تأصيل النظريات النقدية الحداثية في النقد العربي القديم عند عبد الملك مرتاضThe rooting of modern critical theories in the ancient Arab criticism of Abdulmalik Murtadh L’enracinement des théories critiques modernistes dans l’ancienne critique arabe chez d’AbdulMalik Murtadh
Plan du site au format XML


Archive: revues des lettres et sciences sociales


N°01 Avril 2004


N°02 Mai 2005


N°03 Novembre 2005


N°04 Juin 2006


N°05 Juin 2007


N°06 Janvier 2008


N°07 Juin 2008


N°08 Mai 2009


N°09 Octobre 2009


N°10 Décembre 2009


N°11 Juin 2010


N°12 Juillet 2010


N°13 Janvier 2011


N°14 Juin 2011


N°15 Juillet 2012


N°16 Décembre 2012


N°17 Septembre 2013


Revue des Lettres et Sciences Sociales


N°18 Juin 2014


N°19 Décembre 2014


N°20 Juin 2015


N°21 Décembre 2015


N°22 Juin 2016


N° 23 Décembre 2016


N° 24 Juin 2017


N° 25 Décembre 2017


N°26 Vol 15- 2018


N°27 Vol 15- 2018


N°28 Vol 15- 2018


N°01 Vol 16- 2019


N°02 Vol 16- 2019


N°03 Vol 16- 2019


N°04 Vol 16- 2019


N°01 VOL 17-2020


N:02 vol 17-2020


N:03 vol 17-2020


N°01 vol 18-2021


N°02 vol 18-2021


N°01 vol 19-2022


N°02 vol 19-2022


N°01 vol 20-2023


N°02 vol 20-2023


N°01 vol 21-2024


A propos

avancée

Archive PDF

N°01 vol 21-2024

تأصيل النظريات النقدية الحداثية في النقد العربي القديم عند عبد الملك مرتاض
L’enracinement des théories critiques modernistes dans l’ancienne critique arabe chez d’AbdulMalik Murtadh
The rooting of modern critical theories in the ancient Arab criticism of Abdulmalik Murtadh
104-112
تاريخ الاستلام 2018-10-15 تاريخ القبول 25-02-2024

  • resume:Ar
  • Auteurs
  • TEXTE INTEGRAL
  • Bibliographie

يتابع هذا البحث أحد أبعاد المعتقد النقدي لدى عبد الملك مرتاض في سعيه خلق التوازن بين التراث والحداثة، فعرض وناقش جهوده في تأصيل بعض النظريات النقدية الحداثية في النقد العربي القديم، وهي: الشكلانية، والأدبية، والانزياح، والتناص، وقد خلص البحث لإدراك الامتداد المعرفي الذي يحظى به التراث النقدي العربي وقابليته للتفكيك وإعادة صياغته في حلة عصرية

