نوعية الحياة لدى الطلبة الجامعيين: دراسة وصفيةQuality of life among university students: a descriptive study
Plan du site au format XML


Archive: revues des lettres et sciences sociales


N°01 Avril 2004


N°02 Mai 2005


N°03 Novembre 2005


N°04 Juin 2006


N°05 Juin 2007


N°06 Janvier 2008


N°07 Juin 2008


N°08 Mai 2009


N°09 Octobre 2009


N°10 Décembre 2009


N°11 Juin 2010


N°12 Juillet 2010


N°13 Janvier 2011


N°14 Juin 2011


N°15 Juillet 2012


N°16 Décembre 2012


N°17 Septembre 2013


Revue des Lettres et Sciences Sociales


N°18 Juin 2014


N°19 Décembre 2014


N°20 Juin 2015


N°21 Décembre 2015


N°22 Juin 2016


N° 23 Décembre 2016


N° 24 Juin 2017


N° 25 Décembre 2017


N°26 Vol 15- 2018


N°27 Vol 15- 2018


N°28 Vol 15- 2018


N°01 Vol 16- 2019


N°02 Vol 16- 2019


N°03 Vol 16- 2019


N°04 Vol 16- 2019


N°01 VOL 17-2020


N:02 vol 17-2020


N:03 vol 17-2020


N°01 vol 18-2021


N°02 vol 18-2021


N°01 vol 19-2022


N°02 vol 19-2022


N°01 vol 20-2023


N°02 vol 20-2023


A propos

avancée

Archive PDF

N°02 vol 18-2021

نوعية الحياة لدى الطلبة الجامعيين: دراسة وصفية

Quality of life among university students: a descriptive study
ص ص 21-37
تاريخ الإرسال: 2020-07-04 تاريخ القبول: 2021-05-04

شريفة بن غذفة
  • resume:Ar
  • resume
  • Abstract
  • Auteurs
  • TEXTE INTEGRAL
  • Bibliographie

هدفت الدراسة إلى قياس مستوى نوعية الحياة لدى عينة من طلبة الجامعةالجزائرية، ومعرفة الفروق بين أفراد عينة الدراسة حسب متغيرات: الجنس، الإقامة في الحي الجامعي والمستوى الدراسي. تكونت عينة الدراسة من 100طالب جامعي. وطُبق مقياس نوعية الحياة من تصميم الباحثة. وبإتباع خطوات المنهج الوصفي توصلت الدراسة إلى النتائج التالية:

مستوى نوعية الحياة لدى الطلبة الجامعيين عينة الدراسة مرتفع، مستوى نوعية الحياة لدى الطلبة الجامعيين غير متباين على محاور المقياس الثلاث، حيث إنجميعها مرتفعة، لا توجد فروق بين الطلبة والطالبات في متوسطي رتب درجات مستوى نوعية الحياة، لا توجد فروق بين متوسطي رتب درجات الطلبة المقيمين وغير المقيمين في الأحياء الجامعية فيمستوى نوعية الحياة، لا توجد فروق بين متوسطات رتب درجات الطلبة الجامعيين حسب المستوى الدراسي في مستوى نوعية الحياة.

الكلمات المفاتيح: وعية الحياة، الطلبة، الجامعة، الجزائر، مقياس نوعية الحياة

Cette étude vise à mesurer la qualité de vie des étudiants algériens, et à identifier les différences entre les étudiants selon les variables suivantes : le sexe, la résidence dans la ville universitaire et le niveau académique. Les données ont été obtenues auprès de 100 étudiants. L'échelle QV conçue par le chercheur a été appliquée, et en suivant la méthode descriptive, les résultats montrent que :

La qualité de vie des étudiants est élevée, La qualité de vie sur les trois axes de l’échelle est élevée, Pas de différence statistiquement significative entre les étudiants et étudiantes dans la QV, Pas de différence statistiquement significative entre les étudiants résidents et non- résidents dans la ville universitaire dans la QV, Pas de différence statistiquement significative entre les étudiants dans la QV selon le niveau académique.

Mots-clés :Qualité de vie, étudiants, université, Alger, Echelle de Qualité de vie

This study aims to measure the quality of life among a sample of 100 Algerian university students, and to identify the differences between students according to the variables: gender, residence in University campus and academic level. Through applying the quality of life scale (designed by the researcher) and using the descriptive approach, the study reached the following results:

Students have high level of the QOL, Students have no statically significant differences in QOL on the three axes of the scale, as they are all high, There are no statistically significant differences between the mean scores of the male and female students in the QOL, There are no statistically significant differences between the mean scores of resident and non-resident students in University campus in the level of QOL, There are no statistically significant differences between the mean scores of the students in the QOL according to academic levels.

Keywords:QOL, students, university, Alger, QOL scale

Quelques mots à propos de :  شريفة بن غذفة

 جامعة محمد لمين دباغين سطيف2، benghedfa@gmail.com

مقدمة

يتزايد اهتمام الباحثين بدراسة مفهوم "نوعية الحياة" رغم أنه من المفاهيم المعقدة والمتعددة الأبعاد والمؤشرات؛ محاولين من خلال أبحاثهم معرفة نوعية الحياة لدى شرائح المجتمع المختلفة منها: المرضى والأطفال والمسنين... وأيضا فئة الطلبة، كونها مفهوما أساسيايمكن من خلاله تحسين الخدمات الصحية والاجتماعية والنفسية وحتى التعليمية...لتصبح أكثر جودة.

ولما كانت المرحلة الجامعية من أهم مراحل التعليم في حياة الإنسان، وهي تعدّأيضا من المراحل الحاسمة في حياة الفرد كونها تحدد في الغالب مسار مستقبله المهني وكذا السياق العام لسلوكه وطريقة تفاعله مع الآخر، ففيها تتحدد معالم طريقة تفكير الطالب وتتبلور بشكل أوضح، كما أنها تساعد في تغيير محتويات بنياته المعرفية التي تحدد فيما بعد أسلوبه المعرفي ودرجة وعيه بالمخاطر، وقدرته على نقد القضايا وتقييم الأمور ومن ثمّتقييم حياته بشكل عام. وهي فترة مهمة يعيش فيها الطالب مجموعة من الخبرات، منها خبرات النجاح والفشل، خبرات السعادة وخبرات الألم، وهنا نجد الطالب يعيش حالات من الرضا وأخرى من السخط، تارة كئيب وتارة سعيد، فهو يتمتع مع زملائه وبدراسة التخصص الذي اختاره، والعكس قد يشعر بعدم الرضا لوجوده وحيدا ودراسته لتخصص لم يختره.

إن حياة الطالب الجامعية مليئة بمتطلبات وضغوط متنوعة منها؛ الخاصة بالمتطلبات الأكاديمية والنجاح الدراسي، وضغوط اجتماعية وأخرى نفسية، كما يعيش ضغوطات أمنية داخل الجامعة، كالإضرابات المتكررة وحوادث العنف التي تحدث داخل الحرم الجامعي.  وخاصة داخل الإقامة الجامعية وحتى خارج الجامعة.  كما يعاني من مشكلا ت بيئية متعددة، مما قد يؤثر على الجانب الصحي السيكولوجي والبدني. فالنظام الجامعي في السنوات الأخيرة عرف عدة اضطرابات وعلى جميع الأصعدة؛ كالتأخر في بداية السنة الجامعية، والانقطاع المتكرر في الدراسة التي عاشتها الجامعة الجزائرية في السنوات الأخيرة... ونظرا لكثرة المشاكل التي تعيشها الجامعة الجزائرية وتنوعها من إضرابات ومظاهر العنف والاعتداءات داخل الحرم الجامعي، ومشكلات أكاديمية وأمنية وأخرى لها علاقة بالجانب الصحي حتى على مستوى الإقامة الجامعية، وكثرة الشكاويمن مستوى الخدمات المقدمة داخلها.  فإنّالوضع برمته من شأنه أن يؤثر على نوعية حياة الطالب الجامعي. التكنولوجيا هي الأخرى بإيجابياتهاوسلبياتها قد تؤثر على طريقة تحصيلهم الدراسي وحياتهم الأكاديمية والاجتماعية.

وعليه فإنّدراسة نوعية الحياة لدى الطلبة الجامعيين في غاية الأهمية؛ إذ أنّفهم هذه الظاهرة ومعرفة كيف يقيم الطلبة حياتهم يساعد كثيرا في توصيف الظاهرة بدقة وإيجاد طرق فاعلة لتحسين نوعية الحياة داخل الحرم الجامعي والأحياء الجامعية، كون أن القضية ليست قضية أكاديمية فحسب بل تمتد أثارها إلى مجالات مستقبلية أوسع كالمجال الاجتماعي، النفسي، الأخلاقي، الأسري والمهني...

لهذا؛ ولأنّكل الخبرات والظروف التي تمّتالإشارة إليها سابقا وغيرها كثير، هي عوامل يمكن أن تؤثر في طريقة تقييم الطالب لحياته عموما، وكون أن حياة الطالب الجامعي صورة مصغرة عن حياة المجتمع ككل وبالتالي فهمها يمكننا من فهم الكثير من جوانب حياة الطلبة داخل الجامعة وكذا فهم جوانب حياة أفراد المجتمع؛ جاءت هذه الدراسة بهدف التعرف على مستوى نوعية الحياة لدى الطالب الجزائري وكيف يقيمها من وجهة نظره، كما تهدف إلى معرفة الفروق في نوعية الحياة حسب متغير الجنس، الإقامة في الحي الجامعي، والمستوى الدراسي. كون أنّالموضوع هو موضوع الساعة؛ حيث أصبح من الضروري دراسة نوعية الحياة لدى جميع فئات المجتمع وليس فقط لدى المصابين بمرض معين. لأن هذا النوع من الدراسات يساعد في فهم واكتشاف نقاط القوة والضعف في جوانب حياة الفئة المدروسة. وكما لا يخفى لدى الجميع أهمية فئة الطلبة، فهم النخبة التي يعتمد عليها في تسيير جل مؤسسات البلاد ويعول عليهم في تنمية ودفع عجلة التطور على جميع الأصعدة.

إشكالية الدراسة

تعدّ"نوعية الحياة"من أهم موضوعات علم النفس الإيجابي الحديث، الذي أصبحت موضوعاته مهمة في حقل البحث العلمي وباتت دراستها أكثر من ضرورة كونها تساعد في إيجاد التفسيرات واقتراح الحلول لكثير من المشكلات. إذ يمكن ملاحظة أن موضوع نوعية الحياة أصبح اهتمام غالبية التخصصات العلمية إن لم نقل كلها. مثل العلوم الطبية والاقتصادية وإدارة المؤسسات والإعلام الآلي... وطبعا العلوم الإنسانية والاجتماعية على رأسها علم النفس. وفي هذا السياق حاول بعض الباحثين دراسة موضوع نوعية حياة الطالب الجامعي لأهميته في فهم حاضر الطالب ومشكلاته وبالتالي إمكانية التنبؤ بمعالم مستقبله.

