الفونيمات فوق التّركيبية ووظائفها النّحوية والدّلالية عند كمال بشرSupersegmental phonemes and their grammatical and semantic functions at Kamal Bishr
Plan du site au format XML


Archive: revues des lettres et sciences sociales


N°01 Avril 2004


N°02 Mai 2005


N°03 Novembre 2005


N°04 Juin 2006


N°05 Juin 2007


N°06 Janvier 2008


N°07 Juin 2008


N°08 Mai 2009


N°09 Octobre 2009


N°10 Décembre 2009


N°11 Juin 2010


N°12 Juillet 2010


N°13 Janvier 2011


N°14 Juin 2011


N°15 Juillet 2012


N°16 Décembre 2012


N°17 Septembre 2013


Revue des Lettres et Sciences Sociales


N°18 Juin 2014


N°19 Décembre 2014


N°20 Juin 2015


N°21 Décembre 2015


N°22 Juin 2016


N° 23 Décembre 2016


N° 24 Juin 2017


N° 25 Décembre 2017


N°26 Vol 15- 2018


N°27 Vol 15- 2018


N°28 Vol 15- 2018


N°01 Vol 16- 2019


N°02 Vol 16- 2019


N°03 Vol 16- 2019


N°04 Vol 16- 2019


N°01 VOL 17-2020


N:02 vol 17-2020


N:03 vol 17-2020


N°01 vol 18-2021


N°02 vol 18-2021


N°01 vol 19-2022


N°02 vol 19-2022


N°01 vol 20-2023


N°02 vol 20-2023


N°01 vol 21-2024


A propos

avancée

Archive PDF

N:02 vol 17-2020

الفونيمات فوق التّركيبية ووظائفها النّحوية والدّلالية عند كمال بشر
Supersegmental phonemes and their grammatical and semantic functions at Kamal Bishr

ص ص 368-379
تاريخ الإرسال: 28/01/2019 تاريخ القبول: 2020-06-08

أنور طراد
  • resume:Ar
  • resume
  • Abstract
  • Auteurs
  • TEXTE INTEGRAL
  • Bibliographie

يحاول هذا البحث النظرَ في الظواهر الصوتية المرتبطة بالأداء النطقي وسياقه وهي: نبر الجملة، والتنغيم، والفاصلة الصوتية، وتُسمى مجتمعةً "الفونيمات فوق التركيبية"، حيث نقف شارحين، ومحللين، وممثلين، لمفاهيمها، وأبرز الوظائف النّحوية والدّلاليّة التي تشغلها، وذلك من منظور أحد اللّسانيين المعاصرين وهو كمال بشر، إذ بيّن أنّ هذه الفونيمات تؤدي دورا تمييزيا على مستوى المنطوق، وقد يتوقّف عليها المعنى في كثير من السياقات، كما تُساهم في تفسير قضايا نحوية تفسيرا يبتعد عن الافتراض المتكلّف الذي درج عليه النحاة، ويكشف البحث أيضا عن إشارات النحاة لهذه القضايا في مصنفاتهم، وإن لم يفردوها بالدراسة المستقلة، وذلك ردا على من أنكر إدراك النحاة لها.

الكلمات المفاتيح

 النّبر، التّنغيم، الوظائف النّحوية والدّلالية، كمال بشر، الفواصل صوتيّة 

 Cette recherche tente d'examiner les phénomènes sonores associés à la performance de la parole et à son contexte. Ces derniers, qui sont nommés « phénomènes au-dessus-synthétiques », renvoient à : la mélodie de la phrase, l’intonation et l’intervalle vocal. Notre recherche tente d’expliquer, analyser et représenter les fonctions grammaticales et sémantiques du point de vue du linguiste contemporain Kamel BICHR, qui a expliqué que ces phonèmes jouent un rôle discriminatoire au niveau de l’explicite et ce du fait qu’il se pourrait que la signification en dépend dans de nombreux contextes. Cette recherche contribue ainsi à l’interprétation des problèmes grammaticaux qui s’écartent de la présomption des grammairiens. Elle révèle regalement les références des grammairiens à ces questions dans leurs travaux, bien qu’ils ne les aient pas séparées de l’étude indépendante, en réponse à ceux qui ont nié les connaissances des grammairiens.

Mots clés.la mélodie, l’intonation, Ton montant, grammatical and semantic functions, Kamel Bishr, l’intervalle vocal

This study focuses on the vocal phenomena related to the pronunciation performance such as: stress, intonation and pauses. They are collectively called the supersegmtental phonemes "; by the explanation and analysis of its concepts and grammatical and semantic functions. We depended on the researches of Kamal Bishr in this regard because of his wise and deep analysis of these phenomena. He tried to explain its functions in pronunciation and its importance in interpreting some grammatical phenomena. In addition, it contributes also to explain a grammatical phenomenon virtually. Our ancient grammarians have already recognized these phenomena in their writings.

Key Word:Stress, Intonation, Falling tone, grammatical and semantic functions, Kamel Bishr, Pauses

Quelques mots à propos de :  أنور طراد

 جامعة عباس لغرور خنشلة،tradmaster92@gmail.com

مقدمة

قدّم علماء العربية منذ قرون بحوثا في مختلف جوانب اللّغة، صوتا وصرفا ونحوا ودلالة، وهي بحق إضافة للفكر اللّغوي الإنساني، تشهد لذلك البحوث الصّوتية عند الخليل في معجمه، وسيبويه في الكتاب، وابن جني في سر صناعة الإعراب، وابن الجزري في مؤلفه النشر في القراءات العشر، وغيرهم كثير، لقد توصّل هؤلاء في دراستهم لمخارج الأصوات وصفاتها إلى نتائج بلغت الدّقة في الأغلب الأعم، أثبت صحتَها البحثُ اللّساني الحديث بالأجهزة والآلة، وعلى الرّغم من عدم تخصيص مؤلفات مستقلّة لدراسة الظّواهر الصّوتية عند النحاة إلا قليلا، إلا أنه من الواجب الإقرار بقيمة الدّراسات الصّوتية العربية وأسبقيتها في كثير من الجوانب بشهادة المستشرقين أنفسهم، بيد أن تلك الجهود توقفت ردحا من الزّمن، واطمأنّ الخلف إلى النتائج التي جاء بها السّلف، فكثرت الشروح دون إضافات تكشف عمّا أُغفِل، وترسّخت مقولة لم يترك الأول للآخر شيئا.

