قراءة كرونولوجية في كتاب «شرح كتاب النيل»A Chronological review of “Sharh kitab Al-Nil”Une revue chronologique de «Sharh Kitab Al-Nil»
Plan du site au format XML


Archive: revues des lettres et sciences sociales


N°01 Avril 2004


N°02 Mai 2005


N°03 Novembre 2005


N°04 Juin 2006


N°05 Juin 2007


N°06 Janvier 2008


N°07 Juin 2008


N°08 Mai 2009


N°09 Octobre 2009


N°10 Décembre 2009


N°11 Juin 2010


N°12 Juillet 2010


N°13 Janvier 2011


N°14 Juin 2011


N°15 Juillet 2012


N°16 Décembre 2012


N°17 Septembre 2013


Revue des Lettres et Sciences Sociales


N°18 Juin 2014


N°19 Décembre 2014


N°20 Juin 2015


N°21 Décembre 2015


N°22 Juin 2016


N° 23 Décembre 2016


N° 24 Juin 2017


N° 25 Décembre 2017


N°26 Vol 15- 2018


N°27 Vol 15- 2018


N°28 Vol 15- 2018


N°01 Vol 16- 2019


N°02 Vol 16- 2019


N°03 Vol 16- 2019


N°04 Vol 16- 2019


N°01 VOL 17-2020


N:02 vol 17-2020


N:03 vol 17-2020


N°01 vol 18-2021


N°02 vol 18-2021


N°01 vol 19-2022


N°02 vol 19-2022


N°01 vol 20-2023


N°02 vol 20-2023


N°01 vol 21-2024


A propos

avancée

Archive PDF

N°01 vol 21-2024

قراءة كرونولوجية في كتاب «شرح كتاب النيل»
Une revue chronologique de «Sharh Kitab Al-Nil»
A Chronological review of “Sharh kitab Al-Nil”

تاريخ الاستلام 2019-09-15 تاريخ القبول 25-02-2024

حاج إسماعيل بن لولو / قاسم حاج امحمد
  • resume:Ar
  • resume
  • Abstract
  • Auteurs
  • TEXTE INTEGRAL
  • Bibliographie

تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على تاريخ تأليف كتاب «شرح كتاب النيل» لأحد أعمدة المدرسة الإباضية بالجزائر في العصر الحديث، وهو الشيخ أمحمد بن يوسف أطفيش(1237ه/1332ه)، حيث لا زالت هذه الموسوعة الفقهية الكبيرة، المؤلفة من سبعة عشر مجلدا، مرجعا أساسيا لكل باحث في الفقه الإباضي. فكانت إشكالية الدراسة كالآتي: متى بدأ الشيخ أطفيش في تأليف «شرح كتاب النيل»؟ ومتى أنهاه؟ ومتى ألف كل جزء منه (السبع عشرة جزءا)؟ ومتى أنهاه؟ ومتى طبع لأول مرّة؟ وما هي الكتب التي ألفها خلال فترة تأليف «شرح كتاب النيل»؟ ومتى بالضبط؟  توصلت الدراسة إلى عدة نتائج، ومنها: استغرق الشيخ أطفيش في تأليف كتابه «شرح كتاب النيل» خمس عشرة (15) سنة (1270ه إلى 1285ه)، فأنهاه في سن مبكرة (47سنة)، وهو عمر يوافق ما وصف به نفسه في مقدمة الكتاب.

Cette étude vise à retracer l’histoire de la rédaction du livre «Sharh Kitab al-Nil» par l’un des piliers de l’école Ibadienne en Algérie à l’époque moderne, Cheikh Ahmed Ben Youssef Attfich (1237 H / 1332 H).  Cette encyclopédie juridique majeure, composée de dix-sept volumes, reste une référence fondamentale pour tout chercheur en jurisprudence ibadite. La problématique de l’étude était la suivante : quand le cheikh Attfich a-t-il commencé à rédiger «Sharh Kitab al-Nil»?  Quand l’a-t-il achevé ? Quand a-t-il écrit chaque partie (les dix-sept parties) ? Quand les a-t-il terminées ? Quand a-t-il été imprimé pour la première fois ? Quels sont les livres qu’il a écrits pendant la période de rédaction de «Sharh Kitab al-Nil» ? Et quand précisément ?  L’étude a abouti à plusieurs conclusions, notamment : le cheikh Attfich a consacré quinze (15) années (1270 H à 1285 H) à la rédaction de son livre «Sharh Kitab al-Nil», qu’il a terminé à un âge précoce (47 ans), correspondant à ce qu’il a décrit de lui-même dans l’introduction du livre

