أسماء الإله في اليهودية والمسيحيةNames of God in judaism and christianity
Plan du site au format XML


Archive: revues des lettres et sciences sociales


N°01 Avril 2004


N°02 Mai 2005


N°03 Novembre 2005


N°04 Juin 2006


N°05 Juin 2007


N°06 Janvier 2008


N°07 Juin 2008


N°08 Mai 2009


N°09 Octobre 2009


N°10 Décembre 2009


N°11 Juin 2010


N°12 Juillet 2010


N°13 Janvier 2011


N°14 Juin 2011


N°15 Juillet 2012


N°16 Décembre 2012


N°17 Septembre 2013


Revue des Lettres et Sciences Sociales


N°18 Juin 2014


N°19 Décembre 2014


N°20 Juin 2015


N°21 Décembre 2015


N°22 Juin 2016


N° 23 Décembre 2016


N° 24 Juin 2017


N° 25 Décembre 2017


N°26 Vol 15- 2018


N°27 Vol 15- 2018


N°28 Vol 15- 2018


N°01 Vol 16- 2019


N°02 Vol 16- 2019


N°03 Vol 16- 2019


N°04 Vol 16- 2019


N°01 VOL 17-2020


N:02 vol 17-2020


N:03 vol 17-2020


N°01 vol 18-2021


N°02 vol 18-2021


N°01 vol 19-2022


N°02 vol 19-2022


N°01 vol 20-2023


N°02 vol 20-2023


A propos

avancée

Archive PDF

N°01 vol 18-2021

أسماء الإله في اليهودية والمسيحية

Names of God in judaism and christianity
ص ص 36-51
تاريخ الإرسال: 2019-09-06 تاريخ القبول: 2020-11-18

فطوم موقاري
  • resume:Ar
  • resume
  • Abstract
  • Auteurs
  • TEXTE INTEGRAL
  • Bibliographie

مما لا شك فيه أن كل ديانة تطمح لتقرير وجود الإله وكل القضايا المتعلقة به من أسماء وصفات، وإن المتمعن لأسماء الله في الكتب المقدسة التناخ والأناجيل المسيحية يكتشف العدد الكبير لأسماء الله مثل: إلوهيم إيل، عليون، شداي يهوه.. وغيرها كثير، وقد حاول بعض فلاسفة الفكر اليهودي والمسيحي مثل فيلون السكندري وكلمنت السكندري والفيلسوف وعالم اللاهوت المسيحي أوريجينشرح هذه الأسماء وتأويلها وفق منهج توفيقي بين الدين والفلسفة. ومن هنا نروم من خلال هذا البحث الكشف عن معان أسماء الإله في الكتب المقدسة للديانة اليهودية والمسيحية، من خلال عرض أسماء الإله الواردة في الديانتين اليهودية والمسيحية ومقاربتها مع آراء بعض فلاسفة ورواد الفكر اليهودي والمسيحي.

الكلمات المفاتيح

 أسماء الإله؛ الكتب المقدّسة؛ التأويل، المدرسة الاسكندرية، الفلسفة اليونانية

Il ne fait aucun doute que chaque religion aspire à déterminer l'existence de Dieu et toutes les questions qui lui sont liées, y compris les noms et les attributs, et une personne qui examine les noms de Dieu dans les livres saints, le Tanakh et les évangiles chrétiens, découvre un grand nombre de noms de Dieu, tels que : Elohim El, Elion, les afflictions de Jéhovah ... et bien d'autres. Certains philosophes de la pensée juive et chrétienne, tels que Philon d'Alexandrie, Clément d'Alexandrie, philosophe et théologien chrétien, Origène, ont tenté d’expliquer ces noms et de les interpréter selon une approche de compromis entre religion et philosophie. Par conséquent, à travers cette recherche, nous visons à analyser les significations des noms de Dieu dans les livres sacrés du judaïsme et du christianisme, en présentant les noms de Dieu contenus dans le judaïsme et le christianisme et en les comparant avec les vues de certains philosophes et pionniers de la pensée juive et chrétienne

Mots-clés :Les noms de la divinité, Les livres sacrés, herméneutique, l'école d'Alexandrie, philosophie grecque

There is no doubt that every religion aspires to determine the existence of God and all the issues related to him, including names and attributes. A person who examines the names of God in the holy books, the Tanakh and the Christian Gospels, discovers the great number of the names of God, such as: Elohim El, Elion, Jehovah's affliction, and many others. Some philosophers of Jewish and Christian thought, such as Philon of Alexandria Clement of Alexandria tried to explain these names and interpret them according to a compromise approach between religion and philosophy. Hence, through this research, we aim to reveal the meanings of the names of God in the sacred books of Judaism and Christianity, by presenting the names of God contained in the Judaism and Christianity and comparing them with the views of some philosophers and pioneers of the Jewish and Christian thought.

Keywords:The names of the deity, The Holy Books, Hermeneutics, the Alexandria School, Greek philosophy

Quelques mots à propos de :  فطوم موقاري

فطوم موقاري[1]، د. ليليا شنتوح: جامعة الجزائر1- بن يوسف بن خدة-  كلية العلوم الإسلامية، عضوة بمشروع بحث: العمائر الإسلامية في الجزائر وأبعادها العقدية والجمالية: العهد المرابطي والتوحيدي والعثماني أنموذجا، مخبر: مناهج البحث في العلوم الإسلامية ومقاصدها ومسالك تقويمها، عمار جيدل
[1]المؤلف المراسل

مقدمة

إن المتمعن لأسماء الإله في الكتب المقدسة التناخ والأناجيل المسيحية يكتشف العدد الكبير منها مثل: إلوهيم إيل، عليون، شداي يهوه...وغيرها كثير، وقد حاول بعض فلاسفة الفكر اليهودي والمسيحي مثل فيلون السكندري وكلمنت السكندري والفيلسوف وعالم اللاهوت المسيحي أوريجين وأغسطين وغيرهم تأويلها وفق منهج توفيقي بين الدين والفلسفة. لينتقل هذا الإشكال حتى لبعض مفكري الغرب الحديث والمعاصر. وهنا نطرح مجموعة من الأسئلة هي: ما هي أسماء الإله الواردة في الكتب المقدّسة؟ وماهي تفسيراتها في القواميس العبرية المسيحية؟ ثم كيف تعامل فلاسفة ومتكلمي الديانتين مع هذه النصوص المقدّسة؟

وعليه فسنتطرق أولا لأسماء الإله في اليهودية والمسيحية وبيان معانيها، ثم نتناول أسماء الإله عند بعض فلاسفة الفكر الديني اليهودي والمسيحي، وبعض المدارس التأويلية كمدرسة اللاهوت الاسكندرية والمدرسة السكولاستيكية. ونختم الموضوع بخاتمة نبرز فيها أهم النتائج التي توصلنا إليها. 

أولا: أسماء الإله في اليهودية

كثير من أسماء الإله في التناخ هي أعلام على الذات والمناظرة لصفاته العليا، وقد ساقنا تتبع أسماء الإله في التناخ إلى اكتشاف عدد متنوع منها: يهوه، إلوهيم، إل، أدوناي، شداي،Ẓeba’ot، Ehyeh-Asher-Ehyeh، ويمكن تفصيلها فيما يلي:

1- يهوهYHWH(الرب)               

وهو من أكثر الأسماء المميزة لبني إسرائيل، حيث ورد أول مرة في سفر الخروج الإصحاح الثالث جاء فيه:"هكذا تقول لبني إسرائيل: يهوه إله آبائكم إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب أرسلني إليكم. هذا اسمي إلى الأبد وهذا ذكري إلى دور فدور" (سفر الخروج 3: 15)، "وقد ترجم اسم يهوه من اللغة العبرية إلى اللغة العربية بكلمة الرب، ذكر في العهد القديم بصيغة الجمع مثل اسم (إيلوهيم). "وقد ورد اللفظ أكثر من 6000مرة" (Byrne, 2011, p. 22)، وقد حددته الموسوعة اليهودية بـ 6823مرة (Singer, 1905, p. 160)، غير أن "النطق الأصلي غير مؤكد حيث أن هذا قد ضاع من التقليد اليهودي في وقت ما في العصور الوسطى" (Freedman, 1979, p. 5).

"عندما ترجم الشعب اليهودي الكتب المقدسة العبرية لليونانية، استبدلوا يهوه دائما بـ كيريوس اليوناني، وهو ما يعني الرب" (Kerper, january/ february 2001, p. 7).أما بالنسبة لتفسير اللفظة بين اليهود أنفسهم فقد وقعت بينهم اختلافات عديدة فمنهم فسر هذا الاسم على أساس فلسفي ميتافيزيقي نتيجة تأثرهم بعصر الأنوار والتنوير والدراسات التاريخية خصوصا في نهاية القرن الثامن عشر ومعظم القرن التاسع عشر.  فنجد على سبيل المثال موسى مندلسونMoses Mendelssohnيترجم كلمة يهوه إلى 'الأزلي'، في حين أشار نحمان كروكمالNahmanKrochmalإلى الإله على أنه 'الروح المطلق'. وبتأثير الكبالاه ترجم مارتن بوبر كلمة يهوه إلى 'أنت'، أو'هو'" (المسيري، 1999، صفحة 69). لقد كان الغنوصيون ينظرون ليهوه (إله العهد القديم) نظرة تختلف عن إله العهد الجديد، حيث "يهوه هو الإله الصانع الشرير،الذي خلق هذا العالم الفاسد وهذا الزمان الرديء وسجن البشر فيه وفرض عليهم قوانين جائرة لا يستطيعون تنفيذها، على عكس إله العهد الجديد الإله الخيّر الذي يضحي بنفسه من أجل البشر" (المسيري، 1999، صفحة 70).   

2- إيلوهيم Elohim

" إلوهيم وهو أكثر الأسماء استخداما في العهد القديم، ويظهر الاسم " إلوهيم" في سفر التكوين وحده حوالي مائتي مرة، وهو اسم  من أصل كنعاني، جاء بصيغة الجمع المذكر الدال على المفرد، حيث أن "اللاحقة يمIMفي كلمة إلوهيم هي للجمع التوقيري فإلوهيم = إلوه و يم" (الجوهري، دت، صفحة 79)لا يدل على التعددية والكثرة بل على المفرد المعظم أي الوحدانية،  وقد "وردت لفظة إيلوهيم 2570مرة في الكتاب المقدس" (Byrne، 2011، صفحة 27)، والمفرد من اسم إيلوهيم هوElأو(eloah). تمت ترجمته للعربية باسم الإله، يأتي بمعنى الإله، الرب، المولى، الخالق.

وقد ذكر  فريدمان freedmanأن هذا الاسم استخدم حتى القرن العاشر  بصيغة الجمع من أجل الآلهة، ولكن من منتصف القرن العاشر فصاعدا كان استخدامه السائد بمثابة تسمية الإله-المفرد-" (Freedman، 1979، صفحة 55).

