مقدمة

تحظى الرياضة بشعبية هائلة على المستوى المحلي والعالمي لذا فقد تعانقت كل الجهود العلمية، والخبرات نحو تطوير مستوى أداء المدرب من الناحية المعرفية والعلمية، لذا أصبحت الرياضة لها مستوى متقدم وفي جميع النشاطات الرياضية، وهذا راجع بالدرجة الأولى إلى الاهتمام بها وكذلك بدور المسؤول الأول في الجهاز وهو المدرب. وتتميز مهنة التدريب بأنها من المهن التي تكون فيها المواقف متباينة ومختلفة، فقد تكون تلك المواقف واضحة وتحكم على المدرب اتخاذ القرار، وقد تكون العكس والتي تدعو المدرب إلى الانتظار والتفكير، وعلى العموم فان هناك عدة مسببات والفرص التي تظهر في المستقبل والتي تصبح فيها مواقف اتخاذ القرار تمثل مفترق الطرق في هذه المهنة، حيث أحيانا ما تظهر هذه الطرق للتخطيط ولكنها غالبا تظهر حيث لا يتوقعها المدرب.

وإن المدرب الرياضي هو الذي يبني ويتخذ قراره الرئيسي، ومن مهامه على الرياضيين هو تحسين ورفع مستواهم الرياضي، ويكون عليه عدة مسؤوليات كبيرة ويقابلها كذلك مسؤوليته عن الأداء الذي يصل إليه الرياضيون ذوي الإعاقة وهذا من ناحية الانجاز أمام المشرفين والمسئولين على الفريق. حيث يتعرض المدرب خلال مسيرة حياته لكثير من المعيقات التي تؤثر في تحقيق أهدافه على المدى القريب، منها ضغوط نفسية ناتجة عن الأعباء الزائدة، وهذه الضغوط لها تأثيرا كبيرا على المدرب حيث يشعر بحالة من التعب البدني والذهني والنفسي خلال العملية التدريبية وبعدها، حيث يصعب عليه استعادة حيويته ونشاطه، ويصبح اقل دافعية في بذل الجهد لتخطيط أهداف مستقبلية مع فريقه ومن هنا يصاب بالاحتراق النفسي(سميرة عرابي، 2008)

وعلى الرغم مما یشهده العالم الیوم من تطورات علمیة وتكنولوجیة انعكست على كثیر من جوانب الحیاة المختلفة، إلا أن كثیرا من الباحثین قد وصفوا القرن الحالي بأنه عصر الضغوط النفسیة، والاحتراق النفسي، لذلك عدت ظاهرة الاحتراق النفسي من الظواهر التي تتطلب من الإنسان التعایش وتطویر كفاءة معینة للتعامل معها (Maslach, C., Jackson, S.E, Maslach, 1999).

ويذكر (الفرح، 2008) أن العمل مع ذوي الاحتیاجات الخاصة یأتي في مقدمة المهن التي یمكن أن تخلق مشاعر الإحباط لدى العاملین، لما تقتضیه هذه المهن من متطلبات مع فئات متنوعة من الأشخاص غیر العادیین، الذین یعانون من مختلف الإعاقات مثل الإعاقات العقلیة، الحركیة، والسمعیة، البصریة، الإعاقات المتعددة. حیث یعتبر كل شخص حالة خاصة تتطلب نمطا خاصا من الخدمة والتعلیم والتدریب، بالإضافة إلى أن انخفاض قدرات الأشخاص المصابین بالإعاقة وتنوع مشكلاتهم وحدتها أحیانا قد یولد لدى العدید من العاملین معهم الشعور بالإحباط، وضعف الشعور بالإنجاز أو النجاح، كما تظهر في كثیر من المهن لاسیما المهن ذات الطابع الإنساني والتعاوني معوقات وضغوط مختلفة تحول دون قیام الموظف بدوره المطلوب كما یتوقعه هو ویتوقعه الآخرون، وتعتبر ظاهرة الاحتراق النفسي من أبرز المعوقات التي قد تظهر في مجال العمل مع ذوي الاحتیاجات الخاصة(عدنان الفرح، 2001).

والاحتراق النفسي من المصطلحات النفسية التي ظهرت في بداية السبعينات خاصة في مجال ضغوط العمل. حيث يشير (Duquette, et al,1994) أن الاحتراق النفسي هو حالة من الإعياء والضعف تصيب الجسم وتستنفد طاقته الحيوية (Duquette, A., Kerouac, S., Sandhu, B., Beauder, 1994)، ويعرف على (عسكر، 2000) أن الاحتراق النفسي هو الإنهاك أو الاستنفاذ البدني والانفعالي نتجه التعرض المستمر للضغوط العليا.

ويعرف (Branetti, 2001) أن الاحتراق النفسي هو مؤشرات سلوكية ناتجة عن الضغط النفسي الذي يتعرض له الفرد أثناء العمل لفترة طويلة، ويضيف (Selda, 2006) الاحتـراق بأنـه ظاهرة تتعلـق بالعمـل، وینبـع مـن إدراك الفـرد لعـدم التـوازن بـین المطالـب والمـوارد عبـر فتـرة طویلـة مـن الـزمن، وهـو یخـتص بفتـور الشــعور واللامبــالاة والانفصــال وعــدم الاهتمــام بالأشــیاء في العلاقــات الشخصــیة مــع الشــعور بالإرهاق العـاطفي المتعلـق بانعـدام المـوارد النفسـیة والعجـز. وعرفه (جمعة، 2007) الاحتراق النفسي أنه حالة من الإنهاك الجسمي والانفعالي والعقلي سببه إنهاك طويل المدى في مواقف مشحونة انفعاليا وضاغطة مصحوبة بتوقعات شخصية مرتفعة تتعلق بأداء الفرد، وأنه يحدث عندما يفقد العمل معناه، وتكون النسبة بين الضغوط والمكافآت في صالح الضغوط، والأفراد المعرضون للاحتراق النفسي هم الذين يحتاجون ويرغبون في الشعور بأنهم يفعلون شيئا مفيدا أو مهما في العمل بأفضل صورة وفي وقت قصير. واشار كل من Derdrick, Raschke, 2009)): إلى أن العاملين في التربية الخاصة الذين يعانون من الاحتراق النفسي يكونون  دون المستوى في أدائهم واقل كفاءة من الآخرين ويرجع هذا إلى أن كل شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة يمثل حالة فريدة تتطلب نمطا خاصا من الخدمة والتعليم والتدريب والمساندة بالإضافة إلى الانخفاض قدرات الأشخاص المصابين بالإعاقة. وتنوع مشكلاتهم وحدتها ايضا. الامر الذي من شانه ان يولد لدى هؤلاء العاملين الشعور بالضغوط النفسية والمهنية وبالتالي الوصول الى درجة الاحتراق النفسي. كما يشير (راضي، قاسم، 2012) انه تختلف الأسباب التي تؤدي إلى الاحتراق النفسي من فرد إلى آخر ويعود سبب هذا الاختلاف إلى تباين في قدرة التحمل النفسي من فرد لأخر، وطريقة تعامل الفرد مع مسببات ومصادر الاحتراق النفسي.

