الترجمة الحرفية في لغة الصحافة المكتوبة الجزائرية-دراسة تحليلية لجريدة الخبر من العدد 9272 إلى العدد 9298-Literal Translation into the Algerian Printing Press -Analytical Study of Al Kabar Newspaper from number 9272 to 9298-
Plan du site au format XML


Archive: revues des lettres et sciences sociales


N°01 Avril 2004


N°02 Mai 2005


N°03 Novembre 2005


N°04 Juin 2006


N°05 Juin 2007


N°06 Janvier 2008


N°07 Juin 2008


N°08 Mai 2009


N°09 Octobre 2009


N°10 Décembre 2009


N°11 Juin 2010


N°12 Juillet 2010


N°13 Janvier 2011


N°14 Juin 2011


N°15 Juillet 2012


N°16 Décembre 2012


N°17 Septembre 2013


Revue des Lettres et Sciences Sociales


N°18 Juin 2014


N°19 Décembre 2014


N°20 Juin 2015


N°21 Décembre 2015


N°22 Juin 2016


N° 23 Décembre 2016


N° 24 Juin 2017


N° 25 Décembre 2017


N°26 Vol 15- 2018


N°27 Vol 15- 2018


N°28 Vol 15- 2018


N°01 Vol 16- 2019


N°02 Vol 16- 2019


N°03 Vol 16- 2019


N°04 Vol 16- 2019


N°01 VOL 17-2020


N:02 vol 17-2020


N:03 vol 17-2020


N°01 vol 18-2021


N°02 vol 18-2021


N°01 vol 19-2022


N°02 vol 19-2022


N°01 vol 20-2023


N°02 vol 20-2023


N°01 vol 21-2024


A propos

avancée

Archive PDF

N°02 vol 18-2021

الترجمة الحرفية في لغة الصحافة المكتوبة الجزائرية-دراسة تحليلية لجريدة الخبر من العدد 9272 إلى العدد 9298-

Literal Translation into the Algerian Printing Press -Analytical Study of Al Kabar Newspaper from number 9272 to 9298-
ص ص 84-98
تاريخ الإرسال: 2019-10-27 تاريخ القبول: 2021-04-13

عبد الله سي موسى
  • resume:Ar
  • resume
  • Abstract
  • Auteurs
  • TEXTE INTEGRAL
  • Bibliographie

 الورقة المقدمة حول موضوع الترجمة الحرفية في جريدة الخبر اليومية في الجزائر تأتي لتحقيق جملة من الأهداف منها:طبيعة اللغة الإعلامية في صحافتنا المكتوبة باستخدام المنهج الوصفي التحليلي من خلال تطبيق أداة تحليل المضمون على عينة عشوائية بسيطة متكونة من خمسة أعداد لجريدة الخبر الصادرة خلال الفترة الممتدة من 15جويلية إلى 15أوت 2019؛حيث تم تحليل كامل الأعداد من الصفحة الأولى إلى الأخيرة باستثناء الصفحات الإشهارية والإعلانية لخصوصياتها من ناحية اللغة.وقد توصلت نتائج الدراسة إلى اعتماد اللغة الإعلامية على الترجمة الحرفية ولكن بصفة محدودة ومنتظمة بلغت 63كلمة خاضعة للترجمة الحرفية من خلال مجموع الأعداد الممثلة لعينة الدراسة،وذلك وفقا لجملة من المؤشرات التي حددت مسار الدراسة.

الكلمات المفاتيح:الترجمة، اللغة، اللغة الإعلامية، الترجمة الحرفية، الجريدة

Le présent article traite du sujet de la traduction littérale dans le quotidien Al-Khabar en Algérie et a plusieurs objectifs tels que la nature du langage des médias dans notre presse écrite. Pour ce faire, nous avons adopté la méthode analytique descriptive en appliquant l'outil d'analyse du contenu sur un échantillon aléatoire simple composé de cinq numéros du journal Al-Khabar publiés durant la période entre le 15 juillet et le 15 août 2019. Les numéros ont été analysés de manière aléatoire, tous les numéros ayant été analysés de la première à la dernière page, à l'exception des pages et des espaces de publicité en raison de leurs spécificités linguistiques. Les résultats de l’étude ont abouti à l’adoption de la langue des médias la traduction littérale, mais d’une manière limitée et régulière ayant atteint 63 mots traduits littéralement à travers le nombre total d’échantillons représentatifs de l’étude, selon un ensemble d’indicateurs déterminant le déroulement de l’étude.

Mots-clés :Traduction, langue, langue des médias, traduction littérale, journal

The presented paper deals with the subject of literal translation in the daily Al-Khabar in Algeria and has several objectives, including the nature of the language of the media in our print media. The descriptive analytical method through the application of the content analysis tool to a simple random sample of five issues of the journal published during the period of July 15 have been used. The issues were analyzed randomly, with all samples analyzed from the first to the last page, with the exception of advertising pages because of their linguistic specificities. The study resulted in the adoption of the media language on transliteration, but they were limited and regular reaching 63 words, translated literally across the total number of representative samples of the study, according to one set of indicators determining the progress of the study.

Keywords:translation, language, media language, literal translation, newspaper

Quelques mots à propos de :  عبد الله سي موسى

جامعة طاهري محمد بشار،abd_simoussa@yahoo.fr

مقدمة

تجمع مختلف القوانين والدساتير على أن الأخبار تعد حقا طبيعيا من حقوق الإنسان،ومن واجب الدولة إخبار الناس بما يجرى حولهم،ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتصور الإنسان معزولا عن المجتمع أو العالم الذي يعيش فيه، وعلى وسائل الإعلام بمختلف أنواعها واتجاهاتها وانتماءاتها أن تسهم في أداء هذه المهمة.

تتلقى الصحف كمّاًهائلاً من الأخبار اليومية المتدفقة من مختلف أنحاء العالم،وتقوم بنشر قدر كبير من الأخبار التي تتلقاها إلا أن الأحداث والمعلومات لكي تصير أخباراً قابلة للنشر تخضع لعدة معايير منها ما هو عالمي،ومنها ما هو خاص بكل وسيلة إعلامية، حيث يرتبط النوع الأول بالأحداث ومدلولاتها،بينما يتعلق النوع الثاني بإيديولوجية الوسيلة الإعلامية واهتمامات جمهورها.

وتختلف معايير انتقاء الأخبار من مجتمع إلى آخر حسب طبيعة النظام الإعلامي،وحسب الاتجاهات السياسية والاقتصادية والثقافية السائدة مع وجود قيم خبرية متشابهة تسود في المجتمعات المتجانسة.

  ولقدحدد منظرو الإعلام عدة معايير وتقنيات تحكم صياغة المادة الخبرية،وفي المقابل نجد أن إمكانية التحكم الدقيق في هذه التقنيات يرتبط أساسا بالمجتمع الذي توجه إليه المادة الخبرية من جهة، وخضوعهللنظام السياسي في المجتمع وطبيعة ملكية الصحف من جهة أخرى؛ذلك أن السياسة العامة للدولة وتنوع أساليب السيطرة والتمويل واتجاهات القائمين بالاتصال وقناعاتهم ورغبات الجمهور واحتياجاته تعد عوامل مؤثرة إلى حد كبير في تحديد قيم الأخبار في المجتمعات المختلفة،والتي على أساسها يتم الانتقاء والاختيار والنشر.

ولا شك أن الأمر يتعلق أساسا باللغة،فقد عرف الإنسان أهمية هذا الفن منذ القديم، وإن كان بمسمياتمختلفة سواء أكان كلاما، أم رموزا أمأصواتا، فاللغة تحتل موضعا رئيسيا في عملية الاتصال الإعلامي التي تسري في كيان المجتمع على مستويات مختلفة،من حيث استخدام اللغة والرموز، على اعتبار أن الرسالة الإعلامية هي من أهم عناصر عملية الاتصال الإعلامي في أبعادها النفسية والاجتماعية والثقافية.

وبحكم أن اللغة تعد شرطا ضروريا في تماسك المجتمع، فإن الفرد الواحد من أفراد المجتمع سواء كان مرسلا أممستقبلا يضطر إلى الالتزام بوجهة نظر سائر الأفراد الآخرين،والبحث عنها بما لا يقتصر على فرديته الذاتية وحدها، بل تكون العملية مشتركة بينه وبين الآخرين باعتبارهم شركاء في هذه العملية، أو أطرافا فيها، فهي مشروع مشترك كوسيلة للتفاهم بين المرسل والمستقبل تحمل شيئاً مشتركاً، ومن ثم بمقدار ما يكون للغة حظ من هذا الاشتراك فإن العملية تصبح عامة وموضوعية، إذا فالتفاهم اللغوي السليم الذي يتم عبر الرسالة هو الذي يحقق النجاح للعملية الاتصالية، وهو ما جسدته وسائل الإعلام المختلفة من خلال استخدام التقنيات والأساليب الجديدة من أجل تسهيل نقل الرسائل الإعلامية إلى جمهورها العريض.

