مستوى الأسلوب المعرفي (الاستقلال في مقابل الاعتماد على المجال الإدراكي) لدى المتعلمين بالسنة أولى ثانوي في ضوء متغيري الجنس والتخصص الدراسيthe level of the cognitive style (Independence / dependance) of the first year learners. In the light of the gender and academic specialty variables
Plan du site au format XML


Archive: revues des lettres et sciences sociales


N°01 Avril 2004


N°02 Mai 2005


N°03 Novembre 2005


N°04 Juin 2006


N°05 Juin 2007


N°06 Janvier 2008


N°07 Juin 2008


N°08 Mai 2009


N°09 Octobre 2009


N°10 Décembre 2009


N°11 Juin 2010


N°12 Juillet 2010


N°13 Janvier 2011


N°14 Juin 2011


N°15 Juillet 2012


N°16 Décembre 2012


N°17 Septembre 2013


Revue des Lettres et Sciences Sociales


N°18 Juin 2014


N°19 Décembre 2014


N°20 Juin 2015


N°21 Décembre 2015


N°22 Juin 2016


N° 23 Décembre 2016


N° 24 Juin 2017


N° 25 Décembre 2017


N°26 Vol 15- 2018


N°27 Vol 15- 2018


N°28 Vol 15- 2018


N°01 Vol 16- 2019


N°02 Vol 16- 2019


N°03 Vol 16- 2019


N°04 Vol 16- 2019


N°01 VOL 17-2020


N:02 vol 17-2020


N:03 vol 17-2020


N°01 vol 18-2021


N°02 vol 18-2021


N°01 vol 19-2022


N°02 vol 19-2022


N°01 vol 20-2023


N°02 vol 20-2023


A propos

avancée

Archive PDF

N:02 vol 17-2020

مستوى الأسلوب المعرفي (الاستقلال في مقابل الاعتماد على المجال الإدراكي) لدى المتعلمين بالسنة أولى ثانوي في ضوء متغيري الجنس والتخصص الدراسي

the level of the cognitive style (Independence / dependance) of the first year learners. In the light of the gender and academic specialty variables
ص ص 140-153
تاريخ الإرسال: 2019-05-05 تاريخ القبول: 2020-06-21

بلدية بن زطة
  • resume:Ar
  • resume
  • Abstract
  • Auteurs
  • TEXTE INTEGRAL
  • Bibliographie

هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على مستوى الأسلوب المعرفي " الاستقلال في مقابل الاعتماد على المجال الإدراكي" لدى المتعلمين بالسنة الأولى ثانوي في ضوء متغيري الجنس والتخصص الدراسي، حيث تم اعتماد مقياس الأشكال المتضمنة (الصورة الجمعية للباحث أنور الشرقاوي)، على عينة مكونة من 114متعلما نظاميا بثانوية محمد الشريف مساعديه ببلدية المسيلة، وقد أسفرت الدراسة على النتائج الآتية: مستوى الأسلوب المعرفي الاستقلال في مقابل الاعتماد على المجال الإدراكي متوسط لدى المتعلمين سنة أولى ثانوي.   لا توجد فروق دالة بين متوسطات درجات الاستقلال- الاعتماد على المجال الإدراكي تغزى لمتغير الجنس والتخصص الدراسي.

                الكلمات المفاتيح: الأسلوب المعرفي الاستقلال في مقابل الاعتماد على المجال الإدراكي، المتعلمون بالسنة أولى ثانوي

L'étude visait à identifier le niveau de style cognitif (indépendance / dépendance) des apprenants de première année. À la lumière des variables de genre et de spécialité académique. L'échelle des "formes contenant les images collectives" du chercheur "ANWAR MOHAMED ELSHARQUAUI" a été adaptée sur un échantillon de (114) apprenants réguliers de l'école secondaire "MOHAMED CHERIF MESSAADIA" à M 'sila city.- Les résultats de l'étude sont les suivants:- le niveau du style cognitif (indépendance / dépendance) sur le champ de perception était moyen pour les apprenants secondaires du second degré.- il n'y a pas de différences significatives entre les degrés moyens de (indépendance / dépendance) du champ de perception attribuables aux variables de genre et académique.

Mots-clés :- style cognitif (indépendance / dépendance) - apprenants de deuxième année

The Study aimed to identify the level of the cognitive style (Independence / dependance) of the first year learners. In the light of the gender and academic specialty variables. The scale of "shapes containing the collective pictures" of the researcher "ANWARMOHAMED ELSHARQUAUI", was adapt on a sample of (114) regular learners at the secondary "MOHAMED CHERIF MESSAADIA school" in M'sila city.- The results of the study were as Following:- the level of the cognitive style (Independence / dependance) on the perception field was average for the 1etsecondaryyearlearners.- there's no significant differences between medium degrees of  (Independence / dependance) on the perception fiel disattributed to the variables of gender and academic.

Key wards:  cognitive style (Independence / dependance)- 1etsecondaryyearlearners

Quelques mots à propos de :  بلدية بن زطة

 جامعة محمد بوضياف– المسيلةBaldia.Benzetta@Univ-Msila.Dz

مقدمـة

يتحدد السلوك الإنساني بجملة المحاولات الموجهة إلى إشباع الحاجات المختلفة لذا فإنه يخضع إلى خبرات الفرد الناشئة عن تفاعله مع الشروط المادية والاجتماعية التي يتوفر عليها حيزه، أو مجاله السلوكي وبدورها هذه الخبرات تتأسس على عملية الإدراك التي تمثل طريقة التفسير وإعطاء المعاني للمثيرات والأحداث والمواقف المنتهجة من قبل الفرد.

لقد أقر المعرفيون عبر مقارباتهم القائمة على خرائط معالجة المعلومات بأن هناك كيفيات عقلية تعتبر بمثابة عادات فكرية مستقرة نسبيا، تترتب عنها استجابات الأفراد في شكل تفضيلي، وهي مسؤولة عن الفروق فيما بينهم في الممارسات المعرفية، وكذلك في المجال الاجتماعي  ومواقف التعلم وحل المشكلات، تم ترسيمها بمصطلح "الأساليب المعرفية"، والتي تعددت تصنيفاتها في البحوث والدراسات منها أسلوب الاستقلال في مقابل الاعتماد على المجال الإدراكي، الذي يقسم الأفراد إلى فئتين فئة تحليلية تستند إلى الذات كإطار مرجعي، وفئة شمولية تستند إلى الآخر كإطار مرجعي. ولأن أبعاد الشخصية ترتقي عبر المراحل النمائية للفرد بأثر من العوامل البيولوجية، والاجتماعية والثقافية فإن البعد الإدراكي يتأسس على سلسلة الإرتقاءات من الطفولة إلى الرشد. ولعل مرحلة التعليم الثانوي تهيكل وحدة سلوكية تكاملية، يتسم فيها المتعلم الذي يواكب المراهقة بتوظيفها عاطفية. واجتماعية، وعقلية، تجعله واضحا في إدراكاته لحاجاته الشخصية، وراغبا في تحديد معنى لوجوده، عبر تأكيد ذاته وانتمائه في أطر علائقي خارج أسرية، مما يجعله يتموضع بين الإحساس بالتمايز والاستقلالية عن الآخرين، في مقابل الإحساس بالتبعية والاعتمادية.

من هذه المنطلقات حاولنا عبر هذه الدراسة الكشف عن مستوى الاستقلال لدى المتعلمين بالسنة أولى ثانوي في مقابل الاعتماد على المجال.

- إشكالية الدراسة

تهيكل الدراسات السيكولوجية سياقات بحثية تستهدف محركات السلوك الإنساني عبر تحديد السمات الموروثة، والخصائص الاكتسابية التي تشكل الشخصية، وتقف وراء إصدار الأفراد لأنواع النشاط والاستجابات، وتتحكم في مدى توافقهم الذاتي والمجتمعي وتتمظهر خاصيات الشخصية في جل الانتاجات السلوكية، ولعل التعلم يمثل وضعيات حية لاحتكاك هذه الخاصيات مجتمعة في البناء النفسي للمتعلم بمتضمناته العاطفية الوجدانية. والحس حركية، والاجتماعية، والعقلية، التي تترافق كلها مع عوامل النضج والإيقاع البيولوجي للمتعلم، وممارساته الذاتية في تشكيل الخبرات.  