وبالنظر إلى السمات الشخصية للمدرب وما تتأثر به من ظواهر نفسية مختلفة دورا مهما في الوصول إلى الهدف المنشود لإعداد الفريق أو العملية التدريبية التي تتميز بوضوح الدور القيادي للمدرب إذ يقع عليه العديد من المهام التعليمية والتدريبية التي تسهم في بناء الرياضي لتحقيق أعلى المستويات، وفي المجال الرياضي تعد مهنة التدريب من بين أكثر المهن الرياضية ارتباطا بالضغوط على مختلف أنواعها، إذ يرتبط عمل المدرب الرياضي بالعديد من العوامل التي تتميز بالقلق، التوتر، الاستثارة النفسية والضغط النفسي. والتي قد تسهم في إنهاك قوى وطاقات المدرب الرياضي وتحرمه من الاستمتاع بحياته على الوجه الأكمل، وتعمل على خفض ثقته في نفسه وتنمية مفاهيم سلبية نحو ذاته ونحو الآخرين والاعتقاد بأنه غير كفء في عمله.

وفي هذا الصدد تطرقت بعض الدراسات كدراسة (علاوي، 1996) حول سكولوجية الاحتراق النفسي للاعب والمدرب الرياضي، دراسة (رفاعي، 1998) عن الاحتراق النفسي لدى بعض مدربي الأنشطة الرياضية المختارة، دراسة  (Kelley, et al, 1999)  حول القلق والاحتراق النفسي لدى المدربين في لعبة التنس، دراسة (حسناء، 2008) عن  مصادر الاحتراق النفسي لدى لاعبي ومدربي مسابقات الميدان والمضمار وعلاقتها بمستوى الأداء، دراسة (زهير، 2013) حول دراسة للتعرف على مستويات الاحتراق النفسي لدى مدربي كرة القدم في السودان، وهذه الدراسات تطرقت إلى الاحتراق النفسي من حيث العوامل والأعراض في المجال الرياضي لدى المدربين، اللاعبين من الأسوياء  والتي أكدت على أهمية دراسة الاحتراق النفسي لدى الرياضيين والمدربين وحتى المعلمين. كما اهتمت دراسات أخرى بمعلمي التربية الخاصة والمعاقين كدراسة (الرقاد، 2018) حول مستوى الاحتراق النفسي لدى معلمي ومعلمات التربية الخاصة، دراسة (العرايضة، 2016) عن مستوى الاحتراق النفسي لدى معلمي التربية الخاصة، دراسة (راضي، قاسم، 2012) حول مستوى الاحتراق النفسي لدى معلمات التربية الخاصة مقارنة بالمعلمات العاديات، دراسة (الزهراني، 2008) عن الاحتراق النفسي وعلاقته لبعض السمات الشخصية لدى العاملات مع ذوي الحاجات الخاصة.

 (دراسة , 2008 Agaliotis, Platsidou) عن مستویات الاحتراق النفسي لدى معلمي التربیة الخاصة في المرحلة الابتدائیة بالیونان، دراسة (الخرابشة، 2005) حول الاحتراق النفسي لدى المعلمين العاملين مع الطلبة ذوي صعوبات التعلم في غرف المصادر بالأردن، دارسة (Sari, 2004) حول مستوى الاحتراق النفسي لدى معلمي ومشرفي التربية الخاصة بتركيا. ودراسة (زيتون، 2010) التي اهتمت باستقصاء مصادر الاحتراق النفسي لدى اللاعبين ذوي التحديات الحركية في الاتحاد الأردني لرياضة المعاقين.

ومن المعلوم أن التدريب والعمل مع الأشخاص المتحدي الإعاقة (الأشخاص في حالة إعاقة) من أكثر المهن المرتبطة بضغوط العمل، إذ يعاني العاملون مع هذه الفئة من مشاعر الإحباط والقلق والعصبية، ومنهم من يواجه مشكلات صحية معينة، لما تقتضيه هذه المهنة من متطلبات وأعباء إضافية مع فئات متنوعة من الأفراد غير العاديين الذين يعانون من الإعاقات الحركية، العقلية، السمعية والبصرية. ونرى أن من أبرز أسباب فشل المدربين في مجال عملهم التدريبي وجود معوقات تحول دون قيامهم بدورهم بشكل كامل، الأمر الذي من شأنه الإسهام في إحساسهم بالعجز عن تقديم العمل المطلوب منهم بالمستوى الذي يتوقعه منهم الآخرون هذه الأحاسيس غالبا ما تأتي مقرونة بمؤشرات لضغوط نفسية وجسمية التي تقلل من الانجاز في العمل وتزيد من التعب والإنهاك.

