المناضلة نسيمة هبلال الكاتبة الشخصية لعبان رمضان: من حزب الشعب الجزائري إلى الثورة التحريرية (1947-1962م).The militant Nassima Hablal the personal secretary of Abane Ramadan: From the Algerian people’s party to the liberation revolution (1947-1962)
Plan du site au format XML


Archive: revues des lettres et sciences sociales


N°01 Avril 2004


N°02 Mai 2005


N°03 Novembre 2005


N°04 Juin 2006


N°05 Juin 2007


N°06 Janvier 2008


N°07 Juin 2008


N°08 Mai 2009


N°09 Octobre 2009


N°10 Décembre 2009


N°11 Juin 2010


N°12 Juillet 2010


N°13 Janvier 2011


N°14 Juin 2011


N°15 Juillet 2012


N°16 Décembre 2012


N°17 Septembre 2013


Revue des Lettres et Sciences Sociales


N°18 Juin 2014


N°19 Décembre 2014


N°20 Juin 2015


N°21 Décembre 2015


N°22 Juin 2016


N° 23 Décembre 2016


N° 24 Juin 2017


N° 25 Décembre 2017


N°26 Vol 15- 2018


N°27 Vol 15- 2018


N°28 Vol 15- 2018


N°01 Vol 16- 2019


N°02 Vol 16- 2019


N°03 Vol 16- 2019


N°04 Vol 16- 2019


N°01 VOL 17-2020


N:02 vol 17-2020


N:03 vol 17-2020


N°01 vol 18-2021


N°02 vol 18-2021


N°01 vol 19-2022


N°02 vol 19-2022


N°01 vol 20-2023


N°02 vol 20-2023


N°01 vol 21-2024


A propos

avancée

Archive PDF

N°02 vol 18-2021

المناضلة نسيمة هبلال الكاتبة الشخصية لعبان رمضان: من حزب الشعب الجزائري إلى الثورة التحريرية (1947-1962م).

The militant Nassima Hablal the personal secretary of Abane Ramadan: From the Algerian people’s party to the liberation revolution (1947-1962)
ص ص 69-83
تاريخ الإرسال: 2020-10-13 تاريخ القبول: 2021-04-07

سلوى لهلالي
  • resume:Ar
  • resume
  • Abstract
  • Auteurs
  • TEXTE INTEGRAL
  • Bibliographie

تعتبر شخصية المجاهدة نسيمة هبلال من الشابات الفاعلات في الثورة التحريرية الجزائرية ، دخلت ميدان النضال السياسي في 1947مع حزب الشعب الجزائري وعمرها لم يتجاوز 16سنة إلىجانب مناضلا ت  أخريات ، بداياتها في العمل الثوري كان باستقبال عبان رمضان بعد خروجه من السجن إلىجانب محمد يزيد حيث أصبحت نسيمة هبلال السكرتيرة الشخصية لعبان رمضان، وسكرتيرة لجنة التنسيق والتنفيذ بعد مؤتمر الصومام ، كانت أول من عمل على إصدار أول عدد من  جريدة المجاهد ورقنها بتوجيهات من عبان حيث كانت ذراعه الأيمن في العمل خاصة بعد زواجها من المجاهد  محمد مقدم.  ألقي عليها القبض لمدة عام ثم أطلق سراحها لتعود للعمل في إطار الاتحادالعام للعمال الجزائريين إلى جانب عيسات إيدير، لتعتقلمرة أخرى في 1957وتتعرض للتعذيب في مقر القبعات الزرق، وفي السجون التي تداولت عليها التقت بعمارة رشيد وعبان رمضان وجميلة بوحيرد وغيرهم من المجاهدين لتعين بعد الاستقلال أول مديرة لمركز التكوين المهني في بير خادم، غير أنها بقيت من النساء اللواتي عشن في الظل وظلت على هامش التاريخ ولم تحظ بالاهتمام التاريخي لهذا بقيت المادة التاريخية حول جهادها قليلة جدا

الكلمات المفاتيح:نسيمة هبلال، عبان رمضان، مؤتمر الصومام، الاتحادالعام للعمال الجزائريين، جريدة المجاهد

La personnalité de la moudjahida Nassima hablel est considérée parmi les jeunes actantes dans la révolution de libération algérienne, Elle a accédé au domaine du militantisme politique en 1947 avec le PPA, son âge ne dépassait pas les seize ans aux côtés d’autres militantes. Ses débuts dans le travail révolutionnaire étaient la réception de abane ramdane après sa sortie de la prison à côté de mohamed yazid . Nassima hablel est devenue la secrétaire personnelle de abane ramdane et la secrétaire du comité de cordination et d’exécution après le congrès de la Soummam.      Elle fut emprisonnée durant une année puis relâchée pour se remettre au travail dans le cadre de UGTA (union générale des travailleurs algériens) au côtés de Aisset Idir. Emprisonnée encore une fois en 1957, elle fut toturée dans le siège des casques bleus dans les prisons par lesquelles elle est passée, elle rencontre Amara rachid, abane ramdane, Djamila bouhired et autres moudjahidines, elle fut nomée après l’indépendance, première directrice du centre de formation professionnelle à bir khadem. Néanmoins, elle fut l’une des femmes qui ont vécues à l’ombre et demeuré sur la marge de l’histoire.

Elle n’a aucun intérêt historique, ce qui a rendu la matière historique sur son militantisme assez rare.

Mots clés :Nassima Hablel, Abane Ramdane, congrès de la Soummam, union générale des travailleurs algériens, journal El moudjahid

Nassima Hablal, is one of the active young women in the Algerian liberation revolution. She started political struggle in 1947 with the Algerian People's Party and at the age of 16 years old alongside other activists. Her beginnings, in the revolutionary work, were by receiving Abane Ramadan after his release from prison alongside Mohammed Yazid. She became the personal secretary of Abane Ramadan, and the secretary of the Coordination and Implementation Committee after the Soumam conference. She was the first to work on publishing the first edition of Al-Moudjahid newspaper and promoted it under the guidance of Abane, as she was his right arm at work, especially after her marriage to the Moudjahid Muhammad Mekaddem. She was arrested for a year and then released to return to work with the General Union of Algerian Workers alongside Aissat Idir.  In 1957, she was arrested again and subjected to torture in the Blue Hats head office.  In the prisons where she had been jailed, she met Amara Rachid, Abane Ramadan, Jamila Bouhired and other freedom fighters (Moudjahidin). After independence, she was appointed as the first director of the Vocational Training Center in Bir Khadem but she remained unknown and lived on the margins of history, as she did not receive any historical attention. Therefore, the historical researches about her fighting remained very little.

Keywords:Nassima Hablal, Abane Ramadan, The Soumam Conference, General Union of Algerian Workers, Al-Moudjahid Newspaper

Quelques mots à propos de :  سلوى لهلالي

 جامعة محمد لمين دباغين سطيف2، lahlaliselwa@gmail.com

مقدمة

تعد هذه الدراسة أول دراسة تاريخية أكاديمية حول المناضلة والمجاهدة  نسيمة هبلال (1928-2013) كونها من  المجاهدات المنسيات في تاريخ حزب الشعب الجزائري والثورة الجزائرية ،و التي لم تلق نصيبها من الاهتمام التاريخي كباقي المجاهدات والشهيدات المعروفات ، دخلت ميدان النضال السياسي في 1947مع حزب الشعب الجزائري وعمرها لم يتجاوز 16سنة إلى جانب مناضلات أخريات، بداياتها في العمل الثوري كان باستقبال عبان رمضان في منزلها  بعد خروجه من السجن، وكانت ربما الوحيدة التي نالت الشرف ككاتبة شخصية لعبان رمضان ولجنة التنسيق والتنفيذ آليابما أن عبان رمضان عضو فيها وكانت قريبة من القيادة الثورية  من خلال تولي إصدار جريدة المجاهد والنشاط في الاتحاد العام للعمال الجزائريين ، ساندت رئيسها عبان رمضان  منذ استقدامه للثورة ولم تخن وطنيتها  رغم اعتقالها     بعد معركة الجزائر  إلى جانب العربي بن مهيدي وجماعة ياسف سعدي وتعرضها للتعذيب في  المراكز المختلفة التي نقلت إليهاويظهر أنها كانت تحوز الكثير من أسرار الثورة لكنها دفنتها معها إثروفاتها في 2013م،        ورغمأن ما فعلته يتجاوز بكثير  ما قامتبه الأخريات اللواتي تميزن في الجانب  العسكري والفدائي حيث قدمت صورة جريئة لتطور الوعي الثوري للمرأة الجزائرية.

استطاعت نسيمة هبلال أن تكون من بين المناضلات العريقات في حزب الشعب الجزائري ومن  المجاهدات اللاتي اتصلنبجبهة التحرير منذ انطلاق الثورة وشغلت مهمة الكاتبة الشخصية لعبان رمضان ولجنة التنسيق والتنفيذ، لكن التاريخ غيبها  ولم يشر إليهاكباقي المجاهدات المعروفات والتي عايشت معهن الثورة وكن يعرفن بعضهن البعض ، كما غيب  نضالها رغم ما قدمته من تضحيات ولم يتحدث  التاريخ عن إسهامهافي العمل الوطني لأسباب نجهلها ،فماهي الميزة التاريخية لنضال نسيمة هبلال   وكيف تميزت  بنضالها عن باقي المناضلات والمجاهدات الجزائريات؟

 

 

1-               الثورة الجزائرية -نحو تجاوز الشرط الكولونيالي

تعد الثورة الجزائرية ثمرة جهاد طويل قام به المناضلون الجزائريون من أجل التحرر والتخلص من الهيمنة الفرنسية، وقد بدأت فكرة التحضير للثورة بعد مجازر 08ماي 1945م أين تم إطلاق سراحمصالي الحاج وزعماء جزائريين آخرين منهم فرحات عباس والبشير الإبراهيمي وغيرهم، فأعاد مصالي الحاج تأسيس حزب الشعب الجزائري تحت تسمية حزب حركة الانتصار من أجل الحريات الديمقراطية، وشرع في تحضير الشعب الجزائري للثورة المسلحة من خلال القيام بإنشاء المنظمة الخاصة (بلاح،2006، ص490)..