ويقتضي التعلم تنظيما ذهنيا للمعطيات، يعمل به المتعلم على معالجة المثيرات التي تتوفر عليها الأنشطة التعليمية، إذ تشير خرائط السير العقلي التي أسس لها المنظرون المعرفيون إلى أن الفهم والاستيعاب يتوقف على استثمار المتعلم لآليات المعرفية من إحساس وإدراك، وانتباه وذاكرة، وتفكير وبعد الإدراك عملية أساسية في تكوين السجل المعرفي للفرد، لأنه يحقق التفسير، والترجمة للمواضع الحسية، ويحولها إلى معاني، وتمثلات مجردة. (Anderson,1999,204)

في هذا الصدد، تحيلنا التقارير البحثية إلى أن المعالجات الإدراكية هي قضية فارقيه، إذ وثق المنظر الأمريكي « Witkin » (1959) في مؤلفة الشخصية من منظور الإدراك لقضية التمايز النفسي التي تفسر إذا كان التحكم في الإدراك يصدر عن داخل الفرد، أم عن الخارج ممثلا في المجال. (رشوان، 2006، 196).

ليقدم بذلك تضمين الأسلوب المعرفي الذي يبرز الكيفية الإدراكية التي يعتمدها الفرد في جل المواقف الحياتية، كبعد ثابت نسبيا في الشخصية. تتميز بكونها ثنائية القطب، حيث يتوزع الأفراد على كل قطب من منظور سماتهم، وتفضيلاتهم الشخصية، وليس من منظور السلبية أو الإيجابية فقد يميل البعض مثلا إلى التسرع، والمخاطرة في حين يميل البعض الآخر إلى التأمل والفحص. ويعد أسلوب "الاستقلال في مقابل الاعتماد على المجال الإدراكي" الأول في منظومة الأساليب المعرفية من حيث التناول والدراسة.

وتأسيسا على ما جاء في كتابات المنظر « Witkin »فإن الأشخاص وفقا لهذا الأسلوب يكونون إما متفردين، يتمتعون بالقدرة على التحليل، وفصل العناصر عن سياقها الكلي، بحيث يكون إدراكهم للأجزاء واضحا، هؤلاء يمثلون الأفراد المستقلين إدراكيا، أو يكونوا محبين للتجميع، يتأثرون بالخبرات التشاركية وضعيفي القدرة على عزل المثيرات عن سياقها الكلي، بحيث يكون إدراكهم شموليا، وهؤلاء يمثلون الأفراد المعتمدين مجاليا. (يوسف، 2001، 172).

لهذا نجد بأن هذا الأسلوب يتداخل مع السمات الوجدانية، والعقلية، لينعكس في إسنادات الفرد لأسباب سلوكه، وفي اختياراته المهنية، والدراسية، والعلائقية ويتأثر بعوامل النمو، والتنشئة الاجتماعية، مما يقودنا إلى مكاشفة خاصيات المتعلم بالمرحلة الثانوية، من نضج إدراكي، وتفكير مجرد متحرر، ورغبة في الاستقلالية عن المواضيع الوالدية والتعلق بها في ذات الوقت، والميل إلى تكوين نسق فكري فردي لكن تتدعم كذلك التوجهات لديه نحو الاجتماعية بفضل ما تحققه المدرسة من فرص العمل الجماعي، ومعرفة الآخر. وتفعيل التماهيات بنماذج سلوكية غيرية كل هذه الملامح تؤكد معاش المراهقة المتوسطة.(ملحم، 2004، 383)

استضاءة بالتكوينات العقلية والنفسية للمتعلم في هذه المرحلة التي يحددها المسار النمائي الفطري والاكتسابي، والتي يشكلها القالب الاجتماعي بما يحويه من نظم معيارية وثقافية فإننا نفترض التلازم بين حاجاته، وسماته وبين أسلوبه الإدراكي ففي دراسة للباحث « Schwartz » (1977) تبين بأن الأفراد يحققون أعلى الدرجات في خاصية الاستقلالية عن المجال الإدراكي في مرحلة المراهقة. Schwartz,1977

وبمراجعة الرؤى النظرية، يتضح لنا بأن المتعلم المراهق في هذه المرحلة، يتراوح بين الحاجة الملحة إلى تأكيد هويته الذاتية، وإثبات أناه وبين الحاجة إلى تحصيل الاقتدار الاجتماعي ، لذا نحاول معاينة مستوى الاستقلالية في مقابل الاعتمادية على المجال لدى المتعلمين بالسنة أولى ثانوي تبعا لتخصصاتهم ، ولاختلاف الجنس ، فقد أشار الباحث "عبد الهادي محمد" (1999) في دراسته إلى أن المتعلمين في التخصصات العلمية أظهروا ميلا إلى الاستقلالية الإدراكية في حين أظهر المتعلمون في التخصصات الأدبية ميلا إلى الاعتماد الإدراكي. (عبد الهادي، 1999، 20) لذا نستقرئ التساؤل العام الآتي: ما مستوى الأسلوب المعرفي الاستقلال – الاعتماد على المجال الإدراكي لدى المتعلمين بالسنة أولى ثانوي؟

وتتفرع عنه التساؤلات الجزئية الآتية:

1-                       هل توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطات درجات الأسلوب المعرفي الاستقلال – الاعتماد على المجال الإدراكي لدى المتعلمين بالسنة الأولى ثانوي تعزى إلى متغير الجنس؟

2-                        هل توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطات درجات الأسلوب المعرفي الاستقلال – الاعتماد على المجال الإدراكي لدى المتعلمين بالسنة الأولى ثانوي تعزى إلى متغير التخصص الدراسي؟

2- أهمية الدراسة

تنبع أهمية هذه الدراسة من طبيعة المتغير المبحوث فيها "الأسلوب المعرفي" الاستقلال في مقابل الاعتماد على المجال الإدراكي الذي يمثل أحد التضمينات الأصيلة في السيكولوجية المعرفية، المنبثقة عن التقارير التجريبية حول العملية الإدراكية، وتم اعتباره بمثابة معيار للكشف عن الاختلافات الواقعة بين الأشخاص في الكيفية التي يدركون بها الأحداث الخارجية، والطرق التي يفكرون بها، ويفسرون من خلالها ما يخبرونه من مواقف حياتية مختلفة، إذ أصبح التوجه المعرفي في معالجة القضايا السلوكية يعرف انتشارا واسعا في ضوء عدم فاعلية الاعتماد على منحى وحيد في تقييم وفهم ما يصدر عن الإنسان من أحداث سلوكية، دون الإحاطة بكل أبعاده الشخصية، وانتهاج التفكير الشبكي الذي يقارب كل المركبات النفسية للفرد كما تستمد هذه الدراسة أهميتها من طرح موضوع مستوى الاستقلال عن المجال الإدراكي في مقابل الاعتماد على المجال  في موقف التعلم الذي يشكل أهم سياق يوظف فيه الفرد قدراته العقلية في تجهيز المعلومات، وتبرز فيه الطرق المفضلة لديه في تفسيرها. فقد يكون تحليليا، أو شموليا في فهمه للمعطيات.

تتأتى أهمية هذه الدراسة كذلك من تعرضها لمرحلة عمرية ذات خصوصية بالمعطى البيداغوجي، والمعطى النمائي وهي المرحلة الثانوية، حيث تمثل الطور التعليمي الذي ينقل المتعلم من المدرسة إلى الجامعة. وقد مثلتها الأدبيات بالمراهقة المتوسطة بالنظر إلى تبعاتها العاطفية، والفكرية، والاجتماعية ويمكن أن تنبثق أهمية هذه الدراسة كذلك من خلال ما قد يثيره موضوعها من شراكة معرفية مع مجالات أخرى تخدم السياق المدرسي من قبيل التوجيه والإرشاد النفسي والتربوي، عبر الاستفادة من معرفة الأسلوب المعرفي للمتعلم وتوظيفه في اختبار الشعب الدراسية، إلى جانب الميول والرغبات وكذلك الدراسات السيكوبيداغوجية التي تهتم بالمتعلمين من ذوي الصعوبات الأكاديمية.