وإذا تناولنا الصحافة المكتوبة كنموذج فإننا نجد من بين الأساليب التي أصبحت تعتمد عليها هي استخدام نمط لغوي ليس بالجديد في لغتها الإعلامية، ويتمثلفي الترجمة الحرفية في لغة الإعلام، حيث إنسرعة الاستخدام وضرورة العمل الصحفي اضطرت العاملين في مجال الإعلام إلى توليد مدلولات جديدة عن طريق الترجمة الحرفية. والترجمة الحرفية من وسائل التوليد اللغوي في التراث العربي ظهرت أهميتها خاصة أثناء نقل العلوم الأعجمية في القرن التاسع الميلادي،وترجع أهميتها في الغالب إلى حاجة اللغة المورد إلى ملءخاناتها الفارغة لإيجاد المقابل المناسب لمصطلحات اللغة المصدر،أو إلى عجز المترجم أحيانا عن إيجاد ذلك المقابل في اللغة المنقول إليها.

وهو ما يقوم به الإعلامي اليوم باعتماده على الترجمة الحرفية في اللغة الإعلامية؛إذ يؤثر هذا كثيراً في تغير واقع اللغة العربية، وترجع أسباب ذلك إلى أسبقية لغات أخرى في إيجاد الألفاظ التي يحتاج إلى استعمالها، كما أصبح الصحفي يعتمدها أحيانا لمجرد التأثير في المتلقي عن طريق الاستخدام اللغوي المخالف.

 من خلال ما سبق قمنا بطرح الإشكالية التالية:

ما مدى اعتماد اللغة الإعلامية على الترجمة الحرفية في الصحافة المكتوبة في الجزائر من خلال جريدة الخبر اليومية؟

 

 

تساؤلات الدراسة

للإجابة على إشكالية البحث قمنا بطرح مجموعة من التساؤلات تمثلت فيما يلي:

1- ماذا نقصد بالترجمة الحرفية في لغة الإعلام؟

2- هل اعتماد اللغة الإعلامية على أنماط لغوية معينة في الصحافة المكتوبة منوط بطبيعة الجمهور المتلقي؟

3- ماهي العوامل المؤثرة في صياغة اللغة الإعلامية في الصحافة المكتوبة الجزائرية؟

4- لماذا يلجأ الصحفي في جريدة الخبر إلى الاستعانة بالترجمة الحرفية في لغته الإعلامية؟

5- هل تتلاءماللغة الإعلامية في الصحافة المكتوبة الجزائرية وأساسيات لغة الإعلام؟

 الفرضيات

     انطلاقا من أهداف دراستنا المحددة سابقا تحدد الفرضيات الخاصة بها في ما يلي:

-الفرضية الأولى: تعتمد اللغة الإعلامية في الصحافة المكتوبة الجزائرية على مظاهر الترجمة الحرفية.

- الفرضية الثانية:تختلف صياغة اللغة الإعلامية في استخدامها للترجمة الحرفية حسب طبيعة الموضوع والمادة الإعلامية.

تحديد مفاهيم الدراسة

تتطرق الدراسة إلى عدد من المفاهيم الأساسية، سوف نعمل في ما يلي على تحديدها في إطار العمل الراهن وما يتعلق بالأمر بالمفاهيم الأساسية التالية:

الترجمة الحرفية

اصطلاحا:هي نقل كلمة أو أكثر من لغة ما إلى لغة أخرى بترجمة دلالتها إلى اللغة المفترضة وليس بنقل لفظها نقلا مباشراً،وقد تعطي الكلمة التي تحمل المعنى المفترض دلالة مخالفة أو مناقضة لدلالتها الأصلية في اللغة التي تستعمل فيها؛ أي اللغة المفترضة"(مجمع اللغة العربية، 2001، ص 65).

اللغـــــــــة:لغة (فُعلة) من لغوت أي تكلمت، وأصلها لغوة والجمع: لغات ولغون.

 اصطلاحا: الوسيلة التي يحتاج إليها الإنسان لإتمام عملية التواصل بينه وبين أفراد بيئته، والتي تتيح له بصورة طبيعية أن يعبر عن آرائهوأحاسيسه محققا بذلك ذاته في المجتمع الذي يعيش فيه (مومن، 2005، ص 209).

إجرائيا: نقصد بها اللغة المستعملة في الصحافة المكتوبة،فاللغة من خلال هذا المعنى هي نشاط مكتسب يتم بواسطته تبادل الأفكار والعواطف بين شخصين أو بين أفراد جماعة معينة عن طريق النشر المكتوب،وهذا النشاط عبارة عن كلمات تستخدم وتستعمل وفق نظم معينة.

الصحافة المكتوبة

لغة:مشتقة من الصحف: جمع صحيفة، والصحيفة كما شرحها ابن منظور في لسان العرب هي التي يكتب فيها (حجاب، 2003، ص 1481)

اصطلاحا: نشرةتطبع آليا من عدة نسخ،وتصدر عن مؤسسة اقتصادية،وتظهر بانتظام في فترات متقاربة جداً أقصاها أسبوع، ويشترط في هذه النشرة أن تكون ذات طابع عالمي،وذات فائدة عامة تتعلق بشكل خاص بالأحداث الجارية، ويشترط فيها أن تنشر الأخبار وتذيع الأفكار،وتحكم الأشياء،وتعطي المعلومات بقصد تكوين جمهورها والاحتفاظ به (دليو، 2004، ص 145).

المفهوم الإجرائي

مطبوع دوري يصدر بانتظام في أوقات متقاربة أو متباعدة في عدة نسخ يُعنىبجمع الأخبار والظواهر والقضايا التي تهم القراء في جميع المجالات،يحللها ويعلق عليها،وهي إما يوميات أو مجلات.

اللغة الإعلامية

اصطلاحا: اللغة الإعلامية: الأداة التي يقوم الإعلاميون من خلالها بتحويل المعلومات والأفكار إلى مادة مقروءة أو مسموعة أو مرئية يمكن تلقينها وفهم واستيعاب ما تحمله من مضامين توضع في أشكال معينة"(سامي، أيمن، 2004، ص 34).

إجرائيا: هي اللغة التي يستخدمها الإعلاميون لتحويل الرموز والمعلومات والآراء والأفكار إلى مادة يمكن تلقيها من الجمهور المستهدف وفهم ما تحمله من مضامين موجهة ومخطط لها مسبقا.

 

 

منهج الدراسة

تنتمي هذه الدراسة والتي جاءت بعنوان"اللغة الإعلامية في الصحافة المكتوبة في الجزائر" إلى الدراسات الوصفية التحليلية؛حيث يرتبط مفهوم البحث الوصفي لدراسة واقع الأحداث والظواهر والمواقف والآراء وتحليلها وتفسيرها بغرض الوصول إلى استنتاجات مفيدة،وتعد الدراسات الوصفية من الدراسات ذات الصيت الواسع في مجال علوم الإعلام والاتصال بوصفها الأكثر استخداما لدراسة الظواهر والمشكلات التي لها علاقة مباشرة بين الجمهور ووسائل الإعلام، فمن خلال هذه الدراسة نستهدف وصف وتحليل المواد الإعلامية الواردة في الصحافة المكتوبة. والمنهج الوصفي التحليلي كما يعرفه "باكسترون" و"سيزار" هو "أحد الأشكال الخاصة بجمع المعلومات عن حالة الأفراد والسلوكاتوالإدراكات والمشاعر والاتجاهات..."(محمد، 2000، ص 168).

يكون الهدف من جمع المعلومات هو البحث عن أكبر قدر من الانتظام للظواهر المدروسة، بحيث يعمل على وصف الظاهرة وتصنيف عناصرها وتحليلها (عوايدي، 2006، ص 130).

 تحليل المحتوى كأداة لجمع البيانات

في عام 1980قدم "كلوز كرينورف" في كتابه تحليل المضمون: مقدمة منهجية، تعريفا حديثا ذهب فيه إلى أن "تحليل المضمون هو أحد الأساليب البحثية التي تستخدم في تحليل المواد الإعلامية بهدف التوصل إلى استدلالات واستنتاجات صحيحة ومطابقة في حالة إعادة البحث والتحليل"(سمير، 1999،ص 227)، واعتمدنا على منهج تحليل المحتوى للتعمق أكثر في محتوى المادة الإعلامية من خلال الكلمات والأساليب التعبيرية من الناحية الشكلية، ومن أجل الوصول إلى الوصف الموضوعي المنظم اتبعنا مجموعة من الخطوات التي يقوم عليها هذا المنهج والتي يتم من خلالها تحويل محتوى الإعلام إلى وحدات قابلة للعد والقياس، وذلك انطلاقا من تحديد الفئات والمتمثلة في بحثنا هذا في فــــــــئاتشــــــــــــــكل الاتصال -كيف قيل؟ وهو ما يطلق عليه مصطلح "فئات شكل الاتصال"(رشدي، د س، ص 62)، ونقصد به شكل المضمون أي الكيفية أو الطريقة التي تم بها تقديم هذا المضمون إلى الجمهور والوسائل التي استخدمت في ذلك، وقد تمالتركيز على هذا الجانب في عملية التحليل نظرا لطبيعة الإشكالية،والتي نريد من خلالها البحث عن مدى الاعتماد على الترجمة الحرفية في اللغة الإعلامية في الصحافة المكتوبة الجزائرية، حيث يعتبر الجانب الشكلي ذاأهمية كبرى في الوصول إلى إجابة حول هذا التساؤل،أما وحدات التحليل فهي الوحدات التي يتم عليها العد والقياس مباشرة،وهذه الوحدات تتبلور في نموذج بناء رموز المحتوى الذي يبدأ بالفكرة وصولا إلى الوحدات اللغوية للتعبير عن هذه الفكرة وصياغتها ليأخذ تحليل المحتوى الشكل الذي ينشر به على الصفحة، وتم استخدام (وحدة الكلمة) في هذا البحث والتي تشكل أصغر وحدة من وحدات تحليل المضمون.