ومن الدراسات التي لها علاقة مباشرة بعينة الدراسة الحالية نذكر دراسةSuleiman & al, 2013)(حول نوعية الحياة لدى طلبة الجامعة بالأردن والتي توصلت إلى أن مستوى نوعية الحياة لدى الطلبة كان أقلّمن المتوقع وأنه من بين العوامل التي ساهمت في الوصول إلى هذه النتيجة هوالعبء الأكاديمي الذي يعاني منه الطلبة، بالإضافة إلى الأنشطة غير الطلابية التي يمارسها الطلبة. وقد تم جمع المعلومات في هذه الدراسة من 119طالبا جامعياتخصص تمريض، تحصل الطلبة عينة الدراسة على أعلى نتائج في مجال الأداء البدني وكانت أقل الدرجات في المجال الحيوي (vitalityDomain). كما اختلف الجنسان بشكل كبير في الأداء البدني وكذلك من حيث الوظيفة، وكانت هناك اختلافات كبيرة بين الطلاب العاملين وغير العاملين في الأداء البدني، والأداء الاجتماعي، ومجال الألم الجسدي. في حين أشارت الدراسة إلى أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في نوعية الحياة تعزى للمعدل التراكمي بين الطلبة عينة الدراسة.

بينما في دراسةأخرى قام بها (Al-Naggar & al,2013)كان الهدف منها هو تقييم نوعية الحياة المتعلقة بالصحة(HRQoL) لدى طلبة الجامعات في ماليزيا، وتحديد العوامل التي قد تكون مرتبطة  بها. وقد تم إجراء الدراسة على 239طالبا جامعياكان غالبيتهم من الذكور، 22سنة فما فوق، عزاب ومن كلية الطب والصحة (69.9٪، 95.4٪، 59.4٪؛ على التوالي). وتم قياس نوعية الحياة وفقًا لاستبيان نوعية الحياة المختصر لمنظمة الصحة العالمية WHOQoL-BREFوتوصلت الدراسة إلى أن أعلى متوسطات درجات نوعية الحياة كانت في مجال البيئة وأدناها كان في مجال الصحة البدنية. كما كان الجنس والدخل الشهري للأسرة مرتبطًا بشكل كبير بالعلاقات الاجتماعية، من ناحية أخرى، وجدت أن الجنس وصغر السن يرتبطان بشكل كبير بمجال البيئة. كما أشارت الدراسة إلى أن كبار السن وذوي الدخل الشهري العائلي المرتفع حصلوا على درجات أعلى في العلاقات الاجتماعية بين طلاب الجامعات.  من حيث المجال البيئي فإن الذكور وكبار السن والعزاب حصلوا على درجات أعلى مقارنة بالطلاب الإناث والصغار والمتزوجين.

كما جاء في دراسة(Barayan& al, 2018)  والتي كان الهدف منها دراسة نوعية الحياة لدى طالبات جامعة الدمام والموسومة بــ" نوعية الحياة المتعلقة بالصحة لدى طالبات الجامعات في منطقة الدمام: هل لاستخدام الإنترنت علاقة؟ وتوصلت الدراسة إلى أن نوعية الحياة لدى الطالبات تتأثر بمستوى التعليم بالنسبة للوالدين ودخل الأسرة، وباستخدام الإنترنت. تبين أن 30% من الطالبات لديهنمشكلة الإدمان على الانترنت. وأن الطالبات اللواتي كانلدى والديهن تعليمًا أقل كانت نتائجهنأضعف في المجال البدني. وأن الطالبات ذواتالدخل المرتفع للأسرة أظهرن نتائج أعلى من الطالبات ذواتالدخل المنخفض للأسرة. وأنه كلما ارتفعت درجة الإدمان على المخدرات انخفضت درجة أفراد العينة في كل من المجال البدني والعقلي.

في حين بحثت دراسة تنبؤية قام بها Vaezوآخرون (2010) في العوامل المحتملة والمتعلقة بنوعية حياة الطالب الجامعي، حيث تكونت العينة من 3000طالب في السنة الأولى (1998/1999) في جامعة بالسويد، تم تتبعهم أثناء مراحل تعليمهم. قام الطلاب بملء ثلاثة استبيانات تغطي جوانب ديموغرافية وأسلوب الحياة والجانب الأكاديمي والحالة الصحية ونوعية الحياة وهذا في نهاية كل سنة دراسية على التوالي 1999و2001و2003. وأكدت النتائج أنه على الرغم من أن نسبة عالية من الطلاب صنفوا صحتهم ونوعية حياتهم على أنها جيدة وكان معدل الثبات جيدًا نسبيًا خلال سنوات الجامعة؛ كان هناك ميل للتدهور في الصحة العامة والصحة النفسية، وكان هذا النمط أكثر وضوحا بين الطالبات. وأشارت النتائج أيضًا إلى أن نوعية الحياة للطلاب في عام 2003ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بالصحة النفسية (حسب الاستبيان الذاتي) والأعراض السيكوسوماتية مثل الاكتئاب، وصعوبات التركيز، والضغط المدرك بسبب الشعور الوحدة والشكوك حول المستقبل.

وهدفت دراسة (Dušinskiene& al, 2003) إلى تقييم نوعية الحياة لدى طلبة الجامعات بليتوانيا باستخدام أداة   WHOQoL-BREFومقارنة مجموعات الطلبة في التخصصات التالية (بيوطبي biomédical/ تكنولوجيا/ والعلوم الإنسانية) في السنة الثالثة من التعليم الجامعي تم اختيارهم من ثلاث جامعات والمقدر عددهم 919طالبا مشاركا. توصلت الدراسة إلى أن متوسط نوعية الحياة كان مرتفعاوأن العلاقة بين المجالات: المجال البدني والبيئي، والعلاقة بين مجال العلاقات الاجتماعية والمجال السيكولوجي، وكذلك العلاقة بين الحالة الصحية كما يدركها الطلبة وبين نوعية الحياة كانت قوية. كما توصلت الدراسة إلى وجود اختلافات حسب الجنس في المجال البدني لصالح الذكور. وأشارت إلى عدم وجود اختلاف بين التخصصات الثلاث في المجال البدني والنفسي. وأن أعلى متوسط لنوعية الحياة على مجال العلاقاتالاجتماعية تحصل عليه طلبة تخصص العلوم الإنسانية (ربما يعود الأمر لملمح الطالب في هذا التخصص)، في حين تحصلوا على أقل قيمة لنوعية الحياة في المجال البيئي من نظرائهم في التخصصات الخاصة بالبيوطبي والتكنولوجيا (وقد يفسر الأمر بسبب نقص الموارد المالية وفقر البيئة المحلية للجامعة).

قام كل من (Sulis & Tedesco , 2007)بدراسة مسحية وتعرض هذه الدراسة نتائج استبيان موجه لقياس نوعية حياة طلبة الجامعات في Cagliariكالياري الهدف منها بناء مؤشر نموذجي اصطناعي لنوعية حياة الطلاب في الجامعة من خلال اعتماد نهج النمذجة المخصص لقياس العناصر المطلوبة (نماذج الاستجابة للفقرات). تم تحليل حساسية النتائج بعمق من خلال إنشاء عدة نماذج بخصائص مختلفة. كما تهدف الدراسة إلى تحديد مستوى نوعية حياة الطلاب في الجامعة من خلال مجموعة من المؤشرات الذاتية بالإضافة إلى إجراء دراسة مقارنة بين طرق القياس. وتمت الدراسة على عينة من الطلاب المسجلين في ثلاث كليات من جامعة كالياري: الاقتصاد والقانون والعلوم السياسية. تم اختيار هذه الكليات الثلاث حيث يفترض أن يكون طلابها متجانسين بما فيه الكفاية فيما يتعلق بالعديد من الخصائص

 من أهم النتائج التي نذكرها أن القياس المركب أو الاصطناعي بينأن قيمة معلمات البند تتفق مع النتائج التي نشأت من التحليل الوصفي حيث تبين أن الجوانب الثلاثة "الحضور في المسرح"، "استخدام المرافق الرياضية الجامعية" و"الحضور في الديسكو" يتمتعون بارتباط دال بنوعية حياة الطالب، في حين أن العناصر "الرياضية"  و"البار" و"النوادي" لها القدرة على التمييز بشكل أكبر - من الجوانب الأخرى - بين الطلبة ذوي المستويات المختلفة من "نوعية الحياة". وأدنى ارتباط بنوعية الحياة يعود للعوامل المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالأنشطة الأكاديمية: "استخدام المقاصف الجامعية" "ولا عمل" "وحضور المحاضرة" "واستخدام مكتبة الجامعة". كما أشارت الدراسة إلى انه يمكن الكشف عن ثلاث مجموعات رئيسية: تتكون المجموعة الأولى من الطلاب الذين لديهم تقييم سلبي لمستوى نوعية الحياة، والمجموعة الثانية وهي الأكبر حجما لديها تقييم متوسط؛ وأخيرًا، تظهر مجموعة ثالثة تقع في نطاق التقييم الإيجابي.

بينما تطرقت دراسة (Çiçek, 2018) إلى مقارنة طلبة قسم الرياضة وطلبة الأقسام الأخرى من حيث النشاط البدني ونوعية الحياة بالجامعة بتركيا وبمشاركة ما مجموعه 300طالب جامعي. 150من طلبة قسم الرياضة، و150من طلبة الأقسام الأخرى لتحديد مستويات النشاط البدني تم تطبيق استبيان النشاط البدني الدولي (IPAQ) المختصر والنموذج المختصر لاستبيان نوعية الحياة (WHOQOL-BREF). وأشارت النتائج إلى وجود فروق دالة بين طلبة قسم الرياضة وطلبة الأقسام الأخرى في النشاط البدني. كما تم التوصل إلى أن مستوى نوعية الحياة وكل من الجانب البدني والنفسي والعلاقات الاجتماعية والجانب البيئي لدى طلبة قسم الرياضة مرتفعة عن مستويات الطلبة في الأقسام الأخرى.

كما وجدت الدراسة أن هناك اختلافافي النشاط البدني بين الذكور والإناث لصالح الذكور.  أما فيما يخص مؤشرات نوعية الحياة فكان جانب العلاقات الاجتماعية فقط لصالح الذكور. والنتيجة المهمة هي أنه كلما زاد مستوى النشاط البدني زاد مستوى نوعية الحياة حيث كانت هناك علاقة إيجابية بينهما. لذا يجب تشجيع الطلبة على ممارسة الرياضة في أوقات فراغهم لتحسين مستويات نوعية الحياة الخاصة بهم.

بدورها تناولت ألسعود (2015) في دراسة قامت بها حول علاقة نوعية الحياة بالأفكار اللاعقلانية لدى بعض طلاب وطالبات جامعة الملك سعود. تكونت عينة الدراسة من 313طالبابكلية التربية وكلية العلوم الطبية التطبيقية، توصلت نتائجها إلى أن مستوى نوعية الحياة بشكل عام مرتفع لدى الطلاب وفي جميع أبعادها المتمثلة في: الصحة الجسمية، والصحة النفسية، والعلاقات الاجتماعية، والبيئة.