3-                      أهداف الدراسة

تسعى هذه الدراسة إلى تحقيق الأهداف الآتية:

1-                      الكشف عن مستوى الأسلوب المعرفي الاستقلال – الاعتماد على المجال الإدراكي لدى المتعلمين بالسنة الأولى ثانوي.

2-                      معرفة ما إذا كانت هناك فروق دالة إحصائيا بين درجات متوسطات الاستقلال- الاعتماد على المجال الإدراكي لدى المتعلمين بالسنة الأولى ثانوي تعزى إلى متغير الجنس.

3-                      معرفة ما إذا كانت هناك فروق دالة إحصائيا بين درجات متوسطات الاستقلال- الاعتماد على المجال الإدراكي لدى المتعلمين بالسنة الأولى ثانوي تعزى إلى متغير التخصص الدراسي. 

4-                      تحديد مفاهيم الدراسة

تشكل المصطلحات والمفاهيم القاعدة الركينة للبحث العلمي، لذا يعد ضبطها من قبل الباحث إجراءا منهجيا صعبا، يستدعي توخي الدقة والموضوعية بغرض استبعاد تمثلاته الفكرية، وإسقاطاته العاطفية التي من شأنها ترك آثار تأويليه تنعكس على مصداقية البحث.

ومنه فإننا حاولنا ضبط المصطلحات المتضمنة في الدراسة الحالية إجرائيا، بعد تقديم مفاهيمها الاصطلاحية.

4-1- الأسلوب المعرفي: الاستقلال -الاعتماد على المجال الإدراكي

يعرفه المنظر الأمريكي» ويتكين« Witkin  بأنه مدى قدرة الفرد على التعامل مع الموضوعات كعناصر إدراكية في المجال سواء في اعتماده، أو استقلاله عن المجال، ويشير إلى الفرد المعتمد مجاليا بأنه، الذي لا يستطيع إدراك الموضوع إلا في تنظيم شامل كلي للمجال، بحيث تظل أجزاء الأرضية بالنسبة له غير واضحة، ويطلق عليه بالفرد ذو النمط الكلي، أما الفرد المستقل مجاليا ويقصد به الذي يستطيع إدراك الموضوع منفصلا عما يحيط به من عناصر أخرى، وهنا يستطيع أن يحلل المجال المركب، ويطلق عليه بالفرد ذو النمط التحليلي". (العتوم، 2004، 303).

ويناولنا "الشرقاوي" هذا الأسلوب باعتباره: "الطريقة التي يدرك بها الفرد الموقف أو الموضوع، وما به من تفاصيل أي أنه يتناول قدرة الفرد على إدراكه لجزء من المجال كشيء مستقل أو منفصل عن المجال المحيط ككل، أي تناول قدرة الفرد على الإدراك التحليلي". (الشرقاوي، 1992، 32).

التعريف الإجرائي

يتحدد الأسلوب المعرفي الاستقلال في مقابل الاعتماد على المجال الإدراكي بالطريقة التي يتبعها المتعلم في معالجته للمثيرات الواقعة في المجال أو الحيز الخارجي، ويظهر في مؤشرين:

- مؤشر الاستقلال عن المجال: ويتضمن قدرة المتعلم على عزل العناصر البسيطة والجزئية عن الخلفية. 

- مؤشر الاعتماد على المجال:ويظهر في عدم قدرة المتعلم على تحليل الأجزاء وعزل الموضوع المدرك عن الخلفية.     

وسيتم إبراز المؤشرين الدالين على هذا الأسلوب المعرفي من خلال الدرجة التي يحصلها المتعلم بعد استجابته على مقياس الأشكال المتضمنة (الصور الجمعية) من إعداد"أنور محمد الشرقاوي" حيث تظهر درجة الاستقلالية لدى المتعلم من خلال إدراكه للأشكال البسيطة داخل الأشكال المعقدة، في حين تظهر درجة الاعتمادية من خلال فشل المتعلم في إدراكه للأشكال البسيطة المتضمنة داخل الأشكال المركبة.

4-2- المتعلمون بالسنة أولى ثانوي

تعرف المرحلة الثانوية: بأنها المرحلة النهائية من مراحل نظام التعليم العام، والتي تلي مرحلة التعليم المتوسط، والابتدائي، وتستغرق الدراسة فيها مدة ثلاث سنوات، تنتهي بحصول الطالب فيها على شهادة البكالوريا التي تؤهله للدخول إلى الجامعة.

وفي تعريف لمنظمة "اليونسكو" المقصود بالتعليم الثانوي المرحلة الوسطى من سلم التعليم، حيث يسبقه التعليم الأساسي، ويليه التعليم العالي، وذلك في معظم بلدان العالم المتقدم منها، والنامية على حد سواء. (بلحاج، 2011، 105)

ويمثل التعليم الثانوي مرحلة متميزة من مراحل نمو المتعلمين وهي مرحلة المراهقة التي تعرف بأنها "مرحلة من الحياة تتموضع بين الطفولة، وبين الرشد، وتتميز بتحولات جسدية ونفسية، تبدأ نحو "12-13" سنة، وتنتهي بين "18-20-" سنة، وأن هذه التحديدات متغيرة، بتغير الأجناس، والأوساط الجغرافية، والتركيبات الثقافية والاجتماعية. (Sillamy,1999,08)

وتبعا للمرحلة البيداغوجية، فإن مرحلة التعليم الثانوي، تصادف المراهقة المتوسطة التي تقع بين عمر 14-18سنة، والتي تتميز بشعور (الفرد بالاستقلالية، والرغبة في التوافق، والعمل، والشعور بالمسؤولية الاجتماعية، ووضوح الميول والرغبات. (زهران، 2005، 355).

التعريف الإجرائي

يتحدد المتعلمون بالسنة أولى ثانوي في دراستنا بأفراد العينة وهم المتعلمون الذين تحصلوا على شهادة التعليم الأساسي، ويزاولون دراستهم في ثانوية "شريف مساعديه" بالمسيلة ويبلغ متوسط أعمارهم (15سنة)، ويتوزعون على الشعب العلمية، والأدبية.

5- الدراسات السابقة

تمثل الأدبيات السابقة رؤية بحثية، لما يتم معالجته من مشكلات، لذا تعد مراجعتها خطوة رئيسة في البحث العلمي تتحقق معها تعددية المقاربة، وتراكمية التناول التي تعتبر أهم خاصيات المعرفة العلمية، وهي مرجع مهم بالنسبة للباحث يساهم في توجيهه إلى بناء الخطة المنهجية لدراسته.

ونستعرض في هذا العنصر بعض التقارير السابقة التي تناولت متغير "الأسلوب المعرفي" الاستقلال في مقابل الاعتماد على المجال الإدراكي:

5-1- دراسة "سيون Suen" (1995)

هدفت إلى الكشف عن أثر اختلاف الأسلوب المعرفي الاستقلال في مقابل الاعتماد على المجال الإدراكي على الأداء في نمطين مختلفين من التقويم، لدى الطلبة الجامعيين بجامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية، شاركوا في دراسة مقرر في علم النفس التربوي خلال فصل دراسي كامل، وشارك الطلاب في ستة اختبارات محددة الأبعاد، شملت العينة (102) طالبا جامعيا، وباستخدام مقياس الأشكال المتضمنة (الصورة الجمعية، لقياس الأسلوب المعرفي (الاستقلال – الاعتماد) على المجال الإدراكي تم التوصل إلى أن مستوى أداء المستقلين عن المجال كان أفضل في الاختبارات الأدائية عنه في الاختبارات الموضوعية.

بينما مستوى أداء المعتمدين على المجال الإدراكي، كان أفضل في الاختبارات الموضوعية عنه في الاختبارات الأدائية. (يعقوب، 1996، 19)

5-2- دراسة عبد الهادي محمد (1999)

اهتمت هذه الدراسة بالتعرف على العلاقة بين الأسلوب المعرفي الاستقلال – الاعتماد على المجال الإدراكي والاختيارات الدراسية لطلبة القسمين العلمي والأدبي بالمرحلة الثانوية بمصر وتكونت عينة الدراسة من (991) طالبا وطالبة، واستخدام الباحث استبيانا يحوي المعلومات العامة وأسماء التخصصات التي تدرس في الجامعات، كما يحوي 29سؤالا تتعلق بالعوامل المختلفة الكامنة وراء اختيار التخصصات، بالإضافة إلى اختبار الأشكال المتضمنة (الصورة الجمعية) للكشف عن الاستقلال الإدراكي مقابل الاعتماد الإدراكي على المجال. وتم التوصل إلى أن : هناك فروق دالة احصائيا في اتباع الاستقلال عن المجال، أو الاعتماد عليه تعزى إلى متغير التخصص الدراسي، حيث يميل طلبة القسم العلمي إلى الاستقلال عن المجال حيث بلغ متوسط درجاتهم في الاختيار (14) لكل من الذكور، والإناث، بينما يميل طلبة القسم الأدبي إلى الاعتماد على المجال، حيث بلغ متوسط درجات الطالبات (10) بينما بلغ متوسط درجات الطلاب (07).