والملحوظ كذلك أنه اختلف في تحديد معنى جذر كلمة إلوهيم، وحسبهم الرأي الأكثر ترجيحا أن يكون "متصلا بالفعل العربي القديم alih، إلواه، إلوهيم، إذا سيكون: هو الذي يلجأ إليه من يخاف، غلبة هذا الاسم في الكتابات اللاحقة مقارنة بالاسم القومي العبري الأكثر تميزا يهوه، ربما كانت بسبب توسيع فكرة الإله باعتباره الرب المتسامي والعالمي" (Jacobs, 1995, p. 161). "وصفات الإله 'إلوهيم' مختلفة عن صفات يهوه، فإلوهيم رحيم يراعي في أعماله القواعد الأخلاقية، وهو خالق السموات والأرض " (المسيري، 1999، صفحة 70). ()

نطق الاسم عند اليهود

على الرغم من أنه لا يوجد في التوراة ما يمنع نطق الاسم كما هو، "غير أن اليهود المتدينون لا ينطقونه لأنه يعتبر مقدسا جدا لاستخدامه في الصلاة وقراءة النصوص المقدسة" لمزيد من التوضيح انظر (Jacobs، 1995، الصفحات 544-547)، حسبهم أنه أقدس من أن يذكر على لسان بشر وعند نطقه يتم استبداله من طرف "اليهود وأولئك الذين يرغبون في إظهار الاحترام سوف يقرؤون اسم Adonai'سيدي' أو'هيم شيم' كما في النص الماسوري للكتاب المقدس العبري، تم توجيه  Tetragrammatonمع أحرف العلة منadonai " (Richard & Kendall, 2002, p. 188). لعل من الأسباب التي دفعت باليهود لعدم كتابة اسم الإله هو الوقوع في النطق غير الصحيح والمحترم، لهذا اقتصروا على يهوه اسما لله. رغم كل المحاولات لشرح وتبسيط معنى مفهوم اسم الإله عند اليهود فإنه" لا يُظهر استخدام التسمية"YHWH"في الكتاب المقدس أي اعتراف بأصل الكلمة، وليس هناك أي إشارة في الكتاب المقدس العبري إلى لاهوت يتم بناؤه حول معنى الاسم. ومع ذلك فإن هذه النظريات على أصل مصطلح"YHWH"خادعة؛ حتى إذا تم تحديد المعنى الأصلي للاسم بشكل قاطع، لا يوجد حتى الآن أي ضمان بأن الإسرائيليين يفهمون الاسم بشكل صحيح" (Byrne, 2011, p. 23).

3- إيل El God

"تظهر كلمة Elفي الآشورية و iluفي الفينيقة، وكذلك باللغة العربية، كاسم الإله، تم العثور عليه أيضا في لهجات الجنوب العربي، وفي الآرامية والعربية والإثيوبية، يعد هذا الاسم أكثر الأسماء انتشارا بين الشعوب الناطقة للسامية للإله" (Singer, 1905, p. 161)، وهو "اسم من أسماء الإله في العبرية فقد كان اليهود يسمون الإله (إيل) وكثير ما تستعمل التوراة اسم إيل  مع صيغة صفات الإله مثل (إيل عليون)، كما جاء في الأصل العبير أي (الإله العلي) و(إيل شداي) كما جاء العبري كذلك أي (الإله القدير) سفر التكوين 35: 11) (الكتاب المقدس، 1989). ، "وقد حظيت مسألة العلاقة بين الاستخدام الكتابي لـELوالمفاهيم السامية لـELبكثير من الاهتمام، لاسيما منذ اكتشاف النصوص الأوغاريتية" (Wyatt, p. 364). أما عن الجذر المشتق منه الاسم "الاشتقاق المقبول الشائع لهذا الاسم من الجذر العبري 'ليكون قويا'، مشكوك فيه، تم تفسير جذر مشابه من اللغة العربية على أنه يعني 'أن تكون في المقدمة'، 'لتكون في المقدمة'، 'القيادة'، 'الحكم'، والتي من شأنها تعطي معنى الزعيم، السيد" (Singer, 1905, p. 69)، ورد لفظ إيل في الحضارات السابقة "ورد في النصوص المصرية التي تعود إلى عهد الهكسوس مصطلح 'يعقوب إيل'، أي 'ليعقب الرب بعده'" (المسيري, 1999, p. 69). ومع هذا يبقى أصل الكلمة غامض.

4-شداي Shaddai(Almighty)، وإليون (Elyon)

"كلمة شداي مأخوذة من الجملة العبرية 'شومسر دلاتوت يسرائيل' ومعناها 'حارس أبواب يسرائيل'، وهي من أصل أكادي شدر ، وكانت تستخدم في الأصل للإشارة إلى القوى الشريرة أي الجن والشياطين، وقد تطور استخدام الكلمة وأصبحت تشير إلى 'إله الجبال' ثم إلى 'الإله القوي'" (المسيري، 1999، صفحة 71)، "وفقا للمصادر الكهنوتية، فإن الاسم الإلهيYHWHلم يكن معروفا قبل موسى، وشداي هو الاسم الذي كان البطاركة يتضرعون به لله في المصدر الكهنوتي كدلالة إلهية، استخدم لفظ شداي حوالي 48مرة في الكتاب المقدس العبري" (Byrne، 2011، صفحة 29)، وقد أظهر ويليام ألبرايت William Albright"أن الاسم مشتق من جذور بلاد ما بين النهرين الشمالية، وجاء إلى كنعان مع أسلاف اسرائيل كإله عائلة الأبوي (as a patriarchal familly)" (Albright, 1935, p. 3)، ومن بين الدلالات التي دلّ عليها الاسم في أساطير بلاد النهرين نجد "الأرواح الحارسة" (حرب، 1999، صفحة 218). وقد جاء الاسم واضحا في العهد القديم في سفر التكوين: 'وإيل شداي يباركك' (التكوين 28/3). "جاء معني هذا الاسم في العهد القديم من معنى الفساد والعنف" (Brown, 1963, p. 994)، أيضا من دلالات الاسم نجد "قد يكون مرتبطا بـالآشوريين شادو (الجبل)، وهي كلمة مرتبطة أحيانا بأسماء الآلهة الآشورية" (Singer، 1905، صفحة 160). "أما اسم Elyon"يظهر مع El، مع yhwhومع Elohimوأيضا بمفرده استخدمه الفينيقيون، ما يبدو أنّه الاسم نفسه للإله" (Singer، 1905، صفحة 162).

5- السيد Adonai(אֲֹדנָי)Adon(אָדוֹן):

"أدوناي اسم من أسماء الإله حسب التصور اليهودي، يعني 'سيدي' أو 'مولاي'" (المسيري، 1999، صفحة 71)، ويأتي "بمعنى سيدي باللغات السامية وهو اللقب الذي كان الكنعانيون يطلقونه على الإله (تموز) والذي أصبح أدونيس عندما انتقل لليونانيين" (ديب، 1981، صفحة 16)، "يحدث كاسم للإله بصرف النظر عن استخدامه من قبل الماسوريين (النص الماسوري: هي تلك التسمية التي تطلق على النص العبري للعهد القديم، لأن العهد القديم في صورته الحالية يقوم على التقاليد النصية المعروفة بالماسورا، أما الماسوريون: هم من قاموا بجمع نسخ النصوص المقدسة، وإدخال التعديلات والتصويبات على ما بدا لهم أنه على صورة خاطئة. أول ما قاموا به: تقسيم الأسفار إلى فقرات، أدخلوا الحركات من أجل ضبط النص ووضعوا نظام النبر، قاموا بإحصاء الفقرات والكلمات والحروف والأقسام الخاصة بكل سفر، مع ملاحظة الفقرة الوسطى في كل منها، وملاحظة الكلمة الوسطى في بعض الحالات وهو ما عرف بـ الماسورا الكبرى. انظر (سالم، 2011، الصفحات 138-139)) كقراءة بديلة لـ يهوه، من المحتمل أنه كان في البداية أدوني Adoni(ربي) أو Adonai(ربي جمع الجلالة)" (Singer، 1905، صفحة 162)، "تتنوع ترجمات مصطلح أدوناي، باختلاف إصدارات الكتاب المقدس العبري، عادة يتم ترجمة المصطلح على أنه: رب، سيد أو مالك، كما فيه إشارة للذكورية، عندما يتم الاستشهاد بـ أدوناي  في صيغة الجمع، مع لاحقة مفردة، عادة ما يشير إلى يهوه، يظهر هذا الشكل في الغالب في كتاب المزامير، كتاب الرثاء والأنبياء" (Byrne، 2011، الصفحات 25-26). منهم من يُرجع استبدال كلمة أدوناي بيهوه لـأنه "عندما قام الكتبة بعمل نسخ من الكتاب المقدس تحت الإملاء قاموا أحيانا بالخلط بين كلمة أدوناي ورباعية التيتراجرام أدوناي، كانت طريقة النسخ غير مناسبة لأنها تولد أخطاء، لحسن الحظ وجد السوفريم (السوفريم(Spherim):أي الكتبة، وهي صيغة جمع عبرية بنفس المعنى، وهي مصطلح يطلق على الكتبة والعلماء اليهود الذين قاموا بتدريس وتعليم وشرح الشريعة من حوالي منتصف القرن الخامس قبل الميلاد إلى حوالي عام 100ق م، وقد جُمعت أقوالهم في كتب المدراش. وبهذا المعنى يكون عزرا أول الكتبة حين وضع أساس الدراسات الحاخامية، والكتبة هم أولئك الذين قاموا بوضع الشريعة الشفوية فعلا. وتعود أهمية الكتبة إلى أنهم أول من بدأ الدراسات الحاخامية "وبالتالي فإن ظهورهم يعتبر بداية المرحلة اليهودية، مقابل المرحلة اليسرائيلية أو العبرانية من تواريخ الجماعات اليهودية في العالم'. وقد قام الكتبة بتحقيق العهد القديم وتنقيحه وتدوينه. (المسيري، 1999، صفحة 225)) الذين كانوا سلف الماسوريين 134موقع، كما يتضح من قراءة الماسوريين الفقرة من سفر التكوين(18: 3): "وقال يا سيد إن كنت قد وجدت نعمة في عينيك فلا تتجاوز عبدك"، حيث تم استبدال رباعية تتراجرام بـ أدوناي 'سيدي'. على سبيل المثال في أقدم نص اشعياء (من 150إلى 100قبل الميلاد) وجدت في قمران، 16مرة حيث أدوناي أخذ مكان تتراجرام" (Getroux, p. 6). آدني: المشتق من السيادة، الذي يعني سيدي وهو أخص الأسماء المشهورة للإله.