وأنه لا يوجد ارتباط بين الأفكار اللاعقلانية ونوعية الحياة في بعد الصحة الجسمية، بينما يوجد ارتباط بين الأفكار اللاعقلانية ونوعية الحياة في أبعاد الصحة النفسية، والعلاقات الاجتماعية، والبيئة، ولكن بدرجة ضعيفة. ولا توجد فروق في تقدير نوعية الحياة، والصحة الجسمية، والصحة النفسية، والعلاقات الاجتماعية لدى الطلبة حسب الكليات التي يدرسون بها. كما أشارت الدراسة إلى أنه لا يمكن التنبؤ بنوعية الحياة من خلال درجات الطلاب والطالبات على مقياس الأفكار اللاعقلانية.

هذه الدراسات وغيرها تبين أهمية دراسة نوعية الحياة لدى الطلبة الجامعيين كونهم من الفئات المهمة في المجتمع كما يمكن توظيف نتائجها في تحسين نوعية حياة الطلبة بجميع جوانبها الأكاديمية والاجتماعية والنفسية والصحية...وبالتالي التقليل من المشكلات التي تعاني منها الجامعة الجزائرية.

ومن خلال ما تم طرحه سابقا تحاول الدراسة الحالية الإجابة على التساؤلات التالية:

1-ما مستوى نوعية الحياة لدى الطلبة الجامعيين على مقياس نوعية الحياة؟ 

2- هل مستوى نوعية الحياة لدى الطلبة الجامعيين على محاور مقياسنوعية الحياة الثلاثة متباين؟

3- هل توجد فروق بين الطلبة والطالبات فيمستوى نوعية الحياة؟ 

4- هل توجد فروق فيمستوى نوعية الحياة بين الطلبة المقيمين وغير المقيمين بالحي الجامعي؟

5- هل توجد فروق فيمستوى نوعية الحياة بين الطلبة الجامعيين حسب متغير المستوى الدراسي؟ 

الإطار النظري

أولا: نوعية الحياة

1.                       مفهوم نوعية الحياة: QualityOf Life

"إن مفهوم نوعیة الحیاة من أعقد المفاهیم وهذا لطبیعتها لتجریدیة والدینامیكیة،حیث من الصعب إعطاء تعریف موحد لنوعیة الحیاة بسبب اختلاف المؤشرات التي یستدل بها علیه، وبالتالي فإن نوعیة الحیاة في المجتمعات الصناعیة تختلف عن نوعیة الحیاة التي تسود مجتمعات العالم الثالث، وفي هذا الإطار تبرز حقیقة  أساسیة تشیر إلى اتفاق نوعيات الحیاة المختلفة حول طبیعة الحاجات التي ینبغي أن تشبع،غیر أنها تختلف من حیث ترتیب هذه الحاجات ومن حیث أولویتها وأهمیتها بالنسبة للحاجات الأخرى."  (الجوهري، 1997، ص 109)

"تتعامل جميع العلوم الاجتماعية مع "نوعية الحياة" بطريقة ما. حيث يمكن اعتبار المواضيع الاجتماعية مثل الدخل والسلطة والهيبة صفات، وهذا ينطبق أيضًا على الموضوعات النفسية مثل الذكاء والصحة العقلية. إن جوهر أبحاث نوعية الحياة يكمن في شموليتها، إذ لا تتعلق أبحاث جودة الحياة بصفات معينة من الحياة، ولكنها تتعلق بنوعيتها الشاملة. يستخدم هذا المفهوم عادة لاكتشاف مدى التوازن والنتائج الإجمالية المرجوة للسياسات والبرامج"(Veenhoven, 2007, p.2)

" ويمكن استخدام "نوعية الحياة" للإشارة إلى كل من ظروف الحياة "الموضوعية" - مثل الوظيفة الحالية، وظروف المعيشة الخارجية، والوصول إلى الموارد والفرص في مختلف المجالات - وإلى مؤشرات "ذاتية" للرفاهية، بما في ذلك الرضا الحالي عن مجالات الحياة المختلفة وعن الحياة بشكل عام. ووفقًا للتعريف الذي قدمته منظمة الصحة العالمية، فإن نوعية الحياة المتعلقة بالصحة (HR-QoL) هي مفهوم ديناميكي متعدد الأبعاد تطور من الحاجة إلى تقدير التأثير النفسي والاجتماعي للأمراض، والذي يشمل الرفاهية الاقتصادية، وخصائص المجتمع والبيئة، والحالة الصحية."  (Maditinos, & al, 2014, p.521)

2.                       تعريف نوعية الحياة

حاول العديد من العلماء والباحثين إعطاء تعريف لمفهوم نوعية الحياة غير" أن نوعیة الحیاة مفهوم واسع مترامي الأطراف یعكس علاقة الإنسان بمحیطه الذي یعیش فیه ومدى هذا التفاعل، فنجد أن كل تعریف تقریبا یعرف نوعیة الحیاة حسب الموضوع المدروس."(بن غذفة، 2006، ص53)وفیما یلي بعض التعريفات التي حاولت توضیح هذا المفهوم ومؤشراته:

فحسب منظمة الصحة العالمیة فإن نوعیة الحیاة المقصود بها "إدراك الفرد لموقعه في الحیاة، في سياق الثقافة والقيم التي يعيش فيها، وربطها مع أهدافه الخاصة وتوقعاته ومعتقداته واهتماماته." (إبراهيم، 2016، ص11) ونلاحظ أنّأهم نقطة في هذا التعریف هي الإدراك بمعنى كیف یرى الفرد حیاته ویقدرها؟وهذا یعني أنه مفهوم واسع وتتدخل في تكوینه عدة عوامل وبشكل معقد كالصحة الجسدیة والنفسیة، والاستقلالیة وعلاقاته الاجتماعیة وكذلك علاقته بالبیئة التي یعیش فیها.

بینما في المجال الصحي یمكن فهم نوعیة الحیاة من وجهین: أولهما الوجه الموضوعي والذي یهتم بشروط الحیاة والصحة، والمهنة...الخ، وثانیهماالرؤية الذاتیة والتي تدرس الإحساس بالرضا والسعادة والشعور بالراحة والرفاهیة... وهذا ما یسمح بتقییم وتقدیر الوضع العام للشخص وبصورة دینامیكیة." (François, 2006, http://www.nordpasdecalais.fr/santé)  

وحسب الاتجاه النفعي فإنّنوعیة الحیاة تتضمن إشباع رغبات الفرد بالشكل الذي یرضیه، والمجتمع الجید هو الذي یستطیع توفیر أكبر قدر ممكن من وسائل الإشباع لإرضاء مواطنیه وتزویدهم بالخبرات الإیجابیة.  وهو بهذا یرتكز على الجانب المادي في تعریف أو تحدید نوعیة الحیاة وفي نفس الوقت یعتبر أن السلوكیات الأخلاقیة كالكرم والإیثار یمكن أن تكون سلوكیات مرضیة.

إذًانوعیة الحیاة مرتبطة بظروف وشروط العیش غیر المحدودة للشخص والجماعة، فنوعیة الحیاة بمعنى الرضا عن الحیاة وتلبیة احتیاجات الأفراد هي مشروطة بمدى التوافق بین الطبقات الاجتماعیة وبعضویة أو انتماء الأفراد لهذه الطبقات" (Vukadinović, 2000) بمعنى كلما كان فیه توازن وتقارب في تلبیة احتیاجات الأفراد داخل مختلف الطبقات الاجتماعیة كانت نوعیة الحیاة أفضل.

وتم تعريف نوعية الحياة أيضا على أنها: "مصطلح وصفي يشير إلى الرفاهية العاطفية والاجتماعية والبدنية للأفراد، وقدرتهم على أداء المهام العادية للحياة... منها الرفاهية المادية، والرفاهية الجسدية، والنمو الشخصي، والعلاقة الزوجية، والعلاقة بين الوالدين والطفل، وعلاقات الأسرة الممتدة، والعلاقة خارج الزواج، وسلوك الإيثار والسلوك السياسي، وخصائص العمل والعلاقة المهنية والرضا الوظيفي والسلوك الجمالي الإبداعي والنشاط الرياضي وسلوك الفرد فيما يخص العطلة."  (Dehkordi, 2011, p. 1739)

أما طه (2009) فيعرف نوعية الحياة بأنها" مفهوم فضفاض يهتم بدراسته تخصصات علمية  مختلفة مثل (الاقتصاد، وعلم الاجتماع، والانثروبولوجيا، والحضارة، وعلم النفس) ويركز كل منهم على الظواهر والحالات التي ترتبط بمجال دراسته واهتماماته-بل- نجد أن التخصص الواحد يختلف فيه تعريف شخص لنوعية الحياة عن تعريف زميله، وفي علم النفس يغلب أن يقصد بنوعية الحياة الملامح والخصائص الأساسية لحياة الفرد من حيث( الضغوط الواقعة عليه، ومدى الثراء الذي يعيش فيه، أو الضنك المادي الذي يعانيه، وأسلوب حياته وظروفها، وظروفه الأسرية وعلاقاته الاجتماعية، وحياته المهنية، وحالته الصحية، وبيئته الاجتماعية ومستواه الثقافي، وترتيب القيم والاهتمامات لديه.)"  (حمدان، 2018، ص 55)

يذهب طلعت السروجي إلى أن " المفهوم الجيد لنوعية الحياة، يشمل الأغراض والظروف والأوضاع الكيفية لمستوى الأفراد والمجتمع اجتماعيا وصحيا واقتصاديا وموقف الأفراد اتجاه البيئة الخارجية بمتغيراتها المختلفة، ومن ثمة فهي تعني:<< المؤشرات الكيفية والكمية بمدلولاتها للأوضاع والظروف الاجتماعية والصحية والاقتصادية والتفاعل بين هذه الظروف وانعكاساتها على درجة إنتاجية الفرد، ومشاركته الفعالة ودرجة تقبل الأفراد والمجتمعات لهذه الظروف ودرجة إشباعها لتوقعاتهم وأهدافهم في الحياة."  (هاشم، 2018، ص 52-53)

من خلال ما سبق عرضه يتبين أن تعريف مصطلح نوعية الحياة واسع جدا ويصعب التحكم في مؤشراته المتعددة وبالتالي يصعب قياسه كمفهوم محدد ومضبوط، لهذا يمكن محاولة تقديره بشكل شامل وعام وحسب كل فئة مدروسة؛ غير أنهيبقى يشترط في ذلك تحديد المؤشرات المراد قياسها. وعليه فالموضوع مازاليحتاج إلى استمرارية في البحث بمقاربات منهجية متنوعة وأدوات قياس أكثر دقة.

3.                       أبعاد ومكونات نوعية الحياة

من خلال تعریفات نوعیة الحیاة نلاحظ أنها تعتمد على فكرتین رئیسیتین أولاهماتمس شخصیة الفرد وكیان المجتمع وكیف یرتب احتیاجاته ویدركها، والثانیة هي قدرة المجتمع على تلبیة هذه الاحتیاجات ومعنى ذلك أن دراسة نوعیة الحیاة تفرض الاهتمام بأربعة مستویات هامة هي:

المستوى الأول: وهو مجموعة المتغیرات الموضوعیة التي تشكل مدخلات بناء نوعية الحیاة، ویشكل هذا المستوى، المستوى البنائي لنوعیة الحیاة، حیث یتحدد حجم فاعلیة المتغیرات بحجم الموارد التي یمتلكها المجتمع في ضوء العدالة التوزیعیة لها، حیث یمكن أن تكون هنا كموارد هائلة لكن لتلبیة حاجات البعض دون الآخر، وبالتالي تدني مستو ى نوعیة الحیاة لهؤلاء تدنيّاعن الآخرین فتتباین الشرائح الاجتماعیة.