حيث يُعدُّإنشاء المنظمة الخاصة سنة 1947م منعرجاحاسما في المسار الثوري للحركة الوطنية الجزائرية، فهي تجسد التطور النوعي من الناحية النظرية وتبلور جدية المنهج الثوري من الناحية العملية، وثمرة لجهود الرعيل الأول من الوطنيين خلال الحرب العالمية الثانية الذين يعود لهم الفضل في وضع أولى لبنات العمل المسلح من خلال تشكيل تنظيمات ثورية توجت بإنشاء هذه المنظمة خاصة بعد موافقة مصالي الحاج على ذلك حيث قال: "إني موافق على إنشاء جناح عسكري يتولى تدريب المناضلين عسكريا ويكونهم سياسيا، وبذلك نكون قد هيأنا واستعجلنا جميع الوسائل من أجل تحرير البلاد".

وقد حددت أهداف هذه المنظمة في مجال التسليح بشكل واضح والعمل من أجل توفير السلاح لضمان استمرارية العمل المسلح، بالإضافة إلى إنشاء مخازن الأسلحة الخفيفة والذخيرة في كل المناطق( جبلي، 2008، ص51)    ، كما أنه منذ تأسيس هذه المنظمة أصبح حزب حركة الانتصار من أجل الحريات الديمقراطية  يواجه الاستعمار على جبهتين؛الأولى سرية قوامها نشاط المنظمة الخاصة العسكرية، والثانية علنية تتمثل في مقاومة أساليب الاستعمار، ومن بين الأعمال التي قامت بها المنظمة الخاصة من أجل توفير الإمكاناتوالأموال الكافية لنشاطها القيام بمهاجمة البريد المركزي بمدينة وهران سنة 1948م، وأخذوا منها حوالي ثلاثة ملايين ونصف مليون فرنك وبذلك سلّطتالسلطات الفرنسية أبشع طرق التفتيش والتعذيب على أعضاء الحزب من خلال الاعتقال والقتل، لذلك قرر أعضاء المنظمة وقف نشاطها حتى تتوقف موجة التفتيش من طرف الفرنسيين .

في عام 1950م بدأت المنظمة التحضير لخوض المعركة إلا أنالسلطات اكتشفت أمرها، وعلى إثراكتشاف المنظمة العسكرية وتعرض الحزب لتلك الأعمال العنيفة قررت اللجنة المركزية حل المنظمة الخاصة( بوعزيز، 2007، ص 127-129)  ، وبعد اكتشاف المنظمة الخاصة ظهر خلاف داخل حركة الانتصار  هذا الخلاف الذيأحدث انقساماداخلها ونجم عنه تأسيس جناح ثوري ممثل في اللجنة الثورية للوحدة والعمل من أجل القضاء على الصراع القائم ووقف التدهور، فتم تأسيس اللجنة في 23مارس 1954م ولم تكن هذه اللجنة حزبا أو تشكيلة ولا تنظيما سياسيا بل كانت لجنة تسعى لإعادة بناء وحدة الصف داخل الأحزاب الوطنية الجزائرية( بن يوسف،2012، ص335-336)  ،ومن أهم الأعمال التي قامت بها اللجنة الثورية للوحدة والعمل عقد اجتماع الاثنين والعشرينيوم 25 جوان 1954محيث ترأس هذا الاجتماع مصطفى بن بولعيد، وبعد نقاش طويل تم التوصل إلى النقاط التالية:

-إدانة المتسببين في الانشقاق داخل الحزب.

-القيام بالثورة المسلحة وهي الوسيلة الوحيدة لتجاوز الصراعات وتحرير الجزائر.

-انتخاب مسؤول وطني وتكليفه بوضع قيادة تقوم بتطبيق هذه القرارات.

وكان الهدف الأساسهو محاولة جمع الأعضاء الممثلين لكل أنحاء الوطن للتنسيقبين المناطق، وتحقيق مبدأ الشمولية والتأكيد على مبدأ القيادة الجماعية والحفاظ عليه لجعل الثورة تنتج من أعماق الطبقة الشعبية.(شلبي، ،2005-2006، ص 338-339).

   وقد انبثق عن هذا الاجتماع لجنةالستة التي قامت بعدة اجتماعات منها اجتماع في 10أكتوبر 1954م ضم كل من : بن بولعيد والعربي بن مهيدي ، كريم بلقاسم، رابح بيطاط،وديدوش مراد مع بوضياف لوضع اللمسات الأخيرة فتم تأسيس جيش التحرير الوطني وجبهة التحرير الوطني وإعداد نصوص التصريحات وتحديد اليوم الموعود؛أي 01نوفمبر 1954م فيالساعة الصفر، وقد التقى الجمع مجددا في 25أكتوبر 1954م لضبط التفاصيل والجزئيات الأخيرة، وبعد هذا الاجتماع كُلِّفبوضياف بالتنسيق مع رؤساء المناطق والخارج فانتقل إلى القاهرة للقيام بذلك( مهساس، 2003، ص 383)   

أما عن التوصيات التي خرج بها المجتمعون نذكر:

-تنظيم الفرق التي تتولى جمع السلاح ووضعالمتفجرات.

-التعهد بالإبقاء على مبدأ القيادة الجماعية كخيار لا رجعة فيه لكي لاتتكرر الأخطاء التي أدت إلى انقسام الحزب وتمزقه بسبب الزعامة.

-مواصلة الاتصال بمناضلي القبائل للانضمام إلى اللجنة، (غيلاني، (2010-2011، ص70).

وبعد استكمال التحضيرات وفي الساعة المتفق عليها من ليلة أول نوفمبر 1954م، تمت انطلاقةأول رصاصة لتعلنعن بداية الثورة التحريرية الكبرى وكما هو مخطط لها واستطاع قادة الولايات أن يباغتوا القوات الفرنسية ويخلقوا الرعب في نفوس الفرنسيين الذين كانوا يعتمدون على الجيش الفرنسي لتوفير الأمن لهم في الجزائر، وقد كانت العمليات العسكرية متفرقة نظرا لاتساع نطاق الثورة.(بوحوش، 1997، ص380)  

2- حضور المرأة الجزائرية في الثورة

إن اندلاع الثورة الجزائرية كان له أثر مدوي لدى كل فئات المجتمع الجزائري لأنه يُعَدُّفعلا ثوريا شاملا ومتكاملا من خلال مشاركة الجميع فيه، هذا ما جعل ظهور المرأة وخروجها مما كانت فيه من التقوقع الذي كان يحكمها من تقاليد فتحولت من مجرد عاديةإلى مجاهدة بكل ما تحمله الكلمة من معاني النضال وبذل النفس والإخلاص، الصبر والفعالية من أجل غاية واحدة هي إخراج البلاد من محنتها، وما كان دعمها للحركة الوطنية إلا تعبيرا عن وعيها العميق بقضية الوطن.

إن وعي المرأة بدورها الاجتماعي والوطني كان نتيجة تكوين ثقافي في أدبيات الإتجاه الثوري من خلال الاهتمام بمشكلة المرأة، ولهذا كان دورها رئيسا في العمليات الثورية وكان لزاما عليها أن تكون مدركة ومقدرة لطبيعة هذا الدور (درويش، 2014، ص117-118)، وذلك من خلال:

-كفاح مباشر، ويتمثل في المظاهرات والتنظيمات والنشاطات الحزبية والإصلاحية.

-كفاح ضمني غير مباشر، وهو ذلك الموقف الإيجابيالذي وقفته كمسؤولة عن مقومات الأسرة وعاداتها وتقاليدها الروحية والحضارية، وبالتالي موقفها إزاء مقومات وخصائص المجتمع عامة، فقد أزالت الوشاح عن وجهها عن كل ما هو أجنبي واستعماري بما في ذلك الثقافة والتعليم (العسلي، 1984، ص 28-29).

أما عن كيفية انضمام المرأة للثورة التحريرية فقد كان عليها ايجاد مصدر اتصال رسمي ويكون إما أحد الأهل أو الجيران أو حتى صديقاتها المنضمات قبلا إلى الثورة، وبعد إلحاحها على الالتحاق ونقل رغبتها هذه إلى المسؤولين الذين يكونون قد تأكدوا من هويتها ونيتها ويوافقوا على انضمامها إلى صفوف المجاهدين، يرسل لها لتجهز نفسها ،و في اليوم المحدد يأتي إليها من ينقلها إلى مركز القيادة، وبمجرد وصولها إلى الجبل تستقبل من طرف المسؤولين ثم تحاورهم حتى يتمكنوا من التعرف أكثر على شخصيتها ويلمس مدى استعدادها للتضحية في سبيل الوطن، ثم يوجه لها خطاب شديد اللهجة يوضح فيه نوعية الحياة في الجبل، وفي الأخير تؤدي القسم على عدم خيانة الثورة والمجاهدين والتضحية بالنفس فداءًللوطن .