العينة

بالنظر إلى عدة عوامل منها الدراسة، مجال الدراسة، طبيعة الموضوع المدروس، فإن أفضل عينة يمكن تطبيقها على مجال دراستنا هي: العينة العشوائية البسيطة والتي تعتمد أساسا على تحديد مجتمع البحث، أي أن جميع أفراد مجتمع البحث تتاح لهم فرصة متساوية ومستقلة لكي يدخلوا العينة، حيث يتمثل مجتمع البحث لموضوع دراستنا في الصحافة المكتوبة،والذي نعكسه من خلال تحليلنا لجريدة الخبر،وهي صحيفة يومية وطنية ذات انتشار واسع في المجتمع الجزائري ؛ إذ تحتلالمرتبة الثانية وطنيا من حيث السحب، حيث قمنا باختيار خمسة أعداد للفترة الممتدة من 15جويلية إلى 15أوت 2019،وذلك بوضع قصاصات صغيرة لأرقام الأعداد والاختيار بطريقة عشوائية، حيث تم تحليل كامل الأعداد من الصفحة الأولى إلى الأخيرة باستثناء الصفحات الإشهارية والإعلانية لخصوصياتها من ناحية اللغة.

النظرية المستخدمة

تعد نظرية التفاعلات الرمزية الأنسب والأكثر توافقا مع أهداف البحث من خلال كون هذه النظرية واحدة من المحاور الأساسية التي تعتمد عليها النظرية الاجتماعية في تحليل الأنساق الاجتماعية؛حيث تبدأ بمستوى الوحدات الصغرى منطلقا منها لفهم الوحدات الكبرى بمعنى أنها تبدأ بالأفراد وسلوكهم لفهم النسق الاجتماعي.

فأفعال الأفراد تصبح ثابتة لتشكيل بنية من الأدوار من حيث توقعات البشر بعضهم تجاه بعض من حيث المعاني والرموز،وهنا يصبح التركيز إما على بنى الأدوار والأنساق الاجتماعية أو على سلوك الدور والفعل الاجتماعي. وجاء منظور التفاعلية الرمزية بوصفه دليل عمل سوسيولوجي لفلسفة الذرائع التي اهتمت بالخبرة الإنسانية بوصفها منبعا للمعرفة منطلقة في صياغة أفكارها من الاهتمام بالخبرة السابقة أساسا لتنظيم الحاضر والمستقبل،ومن خلال إيمانهم بمبدأ (صحة المقدمات تقاس بصحة النتائج) (آلان، 1996، ص 172) ، كما ولّد هذا المنظور اهتماما بمفاهيم لها دور في فهم الاتصال والتفاعل، فهذا المنظور ينظر إلى أن البشر يتصرفون إزاء الأشياء في ضوء ما تحمله تلك الأشياء من معانٍظاهرة لهم، وهذه المعاني حصيلة للتفاعل، فالبشر يستطيعون تعديل المعاني من خلال عمليات التأويل التي يستخدمها الأفراد في تفاعلهم مع الرموز، أي أن التفاعلية الرمزية اتجهت نحو فهم الذات الفاعلة والنفس البشرية من خلال فهم العمليات التفاعلية والعكس صحيح، حيث تلعب الرموز كما تعكسها اللغة دورا في إضفاء معاني معينة على الموضوعات الخارجية،فهي وسيلة الذات في التعرف على العالم وتقديمها للأفراد من أجل فهمها انطلاقا مما تعكسه تلك الرموز في أذهانهم.

وترجع جذور النظرية التفاعلية الرمزية إلى أفكار عالم الاجتماع الألماني "ماكس فيبر" على أن فهم العالم الاجتماعي يكون من خلال فهم اتجاهات الأفراد الذين تفاعلوا معهم، وأنفهم الظواهر الاجتماعية يكون من خلال تحليل الفعل الاجتماعي في المجتمع، ثم تولى تطويرها الكثير من علماء النفس الاجتماعي من أمثال "جورج هربرت ميد"، ويشير مصطلح الرمز إلى الشيء الذي يشير إلى شيء آخر ويعبر عنه بالمعنى، كالعلاقات والإشارات والقوانين المشتركة، واللغة المكتوبة. أما التفاعل الرمزي فيشيرإلى ذلك التفاعل الذي يأخذ مكانه من الناس من خلال الرموز، ومعظم هذا التفاعل يحدث على أساس الاتصال القائم وجها لوجه،لكنه يمكن حدوثه بأشكال أخرى كالاتصال الرمزي.

المجال الزمني والمكاني للدراسة

يمثل المجال الزماني للدراسة المراحل الزمنية المختلفة التي مرت بها الدراسة منذ اختيارنا للموضوع والقيام بدراسة استطلاعية،والمرور بجملة من الملاحظات والاستفسارات التي تبادرت إلى ذهننا لدى اختيارنا للموضوع حول مدى اعتماد اللغة الإعلامية على الترجمة الحرفية في الصحافة المكتوبة الجزائرية،ثم القيام بعدها بالجانب النظري من الدراسة والذي امتد شهر أفريل سنة 2018بعدها قمنا بالجانب الميداني في شهر جويلية إلى غاية شهر أوت من السنة التي تلتها (2019).

حيث اعتمدنا في دراستنا كما قلنا سابقا على أسلوب المسح من خلال العينة المتمثلة في 05أعداد لجريدة الخبر الجزائرية. ثم قمنا بتحليل النتائج الكمية وشرحها وتفسيرها إلى أن وصلنا إلى النتائج العامة لهذه الدراسة، فقمنا بالإجابة عن إشكالية الموضوع.

كما تدور الدراسة حول اللغة الإعلامية في الصحافة المكتوبة في الجزائر من خلال تحليل 05أعداد لجريدة الخبر الجزائرية كعينة مكانية لمضمون الدراسة.

الفصـل النظري: اللغــة والإعلام

المبحث الأول: تعريف اللغة

المبحث الثاني: خصائص ووظائف اللغة

المبحث الثالث: علاقة اللغة بالإعلام

المبحث الأول: تعريف اللغة

عرف القدماء اللغة "بأنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم ولم تستطع التعريفات الحديثة للغة أن تتجاوز هذا التعريف الموضوعي، غير أن تعريف اللغة بوظيفتها يختلف عن تعريفها بحقيقتها وعلاقتها بالإنسان،فهي الإنسان وهي الوطن والأهل،وهي نتاج التفكير.. وهي ما يميز الإنسان عن الحيوان،وهي ثمرة العقل.

والأصل في اللغة أن تكون مسموعة أي أن الإنسانينطقها بلسانه وشفتيه فيسمعها إنسان آخر بأذنيه، ولكن عندما عرفت الكتابة بالرسم أو بالحرف منقوشة على الحجر أو مكتوبة على الورق أصبحت هناك لغة مقروءة؛أي أن الإنسان يقرؤها بعينيه، وبذلك أصبحت هناك لغتان إحداهما سمعية والأخرى بصرية.

ترتبط اللغة بصورة وثيقة بالإنسان وبيئته وتأخذ أهميتها من خلال كونها الوسيلة التي يحتاج إليها الإنسان لإتمام عملية التواصل بينه وبين أفراد بيئته، والتي تتيح له بصورة طبيعية أن يعبر عن آراءه وأحاسيسه محققا بذلك ذاته في المجتمع الذي يعيش فيه (ميشال، 1982، ص 25)، وقد عرف ابن خلدون اللغة في مقدمته في تعريفه للنحو بقوله:" أعلم أن اللغة في المتعارف عليه هي عبارة المتكلم عن مقصوده وتلك العبارة فعل لساني فلابد أن تعبر ملكة متقررة في العضو الفاعل لها وهو في اللسان، وهو في كل أمة بحسب إصطلاحاتهم." وقال ابن جني في مفهوم اللغة:" أما حدها فإنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم"(السيد، 2003، ص 07).

يعرف تشومسكي اللغة بأنها :" مجموعة متناهية أو غير متناهية من الجمل ، كل جملة طولها محدود ومؤلفة من مجموعة متناهية من العناصر وكل اللغات الطبيعية في شكليها المنطوق والمكتوب هي لغات بهذا المعنى"(مومن، 2005، ص 208)، و عليه فاللغةعنده ليست في الحقيقة مجموعة أعداد كلامية، وهي بالتالي مختلفة عن لغة الحيوان، و تتسمبخصائص مميزة ، وفي هذا المجال يركز تشومسكي على الميزة الإبداعية في اللغة الإنسانية، و يرىمن جهة أخرى أن نمو اللغة عند الإنسان شبيه نوعا ما بنمو الجهاز الجسمي؛حيث تحدده العوامل التكوينية(ميشال، 1982، ص 16) ، كما تعرف اللغة على أنها نسق من الرموز الصوتية التي شاعت وانتشرت بوسائل شتى ليتعامل بها الأفراد ، فهي استعمال لوظيفة التعبير اللفظي عن الفكر في حالة معينة،فهي مجموعة علامات ذات دلالة جمعية مشتركة ممكنة النطق من كل أفراد المجتمع المتكلم بها ، أو ذات ثبات نسبي لكل موقف تظهر فيه ويكون لها نظام محدد تتآلف بموجبه حسب أصول معينة ، وذلك لتركيب علاقات أكثر تعقيدا (سامي، أيمن، 2004، ص 14).