 وبالرغم من ان رياضة المتحدي الإعاقة اخذت مكانتها في المحافل القارية والعالمية بنتائجها المتميزة، إذ لم ينل أصحابها من لاعبين ومدربين اهتماما في هذا المجال، وفي ضوء غياب دراسات حول الاحتراق النفسي لدى المدربين في رياضة المتحدي الإعاقة، ومما سبق ذكره جاءت فكرة البحث في الكشف عن مستوى عوامل الاحتراق النفسي لدى مدربي الرياضيين المتحدي الإعاقة. وعليه نطرح التساؤلات التالية:

-ما مستوى عوامل الاحتراق النفسي لدى مدربي الرياضيين المتحدي الإعاقة متوسط؟

-هل توجد فروق في مستوى عوامل الاحتراق النفسي بين مدربين الرياضيين المتحدي الإعاقة حسب متغير نوع التخصص الرياضي والخبرة الميدانية؟

أهداف البحث

-تحديد مستوى عوامل الاحتراق النفسي لدى مدربي الرياضيين المتحدي الإعاقة.

-تحديد الفروق في مستوى عوامل الاحتراق النفسي بين مدربي الرياضيين المتحدي الإعاقة حسب متغير نوع التخصص الرياضي والخبرة الميدانية.

فروض البحث

-مستوى عوامل الاحتراق النفسي لدى مدربي الرياضيين المتحدي الإعاقة متوسط

-توجد فروق في مستوى عوامل الاحتراق النفسي بين مدربين الرياضيين المتحدي الإعاقة حسب متغير نوع التخصص الرياضي والخبرة الميدانية.

مصطلحات البحث

الاحتراق النفسي

يذكر (Tumkaya, 2007) أن الاحتراق النفسي أحد أنواع الإجهاد البدني والنفسي والذهني، ويرتبط بالعمل، ويعيق الأفراد عن تأدية مهام عملهم بفاعلية، وذلك لان قدرة الفرد تكون قد استهلكت، ولم يعد قادرا على مواجهة الإجهاد، فالاحتراق النفسي لا يحدث فجأة، بل هو يصيب الفرد تدريجيا بعد تعرضه للضغوط المهنية والحياتية لفترات طويلة، فهو حالة غير صحية تؤدي بالأشخاص المصابين به إلى الوقوع في مشاكل وصعوبات جسدية ونفسية واجتماعية.

ویعـرفه (فـاروق، 2001) بأنـه جملـة الأعـراض العاطفیـة والبدنیـة والعقلیة المرتبطة بالطاقة الحیویة للفرد وأدائه في الأعمال التي یقوم بها، وقال (أبو الخير، جلال، 2001) انه حالــة شــعورية ذات تــأثير ســلبي فــي الجانــب الانفعــالي والــذهني والبــدني كــرد فعــل للضـــغوط الزائـــدة فـــي العمـــل والتـــي تفــوق قـــدرات الفـــرد نتيجـــة لأسباب مهنيـــة وشخصـــية واجتماعيـــة واقتصـادية يترتـب عليهـا خفـض مسـتوى الاداء واللامبالاة وعـدم الرضـا الـوظيفي.

ويعرفه الباحثون انه الدرجة التي یتحصل علیها المفحوص في مقیاس عوامل الاحتراق النفسي بأبعاده الخمس (عوامل مرتبطة باللاعبين أو الفريق الرياضي، عوامل مرتبطة بخصائص المدرب الرياضي وشخصيته، عوامل مرتبطة بالإدارة العليا للفريق أو اللاعبين، العوامل المرتبطة بوسائل الإعلام، العوامل مرتبطة بالمشجعين).

عوامل الاحتراق النفسي

حدد (علاوي، 1998) عوامل الاحتراق النفسي للمدرب الرياضي في العوامل التالية:     

- عوامل مرتبطة باللاعبين أو الفريق الرياضي

- عوامل مرتبطة بخصائص المدرب الرياضي وشخصيته

- عوامل مرتبطة بالإدارة العليا للفريق أو اللاعبين         

- عوامل مرتبطة بوسائل الإعلام

- عوامل مرتبطة بالمشجعين

الاحتراق للمدرب الرياضي

 أنه حالة من الإنهاك العقلي والانفعالي والبدني والدافعي يشعر بها المدرب الرياضي، نتيجة للأعباء والمتطلبات الزائدة والمستمرة الواقعة على كاهله كنتيجة لعملة كمدرب رياضي، وإدراكه أن جهده وتفانيه في عملة وكذلك علاقاته مع اللاعبين أو مع الآخرين (كالإداريين، النقاد الرياضيين، المشجعين) لم تنجح في إحداث العائد أو المقابل الذي يتوقعه.

ويعرفه الباحثون انه حالة من القلق والتوتر والإنهاك البدني والعقلي والانفعالي يشعر بها المدرب في تخصص رياضة المتحدي الاعاقة كاستجابة للضغوط المرتبطة بالعمل مما يؤدي إلى إدراك سلبي للذات.

المدرب الرياضي

يقول (مفتي، 2001) انه الشخصية التي يقع على عاتقها القيام بتخطيط وقيادة وتنظيم الخطوات التنفيذية لعمليات التدريب وتوجيه اللاعبين خلال التدريب والمنافسات.

ويعرفه (الفاتح، لطفي، 2002) انه الشخصية التربوية التي تتولى عملية وتدريب اللاعبين وتؤثر في مستواهم الرياضي تأثيرا مباشرا، وله دور فعال في تطوير شخصية اللاعب تطويرا شاملا متزنا، ويمثل المدرب الرياضي العامل الأساسي في عملية التدريب.

ويعرفه الباحثون انه الشخص الذي يتولى عملية تربية وتدريب اللاعبين المتحدي الاعاقة في تخصص رياضي معين.

رياضة المتحدي الإعاقة

 حسب (حلمي، فرحات، 1998) تعني الرياضات والألعاب التي يتم التغيير فيها لدرجة يستطيع بها الشخص في حالة الإعاقة الممارسة والمشاركة في الأنشطة الرياضية. وهي الأنشطة الرياضية التي يتم تعديلها بحيث تلائم حالات الإعاقة وفقا لنوعها وشدتها.