وفي بداية القرن العشرين 20ظهر المنهج الوصفي في أوربا، محقّقا نجاحا كبيرا، تلقّفه الباحثون العرب من الجامعات الغربية، وعادوا محمّلين بأفكاره، فعملوا على إعادة النّظر في ما قدمه علماء العربية من قواعد صوتية أملاً في التّجديد والتّثمين، فبعد أن نظروا في مخارج وصفات الأصوات، اتجهوا إلى دراسة جوانب أخرى مرتبطة بالأداء النّطقي وسياقاته، ومدى تأثيرها في العملية التّواصلية، وأبرز هذه الجوانب: نبر الجملة، والتّنغيم، والفاصلة الصّوتية، وتسمى مجتمعة:الفونيمات فوق التّركيبية  Suprasegmental phonemesلارتباطها بالأداء لا بالتّركيب، ولطبيعتها التّمييزية بين المعاني في السياقات، شأنها في ذلك شأن الفونيم التّركيبي، وقد زعم المحدثون أنّ هذه الظواهر لم تحفل بالاهتمام من لدن علماء العربية، ولم يشيروا إليها مطلقا في مؤلفاتهم. وحتى لا نحيد عن هدف الدراسة ارتأينا ألّا نخوض في جزئيات الظواهر المراد دراستها، بل نقف عند مفاهيمها، ثم نعرض لتلك الإشارات الذّكية في كتب التّراث، وبعدها نُعرّج على الوظائف النّحوية والدّلالية التي تشغلها في التّركيب، مقتصرين على أحد أبرز الدّارسين المحدثين، والذي كان له باع طويل في الدّراسات الصّوتية الحديثة، وهو كمال بشر، وبناءً عليه نحاول أن نجيب على جملة التّساؤلات الآتية: ما مفهوم الفونيمات فوق التّركيبية (نبر الجملة، التّنغيم، الفاصلة الصوتية)؟ وهل لها ملامح في مؤلفات علماء العربية الأوائل؟ ما هي الوظائف التي تشغلها هذه الفونيمات -حسب رأي كمال بشر- على المستوى النّحوي والدّلالي؟

واقتضى العمل اعتماد المنهج الوصفي القائم على آليات الاستقراء والتحليل، كونه يسعى لاستخلاص حيثيات تلك الظواهر ووظائفها، واستنباط ملامحها في التراث اللغوي عند علماء العربية.

أولا- مفهوم النبر ووظائفه، وملامحه في التراث اللغوي

1- مفهوم النّبر: Stress

يُعدّ النّبر أحد الظّواهر اللّغوية التي حظيت باهتمام بالغ لدى اللّسانيين المحدثين، حيث حدّدوا مفهومه وضوابطه وَمَوْضِعَهُ من الكلمة والجملة، وهو في أبسط تعريفاته "وضوح نسبّي لصوت أو مقطع إذا قورن ببقية الأصوات والمقاطع في الكلام، ويكون نتيجة عامل أو أكثر من عوامل الكمية والضغط والتنغيم"1، وربط إبراهيم أنيس حدوث ظاهرة النبر بنشاط جميع أعضاء النطق في وقت واحد حين النطق بالمقطع المنبور، كأن تقوى عضلات الوترين الصّوتيين مع المجهور، ويبتعد الوتران عن بعضهما أكثر مقارنة مع غير المنبور... وهلم جرا2

وينقسم النّبر إلى قسمين: نبر الكلمة وسُمّي بالنّبر الصّرفي، وكذا نبر الجملة وسُمي بالنّبر الدّلالي أيضا، ويقع هذا النّوع الثّاني على كلمة معينة في الجملة، فيميزها عن غيرها داخل هذا التّركيب3، وسنقتصر في دراستنا على النّوع الثّاني، كونُه ملمحا تمييزيا نستشف منه دلالات معينة بحسب السّياق، بخلاف الأوّل الذي لا يرى له أغلب الباحثين وظيفة تمييزية في اللّغة العربية تخصيصا، بيد أنه في بعض اللغات الأخرى يتوقف عليه المعنى في كثير من الأحيان، وتسمى هذه اللغات باللغات النبريةStress languages  ، أما اللّغات الأخرى التي لا يكون لنبر الكلمة فيها ملمح دلالي فتسمّى باللغات غير النبرية Stressless languages، ولكمال بشر موقف تميّز به عن سائر الباحثين في تصنيفه للغة العربية ضمن الأقسام السابقة، فرأى أنها لغة غير نبرية على مستوى الكلمة، إذ لا وظيفة تمييزية دلالية لها، ولغة بَيْنِيّةُ على مستوى نبر الجملة؛ أي أنّ له قيّما دلالية في بعض المواضع فقط.4

2-ملامح النّبر عند علماء العربية

اجتمع موقف أكثر المحدثين على أنّ كتب التراث خلت كليا من النصوص التي تبين اهتمامهم بالنّبر إذ "ليس لدينا أيُّ دليل مادي يبين كيف كان العرب الأقدمون ينبرون كلماتهم، لأن اللغويين القدماء لم يهتموا بتسجيل هذه الظاهرة."5وهذا الرأي لا يعني بحال أنهم قصدوا أن العرب لم تكن تستخدم النّبر في كلامها العادي، وإنما قصدوا أن النّحاة لم يتناولوه على أنه ظاهرة صوتية وجب أن تُدرس وتُوضع لها قواعد كباقي الظواهر، فإلى أي مدى يصح هذا الزعم؟ وهل غاب النّبر فعلا على أذهان النحاة الأوائل؟

إنّ نظرة فاحصة في كتب علماء العربية الأوائل لتوحي لك بوجود إشارات كثيرة تُبيّن إدراكهم العميق لظاهرة النّبر، إلا أنّ سببا ما جعلهم لا يضعون لها قواعد خاصة كما فعلوا بالظواهر الأخرى، من بين تلك الإشارات على سبيل التمثيل لا الحصر:  

إنّ المعاجم تناولت هذه الكلمة وفسّرت معناها، وهذا المعنى لا يبتعد عن معناه حديثا، حيثُ ورد في لسان العرب: " النّبر عند العرب ارتفاع الصّوت، يقال نبر الرجل نبرة إذا تكلم بكلمة فيها علوٌ (...) ونبرة المغني رفع صوته عن خفض."6، ولا شكّ أن معنى النبر في الدرس الحديث يشترك مع ما ورد في لسان العرب، من حيث كونُه ارتفاعا للصوت ووضوحا له.

ويبين عبد السلام المسدي تبلور فكرة النبر بوضوح عند ابن سينا الذي عرض له في مواضع ثلاثة من مؤلفه، ودلّ على أن له وظيفة تمييزية دلالية كما له وظيفة نحوية، رغم خلطه أحيانا بين النبرة والنغمة، إلا أنه في مواضع أخرى يشير إشارات دقيقة تبين حقيقتهما، من ذلك ما قرره في ذكر مكونات النغم، وهي الحدة والثقل والنبرات78، وسنكتفي في هذا المقام بعرض نص جاء في مؤلف ابن سينا تتبلور فيه حقيقة النبر كما هو في الدرس اللّساني الحديث يقول: "ومن أحوال النّغم النّبرات، وهي هيئات في النّغم مدية، غير حرفية يبتدئ بها تارة، وتخلل الكلام تارة، وتعقب النهاية تارة، وربما تكثر في الكلام وربما تقلل ويكون فيها إشارات نحو الأغراض (...)، وربما أعطيت هذه النبرات بالحدّة والثقل هيئات تصير بها دالة على أحوال أخرى من أحوال القائل أنه متحير أو غضبان أو تصير به مستدرجة للمقول معه بتهديد أو تضرع أو غير ذلك، وربما صارت المعاني مختلفة باختلافها مثل أنّ النّبرة قد تجعل  الخبر استفهاما، والاستفهام تعجبا وغير ذلك."9

ويرى بعض الدارسين أن سبب عدم تدوين النحاة لظاهرة النّبر كونُه "لم يؤد دورا تمييزيّا يحمل الدارسين على ملاحظته وتدوين قواعده، كما أنه لم يكن يبرز بروزا واضحا يُسهّل تحديده، مما جعل علماء العربية يسكتون عنه، غير أنهم لم يكونوا غافلين عن تلك الظاهرة تماما"10، وهذا القول يفتقد للدقة؛ لأن علماء العربية أدركوا حقيقته التمييزية، والنصوص المذكورة عن ابن سينا وابن جني خير دليل على ما نقوله.