لكن إلى جانب هذه الأسماء الحسنى للإله عند اليهود، فإننا نجد في العهد القديم أسماء لا تليق في أغلبها بمقام الله تبارك وتعالى، وهي: الرب رجل الحرب (خر 15/3)، المحارب( تث 3/22)، الغيور ( خر 34/14)، المخوف ( تث 7/21)، نار آكلة ( تث 4/24). المحطم (خر15/6)، المهدم (خر 15/7)، النادم (خر 32/14)، الحازن (تك 6/6، ... المتأسف (تك 6/6)، المقاتل (خر14/14)، المنسي (تك 41/56) ...

ثانيا: أسماء الإله في المسيحية

إن تعدد الأسماء الذي يتميز به العهد القديم، غير موجودة في العهد الجديد، حيث نجد أشهر الأسماء:

1-ثيوس Theos: هو أكثر الأسماء استخداما في العهد الجديد، إذ يذكر أكثر من ألف مرة، ويقابل(إيل) و (إلوهيم)، ولذلك فهو يطلق على جوهر الألوهية على الآب. (يو 20: 28، رو 9: 5).  "وردت أكثر من 4000مرة في سفر المزامير كتعبير عن المصطلح العبري Elohim، كما تستخدم في المزامير للإشارة للآلهة الوثنية، تماما كما كان المصطلح المعتاد لآلهة اليونان والرومان في العهد الجديد" (Byrne, 2011, p. 55)، وقد وردت كلمة théosأي الإله في الأصل اليوناني "للآية نكرة، لا تتقدمها أداة تعريف، وهذه صيغة يكثر استخدامها في الأسفار اليونانية، وتتكرر خمسة مرات في ذات الإصحاح. لكن لا السياق ولا قواعد اللغة اليونانية يلزمان بالترجمة إلى 'إله'، هذا لأنّ يوحنا في مجمل الإصحاح يستعمل 'ثيوس' (فرجو، 1992)النكرة للدلالة على الكيان الإلهي لا على إله نسبي أو مجهول الهوية، لذا نبغي أن تكون الترجمة 'وكان الكلمة الله'". ويبقى مفهوم ثيوس "نظري أو غيبي أو إلهي" (مهدي، 2009، صفحة 261). جاء في الرسالة الأولى إلى أهل كورنثيوس (1كو 8. 5) "لأنه وإن وُجد ما يسمى آلهة، سواء كان في السماء أو على الأرض، كما يوجد آلهة كثيرون وأرباب كثيرون"، وحسب تفسيرها فإنها تشير للآلهة الوثنية، أما في يوحنا (20. 8) "أجاب توما وقال له: ربي وإلهي!"غير أن شُرّاح الآية فسروها بيسوع هذا ما يؤكد استخدام المصطلح على نطاق واسع ومتنوع.  ومن بين الدارسين للعهد الجديد نجد موراي .ج هاريس يرى أن "سبعة فقط من استخدامات 1315في العهد الجديد تشير إلى يسوع" (لاحظ هورتادو أن theosاستخدمت 48مرة في مرقس ، و 51مرة في متى ، و 122مرة في لوقا (لا تشمل أعمال الرسل) ، و 73مرة في يوحنا (Hurtado, 1992, p. 270).، وحسب هاريس Harrisيرجع هذا التضارب والاستخدام غير المنتظم لـ الإله θεόςكوصف ليسوع بسبب (Caps, 1996, p. 39):

-الحفاظ على التمييز بين الابن والأب.

-التأكيد على خضوع الابن للأب.

-لتجنب تهمة تعدد الآلهة أو الشرك من طرف الخصوم.

-لحماية إنسانية يسوع ضد منتقدي الغنوصية.

وللتمييز بين الإله المعبود بحق، وغير المعبود بحق استخدم اليونانيون مصطلحين، حيث "الكلمة اليونانية التي تعني 'الإله' المعبود بحق هي: 'هوثيوسHotheos' وعندما يكون الإله غير جدير بالعبادة ولكن يعبده أقوام آخرون، فإن اليونان كانوا يستخدمون لفظة أخرى هي 'تونثيوسTontheos'" (الجوهري, دت, p. 136). قدّم أحمد ديدات انتقادات للمترجمين الذين ترجموا انجيل يوحنا من اليونانية القديمة إلى الإنجليزية، "قام مترجموا الإنجيل باستخدام الحرف الكبير عند ترجمتهم عبارة وكان 'الكلمة' هو الله في حين أن الكلمة الموجودة بالأصل اليوناني كلمة Tontheosوليس  Hotheosولقد كان من الضروري أن تكتب الكلمة الدالة على لفظ الجلالةgodوليس God" (الجوهري, دت, p. 137). وهنا يظهر الخلط والتلاعب في الترجمة وبقيت آثاره ليومنا هذا، حتى أننا نشهد مثل هذه الظاهرة عند بعض المترجمين والباحثين المسلمين عند ترجمتهم لكلمة الإله بالانجليزية يكتبونها بحرف كبير.

حتى أنّ "الربوبية ترجمة لكلمة Deismالإنجليزية المشتقة من الكلمة اللاتينية ديوسdeus، ومع هذا فإنّ كلمة ثيزم theismالإنجليزية تعني 'المؤمن بالخالق داخل إطار ديني'، على حين أصبحت 'ديزم' تعني 'مذهب دين الطبيعة' أو 'الدين الطبيعي'" (المسيري، العلمانية الجزئية العلمانية الشاملة، 2002، صفحة 51).

من الملاحظات التي قدّمها إلياد Eliadeحول العلاقة بين كلمة الإله واليوم باللاتينية، أي بين(God and Day, Deus and Dies inLatin) التي أثارها الإله ديوس، قال: "من المؤكد أنّ Dyausالهندي، المشتري الروماني وزيوس اليوناني والإله الجرمانيTyr-Zioهي الأشكال التي تطورت على مر التاريخ انطلاقا من الإله البدائي للسماء، وأنّ أسماءهم ذاتها تكشف عن المعنى المزدوج الأصلي 'النور (اليوم)' و'المقدس'.Divالسنسكريتية التألق، اليوم Dyaus'السماء'، 'اليوم'dies ,dios، deivos, divus" (Eliade, p. 66). لطالما كان لتقديس السماء علاقة باستمرار الحياة، غير أنّ بعض المجتمعات القديمة استبدلت رمز السماء بالشمس الرمز النهائي للخصوبة خاصة من طرف الفراعنة المصريين. يظهر لنا الاستمرارية لجذر divبين الحضارات ليبقى محافظا على دلالته على الإله. يظهر تأثير الحضارة المصرية على اليونانية من خلال "أنّ أسماء آلهة اليونان كافة مأخوذة عن آلهة مصرية" (فراج، 2014، صفحة 110).

2- كيريوس (الرب): وهي الكلمة اليونانية الأكثر استخداما والتي يقابلها في العبرية " ياه" و" أدوناي"، وترد أكثر من 600مرة في العهد الجديد، قد استخدمتها الترجمة السبعينية للكلمتين "يهوه" و"أدوناي"، ولذلك فكل الاقتباسات من العهد القديم التي يذكر فيها هذان الاسمان، فإنهما يترجمان إلى كيريوسوهي تطلق على الآب والابن والروح القدس، بدرجات متساوية، وهناك أسماء وفية مجازية توجد في العهد الجديد منها اسم العلي (لو 1: 32، و35و 76،...) وهو يقابل اسم عليون والقدير وهو يقابل شداي... (انظر صموئيل حبيب آخرون: دائرة المعارف الكتابية، مصر: دار الثقاقة، دت، مج1، ص197.)

3- أبا Abba:              أبا هو الترجمة اليونانية للمصطلح الآرامي الذي يعني الأب (Fitzmyer, 1985)، "وهو أيضا مصطلح احترام للأساقفة والبطاركة داخل الكنائس القبطية والسريانية والإثيوبية" (https://www.dictionary.com/browse/abba.)، جاء في انجيل مرقس 14: 36"وقال يا أبا الآب، كل شيء مستطاع لك، فأجز عني هذه الكأس. ولكن ليكن لا ما أريد أنا، بل ما تريد أنت"، كما جاء أيضا في رسالة بولس لأهل رومية (8. 15): "إذا لم تأخذوا روح العبودية أيضا للخوف، بل أخذتم روح التبني الذي به نصرخ: 'يا أبا الآب'"، أيضا رسالة بولس لأهل غلاطية (4. 6): "ثم بما أنكم أبناء، أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخا: 'يا أبا الآب'". وقد أثار هذا المصطلح إشكالات في ترجمته، ليتم في الأخير الإشارة إليه على أنه بمعنى فقط الأب، في العهد القديم (اليهودية) عُثر على نصوص ورد فيها لفظ الأب ولكن ليس أبا، وفي نسب استخدام عيسى لهذا الاسم هو أمر ملفت للنظر. من بين الداعمين لنسب مصطلح أبا لله نجد Joachim Jeremias(190079) وهو باحث ألماني لوثري، تعرض لكثير من النقد بسبب أفكاره، حتى أنها اعتبرت متطرفة، ليعترف في الأخير أن مصطلح أبا abbaكان "قطعة من السذاجة غير المقبولة" (Jeremias, 1967, p. 63).

وهنا يظهر مدى الاختلاف بين اليهود والمسيحيين في طريقة استخدامهم لأسماء الإله، ففي المسيحية هناك دائما حضور لعقيدة التثليث، ومصطلح الأب الذي يعنون به ربط العلاقة بين الله وابنه عيسى، بينما في اليهودية يجعلون يهوه في معزل عن المعبودات الأخرى، وهنا يظهر الاختلاف الرئيسي في النظرية اللاهوتية بين الديانتين.