كان هذا في بداية الثورة، فكل مجاهد يريد الالتحاق بالثورة عليه أن يؤدي القسم على المصحف، غير أنه مع اشتداد الثورة واستعمال الإدارة الاستعمارية الحركي وكثرة الخونة والجواسيس، تغيرت القوانين وألزمت كل جندي أن يثبت حسن نواياه وجديته في الانضمام، والإثبات يكون عبر قيامه بعملية فدائية كقتل خائن أو تفجير ثكنة للجنود، في غالب الأحيان كانت تبعث الفتيات إلى التدريب والتكوين قبل انضمامهن إلى الجيش، فيتجهن نحو القاعدة الخلفية الموجودة في الحدود الجزائرية المغربية، أين تتمرن بإتقان على المجال الطبي والعسكري والسياسي، بعد أن تختار القيادة نخبة من المناضلات لتقلد مهام بالغة الأهمية ( بومالي، 2010، ص 35)

كان انضمام المرأة الجزائرية إلى ثورة التحرير المجيدة محل تقدير وإجلال عند قادة جيش التحرير الوطني ، لأنّ مشاركتها تُنبِئُ عننمو الوعي الوطني لدى العنصر النسوي تجاه القضية الوطنية، كما تم استقبال المرأة الجزائرية من قبل الثوار بكل حفاوة واعتزاز فعاملها الرجل معاملة الأخ لأخته وتقاسم معها الأدوار والمهمات، والمتأمل في مصطلحات الثورة لا يجد تداول مصطلح امرأة وفتاة بين المجاهدين، بل حلت محلها كلمة أخ وأخت ومناهضةومجاهدة ( بركات، 1985، الصفحات 25-30)، ومما يبرهن على تثمين دور المرأة لدى قادة جيش التحرير ما ورد في ميثاق مؤتمر الصومام، الوثيقة السياسية الأولى للثورة عام 1956م العبارة التالية:"...توجد في الحركة النسائية إمكانيات واسعة تزداد وتكثر باضطراد، وإنا لنحيّيبإعجاب وتقدير ذلك المثل البطولي الذي ما انفكت تضربه في الشجاعة الثورية الفتيات والنساء والزوجات والأمهات"( قديد، د-ت، ص176)  ، وتمثلت مظاهر جهاد المرأة أثناء الثورة في :

3- الجندية

أظهرت المرأة شجاعة وكفاءة كبيرة هذا ما أكسبها ثقة قيادة جيش التحرير الذين سمحوا لها بالانخراط في صفوف المجندين وارتداء الزي العسكري للمشاركة في معارك جبهة التحرير ضد الاستعمار، فكوّنت فرقة عسكرية نسوية حملت السلاح في وجه الاستعمار، وتدربت على كل أساليب القتال والحرب فتخلت عن كل الأحاسيس الانهزامية وشكلت عنصر الإصرار والتحدي، وبرهنت على شجاعتها وإقدامها في الكفاح والتضحية ومقدرتها على استخدام السلاح ومواجهة العدو في المعارك (كفاح المرأة الجزائرية، د-ت، ص345).

   وقد كانت معظم هؤلاء المجندات من الفتيات اللواتيلا يتجاوز سنهن العشرين سنة نسبتهنحوالي 51% و85% ومنهن فئة لا يتجاوز عمرهنالثلاثين سنة، أما عن نشاطهنالعسكري فلم يُحدد لهنّنشاط معين وإنما تسند إليهنالمهام حسب الحاجة العسكرية والمتغيرات (هيلين، 1983، ص 134)، ومن أبرز المجندات نجد مليكة قايد التي استشهدت وهي تؤدي مهمتها في التمريض بأحدالكهوف حينما باغتهم هجوم عسكري فتم إطلاق النار فيما بينهم حتى سقطت مليكة شهيدة (كفاح المرأ ة الجزائرية، د-ت، ص 346-347).

 

4- الفدائية

تُعَدُّالفدائية مجاهدة تنفّذ عملياتها في المدن وتعيش وسط سكّان المدينة، فهي لاتلبسالزّي العسكري مثل الجندية الّتي تحتفظ على مظهرهاالطّبيعي فمن المعتاد كي لا تثير شكوك العدو في تصرفاتها وأعمالها، وأغلب الفدائيات من الطالبات اللائيتركن دراستهنّ إثر الاضطرابات الّتي شهدهاالطّلبة سنة 1956م (بركات، 1985، ص 51).

وقد تميّزت الفدائية بتربية مثالية وتتصف بخصالسامية منها الصّمود،والصّلابة والاعتدادبالنّفس،والإيمان الراسخ الّذي لا تزلزله المشاكلوالأخطار،وغالبا تبدو على وجهها مسحة من الصّرامة والجدّ والصمت المطبق، وهي مشحونة بطاقة من حديد ولا تهاب الموت (بركات، 1979، ص 25-30).

فنفذت عمليات فدائية بالغة الأهمية استهدفت فيها المراكز العسكرية والثكنات ومحافظات الشرطة، ومراكز الدرك، الملاهي والمقاهي وقاعات السينما بوضع قنابل موقوتة في الأماكن التي يلتقي فيها المعمرون بصفة عامة وعساكر وضباط ومن بين الفدائيات نجد الفدائية أزغيشي حدة التي قامت بعملية فدائية قتلت فيها أحد الحركة (كفاح المرأة الجزائرية، د-ت، ص 346-347).

5- المسبلة

هي مواطنةعادية غير متفرّغة للقتال، تقوم بأعمالها اليومية وفي الوقت نفسه تقوم بأعمال لصالح الجيشالوطني، وكنظيراتها من الفدائيات هي الأخرى يشترط فيها أن تتحلّى بصفات وأخلاق حميدة لأن تكون بين صفوف الجيش مثل: النزاهة، العفّة، الصّبر والصّرامة، وكلّ هاته الخصال كانت محببة لدى القادة المسؤولين (بوبكر، 2010، ص51).

قامت المسبلة بواجبها الوطني،وكانت تقوم بحراسة المجاهدين أثناء عمليتهم، وبعد تنفيذها تبرزلهم الطّريق وترافقهم إلى مراكزهم متحدّية بذلك يقظة العدوّ وأحيانا تخفي سلاح الفدائيين وتحمل الوثائق السّرية إلى المسؤولين المكلّفين بها وتشتري الأدوية واللّوازم الّتي يحتاجها المجاهدون، ثمّ تقوم بإيصالها لهم رغم حراسة القوّات الفرنسية والحملات التفتيشية (El moujahid, 1957, .45)

كما كانت المرأة المسبلة المساعدة تضمن لفرق جيشالتّحرير الوطني المتنقلة الراحة وتوفّر للمجاهدين خلال أسفارهم المرهقة ما يحتاجون له من غذاء ونظافة ونوم، كما تشاركهم حياتهم المليئة بالمغامرات بالإضافة إلى دورها في الحراسة،    وكانت تقوم بخياطة العلم الجزائري الذي تنويرفعه عاليا في كلّ فرصة ولحظة( بوثلجة، 2002، ص 81-82)، وتنفذ أوامر المجاهدات وتساعدهنّ عند الضرورة، في بداية  الثورة اقتصر العنصر النسوي على الجزائريات فقط ،ولأن الثورة كانت حق شعب في تقرير مصيره رافض للعبودية والاستعمار فقد أكسب الثورة أصدقاء من كل أنحاء العالم ودفع  بنساء أوربيات من مختلف البلدان  للانضمام للثورة ، وكنّ عاملا قويا وفعّالا  حيث قمن بأعمال هامّة كمسؤولات في الاتّصال والدّعاية وبذلنّ جهودا كبيرة بكل إخلاص وشجاعة(بركات، 1985، ص 57)   .

وقد تحمّلت المرأة المسبّلة كلّ عمليات بطش المستعمر الغاشم وتحملت أنواع العذاب والإهانة (عباس الشريف، د-ت، ص20)، خاصة الفدائيات حاملات القنابل في العاصمة حيث شاركن بقوة في معركة الجزائر كحال سامية لخضاري وزهرة ظريف وجميلة بوحيرد وغيرهن، حيث شهدت أحياء القصبة وباب الواد أعمال فدائية قوية قامت بها حاملات القنابل (Stora,Algérie,2010, p.46)

يمكن إدراج بعض الإحصائيات التي تظهر عدد المناضلات وفترة انضمامهمللثورة التحريرية، حيث يوجد حوالي 9336مناضلة يعرف تاريخ انضمامهم للجيش، كما يبدو أن عدد النساء اللواتي انضممن للثورة بين 1954-1955كان ضئيلا، أما سنة 1956فقد شهد تضخمافي مساهمةالمناضلات.

ويوجد2000مناضلة التحقت بالثورة المسلحة من 1956-1958حيث ارتفعت نسبتهمإلى 65% وهي أضخم نسبة منذ الكفاح (بركات، 1985، ص68-69)

6- نشاط المناضلة نسيمة هبلال في حزب حركة الانتصارمن أجل الحريات الديموقراطية

انضمت المجاهدةنسيمة هبلال إلى العمل السياسي في السادسةعشر من عمرها، وفي1945انضمت إلى الخلايا السياسية الأولى لحزب الشعب الجزائري والذي كان ينشط تحت غطاء السرية بسبب حله غداة اندلاع الحرب العالمية الثانية 1939، كانت المفارقة بالنسبة لشابة من الأهالي أن تشغل وظيفة سكرتيرة في مكتب الوالي العام في الجزائر(GGA) وعرفت الكثير من المناضلات المعروفات اللواتي ضحين بأنفسهن أمثال لعريبي ونيللي فوجي وجيرمن تيليون(El watan,2005)  

كما تعرفت على عدة شخصيات وطنية أخرى كان لها دور فاعل في الحركة الوطنية الجزائرية مثل مصالي الحاج الذي قالت عنه بأنه رمز من رموز الاستقلال وأنها تذكر اليوم الذي رجع من منفاه في الكونغو – برازافيل حيث استنفرت كل المدينة من أجل استقباله في مطار الدار البيضاء (El watan, 2005)

لم يكن موضوع نضال المرأة في الحركة الجزائرية مطروحا أو ذا أهمية نظرا للتركيز على الدور الذكوري أكثر في النضال، ولم يتعد دورها أكثر من مهمة التعليم والدخول في بعض الوظائف، وامتهان عالم الصحافة وكتابة المقالات كحال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وبالتالي لم تكن قضية المرأة ودورها محل نقاش، وبالنسبة لحزب الشعب  فإن انضمام المرأة إلى النضال السياسي كان  محتشما خاصة مع نضال الأمير خالد في المهجر وتسجيل حضور العنصر النسوي ، ويعتبر نضال السيدة إيميلي بيسكان  زوجة مصالي الحاج البداية الفعلية لدخول المرأة معترك الحياة السياسية ليظهر بشكل واضح مع سنوات الأربعينيات ( El watan, 2005)    