This study aims to trace the history of the writing of the book “Sharh Kitab al-Nil” by one of the pillars of the Ibadi school in Algeria in the modern era, Sheikh Ahmed Ben Youssef Attfich (1237 H / 1332 H).  This major legal encyclopedia, composed of seventeen volumes, remains a fundamental reference for any researcher in Ibadi jurisprudence.  The problem statement of the study was as follows: when did Sheikh Attfich start writing “Sharh Kitab al-Nil”? When did he finish it? When did he write each part (the seventeen parts)? When did he complete them? When was it first printed? What are the books he wrote during the period of writing “Sharh Kitab al-Nil”? And when precisely?  The study led to several conclusions, including: Sheikh Attfich dedicated fifteen (15) years (1270 H to 1285 H) to the writing of his book “Sharh Kitab al-Nil”, which he completed at an early age (47 years), corresponding to what he described about himself in the book’s introduction.

Quelques mots à propos de :  حاج إسماعيل بن لولو

Dr. Hadjsmail Benloulou مخبر الجنوب الجزائري للبحث في التاريخ والحضارة الإسلامية  جامعة غرداية-الجزائر benloulou.hadjsmail@univ-ghardaia.dz

Quelques mots à propos de :  قاسم حاج امحمد

Pr. kacem  Hadjmahammed مخبر الجنوب الجزائري للبحث في التاريخ والحضارة الإسلامية  جامعة غرداية-الجزائر hadjkacem47@gmail.com
مقدمة
يعدّ الشيخ أطفيش الإباضي(1237ه/1332ه) ظاهرة فريدة في عصره، حيث استظهر القرآن في السن الثامنة، وبدأ التأليف في السادس عشرة من عمره؛ وذاع سيطه في العالم منذ العشرين من عمره فكان مرجعا في الفتوى، وألف ما يزيد عن مائة وخمسين عنوانا في مختلف العلوم. ومن بين هذه الكتب «شرح كتاب النيل»، الذي ألفه في صغر سنه وأصبح مرجعا لمن يريد التعرف على فقه الإباضية. لكن للأسف الشديد لم يحظ هذا الكتاب بعدُ بالبحث والقراءة المعمّقة ما يليق بمقامه.
لذا، جاءت هذه الدراسة -كمحاولة- لتسليط الضوء على تاريخ تأليف كتاب «شرح كتاب النيل» لأن أغلب مخطوطات هذا الكتاب ليس به تاريخ النسخ بخط يد المؤلف، بل أكثر أجزائه إما به تأريخ لأحد نساخه أو منعدم التأريخ، وغالبا ما يكون غير دقيق إن وجد.
فكانت إشكالية الدراسة كالآتي: متى شرع الشيخ أطفيش في تأليف كتاب «شرح كتاب النيل»؟ ومتى أنهاه؟ ومتى ألف كل جزء من أجزائه السبعة عشر؟ ومتى أنهاه؟ ومتى طبع لأول مرّة؟ وما هي الكتب التي ألفها خلال فترة تأليف «شرح كتاب النيل»؟ ومتى بالضبط؟
للإجابة على هذه الإشكالية، اعتمد الباحث المنهج التاريخي من خلال تتبع الوثائق التاريخية والمخطوطات المتاحة من هذا الكتاب. والمنهج الاستقرائي من خلال تتبع بعض نصوص «شرح كتاب النيل» ومقارنتها مع بعض الكتب الأخرى التي ألفها الشيخ أطفيش، والمنهج الوصفي.
أما الدراسات السابقة المتعلقة بهذا الموضوع فهي نادرة جدا باستثناء دراسة لمصطفى وِينْتَن، كان عنوانها «تاريخ تفاسير القطب»(مصطفى وينتن، 2018)، حاول فيها الباحث أن يتعرف على تاريخ تأليف تفاسير أطفيش، وقد ذكر أنّ الغرض منها هو معرفة بعض القضايا والمسائل التي تتعلق بفكره في مجال التفسير، انطلاقا من معرفة الأزمنة التي ألف فيها أطفيش هذه الكتب، كخطوة أولى. وهي دراسة لم تتناول مجال الفقه ولا كتاب «شرح كتاب النيل».
 