مقدمة
مثلت النظريات والمناهج النقدية الحديثة والمعاصرة التي أنتجها الغرب ووفدت على النقد العربي أسئلة بحث عميقة لدى الناقد العربي الذي تعددت سبل تعامله معها واختلفت بين النقاد وأحيانا عند الناقد الواحد.
يعد عبد الملك مرتاض من أكثر النقاد المعاصرين تفاعلا مع هذه النظريات والمناهج النقدية الغربية لاسيما الحداثية حيث ساهمت جهوده في التقديم النظري لها وأحيانا استثمارها في قراءة الخطاب الأدبي العربي، ولعل ما يلفت النظر في تقديم مرتاض لهذه النظريات النقدية الحداثية هو ربطها بمنجزات النقد العربي القديم في غالب الأحيان، ففي الخطاب النقدي لدى مرتاض يظهر إيمانه الشديد وجهده الكبير لتأصيل بعض نظريات ومقولات النقد الحداثي في المدونة النقدية العربية القديمة وهو الموضوع المتخذ للدراسة في هذا البحث.
ويسعى البحث تحديدا معرفة ماهية النظريات النقدية الحداثية التي سعى مرتاض ربط جذورها بالحركة النقدية عند العرب قديما، مع مناقشة إمكانات هذا التأصيل واحتمالاته الواقعية، ولهذا اعتمد البحث منهجا يقوم على الوصفية المقارنة، إذ بعد الحديث عن هذه النظريات ووصفها معرفيا كما يقدمها عبد الملك مرتاض ويربطها ببعض الجهود والأفكار النقدية العربية تقوم المقارنة بعد ذلك للتعليق على هذا الطرح.
وانقسم البحث نتيجة متطلباته المعرفية إلى: تمهيد منهجي حُدد فيه موقف مرتاض من التراث العربي عامة والسؤال الذي مثل الخطوة الأولى نحو توجهه في هذا المنحى التأصيلي، ثم تأصيله لأربعة نظريات ومقولات نقدية حداثية في النقد العربي القديم هي: الشكلانية، والأدبية، والانزياح، والتناص، فخاتمة احتوت ما خلص إليه البحث والتوصيات المتطلع إليها.
تمهيد
في البدء؛ وقبل الكشف عن هوية النظريات النقدية الحداثية التي انبرى عبد الملك مرتاض يؤصل أصولها ويبين جذورها في التراث النقدي العربي، من الجدير الإبانة عن موقف مرتاض من تراثه العربي الإسلامي عامة، واستطلاع جملة الأسئلة التي شكلت المخاض الفكري لمنهجه في قراءة التراث النقدي العربي.
أولا؛ فيما يخص نظرة مرتاض إلى التراث العربي الإسلامي فقد ميزها الشعور بفخر الانتماء قبل أي شعور آخر، وهذا الأمر ينكشف من خلال حديثه عن أعلام الفكر في تاريخ الحضارة الإسلامية: «الذي يقرأ كتابات المفكرين العرب أمثال الجاحظ وابن قتيبة، وعبد القاهر الجرجاني، والفارابي، ...يقتنع بعظمة هذا التراث المتنوع المتعدد المتسامح الراقي معا»  (مرتاض، 2010).
فمن هذا المقطع المقتضب يتبين واضحا أن مرتاض يرى التراث العربي الإسلامي بعين العظمة والسمو والرقي، هذه العظمة ناشئة في نظره مما يحمله هذا التراث من سمات التعدد والتنوع في الرصيد العلمي والمعرفي الخالد، وانتمائه إلى حضارة فاعلة ومؤثرة في مسار الإنسانية.
ثانيا؛ إن توجه مرتاض نحو تأصيل بعض النظريات النقدية التي صاغها الفكر النقدي الحداثي المعاصر عند الغربيين لم يكن منطلقا عشوائيا، إنما قد مهد له سؤال ظل يتردد في ذهنه كلما وقف أمام المنجز النقدي العربي القديم، وقد صيغ هذا السؤال على النحو الآتي: «من حقنا أن نتساءل: هل يجوز لنا أن نعد تلك النظريات النقدية مجرد تراث بائد لا ينبغي له أن يستشرف العصر بأي وجه» (مرتاض، نظرية النص الأدبي ، 2010).
إنه سؤال مهم للغاية هذا الذي يحوم في ذهن مرتاض والنقاد العرب المعاصرين ما دام أنه تحدث عنه بصيغة الجمع ويتمحور حول موقع المنجز النقدي العربي القديم في الحياة النقدية العربية المعاصرة، إذ يطرح مرتاض احتمال تقييد هذا المنجز في ذاكرة تاريخية بائدة، واحتمال ثان هو مساءلة تفاصيله وتفكيك متونه لعلها تحتوي شيئا يُستثمر اليوم، وسرعان ما يبادر إلى تبني الفرضية القائلة: «إن الفكر النقدي العربي القديم حافل بالنظريات والإجراءات التطبيقية، ومن العقوق أن نضرب صفحا عن الكشف عما قد يكون فيه من أصول لنظريات نقدية غريبة تبدو لنا الآن في ثوب مبهرج بالحداثة، فننبهر أمامها، وهي في حقيقتها لا تعدم أصولا لها في تراثنا النقدي، مع اختلاف في المصطلح والمنهج والإجراء» (مرتاض، نظرية النص الأدبي، 2010).
يؤكد مرتاض في هذا النص أسبقية النقد العربي إلى بعض الأفكار والمقولات النقدية التي يتقاطع مضمونها فنيا ومعرفيا مع نظريات نقدية حداثية غربية المنشأ والأصل ينظر إليها الناقد العربي اليوم بعين الانبهار ويأخذ بها مأخذ التسليم والتبعية لا مأخذ المناقشة والمتابعة مع اختلاف المنجزين في المصطلح لاختلاف اللغات والمنهج لتباين البيئات والمرجعيات الفكرية.
وما ذهب إليه مرتاض هنا في كون النقد العربي في عهوده القديمة احتوى جذور نظريات نقدية حداثية لا يعد قولا أو طرحا جديدا، فهو يشترك فيه مع نقاد عرب معاصرين كبار على غرار: شكري عياد، محمد عبد المطلب، أنور الجندي، عبد العزيز حمودة الذي يرى بأنه: «لا توجد مشكلة نقدية توقفت عندها نظرية/ نظريات الأدب الحديثة لم يتوقف عندها العقل العربي منظرا وممارسا» (حمودة، 2001) . ما يؤكد أن هذا الطرح يمثل توجها كبيرا ومستقلا بأفكاره في قراءة التراث النقدي العربي.
صار واضحا الآن محور تفكير عبد الملك مرتاض وهو يواجه المنجز النقدي العربي القديم، لقد كان يفكر بعمق في إبراز سمات المعاصرة والحداثة في مقولاته ونظرياته، لكن السؤال الآخر الذي يُطرح: لماذا يحاول مرتاض إبراز هذه السمات في النقد العربي القديم؟ ألم يطرح النقد الحداثي نظرياته ومناهجه ونقلها النقاد العرب المحدثون إلى بيئاتهم ووطنوها وقُضي الأمر؟ 
يبين مرتاض مسعاه من هذا حيث يقول: «نود أن ندعو إلى ضرورة إعادة صياغة النظرية النقدية العربية القديمة للانطلاق منها في تأسيس بعض النظريات النقدية المعاصرة التي استجلبناها من الغرب» (مرتاض، نظرية النص الأدبي ، 2010)، ويبين أيضا طريق وسبل تحقيق هذا المسعى: «فلا ينقصنا من وسائل الفكر والعمل شيء. ذلك بأننا دون العودة إلى هذا التراث، لمحاولة توظيفه في حياتنا الفكرية المعاصرة، سنظل صورة طبق الأصل فيما نكتبه وفيما نفكر فيه أيضا. وليس هذا الأصل هنا إلا غيرنا، إلا الآخر» (مرتاض، نظرية النص الأدبي ، 2010).
واضحة وصريحة غاية مرتاض من تأصيل بعض النظريات النقدية الحداثية في التراث النقدي العربي، إنها غاية الخروج من مسلك التبعية الفكرية للآخر، فالاجتهاد العميق في قراءة المدونة النقدية العربية وصياغة نظريات معاصرة منها توازي النظريات الحداثية هو الضامن الذي يراه مرتاض كفيلا بخلق استقلالية الذات العربية الناقدة التي تقع على ماضيها لإنتاج حاضرها وليس الاعتماد على الآخر حصرا.
 
