنية المقابلة كذلك مع مجموعة من الأساتذة الجامعيين ذويالتخصصات ذات الاهتمام المباشر وغير المباشر بالتخطيط والجمالية الحضرية. والتي تنوعت من حيث المعارف والمشارب. وتمحورت الأسئلة حول الفكر التخطيطي والجمالي لمختلف التخصصات والإمكانات العلمية والفلسفية والتقنية المتاحة لبلورة رؤية تخطيطية جمالية يمكن تنفيذها على أرض الواقع، وكانت على فترات زمنية مختلفة من شهر جانفي 2020.

بالنسبة لتقنية الاستمارة، تبين لنا من خلال التقنيتينالمستخدمتين، أنّهناك تغييبالعينة مهمة للدراسة، تتمثل في مستخدمي ومرتادي وزوار الشارع الرئيسي بوسط مدينة سطيف. ما دفعنا لاستخدام تقنية الاستمارةوكان ذلك على أوقات متفرقة من نهاية شهر جانفي 2020. وتم الاستعانةبمقياس رنسيس ليكرت Rensis likertالثنائي من أجل ضبط إجابات العينة، والحث على تقديم إجابات جدية بعيدة عن التخمين غير المجدي. كما تنوعت الأسئلة بين المغلقة والمفتوحة.

1-4- الحدود البشرية وعينة الدراسة: تعدّالعينة القصدية عملية استخدام الباحث لمعيار أو حكم خاص من جانبه حيث يتمكّنمن تكوين عينة بواسطة اختيار مجموعة من الأفراد أو المؤسسات. فالعينة القصدية هي: "العينة المكونة من العناصر المنتقاة بطريقة مدروسة على أساس بعض المتغيرات حتى تكون ممثلة للسكان الذين سحبت منهم".63

ولتحقيق الأهداف المعلنة يتعين تحديد عينة تتناسب ووضعية مجتمع البحث وقد حدّدتفي هذا البحث بالشكل التالي:

*الأجهزة المسؤولة عن التخطيط الحضري:

-  المديرية التقنية لبلدية سطيف.

- مديرية التعمير والهندسة المعمارية والبناء.

* مركز الدراسات الحضرية والإنجاز الحكومي U.R.B.A.S.

*نقابة المهندسين المعماريين لولاية سطيف CLOA.

* أساتذة جامعيون من تخصصات علمية مختلفة.

- مستخدمو ومرتادووزوار الشارع الرئيسي بوسط مدينة سطيف.

1-5- منهج دراسة الحالة: يعرف بأنه: ''مفيد في إعطاء معلومات لا يمكن الحصول عليها بأساليب أخرى.''64ومنهج دراسة الحالة ''يكون مناسبا للاستخدام عندما يكون تركيز البحث على ظاهرة معاصرة ضمن سياق الحياة الواقعي.''65كذلك فإنه ''يُفضّلاستخدامه عندما تكون هناك رغبة في دراسة حالة تحتوي على العديد من المتغيرات والعوامل المرتبطة مع بعضها البعض وحينما تكون هذه العوامل والمتغيرات يمكن ملاحظتها.''66وبالتالي يكون هو الأنسب للاستخدام من أجل تحقيق أهداف الدراسة الحالية.

1-5-1- مراحل استخدام منهج دراسة الحالة: يعتمد منهج دراسة الحالة على خطوات أساسية، أول هذه الخطوات هو تحديد الحالة محلّالدراسة ومحدداتها ونوعها وعددها. وتم اختيار وسط مدينة سطيف ليكون حالة دراسة، باعتبار المدينة عينة جيدة عن المدن الجزائرية وهي ضمن المدن المبرمجة في إطار مخطط المدن الكبرى في الجزائر، شهدت المدينة قفزة حضرية بعد إنجاز العديد من المشاريع الضخمة، على غرار أكبر مركز تجاري في الجزائر وبعض الفنادق من خمس نجوم، مشروع الترامواي والذي يقدم خدمة كبيرة على مستوىالنقل العمومي بالمدينة، كما أنه ساهم في تقديم بعض الإضافات الجمالية على طول مساره خاصة ضمن نطاق الدراسة، كما أنها مدينة يسهل بحثها والوصول إليها من طرف الباحث. وتم اختيار الشارع الرئيسي لوسط مدينة سطيف لأنه يحتوي على المكونات والعناصر الضرورية ليكون محرك أساسي للمدينة على جميع الأصعدة وهذا ما نهدف إليه، الوقوف على كل صغيرة وكبيرة تساهم في تقديم الإضافة الجمالية المرجوة من وجودها بوسط المدينة.

وبعد ذلك يأتي تحديد نوع دراسة الحالة التي سيتم التعامل معها، فلقد أوضحت الدراسات أن هناك العديد من أنواع دراسة الحالة مثل: ''دراسة الحالة التفسيرية، ودراسة الحالة الوصفية، ودراسة الحالة المتعددة، ودراسة الحالة المتعمقة، ودراسة الحالة الاستكشافية''.67والنوع الأخير هو المستخدم في دراستنا الحالية، وهو الخاص باستكشاف أوضاع معينة ضمن حالة الدراسة، حيث يتمّاستكشاف مساهمة التخطيط الحضري في إبراز العناصر الجمالية المكونة للشارع الرئيسي بوسط المدينة من خلال التقنيات والأدوات المتوفرة.

أما الخطوة الثانية فهي تحديد المفاهيم المطلوب دراستها فلقد قمنا في المحور الأول باستعراض مفاهيم الدراسة المرتبطة بالتخطيط الحضري ومفهوم الجمالية والمدينة، وتحديدها إجرائيا لفهم موضوع الدراسة، أما الخطوة الثالثة والخاصة بتحديد الأساليب المناسبة لإجراء الدراسة فتمّالاعتماد على الميدان كمصدر أساسي للمعلومات حيث يوفر للباحث المعلومات التي تساعد على تحقيق أهداف الدراسة.