 ويُستشف مما سبق أن النبر يُعد من المباحث المستحدثة في الدرس اللغوي العربي شأنه شأن التّنغيم كما سيأتي، إذ لم يحظ بالعناية والاهتمام الكافي من لدن علماء العربية، وإن كانت لهم إشارات بارعة، غير أنها إشارات قليلة ومتناثرة، ويرجع سبب عدم تدوينها وضبط حدودها -حسب رأيي- إلى اختلاف استعمال النّبر بين اللّهجات قديما، أفضى ذلك إلى صعوبة التّحديد ولملمة نسجه، وهذه الحقيقة تؤكدها التجارب اليوم، فاللّهجات العربية الحديثة تختلف اختلافا واضحا في استعماله، مما صَعُبت مهمة الإتيان بقواعد شاملة لكل اللّهجات.

3- النّبر ووظائفه في اللغة العربية عند كمال بشر

إن غياب الدراسة المستقلة للنبر عند علماء العربية الأوائل صعّب من مهمة الباحثين المحدثين في التّعرف على النبر كما كان ينطقه العرب، لذلك لجأ بعضهم إلى اعتماد نطق مجيدي القراءات القرآنية في مصر بدعوى أن له قانونا ثابتا يخضع له.11

 ونجد أيضا من لجأ إلى التمثيل من اللغة العربية الفصيحة تارة، والتمثيل من اللّهجات كما في النطق الحالي في مصر تارة أخرى، وهذا ما أخذ به كمال بشر وتمام حسان، غير أن هذا الأخير أشار إلى خطورة وضع قواعد النّبر للعربية الفصيحة نتيجة التّأثر الذي قد يلحقها من تباين اللّهجات، يقول: "إن دراسة النّبر ودراسة التنغيم في العربية الفصحى يتطلب شيئا من المجازفة، لأن العربية الفصحى لم تعرف هذه الدراسة في قديمها، ولم يسجّل لنا القدماء شيئا عن هاتين الناحيتين، وأغلب الظنّ أنّ ما ننسبه للعربية الفصحى في هذا المقام إنما يقع تحت نفوذ لهجاتنا العامية، لأنّ كلّ متكلّم باللّغة العربية الفصحى في أيامنا هذه يفرض عليها من عاداته النطقية العامية الشيء الكثير."12

وقُسّم النّبر حديثا إلى قسمين، كما أسلفنا، ورأى بشر أنّ نبر الكلمة لا وظيفة نحوية دلالية له في اللغة العربية، بخلاف نبر الجملة الذي يأتي لغرض من الأغراض يريدها المتكلم، فحين يُعمَد إلى كلمة داخل التركيب، فيزيد في نبرها إنما ذلك لقصد ما، كأن يُؤكَّد شيء أو يُنفى، ومن الأمثلة على ذلك ما ذكره إبراهيم أنيس في جملة من قبيل: هَلْ سَافَرَ أَخُوكَ؟ فإذا وقع النّبر على جزء معين من هذه الجملة أفاد فائدة معينة، بحكم أن الكلمات تختلف أهميتها داخل التركيب وتتفاوت بحسب مقاصد المتكلمين، فإن وقع النّبر على كلمة (سَافَرَ) كان الشك واقعا عليها وطُلب تأكيدها، وإن وقع على كلمة (أَخُوكَ) طُلب تأكيد الفاعل، فإن وقع على كلمة (أمس) وقع الشك على الزمن وطُلب تأكيده.13

  وأورد كمال بشر مثالا آخر، حين أكّد أنّ نبر الجملة يأتي للتأكيد أو المفارقة حسب المواقف والسياقات، وذكر أنّ قولك: (أنا لا آكلُ في الصباح عادة)، إن أُريد بها تأكيد المتكلم لنفسه وقع النّبر على الضمير أنا، وإن أردت تأكيد الزمن نبرت كلمة (الصّبَاح)، وإن نبرت كلمة (عَادَةً) دلّت على بيان سلوك غير اعتيادي.14

4-مواضع نبر الجملة في العربية عند كمال بشر

حدّد كمال بشر بعض المواضع التي يقع فيها النّبر في اللغة العربية الفصيحة انطلاقا من المقام، ومقصد المتكلم وحال السامع نوجزها فيما يلي:15

- يقع النّبر على الحروف والأدوات، إذا وقعت مستقلة كما في الجواب: نعم أو لا          

 - يقع النّبر على المكّملات كما في: فقط، البتة، فحسب.                             

  - في التركيب الإضافي يقع النّبر على الاسم الأول لا الثاني مثل: كرة القدم، معهد التمثيل، إلا إذا كان الاسم ذا أهمية خاصة، ففي هذه الحال يكون النبر عليه لا على الاسم الأوّل.     

  - يقع النّبر أيضا على أساليب التحذير والتعجب والاختصاص، ورأى أن هذه الأساليب تقتضي نبرا قويّا حتى تحقق مدلولها وغرضها.

- قد يقع النّبر على العبارات الاعتراضية في مواقف خاصة كما في قول: أمّا أنا - وقد أَكَدْتُ ذَلك- فَلا عَلَاقَةَ لي بالأمرِ.

- يقع النّبر على الأفعال المساعدة، والناقصة إذا أُريد بها غرض ما، كالتأكيد وبيان الاهتمام.

   في ختام هذه المسألة لا بدّ أن نشير إلى ما أشار إليه أحمد مختار عمر حين أكّد أن المحاولات التّقعيدية للنّبر لا ينبغي التسليم بشموليتها، ولا الإقرار بدقتها دقة متناهية، بل هي قواعد تقريبية وجزئية، كما أنّ الخروج عنها لا يعد كالخروج عن قواعد النحو16، أضف إلى ذلك أنّ وضع قواعده، وإلحاقها بقواعد اللغة العربية تشكل مجازفة حقيقية كونه يقع تحت تأثير وتنوع اللّهجات العامية.

ثانيا -التّنغيم أنواعه ووظائفه، وملامحه عند النحاة:

1-مفهوم التّنغيم وأنواعه

   التّنغيم أو موسيقى الكلام   Intonationفي أبسط مفاهيمه هو " ارتفاع الصوت وانخفاضه أثناء الكلام" 17، ولا يكون ذلك إلا لغرض من الأغراض، أي أنّه تغير في مستوى نطق الأصوات صعودا ونزولا طبقا لغرض المتكلم، وأمكن التساؤل ههنا عن الفرق بينه وبين النّبر فقد يُشتَبه الأمر على كثير من الناس، والفرق يكمن في أنّ: النّبر إيضاح نسبي لمقطع من المقاطع في الكلمة، أو أن يقع على كلمة في التركيب، وهو عامل من عوامل حدوث التنغيم أو بالأحرى هو جزء منه، بينما التّنغيم يعد أعم وأشمل إذ يحتوي على عوامل أخرى تضاف إلى النبر كهيئات التراكيب، ومواقفها ومقاماتها الخارجية (السياق)18، يضاف إليه أنّ التنغيم يكون برفع الصوت أو خفضه بينما النّبر لا يكون إلى برفع الصوت نسبيا.

 

2- التّنغيم في كتب علماء العربية

   زعم كثير من الدارسين أنّه لا أثر للتنغيم في النصوص التي وردت إلينا عن علماء العربية، وهذا القول يفتقد للدّقّة، ويدل على النّظرة الجزئية لكتب التّراث اللّغوي، وإلا كيف نُفسّر ما ورد في المعاجم من قولهم: "نغم النغمة: جرس الكلمة وحُسن الصوت والقراءة وغيرها، وهو حَسن النغمة والجمع نغْم (...) وكذلك نَغَمٌ..."19، فالنّاظر في هذا النص يجد تناسبا بينه وبين ما يقرّره المحدثون اليوم.