إن انضمام المجاهدة نسيمة هبلال كمناضلة في حزب الشعب الجزائري يؤكد انفتاح باب عضوية المرأة في الحزب، خاصة بعد مجازر 08ماي 1945حيث استوعبت نسيمة هبلال الوضع الاستعماري في الجزائر رغم صغر سنها وتأكدت من حسها الثوري بعد مارأته بعينها من ضحايا 08ماي 1945بخراطة بعرض أربع جثث لمدة أسبوع في الشارع. تروي المجاهدة نسيمة هبلال بدايتها الأولى في النضال فتقول :" في البداية كان أحد أقربائي من الأغواط هو الذي وجهني إلى النضال وهو الذي أكسبني وعيا بالوضعية التي نعيشها"، وكان المجال الطلابي وسيلة مباشرة للانضمام إلى العملالسياسي مع حزب الشعب حيث احتكت بطلبة من سنها  وكان بعض الطلبة من أصول تونسية، ارتسم العمل السياسي لهؤلاء الطلبة بعقد الاجتماعات وتنظيم الرحلات، و كانتأول خلية ناضلت فيها نسيمة هبلال في القصبة بالعاصمة أين كانت تتواجد فيها فطيمة بن عصمان، و ماميةشنتوف وفريق من الفتيات يقمن بجمع المال للحزبمن العائلات الميسورة،إلى جانب بيع أعداد جريدة الحزب والتوعية السياسية في الوسط النسوي( El watan, 2005)  ، وتعتبر مامية شنتوف أول امرأة قادت أول خلية نسوية تابعة لحزب الشعب الجزائري، عرفت "بجمعية النساء المسلمات الجزائريات" والتي تأسست سنة 1947وقد جعلت من عيادتها الطبية مقرا لها ،وكانت الأمينة العامة  للجمعية نفيسة حمود و بقيت المناضلتانفي مركزهما حتى 1954، وقد ركزتالجمعية في نشاطها على الوسط الطلابي تحديدا ،وكان الهدف الأساستوعية المرأة بدورها في المجتمع وهذا من خلال الأنشطة الثقافية المتعلقة بالمسرح وبعض الندوات التوجيهية ،إضافة إلى استغلال المناسبات الاجتماعية كالزواج والختان والأعياد الدينية وتحويل عائداتها المالية إلى أسر المناضلين السياسيين ،و كان للجمعية  فروع في المدن الكبرى تنشط فيها مناضلات ساهمن بقوة في الثورة كحال نسيمة هبلال  وعزة بوزكري  زوجة عبان رمضان وفاطمة زكار وسليمة حفاف وغيرهن  ( يحياوي، 2010، ص342) ،  كما كانت تقوم بالتحسيس  والتوعية في أوساط النساء والتجنيد في سبيل القضية الجزائرية" ، كما عبرت عن تأثرها الشديد بوطنية  الزعيم  السياسي مصالي الحاج الذي كانت تعتبره:" رمزا وطنيا كبيرا لجيلنا خرجنا لاستقباله عندما كان في طريقه إلى المنفى في كونغو برازفيل" يومها كانت نسيمة تقيم رفقة أمها في لقولوار قرب حديقة التجارب بالحامة وكانت هبلال زميلة مقربة من مامية شنتوف  في النضال( El watan, 2005

بالإضافة إلى نشاطها مع نفيسة حمود التي كانت جزءا من أول نواة لطلاب الطب في عام 1944م المشكّلة  لرابطة الطلاب المسلمين في شمال إفريقيا، افتتحت وعيها السياسي بالمشاركة في المظاهرات السياسية في الجزائر العاصمة،  إلىجانب كونها عضوا في الخلايا السرية لحزب الشعب الجزائري حيث نشطت في الجزائر  "saint Eugène"  في القصبة خلال تجمعات النساء بنشر أفكار تشجع  على مكافحة الاستعمار وتحرر النساء، اتصلت بالاتحاد الدولي للنساء للاحتفال بيوم 8مارس للمرة الأولى  في الجزائر ، لتنضم في نهاية المطاف إلى صفوف جبهة التحرير الوطني عام 1954موأصبحت الضابط القائد لجيش التحرير الوطني، كما كانت تمارس نشاطها كطبيبة ، كما تعرفت على المناضلة جميلة بوحيرد التي تعد من أبرز المناضلات الجزائريات انضمت للثورة التحريرية سنة 1956في عمر الثاني والعشرين وهي من مواليد العاصمة سنة 1934وتعود أصولها إلى مدينة بجاية( بوصفصاف، 1997، ص89)  

كما كنت لها علاقة مع الناشط والمناضل عمارة رشيد الذي هو من كبار الوطنيين الثوريين مات وهو يحمل السلاح في يده بدأ في مواجهة الاستعمار وعمره لا يتجاوز الثاني والعشرين سنة ساهم بصفة كبيرة في مساندة ودعم جبهة التحرير الوطني رفقة عبان رمضان، كما شارك في العديد من الأعمال الثورية فقد ناضل في حزب الشعب الجزائري وحضر الاجتماعات السياسية في مقر حركة انتصار من أجل الحريات الديموقراطية(إحدادن،2018)   

كما نشطت ضمن فريق صغير من الفتيات الصغيرات ذات التوجه المسيحي اليساري وكانت على علاقة وطيدة بهن في 1950م، وقد برزت نسيمة كناشطة في جمعية النساء المسلمات في الجزائر بواسطة حزب حركة الانتصار من أجل الحريات الديمقراطية وعملت إلى جانب النقابيين الشباب سواء كانوا قوميين وطنيين أم شيوعيين أو متعاطفين، شاركت في مهرجان الشباب الذي نظم في براغ عام 1953م من قبل اتحاد الشباب الديمقراطي الذي تبناه الشيوعيون والذي دعم أبناء المستعمرات (Gallissot, 2006, p.p.323-324(، وفيه قدمت الكشافة الإسلامية الجزائرية تقريرا عن الجزائر وتاريخها والحركات السياسية والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية كما نددوا بالسياسة الاستعمارية  (kaddache, 1993, p.1140).

أدى هذا النضال الوطني المكثف لنسيمة هبلال إلى جانب النشطاء الثوريين في حزب الشعب الجزائري – حركة الانتصارمن أجل الحريات الديموقراطية –إلى الاعتقال في العديد من المرات من طرف الشرطة الفرنسية، لكن علاقاتها الطيبة ببعض الفرنسيين المساندين للقضية الجزائرية جعلها تخرج من السجن دون قضاء مدة طويلة فيه.

7- نسيمة هبلال: المرأة المنسية في الثورة

 شكلت المرأة الجزائرية عنصرا فعالا في الثورة والعمل النضالي من أجل التحرير الوطني، لكن توجد الكثير من المناضلات اللواتي غُيِّب تاريخهن ونضالهنمع إخوانهنالمناضلين ومنهنالمرأة الشجاعة نسيمة هبلال التي تُعدُّمن مناضلات الرعيل الأول في الحركة الوطنية الجزائرية التابعة لحزب الشعب الجزائري.

ولدت المجاهدة الجزائرية  نسيمة هبلال المدعوة - خالتي ميمي -سنة 1928م، ببلدية قرومة بضواحي مدينة الأخضرية(بوساطة، 2013)  ، هذه المنطقة تابعة لمدينة البويرة التي تعتبر مدينة تاريخية،دخلها الاستعمار الفرنسي بعد خرق معاهدة التافنة مع الأمير عبد القادر ، شهدت هذه المنطقة العديد من المعارك المقاومة للاستعمار الفرنسي، كما شهدت كل أشكال التعذيب والاستبداد من طرف الفرنسيين، وبعد اندلاع الثورة انضم العديد من الشبان إلى صفوف جيش وجبهة التحرير الوطني وقد تمثلت مقاومتهم في عدة عمليات فدائية وكمائن ( قاموش الشهداء، 2014، ص 19-24)

كانت الشابة  نسيمة هبلال تحب الضحك والنكت كثيرا ربما كان تقمص هذه الشخصية المرحة لتتخطى وتتخلص من أوجاع الواقع الاستعماري المرير ، وقد اعتبرت من المجاهدات اللواتي دخلن معترك النضال  السياسي الوطني مبكرا حيث تروي عن انضمامها للنضال:" مبكرا تزوجت القضية الجزائرية حتى قبل أول نوفمبر 1954م، وانخرطت في غمار النضال الوطني في عام 1947م حيث لم يتجاوز عمري الستة عشر سنة" ، وقد كانت نسيمة هبلال شاهدة على المجازر البشعة في ماي 1945والتي جاءت عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية حيث تتذكر تلك المجزرة  في نواحي خراطة وتصف ما رأته جيدا من تنكيل  بالجزائريين :" أربع شباب تعفنت جثثهم حتى دون أن يكون لهم حق الدفن" (El watan, 2005)  .

