خطاب التجاوز وتحولات المعرفة في النظرية النقدية المعاصرة ـ في تفكيك النّسق المف...
Plan du site au format XML


Archive: revues des lettres et sciences sociales


N°01 Avril 2004


N°02 Mai 2005


N°03 Novembre 2005


N°04 Juin 2006


N°05 Juin 2007


N°06 Janvier 2008


N°07 Juin 2008


N°08 Mai 2009


N°09 Octobre 2009


N°10 Décembre 2009


N°11 Juin 2010


N°12 Juillet 2010


N°13 Janvier 2011


N°14 Juin 2011


N°15 Juillet 2012


N°16 Décembre 2012


N°17 Septembre 2013


Revue des Lettres et Sciences Sociales


N°18 Juin 2014


N°19 Décembre 2014


N°20 Juin 2015


N°21 Décembre 2015


N°22 Juin 2016


N° 23 Décembre 2016


N° 24 Juin 2017


N° 25 Décembre 2017


N°26 Vol 15- 2018


N°27 Vol 15- 2018


N°28 Vol 15- 2018


N°01 Vol 16- 2019


N°02 Vol 16- 2019


N°03 Vol 16- 2019


N°04 Vol 16- 2019


N°01 VOL 17-2020


N:02 vol 17-2020


N:03 vol 17-2020


N°01 vol 18-2021


N°02 vol 18-2021


N°01 vol 19-2022


N°02 vol 19-2022


N°01 vol 20-2023


N°02 vol 20-2023


A propos

avancée

Archive PDF

N°17 Septembre 2013

خطاب التجاوز وتحولات المعرفة في النظرية النقدية المعاصرة ـ في تفكيك النّسق المف...


P : 185 - 203

عبد الغني بارة
  • resume:Ar
  • resume
  • Auteurs
  • TEXTE INTEGRAL

ملخص

إنّ ما تتغيا هذه المقاربة بلوغه، بوساطة الرؤية التفكيكية، هو الوقوف على مسارات الخطاب النقدي المعاصر، من خلال النسق المفهومي، بما هو خطاب إكراهي، يتحول كل حين، مغيرا وجهته. ومن ثمّ الوصول إلى القول إن هذا الخطاب لا يملك أن يتشكل خارج حلقة المفاهيم. بل إنّه بما آل إليه هذا الخطاب، بوصفه كذلك، أضحى خطابًا مفهوميا بامتياز.

Résumé

     Cette approche vise, par le biais de la déconstruction à suivre le processus du discours critique contemporain. Et ce, par le système conceptuel, en le qualifiant de discours aporétique qui se transforme souvent, en changeant ses itinéraires. Pour l'aboutissement de dire que ce discours ne peu se former en dehors d'une sphère conceptuelle. 


  مقدّمات منهجية :