1-6- أدوات البحث المستخدمة

1-6-1- الملاحظة القصدية: حيث "يقوم الباحث بالاتصالالهادف بموقف معين أو أشخاص معينين لتسجيل مواقف معينة". 68ويمكن استخدام الملاحظة في دراسة الحالة على نحو إجراء الملاحظات على مدى فترة زمنية معينة وإجراء الملاحظات للإستيثاق من صحة أقوال المبحوثين من خلال المقابلات والاستمارة، تم الإستعانة بتقنية الملاحظة القصدية وعلى فترات مختلفة بين فصل الصيف والشتاء والنهار والليل.

1-6-2- المقابلة: هي" تفاعل لفظي يتم عن طريق موقف مواجهة يحاول فيها لشخص القائم على المقابلة أن يستشفمعلوماتأوأداءأومعتقداتشخصآخرأوأشخاصآخرينللحصولعلىبعضالبياناتالموضوعية".69وتم تصميم دليل المقابلة بعدد أسئلة لم يتجاوز 12سؤالابالنسبة للمؤسسات و10أسئلة بالنسبة للأساتذة، لتحفيز المستجوبعلى تقديم إجابات صادقة وقيمة وواضحة، كما هو مبين في العنصر السابق الموسوم بـ: الحدود الزمنية للدراسة. وهي لا تزال قيد المعالجة والتحليل.

1-6-3-- الاستمارة: هي: "تقنية لإعداد وجمع البيانات المرقمة بأخذ شكل سلسلة من الأسئلة والبيانات المعدة مسبقا وتوضع بطريقة موحّدة توجّهإلى عينة من الأفراد، تمكننا من إعداد روابط إحصائية تفسّرممارساتهم، اتجاهاتهم أو آرائهم انطلاقا من وضعيتهم في المجال الاجتماعي".70وتم بناء الاستمارة وفق أهداف الاستمارة والمتمثلة في الحصول على معلومات وبيانات تتعلق بمعرفة الرؤية والتقييم الجمالي من طرف عينة الدراسة بالشارع الرئيسي لوسط مدينة سطيف. وتمّتقسيم الأسئلة إلى ثلاثة محاور وهي:

- المحور الأول: البيانات الشخصية لعينة الدراسة وتضمن 07أسئلة.

- المحور الثاني: بيانات حول الخصائص الجمالية للشارع الرئيسي بوسط مدينة سطيف، وتضمن 10أسئلة تنوعت بين النصف مفتوحة والمفتوحة.

- المحور الثالث: بيانات تقييم عينة الدراسة لجمالية الشارع الرئيسي بوسط مدينة سطيف، وتضمن 10أسئلة كلها مغلقة.

وتم وضع الأسئلة التأكيدية والضابطة وذلك لضمان الصدق في الإجابة كما تنوعت الأسئلة من المفتوحة إلى الأسئلة المغلقة والتي تتضمن خيارات للإجابة وذلك بغية تيسير مهمة المبحوث والمفتوحة لإراحته والتحليل.

ويستخدم الباحثون في دراسة الحالة الاستمارة عندما يكون الاتصال الفردي المباشر بجميع المشاركين غير ممكن وتكون البيانات المرغوب في جمعها غير شخصية. والاستبيان المصمم تصميما جيدا يمكن أن يستثير معلومات متعمقة. وهي لا تزال قيد المعالجة والتحليل.

1-6-4- الصور الفوتوغرافية: يعرف التصوير بأنه "تقنية تسجيل صورة كائن ما من خلال الضوء أو الإشعاع على مادة حساسة للضوء واستخدمت لأول مرة في الثلاثينيات من القرن التاسع عشر".71 الهدف من استخدام التصوير الفوتوغرافي، هو إلقاء الضوء واستكشاف بعض صور ومعالم الحياة اليومية بمنطقة الدراسة، والتي تعدّتعبيرا عن جزئيات ومجريات الحياة اليومية والواقع الاجتماعي لأفراد مجتمع الدراسة ويرى بعض الباحثين أنّ: "التصوير الفوتوغرافي يعتبر من أهم الوسائل التي يمكنها مساعدة الباحث على توثيق ملاحظاته أو إبراز صور الممارسة أثناء دراسة الظاهرة والمادة التي يجمعها الباحث بواسطة التصوير الفوتوغرافي يمكنه الانتفاع بها فقد تكون مكملة للملاحظة".72

استخدمنا هذه التقنية لتساعدنا في إعطاء صورة أدق للشارع قيد الدراسة واستعمالاته وكذا لتأكيد المعلومات التاريخية عن وسط المدينة والتغيرات التي لحقت به خاصة بعد مشروع الترامواي لهذا شملت الصور ثلاثة أنواع هي:

- صور قديمة لمنطقة الدراسة تحصلنا عليها من مواقع الأنترنيت وبعض الأصدقاء ذوي الاهتمام.

- صور ملتقطة من القمر الصناعي بالاعتماد على تطبيق google earth، حيث تحصلنا على صور تبين منطقة الدراسة بدقة.

وتمّتالاستعانة بتقنية التصوير لجمع عدد معين من الصور لكل المشاهد الجمالية المتاحة كما يراها الباحث من أجل استخدامها في التحليل وكذلك في توضيح بعض العناصر والمشاهد الخاصة بتقنية الملاحظة.

2- منطقة الدراسة وصف حالة

الهدف من الملاحظة هو وصف وتشخيص الحالة الصحية أو المرضية لمنطقة الدراسة.

2-1- ملاحظة مستخدمي الشارع الرئيسي: من خلال

2-1-1- الحركية: حركية عادية داخل النطاق يمكن أن تقاس بالمتوسطة كما يمكن الإشارة إلى أنّالحركية هي حركة عابرة وغير قصدية بالرغم من توفر الشارع على العديد من المحلات التجارية والمعالم السياحية، إضافة إلى تواجد أرصفة مغطاة ما يساعد على التنقل خلال الأجواء الممطرة مع حركية ضعيفة جدا بالليل. في حين أنّالحركية في الأيام المشمسة تكون أكبر حجماوأكثر نشاطاوإلى أوقات متأخرة من الليل.