الشكلانية
نجحت المدرسة الشكلانية خلال الربع الأول من القرن العشرين في تحويل مسار النظرية الأدبية والدراسات النقدية من المحور السياقي إلى المحور النسقي، غير أن عبد الملك مرتاض وفي طرح نقدي مثير يصف عبد الله بن قتيبة بأنه أول ناقد شكلاني في التاريخ ويبرر ذلك  بقوله: «إنما نطلق هذا الوصف على آراء ابن قتيبة في مقدمة كتابه الشعر والشعراء لأننا نريد أن نتسلح بحسن الظن بالموسوعة العالمية الفرنسية اللسان، التي عزت الشكلانية النقدية في نشأتها الأولى إلى ابن قتيبة» (مرتاض، في نظرية النقد، 2002).
إن شكلانية ابن قتيبة طرح لم يؤسسه مرتاض بنفسه كما يُظهره كلامه، ولكنه موقف تبناه منقولا عن موسوعة اللسان الفرنسية، وهو الطرح والموقف الذي لن يمر هكذا دون نقاش حيث تثار في شأنه أسئلة مثل: ما هي الأسس والمنطلقات التي جعلت مرتاض يتبنى الطرح القائل بشكلانية ابن قتيبة؟ هل كشف حقا مرتاض عن أصول النظرية الشكلانية المعاصرة في الخطاب النقدي العربي القديم عند عبد الله بن قتيبة تحديدا؟ 
تقتضي مناقشة هذا الطرح العودة لمضامين الخطاب النقدي عند عبد الله بن قتيبة، حيث تمكن هذا الأخير من إحداث تحول في مسار الممارسة النقدية العربية في عصره، فقد كان النقاد والرواة قبله لا يقيسون جودة الشعر إلا من خلال زمن الشاعر أو مكانته الاجتماعية، كان هذا الأمر مع أبي عمرو بن العلاء في تقييماته النقدية للشعر التي كان يأخذ فيها الأخذ المطلق بمعيار الزمن حتى أنه وقف حين أحس بتحسن شعر المحدثين حائرا كيف يصنع معه: «لقد كثر هذا المحدث وحسن حتى لقد هممت بروايته» (ابن قتيبة، 2006). والمعيار نفسه كان يقيس به الأصمعي فحولة الشعراء حيث قال في الثلاثي الإسلامي جرير والفرزدق والأخطل الذين قال فيهم: «لو كانوا في الجاهلية كان لهم شأن ولا أقول فيهم شيئا لأنهم إسلاميون» (الأصمعي، 1980). 
ظل هذا المعيار الزمني التاريخي يهيمن على طبيعة الممارسة النقدية العربية حتى جاء عبد الله بن قتيبة بنظرة مغايرة وتوجه نقدي جديد في عصره عبر عنه بقوله: «ولا نظرت إلى المتقدم منهم بعين الجلالة لتقدمه، وإلى المتأخر منهم بعين الاحتقار لتأخره» (ابن قتيبة، 2006)، كان هذا بيانا نقديا من ابن قتيبة عن تجاوز المعيار الزمني والانتقال إلى معيار آخر يبينه قوله: «فكل من أتى بحسن من قول أو فعل ذكرناه له وأثنينا به عليه، ولم يضعه عندنا تأخر قائله أو فاعله، ولا حداثة سنه» (ابن قتيبة، 2006).
هكذا إذًا صار معيار الحكم على القول الشعري لدى ابن قتيبة هو ما يحتويه من قيم فنية وجمالية حسنة ولا دخل لشخص صاحبه في ذلك، وهذا الأساس بالذات هو الذي جعل من خلاله عبد الملك مرتاض ابن قتيبة ناقدا شكلانيا ذلك أن : «المعيار الذي وضعه لكي يحتكم إليه هو الجمال الفني؛ هو ما يحمله النص تدقيقا؛ لا ما يتمتع به الناص من سمعة وذكر» (مرتاض، في نظرية النقد، 2002)  ، ويقرأ مرتاض هذه الرؤية لابن قتيبة أيضا في إطار ما يلي: «يمكن اعتبار هذه الرؤية إلى الأشياء حداثية جدا» (مرتاض، في نظرية النقد، 2002).
إن تحليلا واعيا لما طرحه مرتاض وتبناه في شأن شكلانية ابن قتيبة يبعث بتقدير موقفه وتثمينه ذلك أنه كشف عن توافق كبير جدا بين الفكر النقدي الشكلاني المعاصر مع ما طرحه ابن قتيبة، حيث أن تجاوز المعطى السياقي في مقاربة الإبداع الأدبي كان نتاج رؤية نقدية لابن قتيبة، كما أنه كان المبدأ النظري الأبرز في الشكلانية الروسية، إضافة إلى ذلك كان معيار تقييم النتاج الشعري لدى ابن قتيبة يقاس بما تضمنه من مختلف المقومات الجمالية هو ما يحمله هذا العمل من حسن وجودة، وهو المبحث نفسه الذي كان الشكلانيون يوجهون إليه محور  دراساتهم تحت مسميات عديدة مثل: سمات الأدب، الأدبية، علم الأدب (إيرليخ، 2000).
وخلاصة ما سبق؛ لقد كشف مرتاض في هذا الطرح عن عن أصول شكلانية في النقد العربي لدى ابن قتيبة، فالمبادئ النقدية الشكلانية في صورتها المعاصرة لم تكن جديدة بدرجة كاملة على النقد الأدبي عند العرب قديما، وما وجه الاجتهاد إلا في مدى استعداد الناقد العربي اليوم لتفكيك الخطاب النقدي العربي القديم وإعادة صياغة معطياته في ضوء أفكار ومنجزات جديدة.
الأدبية