المستوى الثاني: ویتمثلفي المتغیرات الذاتیة التي تساعد على إدراك نوعیة الحیاة من خلال مستویات رضا الأفراد عن مستوى الإشباع الذي تحقق لهم في المجتمع في إطار نوعیة الحیاة التي یعیشونها وتوقعاتهم لما هو مرغوب من نوعیة الحیاة هذه. ویعدّالرضا نوعا من الإدراك الذاتي لفاعلیة المتغيرات الموضوعیة، أو لقدرة نوعیة الحیاة في مجملها على إشباع حاجاتهم الأساسیة، ویتحدد هذا الإدراك أو مستوى الرضا بعوامل لها علاقة بالفرد كالحالة الصحية، مستوى التعلیم، الدخل الفردي ...الخ، وعوامل بیئیة كظروف السكن والمستوى الاجتماعي، والاقتصادي للمنطقة التي یعیش فیها وفرص الترویح والمشاركة مع الأخر.

المستوى الثالث: یدرس هذا المستوى طبیعة نوعیة الحیاة من خلال إدراك الفرد للحیاة العامة في المجتمع، فرغمأن الفرد قد یحقق مستوى عالیا من الرضا عن الحیاة نظرا لإشباع حاجاته، فإن الحیاة العامة في المجتمع قد تحتوي على بعض التفاعلات التي یمكن أن تشكل مستویات رضائه عن حیاته ككل إضافة إلى نظرته العامة للحیاة.

المستوى الرابع: بین ما یتمثل المستوى الرابع في طبیعة النظرة إلى الحیاة الفردیة أو الأسریة بشكل شخصي، وفي هذا الإطار فإن الفرد قد یحقق إشباع الحاجات الكائنة وبالتالي قدرا من الرضا عن الإشباع المؤجل لهذهالحاجات. ولكنه مع ذلك یحقق مستویات أقل من الرضا عن حیاته ككل، ویتعلق ذلك بأن ممارسة الحیاة تتم في إطار ما هو كائن بالفعل إضافة إلى ما ینبغي أن یكون، فإذا كان ما هو كائن یتضمن الإشباع الذي تحقق بالفعل والذي یتناسب عادة مع مستوى الرضا عن هذه المجالات فإن ما ینبغي أن یكون یحتوي على مساحة أخرى من الإشباع الذي لم یتحقق، وبالتالي فإن الاثنین معا یشكلان نظرة الإنسان الشاملة لحیاته الشخصیة ككل. وفي هذه الحالة قد تختلف درجة الرضا عن الإشباع العام المبتغى من حیاته ككل وهي الاختلاف المتوقع بین الرؤیة الجزئیة أو الواقعیة وبین الرؤیة الكلیة الشاملة.  (الجوهري، 1997، ص 110-111)

"وقد اقترحمن جانب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وصندوق الأمم المتحدة للسكان مشروع برنامج قطري يسلط الضوء على خمس أولويات للفترة 2007- 2009وهي: تعزيز الإدارة الاقتصادية، وكفالة الأمن الغذائي المستدام لتحسين نوعية الحياة، وضمان الإمدادات الكافية من الطاقة للتنمية الاقتصادية، وتحقيق التنمية الاجتماعية الضرورية لتحسين نوعية حياة الناس، وتحسين بيئة مواتية لتحقيق التنمية المستدامة. (الوثيقة DP/DCP/PRK/2)."

  (نوعية الحياة فيhttps://ar.glosbe.com/ar/fr/)

ثانيا: الجامعة

1.تعريف الجامعة

يعرف رامون ماسييا مانسو "Ramon macia manso" الجامعة على أنها مؤسسة أو مجموعة أشخاص يجمعهم نظام ونسق خاصين، تستعمل وسائل وتنسق بين مهام مختلفة للوصول بطريقة ما إلى معرفة عليا" (فضيل وآخرون، 2006، ص79) تعرف الجامعة أيضا بأنها " مؤسسة تعليم مسئولة عن نقل القيم الحضارية وعن تنمية المجتمع الذي نعيش فيه، هي إذن مسؤوليات جسام تقوم بها الجامعة لن تستطيع استكمالها أو انجازها بكفاءة إلا إذا تابعت التغيرات العالمية، وشاركت في نقلها وتصويب أخطائها بما يتناسب مع المطلب الاجتماعي للتعليم الجامعي. ونجد أن هناك علاقة واضحة بين الجامعة والتقدم الاقتصادي وبين التعليم العالي ونسب النمو الاقتصادي" (البرعي، 2002، ص355)

الجامعة ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل هي مؤسسة تقدم إنتاجامن المفروض أن يكون على أعلى مستوى من الجودة، ويمكن لسوقالعمل الاستفادة منه وفي مختلف الخبرات. كما أنها قبل ذلك هي مؤسسة بحث علمي، تأخذ على عاتقها إنجازالبحوث وتسويقها والعمل على تنمية وتطوير مناهج البحث لتزود الأفراد والمجتمعات بحقائق تأخذ على أساسها قرارات قد تكون مصيرية؛ وعليه فإن هذه الأدوار وغيرها تبين مدى أهمية وخطورة الجامعة والبحث العلمي داخلها، وضرورة الاهتمام وإعادة النظر المستمرين في طرق التكوين الجامعي وإيجاد حلول للظواهر التي تشوبه كظاهرة عزوف الطلبة عن حضور المحاضرات، والإضرابات.

2.الطالب الجامعي

 تطلق لفظة طالب على كل متعلم مسجل في معهد عال أو جامعة أو كلية، بحيث يكون لهذا المتعلم واجبات ينبغي أن يقوم بها متى كان يحضر لنيل شهادة عالية، وعليه أن لايهمل ذلك مخافة الرسوب، ومن أبسط واجباته أن يحترم نظام المعهد الذي ينتمي إليه وأن ينفذ كل الواجبات البحثية المطلوبة منه، وألا يتغيب عن حضور الحصص المخصصة لمقرر الدراسة (جرجس، 2005، ص 350)

فالطالب الجامعي هو ذلك الشخص الذي سمحت له كفاءاته العلمية بالانتقال من المرحلة الثانوية ومرحلة التكوين المهني والفني العالي إلى الجامعة التابعة إلى تخصصه الفرعي بواسطة شهادة أو دبلوم يؤهله لذلك. ويعتبر الطالب أحد العناصر الأساسية الفاعلة في العملية التربوية طيلة التكوين الجامعي إذ أنه النسبة الغالبة في المؤسسة الجامعية. (فضيل وآخرون، 2006، ص95)

3.خصائص الطالب الجامعي ومشكلاته

"أولا التحديد الزمني لمرحلة الشباب في التعليم الجامعي ثانيا الخصائص والمميزات العامة للنمو الجسمي الانفعالي في مرحلة الشباب وثالثا الخصائص والمميزات العامة للنمو العقلي في مرحلة الشباب" (فضيل وآخرون، 2006، ص206)

4.دور الجامعة في تنمية شخصية الطالب:

تتعاظم يوما بعد يوم أهمية الدور الذي تقوم به الجامعة بمختلف مؤسساتها، فهي المسئولة عن تنمية شخصية الطالب بجميع جوانبها: السلوكية والوجدانية الانفعالية وكذا المعرفية. حتى يكون الطالب أكثر اتزانا ونفعا لنفسه ولمجتمعه. غير أن هذا يجب أن لايتناقض وقوانين النمو الطبيعية ونحن نعني بهذا مباشرة الإصلاحات الجديدة وبالذات نظام ل.م.د. حيث أصبح القادمون من الثانوية إلى الجامعة عبارة عن أطفال مراهقين من أخر اهتماماته هو التحصيل العلمي. وهذا ما من شأنه إعاقة الجامعة بشكل كبير في أداء وظائفها.

" إن جامعاتنا مدعوة لان ترسخ قيم المواطنة الإيجابية، لكي ندفع بالحياة على أرضالوطن من العجز إلى القدرة، ومن التقوقعإلى المشاركة، ومن الجمود إلى الحيوية، ومن مجرد الاتباعوالانصياع إلى آفاقالتجديد والإبداع " (حامد، 2001، ص 18)

الإطار المنهجي

أولا: فرضيات الدراسة

1-مستوى نوعية الحياة لدى الطلبة الجامعيين متوسط.  

2-مستوى نوعية الحياة لدى الطلبة الجامعيين على محاور مقياسنوعية الحياة متباين.

3-لا توجد فروق دالة إحصائيا بين الطلبة والطالبات فيمستوى نوعية الحياة. 

4-لا توجد فروق دالة إحصائيا بين الطلبة المقيمين وغير المقيمين بالحي الجامعي فيمستوى نوعية الحياة.

5- لا توجد فروق دالة إحصائيا بين الطلبة في مستوى نوعية الحياة حسب المستويات الدراسية (ليسانس-ماستر-دكتوراه).

ثانيا: مجالات الدراسة

حتى تكون لنتائج هذه الدراسة دلالة علمية يجب أن نوضح أبعاد وحدود إجراء هذه الدراسة، وأهمها أن الدراسة أجريت خلال السنة الجامعية 2019-2020، كما تم اتباعخطوات المنهج الوصفي التحليلي، وطبق مقياس "نوعية الحياة" المكون من 28عبارة على عينة مكونة من 100طالب جامعي.

ثالثا: الأساليب الإحصائية المستخدمة في الدراسة

تم حساب المتوسط الحسابي، وحساب الفا كرونبخ ومعامل الارتباط لبيرسون، اختبار ت، والانحراف المعياري والتباين. واختبار مان وتني، واختبار كروسكال واليس. وقد عولجت البيانات المتحصل عليها ببرنامج spss20

 

 

 

رابعا: إجراءات الدراسة

1عينة الدراسة: تكونت عينة الدراسة من 100طالب، والجدول التالي يوضح أهم خصائصها.

جدول رقم 01: يوضح خصائص عينة الدراسة

الجنس

العدد

الإقامة

العدد

التخصص

العدد

إناث

77

مقيم

25

علم النفس

86

ذكور

23

غير مقيم

75

تخصصات أخرى

14

 

 

م. دراسي

العدد

الجامعة

العدد

ليسانس

23

سطيف

62

ماستر

51

باتنة

24

دكتوراه

26

أخرى

14

 

من الجدول نلاحظ أن عدد الطلبة عينة الدراسة بلغ 100طالب منهم 77أنثىو23ذكرا، و25مقيمابالحي الجامعي و75غير مقيم. كما نجد أن 86منهم تخصص علم النفس بفروعه المختلفة و14من تخصصات أخرى كالطب والرياضيات وعلم المكتبات وطب الأسنان والرياضيات. أما بالنسبة للمستويات الدراسية فشارك 23طالبامستوى ليسانس و51طالبامستوى ماستر بينما بلغ عدد طلبة دكتوراه 26طالب دكتوراه. 