8- مشاركتها في الثورة -اعتقالها وتعذيبها

   كانت المجاهدة هبلال من النساء اللواتي سارعن إلى الانضمامللثورة، وذلك بحكم خلفيتها النضالية في الحزب الاستقلالي، فبعد اندلاع الثورة وانضمامها إليها سرعان ما اعتقلت أول مرة في أفريل 1955بسبب وجود عنوان  المناضل عمارة رشيد بحوزتها  أثناء توقيفها  من طرف الشرطة الفرنسية ،غير أنه تم الإفراج عنها لأنه حينها لم يعتبر دليلا واضحا ودامغا لإدانتها ، ثم توقيفها مرة أخرى في 21فيفري 1957ونقلت خلالها إلى سجون كثيرة: ثكنة حسين داي ، الأبيار ، فيلا سوسيني، سركاجي، الحراش وغيرها من مراكز التعذيب الفرنسية ، أين تعرضت للتعذيب بشتى الطرق في هذه السجون من طرف مظلي  الجنرال ماسي، وتروي المناضلة والمجاهدة سليمة حفاف لقائها بنسيمة هبلال في السجن ت قول:" كنت نائمة في الممر عندما  طلب مني السجان مساعدته في وضع الأحذية ، وعندما دخلت الزنزانة رأيتها في حالة يرثى لها ومنهكة من التعذيب فتظاهرنا بعدم معرفتنا بعضنا البعض فساعدتها على ارتداء حذائها وكان جسمها مليئا بكل أنواع التعذيب لم أرها مرة أخرى حتى الاستقلال"  (Le quotidien Algèrie, 2013)

وبعد معركة الجزائر وإضراب الثمانية أيام تم اعتقالها  بتاريخ 21فيفري 1957م ،روت نسيمة هبلال حيثيات تعذيبها بمرارة حيث تقول:" بعد أن تم اعتقالي واعتقال سي العربي ثم اغتياله مكثت في مراكز التعذيب في أفريل ، أولا  مركز ثكنة القبعات الزرق في حسين داي من هنا بدأت المحنة حيث كنت من الساعة الحادية عشرةإلى الساعة السادسة أتدلى برأسي للأسفل  ورجلي للأعلى وأتعرضللكهرباء و الأسلاكالكهربائية ودلاء الماء  ، وكانت ذراعي مشلولة، وعضلاتيمتصلبة ومنتفخة  كانت مرعبة ، وذلك الألم الشديد الذي أصاب ظهري واستمرت جلسةالتعذيب هذه لساعات طويلة حوالي ست ساعات لتبدأ  العملية الثانية من أجل الاستجواب هكذا يتم التعذيب في السجون الاستعمارية، التعذيب أولا وإيذاء الجسد وإتعاب النفسية حتى يتمنى المجاهد الموت لتأتي المرحلة الثانية التي تتيح الاعتراف في إطار الاستجواب "،وتواصل نسيمة هبلال روايتها :" بدأوافي استجوابي لكني خدعتهم حيث كنت أروي قصصا مختلطة لكن  أنا لم أذكر عبان إطلاقا  تحدثت عن عمارة رشيد الذي توفي منذ أشهر ، لم تكن السجون الفرنسية  تعتقل المجاهدات الجزائريات فقط بل وحتى المناضلات الأوروبيات صديقات الثورة الجزائرية(El watan, 2005)  .

نقلت المجاهدة نسيمة هبلال إلى سجن آخريقع في مزرعة البرتقال أين بقيت ليلتين أو ثلاثلتنقل مرة أخرى للأبيار أين يتواجد العربي بن مهيدي وتقول حول هذا السجن:" التقيت بشقيق محي الدين حيدر هو أسمر وهو شرطي تم اعتقاله .... الغريب أنهم لم يسألوني عن عبان، بدلا منذلك قاموا بسؤالي عن بن خدة وأين رأيته آخرمرة ...لقد ضايقوني: أنت لا تعرفين شخصا هو بن مهيدي مسؤول التبرعات؟ «. كما كان ماسو وبيجار متواجدين في هذا السجن بحكم تواجد بن مهيدي فيه وقد أبديا حسب هبلال- انتقادالطريقة التعذيب المتبعة في هذا المركز لأنه حسبهما يترك آثاراشاهدة على أعمال التعذيب (El watan, 2005).

بقيت في سجن الأبيار يومينأو ثلاثة لتحول مرة أخرى فيلا سيزيني وتتذكر نسيمة هذا المبنى الشاهق جيدا منذ صغرها وعند وصولها تقول:" عندما نزعت العصابة عن عيني اكتشفت الجلاد كان اسمه فيلد ماير جلاد المركز المناوب عذبني في حوض الاستحمام والكهرباء ووضعني في غرفة معزولة لم أكن أعرف أين أنا"، كما تحدثت كذلك المجاهدة نسيمة هبلال عن قضية أودان وتروي بخصوص هذا:" سمعت: أين أودان؟ أين موريس أودان ؟."وأثناء تحويلها بين السجون تذكر نسيمة هبلال أنها التقت بالعديد من المجاهدين من أمثالسليمة حفاف ونيللي فورجي  وهي فرنسية يسارية كانت مناضلة في صفوف الثورة إلى جانب فطيمة بن عصمان، حاولت نسيمة هبلال الهروب من السجن لكن ألقي عليهاالقبض وحكم عليها بخمسسنوات سجنا لتحول إلى سجون فرنسا أين استفادت من التخفيف بسبب تدخل بعض أصدقاء الثورة كحال "جيرمن تيلون "هذه المرأة الفرنسية -عالمة الاجتماع  ولدت جرمان بمدينة أليفر بغرب فرنسا سنة 1907عاينت أحداثا كثيرةبالجزائر منذ احتفال الاحتلال بالمئوية 1930عملت كباحثة في الميدانالاجتماعي والإثنوغرافي بالأوراس رافقت المستشرق "لويس ماسينيون" إلى الجزائر في مهمة حول تزويد الحكومة الفرنسية بمعلومات دقيقة حول الأهالي الجزائريين بعد انطلاق ثورة التحرير قابلت جاك سوستيل في 22فيفري 1955وضمها إلى ديوان الحكومة، دافعت جرمان تيلون عن المعتقلين بطلب تحقيقات ميدانية بالجزائر عن موضوع التعذيب والاعتقال، ساهمت في ثورة التحرير من خلال مساعدتها لمعتقلي إضراب الثمانية أيام ومعركة الجزائر ( رفقاء ياسف سعدي) ، (  ( Germaine, 2009, p.53

ولما كانت المجاهدة نسيمة هبلال من بين المعتقلين بعد إضراب ثمانية أيام ومعركة الجزائر ساعدتها جيرمن تيلون في الخروج من السجن بفرنسا والتنقل إلى باريس (بن جيلالي، 2017، ص 210-211)، وتمكنت بعدها من الاتصال بعبدالرحمان فارس والذي بدوره ساعدها في التنقل إلى تونس لتدخل إلى لجزائروبعد محاولات عديدة مع المناضل محمد يزيد أرسلت إلى بومرداس أين بقيت فيها إلى غاية 1962 (El watan, 2005)         

عاشت المناضلة بعد الاستقلال حالة يرثى لها جرّاءالمرض والفقر والإهمال منكل الأطراف، توفيت يوم الثلاثاء عام 2013م،وقد شيع جثمانها بمقبرة السحاولة (El watan, 2005)   

9- إسهاماتهافي الثورة الجزائرية وعلاقتها بعبان رمضان

نسيمة هبلال رقم من أرقامكبيرة من النساء اللواتي لعبن دورا في الثورة لكنهن غيبن في التاريخ لأسباب مجهولة، كانت نسيمة من النساء الأوائل اللاتي اتصلن بالثورة مبكرا تقول في لقاء جمعها بالمخرجة الجزائرية " نسيمة قسوم " والتي أصدرت أحد أهم الأفلام التاريخية الجزائرية بعنوان: »10949 امرأة «والذي صدر سنة 2014ويحكي قصة المناضلة نسيمة هبلال في صورة تشمل نضال المرأة الجزائرية ودورها أثناء الثورة حيث كانت أول عنصر نسوي اتصل بالثورة le soir d’Algérie ,2015)).

    بالإضافة إلىأن بيتها كان ملجأ للمجاهدين ومكان تخطيط لمستقبل الثورة حيث توجدشهادة زهير احدادن حول رشيد عمارة ونشاطه، يذكر فيهبأن  منزل نسيمة هبلال كان مركزا لنشاط المناضلين حيث يقول:" استمر الاتصال مع الطلبة إلى غاية عطلة الربيع في شهر أفريل، يومها قال لي عمارة لقد تقرر إجراء لقاء مع مسؤول كبير في تاريخ معين، لا أتذكره حدد مكان اللقاء في حديقة التجارب بالعناصر، كنت رفقة لمين خان، اتبعنا عمارة الذي قادنا إلى منزل ( عرفت فيما بعد أنه للسيدة نسيمة هبلال) هنا وجدنا أنفسنا أمام المسؤول الذي كان جالسا عرفت فيما بعد أنه عبان رمضان..."    (إحدادن، 2018).

أما عن المجاهد والشهيد  عبان رمضان فهو من مواليد يوم 10جوان 1920ببلدة عزوزة بمنطقة القبائل من عائلة ثرية نال شهادة البكالوريا في ثانوية ابن رشد بالبليدة عام 1942، وفي 1943استدعى للخدمة الإجبارية فأصبح أمينا عاما بالبلديةالمختلطة بشلغوم العيد وانخرط في MTLD1946، وانضم لحركة اللجنة المكلفة بالشؤون الاجتماعية والنقابية 1947، التي أسسها عيسات إيدير وأصبح مسؤولا ولائيا للحزب في مدينة سطيف ليصبحعضوا في اللجنة المركزية عام 1950، وقد ألقي عليه القبض في اجتماع المناضلين ليلا بمدينة عين تموشنت وحكمت عليه محكمة بجاية ب 5سنوات في سجن بربر  بالعاصمة ثم بجاية وبعدها نقل إلى فرنسا وقد كان له دور في تأسيس الاتحاد العام للعمال  (Ageron,1990,p.4-6)  .تحدث عنه الكثير من المؤرخين منهم مبروك بلحسين فقال عنه:"عبان رمضان يشبه شجرة البلوط التي تنمو بسرعة وبقوة، وتترك من تحتها وورائها بقية الأشجار ، حاجبة عنها الأضواء ...وهكذا قطعت شجرة البلوط لأنها تحدث وتسبب الظلال"   ( بلحسين، 2004، ص43).

وقد وصفه لخضر بورقعة بعدما التقى به قائلا عنه:"كانت تبدوعليه مظاهر الصحة؛ممتلئ الجسم،عريض المنكبين،لا بالطويل ولا بالقصير،سمح الوجه،مستدير،نظراته لا تستقر على شيء معين."  (بورقعة، د-ت، ص 38).

اعتبر عبان رمضان من المناضلين الكوادر في حزب الشعب الجزائري ثم ثورة التحرير، حرر العديد من المناشير التي كانت توزع في بدايات الثورة منها المنشور الذي نشر باسم جبهة التحرير الوطني منذ الإعلان عن أول نوفمبر (بلحسين، 2004، ص41-42).