كما تبين أن الإناث يملن إلى الاعتمادية، في حين يميل الذكور إلى الاستقلالية من المجال.(عبد الهادي، 1999، 20)

5-3- دراسة "عرايس محمد" (2001)

هدفت هذه الدراسة إلى الكشف عن العلاقة بين الأسلوبين المعرفيين" الاستقلال-الاعتماد على المجال الإدراكي و"التمييز التصوري" ومستوى التحصيل الدراسي في ضوء وجهة الضبط والجنس" شملت عينة الدراسة (158) طالبا من كليتي القانون والآداب (تاريخ / انجليزية / إعلام) بجامعة التحدي بمصر، واعتمد الباحث على اختبار وجهة الضبط (الداخلي، الخارجي) للكبار من إعداد "شادمومي" (1987) واختبار الأشكال المتضمنة (الصورة الجمعية) لـ (أنور الشرقاوي) (1989) للكشف عن الاستقلال في مقابل الاعتماد على المجال الإدراكي. ولقد توصلت الدراسة إلى أنه لا توجد فروق دالة إحصائيا في الأسلوب المعرفي "الاستقلال – الاعتماد على المجال الإدراكي من حيث وجهة الضبط، ولا توجد فروق في الأسلوبين المعرفيين من حيث متغير الجنس.(عراس، 2001، 83).

5-4- دراسة "محمود محمد أبو مسلم" (2002)

بحثت هذه الدراسة في علاقة الأسلوب المعرفي "الاستقلال – الاعتماد على المجال الإدراكي بالتحصيل الدراسي لدى طلاب كلية المعلمين من مستويات عقلية مختلفة بالسعودية، وتكونت عينة الدراسة من (192) طالبا من كلية المعلمين، وتم اعتماد اختبار الأشكال المتضمنة (الصورة الجمعية) لقياس أسلوب الاستقلال – الاعتماد على المجال الإدراكي" وتوصلت الدراسة إلى وجود علاقة دالة وموجبة بين الاستقلال عن المجال الإدراكي والذكاء، كما توجد فروق دالة إحصائيا في الأسلوب المعرفي، تعزى إلى متغير الجنس، ووجود فروق دالة إحصائيا بين المستقلين، والمعتمدين من ذوي الذكاء المرتفع من حيث تحصيلهم الدراسي في مقررات الهندسة، والتحويلات، والجبر، والفيزياء العامة لصلح المستقلين. (أبو مسلم، 2002، 13).

5-5- دراسة "العتيبي" (2008)

هدفت إلى البحث في العلاقة بين الأسلوب المعرفي "الاستقلال – الاعتماد على المجال الإدراكي" والخيال وحب الاستطلاع لدى طلاب المرحلة المتوسطة بدولة الكويت، ولقد تكونت عينة الدراسة من (458) طالبا، وتم استخدام الأدوات التالية: اختبار الأشكال المتضمنة (الصورة الجمعية) ، ومقياس (بناء الصورة الخيالية)، ومقياس (دافع حب الاستطلاع : اللفظي والشكلي)، وتبين من النتائج المتوصل إليها أن هناك علاقة ارتباطيه بين الأسلوب المعرفي (الاستقلال – الاعتماد على المجال الإدراكي، والخيال ، وكذلك وجود علاقة ارتباطيه موجبة بين الأسلوب المعرفي " الاستقلال – الاعتماد على المجال الإدراكي وحب الاستطلاع، كما تبين وجود فروق دالة إحصائيا بين الذكور، والإناث من أفراد العينة في أسلوب الاستقلال مقابل الاعتماد، فكان الذكور أكثر استقلالية من الإناث. (العتبي، 2008، 38).

5-6- دراسة " سمية بن لمبارك " (2015)

تناولت موضوع الرسم، وعلاقته ببعض الأساليب المعرفية: "الاستقلال – الاعتماد على المجال الإدراكي وأسلوب" التروي والاندفاع لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية بالجزائر، وقدر شملت عينة الدراسة (148) تلميذا من 5ابتدائيات بولاية باتنة. وباعتماد اختبار الأشكال المتضمنة (الصور الجمعية) لقياس الاستقلال في مقابل الاعتماد على المجال الإدراكي ومقياس (تراوح الأشكال المألوفة) لقياس التروي في مقابل الاندفاع، واختبار رسم الشخص، تم التوصل إلى وجود ميل عام للاعتماد على المجال الإدراكي لدى أفراد العينة، وكذا وجود ميل عام للاندفاع المعرفي لدى عينة الدراسة، في حين لم تظهر فروق دالة إحصائيا بين الجنسين في كلا الأسلوبين المعرفيين المدروسين.(بن لمبارك، 2014، 312).

التعقيب على الدراسات السابقة

استضاءة بما تم عرضه من أدبيات سابقة في معالجة متغير "الأسلوب المعرفي" الاستقلال في مقابل الاعتماد على المجال الإدراكي فإننا نستقرئ بأنها تناولته من خلال علاقته بأبعاد مختلفة في الشخصية، فدراسات كل من "عراس محمد 2001"، و" العتيبي 2008" و" سمية بن لمبارك 2015" بحثت في علاقته بأبعاد عقلية، في حين دراسات كل من "Suen1995" و "محمود محمد أبو مسلم (2002)" و "عبيد الهادي محمد 1999" اهتمت بعلاقته بالمعطيات المدرسية ، كما نلحظ تضمين جل الدراسات لاختبار الأشكال المتضمنة الصورة الجمعية كأداة لقياس أسلوب الاستقلال في مقابل الاعتماد على المجال الإدراكي، كما أنها اعتمدت المقاربة بالمنهج الوصفي، وركزت في مجالها البشري على مراحل التمدرس أهمها المرحلة الثانوية. وقد أفادتنا هذه الأدبيات في صياغة الفرضيات، وتبنى الأدوات البحثية المناسبة، وتحديد معالم الدراسة النظرية وتثمينها يظهر في توظيفنا لها في الحكم والمقارنة أو الإثبات والنفي لما سيتم استنباطه من نتائج في دراستنا الحالية في ضوء السياقات النظرية. 

6- فرضيات الدراسة    

الفرضية العامة

-                       مستوى الأسلوب المعرفي: "الاستقلال – الاعتماد على المجال الإدراكي" متوسط لدى المتعلمين بالسنة الأولى ثانوي.

 

 

الفرضيات الجزئية

1-توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطات درجات "الاستقلال – الاعتماد على المجال الإدراكي" لدى المتعلمين بالسنة الأولى ثانوي تعزى إلى متغير الجنس.

2-توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطات درجات "الاستقلال – الاعتماد على المجال الإدراكي" لدى المتعلمين بالسنة الأولى ثانوي تعزى إلى متغير التخصص الدراسي.

7- منهج الدراسة

كوننا نسعى إلى توصيف ومكاشفة مستوى أسلوب الاستقلال في مقابل الاعتماد على المجال الإدراكي لدى المتعلمين بالسنة الأولى ثانوي فإنه تم الاعتماد في هاته الدراسة على المنهج الوصفي الذي يهتم بدراسة الظاهرة من خلال جمع البيانات وتصنيفها وترتيبها وتحليلها للوصول إلى استنتاجات وتعميمات تسهم في فهم الواقع المدروس والبحث الوصفي لا يقتصر على جمع البيانات وتبويبها إنما يمضي إلى ما هو أبعد من ذلك لأنه يتضمن قدراً من التفسير لهذه البيانات وتسـتخدم فيه أساليب القياس والتصنيف والتفسير" (بوحوش، 2003، ص 140).