3- الأب الحي

"يبدو أن عبارة 'الأب الحي' تقابل عبارة 'الله الحي' في الكتاب المقدس العبري (الذي ظهر 15مرة في الكتاب المقدس العبري و 13مرة في العهد الجديد)، بشكل عام فإن عبارة 'الله الحي' في الكتاب المقدس العبري تتناقض عادة مع الآلهة المزيفة والأوثان من الناس الذين ليس لديهم حياة ولا يمكنهم منح الحياة للأشخاص الذين يعبدونهم" (Byrne، 2011، صفحة 75)، من بين الأمثلة التي ورد فيها المصطلح، جاء في سفر إرميا (2: 13): "لأَنَّ شَعْبِي عَمِلَ شَرَّيْنِ: تَرَكُونِي أَنَا يَنْبُوعَ الْمِيَاهِ الْحَيَّةِ، لِيَنْقُرُوا لأَنْفُسِهِمْ أَبْآرًا، أَبْآرًا مُشَقَّقَةً لاَ تَضْبُطُ مَاءً"، "في نص إنجيل يوحنا تعدل صفة الحياة تعدل اسما في جملتين أخرتين" (Janzen, 2006).، يوحنا (4. 10- 11): "أجاب يسوع وقال لها: 'لو كنت تعلمين عطية الله، ومن هو الذي لك أعطيني لأشرب، لطلبت أنت منه فأعطاك ماء حيا' 10، قالت له المرأة: 'يا سيد، لا دلو لك والبئر عميقة. فمن أين لك الماء الحي؟'"، وقد فسروا الماء الحي بيسوع، يوحنا (7: 38): "من آمن بي، كما قال الكتاب، تجري من بطنه أنهار ماء حي"، يوحنا (6: 51): "أنا هو الخبز الحي الذي نزل من السماء، إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا إلى الأبد. والخبز الذي أنا أعطي هو جسدي الذي أبذله من أجل حياة العالم"، وبالتالي لا اعتراض على وصف الله 'بالأب الحي' في كتب العهد الجديد المنسوبة ليوحنا (إنجيل يوحنا، رسائل يوحنا الثلاث، كتاب الرؤيا) وهو الذي أرسل يسوع إلى الأرض، فدلالات المصطلح في العهد الجديد على أن الإله هو معطي الحياة، كما له السيادة على الموت، فالله خالد.

4- المخلِّص Saviour(σωτήρ): المقصود بالمخلِّص: هو من يخلص البشر من خطاياهم، فالله يخلص عباده بالتوبة والتكفير عن ذنوبهم، جاء في إنجيل لوقا (1. 47): "وتبتهج روحي بالله مخلصي"، "يستخدم مصطلح المخلِّص فقط في ثلاثة أحداث أخرى في الأناجيل باستثناء الأعمال" (Byrne, 2011, p. 75)، حسبهم أن الكلمة تشير إلى "العلاقة التي يعززها الرب  مع أتباعه، فهو منقذهم" (Easton, 1987)، من بين الآيات التي ورد في هذا المصطلح لوقا (1. 69): "وأقام لنا قرن خلاص في بيت داوود فتاة"، أيضا لوقا (2. 11): "أنه وُلد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب"، نرى أن الآية الأولى فيها إشارة لداوود والثانية فيها وصف ليسوع، جاء في إنجيل يوحنا (4. 42): "وقالوا للمرأة: 'إننا لسنا بعد بسبب كلامك نؤمن، لأننا نحن قد سمعنا ونعلم أن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم'" وفي هذه الآية إشارة لبيان نوع العلاقة التي كانت بين يسوع وأتباعه من خلال حواره مع المرأة، أيضا في نشيد مريم: لوقا (1/ 46- 55): "قالت مريم: تعظم الرب نفسي، وتبتهج روحي بالله مخلصي،...لإبراهيم ونسله إلى الأبد، كما كلّم آباءنا"، هنا يظهر أن مريم تبشر بمولودها المبارك. غير أن الدراسات الحديثة انتقدت نسب مصطلح 'المخلص' لعيسى لأنه"فيه استباق لدور يسوع كمخلص" (Byrne, 2011, p. 76).

5- الرب إلهك The Lord Your God: يظهر المصطلح في إنجيل لوقا (4. 8): "فأجابه يسوع وقال: 'اذهب يا شيطان! إنه مكتوب: للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد'"، نفس الآية جاءت في فقرتين من إنجيل متى (4. 10)، (4. 7): "قال له يسوع: مكتوب أيضا: لا تجرب الرب إلهك"، أيضا في سفر التثنية (6. 16): "لا تجربوا الرب إلهكم كما جربتموه في مسّة"، من خلال مقارنتها بنص شيما يظهر لنا أن "يسوع استخدم اقتباسا من نص يشكل بطبيعته جزءا من النظرة الدينية اليهودية (حيث يشكل النص جزءا من شيما) في حوار مع الشيطان" (Byrne، 2011، صفحة 77). إن هذا الأسلوب يشبه أسلوب الأنبياء المتبع في تذكير الإسرائيليين بالقانون الموسوي الذي ينبغي عليهم إتباعه.

6- رب السماء والأرض:               ورد المصطلح في إنجيل لوقا (10. 21): "وفي تلك الساعة تهلل يسوع بالروح وقال: 'أحمدك أيها الآب، رب السماء والأرض، لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال. نعم أيها الآب، لأن هكذا صارت المسرة أمامك'"، أيضا وردت في سفر أعمال الرسل (17. 23- 24): "لأنني بينما كنت أجتاز وأنظر إلى معبوداتكم وجدت أيضا مذبحا مكتوبا عليه لإله مجهول فالذي تتقونه وأنتم تجهلونه هذا أنا أنادي لكم به. الإله الذي خلق العالم وكل ما فيه هذا إذ هو رب السماء والأرض لا يسكن في هياكل مصنوعة بالأيادي".

المعلوم في المسيحية أن عيسى هو أحد الأقانيم الثلاثة، وهم يعدونه إلها مع أنه لا يوجد له وصف بهذا الاسم في العهد الجديد، حيث أن عبارة "رب السماء والأرض" جاءت في وصف عيسى لله، فكيف يمكن لهم تسمية عيسى بالإله وهو ينفي هذه الصفة عن نفسه وينسبها لله؟ وبالتالي نجد أن الاسم ورد بالتوازي في الإسلام ثبت نسب هذا الاسم لله عزّ وجل.

7- السيد Master: من بين الكلمات التي لها نفس الدلالة نجددسبوتس، حيث وردت الكلمة اليونانية خمس مرات في العهد الجديد، وتترجم السيد أو الرب، (لو 2: 29، أع 4:24)، وفيها نجد التأكيد على السيادة، فهي تقابل كلمة أدون في العهد القديم.

جاء في إنجيل لوقا (2. 29): "الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام"، حسب شراح العهد الجديد فإن هذه الفقرة تتناول قصة ولادة النبي عيسى، وهي نفسها تأتي في سياق نعمة وبركة سمعان (25-35). "بركة الطفل في لوقا 2(29- 32) المعروفة تقليديا بنشيد سمعان" (Nickle, 2000, p. 28)، هذا النشيد هو الذي نطق به اليهودي عندما أخذ بين ذراعيه الطفل يسوع عند الهيكل، مضمونها الشكر للهعلى نعمة رؤية النبي والخلاص بعينيه. غير أنه لا يمكن اعتبار مصطلح 'السيد' كتصنيف جديد لاسم الله في اللاهوت المسيحي، بل هو مرتبط بالعهد القديم بدليل أن سمعان يهودي.

والملحوظ كذلك أن لمصطلح 'السيد' انعكاسات سلبية وارتباطات نابعة من الأفكار الحديثة لمفهوم الهيمنة والعبودية، كما أن المصطلح في الحياة الاجتماعية مرتبط بالشخص المسؤول صاحب القرارات والتأثيرات الرئيسية كرب الأسرة، ورب العمل.

8- إله إسرائيل:          ورد المصطلح في إنجيل متى (15. 31): "حتّى تعجّب الجموع إذ رأوا الخرس يتكلمون، والشلّ يصحّون، والعرج يمشون، والعمي يبصرون. ومجدوا إله إسرائيل". وحسب لوزLuz"هذه العبارة المقدسة كانت مألوفة لدى جمهور متى الأصلي" (Luz, 2001, p. 344)، سفر المزامير (72. 18): "مبارك الرب إله إسرائيل، الصانع العجائب وحده"، أيضا (106. 48): "مبارك الرب إله إسرائيل من الأزل وإلى الأبد. ويقول كل الشعب: آمين. هلّلويا"

9- المبارك والقوة: ورد المصطلح في إنجيل مرقس (14. 61- 62): "أما هو فكان ساكتا ولم يجب بشيء. فسأله رئيس الكهنة أيضا وقال له: 'أأنت المسيح ابن المبارك؟'. فقال يسوع: 'أنا هو. وسوف تبصرون ابن الإنسان جالسا عن يمين القوة، وآتيا في سحاب السماء'"، أيضا نجد اللفظ في الرسالة إلى مؤمني روما (1. 25): "إذ قد استبدلوا بحق الله ما هو باطل، فاتقوا المخلوق وعبدوه بدل الخالق المبارك إلى الأبد". "الكاهن الأكبر هو الذي يدعو الله المبارك ويستجيب يسوع باستخدام مصطلح القوة، كلاهما صفات إلهية" (Byrne, 2011, p. 79)، "مصطلح القوة هوfor God circumlocutionهو محيط بالإله لا يحدث في الكتابات اليهودية المعاصرة... ويناشد قوة الرب في الدفاع عن الخادم الصالح"(Culpepper & Mark, 2007, p. 250)من بين التناقضات الواردة عند المسيحيين فقرة سفر التكوين (2. 1- 3) التي تقول أن الله استراح في اليوم السابع وفي هذا تناقض مع مفهوم القوة. فالله تقدس لا يطاله التعب.

- النقد

الملاحظ أن هناك اختلافا واضحا بين شخصية الإله في العهد القديم والجديد، هنا جسموا الإله في شخص يسوع وكابن الله. غير أن يسوع من خلال عمله التبشيري لم ينشر فكرة جديدة عن الله "لكن ليوضح لهم من هو إله إسرائيل، الخالق، حاكم العالم...ليس في حياته الغيبية (ليس هناك أي سؤال حول هذا)، لكن في أهميته ومدلوله للفرد" (Conzelmann, 1969, p. 99).

غير أن الأسماء المستخدمة عن الإله في نص العهد الجديد تعكس حقيقة التأثيرات الواقعة من حيث الثقافة واللغة اليونانية على كتابة النصوص، "إن المصطلحات والتقاليد التي تؤثر على لغة النص مأخوذة من الكتاب المقدس العبري، وعُدّلت في السبعينية" (Boring, 1985, p. 5). ففي العهد القديم حتى وإن لم يسمح بنطق اسم الإله صراحة إلا أنهم عوضوه بـ الأحرف الأربعة Tetragrammationوفي نطاق التوحيد، مقارنة بالعهد الجديد قلة الأسماء المنسوبة للإله مع انحراف عن مسار العهد القديم.


إنّ أسماء الله في اليهودية جاءت متعددة بين الأسماء البسيطة والمركبة مع إل ومع يهوه، من خلال الجدولالآتي: (Lüthert):www.bible-ouverte.ch/faq/faq-theme/qr-dieu-jesus-le-saint-esprit/2081-reponse-55.html.

 

التصنيف

الأسماء

معناها

بسيطة

El, Elah ou Elohim

YHWH

Adon ou Adonaï

الله
الخالد أو الأبدي
السيد

مركبة مع إل

El Schaddaï

El Elyon

El Olam

El Gibbor

الله القدير
مرتفعة، الأعلى أو العلوي
إله الخلود
الله القوي

مركبة مع يهوه

YHWH Elohim

Adonaï YHWH

YHWH Sabaoth

الله الخالد
السيد الخالد
رب الجيوش

 

جدول رقم1أسماء الإله في اليهودية المركبة مع إل ويهوه.