 لقد كان لعبان رمضان دور مهم في مؤتمر الصومام فقد كان من بين المشاركين فيه فكان ممثلاعن جبهة التحرير الوطني،وأمين الجلسة،كما كان من أعضاء لجنة التنسيق والتنفيذ التي انبثقت عن مؤتمر الصومام،  ( El watan, 2005)  " ورغم الدور القيادي الذي مثله  عبان رمضان إلا أنه تم اغتياله حسبما صرحت به  نسيمة هبلال وتصفيته من طرف القيادة حيث قالت:" عندما قتل عبان رمضان، كنت في السجن لكن الذي أعرفه أنّ بو الصوف هو من أعطى الأمر بتصفيته، لأن عبان كان يريد العودة إلى الجزائر ، كان يقول  : لا يمكن أن نقوم بالثورة من الخارج لأن الذين مثلوا الثورة في الخارج  اهتموا بشؤونهم وليس بشؤون الثورة، لم يكن هذا القرار يعنيهم كثيرا فقاموا بتصفيته، عندما ذهب إلى الاجتماع في المغرب  لم يراوده حتى في الخيال أنّ زملاء الثورة سيغدرون به، هناك من حذره ونصحه بعدم الذهاب لكنه رفض أنْيصدق أنّأصدقاء النضال سيغدرون به... لقد شنقوه في النهاية" هكذا تم اغتيال عبان رمضان             ( El watan, 2005)  .

تعرفت نسيمة هبلال على المناضل عبان رمضان عندما كانت مكلفة بتمثيل الشباب الجزائري في مهرجان عالمي في بوخارست برومانيا، وبينما هي جالسةفي مطعم رفقة أحد الأصدقاء جاءها محمد سحنون الذي قام بتعريفها على عمارة رشيد الذي كان طالبا عمره 19سنة ما يزاليزاول دراسته،الذي أخبر نسيمة بأنه سيأتي إليها شخص لكي تستقبله في بيتها عندما تعود للجزائر ، وبعد عودتها جاءها الضيف الذي هو عبان رمضان فكان أول لقاء بينهما في بيتها الشخصي( El watan, 2005) ،حيث بعدخروجه من السجن عاد أولا إلى قريته بعزوزة حيث  زاره كريم بلقاسم وعمر  أوعمران من أجل شرح ما وصلت إليه الثورة ليعود عبان ويلتقي بنسيمة هبلال (Ben khedda, 2000, 54)     .

وتقول نسيمة عن عبان:" كان شخصاموسوعي الثقافة، حازما، متخلقا ومتواضعا، كان جد مرتاح عندنا في البيت وذلك لأن أمي كانت تتحدث معه بالقبائلية بطلاقة تعلمتها عن أبي الذي كان قاضيا بتيزي وزو. (El watan, 2005

    بدأت نسيمة هبلال العمل مع عبان رمضان كسكرتيرة شخصية له في عام 1955م، لأنه كان تزعم قيادة جبهة التحرير الوطني في الفترة الممتدة من 1955-1956م ومارس القيادة في جبهة التحرير في الجزائر العاصمة، أما نسيمة هبلال السكرتيرة كانت تغطي النشاطات المتعددة، والمشاركة في الاجتماعات في مخابئ التخزين المؤقت وتقوم بأخذ النصوص والكتابة، والرسموإعداد الوثائق، وقد أكدت المجاهدة حفصة بسكر في شهادتها العلاقة الجيدة والوطيدة بين هبلال وعزة بوزكري زوجة عبان رمضان.

كما شاركت نسيمة في الكثير من الأعمال إلى جانب عبان رمضان باعتبارها كاتبة له:

10- مؤتمر الصومام 1956

تذكر المجاهدة نسيمة هبلال  في كل المقابلات التي سجلتها الصحافة معها أو حتى لقاؤها بالمخرجة نسيمة قسوم حضورها مؤتمر الصومام  1956مع أن المصادر لا تذكر حضور العنصر النسوي  بالأسماء بل إشارات عامة ومقتضبة   ، وتجدر الإشارة أن بعض المجاهدات  ذكرن حضورهن في المؤتمر كحال شهادة المجاهدة "لويز عطوش "المعروفة باسم "لويزة الفرملية" ، وهي من مواليد 1935بفرنسا استقرت مع عائلتها بالجزائر منذ 1948، حيث تكونت في سلك التمريض وامتهنته مع الخمسينيات وتذكر في شهادتها أنها وجدت نفسها بعد 20يوما من انضمامها للثورة بعد استدعائها من طرف المجاهدين  بمنطقة وادي الصومام ، وتقول بأنها لم تحضر المؤتمر كعضو لكن  حضورها إلى جانب ابنة عمها كان كممرضتين في حالة وقوع هجوم أو حالة صحية مستعجلة ، وقد التقت بكريم بلقاسم واوعمران كما نشطت إلى جانب المجاهدات في سلك الطب والتمريض : نفيسة حمود ويمينة شراد وعائشة حداد ، وهو ما يؤكد تواجد العنصر النسوي في المؤتمر ويؤكد حضور الكاتبة نسيمة هبلال  كسكرتيرة إدارية في الثورة  (النصر، annasronline.com، 2018)

لذلك وبعد مرور عامين من اندلاع الثورة المسلحة التي تطورت بسرعة وتبنتها كل الجماهير لاسيمافي الريف، اضطرّت القيادة إلى تنظيم مؤتمر يقيّم ما وصلت إليه الثورة ، وهكذا انعقد مؤتمر الصومام في 20أوت 1956م ليقوم بتقييم سنتين من الكفاح ووضع قواعد وهياكل تنظيمية لجبهة التحرير الوطني وإعطاء الثورة بعدا دوليا ،وتؤكد  المجاهدة  نسيمة هبلال بأنها كانت عضوا  وشاركت في التحضير لهذا المؤتمر، قائلة :"وكنت من الذين هندسوا له رفقة عبان رمضان"( El watan, 2005)   ،إلى جانب حضور شخصيات ثورية  مهمة  منهم: العربي بن مهيدي، عبان رمضان، عمر اعمران، كريم بلقاسم،....وغيرهم من القادة السياسيين والعسكريين ( صحراوي، 2014، ص66)   

 

11- خرج هذا المؤتمر بمجموعة من القرارات التي تمثلت في

تقسيم البلاد إلى ست ولايات ورسم حدودها من جميع الجهات، وتقسيم الولاية على النحو التالي: الولاية، المنطقة، الناحية ثم القسمة وتكون القيادة في مجلس الولاية جماعية بين قادة الولاية ونوابه الثلاث.

نظمت القرارات العسكرية التي أقرت بتوحيد العسكري والرتب واللباس والمصالح والمخصصات.

أقرت القرارات السياسية تنظيم النشاط السياسي على الشكل التالي:

لجنة التنسيق والتنفيذ: تتكون من خمسة أعضاء وتتكفل بالإشراف على الجهاز السياسي والعسكري للثورة، ولها الحق في تشكيل الحكومة المؤقتة بالتنسيق مع المندوبين في الخارج (يعيش، 2017، ص78)، وكانت نسيمة هبلال أقدم سكريتيرة للجنة التنسيق والتنفيذ عملت جنبا إلى جنب مع عبان رمضان وكريم بلقاسم (L’expression, 2015).

المجلس الوطني للثورة الجزائرية: يتألف من 34عضو (17 دائمين و17مؤقتين) ويعتبر المجلس أعلى جهاز تشريعي للثورة(برلمان)، يوجه سياسة جبهة التحرير الوطني الداخلية والخارجية، وهو المخول بإيقاف القتال والبت في القرارات المصيرية.

ب- المحافظون السياسيون: مهمتهم سياسية، فهم يساعدون جيش التحرير الوطني ويقدمون المنشور وينقلون الأخبار ويوجهون الشعب ويواجهون الحرب النفسية.

ج- المجالس الشعبية: تُشكَّلعن طريق الانتخاب في جميع قرى ومدن الوطن لتشرف على سير الحياة اليومية وما يتعلق بالشؤون العدلية والمالية والاقتصادية (يعيش، 2017، ص 78).

12- نسيمة هبلال وجريدة المجاهد

   ظهرت جريدة المجاهد لسان حال جبهة التحرير الوطني والثورة ككل لأول مرة في جوان 1956م على شكل نشرة خاصة في الجزائر العاصمة، وفي شهر جوان 1957م أخذت شكلها المعروف الناطقة باسم جبهة التحرير الوطني بعد وقف صدور جريدة المقاومة في 15جويلية 1957م وبذلك أصبحت جريدة المجاهد اللسان الرسمي لجيش وجبهة التحرير الوطني (المعرفة https://m.marefa.org.)

و لما كان للمجاهدة نسيمة هبلال خلفية  تاريخية في إصدار مناشير حزب الشعب فإن العمل الصحفي الثوري لم يكن غريبا عنها وهو ما يؤكد دورها في جريدة المجاهد ، فقد اشتغلت المجاهدة نسيمة بالعمل الدعائي واعتنت بالمنشورات التي كانت تطبعها في المنزل وكانت تطبع كذلك عند الأوروبيين الذين دعموا جبهة التحرير الوطني وحتى في مراكز  الآباء البيض بالقرب من سيدي عبد الرحمان، واستمرت في عملها هذا حتى بعد إطلاق سراحها في أفريل 1955لتكون أول امرأة مناضلة دائمة كما كانت تستمر في تأكيد إصدارها جريدة المجاهد باللغة الفرنسية في كل المقابلات الصحفية ،  وكانت المادة الصحفية للمجاهد معتبرة  إلى جانب  نشاطها في إصدار جريدة النقابة العمالية التابعة للاتحاد العام للعمال الجزائريين  وهي  "العامل الجزائري"   ( El watan, 2005) .