8- حدود ومجالات الدراسة

تتمثل حدود الدراسة فيمايلي:

الحدود الزمانية:تم إجراء هاته الدراسة في الفترة الممتدة من 15/04/2018إلى غاية 25/04/2018أين تم توزيع استمارات الدراسة واسترجاعها من أجل التحليل.

الحدود المكانية: تم توزيع أداة الدراسة والمتمثلة في اختبار الأشكال "المتضمنة الصورة الجمعية" المتعلقة بموضوع الدراسة على مستوى ثانوية شريف مساعديه بولاية المسيلة.

الحدود البشرية: اقتصرت الدراسة الحالية على تلاميذ السنة الأولى من مرحلة التعليم الثانوي والبالغ عددهم إجمالا 114تلميذا وتلميذة.

9- مجتمع وعينة الدراسة

تمثل المجتمع في تلاميذ السنة الأولى من التعليم الثانوي بثانوية شريف مساعديه والبالغ عددهم إجمالا 379والذي أخذت منه عينة الدراسة المقدرة بـ 114تلميذا وتلميذة تم اختيارهم بطريقة عشوائية بنسبة مئوية بلغت حوالي 30% من إجمالي حجم المجتمع، من حوالي 4أقسام.

وقد توزعت عينة الدراسة حسب متغير التخصص (أدبي/علمي) كما هو موضح في الجدول التالي:


الجدول رقم (01) يوضح توزيع أفراد عينة الدراسة حسب متغير التخصص

التخصص

العدد

النسبة

أدبي

79

69%

علمي

35

31%

الإجمالي

114

100%

 

كما توزعت عينة الدراسة حسب متغير الجنس (ذكور/إناث) كما هو موضح في الجدول التالي:

الجدول رقم (02): يوضح توزيع أفراد عينة الدراسة حسب متغير الجنس

الجنس

العدد

النسبة

ذكور

60

52%

إناث

54

48%

الإجمالي

114

100%

 


10- أدوات الدراسة: تمثل الأدوات تقنيات للقياس، يكشف بها الباحث، عن مقدار توافر الخاصية، أو السمة المراد، دراستها وتتباين هذه التقنيات بتباين الأهداف في كل بحث علمي، كما تعتبر الأدوات، بمثابة إجراءات تطبيقية يتم بواسطتها جمع المعلومات من الميدان، ثم تصنيفها، وتبويبها، ليتمكن الباحث من استخراج المتغيرات، والربط بينها، وبالتالي التحقق من الفروض واختبارها.

لقد قمنا بانتقاء الأدوات المعتمدة في هذه الدراسة بعد مراجعة الأدبيات السابقة، حول أسلوب "الاستقلال- الاعتماد الإدراكي"، حيث تبين أن المقياس الذي استخدمناه لاستنطاق الميدان، وتحصيل المعلومات هو الأكثر استخداما للكشف عن هذا المتغير ويتمثل في:

 

اختبار الأشكال المتضمنة الصورة الجمعية

10-1- وصف الاختبار

أعد هذا الاختبار المُنظر الأمريكي" witkin " لقياس الأسلوب المعرفي " الاستقلال عن المجال الإدراكي في مقابل الاعتماد على المجال الإدراكي "، وقام بتعريبه الباحث المصري" أنورالشرقاوي" (1988) وهو من الاختبارات الإدراكية، يتكون من ثلاثة أقسام رئيسية:

القسم الأول: وهو قسم للتدريب، ولا تحسب درجته في تقدير المبحوثين، ويتكون من سبعة فقرات سهلة.

القسم الثاني: ويتكون من تسع فقرات متدرجة في صعوبتها.

القسم الثالث: ويتكون كذلك من تسع فقرات متدرجة أيضا في الصعوبة وهو مكافئ للقسم الثاني.

وتمثل كل فقرة من الفقرات في الأجزاء الثلاثة شكلا معقدا يتضمن داخله شكلا بسيطا معينا، ويطلب من المبحوث أن يعلم بالقلم الرصاص على حدود هذا الشكل البسيط.

بحيث روعي في تنظيم هذا الاختبار ألا يستطيع المبحوث رؤية الشكل البسيط، والشكل المعقد الذي يتضمنه في وقت واحد.

10-2-طريقة تقدير درجات الاختبار

تعتبر إجابة المبحوث صحيحة، على كل فقرة إذا استطاع أن يوضح جميع حدود الشكل البسيط المطلوب، أما الشكل الذي لم تحدد جميع أبعاده. فلا يعتبر صحيحا.

تعطى درجة واحدة عن كل فقرة إجابتها صحيحة، وتجمع درجات المبحوث، عن القسمين الثاني والثالث لتحصيل درجته على الاختبار، وتكون الدرجة النهائية للاختبار هي (18) درجة. يحصل عليها المفحوص إذا أجاب إجابات صحيحة، على جميع فقرات القسمين الثاني والثالث. وكلما زادت درجة الفرد في الاختبار كان ذلك دليلا على ميله إلى الاستقلال عن المجال الإدراكي. وكلما قلت دل ذلك على ميله إلى الاعتمادية على المجال الإدراكي.

زمن الاختبار

يستغرق إجراء الاختبار في أجزائه الثلاثة ما يلي:

القسم الأول (للتدريب): دقيقتان.

القسم الثاني: خمسة دقائق.

القسم الثالث: خمسة دقائق.

لذا يعد هذا الاختبار من اختبارات السرعة، لذا يجب على الباحث ضبط الزمن، ويحتاج المبحوث فيه إلى قلم رصاص وممحاة لإزالة الأخطاء التي قد يكشفها أثناء الإجابة. (الشرقاوي،1988،4-5)

ونشير إلى أننا قمنا بحساب الخصائص السيكومترية للاختبار على عينة مكونة من (114 متعلمًا).

كما تم اعتماد معيار البدائل في تفسير نتائج هذا الاستبيان كما يلي:


الجدول رقم (03) يوضح المجالات التفسيرية للاستبيان بمحاوره

التصنيفات

المجلات التفسيرية

بالنسبة للاختبار ككل

منخفض

0- 2

متوسط

3- 6

مرتفع

7- 10

 


من خلال الجدول أعلاه رقم (03) تبين أن الاختبار قد أفرز لنا ثلاثة مجالات تفسيرية وهي كما يلي:

-                       إذا تراوحت درجة الفرد بين 0و2درجة فهذا يدل على درجة منخفضة.

-                       إذا تراوحت درجة الفرد بين 3و6درجة فهذا يدل على درجة متوسطة.

-                       إذا تراوحت درجة الفرد بين 7و10درجة فهذا يدل على درجةمرتفعة.

 

10-3- الخصائص السيكومترية لأداة الدراسة

ثبات وصدق اختبار الأشكال

أ/ الثبات: تم تقدير ثبات هذا الاختبار بطريقتين هما:

1-                      ألفا كرونباخ

تم حساب ثبات هذا الاختبار بطريقة التناسق الداخلي باستخدام ألفا كرونباخ والقائمة على أساس تقدير معدل ارتباطات العبارات فيما بينها، حيث قدر معامل ألفا كرونباخ (0.81)، ومنه يمكن القول بأن هذا الاختبار ثابت، كما هو موضح في الجدول التالي:


الجدول رقم (04) يوضح ثبات إختبار الأشكال عن طريق التناسق الداخلي

اختبار الأشكال

معامل ألفا كرونباخ

عدد الأشكال

0.814

18

 


2-                      التجزئة النصفية

تقوم هذه الطريقة على أساس تجزئة عبارات هذا الاختبار إلى قسمين أعلى وأدنى أو العبارات الفردية والعبارات الزوجية ثم حساب معاملا الارتباط بين النصفين ثم تعويض الناتج في معادلة التصحيح حيث تم تقسيم عبارات الاختبار إلى قسمين أعلى وأدنى عن طريق نظام (SPSSV21) وبعدها تم حساب معامل الارتباط بين النصفين والذي بلغ (0.71) وبالتعويض في المعادلة التصحيحية لسبيرمانبراون بلغت قيمة الثبات الكلي (0.86) وهذه القيمة لا تختلف كثيرا عن قيمة المعادلة التصحيحية لجاثمان التي بلغت أيضا (0.86) وهذاما يدل على أن هذا الاستبيان يتمتع بثبات مرتفع كما هو موضح في الجدول التالي :