فاللغة من خلال هذا المعنى هي نشاط مكتسب تتم بواسطته تبادل الأفكار والعواطف بين شخصين أو بين أفراد جماعة معينة وهذا النشاط عبارة عن أصوات تستخدم وتستعمل وفق نظم معينة وتكمن أهمية اللغة في أنها أهم مميزات الجنس البشري، والتيتميزه عن غيره من المخلوقات التي يتعامل معها في محيط حياته ووجوده على هذه الأرض ، كما تعد وسيلة التفاهم ووعاء الحضارة بالإضافة إلى أنها ترسخ في عقول أبنائها منذ الصغر أفكارا وعادات وتقاليد هي جماع الثقافة الخاصة بالمجتمع ، ومن ثم فإن نظرة الفرد والشعب إلى الحياة والكون والوجود هي غالبا نابعة من إرثه اللغوي الذي تربى عليه يوما بعد يوم  لذا كان من الطبيعي أن تحظى اللغة باهتمام الشعوب على امتداد التاريخ الإنساني.

 

 

 

المبحث الثاني: خصائص ووظائف اللغة

يرى تشومسكي أن اللغة تتميز بعدة خصائص نذكر منها:

أولا-  الإزدواجية

تحتوي أي لغة إنسانية على مستويين من حيث البنية هما: المستوى التركيبي الذييتضمن عناصر ذات معنى تتآلف فيما بينها لتؤلف الجمل في السياق الكلامي والمستوى الصوتي، فالأصوات المنفردة لا معنى لها بحد ذاتها إلا عندما تركب بشكل معين فتتولد عنها كلمات يصبح لها معنى اصطلاحي، وإذا اتصلت مع غيرها يصبح بإمكانها تأدية وسائل مختلفة.

ثانيا- التحول اللغوي

والمقصود به مقدرة الإنسان على أن يتكلم بواسطة اللغة عن الأشياء والأحداث عبر الأزمنة والمسافات، فالإنسان يستخدم الجهاز الصوتي في الحديث والجهاز السمعي للاستماعإلى اللغة؛فالإنسان المنتفع باللغة يمتلك مهارتي التكلم والاستماعفي آن واحد.

ثالثا- الانتقالاللغوي        

من خلال كون اللغة مكتسبة فهي تتميز بالإنتقال من فرد لآخر وهو مايكتسبه الطفل عن طريق التنشئة لتنتقل بذلك من جيل لآخر فاللغة البشرية المستخدمة في مجتمع معين يتوارثها الخلف عن السلف، وتنتقل من بيئة إجتماعية إلى بيئة إجتماعية أخرى.

رابعا -الإبداعية في اللغة

وتعتبر من أهم الخصائص في اللغة، حيث تتكون اللغة الإنسانية من تنظيم كلامي مفتوح غير مغلق يسمح بإنتاج وفهم عدد غير محدود من الجمل التي لم يسبق للفرد سماع الكثير منها من قبل، ومن الواضح أنها ترتبط بتنظيم قواعد لغوية تتيح لمن يدركها استخدام اللغة بطريقة إبداعية (جمعة، 1990، ص 51). 

- وظائف اللغة

أولا- الوظيفة النفعية (الوسيلة)

وهذه الوظيفة هي التي يطلق عليها " أنا أريد" فاللغة تسمح لمستخدميها منذ طفولتهم المبكرة أن يشبعوا حاجاتهم، وأن يعبروا عن رغباتهم وما يريدون الحصول عليه من البيئة المحيطة، إذ يفهم الناس معنى حديث بعضهم البعض، وإلى جانب ذلك فهي سلاح مهم من أسلحة مواجهة الكثير من المواقف الحياتية التي تتطلب إستخدام اللغة في الإستماع والتحدث والقراءة والكتابة.

ثانبا- الوظيفة التنظيمية

وهي تعرف باسم وظيفة " إفعل كذا ولا تفعل كذا " من خلال اللغة يستطيع الفرد أن يتحكم في سلوك الآخرين لتنفيذ المطالب أو النهي وكذا اللافتات التي نقرؤها، وماتحمل من توجيهات وإرشادات بمعنى أن اللغة لها وظيفة الفعل أو التوجيه العملي المباشر.

ثالثا- الوظيفة التفاعلية

وهي وظيفة " أنا وأنت" تستخدم اللغة للتفاعل مع الآخرين في العالم الإجتماعي باعتبار أن الإنسان كائن إجتماعي لا يستطيع الخروج من أسر جماعته، فنستخدم اللغة ونتبادلها في المناسبات الإجتماعية المختلفة، لإظهار الإحترام والتأدب مع الآخرين.

رابعا-الوظيفة الشخصية

من خلال اللغة يستطيع الفرد أن يعبر عن رؤاه الفريدة، ومشاعره وإتجاهاته نحو موضوعات كثيرة وبالتالي يثبت هويته وكيانه الشخصي

 ويقدم أفكاره للآخرين، فبها يتمكن الإنسان من النطق والتعبير الجيد بطلاقة مما يشعره بالطمأنينة والإحساس بالرفعة، ويدفعه ذلك إلى مزيد من الرقي والثقة بنفسه وعدم الخجل أو الإضطراب أو الخوف.

خامسا-الوظيفة الإستكشافية

وهي التي تسمى الوظيفة الإستفهامية بمعنى أنه يسأل عن الجوانب التي لا يعرفها في البيئة المحيطة به حتى يستكمل النقص عن هذه البيئة،أي أنها تكشف عن علاقة حميمية بين الفكر واللغة ، أي أن بينهما ارتباطاعضويا؛فالفكر المختزن في عقل الإنسان لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى فالله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، ولكي يخرج الإنسان أفكاره إلى حيز الوجود،فلابد من قالب يصب فيه تلك الأفكار وضبطها ودقتها ، فمن الثابت أن عملية التفكير في حد ذاتها لا يمكن أن تكون إلا باستخدام ألفاظ دالة على معان محددة تساعد على إتمامها(راتب، 2003، ص ص 24-25).

سادسا-الوظيفة الإخبارية (الإعلامية)                           

باللغة يستطيع الفرد أن ينقل معلومات جديدة ومتنوعة إلى أقرانه، بل ينقل المعلومات والخبرات إلى أجيال متعاقبة وإلى أجزاء من الكرة الأرضية، خصوصا بعد الثورة التكنولوجية الهائلة، ويمكن أن تمتد هذه الوظيفة لتصبح وظيفة تأثيرية إقناعية لحث الجمهور على سلعة معينة،أو العدول عن نمط سلوكي سلبي (سامي، أيمن، 2004، ص 22).

سابعا-الوظيفة التربوية                                                                                                                      

يقصد بها أن اللغة لا تدرس على أنها هدف مقصود بذاته، بل هي وسيلة لبلوغ هدف أعظم ألا وهو تربية الأجيال وإعدادها إعدادا يتلاءم وظروف الحياة وتطورها.

ومن الملاحظ أن تعدد وظائف اللغة يرتبط ارتباطاوثيقا ليس بتطور الدراسات اللغوية فحسب،بل بمجالاته المختلفة وخصوصا في العلاقات بين الدول والمجتمعات فضلا عن تحقيق التقارب الدولي عبر أدوات ووسائل الإتصال المختلفة (راتب، 2003، ص ص 24-25).

المبحث الثالث: علاقة اللغة بالإعلام

بين اللغة والإعلام علاقة قدسية، لا يمكن لأحد منهما التخلي عن الآخر، فلن يكون الإعلام إعلاما لولا اللغة وهو بدوره يعمل على إشاعتها.

ويبين السيد أحمد مصطفى هذه العلاقة بالقول: " اللغة بمثابة تربة خصبة بالنسبة للإعلام، وهي المجال الذي يمارس فيه نشاطه وينقل عبرها أفكاره، كما أن اللغة لا تستطيع أن تستغني عن هذه الوسائل بكونها أدوات للاتصالبين الأفراد والمجتمع ويساعد الإعلام اللغة على النمو والتطور، من خلال الاستعمال الدائم لها وبذلك يحافظ على اللغة من الذبول والانزواء"(أحمد، 1990، ص 71).

تبدو العلاقة بين اللغة العربية والإعلام علاقة متلازمة، فالإعلام دون لغة رصينة مبسطة لا يستقيم أمره. واللغة دون إعلام متطور لا يمكنها أن تؤدي رسالتها في الإنتشار وتعميم الذوق الراقي، والمساهمة في توفير شروط النهوض بالمجتمع نحو الأفضل.

كما أن اللغة هي واحدة من الأدوات الرئيسية لتبليغ مكونات الحضارة ، والاهتداء بسبل التقدم،وهي دعامة رئيسية للعملية التربوية والتعليمية إن هي خضعت لقوالب مرنة في التعلم والتلقين والأمر ذاته بالنسبة للإعلام  باعتباره مجموعة من الآليات والقنوات الناقلة للمعرفة ، وللرسائل الحضارية ، شريطة أن يفهم دوره ووظائفه ،وتستوعب مكوناته التقنية ، فهو رسالة ووسيلة وكلاهما يعتمدان على اللغة وهذه الأخيرة تعتمد عليهما ، ويمكن للإعلام أن يرتقي باللغة ويساهم في تطويرها ، ويمكنه أيضا أن يكون عنصر تأخر اللغة في حالة غياب الشروط الكفيلة بفهم واستيعاب الإعلام في مكوناته وشروطه(محمد، 2003، 13).