وتصرح المجاهدة  نسيمة هبلال في شهادة قدمتها لجريدة الوطن في 2005 حول جريدة المجاهد أنها أول من اشتغل على إصدار الأعداد الأولى من جريدة المجاهد  باللغة الفرنسية غير أن  بيار شولي ادعى أنه هو الذي أشرف على إصدار المجاهد باللغة الفرنسية من تونس وهذا غير صحيح حسب شهادتها حيث تؤكد :"أنا من أشرفت على إصدار هذه الأعداد التي جاءت في أكثر من 70صفحة، أما عن مادتها فقد كنا نقوم بجمعها من المناضلين وكنا نقوم برقنها وتوضيبها  رفقة حمود هاشم المعروف باسم السي حسين، وقد كانت الجريدة تعد بصفة سرية عند أحد المناضلين في "رويسو" والذي كان يملك مصنعا لتحميص القهوة هذا المناضل الذي قام بمنحهم الطابق العلوي من أجل إصدار جريدة المجاهد" ، وقد كانت نسيمة تقوم برقن هذه الجريدة و"سي حمود هاشم" يقوم بطبعها وقد كانت تتلقى التعليمات  والتوجيهات من عبان رمضان وأمحمد يزيد ،ولا ندري لماذا لم يشر إلى اسمها في إعداد جريدة المجاهد رغم أنها تنكر دور بيار شولي في إصدار أول عدد بالفرنسية وتؤكد أنها من أعدته إلى جانب مساعدة المجاهدة عزة بوزكري-زوجة عبان رمضان - لها في الرقن والطبع بحكم عملها كسكرتيرةلدى محامي فرنسي حيث صرحت في شهادتها أنّهبلال اشتغلت بالطبع وإخراجالوثائق إلى غاية توقيفها الأول في 1955.( El watan, 2005

13- نشاطها في الاتحاد العام للعمال الجزائريين

كان تأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين استجابة لظروف مختلفة كانت تعيشها الجزائر وبالتحديد الثورة الجزائرية التي كانت بحاجة إلى وقوف كل الطبقات الشعبية الجزائرية إلى جانبها، وفي هذه الفترة قام جيش التحرير الوطني بقيادة زيغود يوسف بهجومات 20أوت 1955م بالشمال القسنطيني، وبدأت الثورة تتوسع وتحقق الشعبوية بعد فك الخناق عن المنطقة الأولى بواسطة هذه الهجمات.

كما بدأت عمليات جيش التحرير الوطني تمتد إلى مختلف أنحاء الجزائر فحققت العديد من الانتصارات، فبدأت جبهة التحرير على المستوى السياسي أيضا، فقد التحق بالثورة التحريرية أعضاء اللجنة المركزية في الأشهر الأولى من سنة 1955م كما التحق أعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين سنة 1956م (بن نعيمة، 2016، ص 142).

نشأ هذا الاتحاد بعد اتصال بين المناضلين النقابيين لعقد لقاء مشترك وتحضير تقرير حول مشروع مركزية نقابية وذلك يوم 17فيفري 1956م بمنزل النقابي بوعلام بورويبة بحضور كل من عيسات إيدير والذي كانت ثقتهم به كبيرة، ويوسف بن خدة، عبان رمضان الذي كان مدركا للدور الذي تؤديه الطبقة العمالية، وقد تم الاتفاق على ما يلي:

-تحديد المنظمة بالاتحاد العام للعمال الجزائريين.

-ضرورة وحدة الاتحاد العام للعمال الجزائريين.

-وجوب امتناع المناضلين عن كل نشاط سري.

وبعد هذا الاتفاق تأسست في 24فيفري 1956م انعقدتبالجزائر العاصمة جمعية عامة للعديد من النقابات الجزائرية لتعلن رسميا عن تأسيسه كقوة مستقلة، هو أول تنظيم نقابي مستقل في خضم حرب التحرير الوطني، وهو منظمة نقابية مطلبية حرة ومستقلة عن كل وصاية حزبية أو إدارية أو من المتعاملين الاقتصاديين ويرمز لها ب "إ. ع.ع. ج" وهي منظمة ديمقراطية مفتوحة أمام جميع الموظفين.،وقد كانت الأهداف المسطرة لهذ التنظيم النقابي ما يلي:

وقد كانت الأهداف المسطرة لهذا التنظيم النقابي ما يلي:

- التعبير عن طموحات العمال الشرعية وإعطاء الكفاح العمالي توجيها مطابقا لآمالهمالعميقة.

-القضاء العام على كافة أشكال التمييز العرقي من أجل الدفاع عن الطبقة العاملة، وتوطيد إقامة ديمقراطيته حقيقة على صعيد النقابات.

- توجيه نضال العمال للحصول على ظروف أحسن للعمل والشغل الكامل.

- تحقيق الوحدة العمالية لإفريقيا الشمالية وذلك مع نقابتي تونس والمغرب.

- العمل على التعريف بصوت الجزائر على الصعيد الدولي، وذلك بالانخراط في منظمة دولية بعد مشاورة ديمقراطية في أوساط العمال.

- يعمل الاتحاد على إخراج الأجراء من الظلمات إلى النور ومن الغموض إلى الوضوح والانتظار والتردد إلى الإقداموالسير إلى الأمام (قيصار،2013، ص4).

   وقد ضم هذا الاتحاد كل النقابات العمالية التي ستمثل بعض القطاعات الاقتصادية والوظائف هي: عمال ميناء الجزائر، عمال السكك الحديدية للجزائر والبليدة، المعلمين، عمال مؤسسة النقل، عمال مؤسسة الكهرباء والغاز، عمال مكاتب التجارة وهيئات الضمان الاجتماعي، عمال المستشفيات، عمال بعض مؤسسات التبغ، عمال الحديد، عمال ترامواي الجزائر، عمال البلديات، عمال المواد الكيماوية وعمال المخابز (بن نعيمة، 2015-2016، ص147).

وتعدنسيمة من بين المناضلات والمناضلين الذين كان لهم دور في الاتحاد العام للعمال الجزائريين بعدما تم سجنها من طرف السلطات الفرنسية فحقق معها لمدة ثلاثة أيام في مقر الشرطة لكنهم لم يفلحوا في انتزاع أية معلومات منها، ليتم اقتيادها إلى سجن الحراش حيث قضت سنة كاملة فيه ثم أطلق سراحها وبعد عودتها  طلب منها عبان رمضان العودة  للعمل في مكتب الحاكم العام بالجزائر  من أجل دعم الثورة أكثر   لكنها رفضت العودة فتم  إرسالها للنشاط في الاتحاد العام للعمال الجزائريين ، غير أنها تذكر الصعوبات التي واجهتها أثناء نشاطها ككاتبة لعبان رمضان ونشاطها في الاتحادبسبب رفض عيسات إيدير استمرارها في دورين  حيث تعرضت لضغوطات من هذا الأخير، وهكذا التحقت نسيمة هبلال بالاتحاد ، حيث عيّنت في  الأمانة الإدارية للاتحاد العام للعمال الجزائريين وقد كانتتعتبر شخصا أساسيا فيه ،فهي تعمل كسكرتيرة تقوم بالكتابة والطباعة والإخراج وفي الوقتنفسهتنظم مركز النقابات العمالية، وقد كانت تسجل غيابا متكررا عن الاتحاد عندما تعمل لصالح عبان رمضان أو تقوم بمهام في جبهة التحرير الوطني هذا ما جعلها لا تفهم جيدا إدارة الاتحاد العام للعمال الجزائريين  ( El watan, 2005) .

بالإضافة إلى عملها في الاتحاد العام للعمال  الجزائريين شاركت بفعالية في لجنة الإضراب في عام 1957م ، حيث كانت على تواصل  مع القيادة السياسية لجبهة التحرير الوطني: العربي بن مهيدي، عبان رمضان (Gallissot, 2006, p.324)، وتذكر نسيمة هبلال مشاركتها في  إضراب سنة 1957م -إضراب الثمانية أيام -والذي جاء استجابة لنداء جبهة التحرير الوطني ودعوتها لكل شرائح المجتمع الجزائري للمشاركة فيه ابتداء من 28جانفي 1957م ، فتم توزيع العديد من المناشير من أجل إنجاح هذا الإضراب ( خلوفي، 2018، ص84) ، والذي أدّى إلى القبض عليها من طرف القوات العسكرية الفرنسية  وذكرت اعتقالها في 21فيفري 1957بعد الإضراب مباشرة ، وكانت تتواجد  في سجن الأبيار إلى جانب بن مهيدي وهو ما يوضح صحة مشاركتها في هذه الإضرابات  ( Gazette, 2015).

الخاتمة

في نهاية دراستنا التاريخية هذه توصلنا إلى النتائج التالية:

أولا- كان لنجاح المشروع الثوري في تجاوز الشرط الاستعماري صدى كبير لدى الطبقات الشعبية الجزائرية وهو ماجعل عملية التعبئة الشعبية للثورة شاملة من أجل تحقيق الحرية والاستقلال والتخلص من الاستعمار، ويعتبرتجنيد المرأة من أهم نقاط قوة الثورة ولم يكن دورها أقل شأنا من الرجل في عملية التجنيد والجهاد فكانت فدائية، مسبلة- طبيبة- كاتبة وجندية في المعارك العسكرية، وقد عرفت الثورة نساء فعلن في تاريخ الثورة الجزائرية وسجل التاريخ بطولاتهن على الصعيد السياسي والعسكري والتاريخي.

ثانيا-   لم يكن موضوع نضال المرأة مطروحا في أدبياتحزب الشعب  الجزائري بسبب حصر مفهوم النضال في صنف الرجال ، وكانت بداية دخول المرأة للسياسة مع مرحلة الأربعينياتبالمشاركة في العملالسري للحزب ، واعتبرت نسيمة هبلال من الطالبات اللواتي انضممن مبكرا للنضال والعمل في طبع وتوزيع المناشير السرية وبيع جرائد الحزب ، ومنذ تأسيس جمعية النساء المسلمات الجزائريات في 1947   وانضمام نسيمة هبلال إليهاتصاعد الوعي الوطني لديها أكثر  وساهمت في نشر الأفكار الثورية في الأوساط النسوية في إطار نشاط الجمعية إلى جانب جمع التبرعات لصالح الحزب وكسب التأييد من بعض الفرنسيات  المتعاطفات مع وضعية الجزائر .