كان مصطلح الأدبية أحد أبرز منتجات النقد الأدبي الحديث عند الغربيين وتحديدا في روسيا، تشير الدراسات أنه مصطلح أطلقه رومان ياكبسون Roman Jakobson حوالى العام 1921 م وأراد به الدلالة على كل الوسائل الفنية التي بها يتحول الكلام من خطاب عادي إلى ممارسة فنية إبداعية (المسدي، 1982).
إذا كانت الأدبية بهذا المفهوم هي الخصائص الفنية التي ترقى بالاستخدام اللغوي الإنساني من مستوى التواصل العادي إلى مستوى الجمال والإثارة فإن عبد الملك مرتاض لا يتردد هذه المرة في معالجة هذه النظرية الياكبسونية معالجة تأصيلية مرة أخرى، حيث يجد لهذه الأدبية أصولا في النقد العربي القديم كما يُظهر ذلك قوله: «ولقد كان النقاد العرب، فيما نرى أومأوا إلى ما يعادل هذه النظرية الأدبية» (مرتاض، نظرية النص الأدبي ، 2010). وفي سبيل تأصيل هذه الأدبية الياكبسونية في التراث النقدي العربي يبين مرتاض أن المصطلحين العربيين: حسن الديباجة، والرونق يمثلان الاصطلاح العربي الذي يقترب من معنى الأدبية المعاصرة (مرتاض، نظرية النص الأدبي ، 2010).
قبل مناقشة ما ذهب إليه مرتاض في إمكان اعتبار حسن الديباجة والرونق يمثلان أصولا عربية للأدبية المعاصرة تجدر الإشارة إلى أن كثيرا من النقاد والدارسين العرب المعاصرين تطرقوا بالتفصيل لمظاهر معالجة النقد العربي القديم لفكرة الأدبية وإحاطته بها، من هؤلاء: الناقد المغربي أحمد بيكيس الذي خص هذا الموضوع بدراسة واسعة في كتاب مستقل (بيكيس، 2010)، ومما يعبر عن هذا التوجه أيضا ما يقوله الباحث محمد الواسطي: «إذا راجعنا الخطاب النقدي عند العرب فإننا نجد النقاد قد أسهموا في الكلام على عناصر الأدب ومكوناته وإن لم يستعملوا فيما أعلم مصطلح الأدبية بمعناه الحديث» (الواسطي، 2007).
إن قراءة ما اعتبره مرتاض من تعبير النقد العربي القديم عن الأدبية المعاصرة بحسن الديباجة والرونق تستدعي وتقتضي الآن عودة إلى مواضع ورود المصطلحين في المتن النقدي العربي القديم، فقد ورد المصطلحان عند محمد بن سلَّام الجمحي وهو يعدد محاسن شعر النابغة الذبياني: «كان أحسنهم ديباجة شعر، وأكثرهم رونق كلام» (الجمحي، د ت)، وكان المرزوقي هو الآخر قد استخدم مصطلح الرونق ليعبر به عن سمات العبقرية في القول الشعري العربي بقوله: «يموج في حواشيه رونق الصفاء لفظا وتركيبا» (المرزوقي، 1991).
من الملاحظ فيما سبق أن المصطلحين: حسن الديباجة والرونق في متن المدونة النقدية العربية القديمة قد وردا في موضع الدلالة على الكلام الأدبي الجيد المؤثر في المتلقي الفائق حسنا وجمالا، وهذا ما دفع مرتاض إلى طرح تساؤل مثير وهو يقرأ مثل هذه المصطلحات: «فهذا الرونق الذي ردده ابن سلام، والمرزوقي، ألا يكون القصد منه هذه الأدبية الياكبسونية الغامضة» (مرتاض، نظرية النص الأدبي ، 2010)، ولم يتردد مرتاض في تقديم إجابته: «مع إقرارنا بأن أدبية ياكبسون ليست هي أدبية ابن سلام أو ابن طباطبا أو المرزوقي إلا أنه كان لهؤلاء حتما أدبيتهم؛ وإذن فالفكرة قد طرقت في النقد العربي ومورست» (مرتاض، نظرية النص الأدبي ، 2010).
لقد اعترف مرتاض أن طبيعة الأدبية الياكبسونية ومقوماتها تختلف عن  طبيعة ومقومات الأدبية في فكر النقاد العرب القدماء، لكن هذا الاختلاف في نظره لا يلغي أبدا ولا يمكن له أن يقلل من نسبة وجود أصول لفكرة الأدبية عامة في النقد العربي القديم، ولعل هذا الاجتهاد والإقرار من مرتاض لأصول فكرة الأدبية عند العرب يعزى إلى شدة إلمامه بمضامين الخطاب النقدي العربي القديم، هذا الخطاب الذي خص جزءا كبيرا من مباحثه لدراسة أدبية الكلام العربي تنظيرا وتطبيقا يكفي ذلك أن العلامة عبد الرحمن بن خلدون تحدث عن اجتهاد الأدباء والنقاد العرب قبله في هذا المجال الذي أطلق عليه اصطلاح: علم الأدب وقصد به: «الإجادة في فني المنظوم والمنثور» (ابن خلدون، 2004).
وبهذا فالقول الذي ذهب إليه مرتاض بوجود أصول للأدبية في النقد العربي القديم أمر يمكن الأخذ به إلى حد بعيد جدا، ذلك أنه بين هذه الأصول من جهة معترفا باختلاف تفاصيل وتصورات العرب للأدبية عن تصوراتها لدى الغربيين مبينا جملة المصطلحات التي عبر بها النقاد العرب القدماء عن مضمون الأدبية الحديثة، وبهذا فقد فتح مرتاض الباب عريضا هنا أمام الدارسين والباحثين لمزيد من الكشف عن تصورات النقد العربي القديم للأدبية في إطار ذوق عربي أصيل.