2أداة الدراسة: تم استخدام مقياس " نوعية الحياة" المصمم من طرف الباحث لطلاب وطالبات الجامعة (2019). يتكون المقياس من 28عبارة كل عبارة تعتبر مؤشرامن المؤشرات التي تمثل جانبامن جوانب حياة الطالب الجامعي. وتتوزع العبارات على ثلاثة عوامل (عامل معرفي نفسي: 16عبارة/ عامل اجتماعي:6عبارات/ عامل الصحة العامة: 6عبارات) ويعبر الطالب عن تقييمه لنوعية حياته بواحدة من 5استجابات: سيئة جدا، سيئة، متوسطة، جيدة، جيدة جدا.

*الخصائص السيكومترية لأداة الدراسة

  لقد تم التأكد من صلاحية استخدام الأداة في الدراسة الأساسية من خلال تطبيقه على عينة استطلاعية تتكون من 63طالبا جامعيا، وتم حساب الصدق والثبات وكانت النتائج كما يلي:

أولا: الصدق

الصدق الذاتي: تم حساب الصدق الذاتي وهو جذرαلكرونباخ والنتائج مبينة في الجدول التالي.

جدول رقم 02: يوضح قيم الصدق الذاتي للمقياس وعوامله

العوامل

الفا كرونبخ

الصدق الذاتي

عامل1. المعرفي النفسي

0.941

0.970

عامل2. الاجتماعي

0.866

0.930

عامل3. الصحة العامة

0.814

0.902

المقياس ككل

0.939

0.969

 

من خلال الجدول يتضح أن قيم الصدق الذاتي كلها مرتفعة وعليه المقياس قادر على قياس ما وضع من أجل قياسيه. حيث تراوحت قيمه بين 0.970و0.902.

صدق المقارنة الطرفية

تم أخذ 27% من الفئتين الدنيا والعليا فكان عدد كل فئة يساوي 17وبدرجة حرية 32وكانت النتائج كالتالي:

جدول رقم 03: يوضح قيم صدق المقارنة الطرفية للمقياس ككل وعوامله


العامل

الفئة

المتوسط الحسابي

الانحراف معياري

قيمة ت

الدلالة

المعرفي النفسي

الدنيا

47,53

11,522

9,106

0.01

العليا

73,71

2,779

الاجتماعي

 

الدنيا

20,24

3,977

8,792

0.01

العليا

28,82

0,636

الصحة العامة

الدنيا

15,65

2,914

14,398

0.01

العليا

26,81

1,276

المقياس ككل

الدنيا

87,18

14,871

10,445

0.01

العليا

126,35

4,242

 


من خلال الجدول يتضح أن قيم الصدق كلها دالة وعليه المقياس قادر على قياس ما وضع من أجل قياسه. حيث تراوحت قيم "ت" بين 792,8و,39814

الصدق التلازمي للمقياس

من أجلحساب الصدق التلازمي تم تطبيق "مقياس نوعية الحياة" المطبق في الدراسة مع "مقياس نوعية الحياة لمنظمة الصحة العالمية المختصر" والمترجم من طرف الباحثة (2009)؛ في نفس الوقت على عينة تكونت من 30طالبافكانت النتائج: أن معامل الارتباط بين نتائج المقياس الأول والثاني بلغت0.839وهي دالة عند 0.01. وهذا يعني أن المقياس قادر على قياس ما وضع من أجلقياسه.

ثانيا: الثبات

معامل ألفا كرونباخ والاتساق الداخلي

لحساب معامل ثبات أداة الدراسة (مقياس نوعية الحياة) استخدمت الباحثة معادلة ألفا كرونباخ (Alpha Coefficient) على عينة استطلاعية مكونة من (63) طالبا جامعيا. ومعامل(α) يستخدم لحساب الاتساق الداخلي للمقياس ومحاوره والجدول يوضح معاملات ثبات المقياس المصمم.

جدول رقم 04: يوضح معامل ألفا كرونباخ للمقياسككل وعوامله ومعاملات الارتباط بين العوامل والمقياس.

المؤشرات

عدد العبارات

الفا كرونبخ

الارتباط بين العامل والمقياس

العامل لأول:المعرفي النفسي

16

0.941

0.943**

العامل الثاني: الاجتماعي

6

0.866

0.712**

العامل الثالث: لصحة العامة

6

0.814

,674**0

المقياس ككل

28

0.939

** دالة عند 0.01

 

يتضح من الجدول رقم (04) أن معامل الثبات العام للمقياس ككل مرتفع حيث بلغت قيمة α= 0.939. ومعامل ثبات العوامل المكونة للمقياس تراوحت بين 0.814كحد أدنى و0.941كحد أعلى وكلها دالة عند 0.01، وهذا يدل على أن المقياس يتمتع بدرجة عالية من الثبات وبالتالي يمكن الاعتماد عليه في الدراسة الميدانية الأساسية، وهذا حسب "نانلي وبرستين و,Nunnaly &Bernstein,(1994)اللذين  يعتبران أن قيمة الثبات 0.70  تعتبر مقبولة بالنسبة للمقياس الجديد."   (Jeffreys, 2006, p.48)

كما يتضح أن قيم الارتباطات بين كل عامل من العوامل الثلاث والمقياس ككل هي قيم مرتفعة ومقبولة حيث بلغت أعلى قيمة α= 0.943كانت على العامل الأول. وأقل معامل ثبات 0.674كانت على العامل الثالث وكلها دالة عند 0.01، وهذا يدل على أن المقياس يتمتع بدرجة عالية من الثبات وبالتالي يمكن الاعتماد عليه في الدراسة الميدانية الأساسية. كما تم التأكد من أن معاملات الارتباط بين محاور المقياس وبين درجة الفقرة والدرجة الكلية للعامل الذي تنتمي إليه ومعاملات الارتباط بين درجة الفقرة والدرجة الكلية للمقياس، وكذا معاملات ارتباط الفقرات فيما بينها للمقياس ولكل عامل على حده وكانت كلها ارتباطات قوية ودالة مما يدل على اتساق عبارات ومحاور المقياس.

الثبات بالتجزئة النصفية

جدول رقم05: يوضح معاملات الارتباط بالتجزئة النصفية.

معامل

الفا كرونبخ

الجزء الأول

قيمة الفا

0,940

عدد العبارات          

14

الجزء الثاني

قيمة الفا

0,849

عدد العبارات          

14

مجموع العبارات

28

الارتباط بين الجزئين (بيرسون)

0,693

معامل سبيرمان براون

تساوي طول الجزأين

0,819

عدم تساوي في الطول

0,819

Guttman  معامل التجزئة النصفية ل

0,802

         
 

من خلال الجدول نعتمد قيمة ثبات جوتمان Guttmanلتوفر الشروط الإحصائية والتي بلغت 0.802، وهي قيمة مرتفعة وتدل على تمتع المقياس بالثقة.

عرض ومناقشة نتائج الدراسة

عرض ومناقشة نتائج الفرضية الأولى

1-                       مستوى نوعية الحياة لدى الطلبة الجامعيين متوسط.  

جدول رقم06: يوضح بيانات الإحصاء الوصفي لدرجات مقياس نوعية الحياة

نوعية الحياة

المتوسط

الانحراف المعياري

التباين

%

المقياس ككل

3,80

0,58

0,34

76

 

إن أقل قيمة للمقياس ككل بلغت 1.57وأعلى قيمة بلغت 4.82في حين بلغ المتوسط الحسابي 3.80والانحراف المعياري 0.58. ومن خلال قيمة المتوسط الحسابي والمقدرة بــ 3.80يمكن القول إنّمستوى نوعية الحياة لدى أفراد عينة الدراسة مرتفع لأنه يقع في المدى [3.40-  5] وهو يعبر عن المستوى المرتفع لنوعية الحياة. ومن خلال حساب الوزن النسبي نجد أنه مساولــ (76.122%) أي أن أكثر من  76% من استجابات المشاركين قيموا نوعية حياتهم بـ "جيدة".

إن ارتفاع مستوى نوعية الحياة لدى الطالب في الجامعة الجزائرية قد يكون مرده إلى مجموعة من العوامل منها المنحة المالية التي تخصصها الدولة للطلبة، وتوفير وسائل النقل طيلة الأسبوع وعلى مدار اليوم الدراسي، وكذا خدمات النقل والإطعام التي تمنح للطلبة بمبالغ رمزية؛ والجزائر تكاد تكون الدولة الوحيدة التي يكون فيها النقل والإطعام بمبلغ رمزي.

نتيجة الدراسة الحالية جاءت مختلفة مع نتائج دراسة Suleimanوآخرين  (2013)حول نوعية الحياة لدى طلبة الجامعة بالأردن والتي توصلت إلى أن مستوى نوعية الحياة لدى الطلبة الجامعيين تخصص تمريض كان نوعا ما ضعيفا وأقل من المتوقع وقد أرجع الباحثون هذه النتيجة إلى العبء الأكاديمي الذي يعاني منه الطلبة خاصة في الميدان، بالإضافة إلى الأنشطة غير الطلابية التي يمارسها الطلبة حيث أن نسبة 74.7% من الطلبة عينة الدراسة يمارسون وظيفة معينة.

في حين تتفق نتائج الدراسة الحالية في ارتفاع مستوى نوعية الحياة لدى الطلبة مع النتائج التي توصل إليها Al- Naggarوآخرون والتي كان الهدف منها هو تقييم نوعية الحياة لدى طلبة الجامعات في ماليزيا. بينما تتفق مع دراسة Barayanوآخرينحول نوعية الحياة لدى طالبات جامعة الدمام في أن نوعية الحياة لدى الطالب تتداخل في تكوينها وصياغة مفهومها العديد من العوامل الاجتماعية والتربوية منها مستوى التعليم بالنسبة للوالدين ودخل الأسرة، والانتماء إلى منطقة جغرافية معينة وكذا الإدمان على الانترنت. حيث تبين أن 30% من الطالبات لديهنمشكلة الإدمان على الانترنت IA، في حين أن 38.2%لديهنمشكلة IAمحتملة. وأنه كلما ارتفعت درجة الإدمان على الانترنت انخفضت درجة أفراد العينة في كل من المجال البدني والعقلي.

وعلى الرغم من أن نتائج الدراسة  التنبؤية التي قام بهاVaez  وآخرون بالسويد تبين أن تقييم الطلبة عينة الدراسة لنوعية الحياة كان مرتفعا وهو ما ينسجم مع نتائج الدراسة الحالية؛ إلا أنه وبعد تتبعهم أثناء مراحل تعليمهم تبين أن التقرير الذاتي الذي كان يعطيه الطلبة لم يكن صحيحا، وأكدت النتائج أنه على الرغم من أن نسبة عالية من الطلاب صنفوا صحتهم ونوعية حياتهم على أنها جيدة وكان معدل الثبات جيدًا نسبيًا خلال سنوات الجامعة؛ كان هناك ميل للتدهور في الصحة العامة والصحة النفسية، وكان هذا النمط أكثر وضوحا بين الطالبات. وأشارت النتائج أيضًا إلى أن نوعية الحياة للطلاب في عام 2003ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بالصحة النفسية والأعراض السيكوسوماتية مثل الاكتئاب، وصعوبات التركيز، والضغط المدرك بسبب الشعور بالوحدةوالشكوك حول المستقبل.