 وضروري أن نشير إلى ما أشرنا إليه آنفا من تبلور فكرة التنغيم عند ابن سينا في مؤلفه الخطابة، يقول: "من مكونات النّغم الحدة والثّقل والنبرات"20وبيّن أيضا وظائفه التمييزية الدلالية من خلال ما تقوم به النبرة داخل التركيب الكلامي، والتي تُعدّ مكونا من مكوناته.21

 ومن بين الإشارات أيضا ما أورده كمال بشر من نصوص تبيّن إدراك علماء العربية لحقيقة التنغيم ووظيفته، وإن لم يحالف الحظُّ علماءنا في تدوينه، ورسم حدود واضحة ترتقي به إلى مصاف الظواهر اللغوية الأخرى من بينها:22

  ما قدّمه الخليل بن أحمد (175هـ) من دراسة للبحور الشعرية بلغت الدّقّة، حيث وضع أوزانها معتمدا على تنوّع النغمات الخاصة بكلّ بحر، وهو ما ينمّ عن وعي وإدراك بتلك التلوينات الموسيقية التي تكسو المنطوق في الشعر، غير أنّه لم يتمكّن من تقديم فكرة عامة عن التنغيم ووظائفه، ومنه وضْع حدود وضوابط تكفل له فضل السبق في دراسته.

ومن ذلك أيضا ما ورد في باب الندبة وكيفية أدائها نطقا يقول سيبويه(180هـ): "اعلم أنّ المندوب مدعو، ولكنه متفجع عليه، فإن شئت ألحقت في آخر الاسم الألف، لأنّ الندبة كأنهم يترنمون بها"23، والرّاجح أنّ معنى قوله: يترنّمون، أنهم يكسونها بتلوين موسيقي يبين حال المتكلّم وتفجّعه.

وأدقّ ما يمكن إيراده في هذا الصّدد ما أورده ابن جني (392هـ) في باب حذف الصفة ودليل الحال عليها، يقول: "وقد حُذفت الصفة ودلّت الحال عليها، وذلك فيما حكاه صاحب الكتاب من قولهم سَير عليه ليل، وهم يريدون ليل طويل، وكأنّ هذا إنما حُذفت فيه الصفة لما دلّ من الحال على موضعها، وذلك أنّك تُحسّ من كلام القائل لذلك من التطويح، والتطريح، والتفخيم، والتعظيم ما يقوم مقام قوله: طويل أو نحو ذلك، وأنت تحسّ هذا من نفسك إذا تأملته، وذلك أن تكون في مدح إنسان والثناء عليه، فتقول: كان والله رجلا، فتزيد في قوة اللفظ (بـ:الله) هذه الكلمة، وتتمكن في تمطيط اللام وإطالة الصوت بها وعليها، أي رجلا فاضلا أو شجاعا أو كريما..."24، هذه الإشارات تكفي لدحض حجة القائلين إنّ النّحاة لم يعرفوا التّنغيم البتة.

3- التّنغيم عند كمال بشر

   بيّن كمال بشر حقيقة التّنغيم وعلاقته بالظّواهر الصّوتيّة الأخرى، إذ عدّه كلاً تنتظم تحته جملة من الظّواهر الصّوتية الأخرى كالنّبر، ومطل بعض الأصوات، ويتمّ تحديد إطاره بالفواصل الصّوتية في نهاية الجمل، وانطلاقا من اجتماع هذه الظواهر تحت مسمّى واحد هو التنغيم، تتلوّن به العبارات والجمل بناء على مواقف ومقاصد المتكلمين25، فترتفع النغمة وتنخفض لغرض معين يريده المتكلم تعبيرا عن حالته النفسية، وعن موقفه من أمر معين (كالتزجّر، والسخرية، والتعجب...وهلمّ جرّا)، وقد اعتمد كمال بشر في دراسة التّنغيم على اللّهجات المصرية حينا، وعلى بعض الأمثلة من العربية الفصيحة التي تتجسّد في القرآن الكريم والشعر حينا آخر، وانتهى أخيرا إلى تقسيم النغمات إلى قسمين معياره النّظر في آخر نغمة منبورة في التّركيب الكلامي:26

أ- النّغمة الهابطة: falling toneحدّد كمال بشر المواضع التي يكثر فيها هذا الضرب، فأشار إلى الجمل التقريرية وهي الجمل التامّة من حيث المعنى، وكذلك الجمل الاستفهامية بأدوات خاصّة مثل: محمود فين؟، الجمل الطلبية التي تحتوي على فعل أمر ونحوه مثل: اخرج بره...

ب- النّغمة الصاعدة: Rising toneوتسمى بالصاعدة لصعودها في نهايتها، وتتجلّى في مواضع خاصة منها: الجمل الاستفهامية التي تكون الإجابة عنها بنعم أو لا: مثل: محمودٌ في البيت؟  وتظهر أيضا في الجمل المعلّقة غير تامة المعنى كما في جملة الشّرط، مثل: (إذا جيت، نتفاهم)، ففي هذه الجملة الأخيرة تكون النغمة الصاعدة في الجزء الأول منها، لعدم تمام المعنى، وتكون النغمة الهابطة في آخرها لتمامه.

 4- وظائف التّنغيم

   إن تلك التلوينات الموسيقية التي تكسو الكلام لا تكون بحال دون فائدة، ولا يظنّ ظانّ أنّ التّنغيم يأتي لمجرد تزيين الكلام فقط، بل هو عنصر مهمّ جدّا في عملية التبليغ، كما قد يتوقّف عليه المعنى في بعض الأحيان، ولا تكتمل الجملة إلا إذا أحسنّا تأديتها نطقا بنغماتها ونبراتها، ومن ثمة كان له(للتّنغيم) وظائف وأدوار جمّة في المنطوق، وذكر تمام حسان، وكمال بشر، وغيرهما وظائفه المختلفة في اللغة العربية، وفيما يلي بيان لأبرزها: 27

أ- الوظيفة النحوية: وهي وظيفته الأساس، فبالتّنغيم نتمكن من التفريق بين أنماط الجمل والعبارات، والتمييز بين الجمل الخبرية والتقريرية والاستفهامية، وتفصيل ذلك: أنّ الجمل التقريرية أو الخبرية تنتهي بنغمة هابطة كدليل على اكتمال معناها، أما الاستفهامية فنغمتها صاعدة وهي تدلّ على عدم اكتمال المعنى، خصوصا تلك الجمل الاستفهامية التي تخلو من حروف الاستفهام وتقتضي الإجابة عنها بـ: نعم أو لا، وضروري في هذا المقام أن نذكر أمثلة على ذلك:

 قول الشاعر: قالوا: تُحبّها؟، قُلتُ بهرا    عدد النجوم والحصى والتراب

ومنه قوله تعالى: "يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكَۖ تَبۡتَغِي مَرۡضَاتَ أَزۡوَٰجِكَۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ١" التحريم 01

ففي الآية الكريمة، وكذا في البيت الشّعري تتوقّف معرفة الاستفهام الحاصل في كلمة تبتغي، وكلمة تُحبّها على كيفية أداء النغمة الصاعدة التي تدلّ على عدم اكتمال الكلام، ورغم ما قدّمه المفسّرون واللّغويّون من تقديرات لحرف الاستفهام (أ تبتغي؟، أتحبّها؟) لكن يبقى التنغيم ركنا رئيسا في التّعرف على مثل هذه الأنماط.