الانزياح
يعكس ما أطلق عليه الانزياح في الخطاب النقدي الحديث والمعاصر ذروة اجتهاد الباحثين في تحديد بعض سمات اللغة الأدبية واللغة الشعرية وكان ذلك يعني: «الابتعاد بنظام اللغة من الاستعمال المألوف والخروج بأسلوب الخطاب من السنن اللغوية الشائعة فيحدث في الخطاب تباعدا (انزياحا) يتيح للشاعر التمكن من محتوى تجربته، وصياغتها بالكيفية التي يراها كما يحقق للمتلقي متعة وفائدة» (متولي، 2014).
إن الانزياح بهذا المفهوم؛ هو استخدام إبداعي خاص من طرف الأديب للغة لغرض جمالي تاثيري لم يكن غريبا عن النقد والبلاغة العربيين في طورهما الذهبي حسب عبد الملك مرتاض الذي يرى فيه: « المفهوم الذي كان ربما اصطلح عليه في البلاغة العربية العدول» (مرتاض، نظرية النص الأدبي ، 2010).
إذا كان العدول قد مثل بالنسبة لمرتاض أصولا نقدية عربية لما سماه الحداثيون الانزياح، فإلى أي مدى يتحقق هذا؟
إن التحري العلمي لمدى إمكان اعتبار مضمون مصطلح العدول المتداول في التراث النقدي والبلاغي عند العرب أصولا للانزياح الحديث لابد له من تشغيل البحث داخل المدونة النقدية والبلاغية العربية القديمة، وهو ما يوجد في جهود ضياء بن الأثير حين كان يضبط قواعد وأسس البلاغة العربية فيقول: «واعلم أيها المتوشح لمعرفة علم البيان، أن العدول عن صيغة من الألفاظ إلى صيغة أخرى لا يكون إلا لنوع خصوصية اقتضت ذلك، وهو لا يتوخاه في كلامه إلا العارف برموز الفصاحة والبلاغة، الذي اطلع على أسرارهما» (ابن الأثير، 1939).
لقد دل مصطلح العدول كما ورد عند ابن الأثير على مخالفة المعيار اللغوي السائد إلى خرق جائز للغة وهو نفسه مدلول الانزياح بالاصطلاح الحديث، ومن هنا فقد توفر لمرتاض سندا قويا ليقول بأن للانزياح أصولا في التراث النقدي والبلاغي عند العرب تحت مسمى العدول.
لم يكن عبد الملك مرتاض وحده من النقاد العرب المعاصرين الذين اجتهدوا في تأصيل الظاهرة الانزياحية لدى النقاد والبلاغيين العرب القدماء، فقد ذهب هذا المذهب عبد السلام المسدي حين يقول: «عبارة انزياح ترجمة حرفية للفظة Ecart على أن المفهوم ذاته قد يمكن أن نصطلح عليه بعبارة التجاوز، أو أن نحيي له لفظة عربية استعملها البلاغيون في سياق محدد وهي عبارة العدول» (المسدي، 1982)، فالمسدي يرى تطابقا وتوافقا تاما بين الانزياح والأصل العربي المقابل له الذي يمثله العدول، وفي السياق نفسه يؤكد الناقد الجزائري عبد الملك بومنجل بأن الانزياح «مألوف جدا في الذاكرة النقدية العربية» (بومنجل، 2015)، وأما حسن طبل فقد أحصى أسرة مصطلحات تحمل مفهوم الانزياح في الموروث العربي مثل: «الصرف، والعدول، والانصراف، والتلون، ومخالفة مقتضى الظاهر، وشجاعة العربية» (طبل، 1998).
كل هذا يعزز قيمة الجهد النقدي الذي يقدمه عبد الملك مرتاض في تأصيله الانزياح في التراث النقدي والبلاغي العربي تحت مسمى وباب العدول، فهو تأصيل مؤسس على وعي بالمفاهيم والنظريات الحداثية وتمكن بجدية في إزاحة الغبار عن مناطق تراثية ذات طاقة معرفية تحتمل العصر.
التناص
مثل التناص أحد أكبر منتجات النقد الأدبي الحداثي رواجا وتداولا وإقبالا عليه من طرف النقاد والأدباء، واستقر الأمر أن التناص كان نتاج جهود ورؤية نقدية لجوليا كريستيفا Julia Kristeva  عام 1958 م، وقد طرحت مفهومها له على أنه: «ترحال للنصوص وتداخل نصي، ففي فضاء نص معين تتقاطع وتتنافى ملفوظات مقتطعة من نصوص أخرى» (كريستيفا، 1991).
يشير مدلول التناص لدى جوليا كريستيفا إلى علاقة الاشتراك التي تحصل بين أعمال الأدباء في المعاني والألفاظ والأساليب والأفكار، وكان النقد العربي الحديث قد استقبل التناص باستحداث مصطلحات كثيرة أشهرها: النص الغائب، وهجرة النصوص، والتداخل النصي، والتناصية (الأحمد، 2000)، بيد أن المصطلح الذي شاع وغلب على تدوال المفهوم في النقد العربي الحديث هو مصطلح التناص.