ويعرفها الباحثون بأنها أنشطة رياضية وألعاب فردية وجماعية، بحيث تكون هذه الألعاب والأنشطة مكيفة تتماشى مع نوع فئة المتحدي الاعاقة.

الطريقة والأدوات

منهج البحث

استخدم المنهج الوصفي بالأسلوب المقارن نظرا لملائمة وطبيعة المشكلة.

مجتمع البحث

تمثلت عينة البحث في مدربي الرياضيين ذوي الإعاقة في بعض الرياضات التالية (العاب القوى، السباحة، كرة القدم، كرة السلة، الكرة الطائرة، كرة الهدف)، أما عدد أفراد العينة للدراسة الأساسية قد بـ 30 مدربا من نفس التخصصات. وكان عدد أفراد العينة بالنسبة لمدربي النشاطات الرياضية الفردية 12 مدربا، وعدد مدربي الأنشطة الرياضية الجماعية 18مدربا، وكان عدد أفراد العينة بالنسبة للمدربين الذين خبرتهم من (1-5) سنوات 17 مدربا، وعدد المدربين الذين خبرتهم من (5-10) سنوات 13 مدربا. في حين عدد المدربين أصحاب الخبرة أكثر من 10 سنوات كان صفر.

 

مجالات البحث

المجال ألزمني

المرحلة الأولى تمثلت في توزيع مقياس الاحتراق النفسي على العينة الاستطلاعية في 25/01/2018 وأعيد توزيعه يوم 03/02/2018 أما المرحلة الثانية تم فيها توزيع مقياس الاحتراق النفسي على العينة الأساسية في الفترة مابين 20/02/2018 إلى غاية 10/04/2018.

المجال المكاني

تم توزيع استمارات مقياس الاحتراق النفسي على المدربين في ميادين وقاعات ممارسة كل نشاط حسب تخصصه بالولايات التالية: مستغانم، وهران، غليزان، عين تموشنت، معسكر.

المجال البشري

اشتملت عينة التجربة الاستطلاعية على 8 مدربين وهم خارج أفراد العينة الأساسية، في حين قدرت عينة التجربة الرئيسية بـــ 30 مدربا.

مواصفات مقياس عوامل الاحتراق النفسي                 

صمم هذا المقياس (علاوي، 1998) للتعرف على العوامل التي تسهم في زيادة الضغط على المدرب الرياضي والتي قد تؤدي إلى الاحتراق النفسي للمدرب الرياضي. ويتضمن هذا المقياس على (5) عوامل كالتالي:     

-عوامل مرتبطة باللاعبين أو الفريق الرياضي: وهي التي ترتبط بعدم احترام اللاعبين للمدرب وعدم تقدريهم للجهد الذي يبذله أو الاعتراف بدوره الأساسي في تطوي مستوياتهم الرياضية، أو كثرة وجود صراعات ومشاكل بين اللاعبين، وعدم قدته على مواجهتها، وكذلك عدم القدرة على تحقيق نجاحات مع اللاعبين او محاولة التكتل في مواجهة المدرب.

-عوامل مرتبطة بخصائص المدرب الرياضي وشخصيته: وهي العوامل التي يشع فيها المدرب في قرارات نفسه بعدم الأمان أو الاستقرار في عمله، وحساسيته الزائدة لما يوجه إليه من انتقادات أو عدم قدرته على تحقيق المزيد من الانتصارات او حفز اللاعبين، أو اتسامه ببعض الصفات الشخصية المعينة كالانطواء، العصبية أو السيطرة، أو معاناة المدرب من بعض المشكلات التي لم يستطع حسمها.  

-عوامل مرتبطة بالإدارة العليا للفريق أو اللاعبين: هي العوامل التي ترتبط بالإدارة العليا للفريق كمجلس الإدارة للنادي أو الفريق أو اللجنة الإدارية العليا المشرفة على اللاعبين أو الفريق الرياضي والتي يخضع لها المدرب. والتي تتربط بعدم اقتناعها بكفاءة المدرب وفضها الاستجابة لطلباته الضرورية وإحساس المدرب بعدم تقدريها له بصورة كافية أو محاولتها الحد من سلطاته، أو إحساس المدرب بان مهدد بالاستغناء عنه.         

-عوامل مرتبطة بوسائل الإعلام: وهي العوامل المرتبطة بمختلف وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة، واعتقاد المدرب بأنها توجه إليه الانتقادات القاسية وتحاول تضخيم أخطائه وتحيزها ضده أو محاولة تجاهله.                                 

-عوامل مرتبطة بالمشجعين: هي العوامل التي ترتبط بجمهور المشجعين أو المتعصبين لنوع الرياضة التخصصية للمدرب وما قد يحدث من سلوكات بعضهم من هتافات عدائية، أو محاولة الاعتداء اللفظي أو البدني على المدرب، أو الهتافات بتغييره أو تنحيته من منصبه، أو انقلابهم ضد فيقهم وتشجيع الفريق المنافس أو اللاعبين المنافسين.

اما ارقام العبارات موزعة على الابعاد وفق الجدول التالي:

جدول (01): ارقام العبارات وفقا لأبعاد مقياس عوامل

                       الاحتراق النفسي

الرقم	الابعاد	ارقام العبارات
01	العوامل المرتبطة باللاعبين والفريق الرياضي	1-6-11-16-21-26
02	العوامل المرتبطة بالمدرب الرياضي وشخصيته	2-7-12-17-22-27
03	العوامل المرتبطة بالإدارة العليا للاعبين   أو الفريق	3-8-13-18-23-28
04	العوامل المرتبطة بوسائل الإعلام	4-9-14-19-24-29
05	العوامل المرتبطة بجمهور المشجعين	5-10-15-25-30

 

المصدر: حسن علاوي (1996)٠

التصحيح

يتم تصحيح كل بعد من الابعاد الخمسة على حده وذلك بجمع حاصل الدرجات للعبارات التي يتكون منها كل بعد. حيث كلما كانت الدرجة مرتفعة في كل بعد كلما دل ذلك على المزيد من الضغط المرتبط بهذا البعد.