ومثل هذه الجمل التي يُستفهم بها من غير أداة كثيرٌ جدّا في اللّهجات العامية، والفيصل في التّعرف عليها هو تلك النغمة التي ترافقها.

وتظهر وظيفته النحوية أيضا في الجمل الشرطية، فمعلوم أنّ جملة الشرط جملة غير تامة المعنى وتحتاج إلى جوابها، لذلك كانت مصاحبتُها بنغمة صاعدة ضروريا لمعرفة نمطها، فإذا جئنا بجواب الشّرط أصحبناه بنغمة هابطة دليلا على اكتمال المبنى والمعنى، وزعم كمال بشر أنّ التنغيم في مثل هذه الجملة يؤدّي دورا يشبه دور الفاصلة والنقطة، حيث تعقب الفاصلة الجملة الأولى أمارة على مواصلة الكلام (نغمة صاعدة) وينتهي الكلام بنقطة (نغمة هابطة).28

ومن الأبواب النحوية التي تحتاج إلى تفسير أكثر علمية  بالاعتماد على موسيقى الكلام (التنغيم) باب الاختصاص، فجملة من قبيل: نحن -العربَ- أكرم الناس أخلاقا فسّرها النحاة تفسيرا مقبولا، فقالوا إنّ كلمة العرب منصوبة على الاختصاص، لأنّ كلمة أكرم يجوز الإخبار بها، لكن رغم ذلك: "فقد فاتهم أهمّ أمارة من أمارات التحليل، ونعني بها تلك السمات الصوتية التي يتّصف بها هذا المنطوق utterance(...)، فهذه الجملة بتحليلها السابق وفي موقفها المعين يصاحب نطقها نغمتان مختلفتان، وإن كانتا متصلتين غير منفصلتين، الأولى منهما تصاحب الجزء الأول من المنطوق، وهي من ذلك النوع الذي يدلّ على أنّ الكلام لم ينته بعد، وهي ما تسمى بالنغمة الصاعدة، ويصاحب هذه النغمة في هذا الموقف وقفة خفيفة ووقوع نبر قوي strong stressعلى كلمة العرب، دلالة على اهتمام خاصّ بها، أما النغمة الثانية فتصاحب الجزء الباقي من الجملة، وهي من ذلك النمط الذي يدلّ على أن الكلام قد انتهى، وتسمّى بالنغمة الهابطة."29

ويضيف كمال بشر أنّ كثيرا من الأبواب النحوية لا يمكننا تحليلها بدقّة ما لم "ننظر في هيئاتها الصوتية، وما يلفها من ظواهر تطريزية مميزة لها، من هذه الأبواب (...) التحذير والإغراء والندبة والنداء والاستغاثة وأسماء الأفعال وغيرها، إنّ أساليبها جميعا لا يمكن تحليلها تحليلا دقيقا، ولا يمكن فهمها فهما سليما إلا بربطها بمقاماتها الاجتماعية التي تنتظم اتصالا مباشرا بين متكلّم ومخاطب تربطهما علاقة مخصوصة، تقتضي إلقاء الكلام بتلوينات موسيقية تفصح عن مضمون الرسالة، هذه التلوينات هي أنماط من التنغيم خاصة..."30  ولك أن تنظر في المثال الآتي: يا محمد، هذا النداء، تختلف دلالته بناء على النّغمات التي تصاحبه، فقد يُراد به التّعجب، وقد يُراد به التّحذير، وقد يُعنى به معناه الأصلي وهو النّداء، ولا يتسنى للسّامع تحديد المعنى المراد إلا بتأدية المنطوق من طرف المتكلّم تأدية سليمة، وتلوينه بمختلف النّغمات بما يتلاءم والمقامَ المشترك بينه وبين السّامع، كما يستجيب لمقصده.

 ب- الوظيفة الدلالية: يؤدّي اختلاف المواقف في الحياة، وتتعدد الآراء بين الناس، وكذا اختلاف الحالات النفسية من شخص لآخر، إلى تعدّد كيفية إلقاء الكلام وتنغيمه، لذلك كان التّعبير عن موقف الرفض أمرا يختلف عن التعبير بقبوله، وكذا يختلف حال الزجر والتهكم عن حال الغضب والتعجب، وهكذا، وإذا ما رمنا تحديد تلك الحالات نظرنا في التلوينات الموسيقية -من نبر وتنغيم- التي تكون في المنطوق، كما ننظر إلى تلك الظواهر غير اللغوية التي تصاحبه كالتعبيرات الجسمية مثلا، ولبيان ذلك نورد هذا المثال: (لا يَا شَيْخ)، هذه العبارة تستعمل في مواقف متعدّدة ومتناقضة أيضا إذ تستعمل في مقام التّعجب، وفي مقام الغضب، وفي مقام الإعجاب والسخرية في الوقت نفسه31.

فإن أُريد بها التّعبير عن الغضب اصطبغت بنبر وتنغيم يدل على ذلك، وصاحبتها تعبيرات جسمية كتقطيب الوجه مثلا، وإن أريد بها تعجب صاحبها رفع للحاجبين...وهلمّ جرّا.

هذه أبرز وظيفتين للتنغيم، وقد تضاف إليه وظائف أخرى كالوظيفة الاجتماعية التي تتعلق بطبقات المجتمع ومستواهم الثقافي، إذ له دور بارز في التّعرف على هذه الطبقات بحكم اختلافها في الأداء النطقي، وتباين تأديتها لموسيقى الكلام.32

ولا تشتمل اللغة العربية على الوظيفة المعجمية، أي لا يفرّق التنغيم بين معاني الكلمات خلافا لبعض اللغات33التي يكون فيها للنغمة دور حاسم في التفريق بين معاني الكلمات.34

 وفي ختام حديثنا عن التنغيم لا يفوتنا أن ننوّه إلى أنّ التنغيم حديثا رُسمت حدوده وقواعده بناء على دراسة بعض اللهجات (عدن، القاهرية...) في الأغلب الأعم، كما أُشير إليه إشارات قليلة في اللغة العربية الفصيحة المتمثلة في الشعر، وبعض الآيات القرآنية، وعليه لا يمكن التسليم بشمولية تلك النتائج بأيّ حال من الأحوال، لذلك لم يتطرّق إليه بعض الباحثين (إبراهيم أنيس)، وأشار بعضهم إلى أنّ دراسته في اللغة العربية الفصيحة الحالية تعدّ مجازفة، نتيجة التأثير اللهجي الذي قد يلحقها.

ثالثا- الفاصلة الصوتية أنواعها ووظائفها

1- مفهوم الفواصل الصوتية

   تُعرّف الفواصل الصوتية على أنها "مجموعة الظواهر الصوتية التي تشكّل ظواهر أخرى كالنبر والتنغيم، تلوينا موسيقيا خاصا بالمنطوق يحدد طبيعة التركيب وماهيته ودلالته، هذه الفواصل هي الوقفة Stop، والسكتة Pouse، والاستراحة (أخذ النفس) وكلها ذات خطر وبال في صحة الأداء الصوتي وتجويده وفي التحليل النحوي والدلالي للتركيب."35

يشير هذا القول إلى أمرين هما:

-إنّ الفواصل الصوتية أنواع ثلاثة هي: الوقفة، والسكتة، والاستراحة وهي تختلف من حيث الموقع داخل التركيب.