استعمال المسيحيين الأوائل اسم يهوه

كان المسيحيون الأوائل مزيجا بين من كانوا من أصل يهودي،  وبين من كانوا من أصل وثني، والمعروف أنّ اليهود كانوا ينطقون اسم الإله يهوه، والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل نطق المسيحيون الأوائل اسم الإله يهوه؟، "تعتمد الإجابة على نوع المسيحيين الذين نتحدث عنهم، نعم للمسيحيين اليهود (المسيحيين من أصل يهودي، قبل 70عام من ميلاد المسيح)، لأن الكثير منهم كانوا يعرفون العبرية، ولا للمسيحيين الوثنيين (مسيحيون وثنيون) الأصل، لا سيما بعد 100عام من ميلاد المسيح، معظمهم يعرفون اليونانية فقط" (Getroux، صفحة 2)، كيف كتب المسيحيون الأوائل التيتراغرام عندما نسخوا الكتاب المقدس؟ نظرا لأنهم كانوا من أصل يهودي (يهودي- مسيحي)، فقد قبلوا السبعينية اليونانية تعرف الترجمة اليونانية للتوراة باسم 'السبعينية'interpretation Septuaginta Seniorumأي ترجمة السبعين رئيسا،ويطلق عليها أيضا الترجمة اليونانية السكندرية.

انظر: (سلوى، دت، صفحة 17)التي كانت ترجمة يهودية) واستمروا في نشرها" (Harl, Dorival, & Munnich, pp. 274-288).

 


وفيما يلي سنعرض جدولا يوضح التصنيف الزمني للمخطوطات اليونانية التوراتية، يظهر فيها العديد من المتغيرات المتعلقة باسم الإله (Getroux G. , 2002, pp. 99-142):

الكلمة باليونانية

قبل 70 عام من ميلاد المسيح

من 70 إلى 135 عام من ميلاد المسيح

من 135 إلى 400 عام من ميلاد المسيح

بعد 400 عام من ميلاد المسيح

 

حتى

 

تدمير المعبد

 

ثورة بار كوخبة

جيروم النسخة اللاتينية للإنجيل

كاثوليك العهد الجديد

 

أسماء الإله

 

YHWH

 

YHWH/ KS

 

KS

 

O KURIOS

يسوع (يوشع)

 

 

IESOUS

 

IESOUS / IS

 

IS

 

IESOUS

الرب

 

 

O KURIOS

 

O KURIOS/ O KS

 

O KS

 

O KURIOS

 

الجدول رقم 2: التصنيف الزمني للمخطوطات اليونانية التوراتية.


  


من خلال الجدول يظهر أن اسم الله مرّ بمتغيرات، ويرجع ذلك بسبب أن معظم الترجمات الحديثة للكتاب المقدس، المخطوطات اليونانية الكاثوليكية للعهد الجديد إضافة للمخطوطات اليهودية للعهد القديم، نتج عنه التباسات حول اسم الإله عندما يستشهد العهد الجديد بالعهد القديم. يمكن أن نلاحظ أن اسم يهوه تمّ تداوله بين المسيحيين اليهود ذوي الأصل اليهودي قبل 70م، بسبب أنّهم كانوا يعرفون العبرية، حتى أنّهم استخدموه بحذر مخافة اتهامهم بإدخال جديد غير مصرّح به، ما دفعهم لاستخدام أسماء بديلة له، كما حدث لسقراط. أمّا المسيحيين الوثنيين بعد 100م، لم ينطقوا الاسم يهوه بسبب معرفتهم لليونانية فقط، لكنهم قبلوا الترجمة السبعينية، "مع اتباع العرف اليهودي في كتابة الاسم ضمن النص اليوناني" (HOWARD, 1978, pp. 12-14).أمّا كيريوس فكان بديلا للتيتراجرام، كُتب بحروف عبرية داخل النص اليوناني، رغم أنه كان هناك فئة من اليهود في ذلك الوقت يتحدثون العبرية.  

ولعل الترجمات الحديثة للعهد الجديد استبدلت اللفظ بالرب بدل يهوه، لتجنب الخلط بين الرب يسوع والرب يهوه. نجد أيضا مشكل اختلاف اللغات المتحدث بها بين آرامية ويونانية وعبرية، هذه اللغة الأخيرة ربما كانت مختلفة بعض الشيء عن العبرية التوراتية تماما مثل اليونانية الشائعة، أو الكوين، (الكوين: هي لغة الترجمة السبعينية، وهي اللغة اليونانية السائدة المستخدمة في الفترة الهيلينية التي عاصرت الترجمة السبعينية، وقد انحدرت من لغات أثينا القديمة المسماة أتيك Aticالتي كانت تمد كل اللهجات الأخرى التي كان يحملها معه الإسكندر في غزواته ومستعمراته). انظر (سلوى، دت، صفحة 43)التي تختلف قليلا عن اليونانية الأدبية، ربما لهذا السبب قام بولس بتفادي استخدام التتراجرام وعوضها بـ: الآلهة، الإله، رب السماء والأرض. ما يمكن أن لنتخلص أنّ السياق الديني كان له دور في التأثير على استخدام الاسم يهوه. 

إن المتتبع والدارس للعهد الجديد يجد ندرة في دراسة والتعليق على صورة أو طابع الإله، "إن الإله قد تم تجاهله إلى حد كبير فيما يتعلق بمضمون اللاهوت في العهد الجديد" (Thompson, 2001, p. 1).

ولعلّ من الأسباب التي كانت وراء هذا الإغفال والتجاهل ترجع لـ:

1-                       "صعود اللاهوت المسيحي منذ ألبريشتريتشل Albrecht Ritschl(1822- 1889). لقد رأى ريتشل أن ألوهية يسوع هي أفضل فهم على أنها تعبر عن قيمة إلهية للمسيح للمجتمع الذي يؤمن به كإله.

2-                      الاشتباه في اللغة الميتافيزيقية – أي الحديث عن الأشياء غير المادية.

3-                       التأكيد على العناصر المسيحية على وجه التحديد في العهد الجديد مع النظرة المقابلة التي مفادها أن مفهوم الإله في العهد القديم كما فسرته اليهودية في وقت متأخر يعتبر أمرا مفروغا منه، جنبا إلى جنب مع تنوع كبير في العهد الجديد نفسه في اللغة بشأن الإله" (John, 1982).

ما نلاحظه على لاهوت العهد الجديد عند تطرقه ليسوع أو في إشارته للإله يتم التطرق للثالوث، صوّروا يسوع على أنه الإله على الأرض، جمعوا في شخصه بين الجانب البشري كإنسان كامل وبين الجانب اللاهوتي.

ثالثا: أسماء الإله عند الفلاسفة اليونانيين

لقد كان لمذهب التأويل حضورا واضحا في فكر المدرسة السكندرية، من خلال إسهام فلاسفتها اليهود والمسيحيين في دراسة وفهم النصوص المقدّسة، وهي المدرسة التي "تأسست في مدينة الاسكندرية منذ دخول المسيحية إلى مصر، والتي كانت تعرف أيضا باسم مدرسة الاسكندرية التعلمية، أو مدرسة الوعظ أو مدرسة المدافعين وذلك لأنها تقوم بالدفاع فلسفيا عن المسيحية. وقد كان لها دورا  فعالا في اجتذاب الفلاسفة الوثنيين إلى الديانة المسيحية" (باسيليوس، 2015)، التي منها نشأت الأفلاطونية الحديثة. من بين فلاسفة التأويل اليهود والمسيحيين الذين ظهروا في "مدرسة الإسكندرية" خلال القرون الثلاث الأولى للميلاد، نجد أمثال اليهودي فيلون السكندري الذي يعد ممثلا للاتجاه التوفيقي الديني لدى اليهود، كلمنت السكندري وأوريجن السكندري، من خلال اتجاهاتهم التوفيقية ومذهبهم في التأويل للنصوص المقدّسة الذي كان له تأثيره على الفلاسفة اللاحقين. وفي ظل هذا التضارب في التأويل، ظهر تياران: الأول يرى أن اسم الله وكلمته جوهر غير قابل للترجمة، من بينهم أورجين السكندري الذي يرى "بوجود تعاطف جوهري أو ارتباط صوفي بين الاسم والإله لا يمكن ترجمته" (Assmann, دت, p. 144)   ، والفريق الثاني نقيض الأول. وفيما يلي سنقوم بعرض آراء الفلاسفة وفق تسلسلهم التاريخي.

1-                        عند فلاسفة اليهود

-فيلون السكندري (20ق م. 50م) Philo of Alexandria:

هو فيلسوف يهودي وكاتب يوناني، ولد في الاسكندرية لأسرة غنية، كان متضلعا من التوراة (رغم جهله العبرية) والفلسفة اليونانية وسائر الفلسفات التي كانت تموج بها الإسكندرية في عصره، وقد لقّب بأفلاطون اليهود. يعد أول فيلسوف جمع بين الفلسفة واللاهوت، فكان لاهوتيا أكثر من كونه فيلسوفا، وقد تزعّم المدرسة الفكرية في الإسكندرية التي جمعت بين التوحيد اليهودي وفلسفة أفلاطون، واشتهر بشغفه بالأمور الدينية والتوفيق بين الكتاب المقدّس وعادات اليهود من جهة، والآراء الأفلاطونية وخاصة أفلاطون من جهة أخرى. كان متصوفا ورائدا للأفلاطونية المحدثة ومؤسسا لمذهب في التأويل الرمزي المجازي مستفيدا من مناهج الفلسفة اليونانية التي سادت آنذاك في مدرسة الإسكندرية الفلسفية. حرص فيلون على تأويل نصوص التوراة خاصة "سفر التكوين" تأويلا نظريا متشبعا بالفلسفة اليونانية، فكان يدعم تفسيراته بمختارات من هذه الفلسفة، وخاصة أفلاطون. انظر: (نصار، 1982)

عدّه البعض أهم فيلسوف هيلنستي وخاصة اليهود الاسكندرانيين، من بين أصحاب التأويل المجازي.  يظهر ارتباطه بتاريخ الفلسفة اليونانية والهيلنستية الكلاسيكية وبدايات الفلسفة اليهودية. كما تظهر علاقته بتاريخ الفكر الديني ولاسيما التقليد الحاخامي والمسيحي المبكر، حتى أن هيجل يرى أن فيلون

"علامة الانتقال من الفلسفة اليونانية إلى المسيحية، على الرغم من أنه في تاريخ الفلسفة يقول أيضا أن هذا الانتقال تمثله الشعارات، مما يخلق الاختلاف في الإله" (Hoblík, 2014, p. 401)، هو الذي "حاول إنشاء فلسفة دينية إلهية متأثرة ببعض الآراء الأفلاطونية والرواقية والفيثاغورية المحدثة" (النشار، 2016، صفحة 143). حيث كان يرى أن المعرفة الحقّة بالإله يمكن أن تتأتى من الفلسفة والدين، كون الفلسفة شارحة له.  انطلق فيلون في تقديم تصوره عن الله كرد فعل لآراء مادية الرواقية التي جسّمت الله، وجسدته في الطبيعة أو هو والطبيعة واحد، لذا "فالإله بالنسبة له بسيط غير مركب، لأن التركيب صفة للمخلوق والله غير ذلك، فالإله أيضا ليس خالقا للعالم فحسب، إنّما هو أب له والعالم بمثابة حفيد" (حمادة، 2017، الصفحات 158-159). يُعرّف فيلون اللوغوس مع الله كنقطة انطلاق، واللوغس "عنده نوعان: اللوغس الباطني أو النفسي واللوغس الخارجي أي التلفظ والنطق، وهذان النوعان يوجدان في الله كما يوجدان لدى الإنسان، فاللوغس في الله إما اللوغس باعتباره العقل الإلهي نفسه أو اللوغس باعتباره كلمة الإله" (النشار، 2016، صفحة 88). كما اعتبره Forger"أوّل عالم لاهوت اسكندري مهم بدأ بمناقشة مشكلة التجسد الإلهي في اللوغس" (Forger, 2018, p. 49).