 كما يمكن جمع درجات الابعاد الخمسة للتعرف على المجموع الكلي للمقياس.

 

 

جدول (02): مفتاح تصحيح المقياس

المستوى	الدرجات
درجة كبيرة جدا	5
درجة كبيرة	4
درجة متوسطة	3
درجة قليلة	2
درجة قليلة جدا	1

 

تحديد مستويات الاحتراق النفسي تبعا للمتوسط الحسابي

من أجل تحديد مستويات عوامل الاحتراق النفسي تم احتساب طول الفئة العددية للأوساط الحسابية الخاصة بالعبارات والأداة ككل بطرح مفتاح التصحيح الأصغر من مفتاح التصحيح الأكبر وقسمة الناتج على عدد فئات الأداة فكانت النتيجة (5-1)/5 = 0.80، والجدول التالي يوضح ذلك:

جدول (03): مستويات عوامل الاحتراق النفسي ودرجاته

                        تبعا المتوسط الحسابي

المستوى	المدى
كبير جدا	05-4.2
كبير	4.2-3.4
متوسط	3.39–2.6
منخفض	2.59–1.8
منخفض جدا	1.79-01

 

الهدف من الجدول تحديد مستوى عوامل الاحتراق النفسي للمدربين في رياضة المتحدي الاعاقة من خلال المتوسطات الحسابية.

الأسس العلمية

الثبات والصدق

لغرض التأكد من مصداقية أداة البحث، قمنا بإجراء تجربة استطلاعية كدراسة أولية على عينة مقدارها 08 مدربين في بعض التخصصات الرياضية، حيث المرحلة الأولى تمثلت في توزيع مقياس الاحتراق النفسي على العينة الاستطلاعية في 25/01/2018 وأعيد توزيعه يوم 03/02/2018 وقمنا بحساب معامل الارتباط باستخدام معامل الارتباط بيرسون، وكذا معامل كرونباخ الفا للاتساق الداخلي للمقياس، والنتائج موضحة في الجدول الموالي.

 

 

جدول (04): معامل الثبات لأداة البحث

عوامل الاحتراق النفسي	معامل الثبات	معامل كرونباخ الفا
العوامل المرتبطة باللاعبين والفريق الرياضي	0,83	0.84
العوامل المرتبطة بالمدرب الرياضي وشخصيته	0,90	0.86
العوامل المرتبطة بالإدارة العليا للاعبين أو الفريق	0,81	0.82
العوامل المرتبطة بوسائل الإعلام	0,77	0.78
العوامل المرتبطة بجمهور المشجعين	0,90	0.87
العوامل ككل	0,85	0.82

 

من خلال الجدول 04، نلاحظ أن قيمة معامل الثبات للعينة الاستطلاعية كان محصورا بين 0.77 و0.90 وهي أكبر من قيمة R الجدولية 0,66 عند مستوى الدلالة 0,05. كما تم حساب الاتساق الداخلي للمقاس حسب الابعاد باستخدام معامل كرونباخ الفا حيث جاءت القيم محصورة بين 0.78 كأصغر قيمة و0.87 كأكبر قيمة، وهي قيم عالية مما يدل على تمتع كل أبعاد المقياس بدرجة عالية من الثبات مما يوضح العلاقة الطردية القوية بين تجانس المفردات ودرجة التناسق العالية، وهذا دليل على امكانية استخدام المقياس.

الموضوعية

للتأكد من صدق مقياس عوامل الاحتراق النفسي تم عرضه على مجموعة من المحكمين من خبراء ومختصين في علم النفس وعلم النفس الرياضي بجامعة مستغانم لإبداء الرأي حول المقياس وتعديل ما يمكن تعديله، وما اذا كان المقياس يفي بالغرض الذي وضع من أجله، وقد أجمع أغلب المحكمين على صلاحية المقياس وملائمة العبارات والأبعاد الموجودة فيه، وهي مرتبطة بنسبة كبيرة بموضوع البحث قيد الدراسة حيث تجاوزت نسبة القبول98% من أراء المحكمين.

التجربة الرئيسية    

قام الباحثون بإجراء التجربة الأساسية على المدربين في التخصصات الرياضية السابقة الذكر (رياضات المتحدي الإعاقة). وتم توزيع المقياس على العينة الأساسية المقدرة بــــــ 30 مدربا بتاريخ 20/02/2018 إلى غاية 10/04/2018.

الوسائل الإحصائية

-المتوسط الحسابي- الانحراف المعياري- معامل الارتباط بيرسون البسيط R، معامل ألفا كرونباخ، اختبار دلالة الفروق t ستيودنت.

عرض وتحليل النتائج              

مستويات عوامل الاحتراق النفسي لدى المدربين في رياضة المتحدي الإعاقة

جدول (05): المتوسطات الحسابية لمقياس عوامل الاحتراق

                       النفسي الكلي لدى عينة البحث

عوامل الاحتراق النفسي	المتوسط الحسابي	المستوى	الترتيب
العوامل المرتبطة باللاعبين والفريق الرياضي	2.83	متوسط	02
العوامل المرتبطة بالمدرب الرياضي وشخصيته	2.6	متوسط	03
العوامل المرتبطة بالإدارة العليا للاعبين   أو الفريق	2.88	متوسط	01
العوامل المرتبطة بوسائل الإعلام	2.33	منخفض	05
العوامل المرتبطة بجمهور المشجعين	2.33	منخفض	04
العوامل ككل	2.60	متوسط	----

 