يوجد في القول السابق توضيح للعلاقة التكاملية بين اللغة والإعلام، هذا الأخير يبعث في اللغة الحياة ويجعلها متداولة، كما أن الإعلام يستمد قوته من ثروتها وأساليبها.

إلا أن للإعلام شقاآخر حيث يمكن له أن يعمل على تدهور اللغة وتأخرها، هذا ما يدل على قوته وسيطرته على توجيه مسار اللغة، إلا أن الشيء المؤكد أنهما وجهان لعملة واحدة، الغاية منها إيصال المعلومة والفكرة إلى المتلقي.

ويشيد المتخصصون في هذا المجال بأهميةاللغة في العملية الاتصالية، ذلك أن الإعلام الجماهيري يحتاج إلى وسيلة نشر واسعة الأفق من أجل أن يكون إعلاما جماهيريا والواسطة هنا هي اللغة، وبها تبلغ الرسالة الشفوية أو الخطية إلى المشاهد أو السامع أو القارئ، تحوي معلومات وآراء عن طريق الكلام المنطوق أو الكتابة،أو الإشارات المختلفة (عبد العزيز، 2000، ص 110).

وفي نظر علم الإعلام اللغوي فإن الوسيلة في الإتصال بين المتلقي والمستقبل تكمن في اللغة والمتمثلة في الرموز الكتابية،أو على صورة موجات يحملها الهواء (عبد العزيز، 1980، ص 42).

يفصل عبد العزيز شرف في طبيعة الرسالة وطبيعة الوسيلة الإعلامية فيقول: " الرسالة هي مجموعة الأفكار والإتجاهات والمعلومات والإحساسات التي يرغب المرسل في إرسالها إلى جمهوره، أما وسيلة الإعلام فهي المنهج الذي تنتقل به الرسالة من المرسل إلى المستقبل من خلال قناة إتصالية، ومن هذه الوسائل أو القنوات الإعلامية نجد اللغة اللفظية والإيماءات والإشارات والحركات والصور كلها وسائل لنقل الرسالة (عبد العزيز، 1980، ص 44).

وهنا يتفق أن اللغة هي وسيلة للإتصال سواء يشكلها الملفوظ أو المكتوب " فاللغة هي الرموز اللفظية المسموعة ( البيان باللسان) والمكتوبة ( البيان بالكتابة) أهم وسائل الاتصال استخداما وأكثرها شيوعا، ولذلك يذهب بعضهم في عد اللغة جنسا إعلاميا، لأننا لا نستطيع بأي حال من الأحوال أن نفصل بين اللغة والوعاء الذي يحملها ( الرسالة) والوعاء الذي ينقلها  والوعاء الذي يرسلها ( المرسل) كذلك الوعاء الذي يستقبلها (المتلقي) وهكذا يكون لوسائل الإعلام الجماهيرية دورها الفعال والواسع عندما تنجح في استخدام وسيلتها الأساسية التي هي اللغة(أحسن، 1998، ص 231).

وبناء على ما سلف ذكره تظهر أهمية اللغة كأهم وسيلة إعلامية،حيث لا يمكن فصلها عن التواصل والإعلام، ويعد الإعلام ووسائله من أبرز العوامل في نشر اللغة إن استخدمت بالشكل المراد دون تشويهها والعبث بأساليبها. 

الفصل التطبيقي: دراسة تحليلية لجريدة الخبر

  بطاقة تعریفیة عن جریدة الخبر

هي أول جريدة يومية وطنية مستقلة باللغة العربية ظهرت في عهد التعددية الإعلامية بالجزائر بأول عدد لها بتاريخ 01/11/1990بادر بها مجموعة من الشباب آنذاك منهم من جاء من القطاع العام الذي أتيحت فيه الفرصة للصحفيين من أجل الاستفادة من التسهيلات وإعانات مالية لإنشاء صحف جديدة في إطار الانفتاح والتعددية،ومنهم من دخل مباشرة عالم الصحافة عبر هذه البوابة الجديدة.

جريدة الخبر شركة ذات أسهم برأس مال276.600.608,00دج،توظف 215شخصا،منهم 72صحفياً دائما،و03مصورين كاريكاتوريين،وتملك 48مكتبا عبر التراب الوطني،و07مكاتب في بلدان عربية وأجنبية، ونحو 100 مراسلمتعاون عبر الوطن، كما تملك الخبر مكتبين جهويين أحدهما في شرق البلاد بولاية قسنطينة،والثاني في غربالبلاد بولاية وهران، بالإضافة إلى مكاتب ولائية عبر كامل التراب الوطني.

تعد الجريدة من أهم الصحف على الساحة الإعلامية؛حيث يزيد عدد السحب فيها عن 480.000نسخة يومية،وهي توزع في عدة بلدان في العالم، اتسع مجال اهتمام الخبر من يومية إخبارية إلى ملاحق أخرى منها:الخبر الرياضي والخبر حوادث، التسلية.

انتقلت إلى مقرها الجديد بحيدرة سنة 2008بعد أن كانت تتخذ من دار الصحافة مقرالها.

يضم المبنى الجديد للجريدة: الإدارة العامة، مديرية المحاسبة والمالية، المديرية التجارية، مديرية التحرير بمختلف أقسامها، مديرية العلاقات العامة والتسويق، قسم المنازعات، بالإضافة إلى مركز الدراسات الدولية، وقد زودت مختلف الأقسام بأحدث ما أبدعت التكنولوجية، حيث كان لها السبق في تأسيس موقع الكتروني لها عام 1998.

يتكون الهيكل التنظيمي من 24صفحة موزعة على عدة أقسام: قسم الأخبار الوطنية، قسم الأخبار الدولية، قسم الأخبار الرياضية، القسم الثقافي، الجزائر العميقة، أحوال الناس، سوق الكلام، التسلية، وصفحات الإشهار والإعلام.  

تقنیات الدراسة

اعتمدنا لتحلیل الموضوع المدروس على تقنیة تحلیل المحتوى التي تعتبر الأنسب لدراسة اللغةالإعلامية في الصحافة المكتوبة، حيث يعرف تحليلالمحتوى بأنه: " أحد أساليبالبحث العلمي الذي يهدفإلى الوصف الموضوعي المنظم، الكمي والظاهر لمادة من مواد الاتصال (عمار، 1985ص 28)، فبهذا تحلیل المضمون یشتمل على الجانب الكمي والكیفي مما یؤدي إلى التعمق في البحث، بشكل أدق.

01-                    وحدات التحلیل

لما كان تحلیل المضمون من أدواره القیام بوصف عناصر المضمون وصفا كمیا، فمن الضروري أن یتمتقسیم هذا المضمون إلى وحدات مستقلة أو عناصر محددة حتى يمكن القيامبدراسة كل عنصر أو حساب التكرار الخاص به، فوحدة التحليلتعرف بأنها: " الشيء الذي يتمعده فعلا" وھي أصغر عناصر تحلیل المحتوى، لكنها في ذات الوقت من أهم هذه العناصر، ووحدة التحلیل قد تكون كلمة، جملة، رمزا، أو حتى نصا كاملا.

اخترنا لتحلیل الموضوع المدروس وحدة أساسیة للعد والقیاس:

- وحدة الكلمة: تعد الكلمة من أصغر مقاطع النصوص،وقد تخص كل المحتوى بحسابها وتصنیفها حسب طبيعتها، أو وظائفها في النص كأن تصف الكلمات إلى أفعال أو أوصافاأو نعوتا، كما يمكنأن يخص التحليلبعض الكلمات الدالة فقط والتي تحملها الإشكالية، كما يمكنللباحث من جهة أخرى اختياربعض الكلمات الدالة قبل التحليلللبحث عن درجة استعمالها في المحتوى ودلالتها (محمد، 2000ص133)، واستخدمنا في هذا الصدد وحدة الكلمة في سیاق الجملة.

فئة اللغة

فئة طبیعة اللغة المستخدمة: سنقوم في ھذا المجال بدراسة الكلمة التي يعرفها النحويونبأنها قول مفرد،أو ھي اللفظ الموضوع لمعنى مفرد حيثسندرس طبيعةالألفاظ الخاضعة للترجمة الحرفية التي تم توظيفها للتعبيرعن مضامينمختلف الكتابات الصحفية.

- جدول رقم (01) يوضح تكرار الكلمات الخاضعة للترجمة الحرفية بحسب الأعداد في جريدة الخبر الجزائرية.

الرقم

تكرار الكلمات الخاضعة للترجمة الحرفية

النسبة %

العدد الأول

11

17.46

العدد الثاني

11

17.46

العدد الثالث

12

19.04

العدد الرابع

14

22.22

العدد الخامس

15

23.80

المجموع

63

100

 

تكشف بيانات الجدول رقم 01تكرار الكلمات الخاضعة للترجمة الحرفية في صحيفة الخبر الجزائرية، ومن خلال الأرقام الموضحة في الجدول نجد أن استخدام الترجمة الحرفية محدود في مجمل الأعداد التي شكلت عينة الدراسة، حيث نسجل متوسطالا يتعدى 12كلمة في كل عدد، كمانسجل تقاربافي التكرارات ب 11كلمة كأدنى مستوى للاستخدام بالعدد الأول، و15كلمة كأعلى مستوى في العدد الخامس، فيما نلاحظ تفاوتا بسيطافي باقي الأعداد.