إنّ المتأمّل في المشهد الثقافي لحضارة هذا القرن، القرن الحادي والعشرين، يدرك مدى تداخل المفاهيم وتشعّب النظريات، بل إلغاء الحدود بين حقول المعرفة المختلفة، ممّا يحملُ على الإقرار بأنّ الوثوقية، أو اليقينية أضحت بضاعةً مزجاةً، لا مكان لها في هذا العالم المُعَوْلَم/المُرَقْمَن، ومن ثمّ تصبح كلّ دعوة إلى الموضوعية محفوفة بالمزالق والعقبات، بل إنّ متبنيهـا، حينذاك، يغلق علـى نفسـه فـي سجن الدوغمائيـةDogmatismeـ كما كـان حـال البنيوية ـ فيقع حبيس أنساق وأنظمة متخيَّلة، تزعم امتلاك الحقيقة القارّة الشافية التي تتسلط بما تعتقده. ومن أوضح ما يرفد هذا التحوّل في منظومة المفاهيم، ما عُرف أواخر القرن الماضي بِـ"اتجاهات ما بعد البنيوية"PostStructuralisme، أو ما بعد الحداثـة PostModernité، أو مـا يُعرف اليـوم بـ"الحداثة الفائقة"Hypermodernité، حيث تمّ الإعلان، من خلالها، عن تشظّي معاني النّصوص وانتشارها، بل وتشتّتها. فالحقيقة/المعنى وهم من أوهام القارئ الاستهلاكي، والنصّ مجموعة نصوص متداخلة (تناص)Intertexte، ومن ثمّ غياب الأحادية/الحَرْفيةLittéralitéفي المنهج؛ لتصبح العلاقة بين التفكيكي والأسلوبي، والسيميائي، والفلسفي، والإيديولوجي، والتاريخي، والاجتماعي، والنّفسي، والثقافي، من التشابك بحيث يصعب إدراك الحدود والتخوم التي يقف عندها هذا المنهج أو ذاك. بل يُحتفى،  اليوم، بميلاد مشروع جديد أسموه"النّقد الثقافي"، ليكون بديلاً عن"النّقد الأدبي"، ويشيع حديث"النهايات/البدايات"؛ نهاية الإنسان المُؤَنْسَن وميلاد الإنسان المُرَقْمَن/المُعَوْلَم، نهاية الحدود/الجغرافيا، وميلاد الفضاء/اللاّمكان، نهاية المثقّف، وميلاد النجم، نهاية النصّ وميلاد النصّ الإلكتروني/المترابط/الفائق.

وقد عبّر عن هذا التحوّل في الأجهزة المفهومية للنظرية النّقدية المعاصرة، لفيف من الباحثين، حينمـا اتخـذوا"اجتيـاز الحـدود"Passagedesfrontières، عـنوانـًا لنـدوتهـم، التـي خصّوا بـها بالدراسـة والبحث مشروع استراتيجية التفكيك  احتفاءً بفيلسوف الاختلاف والغيرية، الفرنسـي"جاك دريدا"JaquesDerrida(1)(1930ـ 2004)، الذي يُعزى إليه فضلُ تقويض مركزية العقل الغربي Logocentrisme، وإشاعة فلسفة الشكّ والعدمية، معبّرًا بذلك عن إفلاس أورغانونOrganonهذا العقل، وهشاشة فروضه. فكان نتيجة ذلك، إهماله للآخر/المختلِف/المطموس/الهامش/اللاّعقل، كوجود وكينونة أزاحه هذا العقل/المركز وغيّبه عن الظهور. ومن ثمّ أضحى من الأحكام الجارية مجرى البداهات والمسلّم بها إخضاع كلّ معرفة تتقنع بالعلمية أو العقلية، حتّى تلك التي تُعرف بالعلوم الدقيقة أو الصحيحة، للمساءلة، والعمل على تفكيك أنظمتها المركزية لتجلية المطمور/المغيّب فيها، فرميها، بعدئذٍ، بـ"النّسبية".

إنّه السؤال ؛ سؤال الفلسفة، حيث لا وجود لحقيقة ثابتة إلاّ بقدر ما يستطيع كشف الحقائق الخافية، تلك التي أزاحها العقل المركزي عندما أعطى لنفسه حقّ امتلاك الأجوبة عن كلّ الأشياء، مُقفِلاً، بذلك، باب السؤال، فتحوّلت المعرفة معه إلى حقيقة يقينية/ثابتة/وثوقية. فكان من ثمار هذه الفاشية، أن تشكّل نظام معرفي، مرجعه الإجرائي عقل يقيني/شمولي، تسيّجت داخله المعرفة، وتحوّلت، بفعل التهميش، إلى خطاب إيديولوجي قاهر، لا غاية له إلاّ التمركز حول ذاته المتعالية/العارفة، مهاجمًا سائر العقول المناهضة له، بما أقرّه من يقينيات وحقائق، دون أن يطرح على ذاته وعلى هذا العقل/الآخر، من يكون هو، ومن يكون هذا الآخر الذي أزاحه بفعل التعالي، وكان عليه أن يستوعبه، ويفتح معه باب الحوار، ولمَ لا التواصـل، وأن ينقـد، في الآن نفسـه، فروضـه، فـي إطـار مـا يعـرف بـ"نقـد العقـل المحض"، الـذي أرسـاه"إيمانويل كـانط"EmmanuelKant(1724ـ 1804)في إطار فلسفـة التعاليLaPhilosophieDeLaTranscendance، بوصفها تأسيسًا للعقلانية النقدية.