2-1-2- السكون:سكون وقتي جدا ولا يتعدى المقاهي بالرغم من توفر مقاعد للجلوس بالفراغ مع تواجد مظلات بساحة الاستقلال، وغياب شبه كلي للأفراد والجماعات بالنطاق في الليل بسبب برودة الطقس. في حين أنّالسكون في الأيام المشمسة يكون لأوقات طويلة خاصة ضمن الفراغ وأرصفة المقاهي مع تواجد العديد من التجمعات الشبابية وإلى أوقات متأخرة من الليل.

2-1-3- اللباس:تنوع الألبسة الشتوية الخفيفة والتي يطغى عليها اللون الأزرق والأسود والبني بالنسبة للجنسين كما يمكن الإشارة إلى أنّالغالب هي ألبسة عصرية وغياب كلي للباس التقليدي على غرار 'القشابية'. في حين أنّاللباس الصيفي يتميّزبالعصرية مع تنوع كبير للألوان.

2-1-4- الممارسات والسلوكيات:بعض الممارسات غير المتحضرة على غرار ركن السيارات بممرات الحركة كذلك الرمي العشوائي لبعض الفضلات بالرغم من تواجد صناديق للمهملات كما وقفنا على غياب تام للأزهار والنباتات بأحواضها نتيجة تصرفات غير مسؤولة ما استدعى أحد الأفراد إلى وضع لافتة ورقية على بعض أحواض الزهور التي قام هو بغرسها معلقا بعبارة ''يرحم والديك متمسنيش'' ما يؤكد فرضية السلوكيات الشاذة لبعض الأفراد اتجاه التأثيث العام بالشارع. كما أنّهذه السلوكيات تكون أكثر حدة خلال الأيام الصيفية نسبة للحركية الكبيرة بالشارع.

2-2- أثر السلوك الإنساني على تشكيل المشهد العام: السلوك والأنشطة الإنسانية أحد مكونات الشارع وبالتالي يؤثّرسلوك الأفراد والجماعات بالشارع ويتأثّربه،ويتحدّدسلوك الأفراد بعدة أنماط:

2-2-1- سلوك الأفراد المقيمين: تتميّزالمنطقة بكثافة ضعيفة وزيادة مضطردة في حجم السكان وارتفاع أسعار الملكيات مع تواجد مشاكل الملكيات والورثة، اتجه البعض إلى ترك المنطقة وتحويل البنايات السكنية إلى مباني إدارية وتجارية، وبالتالي فإنّزيادة الاستثمارات في المنطقة أدت إلى زيادة المحلات التجارية ونتيجة لذلك زادت الخدمات على امتداد الشارع مما جعلها منطقة جذب حيوية.

2-2-2- أصحاب المحلات التجارية:يلاحظ سلوك أصحاب المحلات في تشكيل الواجهات التجارية مع ملاحظة الاهتمام الصارخ بالواجهات التجارية ذات الألوان والتصميمات المختلفة نتيجة المنافسة بين التجار وقلة الاهتمام بصيانة الواجهات لباقي الأدوار.وكذلك لجوء التجار إلى تبليط الأرضيات الملاصقة لمحلاتهم بأنواع مختلفة من البلاط أدّىإلى خلل في الصورة الجمالية.

2-2-3- تجار الأرصفة بالشارع الرئيسي:الملاحظ انتشار ضعيف لباعة الأرصفة واستغلالهم لبعض الأماكن في الفراغ كالأسوار وعناصر التأثيث لبيع منتجاتهم مع عدم وجود مكان مخصص لهم، كما يساهمون في تشويه المشهد الجمالي.

2-2-4-العاملونفي الشارع الرئيسي: لهم الدور الأكبر في المحافظة على الدور الوظيفي والجمالي للشارع من حيث النظافة وصيانة عناصر التنسيق والتأثيث وزراعة النباتات ومن الجدير بالذكر عدم وجود مكان دائم للقائمين على هذه الأعمال ولا وجود للإشراف والمتابعة من قبل البلدية.

2-2-5- سلوك مستخدمي الشارع الرئيسي:سلوكيات مستخدمي الشارع لها تأثير على جمالياتهووظيفتهحيث تؤدّيإتلاف العناصر النباتية من كسر غصون الأشجار وقطف الأزهار وكذلك إتلاف عناصر التأثيث وعدم المحافظة على نظافة المكان إضافة إلى بعض السلوكيات الخاطئة الناتجة عنقلة الوعي بأهميةهذه الفراغات والوظيفة المنوطة بها.كما أنّالأنشطة التي يقوم بها الأفراد تلعب دورا هاما في جماليات الشارع من خلال المشي والتجوال والانتظار والتسوق والترفيه، تناول الوجبات والمشروبات وغيرهامنالأنشطةالتي يغلب عليها الطابع الترفيهي والاجتماعي، وهناك أيضا الأنشطة الجماهيرية التي جعلت من الفراغ ساحة للتعبير عن الفرحة وحرية الرأي خاصة بالنسبة لمناصري الفرق الرياضية الزائرة لمدينة سطيف، حيث يتخذون من معلم عين فوارة مكانا لإطلاق أهازيجهم.

 

- صورة للتخريب الذي تعرضت له أحواض الزهور الحديثة.