نستخلص من الجدول السابق أن جريدة الخبر اهتمت بشكل وبنسب واضحة في اعتمادها على الترجمة الحرفية في لغتها الإعلامية،وذلك من خلال نتائج الدراسة التي تم التوصل إليها انطلاقا من الجدول السابق، حيث سجل معدل متوسط توظيف الترجمة الحرفية في الأعداد محل الدراسة ب 12كلمة،وقد عرفت هذه اللغة ارتفاعا نسبيا في العدد 03و04و05وهذا راجع إلى طبيعة الموضوعاتوالأحداث والوقائع التي شهدها كل عدد،ونظرا لخصوصية الأحداث التي غطتها الجريدة والتي حتمت استخدام الترجمة الحرفية في تبليغ الرسائل الإعلامية وخاصة جلب أكبر قدر من الاهتمام والتأثير.

2-  فئات التحليل

يعرفمحمد عبد الحميدفئات التحليلعلى أنها: " التقسيمات والتوزيعاتوالأركان التي يعتمدھاالباحث في توزيعوحدات التحليل المتوصلإليها في المادة المدروسة، وهذا بناءعلى ما تحدد فيهمن صفات،أو تختلف فيهمن خصائص (محمد، 2000، ص 13).

وسنركزفي هذاالمجال البحثي على فئات الشكل وبالتحدید على فئتين أساسيتين هما:

أ- نوع المادة المستعملة.

ب- القوالب الصحفية.

حیث تم تحلیل المادة الإعلامية في كل الصفحات باستثناء الصفحات الإشهارية والإعلانیة، نظرا لأنها تملك لغة ذات خصوصیة على خلاف الكتابة الصحفیة المتعلقة بالموضوعات السیاسية، الاجتماعیة، الثقافیة الاقتصادیة، وكذا الریاضية .

وعليه فقد اعتمدنا في هذا الإطار التطبيقي على:

- التحلیل الكمي الرقمي للبیانات.

- التحلیل الكیفي للبیانات

. حیث یرتبط تحلیل المضمون بالاتجاه الكمي، أي على العد والقیاس لفئات التحلیل، من أجل التوصل إلى نتائج حول المادة المدروسة تعبر عن المضمون تعبیرا صحیحا وتبعدنا عن دائرة التقدیرات الذاتیة والتحلیل الكمي هو عرض المحتوى بطرق منظمة، تترجم فیه ظواھر المحتوى والبیانات الوصفیة إلى أرقام یقدمها الباحث في شكل جداول تساعد على ثلاثة أمور هامة:

1- المعالجة الإحصائية للبيانات.

2- إبراز الاتجاهات السائدة في المحتوى.

3- المقارنة بین البیانات بعضها ببعض، وبینها وبین الدراسات الأخرى (طعيمة، 1987، ص 145).

ومنه تعتبر الصفة الكمية إحدىالمحددات الأساسیة لتحلیل المحتوى في التطبیقات المعاصرة (محمد، 2000، ص 221)

 

 

 

أ- نوع المادة المستعملة

-جدول رقم (2) يوضح تكرار الترجمة الحرفية في صحيفة الخبر الجزائرية حسب نوع المادة المستعملة

نوع المادة

اجتماعي

سياسي

ثقافي

ترفيهي

رياضي

اقتصادي

الــعــدد

الأول

02

05

02

00

01

01

الثاني

01

04

02

01

02

01

الثالث

03

03

02

01

01

02

الرابع

03

04

03

01

01

02

الخامس

03

05

02

00

02

03

المجموع

12

21

11

03

07

09

النسبــــة%

19.04

33.33

17.46

04.76

11.11

14.28

 

- جدول مختصر رقم (3) يوضح نسب تكرار الترجمة الحرفية في صحيفة الخبر الجزائرية حسب نوع المادة المستعملة.

نوع المادة المستعملة

اجتماعي

سياسي

ثقافي

ترفيهي

رياضي

المجموع

الــنسبـة%

19.04

33.33

17.46

04.76

11.11

14.28

 

يتضح من خلال الجدول رقم 03الممثل لتكرار استخدام الترجمة الحرفية لصحيفة الخبر الجزائرية حسب نوع المادة المستعملة تسجيل أعلى نسبة في المجال السياسي من خلال 33.33%من مجمل أعداد محل الدراسة، أما المرتبة الثانية فكانتللمجال الاجتماعي ب19.04% وبنفس النسبة بالتقريب للمجال الثقافي ب17.46%، أما المرتبة الرابعة فسجلت في المجال الاقتصادي ب14.28% يليها المجال الرياضي ب11.11%والترفيهي ب04.76%في المرتبة الأخيرة.

يتضح من خلال هذا التحليل تصدّرالمجال السياسي في الأعداد محل الدراسة لعملية توظيف الترجمة الحرفية بنسبة أكبر من غيرها في المجالات الأخرى المسجلة في الجدول، وهذاراجع للفترة التي تمر بها الجزائر سياسيا،والكم الكبير من الموضوعاتالسياسية المتداولة في الساحة السياسية والمجتمعية.

كما نجد أن جريدة الخبر الجزائرية تعتمد على الترجمة الحرفية في لغتها الإعلامية في المجال الاجتماعي مقارنة بالمجالات الأخرى، حيث نجد أن طبيعة المجتمع الجزائري المشكل في صفة الجمهور القارئ مرتبط بصفة كبيرة في هذا المجال سواء من حيث معايشته أممن خلال الإطلاع اليومي على ما ينشر حوله وهو ما تستغله جريدة الخبر في كسب القراء انطلاقا من هذا الجانب باستخدامها للترجمة الحرفية لجلب الاهتمام والسيطرة على المتلقي عن طريق الأسلوب، هذا إضافة إلى المجالات الأخرى الممثلة في الثقافي والاقتصادي والرياضي والترفيهي حيث تعتمد الصحيفة على استخدام الترجمة الحرفية لنفس الهدف.

ب- القوالب الصحفية

- جدول رقم (4) يوضح نسبةتكرار الترجمة الحرفية في صحيفة الخبر الجزائرية حسب القوالب الصحفية.


القالب الصحفي

الافتتاحية

التقرير

الحديث

التعليق

العمود

التحقيق

الخبر

المقال

الروبورتاج

المجموع

الــعــدد

الأول

01

00

00

02

02

00

02

04

00

 

الثاني

01

00

00

01

03

00

02

03

01

الثالث

02

01

01

02

03

00

00

02

01

الرابع

02

01

01

01

03

01

01

02

02

الخامس

02

02

00

02

03

00

01

03

02

المجموع

08

04

02

08

14

01

06

14

06

63

النسبــــة%

12.69

06.34

03.17

12.69

22.22

01.58

09.58

22.22

09.58

100

 


-جدول مختصر رقم (5) يوضح نسب تكرار الترجمة الحرفية في صحيفة الخبر الجزائرية حسب القوالب الصحفية.

القالب الصحفي

النسبة%

الافتتاحية

12.69

التقرير

06.34

الحديث

03.17

التعليق

12.69

العمود

22.22

التحقيق

01.58

الخبر

09.52

المقال

22.22

الروبورتاج

09.52

المجموع

100

 

يستخدم الصحفي لتقديم المادة الإعلامية قوالب وأنواعاصحفية مختلفة كالخبر، المقال، العمود، التقرير... الخ، وهذا حسب طبيعة الموضوع المراد نشره، حيث تكشف بيانات الجدول رقم 04  الأنواع الصحفية التي استخدمت جريدة الخبر الجزائرية فيها الترجمة الحرفية إذ يتضح أن مسار هذا الاستخدام يتسم بعض التقارب النسبي أحيانا وبعض الاختلافات والتباينات الأخرى أحيانا، حيث سجل قالب المقال والعمود أكبر استخدام للترجمة الحرفية بنسبة 22.22% من مجمل القوالب الفنية التحريرية الموظفة للترجمة الحرفية في جريدة الخبر من خلال أعداد الدراسة وهو ما يعكس طبيعة الصحيفة محل الدراسة في تناولها للموضوعاتوطبيعتها،والجمهور القارئ لهذه الأنواع الصحفية، إذ تختلف خصائص القراء المعرفية التعليمية والثقافية وهو ما يؤثر على فهم واستيعابمضامين هذه القوالب الصحفية، لتلي بعد ذلك الافتتاحية والتعليق بنسبة 12.69% يأتي بعد ذلك الروبورتاج والخبر بنسبة 09.52%ثم التقرير بنسبة 06.34% وخيراأخيرا الحديث والتحقيق بنسبة 03.17% و01.58% من إجمالي الفنون التحريرية  الموظفة للترجمة الحرفية في الأعداد محل الدراسة من صحيفة الخبر الجزائرية.

من خلال هذا الجدول نلاحظ أن جريدة الخبر اعتمدت بشكل واضح على استخدام الترجمة الحرفية في قالب المقال والعمود،وذلك بغرض شرح وتفسير المادة الإعلامية والتثقيف ونشر التوعية بين الجمهور،وهو ما يعكس أسلوب الصحيفة أو الصحفي في هذه الأنواع الصحفية التي يمكن أن تكون حاملالبعض الأخبار أو موضوعاتعلمية أو أدبية،كما يمكن أن تشمل جميع جوانب الحياة،وليس فقط الارتباط بفكرة الأخبار، حيث تجسد ذلك بنسبة 22.22%لكل منهما.