- كما يعكس دور هذه الفواصل الصوتية، ووظيفتها النحوية والدلالية داخل التركيب.

هذا ما يقرّره كمال بشر حين يعرض لقيمة الفواصل الصوتية وموقعها من التركيب، وعلاقتها بالظواهر الصوتية الأخرى، وتضافرها لغرض التعبير عن المعنى الدقيق الذي يريده المتكلم فيحصل بذلك الفهم الإفهام، وتُؤدَّى الرسالةُ كاملة مبنى ومعنى، وفيما يلي بيان لماهية تلك الأنواع المذكورة وموقعها من التركيب، وكذا وظائفها النحوية الدلالية.

2- أنواع الفواصل الصوتية وقيمتها النحوية والدلالية

أ- الوقفة: ولا تكون إلا عند تمام الكلام معنى ومبنى مطابقا للغرض وللمقام، ههنا تأتي هذه الوقفة ومعها نغمة هابطة ويمكن أن نرمز لها بسهم نازل للأسفل دليلا على تمام الكلام واكتمال معناه، ويرمز لها في الكتابة بنقطة (.)، وعادة ما تكون في الجمل التقريرية لأنها تامة المعنى، ولا يجوز وقوعها في مواضع يكون فيها المعنى والمبنى غير كاملين، فلا تقع بين المضاف والمضاف إليه، ولا بين النعت والمنعوت (يستثنى النعت المقطوع)، أو بين الفعل وفاعله، ولا بين اسم الإشارة وبدله المعرف (بالـ)...وهلمّ جرّا.36

ب-السكتة: وهي أخف من الوقفة وأدنى منها زمنا، وهي تُنْبِؤ على اتصال الكلام السابق باللاحق، بحيث لا ينفصل عنه، وتُصحب بنغمة صاعدة ويمكن أن نرمز لها بسهم صاعد كدليل على عدم تمام الكلام، وعلامتها الكتابية هي الفاصلة (،)، وليس المقصود أنها تفصل بين أجزاء الكلام، وإنما هي فاصلة نطقا فقط، وواصلة بناء ومعنى، لذلك تسمى بالفاصلة الواصلة، وإذا كانت الوقفة تأتي عند تمام الكلام، فإن السكتة تأتي عكس ذلك، أي أنها تقع في الجمل ذات الشقين المتكاملين، كما في الجمل الشرطية، ففي قوله تعالى: "وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا" الطلاق02،تقع السكتة بين الشرط وجوابه، أي بين لفظ (الله) والفعل (يجعل). 

وكذا كل جملة احتوت على روابط من قبيل بينما، لما، لولا، كلما...قال تعالى: "لولا أنتم، لكنّا مُؤمِنين" سبأ31، ومنه قوله تعالى "فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٖ وَأَنۢبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنٗا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّاۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيۡهَا زَكَرِيَّا ٱلۡمِحۡرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزۡقٗاۖ قَالَ يَٰمَرۡيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَاۖ قَالَتۡ هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۖ إِنَّ ٱللَّهَ يَرۡزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيۡرِ حِسَابٍ ٣٧" آل عمران37.

-قد تقع سكتة خفيفة بين المبتدأ اسم الإشارة، والخبر المعرّف بالألف واللام، كما في قوله تعالى: "ذلكَ الكِتابُ"، ودليل هذه الإمكانية وجود ضمير الفصل في مواضع من هذا القبيل "ذلكَ هو الفَوزُ"، وكأنما أراد أن يقول أن ضمير الفصل يؤدي أيضا دور السكتة.

-تقع أيضا في الجمل الاستدراكية قبل "لكن وبل" في مثل قولك: بلغني ذلك، لكن لست متأكدا. 

- تقع السّكتة بعد القول وحكايته، ونبه إلى أنّ العرب عبّرت عن هذه السكتة بكسر همزة إنّ، فلولا السكتة الفاصلة نطقا لفتحت همزة إنّ. من أمثلة ذلك قراءة من قرأ "فَدَعَا رَبَّهُۥٓ أَنِّي مَغۡلُوبٞ فَٱنتَصِرۡ ١٠" القمر 10، أي بكسر همزة إنّ لا بفتحها كما في باقي القراءات، ويفسّر كمال بشر هذا الأمر بوجود سكتة قبل إنّ، جاءت لتبيّن مضمون الدعاء، وكأّن (إنّ) وقعت في بداية جملة تفسيرية. أما قراءتها بالفتح فلا يمكن تقدير هذه السكتة معها بدليل موقعها الإعرابي الذي يقتضي ربطها بما قبلها. 37

-تقع السّكتة بين النعت المقطوع ومنعوته، ومعلوم أنّ في عُرف النحاة يمثل النعت المقطوع جملة مستقلة مكونة من مبتدأ محذوف وخبره، كما في قولك: مررت بأحمدَ الكريمُ، وكأنّك قلت: هو الكريمُ، وقد تكون بالنصب على الاختصاص، ويكون التقدير: أعني أو أخصّ الكريمَ، أما كمال بشر فيمكن تلخيص رأيه على النحو الآتي:38

إنّ السياق الواحد يقتضي وجود وجه إعرابي واحد ووجه واحد من النطق، إذ لا يمكن بحال أنّ تتعدد الأوجه لسياق واحد وموقف واحد، وإلا صرنا إلى التعسّف وإلى الإسراف في التقدير والتأويل، لذلك ينبغي في هذه الحال أن نعتمد الخواص الصوتية لتفسير تلك الاختلافات، ومنه فالنعت المقطوع لا يشكّل جملة مستقلّة، والدليل وجود سكتة بين قولك: مَرَرْتُ بزيدٍ وقولك: الكريمُ، هذه الخاصية هي التي أخرجت كلمة الكريم من باب النعت، بدليل أنّ النّعت الاصطلاحي لا تكون معه السكتة البتة.

وبناء عليه فالنّعت المقطوع ليس جزءًا من جملة محذوف جزؤها الآخر، إنما هي وحدة لغوية بها يتم الكلام في الموقف المناسب (...)، والجملة ذات العنصر الواحد غالبا ما ترتبط نحويا بجملة سابقة خاصة جمل الاستفهام وهذا هو حال النعت المقطوع فكأنه جواب لسؤال سائل. وهذه الحقيقة أقرّها صاحب التصريح قائلا: " ولك أن تُظهر المبتدأ والفعل، وتقول: هو التاجرُ وأعني التاجرَ، كأنّه على تقدير سؤال سائل يقول: من هو؟، أو من تعني؟"39

ولا تخفى الأهمية التي تكتسيها السكتات أيضا في توجيه الإعراب، خاصة تلك التركيبات ذات الأوجه المتعددة من الإعراب هذا من ناحية الكتابة، بيد أنّ الجانب النطقي يقتضي وجها واحدا في المقام الواحد، فكيف نفسّر تعدّد الأوجه الإعرابية للتركيب الواحد؟

يقدم كمال بشر أمثلة لهذا الضرب نكتفي بعرض واحد منها: يقول تعالى:"الٓمٓ ١ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ ٢" البقرة 1-2، إن لهذه الآية الكريمة أوجها مختلفة من الإعراب، أمكننا بناء على وضع الفواصل الصوتية معرفة كل وجه منها، هذه الأوجه على النحو الآتي: 40

- ذلك الكتاب.   لا ريب.   فيه هدى للمتقين: في هذه الحال وجود ثلاث آيات تفصل بينها سكتات، والنقاط تفيد تمام الكلام واستقلال الجمل عن بعضها، ويكون إعرابها كما يلي: ذلك الكتاب: مبتدأ وخبر، لا ريب: لا النافية للجنس واسمها، فيه هدى للمتقين: خبر مقدّم (فيه)، ومبتدأ مؤخّر (هدى) للمتقين جار ومجرور متعلقان بـ (هدى).