لقد كان للترجمة من اليونانية إلى الإنجليزية تأثير على تقريب المعاني، كمثال ترجمة "كلمة الإله" الموجودة في مقدّمة إنجيل يوحنا المستوحاة بشكل غير مباشر من فيلون، حيث يعد "أول من صاغ هذه الصيغة القائلة: 'في البدء كان الكلمة. وكان الكلمة عند الله. وكان الله الكلمة'. وهي الصيغة  التي استهل بها يوحنا انجيله" (الجوهري, دت, pp. 135-136)   وهنا فيلون كان يقصد 'بالكلمة' اللوغس، غير أن المترجمين عند ترجمة كلمة الله للإنجليزيةGod- godمرات يكتبونها بحرف كبير ومرات أخرى بحرف صغير. وفي هذا تدليل على الإله المعبود بحق عن غيره، حيث كلمة godهي الأصح. عند مواجهة اليهودية مع الحضارة الهيلينية، "حاول فيلون السكندري أن يحدد ما تصوره أركان الإيمان الأساسية بخمسة: 1- الإله موجود ويحكم العالم، 2- الإله واحد، 3- العالم مخلوق، 4- العالم واحد، 5- الإيمان بالعناية الإلهية" (المسيري, موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، اليهودة المفاهيم والفرق, 1999, p. 17).

2-                       - ابن جبيرول Solomon ibnJubirol

 (رغم التضارب الكبير حول تاريخ ولادته ووفاته إلا أن أغلبهم اتفق على 1021/1070) (تاريخ ولادة ووفاة الشاعر والفيلسوف اليهودي الشهير متنازع عليه: الأفلاطوني الحديث اليهودي سليمان بن جودا بن جابيرول (شلومون بن يهودا بن جابيرول بالعبرية؛ أبو أيوب سليمان بن يحيى بن جبيرول (أو جبيرول) بالعربية؛Avicebron/ Avicembron /Avicenbrolباللاتينية) ولد في مالقا بإسبانيا عام 1021/2(يقدم Guttman1026) وتوفي، على الأرجح في فالنسيا، على الأرجح في 1057/8(يقدم Guttman1050؛ عرضSirat1054/8؛ Josepf ibn Zaddikيقدم 1070). (Sarrah, p. 1).

إنه أفلاطون اليهود الذي عمل على تدريس الفلسفة الأفلاطونية الجديدة وفق طابع يوناني إسلامي بسبب اعتماده على المراجع العربية والمسيحية، لدرجة أن عدّه البعض مسيحيا وآخرين عدوه مسلما، فكان مذهبه دمج وخلط بين مذهب أفلوطين وأرسطو خاصة في موضوع الربوبية. يؤمن ابن جبيرول بمبدأ الواسطة حيث يجعل "بين الله أو الجوهر الأول من جهة وبين سائر الوجود من جهة أخرى حتى يحقق تنزيه الله عن كل ما عداه متبعا في هذا تقليدا سار عليه علماء الكلام اليهود من قبله" (العراقي، 2004، صفحة 334). أما عن مفهوم الله عنده يرى أن "الله وحده هو الواقع الخالص، وهو الجوهر الوحيد، ليس له أعراض (صفات)، ولكن فيه إرادة وحكمة" (O'Leary, 2003),.  قام ابن جبيرول بإضفاء الطابع اليوناني العربي على الفلسفة وأعادها إلى أوروبا، وقد كان تأثيره واضحا على الدوائر غير اليهودية، خاصة على المدرسة السكولاستيكية في المسيحية في العصور الوسطى. يرى Seyerlen  أن من بين فلاسفة العصر الحديث الذين تشابهت أفكارهم مع ابن جبيرول "سبينوزا قدّم على التوالي فلسفة القرون الوسطى والحديثة، ويرى أن كل منهما أبقى تكهناته الفلسفية خالية من التحيز اللاهوتي" (Seyerlen، دت، الصفحات 24-5).

-موسى بن ميمون (1135-1204م) Moses Maimonides

إنه أبرز المفكرين اليهود في الأندلس في العصور الوسطى وأشهر أطباء اليهود وفلاسفتهم خلال الحقبة العربية، عُرف عند العرب باسم أبي عمرانن عبيد الله القرطبي، قام موسى بن ميمون بدراسة الكتاب المقدّس من خلال التوفيق بين الإيمان والعقل، حيث عمد لشرح ألفاظ كثيرة منه اعتمادا على "تعاليم ارسطاطاليس وفحول فلاسفة العرب مع إظهار ما له من الملاحظات والانتقادات والفروق بين العقلية اليونانية والإسلامية واليهودية" (ولفنسون، موسى بن ميمون: حياته ومصنفاته، 2013، صفحة 109). استطاع موسى بن ميمون التأثير بشكل كبير على الفكر اليهودي من خلال التوفيق بين الفلسفة والدين وتسليط  أنوار العقل والمنطق والفلسفة على الإيمان، هو القائل أن "العقل الفائض علينا هو الصلة بيننا وبين الله تعالى" (اسرائيل، 1936، صفحة 32)، أمّا في مفهوم الألوهية هو الذي "أبعد معنى التفريد في الآلهة، وجعل الله هو إله بني اسرائيل، واقترب من معنى الألوهية عند المسلمين كما بينها عندما حدد أركان الدين اليهودي في ثلاثة عشر ركنا" (الموحي، دت، الصفحات 21-22). ولإدراك الله ومعرفته يرى موسى بن ميمون أنه يجب أن يكون بالطريقة السلبية لا الإيجابية لأن "وصف الله عزّ وجل بالسوالب هو الوصف الصحيح الذي لا يلحقه شيء من التسامح وليس فيه نقص في حق الله جملة ولا على حال. أمّا وصفه بالايجابيات ففيه من الشرك والنقص..الله عزّ وجل واجب الوجود لا تركيب فيه ولسنا ندرك إلا أنيته ففقط لا ماهيته" (ولفنسون، دت، صفحة 109).

كان لفكر ابن ميمون تأثير كبير على الفكر الغربي وحتى الإسلامي، يعتبر سبينوزا واحدا منهم من خلال كتابه رسالة في اللاهوت والسياسة، إلا أنه خالفه حول النزعة التوفيقية.

 يرى موسى بن ميمون أن أسماء الله تعالى قسمين:

1.                       اسم الذات: وهو اسم غير مشتق، ويعبر عن لفظ الجلالة، وهذا الاسم يعرف بالكتابة لا بالقراءة، أي لا يلفظ ولا يقرأ بحروفه الخاصة به ،  ويحق للكاهن الأعظم أن ينطق به بحروفه الأصلية ،ويجب أن يكون في مكان خاص، هو المقدس أو المعبد، وفي يوم خاص هو يوم الصوم، ، وهذا الاسم هو يهوه، ويذكره ابن ميمون بحروفه على الترتيب : الياء –الهاء- والواو، أما الاسم الذي يحل محله أثناء إرادة النطق هوأدوناي (ميمون، دت، صفحة 152)،  ومعنى هذا الاسم عند ابن ميمون هو (واجب الوجود باعتباره اسما دالا على ذاته وحده، دون مشاركة أحد من مخلوقاته في تلك الدلالة، فهو اسم خاص به فقط) (ميمون، دت، صفحة 49).

2.                      أما باقي أسماء فهي مشتقة من أفعال الله، كما يوجدمثلها عند الإنسان، ومثل هذه الأسماء خصوصا:

أ‌.  آدني: مشتق من السيادة الذي يعني سيدي وهو أخص الأسماء المشهورة لله تعالى.

ب‌.                     آدناي: ويعني الرب.

ت‌.              أما باقي الأسماء في نظر ابن ميمون مثل: ديان صادق، رؤوف، رحيم، وإلوهيم، فهي عامة ومشتقة (ميمون، دت، الصفحات 149-150).

-الكبالا

للمصطلح دلالة على مذهب يهودي باطني (غنوصي) نشأ في القرن السابع واستمر حتى القرن الثامن عشر ميلادي، إلا أنه كانت له دلالات أخرى، حيث "في العصر الحديث، استخدمه العديد من اللاهوتيين والفلاسفة وحتى العلماء اليهود والمسيحيين بطرق مختلفة، وأحيانًا متناقضة، لقد كان تعبيرًا عن العقيدة اليهودية الصارمة وكذلك وسيلة لوجهات نظر عالمية متطرفة ومبتكرة. لذلك، يجب تعريف وشرح معنى المصطلح ضمن سياق تاريخي واضح، يوضح الوقت والمكان والثقافة التي استخدمته في الماضي أو تستخدمه اليوم", (Dan, 2006, p. x).

اكتسبت الكبالا قوة رمزية كبيرة في المجتمعات اليهودية، يعرّفها معجم التلمود Boxtrof"على أنها علم سري يعالج بطريقة باطنية مواضيع غامضة كالإله والملائكة واللاهوت وما وراء الطبيعة عن طريق رموز سرية" (مغنم، 2019، صفحة 180)يقوم منهجها في تفسير الكتاب المقدس على دعوى أن لكل كلمة وحرف معنى خفي، وأن لأسماء الله قوة خفية.  "رغم أنّ القابالاه لعبت دورا مهما في تطور العقل اليهودي من خلال طابعها التأملي الكوني، إلا أنه قد كانت لها في المقابل توغلات صوفية أسطورية باطنية تدور حول فكرة واحدة وأساسية هي التطلع إلى ظهور المسيح اليهودي المنتظر" (صميدة، 2018، صفحة 347).