سبب تأليف كتاب «شرح كتاب النيل»
لا بأس من الإشارة إلى مسألة مهمة تناقلها المؤرخون، وهي أن سبب تأليف «شرح كتاب النيل» هو تأسيس الحكومة الاستعمارية للجنة مجلة الأحكام الإسلامية؛ فأراد أطفيش أن يساهم في ذلك لأجل إثبات حضور الفقه الإباضي مع غيره من المذاهب في هذه المجلة التي ستكون مصدرا للقضاء في مجال أحكام الأسرة.
لكن عند الرجوع إلى تاريخ صدور هذه المجلة نجد أنه كان بتاريخ 1324ه/1907م، واستمرت إلى سنة 1913م(أبو القاسم سعد الله، 1998). فالملاحظ أن هذه فترة متأخرة جدا عن بدايات تأليف «شرح كتاب النيل» مما يجعل هذا السبب غير صحيح، لأن «شرح كتاب النيل» قد شرع فيه أطفيش منذ سنوات حسب الوثائق التي تثبت ذلك(أبو القاسم سعد الله، 1998).
طريقة الإحالة عند أطفيش في كتاب «شرح كتاب النيل»
الإحالة عند مراجعة الكتاب
إنّ ما يُحيل إليه أطفيش من مصادر في كتابه «شرح كتاب النيل» ليس دليلا قاطعا أنه قد ألفه قبل ذلك المبحث من «شرح كتاب النيل».
 والدليل على ذلك مثلا: إحالته إلى كتاب «إيضاح المنطق في بلاد المشرق». فقد أحال إليه في الصفحة 14 من المجلد الأول من الكتاب الأول في الطهارات. 
فهذا الكتاب «إيضاح المنطق في بلاد المشرق» قد ألفه في سنة 1290ه، والدليل على ذلك القرينة الصريحة المتمثلة في قوله: «فانظر كتابي الذي ألفته في السفر بعضه في السّفينة وبعضه في مكة الذي سميته إيضاح المنطق في بلاد المشرق»(أطفيش، 1332ه).
فلو أنه لم يذكر هذا، لتوهمنا أنه قد ألفه قبل «شرح كتاب النيل». وهو غير صحيح، فالمؤرخون قد أثبتوا بأدلة أخرى أنه سافر إلى الحجاز سنة 1290ه، ومنه علمنا أنه ألف كتاب «إيضاح المنطق في بلاد المشرق» بعد الشروع في تأليف كتاب «شرح كتاب النيل».
الإحالة خلال الفترة التي يؤلف فيها
مما يلاحظ كذلك في الكتب التي يشير إليها أطفيش في كتابه «شرح كتاب النيل» أنها كانت قريب عهد بالمبحث الذي لا يزال يؤلف فيه. وسنرى أمثلة على ذلك-لاحقا- في الفرع الخامس (كتب ألفها أطفيش وأحال إليها في «شرح كتاب النيل»).
تاريخ تأليف كتاب «شرح كتاب النيل»
لم ترد نسخ موثقة التاريخ بيد الشيخ أطفيش حول تاريخ بداية تأليف كتابه «شرح كتاب النيل» أو تاريخ إنهائه. لذلك سوف يلجأ الباحث في الكشف عن هذا إلى الأزمنة التي تتعلق «بشرح كتاب النيل»، سواء في ما يخص مراسلاته أو من نسَخ كتبه للوصول إلى تاريخ بداية تأليف للكتاب. وسنبدأ بالملاحظات الآتية:
3-1- لقد ورد في سبب تأليف «شرح كتاب النيل» الثاني أنّ الشيخ قاسم بن سليمان الشماخي المتوفى قبل صفر من عام 1269ه، طلب من أطفيش أن يكتب كتابا مختصرا يشرح فيه «كتاب النيل»، وهذا في رسالة أرسلها له بواسطة الحاج محمد بن يحي بن إبراهيم الذي التقى به في رحلته إلى الحج الممتدة بين رجب 1264ه-1268ه(صالح سيوسيو ومحمد بوسنان، 2013).
3-2- أغلب المحققين يتفقون على أن «شرح كتاب النيل» قد ألف بعد نهاية تأليف «هميان الزاد»، الذي كان تاريخ إنهائه في 09 رمضان لسنة 1271ه. وهو كتاب متألف من أربعة أجزاء. والدليل على تاريخ إنهائه في هذه السنة هو وُرُود التاريخ في خاتمة نسخةٍ بخط الشيخ، وهي موجودة في مكتبته(انظر: المصدر نفسه، ص:453).