2-3- تشكيل الشارع الرئيسي:فضاء يتميز بعمران أوروبي يعود للحقبة الكولونيالية، إضافة لبعض اللمسات العصرية من خلال الفنادق الحديثة والمتركزة بجوار معلم عين الفوارة. بعد مشروع الترامواي تمغلقه أمام حركة المركبات من الجهة الشرقية انطلاقا من ثانوية القيرواني وما يقابلها باتجاه الجهة الغربية إلى نهاية المسجد العتيق وما يقابله والعكس كذلك. فيما تبقى الحركة عادية من الجهة الشمالية باتجاه الجهة الجنوبية والعكس كذلك، تم رصّالأرصفة على جانبي مسار الترامواي ببلاط يطغى عليه اللون الرمادي مع خشونة محسوسة عند الاستخدام وهذا تماشيا ومناخ المنطقة الذي يتميز بفصل شتاء طويل ومثلج، في حين أنّبلاط الرصيف المغطى المجاور للأول والملاصق للبنايات يتميز باللون البني مع ملمس زلق، واجهات المباني تخضع للعمارة الأوروبية وغياب كلي للوحات الاعلانية وحتى الإرشاديةبالفضاء.

وتبرز هنا العلاقات الإيجابية بين المباني والفراغات المحيطة بها أو حتى بين المباني وبعضها البعض وأيضا بين الفراغات وبعضها البعض، لما لهذا من أثر قوي وواضح على التكوين العام للمشهد الجمالي الحضري للمدينة الذي يعيشه السكان صباحا ومساءًوتتأثر بشكل مباشر بالعناصر الآتية:

2-3-1- الكتل والواجهات:كون الشارع مفتوح فإن كتل المباني المحيطة تمثل الواجهات البصرية وهذه الواجهات ممتدة ومحددة بوظيفتها ومن تتبع الواجهات يلاحظ الانتقال المفاجئ من الامتداد الأفقي إلى الامتداد الرأسي فلا يوجد تدرج في خط السماء للمباني المحيطة وذلك نتيجة لغياب تطبيق القوانين التي تحكم ارتفاعات المباني في المنطقة أما الكتل الموجودة بالشارع فهي تتمثّلفي:

أ- عناصر خفيفة:تتمثّلفي عناصر التأثيث المبنية وهي عناصر بسيطة تحدد الفراغ ولا تحجب الرؤية كأحواض الزهور.

ب- عناصر جامدة:تتمثل في كتل مباني عناصر الخدمات الملحقة بالفراغ وتشمل الأكشاك، دورة المياه...، وهذه العناصر تحجب الرؤية وتقطع الاستمرارية في الاتصال البصري بين أجزاء الشارع.

ج- العناصر والمعالم المميزة:يتوفر الفضاء على مجموعة من المعالم على غرار: عين الفوارة، عين الدروج، ثانوية قيرواني، مسجد العتيق، ساحة الاستقلال، واجهات المباني على طول الشارع الرئيسي.

2-3-2- العناصر الجمالية المميزة للشارع الرئيسي:

أ- عين الفوارة: المعلم يبقى على حاله منذ مدة زمنية طويلة دون أي ترميم أو صيانة أو عمليات تجميلية، رغم غلقها لمدة لا بأس بها من أجل ترميم تمثال المرأة التي تعتلي النافورة بعد محاولة تحطيمه، لكن هذا الترميم لم يتعدّإعادة ما تمّتحطيمه من جسد التمثال.

 

- صورة لمعلم عين الفوارة وسط مدينة سطيف.

ب- منبع عين الدروج: وجود المياه بقوة مع إضافة مقاعد للجلوس خشبية دون مساند بنية اللون وذات قاعدة حديدية ويبقى كذلك من دون أي صيانة أو عمليات تجميلية.

 

- صورة لمنبع عين الدروج وسط مدينة سطيف.

ج- المسجد العتيق: تواجده في حالة كارثية من حيث عدم تناسق ألوانه بين الواجهة والمنارة وبوابة المسجد، ما يتطلب إعادة الاعتبارلهذا المعلم الديني، مع تجهيز منارته بإضاءة ليلية متعددة الألوان أضافت جمالية للمسجد.

 

- صورة ليلية تجمع بين جزء من ساحة الاستقلالوالمسجد العتيق.

د- ثانوية محمد القيرواني: يتمّترميم واجهة الثانوية والملاحظ من خلال الأشغال المستمرة هو محاولة المحافظة على الطابع المعماري المميز للثانوية.

 

- صورة فوقية لثانوية محمد القيرواني.

ه- واجهات المحلات على طول الشارع الرئيسي: اختلاف الأشكال والألوان حيث تتميّزبعدم التناسق والانسجاممع بعضها البعض ومع واجهات البنايات والطابع المعماري المميز للشارع، كما أنّالعديد من المحلات مغلقة تماما.

و- واجهات البنايات على طول الشارع الرئيسي: يغلب عليها الطابع المعماري الكولونيالي إضافة إلى تواجد العديد من النقاط السلبية من خلال بعض المشاريع غير المكتملةوالتي تؤثّرعلى المشهد الجمالي العام للشارع، تواجد العديد من البنايات الحديثة التي لا تنسجم مع المعمار المميز للشارع.

 

- صورة لأرضية الشارع والترامواي وبنايات حديثة مع واجهات قديمة.

2-3-3- الفراغات بالشارع الرئيسي

أ- الفراغ المقابل لثانوية القيرواني ونادي الضباط: مجهز بمواقف التراموايتشغل النسبة الكبيرة من الفراغ ودورة مياه، مقاعد خشبية ذات قاعدة حديدية من دون مساند بنية اللون، أرضية ذات بلاط خشن ولون رمادي. حواجز حديدية على طول مسار الترامواي بالفراغ.

ب- فراغ ساحة الاستقلال(عين الفوارة): مجهز بنافورة مياه (عين الفوارة) ومقاعد للجلوس تتنوع بين ذات مساند وأخرى دون مساند وبين الخشبية والحديدية ووجود مظلات حديثة، الفراغ أكثر اتساعامن الفراغ الأول، مجهز بحواجز حديدية على طول مسار الترامواي بالفراغ، مع إمكانية الوصول إلى نافورةعين الفوارة عن طريق مدخلين (مدخل صغير الحجم لا يكاد يظهر للعين المجردة، مع مدخل ثاني أكبر حجم مع عدم وجود أي تنوع لا من حيث الألوان ولا الأشكال)، تواجد بائع للمنحوتات الفنية ذات شكل النافورة، تواجد كشك خدمات مع كشك لبيع تذاكر الترامواي، إضافة إلى تواجد نقطة مراقبة للشرطة.