1-                         عند الفلاسفة المسيحين

كليمنت السكندري (150- 210م) ofAlexandria Clement

يعد Clementواحدا من علماء اللاهوت المنتمين لمدرسة الاسكندرية في العصور القديمة المتأخرة، يظهر تأثيره في تكوين نوع جديد من العقلية والثقافة، وكذلك دوره في تكييف التراث الثقافي القديم من أجل تأسيس الايديولوجية المسيحية، حيث مثلما تأثر بأفلاطون وهراقليطس، تماشى أيضا مع أفكار معاصريه أمثال: Justin Martyr, Tertullian, Monarchiansوهو الذي "حاول رفع الإيمان المسيحي إلى مستوى المعرفة اليونانية اعتمادا على أفلاطون وأرسطو والرواقية وفيلون نظرا لرغبته في إقامة فلسفة مسيحية لها نسقها الداخلي المحكم بصرف النظر عن مصادرها ومكوناتها" نقلا عن (حنفي، 1991، صفحة 119)اشتهر كلمنت  بعقيدة اللوغس العنصر الرئيسي لمفهومه الفلسفي وفي اللاهوت المسيحي، غير أن عالم اللاهوت الروسي Bolotovيرى ان "طابع هذا المذهب فلسفي أكثر منه لاهوتي" (Bolotov, 1879, p. 77).

من بين المواضيع الهامة التي تناولها Clementشخص المسيح أي الكيان الثاني في الثالوث الأقدس، حيث أنه استخدم "أحد أكثر المفاهيم شيوعا في الفلسفة اليونانية القديمة لدراسة طبيعة المسيح كسابقة ثابتة في الأدب التاريخي الفلسفي والتاريخي اللاهوتي، للاعتراف بقيمة العلوم والفلسفة اليونانية التقليدية من قِبل معظم علماء اللاهوت المسيحي الاوائل" (G M. G., 1979)

 أوريجن الاسكندري- أوريجانوس- (158- 254) Origen of Alexandria

أورجين السكندري: هو فيلسوف مسيحي ولد بمصر سنة 185م، وتعلم بالإسكندرية، نشر الإنجيل بست صور مختلفة، عبرية ويونانية، لمقابلة بعضها ببعض حاول أن يؤيد العقيدة المسيحية ببيان اتفاقها مع الفلسفة اليونانية، فكان بذلك واضع الأساس لفلسفة العصور الوسطى، توفي سنة 254م. انظر: (المؤلفين، 2010، صفحة 513)، عُرف بلقب أدمانتيوس أو الألماسي، يعد هو وسابقه من أبرز أساتذة المدرسة المسيحية في الاسكندرية، سار أوريجن على نفس خطى فيلون السكندري، الذي عمل على التوفيق بين الدين والفلسفة اليونانية، والعمل على دعم ونشر المسيحية من خلال استخدامه للفكر والفلسفة ودفاعه عن المعتقدات المسيحية الأساسية. اشتهر بأسلوبه في تفسير النصوص المقدّسة اعتمادا على منهجيته القائمة على العقل والمجاز في فهم النصوص. من بين أهم المسائل العقدية في المسيحية التي ناقشها أورجين نجد قوله في الله، "والله عنده خالق منذ الأزل، وليس في زمان بعينه وإلا عد ذلك تغيرا في ذات الله، والتغير ليس من صفاته. والله الأزلي ولد أو خلق 'كلمته' Logos'الابن'، الذي على الرغم من كونه ليس إلا حقا، إلا انه يشارك في جوهر الآب والابن. في رأيه العقل الذي ينظم العالم، خلقه الله وجعله له تابعا ليخلق به كل شيء. ومن ثمّ فالابن واسطة بين الله وسائر الخلائق، وكذلك الروح القدس يأتي من مرتبة تألية، شأن الابن" نقلا عن (التواب، دت، صفحة 179). أيضا من بين العقائد المسيحية الأساسية التي تناولها نجد عقيدة التثليث، "رغم اعترافه الكامل بالتثليث، فإنه كان من أوائل من رفض مفهوم 'الهوموأوسياس' أي الطبيعة الواحدة للأب والابن، ما جعله منافيا تماما لمبدأ الإيمان الذي تمّ إقراره في المجمّع المسكوني في نيقا عام 325م" (البدري، 2019). غير أن البعض أمثال إبيفانيوس "كان يؤمن إيمانا يقينيا أن أوريجن السكندري هو الأب الروحي والفكري لكل هرطقة ظهرت في المسيحية، وأنه المؤسس الحقيقي للآريوسيةArianism" (رأفت، 2000). بعد كل الجهود التي بذلها في خدمة المسيحية من خلال تفسيره للعهد القديم والعهد الجديد توفى في سجنه بسبب آرائه وأفكاره.

أوغسطين (430- 354) م Saint Augustin:

   يُعد أوغسطين واحدا من الفلاسفة الذين كان لهم تأثير كبير على المسيحية في الغرب من خلال مناقشة أوغسطين لمصدر المعرفة والحقائق، هل يكمن في النفس؟ ليلجأ إلى نظرية الإشراق الإلهي المستقاة من الأفلاطونية المحدثة، لتتسمى فيما بعد نظريته في المعرفة به وهي: نظرية الإشراق الإلهي الأوغسطيني. جاء في أحد محاوراته: "لا نستطيع نفي وجود حقيقة ثابتة، تحوي كل هذه الحقائق" (Augustin, 1955, p. 582)، من خلال هذا القول فإن أوغسطين يؤكد على مبدأ الكمال المطلق كون الحقائق تستلزم حقيقة باقية وغير مخلوقة، كون هذه الحقائق تحمل جملة من الخصائص كالضرورة والأبدية والثبات والتي بدورها تستلزم وجودا يسمو على العقل.

يذهب أوغسطين إلى ضرورة وجود كائن أبدي ثابت وكامل وهو الله، حسبه وجوده أمر بديهي يتأسس على ثبات الحقيقة التي مهما كان مضمونها سواء كانت رياضية أو أخلاقية فإنها تمثل انعكاس الصفات الإلهية الثبات والأزلية. يفضل أوغسطين أن يطلق على الإله اسم الماهية التي لا تعني إلا الوجود، "لا يمكن وصف الله بأي صفة لأن كل وصف تحديد، والله هو النور الأزلي اللّامتناهي الذي يجعلنا ندرك الحقائق الأبدية فهو النور الحقيقي الذي ينير إنسان آت إلى هذا العالم" (اوغسطين، 1988، صفحة 161)، كما لم يرضى بإطلاق اسم الجوهر على الله، كون الجوهر يفترض وجود صفات متميزة وأعراض. يقول أوغسطين في محاورة 'مناجاة'(soliloque)"الله أب الحكمة، أب السعادة، أب النور المعقول، أب الإشراق، مبدأ ومصدر كل حقيقة، والله  هو الذي يوجهنا نحوه ويدخلنا إلى كل حقيقة" (Augustin, 1955, p. 255)ليؤكد أوغسطين على حقيقة رسخت عنده وأقرّها في كتاباته عن الإله "هو الحقيقة الوحيدة، الخلاص الوحيد، الماهية العليا والأولى التي يكون بها كل موجود موجودا" (pertrand, 1916, p. 126)ومضمون قوله أنه كان مقتنعا بسيادة إرادة الله والخير، وأن الله هو خالق كل الموجودات لأنه لا يمكن لغير الموجود حقيقة أن يكون علة وجوده، وهو الحقيقة الكاملة المعقولة والضرورية، وأنه الوحيد القادر على منح النعمة للإنسان. غير أن العقيدة المسيحية لا تتقبل دائما أفكار أوغسطين الأكثر تطرفا مثل إنكاره شبه التام لدور الإنسان في عملية الخلاص.

الخاتمة

نسبت اليهودية عددا كبيرا من ألأسماء للإله أكثر من المسيحية، منها ما يليق ومنها ما لا يليق بالله جلّ وعلا.

أسماء الإله الواردة في العهد الجديد هي ببساطة الأشكال اليونانية لتلك الموجودة في العهد القديم، حيث:

-لقد كان للثقافة واللّغة اليونانية، وحتى المصطلحات والتقاليد العبرية تأثير واضح على أسماء الإله الواردة في نصوص العهد الجديد.

-اسم ثيوس: الاسم الأكثر استخداما وشيوعا في العهد الجديد، وه الذي يقابل اسم إيل وإيلوهيم في العهد القديم.

-اسم كيريوس: تعني الرب، والتي تطلق على الإله وعيسى، وتحل محل كلمة أدوناي Adonaiويهوه، كان بديلا للتيتراجرام كُتب بحروف عبرية داخل النص اليوناني.

-اسم الآب: يُعتقد أن هذا الاسم ظهر في العهد الجديد، والذي يرمز للأقنوم الأول من الثالوث. إلا أنه كان موجودا أيضا في العهد القديم للتعبير عن علاقة الإله بإسرائيل (علاقة تفرد)، حيث جاء في سفر اشعياء (63: 16) "فإنّك أبونا وإن لم يعرفنا إبراهيم، وإن لم يدرنا إسرائيل. أنت يا رب أبونا، وليُّنا منذ الأبد اسمك". أما في العهد الجديد فكان للاسم دلالة على العموم، أي أب جميع المؤمنين كما في (1كو 8:6) "لكن لنا إله واحد: الآب الذي منه جميع الأشياء، ونحن له. ورب واحد: يسوع المسيح، الذي به جميع الأشياء، ونحن به". 

-لطالما كانت الفلسفة اليونانية حاضرة في الفكر الغربي جنبا إلى جنب مع الدين أو اللاهوت من أجل كشف أسرار الكون وتأويل نصوص الكتب المقدّسة وخاصة ما تعلق بمفهوم الألوهية، غير أن هذا الاحتكاك بين التفكير العقلاني اليوناني والمعتقدات اليهودية والمسيحية كان له آثاره الجانبية. وكمثال أصحاب المدرسة الاسكندرية: فيلون الذي درس النصوص المقدّسة باليونانية وتشبع بفكر أفلاطون وأرسطو طاليس، والملاحم اليونانية، وكليمنت الذي بدأ بتكوين التراكيب اللاهوتية، وأوريجنالذي جمع بين حكمة اليونان والتعدد في الألوهية وحكمة المسيح المشتقة من التنزيل. كل هذا كان له تأثير في دراستهم للعهد القديم والعهد الجديد وتفسير نصوصه، ما نشأ عنه يهودية يونانية ومسيحية يونانية.