-  ذلك الكتاب. لا ريب فيه. هدى للمتقين: ثلاث آيات كما في الصورة الأولى غير أنّ تركيبها وإعرابها ومعناها يختلف، وإعرابها على النحو الآتي: ذلك الكتاب مبتدأ وخبر، لا ريب فيه: لا النافية للجنس واسمها وخبرها، وهي إما مستأنفة أو في محل رفع خبر ثان لـ (ذلك). هدى للمتقين: خبر مبتدأه محذوف، للمتقين متعلق بـ (هدى).

-ذلك الكتاب لا ريب فيه.    هدى للمتقين: هذا وجه ثالث يختلف عن الأوجه السابقة إعرابا وتركيبا، ويكون الإعراب كما يلي: مبتدأ وبدل أو عطف بيان (الكتاب)، لا ريب فيه جملة خبرية لـ (ذلك) وفي هذا الجزء يكون هناك اتّصال صوتي لارتباط الكلام ببعضه معنى وإعرابا، فلا توضع النقطة كدليل على انتهاء الكلام. هدى للمتقين تعرب كما أُعربت في الأوجه السابقة.

ج- الاستراحة:وتسمى أيضا بأخذ النفس، أو سرقة النفس، وهي وسيلة صوتية تمنح الكلام خاصية الاستمرارية، وهي أقل من الوقفة والسكتة زمنا، بل إنّ سوء استعمالها، أو إطالتها يجعلها وقفة، أو سكتة في مواضع لا تقتضي ذلك. وتتلخص مميزاتها فيما يلي:41

 - لا ضابط يضبطها كما في الوقفة والسكتة

- تحتاج لخبرة ودربة حتى يتسنى تفعيلها وإلا طالت المدة معها فتتحوّل إلى وقفة أو سكتة.

- يتوقّف تفعيلها على مدى إحاطة المتكلم وفهمه لقواعد اللغة.

وعليه تبين آخرا أنّ للنبر، وللتنغيم، وللفاصلة الصوتية، دورا بارزا في المنطوق، ودورا آخر في تفسير الأوجه الإعرابية المتعددة للتركيب الواحد، لذلك كان من الواجب مراعاتها في أي دراسة تركيبية، كما يستوجب الأمر وضع رموز خاصة بها، وما ينضوي تحتها من أنواع وفروع، حتى يتسنى للقرّاء التّعرف عليها.

خاتمـة

   بناءً على ما سبق ذكره أمكننا أن نلخّص جملة النّتائج المتوصّل إليها في النّقاط الآتية:

 - تُعد الفونيمات فوق التّركيبية (النبر والتّنغيم والفاصلة الصّوتية) من المباحث الصّوتية المستحدثة من حيث استقلاليتُها، حيث وُضِعت لها ضوابط ودُرست كظاهرة صوتية مستقلة، وهذا لا ينفي بحال عدم معرفة القدماء لها، وإنما أدركوا كُنهها وعبروا عنها بمصطلحات أخرى (مطل الحركات، النّغم...)، وتناثرت إشاراتهم لها في كتب النحو والبلاغة، على أنّ تلك الإشارات لم تأخذ طابع الاستقلالية، والسرّ في ذلك هو تعدّد الاستعمال اللّهجي لها قديما، لذلك تعذّر على النّحاة ضبطها ورسم نسجها.     

- إنّ إنكار فكرة إدراك علماء العربية لكلّ من التّنغيم والنّبر قول تفنده نصوص صريحة وردت عنهم، وليس أدلّ على ذلك من تلك التي وردت عند ابن جني في باب حذف الصفة، وكذا ما ورد عن ابن سينا والفارابي وغيرهم، وهي إشارات تجاوزت معرفة هذه الظواهر، إلى إدراك وظائفها النحوية والدلالية على مستوى المنطوق.

- يقف كمال بشر موقف المفنّد للرأي القائل بعدم وجود نصوص تراثية تشير للتّنغيم، فنجده في الأغلب الأعمّ يشيد، ويذكر نصوصا وردت عن علماء العربية في هذا الشّأن.

- تُشكّل الفونيمات فوق الترّكيبية كلاً متكاملا يصطبغ بها الكلام المنطوق في سياق معين ليحقّق غاية شريفة هي الفهم والإفهام، ومعرفة دورها مرهون بمراعاة السياق الذي قيلت فيه، ومعرفة هذا الدور من شأنه أن يعيننا في تفسير كثير من المسائل اللغوية التي تحتاج إلى دراسة أكثر واقعية بعيدا عن التأويل المتكلف.

- تُعدّ الضوابط الموضوعة من طرف المحدثين عموما، وكمال بشر خاصة معايير نسبية فقط يستدعي تطبيقها بحذر على اللغة العربية الفصيحة، لأنّ تلك المعايير اعتُمد فيها على اللّهجات الحديثة في كثير من الأحيان، ولا يخفى على أحد من الناس أنّ الاستعمال اللّهجي لهذه الظواهر يختلف ويتنوع، وهذا التنوع يسقط إمكانية تعميم تلك القواعد على العربية الفصيحة، خاصة القرآن الكريم. والسبيل إلى وضع ضوابط أكثر تماشيا مع العربية الفصحى هو اعتماد نطق مجيدي القراءات القرآنية، كون هؤلاء أقرب للنطق الصحيح للغة، إذ رُويت لهم بالمشافهة الدقيقة لوعيهم بخطورة ما قد ينجر على القرآن الكريم بسبب النطق الخاطئ.   

-انفرد كمال بشر عن غيره من الدارسين بجملة من الآراء تخصّ هذه الظواهر الصّوتية منها، الأهمية التي تشغلها الفاصلة الصّوتية في توجيه الإعراب في بعض المواضع، كالنّعت المقطوع الذي يرى فيه غير ما رأى النّحاة من جعله جملة مستقلّة جزؤها الأوّل محذوف، غير أنّ كمال بشر يرى خلاف ذلك مفسرا إياه تفسيرا صوتيا، فيرى أن التّركيب يقتضي وجود سكتة قبل النعت المقطوع، هذه السكتة تُوحي بأنّ النعت المقطوع جواب على سؤال سائل، فلا يُكَوّن جملة مستقلة طرفها الأول محذوف، وإنما يشكّل وحدة لغوية مكونة من عنصر واحد به تتمّ الفائدة إذا رُوعي المقام. وبهذا التفسير يرى أنّ الجانب الصّوتي بإمكانه أن يتجاوز كثيرا من القضايا المعقّدة التي قامت على الافتراض والتّأويل.    

- من المسائل التي انفرد بها كمال بشر، موقفه من تصنيف اللغة العربية ضمن اللّغات النبرية وغير النبرية، إذ يرى كثيرون أنّ العربية تستخدم نبر الجملة كما تستخدمها اللغات النبرية، لذلك كان لزاما إلحاقها بها، أما بشر فيرى أنّ التصنيف الدقيق لها هو عدّها لغة بينية، كما قدّم تفسيرا جديدا لأحوال الهمزة في إنّ وأنّ، فحسب رأيه لولا السكتة الفاصلة نطقا لفُتحت همزة إنّ، ولما عرفنا القول والحكاية.  