لم تكن إشكالية المصطلح وحدها المشكلة التي أثير حولها النقاش في النقد العربي بشأن التناص، فكانت مشكلة تقاطع هذا الطرح النقدي الحداثي مع قضية معروفة في النقد العربي القديم بقضية السرقات الشعرية أو الأدبية مثار جدل نقدي واسع وكثيف، فقد نفى كثير من النقاد العرب المعاصرين ومنهم جابر عصفور أن تكون السرقات الشعرية والتناص يحتوي كل منهما الآخر وهذا كان مرتاض قد سمعه عنه في لقاء جمعهما (مرتاض، نظرية النص الأدبي ، 2010)، ويجيب مصطفى السعدني هو الآخر بالنفي حين عرض له سؤال هل السرقات هي التناص (السعدني، 1991)، وأما الناقد المغربي عبد القادر بقشي فبعد بحث موازنة عميق بين السرقات الأدبية لدى النقاد العرب القدماء وجزئيات التناص في النقد الأدبي المعاصر فقد توصل لاختلافات جوهرية قائمة بينهما أبرزها اتسام السرقات بالجزئية وأما التناص فيتسم بالشمولية في معالجة ظاهرة تداخل النصوص (بقشي، 2007).  
في مقابل ذلك ركز فريق واسع من النقاد العرب المعاصرين ومنهم: محمد مفتاح (مفتاح، 1992)، وكاظم جهاد (جهاد، 1993)، وعبد الله الغذامي (الغذامي، 1998) على رصد مظاهر التقارب والتوافق بين مباحث السرقات قديما وظاهرة التناص حديثا مؤكدين أن مصطلحات تداولها النقاد العرب القدماء مثل: السرقة، والتضمين، والمعارضة، وحسن المأخذ والاحتذاء، تستوعب التناص بشدة.   
وكان عبد الملك مرتاض أحد أكثر النقاد العرب المعاصرين الذين أثروا هذا الجدل الدائر في موضوع السرقات والتناص فهو هنا بالذات صاحب توجه ومنهج واضح في الطرح والمعالجة، حيث يؤمن بأن للتناص أصولا كاملة في التراث النقدي العربي لا تحتاج سوى لإزاحة الغبار عنها حين يقول: «قدماء النقاد العرب كانوا خاضوا في هذه المسألة، من حيث ما نرى نحن على الأقل، خوضا كثيرا، فعالجوها من جميع مناحيها بتأسيس أسسها، وتأصيل أصولها، وكل ما في الأمر أنهم لم يطلقوا عليها مصطلح التناص، وإن ظلوا يعالجونها تحت مفهوم السرقات، وهم لا يدرون أن السرقات، أو أخذ الأديب من غيره: أفكارا أو ألفاظا، عن قصد أو دون قصد: هي نفسها التناص بالاصطلاح الحداثي لهذا المفهوم» (مرتاض، نظرية النص الأدبي، 2010).
لم يجد مرتاض في هذا النص أي حرج أن يجعل من السرقات الشعرية في جهود القدماء هي نفسها التناص في الفكر النقدي الحديث، ويعد هذا الموقف من الأكثر جرأة في مواقف النقاد المعاصرين الذي عالجوا المسألة ذلك أنه يرى الخلاف مجرد اصطلاح لا يمس المفهومين المتطابقين على مستوى التنظير.
والمتتبع لتأصيل التناص في النقد العربي القديم عند مرتاض يجد أن ذلك تم بعد قراءته لنصوص نقدية رآها جديرة بهذا التأصيل فهو قد توقف عند قول الجاحظ: «ولا يعلم في الأرض شاعر تقدم في تشبيه مصيب تام، أو في معنى غريب، عجيب، أو في معنى شريف كريم، أو في بديع مخترع، إلا وكل من جاء من الشعراء من بعده أو معه، إن هو لم يعد على لفظه فيسرق بعضه أو يدعيه بأسره فإنه لا يدع أن يستعين بالمعنى، ويجعل نفسه شريكا فيه» (الجاحظ، 1965)، وقد علق مرتاض على هذا الكلام قائلا: «هذا النص لأبي عثمان الجاحظ يتحدث فيه عن صميم مفهوم التناص» (مرتاض، نظرية النص الأدبي ، 2010)
لم يتراجع مرتاض ولو قليلا وهو يؤصل ظاهرة التناص في المتن النقدي العربي القديم، وهنا يعتبر النص السابق للجاحظ في صميم مفهوم التناص، والحق أن كلام الجاحظ يتقاطع كثيرا مع فكرة التناص الحديثة، إذ يدور كلامه على إقبال الشعراء المتأخرين على الأشعار الخالدة لمن سبقهم للإفادة من أساليبهم ومعانيهم فيحصل في العمل الشعري الجديد تداخل بين نص سابق ونص لاحق وهذه هي الفكرة الكبرى للتناص عند الحداثيين.
ابن طباطبا العلوي هو الآخر أحد أهم الأصوات الناقدة التي يمكن أن تُؤصل فكرة التناص لديها في اعتقاد مرتاض حيث استند على بعض نصوصه النقدية في هذا السياق، والتي منها: «إذا تناول الشاعر المعاني التي قد سُبق إليها فأبرزها في أحسن من الكسوة التي عليها لم يعب بل وجب له فضل لطفه وإحسانه فيه» (ابن طباطبا، 1982)، ولم يتوقف ابن طباطبا في حديثه عند علاقة النص الحاضر بالنص الغائب بل راح يبين للشاعر طرائق خلق جمالية وإخفاء هذه العلاقة إذ يقول: «فإذا وجد معنى لطيفا في تشبيب أو غزل استعمله في المديح، وإن وجده في المديح استعمله في الهجاء... وإن وجد المعنى اللطيف في المنثور من الكلام، أو في الخطب والرسائل فتناوله وجعله شعرا كان أخفى وأحسن» (ابن طباطبا، 1982).