والحقيقة، فإنّه لا فكاك لأيّة دراسة ترنو إلى فتح مغاليق المعرفة ومجاهيل نصوصها من رؤية تأويلية، تؤسّس لفلسفة السؤال الذي لا ينتظر إجابات، وتدحض كل خطاب جاهز لا يسمع إلاّ صوته، ولا حقيقة إلاّ كلامه. »والواحد الذي يتكلّم وحده، لا يتكلّم حقًا، لا يكتب، لا يقرأ. إنّه النصّ الذي لا نصّ له. وحده النصّ المتكلّم وحيدًا هو الأصمّ الأبكم الذي يصير كلامه مجرّد أصوات فيزيائية ترتدّ إلى أذنيه. والخطاب الجاهز يعجز أن يكون له نصّ. لأنّ النصّ في ماهيته هو قابلية القراءة«(2). فالجاهزية قتل للتعدّد وحبس لصوت الآخر، بل هي، والقول لصفدي، تفترض الانتهاء قبل الشروع في القراءة. فماذا يقرأ القارئ في النصّ المقروء سلفًا، فهو عندما يتكرّر يستحيل أصواتًا خارجة من الفم أو متصوّرة في المخيال اللّغوي. فما الحاجة إلى النصّ ما دامت فعالية القراءة ملغية مقدّمًا(3).

إنّ الاحتفال بالسؤال، هاجسًا معرفيًا وديناميةً كشفيةً، في مشروع النظرية النقدية المعاصرة في زيّها التأويلي، أسهمَ في بلورة فلسفة الفهم ـ لا كنمط معرفة وإنّما بما هي نمط وجود ـ بوصفها الغاية التي لأجلها قامت الردّة المنهجية في أنطولوجيا الدازاين أو الفنومنولوجيا الهرمينوطيقية مع هيدغر، الذي يعدّ بحقّ مؤسّس الهرمينوطيقا في زيّها الفلسفي، وصاحب الفضل في كسر الطوق الذي أحاطت به فلسفة التعالي التفكير الفلسفي، فغدا معها مجرّد مفاهيم إجرائية باهتة، قصارى ما تملكه، هو التغنّي بالموضوعية العلمية كرؤية منهجية  جديدة، تعمل على جعل المعرفة الإنسانية قابلة للقياس والبرهنة، ومن ثمّ الادّعاء بامتلاك الحقيقة كاملةً، والإحاطة بهذا الوجود/ العالم علمًا. وهذا يعبّر، في الحقيقة، عن غبطة العقل الغربي، أو بالأحرى عن طبيعته النّقدية  إذ ما يلبث أن ينشئ مقولةً أو يضع مفهومًا حتّى يزيحه مسلّطًا عليه من يفوقه تفلُّتًا، ويتجاوزه تقلُّبًا، وكأنّي بهذا العقل يُخرج من ذاته عقلاً معاديًا يجاريه يُلغي بوجوده حضوره. وبدل أن يرضى الأوّل بهذا الواقع، ويسلّم بالطبيعة النّقدية أو التأويلية التي تميّز عمله، ينبري مناهضًا العقل المنتَج الذي أخرجه من صلبه، وهو، إذ ذاك، يعتقد بأنّ هناك إمكانًا للعثور على ذاته في هذا العقل، وبينما هو في غمار هذا المنظور التسلّطي ذي الطابع النرجسي يجد نفسه أسيرًا في سجن عقلانيته المتعالية تتلقّفه الموضوعية حينًا وتتصيّده المشاريع الإيديولوجية والأفكار الطوباوية أحايين أخرى.