- يكتسي الجانب الصوتي أهمية بالغة في تفسير القضايا النحوية والدلالية وكذا الصرفية، ومن هنا تتبلور فكرة تكامل المستويات اللغوية بناء على فكرة استغلال نتائج كل نظام في خدمة النظام الآخر، وهذا المبدأ تنادي به اللسانيات الوصفية حديثا، وعلى نهجها سار اللّسانيّون العرب المحدثون عموما وكمال بشر خاصة، لذلك نجده في مواضع كثيرة ينادي بضرورة استغلال الأصوات في معرفة قضايا نحوية وصرفية ودلالية، وهي دعوة تفسّرها المرجعية التي كان يتبنّاها

الهوامش

  1. تمام حسان مناهج البحث في اللغة، دط، مكتبة الأنجلو المصرية (القاهرة)، 1990، ص160
  2. ينظر: إبراهيم أنيس: الأصوات اللغوية، دط، مطبعة نهضة مصر (مصر) دت، ص98
  3. ينظر: المرجع نفسه، ص 102
  4. ينظر: كمال بشر: علم الأصوات، دط، دار غريب للطباعة والنشر (القاهرة)، 2000، ص 524
  5. أحمد مختار عمر: دراسة الصوت اللغوي، دط، عالم الكتب (القاهرة)، 1997، ص 308
  6. ابن منظور: لسان العرب، ط1، دار الفكر، بيروت، 2008، ج2، ص971
  7. عبد السلام المسدي: التفكير اللساني في الحضارة العربية، ط2، الدار العربية للكتب (تونس)، 1986 ص 266
  8. المرجع نفسه، ص 265
  9. ابن سينا: الشفاء المنطق (الخطابة)، دط، المطبعة الأميرية (القاهرة)ـ، 1954، ص224
  10. ينظر: غانم قدوري الحمد: المدخل إلى علم الأصوات العربية، ط1، دار عمار، عمّان، 2004، ص238
  11. ينظر: إبراهيم أنيس: المرجع السابق، ص 99
  12. تمام حسان: المرجع السابق، ص 164
  13. ينظر: المرجع نفسه
  14. ينظر: كمال بشر: علم الأصوات، ص 520
  15. ينظر المرجع نفسه، ص 522
  16. ينظر: أحمد مختار عمر: دراسة الصوت اللغوي، ص308
  17. تمام حسان: المرجع السابق، ص164
  18. ينظر: كمال بشر: المرجع السابق، ص 533
  19. ابن منظور: المصدر السابق، ج 5، ص 415
  20. ابن سينا: الشفاء المنطق (الخطابة)، ص224
  21. عبدالسلام المسدي: المرجع السابق، ص 265
  22. كمال بشر: المرجع السابق، ص 549-550
  23. سيبويه: الكتاب، ج2، تح: عبد السلام محمد هارون، ط2 مكتبة الغانجي (القاهرة)، دار الرفاعي (الرياض)، 1982، ص220
  24. ابن جني: الخصائص، ج2، تح: محمد علي نجار، دط، المكتبة العلمية، مصر، دت، ص 370-371
  25. ينظر: كمال بشر: علم الأصوات، ص552
  26. ينظر: تمام حسان: المرجع السابق، ص 165. كمال بشر: علم الأصوات ص 533-534
  27. ينظر: تمام حسان: المرجع السابق، ص 164-168. كمال بشر: المرجع السابق، ص 543-544
  28. ينظر: كمال بشر: المرجع نفسه، ص544
  29. كمال بشر: التفكير اللغوي بين القديم والجديد، دط، دار غريب للنشر (القاهرة)، 2005، ص 289
  30. كمال بشر: علم الأصوات، ص 545-546
  31. ينظر: المرجع نفسه، ص 540
  32. ينظر: المرجع نفسه.
  33. "توجد لغات تستعمل التلوين الموسيقي كعامل للتفريق بين معاني الكلمات، فكلمة(ma) في اللغة الصينية تختلف معانيها باختلاف النغمات، إذ هي مع النغمة الهابطة تعني حصان، وإذا نُطقت بنغمة مستوية كان معناها الأم، وتسمى هذه النغمة التي تُفرق بين معاني الكلمات بالنغمة المعجمية، ولا تشتمل اللغة العربية على هذا النوع من الوظائف التنغيمية." ينظر: كمال بشر، علم الأصوات، ص 540
  34. ينظر: تمام حسان: المرجع السابق، ص 164. كمال بشر: علم الأصوات، ص541
  35. المرجع السابق، ص 553
  36. ينظر: كمال بشر: المرجع السابق، ص 556
  37. ينظر: كمال بشر: المرجع نفسه، ص 559-560
  38. ينظر: كمال بشر: التفكير اللغوي بين القديم والجديد، ص 616-617
  39. عبد الله الأزهري: شرح التصريح على التوضيح، ج2، تح: محمد باسل عيون السود، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت، 2000، ص 126
  40. ينظر: كمال بشر، المرجع السابق، ص290-291-292
  41. ينظر: كمال بشر: علم الأصوات، ص 560
  42. القرآن الكريم

 

 

 

 

 

 

قائمة المصادر والمراجع

الكتب

  1. -إبراهيم أنيس : الأصوات اللغوية، دط، مطبعة نهضة مصر (مصر)، دت
  2. -أحمد مختار عمر : دراسة الصوت اللغوي، دط، عالم الكتب (القاهرة)، 1997
  3. -ابن جني : الخصائص، تح: محمد علي نجار، دط، المكتبة العلمية، مصر، دت
  4. -كمال بشر : علم الأصوات، دط، دار غريب للطباعة والنشر (القاهرة)، 2000
  5. -كمال بشر : التفكير اللغوي بين القديم والجديد، دط، دار غريب للنشر (القاهرة)، 2005
  6. -ابن منظور : لسان العرب، ط1، دار الفكر، بيروت، 2008
  7. -سيبويه : الكتاب، تح: عبد السلام محمد هارون، ط2، مكتبة الغانجي (القاهرة)، دار الرفاعي (الرياض)، 1982
  8. -ابن سينا : الشفاء المنطق (الخطابة)، دط، المطبعة الأميرية (القاهرة)ـ، 1954
  9. -عبد الله الأزهري : شرح التصريح على التوضيح، تح: محمد باسل عيون السود، دط، دار الكتب العلمية، (بيروت)، 2000
  10. -عبد السلام المسدي: التفكير اللساني في الحضارة العربية، ط2، الدار العربية للكتب (تونس)، 1986
  11. -تمام حسان مناهج البحث في اللغة، دط، مكتبة الأنجلو المصرية (القاهرة)، 1990
  12. -غانم قدوري الحمد : المدخل إلى علم الأصوات العربية، ط1، دار عمار، (عمّان)، 2004

 

@pour_citer_ce_document

أنور طراد, «الفونيمات فوق التّركيبية ووظائفها النّحوية والدّلالية عند كمال بشر»

[En ligne] ,[#G_TITLE:#langue] ,[#G_TITLE:#langue]
Papier : ص ص 368-379,
Date Publication Sur Papier : 2020-08-19,
Date Pulication Electronique : 2020-08-19,
mis a jour le : 19/08/2020,
URL : https://revues.univ-setif2.dz:443/revue/index.php?id=7337.