بينما تتفق نتائج الدراسة الحالية مع نتائج دراسة Dušinskieneوآخرينوالتي كان الهدف منها  تقييم نوعية الحياة لدى طلبة الجامعات بليتوانيا ومقارنة مجموعات الطلبة  في التخصصات  (بيوطبي/ تكنولوجيا/ والعلوم الإنسانية) حيث توصلت الدراسة إلى أن تقييم الطلبة لنوعية الحياة كان مرتفعا أي فوق المتوسط، بينما لا تتفق في ظهور مجموعات مختلفة إذ أن الطلبة في الدراسة الحالية كان تقييمهم لنوعية الحياة مرتفعابينما كما أشارت دراسةSulisإلى أنهيمكن الكشف عن ثلاث مجموعات رئيسية: تتكون المجموعة الأولى من الطلاب الذين لديهم تقييم سلبي لمستوى نوعية الحياة، والمجموعة الثانية وهي الأكبر حجما لديها تقييم متوسط؛ وأخيرًا ، المجموعة الثالثة تقع في نطاق التقييم الإيجابي.

مستوى نوعية الحياة كان مرتفعا كذلك حسب نتائج دراسة Çiçekالتي أجراها على طلبة جامعات تركيا حيث توصل إلى أن مستوى نوعية الحياة لدى طلبة قسم الرياضة مرتفع.  وتتماشى نتائج الدراسة الحالية أيضا مع نتائج دراسة نجلاء ألسعود (2015) التي توصلت إلى أن مستوى نوعية الحياة بشكل عام مرتفع لدى الطلاب.

عرض ومناقشة نتائج الفرضية الثانية

2- مستوى نوعية الحياة لدى الطلبة الجامعيين على محاور مقياس نوعية الحياة متباين.

جدول رقم07: يوضح بيانات الإحصاء الوصفي لدرجات محاور مقياس نوعية الحياة

نوعية الحياة

المتوسط

الانحراف المعياري

التباين

%

الرتب

العامل1

3,78

0,69

0,48

76

2

العامل2

4,16

0,66

0,43

83

1

العامل3

3,49

0,73

0,54

70

3

 

يتبين من خلال قيم المتوسطات للعوامل الثلاثة وهي على التوالي: 3.78و4.16 و3.49أن مستوى نوعية الحياة لدى الطلبة غير متباين حيث أنها جميعا تنتمي للفئة [3.4-  5]   وهي تعبر عن مستوى مرتفع لنوعية الحياة. كما نجد أنه من المهم الإشارة إلى أن متوسط العامل الثاني والخاص بالجانب الاجتماعي والذي قدر بــ 4.16كان أكبر من متوسط العامل الأول والثالث على التوالي.

ومن خلال حساب الوزن النسبي للعوامل الثلاث للمقياس نجد أنها في العامل الأول مساوية لــ (75.766%) أي أن حوالي 76% من استجابات المشاركين قيموا نوعية حياتهم بـ "جيدة" في العامل الأول. بالنسبة للعامل الثاني قيمة الوزن النسبي كانت مساوية لــ (83.8%) أي أن أكثر من 83% من استجابات المشاركين قيموا نوعية حياتهم بـ "جيدة" في العامل الثاني. أما في العامل الثالث فكان الوزن النسبي مساويا لــ (69.866%)أي أن حوالي 70% من استجابات المشاركين قيموا نوعية حياتهم بـ "جيدة" في العامل الثالث.

واستنادا إلى هذه النتائج يمكن ترتيب العوامل حسب أهميتها ومشاركتها في ارتفاع مستوى نوعية الحياة لدى الطلبة الجامعين كالآتي: يأتي في المرتبة الأولى العامل الاجتماعي ثم يليه العامل المعرفي النفسي في المرتبة الثانية، ويأتي عامل الصحة العامة في المرتبة الثالثة والأخيرة ويمكن تفسير ذلك من خلال:

قيمة العلاقات الاجتماعية في حياة الفرد والطالب حيث أن الإنسان اجتماعي بطبعه لا يعيش بشكل منفرد، فالطلبة يشاركون في نشاطات ثقافية ورياضية متنوعة كما يسمح لهم بإنشاء جمعيات ومنظمات يمارسون من خلالها أدوارامختلفة مما يشعرهم بنوع من الحرية والقدرة على المشاركة في تسيير الجامعة. وكذا القيام بنشاطات متنوعة بالتعاون من أطراف المجتمع المختلفة مما يعزز العلاقات الاجتماعية لدى الطلاب، أضف إلى ذلك أن أغلب التخصصات تخصص زيارات ميدانية تسمح للطالب بتطوير شبكة علاقاته الاجتماعية والاهتمام بها قصد إتمام البرنامج المسطر خلال مساره الدراسي.

ومادام في مرحلة تعلم فهو مطالب بالاهتمام بهذا الجانب بشكل أو بأخر إضافة إلى أهمية الجانب النفسي عند النجاح والفشل سواء على المستوى الأكاديمي أو على مستوى العلاقات الاجتماعية. أما عدم الاهتمام بالصحة البدنية عموما يمكن ملاحظتها من خلال طريقة لباسهم في فصل الشتاء، والسهر على صفحات الفيسبوك وهم لا يشعرون بخطورة هذه السلوكيات وغيرها كونهم في مرحلة الشباب؛ أين يتغلب النشاط على الخمول بشكل واضح وفي كثير من المجلات، وكيفما كان هذا النشاط وموضوعه.

نتيجة الدراسة الحالية جاءت مختلفة مع نتائج دراسة Suleimanوآخرين (2013)  حول نوعية الحياة لدى طلبة الجامعة بالأردن والتي أشارت إلى أنه لا توجد فروق بين الطلبة في أغلب محاور المقياس المستخدم (SF-36).غير أنه يمكن القول إنالدراستين تتفقان في كون أن آخراهتمامات الطالب هو الجانب الصحي، حيث تشير إلى أن نوعية الحياة حسب المقياس المطبق ليست جيدة وهو مقياس يهتم بالجانب الصحي عموما ويركز على مجالات الصحة العامة أكثر، هذا ورغم أن الدراسة الحالية توصلت إلى أن جميع مجالات المقياس المطبق كانت فيها النتائج مرتفعة إلا أن المحور الخاص بالصحة العامة كان أقل من المحوريين الآخريين، وهذا قد يؤكد فكرة عدم اهتمام الفرد بصحته بصورة عامة مقارنة بمجالات أخرى.

في حين تتفق نتائج الدراسة مع النتائج التي توصل إليها Al-Naggarوآخرون، حيث أشارت إلى أن أعلى متوسطات درجات نوعية الحياة كانت في مجال البيئة وأدناها كان في مجال الصحة البدنية، وبذلك فالدراستان تتفقان على أن آخرمرتبة هي الخاصة بمجال الصحة لدى الطلبة. بينما تتفق مع دراسة Barayanحول نوعية الحياة لدى طالبات جامعة الدمام وأن نوعية الحياة لدى الطالب تتداخل في تكوينها وصياغة مفهومها العديد من العوامل الاجتماعية والتربوية منها مستوى التعليم بالنسبة للوالدين ودخل الأسرة، والانتماء إلى منطقة جغرافية معينة وكذا الإدمان على الانترنت. حيث تبين أن 30% من الطالبات لديهم مشكلة الإدمان على الانترنت IA، في حين أن 38.2%لديهم مشكلة IAمحتملة. وأنه كلما ارتفعت درجة الإدمان على الانترنت انخفضت درجة أفراد العينة في كل من المجال البدني والعقلي.

وعلى الرغم من أن نتائج الدراسة التنبؤية التي قام بها Vaez وآخرون بالسويد حيث أكدت النتائج أن نسبة عالية من الطلاب صنفوا صحتهم ونوعية حياتهم على أنها جيدة خلال سنوات الجامعة؛ إلا أنه كان هناك ميل للتدهور في الصحة العامة والصحة النفسية، وكان هذا النمط أكثر وضوحا بين الطالبات. وأشارت النتائج أيضًا إلى أن نوعية الحياة للطلاب في عام 2003ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بالصحة النفسية والأعراض السيكوسوماتية مثل الاكتئاب، وصعوبات التركيز، والضغط المدرك بسبب الشعور بالوحدةوالشكوك حول المستقبل.

كما تتفق نتائج الدراسة الحالية مع نتائج دراسة Dušinskieneوآخرين، حيث تشير إلى أن العلاقة بين المجالات بشكل ثنائي كانت قوية: بين مجال العلاقات الاجتماعية والمجال السيكولوجي، وبين الحالة الصحية كما يدركها الطلبة وبين نوعية الحياة. وهذا ما أشارت إليه الدراسة الحالية وهو أن المجالات كانت مرتبطة بقوة بنوعية الحياة، خاصة المجال الاجتماعي والمجال النفسي ومجال الصحة العامة.

تتفق نتائج الدراسة الحالية وتختلف في نفس الوقت مع نتائج دراسة Sulisالتي منأهم نتائجها أن الجوانب الثلاثة "الحضور في المسرح"، "استخدام المرافق الرياضية الجامعية" و"الحضور في الديسكو" ترتبط ارتباطا قويا بنوعية الحياة... بينما أدنى ارتباط بنوعية الحياة يعود للعوامل المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالأنشطة الأكاديمية: "استخدام المقاصف الجامعية" و"لا عمل" و"حضور المحاضرة" و"استخدام مكتبة الجامعة". هذه النتائج تتماشى مع نتائج التحليل العامليللمقياس المطبق في هذه الدراسة، حيث أن الفقرات التي وضعت لقياس الجانب الأكاديمي للطالب الجامعي لم تكن متشبعة على أي عامل ماعدا عبارة واحدة كانت تنتمي للجانب المعرفي السيكولوجي. بينما لا تتفق في ظهور مجموعات مختلفة إذ أن الطلبة في الدراسة الحالية كان تقييمهم لنوعية الحياة مرتفعابينما كما أشارت دراسة Sulisإلى انه يمكن الكشف عن ثلاث مجموعات رئيسية: تتكون المجموعة الأولى من الطلاب الذين لديهم تقييم سلبي لمستوى نوعية الحياة، والمجموعة الثانية وهي الأكبر حجما لديها تقييم متوسط؛ وأخيرًا المجموعة الثالثة تقع في نطاق التقييم الإيجابي.

مستوى نوعية الحياة كان مرتفعا كذلك حسب نتائج دراسة Çiçekالتي أجراها على طلبة جامعات تركيا حيث توصل إلى أن مستوى نوعية الحياة؛ وكل من الجانب البدني والنفسي والعلاقات الاجتماعية والجانب البيئي لدى طلبة قسم الرياضة مرتفع. تتماشى نتائج الدراسة الحالية أيضا مع نتائج دراسة نجلاء ألسعود (2015) التي توصلت إلى أن مستوى نوعية الحياة بشكل عام مرتفع لدى الطلاب وفي جميع أبعادها المتمثلة في: الصحة الجسمية، والصحة النفسية، والعلاقات الاجتماعية، والبيئة. وأنه لا يوجد ارتباط بين الأفكار اللاعقلانية ونوعية الحياة في بعد الصحة الجسمية، بينما يوجد ارتباط بين الأفكار اللاعقلانية ونوعية الحياة في أبعاد الصحة النفسية، والعلاقات الاجتماعية، والبيئة، ولكن بدرجة ضعيفة.