هذا التحيّز لا يولّد إلاّ تحيّزًا مضاعفًا، يتبدّى في شكل ما يُعرف بالمشاريع العدمية، باعتبارها حداثة بعدية تصحّح مسار الحداثة التي تبقى، دائمًا وأبدًا، صوتَ العقل الباطن وضميره القَلِقَ الذي يأبى الصمت ويرفض الظهور. فقوّة الحداثة، إذًا، في ارتحالها وعدم القدرة على تقعيدها، وفي طابعها الإبداعي/ الهروبي الذي يسكنها، الذي به تتجاوز صفة الجمود/ السكون التي تطاردها، ومعها تصير مشروعًا بعديًا، وجملةَ بدائل تنزاح بها عن المعهود، وتُظهر بها ثوراتها المتلاحقة، تجريبًا وخلخلةً، كإعلان عن ميلاد البديل الفجائي، الذي يعدّ تلك اللّحظة النقدية الملازمة للحداثة. لكن ألا يمكن اعتبار هذا التحوّل المستمر في منظومة العقل الغربي حالةً جنونيةً تُدخل مشروعه المعرفي سجنًا أدهى من سجن الموضوعية / العلمية وأمرّ، إنّه سجن العدمية Nihilismeالذي تبدّت ملامحه في أنطولوجيا هيدغر، حين دعا إلى مناهضة مفاهيم الميتافيزيقا التقليدية، وإزاحة/ إعدام الذات المتعالية من مركز التفكير الفلسفي، وإشاعة الإنصات والتسليم والمشاركة والانفتاح مفاهيمَ بدائل لتجاوز هذه الأفكار/ الأصنام، أو لتوجيه الأنظار إلى الوجود بما هو سابق على الذاتية، ذلك الوجود الذي حبسته الميتافيزيقا في وعيها المزعوم وتصوراتها الواهية. أم إنّ العدمية، بما هي كذلك، تكون بمثابة المنهج الذي أخذ بيد هيدغر، وقبله نيتشه، لتأسيس مشروع الفنومنولوجيا الهرمينوطيقية، وفضح إيديولوجيا التعالي، وكشف ذلك الوجود المنسي/ المغيَّب، حجبًا وقهرًا. وكأنّ العقل الغربي يأبى، بنعته كلّ مشروع مختلِف/ غيري يُنتجه بالمرتدّ أو العدمي، الإقرار بأنّ العلمية أو الإمبريقية التي يحتمي وراءها ستكون الموت/ العدم الذي ينتظره، ألا يشهد العالم الغربي اليوم سيطرة التقنية/ الآلة، بوصفها ثمرةً قدّمها العقل بديلاً للإنسان ليسعد بها ويبني مجتمعه الجديد؛ المجتمع التقني/ الآلي، ويسكن وجوده المبتَكر؛ الوجود المادّي/ الاستهلاكي، حيث لا مكان للإنسان المُؤَنسَن. فإذا اتُّهم نيتشه بدعوته إلى موت إله العقل/ الميتافيزيقا

@pour_citer_ce_document

عبد الغني بارة, «خطاب التجاوز وتحولات المعرفة في النظرية النقدية المعاصرة ـ في تفكيك النّسق المف...»

[En ligne] ,[#G_TITLE:#langue] ,[#G_TITLE:#langue]
Papier : P : 185 - 203,
Date Publication Sur Papier : 2013-12-01,
Date Pulication Electronique : 2013-09-24,
mis a jour le : 14/01/2019,
URL : https://revues.univ-setif2.dz:443/revue/index.php?id=759.