2-3-4- الأرضيات: مبلطة يغلب عليها اللون الرمادي المستمر ما يضفي نوعامن الرتابة بالشارع، اختلاف وتنوع مواد التشطيب للأدراج رغم قلتها مما يشوه الصورة الجمالية لها، كما تفتقد إلى عناصر تساعد في صعود ونزول الأطفال وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة مع عدم مراعاة التجانس.

أ- ممرات الحركة:تقع منطقة الدراسة في منطقة شريطية تمثل أحد أكثر المناطق أهمية وحيوية في مدينة سطيف، مما أكسبها صفة الامتداد الطولي، وتعتمد كل من حركة المشاة وحركة الترامواي على المحور الرئيسي للشارع، وبالتالي نلحظ أنّهناك تداخلا بين حركة المشاة وحركة الترامواي. ومن الممكن مشاهدة ورصد المنطقة من خلال الحركة في الممرات والتي ينتظم حولها عناصر التشكيل الأخرى، كما نلاحظ ارتباط الفراغ بشبكة من الممرات المؤدية إليه ووضوح التدرج لهذه الممرات من حيث الرتب والوظيفة، كما يلاحظ افتقار هذه الممرات لعناصر التنسيق. كما تتوفر على وسائل مساعدة لذوي الاحتياجاتالخاصة من أجل الحركة بأكثر حرية.

2-3-5- عناصر الخدمات العامة

أ- المؤسسات العمومية: العديد من المؤسسات على غرار: البنوك، قاعة للحفلات، مسجد العتيق، نادي الضباط، الفرع البلدي، ثانوية قيرواني، المركز الإقليمي الإعلامي العسكري، الخطوط الجوية الجزائرية، تنسيقية أبناء الشهداء، الشرطة، فضاء عمومي للأنترنيت، الترامواي.

ب- المؤسسات الخاصة: العديد من المؤسسات الخاصة على غرار: الفنادق، المطاعم، المقاهي، محلات تجارية متنوعة، أكشاك، مكاتب أعمال متنوعة، عيادات طبية.

2-3-6-العناصر الطبيعية: تواجد بعض الأشجار بفراغ ساحة الاستقلالوالملاحظ أنها مغروسة حديثا مع التطوير الحضري للشارع عدا الأشجار المحيطة بعين الفوارة، انعدام كلي لعنصر الشجرة على طول الشارع، كما أنّ هناك أحواضاللزهور مع انعدام كلي تقريبا لعنصر النباتات. وعدا تواجد عين الفوارة وعين الدروج، انعدام كلي لكل أنواع وأشكال العناصر المائية.

2-3-7- العناصر الاصطناعيةبالشارع الرئيسي

أ- مقاعد الجلوس: تتواجد بساحة الاستقلالوتتنوع بين الخشبية من دون مساند مع قاعدة حديدية بنية اللون تتموقع بشكل طولي، والحديدية ذات مساند تتلون بالبني والرمادي الفاتح وتتموقع تحت المظلات بشكل خماسي. كما تتواجد بالفراغ المقابل لثانوية القيرواني ونادي الضباط مقاعد خشبية مع قاعدة حديدية، دون مساند بنية اللون تتموقع بشكل طولي.

ب- عناصر التظليل: تواجد مظلات حديثة كبيرة الحجم بساحة الاستقلال اثنتينعلى كل جانب. إضافة إلى السقف الإسمنتيعلى طول الشارع ومن الجانبين والذي يغطي الرصيف الملاصق للبنايات، كعنصر تظليلمع غياب تام لعناصر التظليلالطبيعية.

ج- وحدات الإضاءة: تتواجد على طول الشارع على اختلاف وظائفها، إضافة إلى وحدات إضاءة بمواقف الترامواي، وساحة الاستقلال. والملاحظ أنّالإنارة ضعيفة نوعا ما خاصة بأماكن الجلوس مع الأخذ بعين الاعتباراللون الرمادي المميز للأرضية ما يؤثر على الإضاءة العامة، إضافة إلى عدم وجود وحدات إضاءة خاصة بمعالم الشارع، مع وجود إنارة ملونة لمنارة المسجد العتيق.

د- اللافتات وعلامات الإرشاد والتوجيه: عدا اللافتات التعريفية بمواقف الترامواي. انعدام كلي لكلّأنواع اللافتات وعلامات الإرشاد والتوجيه.

ه- لوحات الدعاية والإعلان:عدا لوحات الدعاية الخاصة بالمحلات والمؤسسات المتواجدة بالشارع. انعدام كلي للوحات الدعاية والإعلان على طول الشارع.

و- أحواض الزهور: تواجد أحواض الزهور بين الفراغين بالشارع إلا أنّالملاحظ هو غياب عنصر النبات أو الزهور.

ز- أغطية أحواض الأشجار ومناهل صرف المياه: تواجد أغطية لأحواض الأشجار المتواجدة بساحة الاستقلالمع تواجد أغطية لمناهل صرف المياه، والملاحظ أنّالأغطية بالنسبة للعنصرين تتميز باللون نفسه كما أنّبعض مناهل صرف المياه تتواجد في غير مكانها المنطقي.

ح- الحواجز: الحواجز بالشارع من الحديد ذيلون رمادي قاتمولا تضفي على الشارع الحيوية المرجوة، وهي تفصل أرصفة المشاة المحيطة بالشارع عن مسار الترامواي بالفراغين.