 وهذا ربما يفسر بطريقة غير مباشرة نتائج الدراسة الحالية التي كان فيها الجانب الخاص بالصحة العامة (الجسدية) يحتل المرتبة الأخيرة. حيث يمكن تفسير الأمر بالنظر إلى أن نوعية الحياة تقيس جوانب ذاتية وأخرى موضوعية ومن أكثر الجوانب موضوعية في دراستنا هو الجانب الخاص بالصحة العامةلهذا يكون إدراكه من طرف الطلبة بشكل أكثر موضوعية فاحتل المرتبة الأخيرة من حيث ترتيب العوامل، في حين احتل جانب العلاقات الاجتماعية والنفسية المعرفية المرتبة الأولى والثانية على التوالي كونهماأكثر ذاتية مقارنة بالجانب الصحي وعليه فإن طرق قياس نوعية الحياة يجب أن تكون أكثر دقة للوصول إلى نتائج قريبة من الحقيقة المعاشة وهي التي تعبر عن نوعية حياتنا.

عرض ومناقشة نتائج الفرضية الثالثة

3- لا توجد فروق دالة إحصائيا بين الطلبة والطالبات فيمستوى نوعية الحياة.

(بعد التأكد من الشروط الإحصائية يتم صياغة الفرضية الصفرية والبديلة بالشكل التالي.)

H0: توزيع درجات الطلبة والطالبات  متساو.

H1:  متوسط رتب الطلبة لا يساوي متوسط رتب الطالبات.

الجدول رقم 08: نتائج اختبار مان وتني للفروق بين متوسطي الرتب للطالبة والطالبات في مستوى نوعية الحياة


المجموعة

العدد

متوسط الرتب

مجموع الرتب

المتغير

قيمة U

مستوى الدلالة

ذكور

23

55,41

1274,50

مستوى نوعية الحياة

772,500

,3540

غير دالة

إناث

77

49,03

3775,50

المجموع

100

 

 

 


يتضح من الجدول أن قيمة اختبار مان وتني Uبلغت 772,500وهي غير دالة إحصائيا مما يشير إلى أنه لا توجد فروق بين متوسطي رتب درجات الطلبة والطالبات في مستوى نوعية الحياة. أي نرفض الفرض البديل ونقبل الفرض الصفري القائل بـ.:توزيع درجات الطلبة والطالبات متساو. كما أشارت النتائج إلى عدم وجود فروق بين العوامل الثلاث على أساس الجنس.

ويمكن تفسير هذه النتيجة بالنظر إلى التشابه في ظروف الحياة الجامعية بالنسبة للطلبة والطالبات، كما أن الجامعات أصبحت تستقبل الطلبة والطالبات الذين ينحدرون من نفس الولاية وبنسب كبيرة مما يؤكد تشابه ظروف الحياة كونهم من نفس الولاية. حيث يدرس الطلبة في نفس الظروف الجامعية تقريبا، ويقدم لهم نفس الخدمات الجامعية على العموم.

هذه النتائج تتفق مع دراسةSuleimanوآخرينحول نوعية الحياة لدى طلبة الجامعة بالأردن حيث توصلت الدراسة إلى أنه لا توجد اختلافات بين الجنسين بشكل كبير في المحاور السبعة للمقياس ما عدا في الأداء البدني.

من ناحية أخرى أشارت دراسة Al-Naggarأن الجنس مرتبط بشكل كبير بالعلاقات الاجتماعية، وهذا لا يتفق مع نتائج الدراسة الحالية التي لم يكن الجنس فيها يشكل فارقا في المجال الاجتماعي حيث بلغت قيمة ت 0.67ومستوى الدلالة 0.50. ومرد ذلك كما أشرنا سابقا أن الجامعات تستقبل الطلبة المنحدرين من مناطق جغرافية متقاربة في الثقافة والعادات والتقاليد كما أن غالبية الطلبة المشاركين يدرسون في جامعات الشرق الجزائري.

نتائج الدراسة التنبؤية التي قام بها Vaezوآخرون بالسويد تبين أن تقييم الطلبة عينة الدراسة لنوعية الحياة كان مرتفعا، وأكدت النتائج بعد الدراسة التتبعية أنه على الرغم من أن نسبة عالية من الطلاب صنفوا صحتهم ونوعية حياتهم على أنها جيدة خلال سنوات الجامعة؛ كان هناك ميل للتدهور في الصحة العامة والصحة النفسية، وكان هذا النمط أكثر وضوحا بين الطالبات مما يدل على وجو فروق بين الطلبة والطالبات في تقييم نوعية حياتهم.

كما لا تتفق نتائج الدراسة الحالية – جزئيا- مع نتائج دراسةDušinskieneوآخرينأين توصلت نتائج دراستهم إلى وجود اختلافات حسب الجنس في المجال البدني لصالح الذكور.  وقد يفسر الأمر بسبب نقص الموارد المالية بالنسبة للإناث واهتمام الذكور بالرياضة واكتساب القوة ورياضة كمال الأجسام أكثر من الإناث، كما يعني أنه لا توجد فروق بين الجنسين في المجالات الأخرى وهو ما يوافق نتائج الدراسة الحالية. كما وجدت دراسة Çiçekأن هناك اختلاف في النشاط البدني بين الذكور والإناث لصالح الذكور.  أما فيما يخص مؤشرات نوعية الحياة فكان جانب العلاقات الاجتماعية فقط لصالح الذكور.

عرض ومناقشة نتائج الفرضية الرابعة

4- لا توجد فروق دالة إحصائيا بين الطلبة المقيمين وغير المقيمين بالحي الجامعي فيمستوى نوعية الحياة.

وعليه يتم صياغة الفرضية الصفرية والبديلة بالشكل التالي.

H0: توزيع درجات الطلبة المقيمين والطلبة غير المقيمين في الأحياء الجامعية  متساو

H1:  متوسط رتب الطلبة المقيمين لا يساوي متوسط رتب الطلبة غير المقيمين في الأحياء الجامعية.

الجدول رقم09: نتائج اختبار مان وتني حسب متغير الإقامة في مستوى نوعية الحياة


المتغير

المجموعة

العدد

متوسط الرتب

مجموع الرتب

قيمة U

مستوى الدلالة

مستوى نوعية الحياة

طلبة مقيمين

25

50,50

1262,50

937,500

1 ,000

غير دالة

طلبة غير مقيمين

75

50,50

3787,50

المجموع

100

 

 


يتضح من الجدول أن قيمة اختبار مان وتني Uبلغت 937,500وهي غير دالة إحصائيا مما يشير إلى أنه لا توجد فروق بين متوسطي رتب الطلبة المقيمين والطلبة غير المقيمين في الأحياء الجامعية بالنسبةلمستوى نوعية الحياة. أي نرفض الفرض البديل ونقبل الفرض الصفري القائل بـ.:توزيع درجات الطلبة المقيمين والطلبة غير المقيمين في الأحياء الجامعية متساو.

من الخدمات الجامعية التي تقدم للطلبة هي إمكانية الحصول على سكن في الإقامة الجامعية وهذا من شأنه أن يساعدهم على تقليل تعب السفر أثناء الأسبوع، إلا أنه وخلافا للسابق أين كانت عدد الجامعات قليلة ويأتيها الطلبة من الولايات المختلفة أصبح الآن في كل ولاية جامعة أو ومعهد ومركز جامعي وغيرها من المؤسسات التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي. وبسبب توفير النقل الجامعي بشكل مستمر وقرب المسافة بالنسبة للمقيمين في الأحياء الجامعية أصبح الطالب بإمكانه قضاء عطلة نهاية الأسبوع في بيته أو زيارة عائلته متى شاء وبالتالي لا فرق بينه وبين الطالب غير المقيم في الحي الجامعي.

بينما أشارت دراسةBarayanحول نوعية الحياة لدى طالبات جامعة الدمام أن نوعية الحياة لدى الطالبات المقيماتبالسعودية أعلى من مستوى نوعية حياة الطالبات السعوديات وفسروا الأمر بالبيئة الثقافية المحافظة في السعودية، طبعا في الدراسة الحالية لم تكنهناك فروق بين الطلبة المقيمين وغير المقيمين نظرا لتقارب البيئة الثقافية والاجتماعية بين الطلبة كما أنه لا يوجد طلبة مشاركونفي الدراسة من غير الجنسية الجزائرية.

عرض ومناقشة نتائج الفرضية الخامسة

5-لا توجد فروق دالة إحصائيا بين الطلبة في مستوى نوعية الحياة حسب المستويات الدراسية (ليسانس-ماستر-دكتوراه).

وعليه يتم صياغة الفرضية الصفرية والبديلة بالشكل التالي.

H0:  متوسطات رتب الطلبة حسب متغير المستوى الدراسي  متساو

H1:  متوسطات  رتب الطلبة حسب متغير المستوى الدراسي  غير متساوية.

الجدول رقم 10: نتائج اختبار كروسكال واليس للفروق بين متوسطات رتب الطالبة حسب المستوى الدراسي في مستوى نوعية الحياة


المتغير

المجموعة

العدد

متوسط الرتب

قيمة كا2

درجة الحرية

مستوى الدلالة

مستوى نوعية الحياة

طلبة دكتوراه

26

50,08

2,629

2

0,269

غير دالة

طلبة الماستر

51

54,31

طلبة الليسانس

23

42,52

المجموع

100

 

 


يتضح من الجدول أن قيمة كا2   بلغت 2,629وهي غير دالة إحصائيا مما يشير إلى عدم وجود فروق بين متوسطات رتب الطلبة حسب المستوى الدراسي في مستوى نوعية الحياة. أين رفض الفرض البديل ونقبل الفرض الصفري القائل بـ.:متوسطات رتب الطلبة حسب متغير المستوى الدراسي متساوي.

إن نظام ل.م.د وما جاء بهمن إصلاحات قد يكون له دورفي عدم وجود الفروق في نوعية الحياة حسب المستوى الدراسي. فبالنظر إلى أن طالب الليسانس يدرس 3سنوات والماستر سنة ونصف تقريبا ليصبح بعدها مباشرة –في الغالب- طالب دكتوراه أمر يجعل من تقارب الفترات الزمنية عاملا مهمافي تقارب وجهات النظر بين الطلبة، كما أن العينة لا تتضمن طلبة سنة أولى ليسانس. بالإضافة إلى أن بعض المقاييس متشابهة والبرنامج الزمني الأسبوعي يكاد يكون متماثلامن حيث الحجم الساعي، وأحيانا يدرس طلبة تخصص معين عند الأساتذةأنفسهم، بالإضافة إلى نهج وزارة التعليم العالي تقسيم الجامعات حسب التخصصات التكنولوجية والإنسانية.