ليأتي بعد ذلك الافتتاحية والتعليق بنسبة 12.69% إذ يرجع ذلك إلى استخدام الترجمة الحرفية في الافتتاحية بهدف جلب الاهتمام ولفت الانتباه ومراعاة المساحة المخصصة للموضوع،في حين أن التعليق يتيح للصحفي التعبير بطريقة تعكس أسلوبه ومعارفه الثقافية عكس ما هو موجود في القوالب الصحفية الأخرى كالخبر والتقرير والحديث والتحقيق والروبورتاج.

- النتائج العامة للدراسة

كشفت الدراسة النظرية عن الدور الذي يمكن أن تؤديه الصحافة في توظيف الترجمة الحرفية من أجل مخاطبة أفراد المجتمع وإيصال الأفكار والمعلومات،وذلك لقدرتها على التأثير وجلب الاهتمام والسرعة في استيعاب مضامين المواد الإعلامية انطلاقا من أهداف الدراسة الحالية والمنهجية المتبعة والمسجلة سابقا ركزنا على محاولة التعرف على مدى اعتماد اللغة الإعلامية في جريدة الخبر على الترجمة الحرفية،وذلك من خلال تحليل مضمون رسائل إعلامية شكلت لنا عينة الدراسة الممثلة في جريدة الخبر الجزائرية،حيث تم التوصل إلى النتائج التالية:

- إن حضور الترجمة الحرفية في اللغة الإعلامية لجريدة الخبر يعد منتظما ومحدودا؛حيث تم التوصل إلى هذه النتيجة انطلاقا من الدراسة التي قمنا بها من خلال مؤشرات التكرار التي تم استعمالها في الأعداد محل الدراسة،حيث سجلنا معدل تكرار متوسط ب 12كلمة خاضعة للترجمة الحرفية لمجمل أعداد الدراسة.

- سجلت عملية التحليل وجود انتشار كبير للترجمة الحرفية في المجال السياسي والاجتماعي بنسب 33.33%لكل منهما،وهي أعلى نسب لعملية البحث،وهو ما يؤكدتركيز الجريدة على الموضوعاتالاجتماعية والسياسية، والذييمكن إرجاعه بطبيعة الحال إلى خصائص المجتمع المشكل لجمهور القراء والحراك الشعبي الذي يلازم الحالة السياسية التي تمر بها البلاد،والتغيرات والمستجدات اليومية في هذا المجال،ما يشكل أهمية وإقبالا واسعالهذه المضامين الإعلامية.

- شكل فن المقال والعمود أبرز الأنواع الصحفية التي اعتمدت جريدة الخبر عليهما في توظيف الترجمة الحرفية في لغتها الإعلامية،حيث سجل تكرار قدره 14كلمة بنسبة 22.22% لكل منهما، مما يعكس طبيعة الجريدة في تناولها للموضوعاتمن خلال أنواع المادة المستعملة بهدف جلب الاهتمام والانتباه والتـأثير على القارئ،كذلك باعتبار هذينالنوعين لهما جمهور خاص من القراء ذويخصائص تعليمية وثقافية، أما القوالب الممثلة في التعليق والافتتاحية شكلت نسبة 12.69% هذه الأخيرة التي من خلالها يتجلى لنا وحدة أسلوب الصحيفة أو انعكاس أسلوب الصحفي،ومحاولة تأثير وجلب اهتمام القارئ، أما باقي القوالب الصحفية فقد شكلت انخفاضا ملموسا مقارنة بكل من المقال والعمود.

- تميز استخدام اللغة الإعلامية للترجمة الحرفية في جريدة الخبر بالانتظام في مجمل الأعداد بمتوسط تكرار 12كلمة والمحدودية في مجمل الأعداد الممثل لعينة الدراسة،وذلك راجع كما قلنا سابقا للخصائص المتباينة لجمهور القراء المعرفية والثقافية والتعليمية التي تؤثر على قدرة استيعاب وفهم الرسائل الإعلامية،وهو ما تحرص عليه جريدة الخبر من خلال اعتمادها للترجمة الحرفية في لغتها الإعلامية. 

- نتائج الدراسة في ضوء الفرضيات

النتائج السالفة الذكر كان الهدف الأساسي من الوصول إليها هو التحقق من مدى صحة أو عدم صحة الفرضيات التي انطلقنا منها في دراستنا وبالعودة إلى هذه النتائج وإسقاطها على فرضيات الدراسة نصل إلى ما يلي:

ا- الفرضية الأولى والتي جاء فيها: تعتمداللغة الإعلامية في الصحافة المكتوبة الجزائرية على مظاهر الترجمة الحرفية.

في ظل هذه الفرضية أردنا إثبات أو نفي اعتماد اللغة الإعلامية على الترجمة الحرفية في الصحافة المكتوبة في الجزائر من الناحية الشكلية وبعد الدراسة التحليلية توصلنا إلى:

أن النتائج المتوصل إليها من خلال الدراسة التحليلية وفق منهج  وصفي تحليلي باستخدام أداة تحليل المحتوى والذي تمت الاستعانة به في هذه الدراسة تشير إلى اعتماد اللغة الإعلامية على الترجمة الحرفية،ولكن بصفة محدودة ومنتظمة بلغت 63كلمة خاضعة للترجمة الحرفية من خلال مجموع الأعداد الممثلة لعينة الدراسة،وذلك وفقا لجملة من المؤشرات التي حددت مسار الدراسة،وحجم هذا الانتشار،سواء من خلال القوالب الفنية الموظفة لهذا النوع اللغوي أممن خلال طبيعة الموضوعات المنشورةعلى صفحات الجريدة،وانطلاقا من جملة المؤشرات سالفة الذكر يمكننا القول إنالفرضية الأولى محققة من خلال النتائج المتوصل إليها من الناحية الشكلية للموضوع.

ب- الفرضية الثانية والتي جاء فيها: تختلفصياغة اللغة الإعلامية في استخدامها للترجمة الحرفية حسب طبيعة الموضوع والمادة الإعلامية.

إن النتائج التي تم التوصل إليها من خلال الدراسة إن كانت تصب بالدرجة الأولى على وجود توظيف محدود للترجمة الحرفية في اللغة الإعلامية في جريدة الخبر إلا أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال نفي تأثير طبيعة الموضوعاتواختلافاتها في ذلك التوظيف، حيث لمسنا من خلال الدراسة تباين استخدام الترجمة الحرفية في اللغة الإعلامية حسب طبيعة الموضوع،ومضامين المادة الإعلامية،وذلك من أجل جلب الانتباه واهتمام القارئ ، كذلك لعدم قدرة الصحفي على التعبير الصريح عن الفكرة التي يريد إيصالها إلى المتلقي؛لأن الاستعمال الواسع للترجمة الحرفية في غير مواضعها يؤدي إلى تشويش القارئ،وبالتالي فشل الرسالة الإعلامية في تحقيق هدفها.

كانت اللغة ومازالت محط اهتمام العديد من ميادين الفكر الإنساني بوصفها الوعاء الذي يحتوي هذا الفكر،لكن وجهات النظر فيها اختلفت باختلاف دورها الوظيفي في الميدان المعني، فهي تارة أداة تعبير غايتها الكبرى منوطة بالتأثير الذي تحدثه في المتلقي،وتارة أداة توصيل تهدف إلى نقل الأفكار وهو أساس اللغة، فهي فيكل مجتمع تشكل نظاما عامايشترك فيه الأفراد ويتبعونه،ويتخذونه أساسا للتعبير عما يجول بخواطرهم وفي تفاهمهم بعضهم مع بعض، فاللغة ليست من الأمور التي يصنعها فرد معين أو أفراد معينون، وإنما تخلقها طبيعة الاجتماع،وتنبعث عن الحياة الجمعية، وما تقتضيه هذه الحياة من تعبير عن الخواطر وتبادل الأفكار، وكل فرد منا ينشأ فيجد بين يديه نظاما لغويا يسير عليه مجتمعه فيتلقاه عنه تلقائيا عن طريق التعلم والتقليد،كما يتلقى عنه سائر النظم الاجتماعية الأخرى.