ط- إشارات المرور: متواجدة على طول الشارع بمقاسات وأشكال متنوعة بين العادية وثلاثية الألوان مع وجود إشارات مرورية صوتية.

ي- كاميرات مراقبة: تواجد كاميرات مراقبة بالعديد من النقاط على مستوى الشارع.

ك- صناديق المهملات: تواجدها يقتصر على ساحة الاستقلالوالفراغ المقابل لثانوية القيرواني ونادي الضباط، والملاحظ إهمالها وعدم صيانتها وتجديدها دوريا. وهي من أهم العناصر للمحافظة على سلامة ونظافة الشارع.

ل- العناصر النحتية: تواجد تمثال نصفي للشهيد سعال بوزيد، إضافة إلى تمثال المرأة الذي يعتلي عين الفوارة.

2-3-8- علاقة الشارع الرئيسي بالشوارع المجاورة له: الملاحظ هو صعوبة الحركة من وإلى الشارع الرئيسي لأسباب متنوعة أهمها عدم وجود تنسيق بين الشوارع بوسط المدينة، إضافة إلى الإنارة الضعيفة جدا بالشوارع المجاورة.

2-3-9- التجهيزات الخاصة بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة: تواجد العديد من التجهيزات على غرار:

- منبهات صوتية بالإشارات المرورية.

- منبهات أرضية تساعد على قطع مسار الترامواي.

- مساعدات كأعمدة ذات مقاسات مدروسة عبر ممرات الحركة.

- مسارات من خلال منبهات أرضية عبر كل مواقف الترامواي.

2-3-10- النظافة العامة بالشارع: الملاحظ وفي ظلّتساقط الأمطار تكون سيئة من خلال تواجد الأوحال نتيجة تراكم الأتربة والغبار، كذلك تواجد الفضلات والمهملات المتناثرة بالشارع خاصة بساحة الاستقلالوالفراغ المقابل لثانوية قيروانيونادي الضباط.

3- نتائج الدراسة في ظل التراث النظري

تمكنا من خلال الدراسة الميدانية من أن نجيب عن التساؤل الموجّهللدراسة. فالتخطيط الحضري وجماليات الشارع الرئيسي بوسط مدينة سطيف تربطهما علاقة قوية، حيث نجد أنّهكلما كانت هناك إضافات تخضع لتخطيط وتصميم حضري يتناسب وخصوصية الشارع، يكون هذا الأخير أكثر جمالية فالتخطيط الحضري هو المحدّدللمشهد الجمالي العام للشارع، كما أنّهذا الأخير وبما يملكه من موروث وصورة ذهنية لدى الأفراد والجماعات يساهم ويساعد في الترويج لهذه الجمالية. ويمكن للتخطيط الحضري إبراز العناصر الجمالية بالشارع وهذا يرجع لقوة هذه العناصر، إضافة لكون الشارع يتميز بفراغات يمكن من خلالها القيام بعمليات تدخل أو تحديث وتطوير على غرار عمليات إعادة التهيئة والتأهيل والترميم، ما يساعد على وضع أفضل المعالجات من أجل بلوغ الصورة الجمالية المنشودة.

يملك التخطيط الحضري في الجزائر الآليات والأدوات لترقية الشارع الرئيسي بوسط مدينة سطيف جماليا، ولكن المؤكد أنه لا يملك الإمكانات من أجل المتابعة والصيانة والمراقبة القبلية ولا البعدية، من أجل الديمومة والمحافظة على المكاسب والمشهد الجمالي العام لهذا الفضاء. إذ يساهم التخطيط الحضري في إبراز العناصر الجمالية بالشارع، وهذا من خلال العديد من الأفكار والمشاريع التي ترفع من مردوديته جماليا، ولكنها تبقى محدودة محدودية التقنيات والذهنيات بالرغم من صياغة العديد من القوانين على غرار القانون التوجيهي للمدينة الجزائرية 06/06والذي يبقى مبهمامن دون مراسيم تنفيذية، وحتى قانون مطابقة البنايات 15/08تشوبه اللامبالاة من طرف السلطات المعنية، وعدم الاهتماممن طرف الساكنة.

خاتمة

كنتيجة عامة للدراسة فالتخطيط الحضري يساهم عن طريق أدواته وتقنياته في إبراز العناصر الجمالية بالشارع الرئيسي لوسط مدينة سطيف من خلال المخططات العامة للمدينة، إضافة لمجمل العمليات العمرانية ذات التدخل المباشر على غرار عمليات إعادة التهيئة والترميم والتجديد والتطوير الحضري، وهذا كله يعتمد على دراسات حضرية جادة تتبنى مفهوم الجماليات وتحترم خصوصيات المجال والذوق العام.

كما يمكن أن تفتح الدراسة المجال واسعا أمام الباحثين وطلبة الدراسات العليا خاصة في تخصصات المدينة، لاستكمال البحث عن القيم الجمالية ومساهمة التخطيط الحضري في الارتقاء بالشكل المعماري وجماليات المدينة الجزائرية. ويمكن أن تفتح كذلك مجال التعمق أكثر بالبحث والتحليل لجوانب جمالية أخرى بمدينة سطيف وغيرها من المدن الجزائرية التي تملك من العناصر الجمالية التاريخية والحديثة ما يجعلها مناخ بحث خصب، كما يمكن توسيع نطاق الاستفادة والتطبيقات على مختلف جوانب العمارة المعاصرة من خلال تخطيط حضري موصول بتاريخ وحضارة المدن الجزائرية وخصوصية المجتمع لا أن نفصل بينهم، وتنقلنا هذه الدراسة إلى البحث في النقد السوسيولوجي للمشاريع والمخططات العمرانية بالمدينة الجزائرية من باب الوظيفية والجمالية باعتبارهما وجهين لعملة واحدة