ثالثا– صنع نضال المجاهدة نسيمة هبلال مفارقة في نوع الدعم الذي قدمته المرأة الجزائرية والمتعلق بحمل السلاح أو التمريض أو العمليات الفدائية كمعالم أساسية في الجهاد، غير أن هبلال نالت شرف أول شابة تعمل سكرتيرة في مكتب الوالي العام بالجزائر وأول مجاهدة تستلم مهمة كاتبة شخصية لعبان رمضان وتحضر مؤتمر الصومام  وتواصل مهمة السكرتيرة في لجنة التنسيق والتنفيذ كون عبان  رمضان عضوا فيها ، إلى جانب مساهتها في الاتحاد العام للعمال الجزائريين ، كما ساهمت في النشاط الصحفي للثورة من خلال مشاركتها في إصدار الأعداد الأولى من جريدة المجاهد إلى جانب مساهمتها بخبرتها في صحافة الاتحاد العام للعمال الجزائريين ورغم ذلك تعرضت لضغوطات شخصية بين الامتثال لأوامر  عبان رمضان وعيسات إيدير، كما شاركت في تنظيم إضرابالثمانية أيام ومعركة الجزائر حيث اعتقلت مع الفاعلين التاريخيين في هذه المحطات،  ،وتعرضت للسجن والتعذيب ويبدو أن بداية إقصائها تزامن مع عزل عبان رمضان سياسيا ثم اغتياله ،وخروج لجنة التنسيق والتنفيذ إلى تونس وبالتالي انحصر نشاطها بعد عودتها للجزائر .

وتبقى هذه الدراسة مساهمة في تاريخ شخصية مغمورة من تاريخ الثورة وقد تفتح باب البحث الموسع مستقبلا لاكتشاف شخصيات وطنية أخرى فعلت في تاريخ الجزائر

المصادر والمراجع

بالعربية

- بورقعة، لخضر، د-ت، مذكرات الرائد لخضر بورقعة شاهد على اغتيال الثورة، تح: بخوش صادق ، دار الأمة، الجزائر.

- بلحسين، مبروك،2004، المراسلات بين الداخل والخارج (الجزائر- القاهرة)، مؤتمر الصومام في مسار الثورة التحريرية، تر: الصادق عماري، دار القصبة، الجزائر.

-بوصفصاف، عبد الكريم،1997، جهاد المرأة الجزائرية في ولاية سطيف وتضحياتها الكبرى 1954-1962، منشورات المنظمة الوطنية للمجاهدين، الجزائر.

- بلاح، بشير،2006،تاريخ الجزائر المعاصر 1830-1989،ج1، دار المعرفة، الجزائر..

-بوعزيز، يحي، 2007، سياسةالتسلط الاستعماري والحركة الوطنية الجزائرية 1830-1954، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر.

-بوحوش، عمار، 1997، التاريخ السياسي للجزائر من البداية ولغاية 1962، دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان.

-بومالي، أحسن، 2010،أدوات التجنيد والتعبئة الجماهيرية أثناء الثورة التحريرية 1954-1962، دار المعرفة، الجزائر

- بوثلجة، زاهية بودية، 2002، نساء الجزائر، منشورات جمعية النساء في اتصال، الجزائر.

-بوساطة، أحمد ،2013،"نسيمة حبلال كاتبة سابقة لعبان رمضان في ذمة الله"، جريدة الجزائر الجديدة.

- بن نعيمة، عبد المجيد،2015-2016، " الحركة العمالية الجزائرية ونشاطها أثناء الثورة التحريرية 1954-1962"، (أطروحة دكتوراه غير منشورة)، جامعة أحمد بن بلة، وهران، الجزائر.

- بوبكر، عبد الله ،2010، "مساهمةالمرأة الجزائرية في الجانب العسكري والاجتماعي"، الملتقى الدولي حول دور المرأة الجزائرية في الثورة التحريرية 1954-1962، يومي 25-26أكتوبر 2010، جامعة 20أوت 1955، سكيكدة.

-جبلي، الطاهر ،2008-2009،" شبكات الدعم اللوجيستيكي للثورة التحريرية 1954-1962"، (أطروحة دكتوراه غير منشورة)، كلية العلوم الانسانية والاجتماعية، جامعة أبي بكر بلقايد، تلمسان، الجزائر.

- خلوفي، بغداد، "الحركة الإضرابية للاتحاد العام للعمال الجزائريين أثناء الثورة التحريرية من خلال الوثائق الأرشيفية"،2018، المجلة الجزائرية للمخطوطات، مجلد 13، العدد (1)، المركز الجامعي نور البشير، البيض، الجزائر.

- درار بركات، أنيسة،1985، نضال المرأة الجزائرية خلال الثورة التحريرية، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر.

- درار بركات، أنيسة، 1979،"المجاهدة في جبهة التحرير"، مجلة التاريخ، العدد (7)، الجزائر.

- درويش سعيدة، 2014، مشكلة المرأة في الفكر الجزائري الإسلامي المعاصر، عالم الكتب الحديث، الجزائر.

- شلبي، أمال، 205-2006، "التنظيم العسكري في الثورة التحريرية الجزائرية 1954-1956"، (رسالة ماجستير غير منشورة)، كلية العلوم الانسانية والاجتماعية، جامعة العقيد الحاج لخضر، باتنة، الجزائر.

- العسلي بسام ،1984، المجاهدة الجزائرية، دار النفائس، ط1، بيروت، لبنان.

- جريدة النصر، 31-10-2018(annasronline.com)

-عبد القادر صحراوي ،2014، "مؤتمر الصومام 1956من خلال شهادات بعض قادة الثورة: الرئيسين بن يوسف بن خدة وعلى كافي"، مجلة الحوار المتوسطي، مجلد 5، العدد (6).

- غيلاني، السبتي، 2010-2012، " علاقة جبهة التحرير الوطني الجزائرية بالمملكة المغربية أثناء الثورة التحريرية الجزائرية"، (أطروحة دكتوراه غير منشورة)، كلية العلوم الانسانية والاجتماعية، جامعة الحاج لخضر باتنة، الجزائر.

-قديد، هند، د-ت، دور المرأة أثناء الثورة التحررية، مقال من كتاب دراسات وبحوث الملتقى الوطني الأول حول كفاح المرأة، منشورات المركز الوطني للدراسات والبحث، الجزائر.

- قاموس شهداء ثورة التحرير الوطني لولاية البويرة 1954-1962، المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، الجزائر، 2014.

- قيصار، نوال، 2013، "تاريخ الحركة النقابية الجزائرية أثناء الثورة الاتحاد العام للعمال الجزائريين -1956-1962- أنموذجا "، المجلة المغاربية للدراسات التاريخية والاجتماعية، المجلد 5، العدد 1، جامعة الجيلالي اليابس، سيدي بلعباس.

-  كفاح المرأة الجزائرية، د-ت، دراسات وبحوث الملتقى الوطني الأول حول كفاح المرأة، منشورات المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، الجزائر.

- جريدة الفجر ،2013، مقابلة مع المجاهدة نسيمة هبلال.

-- مهساس، أحمد، 2003، الحركةالثورية في الجزائر من الحرب العالمية الأولى إلى الثورة المسلحة، تر: الحاج مسعود، مسعود وعباس، محمد، دار القصبة، الجزائر.

-هيلين قان، فيلد وآخرون، د-ت، المرأة الجزائرية، تر: قسطون، سليم، دار الحداثة.

- يحياوي، مسعودة،2010، المجتمع المسلم والجماعات الأوروبية في الجزائر القرن العشرين، حقائق وايديولوجيات وأساطير ونمطيات، تر: المعراجي، محمد، دار هومه، الجزائر.

-يعيش، محمد، "مؤتمر الصومام عام 1956وإشكالية تجسيد قراراته"، مجلة المعارف للبحوث والدراسات التاريخية، المجلد 3، العدد 5، جامعة الوادي، الجزائر.

- شهادة المجاهدة حفصة بسكر: بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، دار الثقافة قنفود الحملاوي، المسيلة 6مارس 2017.

باللغة الاجنبية

Ageron,charles robert,1990, .Vers Un Syndicalisme mationalen Alger 1946-1956in R.H.M.C.Bib.lothèque nationale de France.

-Ben Khedda Ben youcef, ABane – Ben m’hidi leur apport a’ la revolution Algèrienne .ed dahlab.Alger..

 -Elmoujahid, 1957, n°3 

-l’expression. Le quotidien,2015.

-El watan 16juin 2005.

-Gallissot,Reunè,2006,Algerie engagements Sociaux et ouestion Nationale de la colonisation a’ l’indèpendance 1830-1962.Paris.

-Gazette du.FIOFA-Algerie- 11juin 2015- festival international d’ocan du film arabe.

Kaddache, mahfoud, 1993, Histoire du nationalisme algerien , question  natoinal et politique algerien 1919-1951, ,Alger

  -Le soir d’Algèrie ,2015     

-  Stora, Benjamin.,Tramor quemeneur,2010, Algérie 1954-1962.lettres. Carnets. Et rècits des Français et des Algèriens dans la guerre. Les arènes.

- Tillion, Germaine,2009, Fragments de vie. texts rassembles et presents par. TZetetan todorov .seuil .Paris..

@pour_citer_ce_document

سلوى لهلالي, «المناضلة نسيمة هبلال الكاتبة الشخصية لعبان رمضان: من حزب الشعب الجزائري إلى الثورة التحريرية (1947-1962م).»

[En ligne] ,[#G_TITLE:#langue] ,[#G_TITLE:#langue]
Papier : ص ص 69-83,
Date Publication Sur Papier : 2021-06-28,
Date Pulication Electronique : 2021-06-28,
mis a jour le : 28/06/2021,
URL : https://revues.univ-setif2.dz:443/revue/index.php?id=8259.