هذه الرؤية النقدية لدى ابن طباطبا جعلت عبد الملك مرتاض يتحمس أكثر لتأصيل فكرة التناص في النقد العربي القديم حين يقول: «وأما ابن طباطبا العلوي فإنا نحسبه عالج هذه المسألة من كل أطرافها، وذهب فيها إلى أبعد غايتها الممكنة؛ فقدم مشروعا نظريا متكاملا لنظرية التناص» (مرتاض، نظرية النص الأدبي ، 2010).
لقد بلغ مرتاض في وصف النصوص النقدية التي عالج فيها ابن طباطبا مسألة السرقات الشعرية حد المشروع المتكامل للتناص، وما يمكن أن يقال هنا هو أن جهود ابن طباطبا كانت بالفعل توازي كثيرا من مقولات التناص، فقد وقف صاحب عيار الشعر يبين للشعراء سبيل تهجير النصوص من أغراضها الأصلية إلى أغراض جديدة، ومن جنسها الأول إلى جنس ثان، مع مطالبة الشاعر الآخذ بضرورة التحسين والتلطيف، وهو ما يعتبر جوهر عملية التناص التي تقوم على مبدأ تداخل نصوص كثيرة لمؤلفين مختلفين في نص مؤلف جديد.
وتوقف أيضا عبد الملك مرتاض عند جهود القاضي الجرجاني وهو يبحث في مشكلة السرقات الشعرية ولاسيما في نصه الشهير الذي يقول فيه: «والسرق ـ أيدك الله ـ داء قديم، وعيب عتيق، ومازال الشاعر يستعين بخاطر الآخر، ويستمد من قريحته، ويعتمد على معناه ولفظه؛ ...ومتى أنصفت علمت أن اهل عصرنا، ثم العصر الذي بعدنا أقرب فيه إلى المعذرة وأبعد من المذمة؛ لأن من تقدمنا قد استغرق المعاني وسبق إليها ...ولهذا السبب أحظر على نفسي ولا أرى لغيري بت الحكم على شاعر بالسرقة» (القاضي الجرجاني، 2006)، وهي أحكام نقدية لم تمر دون ان يستثمرها مرتاض لتأصيل التناص بناء على أفكاره وتأملاته النقدية، فتحدث عن ذلك بصراحة قائلا: «نلاحظ أن علي بن عبد العزيز تحدث في هذه المقولة عن نظرية التناص، وذلك برفضه الحكم على أي شاعر بالسرقة، مما يعني أنه كان يفكر في التناص وإن لم يهتد السبيل إلى تدبير اصطلاح له» (مرتاض، نظرية النص الأدبي ، 2010).
يبين مرتاض هنا أن أفكار القاضي الجرجاني المتمثلة في عراقة سلوك استعانة الشاعر اللاحق بألفاظ الشاعر السابق داء قديم مع التماس العذر للشعراء اللاحقين في ذلك على اعتبار ضيق أفق اختراع المعاني الجديدة والأساليب البديعة ما ينفي عنهم في نظره تهمة السرقة، هذه الأفكار اعتبرها مرتاض فكرا تناصيا خان القاضي الجرجاني فيه إطلاق المصطلح الحداثي للفكرة فقط، ويبدو ما ذهب إليه مرتاض منطقيا وفي غاية المنطق من وجهة نظر نقدية ذلك أن استعانة الشعراء بالنتاج الشعري لبعضهم يعني عند الحداثيين التناص أو تداخل النصوص، كما أن نفي تهمة السرقة التي ذهب إليها الجرجاني بمعناها الأخلاقي الهجين يفسر وعيا عميقا لدى هذا الناقد وإدراكا واسعا منه لطبيعة النتاج الشعري أو الأدبي الذي يرتبط عضويا أو معنويا بإبداعات أخرى سابقة والذي يعني اليوم التناص.
خاتمة
تتلخص حوصلة هذا البحث فيما يلي: 
يقف عبد الملك مرتاض موقف انتماء وتقدير شديد كبير لتراث الحضارة العربية الإسلامية حيث يراه بنكا فكريا ومعرفيا لابد أن تستثمر فيه عقول الأمة حتى تحقق نهضتها وتبعث حضارتها وتفرض وجودها.
تبدو قراءة مرتاض للمنجز النقدي العربي القديم قراءة استشرافية، فهو ينقل هذا المنجز من بيئته التراثية ليفككه في الحاضر معيدا إنتاج خطاب جديد يتضمن مقولات نقدية عصرية.
كان تحول معيار الممارسة النقدية في النقد العربي القديم من معيار الزمن إلى معيار جودة وحسن النتاج الشعري الذي فرضه ابن قتيبة منطلقا يؤسس للقول بأصول شكلانية في التراث النقدي العربي لدى مرتاض.
يرى مرتاض في تعابير القدماء عن جودة الكلام البشري وتفرده بسمات معينة كقولهم: حسن الديباجة والرونق، أصولا نقدية تقابل مفهوم الأدبية ومقوماتها عند الحداثيين.
استثمر مرتاض الخبرات الأسلوبية للبلاغيين والنقاد العرب في تأصيل مفهوم الانزياح في أعمالهم من خلال ما اصطلحوا عليه بالعدول.
جعل مرتاض من أبحاث النقاد العرب القدماء في مسألة السرقات الشعرية أصولا متكاملة لنظرية التناص الحديثة معتبرا الاختلاف بين المنجزين لا يتجاوز حدود الاصطلاح.