3- 3- عند الرجوع إلى أقدم نسخة من غير خط الشيخ، فإننا نجد نسخة للجزء الأول منه(من أول كتاب الطهارة إلى الكتاب التاسع في الحقوق وإلى آخر السفر) نسِخت في يوم الخميس 27 ربيع الأول 1271ه، وعلى هامش الكتاب إضافات كثيرة بقلم أطفيش مشيرا في أولها أنها أصول وليست حواش(انظر: مجموعة باحثين، فهرس مخطوطات مكتبة الشيخ الحاج صالح لعلي(ت:147ه)).
فمن خلال هذه الملاحظات نستنتج ما يأتي
3-3-1- الفارق الزمني بين نسخ الجزء الأول (من أول كتاب الطهارة إلى الكتاب التاسع في الحقوق وإلى آخر السفر) من كتاب «شرح كتاب النيل» ونهاية تأليف «هميان الزاد» هو ستة أشهر.
3-3-2- شرع أطفيش في تأليف «شرح كتاب النيل» قبل نهاية تأليف «الهميان»، وليس كما ثبت أنّه بعده لأن النسخ بدأ قبل ستة أشهر منه، بناء على الملاحظات السابقة.
3-3-3- سؤال: ترى، متى بدأ أطفيش تأليف كتابه «شرح كتاب النيل»، إذا كان نسخ الجزء الأول قبل إنهاء «الهميان» بستة أشهر؟ 
وقبل ذلك نتساءل: كم هي مدة النسخ -عادة- في تلك الفترة؟ علما أن عدد الأوراق التي يتضمنه هذا الجزء هي: 399ورقة في 31 سطرا بحجم 28 * 22.5 سم(انظر: المصدر نفسه). 
فإذا قابلنها بالنسخة الحالية (مطبعة جدة) نجد أن عدد المجلدات هو: خمسة (05) مجلدات. كل مجلد يحتوي على عدد الصفحات الآتي:(1/479-2/689-3/466-4/545-5/414).
للإجابة على هذا التساؤل نفترض أن مدة النسخ تمت خلال شهرين على الأكثر.  وبالتالي تبقى أربعة أشهر كفارق زمني بين نهاية تأليف «هميان الزاد» وإنهاء تأليف الجزء الأول (من أول كتاب الطهارة إلى الكتاب التاسع في الحقوق وإلى آخر السفر) من كتاب «شرح كتاب النيل». ويكون عمره حينها ثلاث وثلاثون (33) سنة لأنه بدأ التأليف في سنة 1253ه وعمره ستة عشر (16) سنة.
أي أنّ بداية تأليف «شرح كتاب النيل» كانت في ذي الحجة من سنة 1270ه. وبمعنى أن الشيخ أطفيش كان يؤلف كتابا وبضعة أسطر في كل شهر.
لكن السؤال المتبادر من هذه النتيجة: كيف ألف أطفيش خمسة مجلدات (باعتبار طبعة جدة) في أربعة أشهر، وباقي المجلدات (12 مجلد) ألفها في ظرف تسع وعشرين سنة (29)؟!! (باعتبار القائلين إن طباعة كتاب «شرح كتاب النيل» كانت سنة 1306ه. ولا بأس أن نفترض أن ذلك كان سنة 1300ه، وباقي السنوات تكون لمراجعة الكتاب ثم إرساله إلى مصر ثم طباعته).
3-3-4- ملاحظة:
ذكر المحققون أنه بقي في خزانة أطفيش مجلدان كبيران(إلى آخر كتاب النفقات) من «شرح كتاب النيل» الثاني بخطه، وقد استغرق في تأليفهما أكثر من عشر سنوات بدليل أنه أحال إليه في كتابه «شرح القلصادي» المؤرخ سنة 1283ه في متن المجلد الثاني(انظر: المصدر نفسه).
وهذا يعني: أن بعد سنة 1270ه من تأليف الجزء الأول (من أول كتاب الطهارة إلى الكتاب التاسع في الحقوق وإلى آخر السفر، أي المجلدات الخمس باعتبار طبعة جدة) أكمل أطفيش تأليف الكتاب العاشر في النكاح إلى الكتاب الثامن عشر في النفقات (من المجلد السادس إلى المجلد الرابع عشر، حوالي ثمان مجلدات) في ظل عقد من الزمن أو أكثر (إلى سنة 1280ه).
وبالتالي يصبح معدل التأليف عند أطفيش خلال هذه المدّة هو كتاب واحد ونصف كتاب في كل سنة. ويكون عمره في سنة 1280ه بعد تأليف هذه المجلدات هو ثلاثة وأربعون (43) عاما.