نلاحظ من خلال الجدول(05)، أن المتوسطات الحسابية بالنسبة لعوامل الاحتراق النفسي كانت محصورة بين 2,33 و2,88، أما المتوسط الحسابي لمقياس عوامل للاحتراق النفسي ككل بلغ 2,60 وهو يقع في المدى 3.39–2.6 وهذا يفسر أن مستوى عوامل الاحتراق النفسي لدى المدربين هو بمستوى متوسط. كما نلاحظ من خلال ترتيب العوامل أن العامل المرتبط بالإدارة العليا للاعبين أو الفريق جاء في المرتبة الأولى بمتوسط حسابي قدره 2.88. ثم العامل المرتبط باللاعبين والفريق الرياضي بمتوسط حسابي قدره 2.83، وفي المرتبة الثالثة عامل المدرب الرياضي وشخصيته بمتوسط حسابي2.6، وفي المرتبة الأخيرة كل من عامل وسائل الإعلام وعامل جمهور المشجعين بمتوسط حسابي قدره 2.33. ويرجع الباحثون هذه النتائج إلى قلة الضغوط على المدربين بسب قلة اهتمام وسائل الإعلام برياضة المتحدي الإعاقة وضعف القاعدة الجماهيرية لهذه الرياضة مقارنة برياضة الأسوياء، وكذلك مطالبة مدربي هذه الفئة بنتائج من طرف الإدارة أو المتابعين والعمل حسب الإمكانيات المتاحة لهم.

عرض نتائج الاحتراق النفسي لدى مدربي رياضة المتحدي الإعاقة

حسب متغير نوع التخصص الرياضي (فردي، جماعي)

جدول(06): دراسة الفروق لعوامل الاحتراق النفسي عند 

                      المدربين حسب متغير نوع التخصص الرياضي

عوامل الاحتراق النفسي	الرياضة الفردية (ن1=12)	الرياضة الجماعية (ن2=18)	t المحسوبة
	س±ع	س±ع
العوامل المرتبطة باللاعبين والفريق الرياضي	2,51±0.60	3.15±0.71	2.66*
العوامل المرتبطة بالمدرب الرياضي وشخصيته	2,21±0.59	2,92±0.65	3.04*
العوامل المرتبطة بالإدارة العليا للاعبين أو الفريق	2,51±0.50	3.25±0.41	4.35*
العوامل المرتبطة بوسائل الإعلام	2,18±0.62	2,48±0.51	1.50
العوامل المرتبطة بجمهور المشجعين	2,10±0.61	2,46±0.61	1.63
العوامل ككل	2,30±0.65	2,90±0.51	2,85*

 

نلاحظ من الجدول 06، قيم t ستودنت المحسوبة جاءت محصورة بين 2,66 و4.35 وهي أكبر من t ستيودنت الجدولية المقدرة بـ2,048 عند مستوى الدلالة 0,05 ودرجة حرية (ن₁+ن₂-2) =28 بالنسبة للعوامل التالية (المرتبطة باللاعبين والفريق الرياضي، المرتبطة بالمدرب الرياضي وشخصيته. المرتبطة بالإدارة العليا للاعبين أو الفريق)، في حين لا توجد فروق دالة احصائيا في العوامل (المرتبطة بوسائل الإعلام، المرتبطة بجمهور المشجعين). أما بالنسبة للمقياس ككل بلغت t ستودنت المحسوبة 2,85 أكبر من t الجدولية (2.048). ومنه نقر أن الفرق دال إحصائيا لصالح مدربي تخصص الرياضات الجماعية مقارنة بمدربي تخصص الرياضات الفردية.

حسب متغير الخبرة الميدانية 

جدول(07): دلالة الفروق في عوامل الاحتراق النفسي لدى

                        المدربين حسب متغير الخبرة الميدانية.

عوامل الاحتراق النفسي	1-5 سنة (ن1=17)	6-10 سنة (ن2=13)	t محسوبة
	س±ع	س±ع
العوامل المرتبطة باللاعبين والفريق الرياضي	3,18±0.92	2.48 ±0.71	2,25*
العوامل المرتبطة بالمدرب الرياضي وشخصيته	3,04±0.74	2,16±0.80	3.14*
العوامل المرتبطة بالإدارة العليا للاعبين أو الفريق	3,26±0.74	2.50±0.60	3,03*
العوامل المرتبطة بوسائل الإعلام	2,56±0.50	2,10±0.60	2.30*
العوامل المرتبطة بجمهور المشجعين	2,50±0.62	2,18±0.49	1.28
العوامل ككل	2,85±0.49	2,35±0.41	2,94*

 

من الجدول 07، جاءت قيم t ستودنت المحسوبة بين 2,304 و3,14 وهي أكبر من قيمة t الجدولية المقدرة بـ2,048 عند مستوى الدلالة 0,05 ودرجة الحرية (ن₁+ن₂-2) =28 بالنسبة لجميع العوامل ما عدا عامل المرتبطة بجمهور المشجعين، في حين بلغت t ستودنت المحسوبة لمقياس العوامل ككل 2.94 وهي اكبر من t الجدولية (2.048). ومنه نلاحظ أن الفرق دال لصالح المدربين الذين خبرتهم (1-5) سنوات مقارنة بمن لديهم (6-10) سنوات خبرة.

مناقشة النتائج

من النتائج المتحصل عليها في الجدول 05، نلاحظ أن مستوى عوامل الاحتراق النفسي لدى مدربي المتحدي الإعاقة في بعض الرياضات التخصصية جاءت بدرجة متوسطة حيث بلغ المتوسط الحسابي للعوامل ككل 2.60 وهو ينتمي إلى المدى3.39–2.6، حيث جاء ترتيب عوامل الاحتراق النفسي مرتبة من العامل الأكثر تأثيرا إلى العامل أقل تأثيرا، فقد جاء عامل (الإدارة العليا للفريق واللاعبين) في المرتبة الأولى يليه عامل (اللاعبون والفريق الرياضي) في المرتبة الثانية، ثم عامل (خصائص المدرب وشخصيته) في المرتبة الثالثة وهم بدرجة متوسطة، ثم يليه عامل (وسائل الإعلام) في المرتبة الرابعة، وأخيرا عامل (جمهور المشجعين) وهما بدرجة منخفضة. وهذا ما يتماشى مع دراسة (Duquette, et al, 1994) حول العوامل التي لها علاقة بالاحتراق النفسي، ويقترب من دراسة (عرابي، 2008) حول الاحتراق النفسي لدى مدربي كرة القدم في الأردن، ودراسة (عبد القيوم،2013) عن مستويات الاحتراق النفسي لدى مدربي كرة القدم في السودان التي جاءت فيها مستويات الاحتراق بدرجة متوسطة وهذا بالنسبة للمدربين في الرياضة الخاصة بالأشخاص العاديين. وفي نفس الوقت نلاحظ من خلال النتائج جاءت مشابهة لمستوى الاحتراق النفسي المدربين في رياضة المتحدي الإعاقة أو ذوي القدرات الخاصة.