الهوامش

  1. - معاوية سعيدوني، أزمة التحديث والتخطيط العمراني في الجزائر جذورها، واقعها، آفاقها، مجلة عمران للعلوم الإجتماعية والانسانية، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، العدد 16، المجلد 04، قطر، 2016، ص34.
  2. - عبد الهادي محمد والي، التخطيط الحضري- تحليل نظري وملاحظات واقعية-، دار المعرفة الجامعية، الاسكندرية، مصر، 1983، ص20.
  3. - عبد الواحد لؤلؤ، موسوعة المصطلح النقدي المأساة الجمالية الرومانسية المجاز الذهني، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ط32، صص198/269.
  4. - محمد عاطف غيث، علم الاجتماع الحضري-مدخل نظري-، دار المعرفة الجامعية، جامعة الإسكندرية،1987، ص ص16/17.
  5. - سمر محمد أبو غالي، استراتيجيات التطوير الحضري لمراكز المدن، الجامعة الإسلامية غزة، فلسطين، 2013، ص65.
  6. – فاروق عباس حيدر، تخطيط المدن والقرى، منشأة المعارف، ط1 ، مصر،1994 .ص25.
  7. - إبراهيم حازم محمد، تأملات في الفراغات، مجلة عالم البناء، العدد 26، إصدار مركز الدراسات التخطيطية والمعمارية، القاهرة، ص06.
  8. -  بوقعة فاتح، قارح جمیل: التحسین الحضري في المدن الجزائریة –حالة مدینة سطیف-، مذكرة تخرج، جامعة العربي بن مھیدي، أم البواقي،2008 ص08.
  9. - المرجع نفسه، الصفحة نفسها.
  10. –عمراوي أحمد، محجوب حكیمة، إعادة تھیئة مركز مدینة عین البیضاء، مذكرة تخرج، قسم التسییر والتقنیات الحضریة، جامعةالعربي بن مھیدي، أم البواقي،2009،ص01.
  11. –ملیكة لعباني وآخرون: تنظیم وإعادة ھیكلة المراكز القدیمة –حالة مدینة سكیكدة-، مذكرة تخرج قسم التسییرو التقنیات الحضریة، جامعة قسنطینة،1997،ص177/178.
  12. – إسلام العلوي، الساسي بوعود: المشروع الحضري في إطار التحسین الحضري- حالة حي عباشة عمار سطیف-، جامعة العربي المھیدي، أم البواقي،2010،ص10.
  13. -المرجع نفسه، الصفحة نفسها.
  14. -Secchi Bernardo: propos recueillis par thierrypaquot, paris, 1999 pp82/85.
  15. - بن غالية وليد، بلفتحي كريمة: إعادة الهيكلة والإدماج الحضري للأحياء السكنية الجديدة بمدينة قسنطينة –حالة حي بالصوف- ماستر تهيئة ومشاريع المدينة، جامعة العربي بن مهيدي، أم البواقي، 2017، ص23.
  16. -MaouiaSaadouni: element d’introduction al’urbakasbah,volume 2, 2005,p50.
  17. -B. Khalfallah: Reconstruction spontanée entre rejet et intégration, Institut de Gestion technique urbaine, centre universitaire de M'Sila, Algérie, 2004, p35.
  18. - مريم عثمانية، الرونق الجمالي للمدينة، مجلة العلوم الإنسانية، العدد السادس، ديسمبر 2016، جامعة قسنطينة، الجزائر، ص38.
  19. - المرجع نفسه، الصفحة نفسها.
  20. - المرجع نفسه، ص42.
  21. - المرجع نفسه، الصفحة نفسها.
  22. - المرجع نفسه، ص43.
  23. - بوضیاف، عمار، شرح قانون البلدیة، ط01، دار جسور للنشر والتوزیع، الجزائر، 2012، ص214.
  24. - المرجع نفسه، الصفحة نفسها.
  25. - مهزول عیسى، صلاحیات رئیس المجلس الشعبي البلدي في مجال العمران، ط01، دار جسور للنشر والتوزیع، الجزائر، 2014، ص47.
  26. - الزنكة عدنان، سلطة الضبط الإداري في المحافظة على جمال المدن وروائها، منشورات الحلبي الحقوقية، لبنان، 2011، ص101.
  27. - مريم عثمانية، الرونق الجمالي للمدينة، مرجع سابق، ص43.
  28. - جلول زناتي، تشريع التعمير والتطوير العقاري في الجزائر، ندوة التنمية العمرانية الأولى، التطوير العقاري والإسكان المستدام، الدمام، 2010، ص303.
  29. - المرجع نفسه، الصفحة نفسها.
  30. – الكم عبد الفتاح أحمد، تطوير وتحسين العناصر البصرية والجمالية في المنطقة المركزية لمدينة طولكرم، رسالة ماجستير منشورة، جامعة النجاح الوطنية، فلسطين، 2009، ص95.
  31. - أمين محمد خيري، تنسيق المواقع كأداة لرفع مستوى الفراغ العمراني-نموذج تطبيقي مشروع- تطوير المنطقة المركزية في المدينة المنورة، مجلة جامعة الأزهر الهندسية، 2003، ص125.
  32. – سليمان محمد أحمد، منهج لتجميل البيئة البصرية للمدينة العربية، دراسة حالة مدينة الكويت، المجلة العلمية، العدد38،الإصدار02، جامعة عين شمس، القاهرة، 2003، ص235.
  33. - المرجع نفسه، الصفحة نفسها.
  34. – الحسين يعلي محمد، العوامل المؤثرة على تخطيط وتنسيق الفراغات والمناطق الخضراء في المجاورة السكنية المصرية، رسالة ماجستير غير منشورة، كلية الهندسة، جامعة الأزهر، 1988، ص145.
  35. - المرجع نفسه، ص 235.
  36. - المرجع نفسه، ص145.
  37. - المرجع نفسه، ص237.
  38. - المرجع نفسه، الصفحة نفسها.
  39. - المرجع نفسه، ص145.
  40. - المرجع نفسه، ص 237.
  41. - عباس مكرم محمد، الأمان الحضري، التصميم العمراني من وجهة نظر المرأة، حالة دراسية مدينة نابلس، رسالة ماجستير منشورة، جامعة النجاح الوطنية، 2008، ص135.