ومما يعضد كون التأليف كان خلال هذه المدة، هو أن أطفيش أحال في كتاب البيوع» من «شرح كتاب النيل» إلى رسالة أرسلها سعيد بن خلفان العماني جوابا على أحد التلاميذ المبتدئين،  وهو عمر بن يوسف اليَسْجَنِي، وذكر أن له عليها حاشية؛ وتاريخ هذا الجواب مؤرخ في يوم الخميس من جمادى الآخر من عام 1274ه(انظر: مجموعة باحثين، فهرس، مكتبة الاستقامة «الخزانة الثانية»، الرقم في الفهرس: 410ه، الرقم في الخزانة أ/26). وقد يكون وصول هذا الجواب من عمان إلى وادي مزاب خلال سنة 1275ه. وهي الفترة التي كان يؤلف فيها أطفيش كتابه «شرح كتاب النيل» من الكتاب العاشر في النكاح إلى الكتاب الثامن عشر في النفقات (من بعد سنة 1270ه-1280ه).
ثم يكون بقي له من الأجزاء لإنهاء تأليف «شرح كتاب النيل»: من الكتاب التاسع عشر في الدماء إلى الكتاب الثاني والعشرين في الأفعال المنجية من المهلكة. أي: من المجلد الخامس عشر (15) إلى نهاية المجلد السابع عشر (17) باعتبار طبعة جدة. ولا يزال باقيا له من الوقت ست وعشرين (26) سنة ليكون الكتاب قد طبع بكامله في مصر(1306ه).
وما دام أن أطفيش كان يؤلف بمعدل كتاب وجزء منه في السنة، بناء على التتبع الزمني السابق، يمكن القول أنّ كتاب «شرح كتاب النيل» اكتمل تأليفه خلال سنة 1284ه وسنة 1285ه كأقصى تقدير. ويكون أطفيش قد بلغ من العمر سبعة وأربعين (47) أو ثمانية وأربعين (48) سنة. 
فهو لا يزال حديث السن، وهو عمر يوافق ما وصف به نفسه حول فترة تأليف «شرح كتاب النيل» الأول والثاني قائلا: «وكلاهما في صغر السن مخلص لربنا الجليل»(طفيش، ت:1332ه).
وأما لو اعتبرنا أنّ نهاية تأليف «شرح كتاب النيل» كانت في سنة 1305ه، فإن عمره سيكون حينئذ ثمانية وستين (68) سنة، وهو عمُر متقدم جدا. 
وبالتالي نستنتج -أيضا- أن مدة تأليف كتاب «شرح كتاب النيل» استغرقت خمسة عشر(15) عاما، حيث أنّ أكثر مدة مكث فيها طويلا  واستغرق فيها وقتا أكبر هي فترة تأليف «الكتاب العاشر في النكاح إلى الكتاب الثامن عشر في النفقات»، حيث دامت عقدا كاملا من الزمن(10 سنوات)، ثم بعدها فترة تأليف «الكتاب التاسع عشر في الدماء إلى الكتاب الثاني والعشرين في الأفعال المنجية من المهلكة»، حيث يفترض أنها استغرقت أربع (04) سنوات، ثم الفترة الأقصر وهي عند تأليف «الكتاب الأول في الطهارة إلى الكتاب التاسع في الحقوق» حيث دامت حوالي أربعة(04) أشهر(بداية من 10 رمضان 1271ه).
تجدر بالملاحظة أنّ مدة التأليف في المرحلة الأولى كانت وجيزة جدا رغم أن عدد المباحث(الكتب) كان مقاربا مع عدد المباحث(الكتب) في المرحلة الثانية.
كما أنه وُجدت نسخة لآخِر كتاب(جزء) من «شرح كتاب النيل»، وهو «الكتاب الثاني والعشرون في الأفعال المنجية من الهلاك»، وقد نسخ من قبل سليمان بن الحاج أيوب بن يوسف الباروني النّفُوسي الكِباوي، نسخها في غرة شعبان من عام 1305ه، وعليها إضافات وتصحيحات بخط الشيخ أطفيش وابنه يوسف12، مما يدل أنّ كتاب «شرح كتاب النيل» قد اكتمل تأليفه قبل سنة 1305ه بكثير، ولا يستبعد أن يكون في ما بين 1284ه-1285ه كما سلف ذكره(انظر: مجموعة باحثين، فهرس مكتبة أبي إسحاق، الرقم في الفهرس:82، الرقم في الخزانة: أو2-1الكتاب22).
سبب التباين في مدة التأليف
سؤال: ترى، ما سبب هذا التباين في مدة تأليف أطفيش لكتابه «شرح كتاب النيل»؟ 
للإجابة على هذا السؤال، لا بدّ من الإشارة إلى الملاحظات الآتية:
4-1-1- قبل أن يؤلف أطفيش كتاب «شرح كتاب النيل» الثاني، ألف «شرح النيل الأول» المسمى بـ : كتاب «التبيين من النيل» كما هو وارد في تفسير «هميان الزاد»(تبقى مسألة الطبع سنرجع إليها في حينها)، وهو أكبر حجم ولم يتمّه. قال أطفيش: «هذا ثاني تفسير على النيل، يغسل عنه ما أبهم كالسيل، بخلاف الأول فإنه طويل الذيل، ولم يتم»(أطفيش، ت:1332ه). فقد توقف في «كتاب الشفعة» إلى ما قبل «باب في هبة المنافع»(طفيش، ت: 1332ه).
فإذا تأملنا في مباحث «شرح كتاب النيل» الثاني التي ألفها خلال الأربعة الأشهر (حسب ما افتراضنا) نجد أنها قد دونت كلها، فربما قام باختصارها. 
لذلك لم يستغرق معها وقتا طويلا في إعادة تدوينها. إذ توقف في «شرح النيل الأول» عند «كتاب الشفعة» إلى ما قبل «باب في هبة المنافع».
4-1-2- إذا تأملنا في سن أطفيش قبل سنة 1270ه، نجده كان في السن الثالثة وثلاثين (33). أي هو في فترة الشباب التي يكون فيها العطاء أكبر، كما أنّ المسؤوليات الاجتماعية لم تُلق بعد كلها على عاتقه. وبالتالي كان له من الوقت الكافي ليتفرغ للتأليف.
4-1-3- انضباط الشيخ واستغلال وقته، إذ كان يخصص خلال الأسبوع أغلب الفترة الليلية للتأليف، والفترة الصباحية للتدريس باستثناء يومي الخميس والجمعة، فلا يدرس فيهما.
رابعا- يبدو أن أطفيش لم يتفرغ خلال هذه الأربعة الأشهر إلا لتأليف هذه الأجزاء من «شرح كتاب النيل» الثاني، بالموازاة مع تأليف الجزء الأخير من «هميان الزاد» الذي أتمه في 09 رمضان من عام 1271ه(صالح سيوسيو ومحمد بوسنان، 2013)؛ بخلاف ما لو نظرنا فيما بعد سنة 1270ه-1280ه. أي بعد تأليف هذه المباحث(من الكتاب الأول في الطهارة إلى الكتاب التاسع في الحقوق). فإن التأليف فيها غزير إذ تزيد عدد المؤلفات عن العشرة غير «شرح كتاب النيل»(انظر: المصدر نفسه).
ويلاحظ أن بعد هذه الفترة تراجع عددها إلى بضع مؤلفات، عندما تفرغ أطفيش لتأليف «الكتاب التاسع عشر في الدماء إلى الكتاب الثاني والعشرين في الأفعال المنجية من المهلكة»(1281ه-1284ه)، بسبب كثرة المشاغل وتقدم العمر، وخاصة إذا علمنا أنه تولى القضاء منذ سنة 1269ه-1299ه لكن ربما لم يبلغ نشاطه ذروته كما كان في سنة 1273ه وما بعدها(انظر: الصدر نفسه).
ومما يعضد هذا القول أيضا أن أطفيش بعدما أنهى تأليف «شرح كتاب النيل» خلال سنة 1284ه-1285ه(كما افترضنا)، ألف حوالي 35 عنوانا  وأزيد مما ثبت تاريخ تأليفه. وهناك كتب أخرى كثيرة يبدو أنها ألفت بعد سنة 1285ه أو قبل تأليف «شرح كتاب النيل» الثاني(انظر: صالح سيوسيو ومحمد بوسنان، 2013)، بعض منها تحوي أكثر من مجلد(باعتبار الطبعة الحديثة) كتيسير التفسير الذي يبلغ 17 مجلد(طبعة 2011م). 
فالغرض من التمثيل بهذه الكتب هو محاولة التعرّف على المسار الزمني لتأليف «شرح كتاب النيل» جزءا جزءا، إذ إنّ تلك المصادر قد ضُبط زمن تأليفها.
العلاقة بين كتابي «شرح كتاب النيل» و»هميان الزاد»
سيحاول الباحث في هذا المبحث أن يبين أنّ الإحالات المتعلقة بـ»شرح كتاب النيل» والموجودة في كتاب «هميان الزاد»، تُثبت -نسبيا- المسار الزمني الذي افترض فيما سبق حول تأليف «شرح كتاب النيل». ولا بأس بالتذكير به في الجدول الآتي:
أول كتاب الطهارة إلى الكتاب التاسع في الحقوق وإلى آخر السفر(ج/1-ج/5) قبل سنة 1270ه
الكتاب العاشر في النكاح إلى الكتاب الثامن عشر في النفقات(ج/6-ج/14) 1271ه-1281ه
الكتاب التاسع عشر في الدماء إلى الكتاب الثاني والعشرين في الأفعال المنجية من المهلكة(ج/15-ج/17) 1282ه-1285ه
 