أما فيما يخص أهم العوامل المؤدية الى الاحتراق النفسي لدى عينة البحث كان عامل الإدارة العليا للفريق واللاعبين في المستوى الأول وهذا ما تشابه مع ما توصل إليه (علاوي، 1996) والتي أسفرت النتائج عن حصول العامل المرتبط بالإدارة العليا للفريق على أكبر درجة من درجات الاحتراق النفسي لدى المدربين. كما تشابهت النتائج مع دراسة (شريط، 2012) التي أكدت أن العوامل الأكثر تأثيرا للاحتراق النفسي يتمثل في العامل المرتبط بالإدارة العليا للفريق واللاعبين والعامل المرتبط باللاعبين والفريق الرياضي. في حين الاحتراق النفسي لدى العاملين في التربية الخاصة ومع ذوي الاعاقة (معلم، مربي، مشرف) جاءت مستوياته بين المتوسط والمرتفع مثل دراسة (الفرح، 2001) الاحتراق النفسي لدي العاملین مع الأشخاص ذوي الاحتیاجات الخاصة، دراسة (الزیودي، 2007) الاحتراق النفسي لدي معلمى التربیة الخاصة وعلاقته ببعض المتغیرات، دراسة (الرقاد، 2018) مستوى الاحتراق النفسي لدى معلمي ومعلمات التربية الخاصة العاملين في المراكز الخاصة والتي تظهر أن الضغوطات المهنية التي يعايشها العاملين مع الأشخاص ذوي الإعاقة بمختلف أنواعها مع مرور الوقت تؤدي بهم إلى حالة الاحتراق النفسي. كما ذكرت إحدى الدراسات وجود أسباب رئيسية تؤدي إلى للاحتراق النفسي كالعمل لفترات طويلة دون الحصول على قسط كاف من الراحة، فقدان الشعور بالسيطرة على مخرجات العمل أو الإنتاج، الشعور بالعزلة في العمل وضعف العلاقات المهنية، الرتابة والملل في العمل، ضعف استعداد الفرد للتعامل مع ضغوط العمل زيادة على الخصائص الشخصية للفرد.

بالنسبة مستويات لعوامل الاحتراق النفسي حسب متغير نوع التخصص الرياضي كما نلاحظ في الجدول 06، جاءت مستويات عوامل الاحتراق النفسي بين مدربي تخصص الرياضات الفردية ومدربي تخصص الرياضات الجماعية لصالح مدربي تخصص الرياضات الجماعية، ويرجع الباحثون الفروق الإحصائية في المقارنة في مستويات عوامل الاحتراق النفسي بين مدربي الرياضات الفردية وبين مدربي الرياضات الجماعية وجود بعض الصراعات بين اللاعبين والفريق في الأنشطة الجماعية مما يؤثر على عمل المدرب وشخصيته. زيادة على قدرة المدرب على تحقيق المزيد من انجازات اللاعبين والفريق ككل في الأنشطة الجماعية. إضافة إلى إمكانية قلة التزام اللاعبين بتعليمات المدرب في المنافسات الرياضية. وهذا ما يتشابه مع دراسة (شريط، 2012) الذي يؤكد أن مدربي الأنشطة الجماعية يبذلون جهدا بدنيا وذهنيا أكبر لأنهم يتعاملون مع عدد أكبر من الرياضيين مقارنة بالأنشطة الرياضية الفردية مما يكون لديهم ضغوطات مختلفة لان الأنشطة الرياضية الجماعية لها قاعدة جماهيرية ومتابعة إعلامية بدرجة أكبر من الأنشطة الفردية. 

ويضيف (الزهراني، 2008) على أن المخلصين والملتزمين هم أكثر عرضة للاحتراق النفسي وتضيف إليهم كذلك الأفراد ذوي الدافعية القويـة للنجـاح المهنـي، فالجماعة المهنية هم الأكثر عرضة للاحتراق النفسي لأنهم أكثر مثالية والتزاما بواجبات المهنة.

 كما جاءت مستويات عوامل الاحتراق النفسي عند المدربين العاملين في مجال رياضة المتحدي الإعاقة الذين خبرتهم من (1-5) سنوات وبين المدربين الذين خبرتهم من (6-10) سنوات وكان الفرق لصالح المدربين الذين خبرتهم (1-5) سنوات من خلال الجدول 07. ويرجع الباحثون هذه النتائج إلى أن مجهودات المدربين وتفانيهم في عملهم يكون بدرجة أكبر وذلك لإثبات أنفسهم وفرض رأيهم وأسلوبهم الخاص من أجل تحقيق نتائج جيدة ترضي الإدارة العليا والفريق والجمهور مقارنة بذوي الخبرة الأكبر الذي اعتادوا على العمل مع هذه الفئة وفق الأهداف المسطرة والإمكانيات المتاحة، لكون الأهداف الأساسية من ممارسة الأنشطة الرياضية للمتحدي الإعاقة هو تحسين مستوى اللياقة البدنية من أجل الصحة والاندماج في المجتمع ليعيش فيه وفق متطلبات الحياة اليومية.