 استبدلت الترجمات الحديثة للعهد الجديد اللفظ بالرب بدل يهوه، لتجنب الخلط بين الرب يسوع والرب يهوه. نجد أيضا مشكل اختلاف اللغات المتحدث بها بين آرامية ويونانية وعبرية، التي كانت تختلف بعض الشيء عن العبرية التوراتية، والترجمات وكثرة الكتابات في العهد الجديد، تأثير على تعريف أسماء الإله، ربما لهذا السبب قام بولس بتفادي استخدام التتراجرام وعوضها بـ: الآلهة، الله، رب السماء والأرض. لنخلص أنّ السياق الديني كان له دور في التأثير على استخدام اسم الله في اليهودية والمسيحية


قائمة المصادر والمراجع

§ابن ميمون، دت، دلالة الحائرين، تقديم: حسن اتاي، مكتبة الثقافة الدينية.

§أحمد ديدات، دت، الله في اليهودية والمسيحية والإسلام، ترجمة وتعليق: محمد مختار، المختار الإسلامي للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة.

§أحمد ديدات، دت، مناظرتان في استوكهولم بين: أحمد ديدات وكبير قساوسة السويد: استانليشوبيرج، نقله إلى العربية: علي الجوهري، دار الفضيلة

§أبو ذؤيب إسرائيل، 1936، موسى بن ميمون: حياته ومصنفاته، لجنة التأليف والترجمة والنشر، 1936.

§إسرائيل ولفنسون، 2013، موسى بن ميمون: حياته ومصنفاته، تقديم: الحسيني الحسيني معدّي، كنوز للنشر والتوزيع.

§القديس باسيليوس الكبير، 2015، الكنيسة وثقافة العصر، ترجمة: سامح فاروق حنين، مركز باناريون للتراث الآبائي، مصر، ط1.

§حسن حنفي، 1991، مقدمة في علم الاستغراب، الدار الفنية.

§حمادة أحمد علي، 2017، فلسفة الدين اليهودي فيلون السكندري، نيو بوك للنشر والتوزيع.

§جورج بسام فرجو، 1992، الرد على شهود يهوه، دار منهل الحياة.

§- رأفت عبد الحميد، 2000، الفكر المصري في العصر المسيحي، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع.

§ريتشارد إليوت فريدمان، 2003: من كتب التوراة؟، ترجمة: عمرو زكريا، مراجعة وتقديم: أيمن حامد، دار البيان للنشر والتوزيع، ط1.

§سامي عامري، 2019، هل القرآن الكريم مقتبس من كتب اليهود والنصارى؟، تقديم: صلاح الخالدي، فضل حسان عباس، إبراهيم عوض، حاتم جلال، من إصدارات مبادرة البحث العلمي لمقارنة الأديان. لندن.

§سلوى ناظم، دت، الترجمة السبعينية للعهد القديم بين الواقع والأسطورة.

§سهيل ديب، 1981م: التوراة بين الوثنية والتوحيد، دار النفائس، ط1.

§شريف حامد سالم، 2011م، نقد العهد القديم، دراسة تطبيقية على سفري صموئيل الأول والثاني، مكتبة مدبولي، القاهرة.

§طلال حرب، 1999م، معجم أعلام الأساطير والخرافات، دار الكتب العلمية، بيروت.

§عاطف العراقي، 2004، يوسف كرم مفكرا عربيا ومؤرخا للفلسفة، المجلس الأعلى للثقافة، لجنة الفلسفة والاجتماع، الهيئة العامة لشؤون المطابع، القاهرة.

§عبد الرحمن م عبد التواب: دراسات وبحوث في الآثار والحضارة الإسلامية، المجلس الأعلى للآثار، وزارة الثقافة، مصر، مج1

§عبد الرزاق الموحي: العبادات في الديانة اليهودية

§عبد الوهاب المسيري، 1999م: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية، اليهودية المفاهيم والفرق، دار الشروق، ط1، مج5.

§علي مُغنَّم: عن الجَفر والكابالا، إبداع للترجمة والنشر والتوزيع، 2019.

§مجموعة من المؤلفين، 2010، الموسوعة العربية الميسّرة، المكتبة العصرية (صيدا، بيروت)، مج1.

§محمد عبد الستار البدري: الفكر والدين عند "أوريجين السكندري"، جريدة الشرق الأوسط، الثلاثاء العدد 14833، 9 يوليو 2019.  اطلع عليه: 29/09/2020.  https://aawsat.com/home/article/1803851/الفكر-والدين-عند-"أوريجين السكندري"

§مصطفى النشار، 2016، مدرسة الإسكندرية الفلسفية بين التراث الشرقي والفلسفة اليونانية، الدار المصرية اللبنانية.

§الكتاب المقدس، 1989م - العهد القديم (التوراة، كنيسة الأنبا تكلا، الإسكندرية، مصر، إصدار مكتبة المحبة، سفر التكوين 35: 11).

§نزار صميدة، 2018، النصوص الرؤيوية الكتابية مجالاتها وتداعياتها على الفكر الديني الكتابي قديما وحديثا، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان.

 

§Abba Raymond, 1962. The divine name YHWH. Journal of biblical literature 80 (1961), The Interpreter’s Dictionary of the Bible. Edited by G. A. Buttrick. Nashville, volume 3.

§Assmann, Jan. Translating Gods: ‘Religion as a Factor of Cultural (Un) Translatability’, in Hent De Vries (ed), Religion: Beyond a Concept, New York: Fordhman University Press

§David Noel Freedman et al, 1979, ‘Divine names and titles in early Hebrew poetry’. In Magnalia Dei: The Mighty Acts of God; Essays on the Bible and Archaeology in Memory of G. Ernest Wright, ‘יהוהYHWH’, Garden City, NY: Doubleday. TDOT.

§ Lacy O’Leary, 2003, Arabic Thought and Its Place in History, Dover Oublications, INC.Mineola, New York, 1st published. https://books.google.dz/books?id=ra6jAQAAQBAJ&pg=PT162&dq=Ibn+jabirul+the+God+is&hl=f

§David Noel Freedman, 1979 Divine names and titles in early Hebrew poetry, in magnolia Dei: The Mighty Acts of God, Essays on the Bible and Archaeology in Memory of God. Ernest Wright (eds, Frank Moore Cross et al; Garden City, NY: Doubleday.

§Davidson, A. B., and S. D. F. Salmond, 1904, The Theology of the Old Testament, The International Theological Library. Edinburgh: T&T Clark.

§Father Michael Kerper, 2001: What is God’s name? Parable Magazine, P.O Box 310, Manchester, NH 03105, januarry/ february.

§Francis X. Clooney, 2001, Hindu God, Christian God: How Helps Break Down the Boundaries between Religions (Oxford; New York University Press,

§Forger, D. (2018). Divine Embodiment in Philo of Alexandria. Journal for the Study of Judaism, 49, 223-262. https://doi.org/10.1163/15700631-12491160

§Francis X. Clooney, 2010, Comparative Theology: Deep Learning across Religious Borders (Chichester, UK: Wiley-Blackwell.

§G. Getroux, The Use of the Name (YHWH) by Early Christians, International Meeting Society of Biblical Literature, SYNCHRONLIZED CHRONOLOGY.

§George Howard, march 1978, The Name of God in New Testament, Biblical Archaeology Review, volume VI, n° 1.

§Francis Brown, 1963, A Hebrew and English Lexicon of the Old Testament, with an appendix containing the Biblical aramic based on the lexicon of WILLIAM GESENIUS, translated by Edward Robinson, Edited with constant reference to the Thesaurus of Gesenius as as completed by E. Rodiger, and with authorized use of the latest German editions of Gesenius’s Handworterbuch uber das Alte Testament by: FRANCIS BROWN with the co-operation of S. R. DRIVER and CHARLES A. BRIGGS, USA, 2nd edition.

§Hans Conzelmann, 1969, An Outline of the theology of the New Testament (New York: Harper & Row.

§Hoblik J, January 2014, The Holy Logos in the writings of philo of Alexandaria, Communio Viatroum, Thomson Reuters, United States.

§John Donahue, 1982, A neglected factor in the theology of Mark, JBL 101 (1982): 564, This article was presented at the society of Biblical Literature Annual Meeting in 1980 at the Markan Seminar.  

§Josef Dan, Kabbalah, 2006, A Very Short Introduction, Oxford University Press.

§Joseph Jacobs, 1906, D. Litt. The Jewish Encyclopedia, a guide toits contents an aid to its use Funk &Wagnalls Company, New York and London.

§Jouette Bassler, God in the new Testament, ABD 2: 1049.

§Maiorov, G. G. (1979). Formirovaniesrednevekovoifilosofii. Latins kaiapatristika [Conceptualization of Medieval Philosophy. Latinic Patristics (standards CDIO)]. Mosсow: Publishing House Thought.

§M. Eugene Boring, 1985, Names of God in the New Testament, in Harper’s Bible Dictionary, ed. Paul J. Achtemeier (San Francisco: Harper & Row.

§Maire Byrne, 2011: The Names of God in Judaism, Christianity, and Islam, A Basis for Interfaith Dialogue, Continuum International Publishing Group, London.

§Marriane Meye Thompson, 2001, The God of Thr Gospel oh John (Grand Rapids, MI: W.B. Eerdmans.

§Marvin Pope H, 1955, El in the Ugaritic Texts, Suplements to vetusTestamentum, 2. Leiden: Brill.

§N. Wyatt, 2002, Religious Texts from Ugarit (Biblical Seminar, 53. London; New York: Sheffield Academic Press.

§-Richard Schebera, 2003, Comparative theology: a new method of interreligious dialogue, Dialogue and Alliance 17.

§Sarah Pessin, Solomon ibn Gabirol (Avicebron)  http://plato.stanford.edu/entries/ibn-gabirol 20

§Seyerlen, Die Gegenseitigen Beziehungen Zwischen Abendländischer und Morgenländischer Wissenschaftmit

§Scott B. Noegel, 2002, Brannon M. Wheeler, Historical Dictionary of Prophets in Islam and judaism, Historical Dictionaries of religions, Philosophies, and Movements, No.43, The Scarecrow Press, Inc. Lanham, Maryland, aldlondon.

§The Jewish Encyclopedia, prepared by more than four hundred scholars and Specialists, isidore singer. Ph. D. Projector and Managing Editor assisted by american and foreign boards of consulting, volume 9, Morawczyk- Philippso, KTAV PUBLISHING HOUSE, INC

William F. Albright, 1935, The Names of shaddai and Abram, Journal of Biblical Literature 54, 192-3

@pour_citer_ce_document

فطوم موقاري, «أسماء الإله في اليهودية والمسيحية»

[En ligne] ,[#G_TITLE:#langue] ,[#G_TITLE:#langue]
Papier : ص ص 36-51,
Date Publication Sur Papier : 2021-03-07,
Date Pulication Electronique : 2021-03-07,
mis a jour le : 07/03/2021,
URL : https://revues.univ-setif2.dz:443/revue/index.php?id=7851.