الجدول رقم (05) يوضح ثبات اختبار الأشكال بطريقة التجزئة النصفية

الارتباط بين النصفين

0.718

معامل الثبات الكلي سيبرمان براون

0.865

معامل الثبات باستخدام جاتمان

0.865

 


ب/ الصدق:(صدق الاتساق الداخلي)

تم حساب صدق هذا الاختبار عن طريق حساب أو تقدير الارتباطات بين درجة كل شكل بالدرجة الكلية للأخبار ككل، بمعامل الارتباط بيرسون حيث جاءت الارتباطات بين درجات الأشكال مع الدرجة الكلية له ككل كلها دالة إحصائيا عند مستوى الدلالة ألفا (0.01=α) وعددها (18) شكلا، وهي (1، 2، 3، 4، 5، 6، 7، 8، 9، 10، 11، 12، 13، 14، 15، 16، 17، 18، 19) حيث تراوحت قيم الارتباط فيها ما بين (0,75) كـأعلى ارتباط كان بين الشكل (3) والدرجة الكلية للاختبار ككل و(0,46) كأدنى ارتباط كان بين الشكل (4) والدرجة الكلية للاختبار ككل، وعموما يمكن القول بأن اختبار (الأشكال) صادق، كما هو موضح في الجدول التالي:


الجدول رقم (06) يوضح مصفوفة ارتباطات درجات الأشكال بالدرجة الكلية لإختبار الأشكال

الأشكال

الدرجة الكلية للمحور

الأشكال

الدرجة الكلية للمحور

الشكل1

0.690**

الشكل10

0.593**

الشكل2

0.539**

الشكل11

0.508**

الشكل3

0.756**

الشكل12

0.467**

الشكل4

0.460**

الشكل13

0.497**

الشكل5

0.596**

الشكل14

0.467**

الشكل6

0.546**

الشكل15

0.487**

الشكل7

0.567**

الشكل16

0.488**

الشكل8

0.668**

الشكل17

0.482**

الشكل9

0.554**

الشكل18

0.474**

 (0.01) الارتباط دال عند مستوى الدلالة ألفا **

 


 


11- أساليب المعالجة الإحصائية

قام الباحثة بالاستعانة ببرنامج الحزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية في نسختها الرابعة والعشرون (SPSSV24) وذلك في تطبيق الأساليب الإحصائية التالية:

11-1-              بالنسبة للخصائص السيكومترية

-                       الثبات عن طريق ألفا كرونباخ والتجزئة النصفية

-                       الصدق عن طريق الاتساق الداخلي (بيرسون)

11-2-              بالنسبة لفرضيات الدراسة:

-                       اختبار "ت" للعينة الواحدة لمقارنة المتوسطات الحسابية بنظريتها الفرضية المستخرجة من الاختبار.

-                       اختبار "ت" لعينتين مستقلتين بهدف المقارنة بين خصائص عينة الدراسة (الجنس، التخصص) حسب درجة الاختبار المطبق.

12-                   نتائج الدراسة

12-1-              عرض وتفسير نتائج الفرضية العامة

نصت الفرضية الأولى لهاته الدراسة على: "مستوى الأسلوب المعرفي (الاستقلال/ الاعتماد) متوسط لدى تلاميذ السنة الأولى من التعليم الثانوي"، وللتحقق من صحة هذه الفرضية تم استخراج المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لأفراد عينة الدراسة ثم بعدها مقارنة المتوسطات الحسابية بالمتوسط الفرضي للمحور الأول من الاستبيان، فكانت النتائج كما في الجدول التالي:


الجدول رقم (05) يوضح مستوى الأسلوب المعرفي (الاستقلال/ الاعتماد) لدى أفراد عينة الدراسة

الاختبار المعرفي

حجم العينة

المتوسط النظري

المتوسط الحسابي

الانحراف المعياري

درجة الحرية

T

مستوى الدلالة

القرار

114

5

6,01

1,110

113

1,135

0,132

غير دال

 


من خلال النتائج المبينة بالجدول أعلاه رقم (05) نلاحظ وبناء على المتوسط الحسابي لأفراد عينة الدراسة على الاختبار ككل والذي بلغ (6.01) أنه أعلى بقليل من المتوسط النظري لهذا الاختبار والمقدر بـ 5، وبناء على المعايير التفسيرية المستخرجة من الاختبار فإن درجة الأسلوب المعرفي متوسطة حيث أن المتوسط المتحصل عليه والمقدر بـ (6.01) يقع ضمن المجال التفسيري الثاني والذي يمتد بين (3- 7) درجة كما هو مشار إليها في الجدول رقم (05)، وهذا ما أكدته كذلك قيمة ''ت'' والتي بلغت (1.13) وهي قيمة غير دالة إحصائيا عند مستوى الدلالة ألفا (0.05) وهذا يعني أنه تم قبول فرضية البحث الأولى والقائلة "مستوى الأسلوب المعرفي (الاستقلال/ الاعتماد) متوسط لدى تلاميذ السنة الأولى من التعليم الثانوي"، ونسبة التأكد من هذه النتيجة هي 95%، مع احتمال الوقوع في الخطأ بنسبة 5%.

يمكننا عزو هذه النتيجة إلى ما تنص عليه الأصول النظرية لأسلوب الاستقلال الاعتماد على المجال الإدراكي التي تعتبره في جوهره قطبية ثنائية تتسم بكونها، تفصيلات لأشخاص تصهر في طرق تعاملهم مع ما هو موجود في مجالهم السلوكي، بحيث لا يتوزع الأفراد على محك النسبة المطلقة وإنما على محك التمايز في أفضلية الاستقلال أو الاعتماد، فصلا عن تدخل عدة عوامل تحكمت في تدعيم هذه الدرجة المتوسطة منها السياق الأسري ممثلا في أساليب المعاملة الوالدية والاقتناعات اللفظية، والتأثر بالسلطة الجمعية ،وكذا السياق المدرسي (الفرماوي، 78)كما نوظف في تفسيراتنا لبروز الدرجة المتوسطة لدى أفراد العينة في مستوى الاستقلال وكذا الاعتماد على المجال الإدراكي، الخصائص الشخصية للمتعلم في المرحلة الثانوية، إذ تقر المقاربات النمائية بان المتعلم في مرحلة المراهقة المتوسطة يكون أكثر قدرة على تنظيم إدراكاته في مخططات معرفية مجردة، يستثمرها في العمليات التفكيرية وبناء التصورات الذهنية مما يعزز الوظيفة الاستقلالية لديه والتي ترتقي بخروجه عن دائرة العلاقات مع المواضيع الوالدية إلى المواضيع الغيرية (19،1994،  (perronوبالتالي فان إدراك الذات مستقلة عن الوالدين تساعده على نمو الطريقة التحليلية في إدراك المجال المادي والعلائقي بناءا على الإحساسات الفردية ومن جهة أخرى فان من مؤشرات الاستثمار الدراسي في هذه الفترة هو بروز الدوافع إلى الصداقة والمعية والولاء الاجتماعي والانتماء إلى الآخر.

ونعزز هذه النتيجة بما توصل إليه سيون suen(1995) في دراسته عن الاختلافات في مستوى الاستقلال الاعتماد على المجال الإدراكي وأثرها على الأداء لدى عينة من الطلبة الجامعيين، بأن هناك تفضيلات معينة لكل قطب، فالمستقلون كانوا أفضل أداء في الاختبارات العملية بينما كان المعتمدون أفضل في الاختبارات الموضوعية ومنه فان الفرضية العامة لهذه الدراسة محققة.