خاتمة

توصلت الدراسة إلى جملة من النتائج من أهمها؛ أن مستوى نوعية الحياة لدى الطلبة عينة الدراسة مرتفع أي أنه جاء عكس توقعات الباحث. حيث قيم الطلبة حياتهم بشكل عام على أنها حياة "جيدة"، وهذا يدل على الرضا على مستوى جوانب الحياة خاصة الاجتماعية منها. فالطالب كغيره من بني البشر يمر بمواقف عصيبة يحتاج فيها من يقف بجانبه للاستمرار، كما يمر بمواقف مفرحة يحتاج فيها أيضا من يشاركه الفرح ويقدر إنجازاتهوجهوده التي كللت بالتفوق أو النجاح، كما أن اهتمامهم بالجانب النفسي المعرفي كان واضحا رغم انه جاء في المرتبة الثانية، بطبيعة الحال ما دام في مرحلة تعليمية فلابد له من بعض الاهتمام على الأقل بما يدرس وكيف ينجح وكيف يسير أموره داخل الجامعة. كما أن الجانب المعرفي لا يكاد يُدرس منفصلا عن الجانب النفسي والسلوكي للفرد. ناهيك عن كون غالبية الطلبة غير مسئولين عن أسرهم وإلا كانت حياتهم أصعب من عينة المتزوجين والموظفين؛ إذ مازال الطالب يعتمد على والديه ماديا.

كما أشارت النتائج إلى أنه لا توجد فروق في مستوى نوعية الحياة لدى أفراد عينة الدراسة من حيث الجنس أو الإقامة في الأحياء الجامعية أو حتى المستوى الدراسي، ويمكن ردها إلى أن دور المرأة والرجل في المجتمعات المعاصرة أصبح متشابها، فالمرأة نجدها أحيانا تقوم بدور الرجل والعكس ممكن... حتى من حيث الاهتمامات العلمية والمهنية أصبحت المرأة تنافس الرجل فيها دون قيد أو شرط، وطبعا هذا التداخل وتبادل الأدوار ليس وليد الجامعة فقط، بل هو قضية ينمو فكر الطفل عليها منذ بداية وعيه البسيط أين يقرأ"  أمي ذهبت إلى السوق" غير أن الأمر يتأكد في المرحلة الجامعية، ونظرا للعدد الهائل من الطلبة وإمكانية تبادلهم للآراء والاتجاهات الاجتماعية والمهنية؛ وليس فقط العلمية فإن اتجاهات البعض من الطلبة إن لم نقل الكثير منهم تتغير وتتأسس داخل الجامعة.

 وحيث أن نظام الإقامة يستقبل الطلبة الذين تبعد مقرات سكناهم عن الجامعة بحوالي 30-50كلم حسب الجنس، فإن إمكانية تواجدهم في منازلهم كل عطلة أسبوع أو متى احتاجوا إلى ذلك متوفرة. وعليه فلا فرق كبير بينهم وبين بقية الطلبة غير المقيمين. كما أن نظام التعليم في الجزائر وبسبب الإصلاحات التي حذفت مستوى سنة السادسة وبسبب نظام ل.م.د. أصبح سن الطلبة بين مراحل الليسانس والماستر والدكتوراه متقاربابشكل ملحوظ فلا تكاد تفرق بينهم في كثير من المواقف، ناهيك عن مشكلات النضج والنمو التي يكون فيها الطالب مازال غير قادر على تحمل المسؤولية؛ لهذا ولغيرها من العوامل يمكن تفسير عدم وجود فروق بين الطلبة حسب المستوى الدراسي، بالإضافة إلى أن حجم عينة الطلبة في مستوى الماستر كان (51) وهو أكبر من الليسانس(23) والدكتوراه (26) وهي مرحلة عمرية متوسطة لها خصائصها. هذه العوامل وغيرها تتداخل وتتفاعل فيما بينها لتحدد فيما بعد مجتمعة طريقة تقييم الطالب لنوعية الحياة التي يعيشها.

 توصي الدراسة الحالية على أساس نتائجها ونتائج الدراسات السابقة بتنمية مجموعة من النشاطات والسلوكيات والعادات لدى الطلبة التي من شأنها تحسين نوعية الحياة أكثر؛ منها ممارسة الرياضة والابتعاد عن الضغوطات والإجهاد قدر الإمكان، حيث كما جاء في دراسة Çiçekأنه كلما زاد مستوى النشاط البدني زاد مستوى نوعية الحياة. وأضاف (Ribeiro, 2018)    في دراسته أن أغلب الدراسات تشير إلى وجود ارتباط سلبي بين الإجهاد ونوعية الحياة لدى طلاب الجامعات، من خلال تدهور الجوانب المختلفة المتعلقة بالصحة البدنية والعقلية.

علاوة على ذلك ورغم أن هناك بعض المحاولات لدراسة نوعية الحياة لدى الطلبة إلا أن أغلبها تعتمد على مقاييس معدة مسبقا وفي بيئات أجنبية، وعليه فالأمر يحتاج إلى محاولات مستمرة لتحليل طريقة إدراك الطالب الجامعي لحياته وعناصرها، كما يحتاج إلى فهم أعمق لعادات الطالب الجامعي حسب السياق الثقافي والاجتماعي والديني الذي ينتمي إليه؛ رغم أن هناك خصائص وسلوكيات إنسانية مشتركة عالميا، إلا انه يبقى لكل مجتمع خصوصيات معينة.  كما أن معظم البحوث التي أنجزت حول نوعية الحياة أو جودة الحياة تركز على تقييم الخدمات وكيف يدركها الطالب أكثر من تركيزها على المؤشرات الأساسية المكونة لمفهوم نوعية الحياة. لهذا يكون التقييم ظاهريا ولا يمس البنية التحتية للمرافق الجامعية أو البنية المعرفية السيكولوجية العميقة للطالب ويبقى مجرد تقرير ذاتي يعتمد على طريقة إدراك الطالب لحياته بشكل عام دون الاهتمام بالتقييم الموضوعي.

في الختام نؤكد على ضرورة وأهمية دراسة نوعية الحياة لدى الطالب الجامعي الأمر الذي من شانه أن يساعد في فهم هذه الشريحة أكثر ومن ثمّإمكانية تحسين الأمور أكثر خاصة من الجانب الصحي والأمني للتقليل من الإضرابات التي تكاد تكون دورية أو موسمية، وهذا طبعا من شأنه أن يؤثر في نوعية ومدة التكوين وعلى صيرورة العملية التعليمية داخل الجامعات وبالتالي التقليل من النتائج التي تكون متراكمة بشكل سلبي لا تخدم الطالب ولا الأستاذ ولا المجتمع ككل

قائمة المراجع

آل سعود،نجلاء. 2015، " نوعية الحياة وعلاقتها بالأفكار اللاعقلانية لدى بعض طلاب وطالبات جامعة الملك سعود"، (رسالة ماجستير غير منشورة)، كلية العلوم الاجتماعية والإدارية، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، الرياض، السعودية.

بن غذفة، شريفة. 2006، " السلوك الصحي وعلاقته بنوعية الحياة: دراسة مقارنة بين سكان الريف والمدينة"، (رسالة ماجستير غير منشورة)، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة بسكرة، بسكرة، الجزائر.  

جرجس، ميشال. 2005، معجم مصطلحات التربية والتعليم، دار النهضة العربية للنشر والتوزيع، بيروت.

تركي، رابح. 1990، أصول التربية والتعليم: لطلبة الجامعات والمعلمين والمفتشين والمشتغلين بالتربية والتعليم في مختلف المراحل التعليمية، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر.

إبراهيم، صفاء. 2016، جودة الحياة والصحة النفسية: طريقك إلى السعادة، يسطرون للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة.

حامد، عمار. 2001، الجامعة بين الرسالة والمؤسسة، مكتبة الدار العربية للكتاب، القاهرة.

فضيل، دليو ، وآخرون. 2006، المشاركة الديمقراطية في تسيير الجامعة، مخبر علم الاجتماع والاتصال، مخبر التطبيقات النفسية

والتربوية، قسنطينة.

الجوهري، محمد. 1997، دراسات في علم الاجتماع الريفي والحضري، دار المعرفة الجامعیة، الاسكندرية.

حمدان، محمد. 2018، قياس جودة الحياة لدى الأشخاص ذوي الإعاقة وتأثير بعض المتغيرات الديموجرافية عليها، يسطرون للطباعة والنشر والتوزيع، الجيزة.

هاشم، صلاح. 2018، الحماية الاجتماعية للفقراء: قراءة في معنى الحياة لدى المهمشين، أطلس للنشر والإنتاج الإعلامي، الجيزة.

البرعي، وفاء. 2002، دور الجامعة في مواجهة التطرف الفكري، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية.

نوعية الحياة، https://ar.glosbe.com/ar/fr/

Al-Naggar, & al, Redhwan A.  2013, "Quality of Life among University Students in a Single

                  Malaysian Institute", Pensee Journal, 75 (10).

Barayan, & al, Samar S. 2018,  "Health-related quality of life among female university students in

                Dammam district:Is Internet use related?", Journal of family & community medicine,25 (1),

       https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5774039/

çiçek, Güner. 2018, "Quality of Life and Physical Activity among university students", Universal

                Journal of Educational Research, 6(6).

Dehkordi, Atousa G.  2011, "The comparison between athlete females and non-athlete females

                regarding to general health, mental health, and quality of life", Procedia Social and

                Behavioral Sciences, 15.

 Dušinskiene, & al, Danute. 2003, " Quality of life among Lithuanian university students", Acta

          medica Lituanica, 10 (2).

 François,A., Mayer, J.-L. (10.12.2006), Qualité de vie des maladies chroniques,

      http://www.nordpasdecalais.fr/santé/.

 Jeffreys, Marianne R. 2006, Teaching Cultural Competence in Nursing and Health

               Care_ Inquiry: Action and innovation, SpringerPublishing Company, NEW YORK.

Maditinos, & al, Dimitrios I. 2014, "The Free Time Allocation and its relationship with the 

                  Perceived Quality of Life (QoL) and Satisfaction with Life", Procedia Economics and

                  Finance, (Science Direct),9.

Ribeiro, & al, Ícaro J.S. 2018, "Stress and quality of life among university students: A ystematic

                   literature review", Health Professions Education journal,(Science Direct),4.

Suleiman, & al, Khaled. 2013, "Quality of Life (QOL) among University Students in Jordan: A

                  Descriptive Study", Journal of Education and Practice, 4(11).

Sulis, Isabella. Tedesco, Nicola. 2007,   Quality of life among university students in Cagliari.

          A synthetic indicatorNotebooks of the Department of Economic and Social Research –

           Statistical Section.

Vaez, Marjan. & al. 2010, Health-related quality of life among university students, in:Handbook of

            Disease Burdens and Quality of Life Measures, (Preedy V.R., Watson R.R. eds.), V4, Springer,

             New York.

Veenhoven, Ruut. 2007, Quality -of- life research in: ‘21stCentury Sociology, A Reference

                    Handbook’ ,vol.2, chapter 7, edited by D.L. Peck & C.D. Bryant, Sage, Thousand Oaks,

                      California USA.

Vukadinović, Srᵭan. 2000, "Quality of life", The scientific journal FACTA UNIVERSITATIS, 2 (7).

@pour_citer_ce_document

شريفة بن غذفة, «نوعية الحياة لدى الطلبة الجامعيين: دراسة وصفية»

[En ligne] ,[#G_TITLE:#langue] ,[#G_TITLE:#langue]
Papier : ص ص 21-37,
Date Publication Sur Papier : 2021-06-28,
Date Pulication Electronique : 2021-06-28,
mis a jour le : 28/06/2021,
URL : https://revues.univ-setif2.dz:443/revue/index.php?id=8215.