  42. – الحسين يعلي محمد: العوامل المؤثرة على تخطيط وتنسيق الفراغات والمناطق الخضراء في المجاورة السكنية المصرية، مرجع سابق، ص145.
  43. - Ozer.B&Baris.M.E: Landscape Design and Parks User’sPreferences, Procedia Social and Behavioral Sciences, Volume 82, 3 July2013, Pages 604-607.
  44. جمعة أحمد عواد: منظومة الفراغات العمرانية في المدينة المصرية، رسالة دكتوراه غير منشورة، جامعة بنها، 2011، ص230.
  45. – صدقي طارق محمد، والبسطويسي أشرف السيد: تخطيط ومعالجة الفراغات العمرانية ضمن النسق العمراني العام للمدينة، مؤتمر الإسكان العربي الأول، استدامة البناء في المنطقة العربية وخاصة البيئة الصحراوية، القاهرة، المركز القومي لبحوث الإسكان والبناء، 2010، ص251.
  46. - هاني خليل صالح الفران: الخصائص والعناصر البصرية والجمالية في المدينة –دراسة تحليلية لوسط مدينة نابلس، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة النجاح الوطنية، فلسطين، 2004، ص196.
  47. - هند فؤاد جميل ياسين: دور عناصر تنسيق الموقع في إثراء القيم الجمالية والوظيفية للفراغات الحضرية، -حالة دراسية حديقة الجندي المجهول في مدينة غزة-، رسالة ماجستير غير منشورة، الجامعة الإسلامية، فلسطين، ص71.
  48. - المرجع نفسه: ص83.
  49. -مقال مترجم لـ: صورية مولوجي فروجي بعنوان:Military know and colonial urbanmodernity. The role of MilitaryEngineers in the transformation of Algerian towns: the example of Oran (1831-1870),بمجلة إنسانيات المجلة الجزائرية في الأنثروبولوجيا والعلوم الاجتماعية الصادرة عن مركز كراسك وهران، عبر الموقع: https://insaniyat.crasc.dz/index.php/fr/cahiers-insaniyat/76-cahiers-insaniyat/c4-2013/1842-
  50. -http:// www. Setif.19.com. le 03042019.
  51. – شوقي عبد الله بوزيد: النمو الحضري وآليات الأطراف، ماجستير في التهيئة العمرانية، جامعة قسنطينة،2002،ص09.
  52. -http:// www. Setif.19.com.le 03042019.
  53. -Saïd Atoui: Problématique de l’urbanisation spontané en Algérie -cas de Sétif-, thèse de magistère d’architecture, constantine, 2001-2002, p58.
  54. -Denise Morel: Setif de ma jeunesse, Septembre, 2001, p12, (CD).
  55. -Denise Morel: Setif de ma jeunesse, Septembre, 2001, p12, (CD).
  56. -http:// www. Setif.19.com.le 03042019.
  57. -http:// www. Setif.19.com. le 03042019.
  58. -http:// www. Setif.19.com. le 03042019.
  59. -http:// www. Setif.19.com. le 03042019.
  60. -Monographie wilaya de SETIF. P07.
  61. -http://setif-maps.blogspot.com/2015/08/centre-ville.html le 27/01/2020 a 23 :29.
  62. - مديرية التخطيط والتهيئة العمرانية: مصلحة الدراسات الاقتصادية والاجتماعية، ولاية سطيف بالأرقام 1995، ط11، ص04.
  63. - لطرش سارة: تأثير النمو السكاني في تغير مورفولوجية المدينة –دراسة ميدانية بمدينة سطيف-، رسالة ماجستير، جامعة سطيف02، ص116.
  64. -J.Rowley:Management research news,European Management Journal, 2002, via le site web:https://www.scirp.org/(S(czeh2tfqyw2orz553k1w0r45))/reference/ReferencesPapers.
  65. - Yin. RK: Case studyresearch Design and methods, 4th ed, Thousand Oaks, 2009, via le site web: https://journals.nipissingu.ca/index.php/cjar/article/view/73.
  66. - raya fidel: journal of the association for information science and technology, wileyediting services, volume 35, issue 04, 1984, p211.
  67. - raya fidel: journal of the association for information science and technology, op.cit, p211.
  68. - عبيدات ذوقان وآخرون، البحث العلمي مفهومه وأدواته وأساليبه، 1984، ص154.
  69. – طلعت إبراهيم لطفي، أساليب وأدوات البحث الاجتماعي، دار غريب للبحث والنشر، مصر، 1995، ص85/86.
  70. 70. - ريمون كيفي ولوك فان كمبهود، دليل الباحث في العلوم الاجتماعية، تعريب يوسف الجباعي، المكتبة المصر   للطباعة والنشر، لبنان، 1997، ص 226.
  71. -Andy.G, Helmut.G, Naomi.R and others: History of photography, sur le site web www.britannica.com, Retrieved 25-10-2018.
  72. –محمد الجوهري: علم الفولكلور دراسة في الأنثروبولوجيا الثقافية، مكتبة النصر للنشر والتوزيع، ط06، ج01، القاهرة،2004،ص267.

 

@pour_citer_ce_document

خالد بن مهني / عبد الرزاق أمقران, «التخطيط الحضري آلية لإبراز جمالية المدينة الجزائرية-وسط مدينة سطيف أنموذجا-»

[En ligne] ,[#G_TITLE:#langue] ,[#G_TITLE:#langue]
Papier : ص ص 30-53,
Date Publication Sur Papier : 2020-08-17,
Date Pulication Electronique : 2020-08-17,
mis a jour le : 17/08/2020,
URL : https://revues.univ-setif2.dz:443/revue/index.php?id=7006.