12-2-              عرض وتفسير نتائج الفرضية الجزئية الأولى

نصت الفرضية الثانية لهذه الدراسة على: "توجد فروق بين متوسطات درجات "الاستقلال – الاعتماد على المجال الإدراكي تبعا لمتغير الجنس" لدى متعلم بالسنة الأولى ثانوي تعزى إلى متغير الجنس "، وبعد المعالجة الإحصائية تحصلنا على النتيجة التالية:

 


الجدول رقم (06) يوضح الفروق بين أفراد العينة في درجاتهم على (الاستقلال- الاعتماد) تبعا متغير الجنس

الاستقلال-الاعتماد

الجنس

اختبار ليفين للكشف عن التجانس (F)

مستوى الدلالة

حجم العينة

المتوسط الحسابي

الانحراف المعياري

درجة الحرية

قيمة (T)

مستوى الدلالة

القرار

ذكور

0.432

0.577

60

5.97

2.221

112

0.13

0.473

غير دال عند

0.05

إناث

54

5.56

1.654

 


من خلال الجدول رقم (06) أعلاه نلاحظ أن قيمة اختبار التجانس ليفين (F) بلغت (0.43)، وهي قيمة غير دالة إحصائيا عند مستوى الدلالة ألفا (0.05)، وهذا يستوجب استخدام اختبار الدلالة الإحصائية (T) بالنسبة لعينتين مستقلتين متجانستين.

وبالنظر إلى المتوسطات الحسابية بالنسبة لأفراد عينة الدراسة في درجات (الاستقلال-الاعتماد) والتي بلغت عند الذكور (5.79) وعند الإناث (5.56) يمكن القول بأن هناك فروقا طفيفة بينهما، غير أن قيمة اختبار الفروق (Ttest) والتي بلغت (0.13) جاءت غير دالة إحصائيا عند مستوى الدلالة ألفا (0.05=α)، وبالتالي تم قبول الفرضية الصفرية التي تنفي وجود الفروق، ومنه تم رفض فرضية البحث الثانية القائلة بـ "توجد فروق بين متوسطات درجات "الاستقلال – الاعتماد على المجال الإدراكي" لدى متعلمي السنة الأولى ثانوي تعزى إلى متغير الجنس"، ونسبة التأكد من هذه النتيجة المتوصل إليها هو 95% مع احتمال الوقوع في الخطأ بنسبة 5%. (التدعيم بالجانب النظري والدراسات السابقة).

نفسر هذا التقارب بين الذكور والإناث الممثلين لأفراد عينة الدراسة في درجات الاستقلالية والاعتمادية بما يقوله المنظر Piagetحول التغيرات المتسارعة التي تظهر لدى المراهقين في عملية الإدراك، مما يجعلهم يشعرون بالحماس لان علاقاتهم بالمحيط الفيزيقي تتغير وروابطهم الاجتماعية تتغير كذلك (الزغبي ،2001، ص301).

كما نسترشد بالحاجات المشتركة لدى الجنسين في هذه المرحلة من العمر والتي تتوزع على ملامح الاستقلالية وتأكيد الذات، وفي نفس الوقت المرور إلى الاجتماعية حيث تصبح الجماعة في هذا السن بمثابة الغلاف الحامي والحاوي كذلك والتي ترقى في تصورات المتعلم إلى مستوى المرجع في تحديد الأهداف(راجح 1976، ص115).

بالرجوع إلى فكرة المضمون الاجتماعي، بنظمه التربوية، فإننا نلاحظ معطيات جديدة تعرفها الأسرة الجزائرية، حيث تشير الباحثة (وحيدة سعدي) إلى تلاشي التوجهات الوالدية التي تفضل الذكور عن الإناث وأصبحت الفرصة متاحة لكلا الجنسين لإبراز قدراتهم، وأصبحت من أولويات الإناث الحصول على الاستقلال الشخصي.(مجلة الحكمة ،2013، 62).

تتعزز هذه النتيجة بم توصل إليه الباحث "عرايس محمد" (2001) في دراسته حيث لم تظهر فروق داله إحصائيا في أسلوب الاستقلال-الاعتماد على المجال الإدراكي بين الذكور والإناث وكذلك دراسة "سمية لمبارك" (2015) التي لم تظهر فيها كذلك فروق دالة إحصائية بين الجنسين من التلاميذ في هذا الأسلوب المعرفي.

في حين توصلت دراسات كل من " محمود محمد أبو مسلم "(2001)، و"العتيبي" (2008) "عبد الهادي، (1999) إلى وجود فروق تعزي إلى متغير الجنس في إتباع الاستقلالية عن المجال، أو الاعتمادية حيث تميل الإناث إلى الاعتمادية، بينما يظهر الذكور مستوى أعلى من الاستقلالية ونعتقد بان الاختلاف الحاصل بين النتيجة الحالية وما توصلت إليه الأدبيات السابقة ،مردُه خصائص عينة البحث وكذلك المواصفات السوسيوثقافية لبيئة الدراسة، ومنه فان الفرضية الجزئية الأولى المصاغة كإجابة مقترحة للتساؤل الجزئي الأول غير محققة.

12-3-              عرض وتفسير نتائج الفرضية الجزئية الثانية:

نصت الفرضية الثالثة لهذه الدراسة على أنه "توجد فروق بين متوسطات درجات " الاستقلال – الاعتماد على المجال الإدراكي تبعا لمتغير التخصص" لدى متعلمي السنة الأولى ثانوي تعزى إلى متغير التخصص الدراسي"، وبعد المعالجة الإحصائية تحصلنا على النتيجة التالية:

 

 

 


الجدول رقم (07) يوضح الفروق بين أفراد العينة في درجاتهم على (الاستقلال- الاعتماد) تبعا متغير التخصص الدراسي

الاستقلال-الاعتماد

التخصص

اختبار ليفين للكشف عن التجانس (F)

مستوى الدلالة

حجم العينة

المتوسط الحسابي

الانحراف المعياري

درجة الحرية

قيمة (T)

مستوى الدلالة

القرار

أدبيين

0.345

0.564

79

5.11

2.582

136

0.68-

0.492

غير دال عند

0.05

علميين

35

5.42

2.573

 


من خلال الجدول رقم (07) أعلاه نلاحظ أن قيمة اختبار التجانس ليفين (F) بلغت (0.00)، وهي قيمة غير دالة إحصائيا عند مستوى الدلالة ألفا (0.05)، وهذا يستوجب استخدام اختبار الدلالة الإحصائية (T) بالنسبة لعينتين مستقلتين متجانستين.

وبالنظر إلى المتوسطات الحسابية بالنسبة لأفراد عينة الدراسة في درجات (الاستقلال-الاعتماد) والتي بلغت عند الأدبيين (5.11) وعند العلميين (5.42) يمكن القول بأن هناك فروقا بينهما طفيفة، غير أن قيمة اختبار الفروق (Ttest) والتي بلغت (0.68-) جاءت غير دالة إحصائيا عند مستوى الدلالة ألفا (0.05=α)، وبالتالي تم قبول الفرضية الصفرية التي تنفي وجود الفروق، ومنه تم رفض فرضية البحث الثالثة القائلة بـ "توجد فروق بين متوسطات درجات "الاستقلال – الاعتماد على المجال الإدراكي" لدى متعلمي السنة الأولى ثانوي تعزى إلى متغير التخصص الدراسي"، ونسبة التأكد من هذه النتيجة المتوصل إليها هو 95% مع احتمال الوقوع في الخطأ بنسبة 5%.

يمكننا تفسير هذه النتيجة من منظور أن اختلاف التخصص الأكاديمي للمتعلمين (علمي، أدبي) لا يكون بمعزل عن تشاركهم في بعض الخاصيات والحاجات التي تطبع مرحلة التعليم الثانوي (المراهقة المتوسطة) والتي يتصدرها كما تشير إليه السياقات النمائية حاجات الشعور بالأمن النفسي، الاستقلالية عن الأسرة تحقيق المكانة الاجتماعية والحصول على الاقتدار الاجتماعي من الأولياء والمعلمين.

كما ندعم هذه النتيجة كذلك باشتراكهم في المعطيات المدرسية من حيث خضوعهم إلى معايير موحدة في التأطير والتقويم، لتحقيق أهداف المنظومة التربوية ومعايشتهم كذلك نفس الشروط التربوية من حيث صعوبة المناهج والمقررات ومعايشتهم طبيعة التنظيمات المادية للأقسام، طرق التدريس وغيرها، وبالتالي فان هنالك ملمحا بيداغوجيا مشتركا بين العلميين والأدبيين(قلادة، 1998،18).

كما نلحظ أن النظرة إلى التخصصات الأدبية أصبحت أكثر ايجابية مقارنة بمراحل سابقة ربما في ضوء الفرص التعليمية العديدة المتاحة للأدبيين في الجامعة وكذلك لتنوع الفرص المهنية لهم.