     ومنخلال ما سبق فإن الإعلام قد ساهم بشكل كبير في تطور اللغة الأم بما يتناسب مع التطور الذي يطرأ في حياتنا الاجتماعية؛إذ إنهيمثل مع اللغة وجهين لعملة واحدة، ويتجلى ذلك من خلال اللغة الإعلامية،أو كما يطلق عليها فصحى العصر، ذلك أنها تعتمد على نفس نظم اللغة الأم (النحوية، الصرفية، الدلالية، الصوتية) كما أنها الأكثر شيوعا واستخداما في المجتمع العربي،وفي مختلف مجالات الحياة إلا أن اتجاهاً آخر يرى أن هذا التطور شيء سلبي؛لأنه يعتبر خرقاأو كسراللغة العربية من خلال الاعتماد على أنماط لغوية تؤثر على طبيعتها  كاللغة العامية والترجمة

الهوامش

  1. مجمع اللغة العربية، 2001، ص 560، المعجم الوسيط، مكتبة الشروق الدولية، ط5، القاهرة.
  2. مومن أحمد، 2005، ص 209، اللسانيات- النشأة والتطور، ديوان المطبوعات الجامعية، ط2، الجزائر.
  3. حجاب محمد منير، 2003، ص 1481، الموسوعة الإعلامية م4، دار الفكر للنشر والتوزيع، القاهرة.
  4. دليو فضيل، 2004، ص 145، وسائل الاتصال وتكنولوجياته، منشورات جامعة منتوري قسنطينة، الجزائر.
  5. 5ساميشريفأيمنمنصور، 2004، ص 34،اللغةالإعلامية : المفاهيم-الأسس-التطبيقات،د.ط،القاهرة.
  6. محمد عبد الحميد، 2000، ص 133، البحث العلمي في الدراسات الإعلامية، عالم الكتب، ديوان المطبوعة الجامعية، الجزائر.
  7. عوايدي عمار، د س، 130، تطبيقات المنهج العلمي في الدراسات الإجتماعية، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر.
  8. سمير محمد حسين، 1999، ص 227، دراسات في مناهج البحث العلمي، بحوث الإعلام عالم الكتب، بدون طبعة، القاهرة.
  9. طعيمةرشدي، د س، ص 62، تحليل المحتوى في العلوم الإنسانية، مفهومه، أنواعه، استخدامه، دار الفكر العربي، بدون طبعة، لبنان
  10. آلانسوينجوود، 1996، ص 172، تاريخ النظرية في علم الإجتماع، ترجمة عبد العاطي السيد، دار المعرفة الجامعية، بيروت.
  11. ميشال زكرياء، 1982، ص 25، الألسنة التوليدية وقواعد اللغة العربية – النظرية الألسنية، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، ط1، بدون مكان نشر.
  12. السيد خضر، 2003، ص 07، اللغة العربية: مشكلاتها وسبل النهوض بها، بدون دار نشر، ط1، بدون مكان نشر.
  13. مومن أحمد،2005، ص 208، عن اللسانيات – النشأة والتطور، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر.
  14. ميشال زكرياء، 1982، ص 16، مرجع سابق.
  15. سامي الشريف وأيمن منصور ر ندا، 2004، ص 14، اللغة الإعلامية المفاهيم-الأسس-التطبيقات، كلية الإعلام جامعة القاهرة.
  16. جمعة سيد يوسف، 1990، ص 51، "سيكولوجية اللغة والمرض العقلي "، سلسلة عالم المعرفة، عدد 145.
  17. راتب قاسم عاشور، 2003، ص ص 24- 25، أساليب تدريس اللغة العربية بين النظرية والتطبيق، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، ط1، عمان.
  18. سامي الشريف وأيمن منصور ندا، 2004، ص 22، مرجع سابق. 
  19. راتب قاسم عاشور، 2003، ص ص 24-25، مرجع سابق.
  20. أحمد مصطفى السيد، 1990، ص 71، "العلاقة بين الصحافة واللغة وتأثيرها على الكتابة الصحفية"، الثقافة العربية، العدد 07.
  21. محمد طلال، 2003، ص 13،" اللغة العربية في الإذاعة والتلفزيون والفضائيات في المملكة المغربية"، مجمع اللغة العربية الأردني، الموسم الثقافي الحادي والعشرون
  22. عبد العزيز شرف، 2000، ص 110، علم الإعلام اللغوي، الشركة المصرية العالمية للنشر والتوزيع، ط1، مصر.
  23. عبد العزيز شرف، 1980، ص 42، مدخل إلى وسائل الإعلام: الصحافة، الإذاعة، التلفزيون، دار الكتاب المصري، ط1، القاهرة.
  24. عبد العزيز شرف، 1980، ص 44، نفس المرجع السابق
  25. أحسن أحمران، 1998، ص 231، "الاتجاه اللغوي لجمهور وسائل الإعلام الجزائرية في ظل الازدواجية اللغوية"، (مذكرة ماجستير غير منشورة)، كلية العلوم السياسية والاعلام، جامعة الجزائر، الجزائر.
  26. عمار بوحوش، 1985، ص 28، دليل الباحث في المنهجية وكتابة الرسائل الجامعية، المؤسسة الوطنية للكتاب، د-ط، الجزائر.
  27. محمد عبد الحميد، البحث العلمي في الدراسات الإعلامية، عالم الكتب، ديوان المطبوعة الجامعية، د-ط، 2000، ص133.
  28. محمد عبد الحميد، 2000، ص 13، مرجع سبق ذكره
  29. طعيمة أحمد رشدي، 1987، ص 145، تحليل المحتوى في العلوم الإنسانية، دار الفكر العربي، ط1، القاهرة.
  30. محمد عبد الحميد، 2000، ص 221، مرجع سبق ذكره.

المراجع البيبليوغرافية

  1. مجمع اللغة العربية، 2001، ص 560، المعجم الوسيط، مكتبة الشروق الدولية، ط5، القاهرة.
  2. مومن أحمد، 2005، ص 209، اللسانيات- النشأة والتطور، ديوان المطبوعات الجامعية، ط2، الجزائر.
  3. حجاب محمد منير، 2003، ص 1481، الموسوعة الإعلامية م4، دار الفكر للنشر والتوزيع، القاهرة.
  4. دليو فضيل، 2004، ص 145، وسائل الاتصال وتكنولوجياته، منشورات جامعة منتوري قسنطينة، الجزائر.
  5. ساميشريفأيمنمنصور، 2004، ص 34،اللغةالإعلامية: المفاهيم-الأسس-التطبيقات،د.ط،القاهرة.
  6. محمد عبد الحميد، 2000، ص 133، البحث العلمي في الدراسات الإعلامية، عالم الكتب، ديوان المطبوعة الجامعية، الجزائر.
  7. عوايدي عمار، د س، 130، تطبيقات المنهج العلمي في الدراسات الإجتماعية، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر.
  8. سمير محمد حسين، 1999، ص 227، دراسات في مناهج البحث العلمي، بحوث الإعلام عالم الكتب، بدون طبعة، القاهرة.
  9. طعيمة رشدي، 1987، ص 62، تحليل المحتوى في العلوم الإنسانية، مفهومه، أنواعه، استخدامه، دار الفكر العربي، بدون طبعة، لبنان
  10. آلانسوينجوود، 1996، ص 172، تاريخ النظرية في علم الإجتماع، ترجمة عبد العاطي السيد، دار المعرفة الجامعية، بيروت.
  11. ميشال زكرياء، 1982، ص 25، الألسنة التوليدية وقواعد اللغة العربية – النظرية الألسنية، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، ط1، بدون مكان نشر.
  12. لسيد خضر، 2003، ص 07، اللغة العربية: مشكلاتها وسبل النهوض بها، بدون دار نشر، ط1، بدون مكان نشر.
  13. مومن أحمد،2005، ص 208، عن اللسانيات – النشأة والتطور، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر.
  14. سامي الشريف وأيمن منصور ر ندا، 2004، ص 14، اللغة الإعلامية المفاهيم-الأسس-التطبيقات، كلية الإعلام جامعة القاهرة.
  15. جمعة سيد يوسف، 1990، ص 51، "سيكولوجية اللغة والمرض العقلي "، سلسلة عالم المعرفة، عدد 145.
  16. راتب قاسم عاشور، 2003، ص ص 24- 25، أساليب تدريس اللغة العربية بين النظرية والتطبيق، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، ط1، عمان.
  17. أحمد مصطفى السيد، 1990، ص 71، "العلاقة بين الصحافة واللغة وتأثيرها على الكتابة الصحفية"، الثقافة العربية، العدد 07.
  18. محمد طلال، 2003، ص 13،" اللغة العربية في الإذاعة والتلفزيون والفضائيات في المملكة المغربية"، مجمع اللغة العربية الأردني، الموسم الثقافي الحادي والعشرون
  19. عبد العزيز شرف، 2000، ص 110، علم الإعلام اللغوي، الشركة المصرية العالمية للنشر والتوزيع، ط1، مصر.
  20. عبد العزيز شرف، 1980، ص 42، مدخل إلى وسائل الإعلام: الصحافة، الإذاعة، التلفزيون، دار الكتاب المصري، ط1، القاهرة.
  21. أحسن أحمران، 1998، ص 231، "الاتجاه اللغوي لجمهور وسائل الإعلام الجزائرية في ظل الازدواجية اللغوية"، (مذكرة ماجستير غير منشورة)، كلية العلوم السياسية والاعلام، جامعة الجزائر، الجزائر.
  22. عمار بوحوش، 1985، ص 28، دليل الباحث في المنهجية وكتابة الرسائل الجامعية، المؤسسة الوطنية للكتاب، د-ط، الجزائر.

 

@pour_citer_ce_document

عبد الله سي موسى, «الترجمة الحرفية في لغة الصحافة المكتوبة الجزائرية-دراسة تحليلية لجريدة الخبر من العدد 9272 إلى العدد 9298-»

[En ligne] ,[#G_TITLE:#langue] ,[#G_TITLE:#langue]
Papier : ص ص 84-98,
Date Publication Sur Papier : 2021-06-28,
Date Pulication Electronique : 2021-06-28,
mis a jour le : 28/06/2021,
URL : https://revues.univ-setif2.dz:443/revue/index.php?id=8276.