ويعزي الباحثون أسباب الفروق الإحصائية في مستوى عوامل الاحتراق النفسي بين المدربين الذين خبرتهم أقل نتيجة لإصرار المدربين الجدد في المهنة على تحقيق انجازات مع الفريق لإثبات شخصياتهم. ومن اجل الشعور بالتقدير الكافي من طرف الإدارة واللاعبين وحتى الجمهور المشجع، زيادة على قلة تقدير بعض اللاعبين للجهد الذي يبذله المدرب للارتقاء بمستوياتهم بالنسبة للمدربين الأقل خبرة. وهذا ما يتماشى مع دراسة (Sisley, et al, 1987) التي أشارت أن المدربين الذين لديهم خبرة كبيرة في التدريب لديهم درجة اقل في الاحتراق النفسي. وهذا ما يشير إليه (Freuden, 1990) انه بمثابة حالة إنهاك للنواحي البدنية والذهنية تؤدي إلى مفهوم سلبي للشخص نحو نفسه أو ذاته، فضلا عن تكوين اتجاهات سلبية نحو العمل والحياة والناس والآخرين وكذلك الافتقاد إلى المثالية والشعور بالغضب. كما تضيف (Maslach, et al, 1996) انه كلما كان الإنسان يتقدم في العمر تصبح ميكانيزمات التكيف مع الضغوط أكثر فاعلية، ومن جهة أخرى يجب التعامل مع هذا الإثبات بحذر وتحفظ لان في الواقع الشباب يتعرضون للاحتراق النفسي في بداية مشوارهم المهني يغادرون عملهم مبكرا ولا يتركون ورائهم الا أولئك الذي يتمتعون بدرجة عالية من المقاومة، وهذا ما لمسناه عند أصحاب الخبرة من 1 إلى 5 سنوات بتميزهم بالاندفاعية والحماس والرغبة في العمل أكثر مقارنة بأصحاب الخبرة.

وعليه يمكن الإشارة إلى بعض أسباب الاحتراق النفسي لدى المدربين في المجال الرياضي هو الرغبة الشديدة والملحة عندهم لتحقيق أهداف مثالية قد لا تنسجم ولا تتناغم مع الواقع الفعلي، وهذه الأهداف قد يفرضها الشخص على نفسه أو يفرضها المجتمع عليه، وقد يعود تعرض ذوي الخبرات القصيرة إلى مستويات عليا من الاحتراق النفسي إلى عدم تأقلم هذه الفئة مع المهنة، ضف إلى ذلك نقص الوسائل والإمكانيات المتاحة لتدريب الرياضيين المتحدي الإعاقة في الأنشطة الرياضية التخصصية، كما أن الواقع النظري غير الواقع العملي، وعندما يفشل الفرد في تحقيق هذه الأهداف فانه يقع تحت وطأة الضغط النفسي ومع تكرار التفكير به والفشل في أغلب محاولاته في تحقيق الطموح ينتقل إلى الاحتراق النفسي الذي يظهر على شكل إحساس بالعجز والقصور عن تأدية العمل وتحقيق الطموح في مجال التدريب الرياضي مع العاديين والمتحدي الإعاقة. ومن خلال ما ذكر يرى الباحثون أن المدرب بوصفه مهنيا يقوم بالإشراف على عملية التدريب الرياضي يصاب باحتراق نفسي عندما يواجه معوقات تحول دون قيامه بمهنته بشكل كامل، مما يؤدي إلى إحساسه بالعجز والقصور عند أداء ما يقوم به من عمل مما يترتب عليه ضغط نفسي وتوتر عصبي يؤديان إلى تدني مستوى اهتمامه ودافعيته.

خاتمة

تعد مهنة تدريب الرياضيين من المتحدي الاعاقة من بين أكثر المهن الرياضية ارتباطا بالضغوط على مختلف أنواعها، والتي تؤدي الاحتراق النفسي باعتباره حالة من الانهاك البدني والنفسي ناتجة عن الضغط النفسي الذي يتعرض له الفرد أثناء العمل لفترة طويلة.  حيث أن الفرد يصاب بالضعف والوهن، أو يجهد ويرهق، ويصبح منهكا بسبب الإفراط في استخدام الطاقات والقوى. ومن خلال البحث حول مستوى عوامل الاحتراق النفسي لدى المدربين في رياضة المتحدي الإعاقة تم التوصل إلى الاستنتاجات التالية:

-مستوى عوامل الاحتراق النفسي عند المدربين في رياضة المتحدي الإعاقة هو بدرجة متوسطة.

-توجد فروق دالة إحصائيا في مستوى عوامل الاحتراق النفسي بين المدربين تبعا لمتغير التخصص الرياضي لصالح الرياضات الجماعية مقارنة بالرياضات الفردية.

-توجد فروق دالة إحصائيا في مستوى عوامل الاحتراق النفسي بين المدربين تبعا لمتغير الخبرة الميدانية لصالح المدربين الذين لديهم خبرة من (1-5) سنوات مقارنة بالذين لديهم خبرة أكثر من 5 سنوات.

 وبعد النتائج المتحصل عليها تم اعطاء بعض الاقتراحات منها:

- زيادة التدريب والاسترخاء لدى المدرب على مواجهة الضغوط المهنية والإنهاك النفسي في العمل.

- توفير الامكانيات المادية والبشرية في النوادي الرياضية لتسهيل مهمة المدرب.

- التدعيم المعنوي والمادي للمدرب في رياضة المتحدي الإعاقة.

- تحسین مناخ العمل من خلال عقد الدورات التدریبیة اللازمة للمدربين من أجل إعداد اطارات مهنیة متخصصة قادرة على العمل مع المتحدي الاعاقة الخاصة بشكل عام.

- تكثيف الدورات الخاصة بالصحة النفسية للمدرب الرياضي العامل بمجال المتحدي الإعاقة.

- إجراء بحوث أخرى حول الاحتراق النفسي تبعا للمتغيرات التالية (الجنس، التخصص الرياضي، نوع الإعاقة).