أن هذه النتيجة تتعارض مع ما توصلت إليه دراسات كل من "محمود محمد أبو مسلم " (2002) و" عبد الهادي محمد" (1995) التي أثبتت وجود فروق دالة إحصائيا في درجات الاستقلالية والاعتمادية حيث أن العلميين يميلون إلى مقررات الهندسة والتحويلات والجبر والفيزياء العامة لإشباع دافع الاستقلالية لديهم بينما طلبة الأقسام الأدبية يميلون إلى الاعتماد على المجال الإدراكي من خلال المقررات الاجتماعية، وبناءا على هذا الطرح فإن الفرضية الجزئية الثانية التي صيغت كإجابة مقترحة للتساؤل الجزئي الثاني غير محققة.

خاتمة

تنحو الأساليب المعرفية إلى أن تكون تضمينا مستعرضا في الشخصية، يتصل بكل أشكال المعرفة، وكذلك بالسياقات الاجتماعية للفرد، ويشكل أسلوب الاستقلال - الاعتماد على المجال الإدراكي، أسلوبا معرفيا متميزا كونه يلخص إدراك الفرد لذاته ولحيز الحياة المحيط به يمكن من خلاله التنبؤ بطريقة تعامل الفرد في مواقف التعلم واختيار المهنة وكذلك الاختيارات والعلائقية، وأظهرت دراستنا بان المتعلمين في المرحلة الثانوية (السنة الأولى) يتمتعون بدرجة متوسطة في الاستقلالية وكذا في الاعتمادية، وان الدرجة المتوسطة متقاربة لدى الذكور والإناث، وكذلك لدى العلميين والأدبيين.

   إن نتائج هذه الدراسة تطابق مفهمة هذا الأسلوب المعرفي التي تهيكل وضعيات يتوزع فيها الأفراد وفق وتفضيلاتهم الذاتية للتحليل أو الشمولية.

   وتروم هذه الدراسة كذلك الإسناد السبببي للأثر المشترك لعدة عوامل في تشكيل المستوى المتوسط من الاستقلالية والاعتمادية، وعدم وجود الفروق بين الجنسين والتخصصات سواء كانت عوامل سياقية بيئية أسرية ومدرسية، أو سمات نفس اجتماعية خاصة بمرحلة المراهقة المتوسطة.

بالنظر إلى أن كينونة الإنسان هي نتاج تفاعلات الأبعاد النفسية والاجتماعية والمعرفية والجسدية، فإن ما نتوصل إليه من نتائج يبقى نسبيا، ومشروطا بخصائص أفراد الدراسة وبيئتها، لذا نطمح إلى تناول هذا الموضوع بمنهجية مغايرة ضمن أفاقنا البحثية.

اقتراحات الدراسة

تأسيسا على المقاربات النظرية المفسرة للأساليب المعرفية، وبناءا على ما انبثق عن هذه الدراسة من نتائج فإننا نقدم بعض الاقتراحات:

1يمكن اعتماد أسلوب الاستقلال – الاعتماد على المجال الإدراكي ضمن عمليات توجيه المتعلمين ضمن الشعب الدراسية، بمعنى اختيار المتعلم للتخصص العلمي أو التخصص الأدبي يكون من خلال الأسلوب الذي يسود لديه.

2ضرورة تفعيل الطرق والاستراتيجيات التدريسية، التي تنشط الأساليب المعرفية لدى المتعلمين.

3تثمين البرامج التكوينية المعدّة للمعلمين، القائمة على السياقات النظرية السيكولوجية التي تحيطهم بالسمات النمائية للمتعلمين، المعرفية، الانفعالية، الاجتماعية والحس حركية.

4استثمار الأدوات القياسية التي تكاشف الأساليب المعرفية التي يتمتع بها المتعلمون من قبل مستشاري التوجيه المدرسي والمهني.


قائمة المراجع

1-أبو مسلم محمود محمد (2002).الاستقلال - الاعتماد على المجال الإدراكي وعلاقته بالتحصيل الدراسي لدى مستويات عقلية من طلاب كلية المعلمين بالمملكة العربية السعودية، المجلة العلمية، مجلد 19، محلية التربية، جامعة المنصورة.

2-                       بن مبارك سمية (2015).الرسم وعلاقته ببعض الأساليب المعرفية لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية دكتوراه علوم. علم النفس المعرفي. جامعة الحاج لخضر، باتنة.

3-راجح احمد عزت (1976). أصول علم النفس، المكتب المصري الحديث، إسكندرية.

4-رشوان ربيع عبده (2006).علم النفس المعرفي، ط1، عالم الكتب للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر.

5-الزغبي احمد محمد (2001).علم نفس النمو (الطفولة والمراهقة). الأردن.

6-                       زهران حامد عبد السلام (2005).علم النفس النمو، ط4، عالم الكتب، القاهرة، مصر.

7-الشرقاوي أنور محمد (1992).الأساليب المعرفية في علم النفس والتربية، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة.

8-                        عبد الهادي محمد علي (1999).دراسة الأساليب المعرفية كمحدد للاختبار الدراسي لدى طلبة الصف الثاني عشر في محافظة غزة رسالة ماجستير غير منشورة، الجامعة الإسلامية، غزة، فلسطين.

9-العتبي خالد (2008). الاعتماد مقابل الاستقلال عن المجال الإدراكي وعلاقته بالخيال وحب الاستطلاع لدى طلبة المرحلة المتوسطة بدولة الكويت، الكويت.

10-                     العتوم عدنان يوسف (2004) علم النفس المعرفي. ط1. دار المسيرة عمان، الأردن.

11-                     عراسي محمد احمد (2001) التفاعل بين وجهة الضبط والجنس وعلاقته بالتحصيل الدراسي وبعض الاساليب المعرفية لدى عينة من طلاب جامعة التحدي مجلة الدراسات النفسية، العدد 3.

12-                     الفرماوي (1994الاساليب المعرفية بين النظرية والبحث، الانجلو المصرية ن القاهرة.

13-                     قلادة فؤاد سليمان (1998استراتيجيات وطرائق التدريس والنماذج التدريسية،

14-                      ملحم ساسي محمد: (2004علم النفس النمو "دورة حياة الانسان، ط1، دار الفكر، الاردن.

15-                     يعقوب نافذ نايف رشيد:(1996)خصائص رسومات الطلبة المراهقين وعلاقتها باساليبهم المعرفية لدى عينة من الطلبة في المدارس الحكومية في مدينة اربد، رسالة ماجستير غير منشورة، الاردن.

16-                     يوسف عبد الله ممد الخليفي: (2001) اثر كل من الاتجاهات نحجو الدراسة ودافعية الانجاز وعادات الاستنكار على الاداء الاكاديمي لدى عينة من طالبات جامعة قطر المجلة التربوية، العدد ستون المجلد 15. دار المعرفة الجامعية القاهرة

17 -بوحوش عمار (2004)، مناهج البحث العلمي وطرق إعداد البحوث، ديوان المطبوعات الجامعية.

18-مجلة الحكمة للدراسات الإعلامية والاتصالية (2013) الاتصال في الدراسات الأمرية وحيدة سعدي، العدد 15 مؤسسة كنوز الحكمة للنشر والتوزيع، الابيار الجزائر.

باللغة الأجنبية

19-Anderson(1999) cognitive psychology,U,Newyork ,Freeman and company.

20-shwartz(1977) psychologie déffirentielle .ww.angelspirit.free .psycho net .

21-Sillamynobert(1999) ,Déctionnaire de la psychologie ,édiion la rousse .

22-person(1994) Le complex d’o

@pour_citer_ce_document

بلدية بن زطة, «مستوى الأسلوب المعرفي (الاستقلال في مقابل الاعتماد على المجال الإدراكي) لدى المتعلمين بالسنة أولى ثانوي في ضوء متغيري الجنس والتخصص الدراسي»

[En ligne] ,[#G_TITLE:#langue] ,[#G_TITLE:#langue]
Papier : ص ص 140-153,
Date Publication Sur Papier : 2020-08-18,
Date Pulication Electronique : 2020-08-18,
mis a jour le : 18/08/2020,
URL : https://revues.univ-setif2.dz:443/revue/index.php?id=7118.