يتطلع هذا البحث ويوصي بالسير جديا في مسار قراءة التراث النقدي العربي قراءات تنفتح على الواقع الراهن، وقد تبين مدى ما يحمله هذا التراث من استعداد لهذه العملية الواعية. 
ابن خلدون: المقدمة، تح: عبد الله محمد الدرويش، ط1، دار يعرب، دمشق، سوريا، 2004.
ابن سلّام الجمحي: طبقات فحول الشعراء، تح: محمود محمد شاكر، د(ط)، مطبعة القاهرة، مصر، د(ت).
ابن طباطبا العلوي: عيار الشعر، تح: عباس عبد الساتر، ط1، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1982.
ابن قتيبة: الشعر والشعراء، تح: محمود محمد شاكر، د(ط)، دار الحديث، القاهرة، مصر، 2006.
أحمد بيكيس: الأدبية في النقد العربي القديم من القرن الخامس حتى الثامن للهجرة، ط1، عالم الكتب الحديث، إربد، الأردن، 2010.
الأصمعي؛ عبد الملك بن قريب: فحولة الشعراء، تح: ش: توري،  ط2، دار الكتاب الجديد، بيروت، لبنان، 1980.
الجاحظ أبو عثمان عمرو بن بحر: الحيوان، تح: عبد السلام هارون، ط2، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر، مصر، 1965.
جوليا كريستيفا Julia Kristeva: علم النص، تر: فريد الزاهي، ط1، دار توبقال للنشر، الدار البيضاء، المغرب، 1991.
حسن طبل: أسلوب الالتفات في البلاغة العربية، د(ط)، دار الفكر العربي، القاهرة، مصر، 1998.
ضياء الدين بن الأثير: المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر، تح: محي الدين صبحي، د(ط)، مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، مصر، 1939.
عبد السلام المسدي: الأسلوبية والأسلوب، الدار العربية للكتاب، ط3، تونس، 1982.
عبد العزيز حمودة: المرايا المقعرة نحو نظرية نقدية عربية، مجلة عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآدب، الكويت، ع272، أغسطس، 2001.
عبد القادر بقشي: التناص في الخطاب النقدي والبلاغي دراسة نظرية وتطبيقية، د(ط)، أفريقيا للشرق، الدار البيضاء، المغرب، 2007.
عبد الله الغذامي: الخطيئة والتكفير من البنيوية إلى التشريحية، الهيئة المصرية العامة للكتاب، الاسكندرية، مصر، ط4، 1998.
عبد الملك بومنجل: المصطلحات المحورية في النقد العربي بين جاذبية المعنى وإغراء الحداثة، د(ط)، منشورات مخبر المثاقفة العربية في الأدب ونقده، جامعة محمد لمين دباغين، سطيف2، الجزائر، 2015.
عبد الملك مرتاض: في نظرية النقد، د(ط)، دار هومة للنشر والطباعة والتوزيع، الجزائر، 2002.
عبد الملك مرتاض: نظرية النص الأدبي، ط2، دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع، الجزائر، 2010.
فكتور إيرليخ Victor Erlich: الشكلانية الروسية، تر: الولي محمد، ط1، المركز الثقافي العربي، بيروت، لبنان، 2000.
القاضي الجرجاني علي بن عبد العزيز: الوساطة بين المتنبي وخصومه، تح: محمد أبو الفضل إبراهيم وعلي محمد البجاوي، ط1، المكتبة العصرية، بيروت، لبنان، 2006.
كاظم جهاد: أدونيس منتحلا دراسة في الاستحواذ الأدبي وارتجالية الترجمة يسبقها ما هو التناص؟ مكتبة مدبولي، د(ب)، 1993.
محمد الواسطي: مفهوم الأدبية في الخطاب النقدي، مجلة آفاق أدبية، المغرب، ع1، 2007.
محمد مفتاح: تحليل الخطاب الشعري استرتيجية التناص، المركز الثقافي العربي، بيروت، لبنان، ط3، 1992.
المرزوقي؛ أحمد بن محمد بن الحسن: شرح ديوان الحماسة، تح: أحمد أمين وعبد السلام هارون، ط1، دار الجيل، بيروت، لبنان، 1991، ص6.
مصطفى السعدني: التناص الشعري قراءة أخرى لقضية السرقات الشعرية، د(ط)، منشأة المعارف، الإسكندرية، مصر. 1991
نعمان عبد السميع متولي: الانزياح اللغوي أصوله أثره في بنية النص، ط1، دار العلم والإيمان للنشر والتوزيع، دسوق، مصر، 2014.
نهلة فيصل الأحمد: التفاعل النصي التناصية النظرية والمنهج، ط1، الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة، مصر، 2000.

@pour_citer_ce_document

, «تأصيل النظريات النقدية الحداثية في النقد العربي القديم عند عبد الملك مرتاض»

[En ligne] ,[#G_TITLE:#langue] ,[#G_TITLE:#langue]
Papier : 104-112,
Date Publication Sur Papier : 2024-07-01,
Date Pulication Electronique : 2024-07-01,
mis a jour le : 01/07/2024,
URL : https://revues.univ-setif2.dz:443/revue/index.php?id=9946.