لقد ذكر الباحثون أن كتاب «هميان الزاد» قد راجعه أطفيش على فترات، حيث راجع كل جزء منه في فترة معينة.
- فالجزء الثالث (الربع الثالث)، راجعه في: 12 ربيع الأول 1273ه.
-الجزء الرابع (الربع الرابع)، راجعه سنة:1283ه.
-أما الجزء الأول والثاني فلم يرد تاريخ مراجعته. لكن يظهر أنه روجع ما بين سنة: 10 رمضان 1271ه- ما قبل 11 ربيع الأول 1273ه. لأن تاريخ إنهاء تأليفه كان في 09 رمضان 1271ه.
أمثلة عن إحالة أطفيش لـ «شرح كتاب النيل» في «هميان الزاد
المثال الأول 
ذكر أطفيش في الربع الثالث في شرح الآية 14 من سورة لقمان النص الآتي:
«وقال أبو حنيفة مدة الرضاع ثلاثون شهرا وعنه أن فطمته قبل العامين فاستغنى بالطعام ثم أرضعته لم يكن رضاعا وإن أكل أكلا ضعيفا لم يستغن به عن الرضاع ثم أرضعته فهو رضاع محرم فانظر شرح النيل».
وذكر في كتاب شرح النيل في الصفحة 13 من المجلد السابع (07) النص الآتي:
«وروي: وأربعة أشهر، وفي رواية: وستة، وهو قول أبي حنيفة قال: مدة الرضاع ثلاثون شهرا لقوله تعالى: (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) وحمله الجمهور على أقل مدة الحمل وأكثر مدة الرضاع، لأن مدة الحمل داخلة فيه وأقله ستة أشهر، وأجمعوا أن للأم أن تطالب الزوج بنفقة الرضاع إلى الحولين، ولا يحكم لها بها بعدها كما لو طلب الرضاع بعدهما لم يحكم به عليها، وأنه لا يحرم عليه أن يرضع من لبن زوجته وعلى القول بأن أبعد الريبة أربعة (فمن أرضعته دونها) أي دون السنة الرابعة، (لا تتزوجه، وهو معنى قولهم، ابن سنتين يصافح) مرضعته (ولا يناكح) بها لأنها محرمته».
نلاحظ أن الإحالة صحيحة لتطابق معنى النصين، ولأن المجلد السابع من «شرح كتاب النيل» ألف خلال 1271ه-1281ه. والجزء الثالث من كتاب هميان الزاد قد روجع خلال 1271ه. ولا يوجد هناك تعارض.
وهو دليل على أن الفترة المفترضة في تأليف «شرح كتاب النيل» صحيحة (المجلد السابع ألف خلال 1272ه). وهي ليست بعيد من فترة مراجعة الربع الثالث من كتاب «هميان الزاد».
المثال الثاني
ذكر أطفيش في الربع الثاني في شرح الآية 33 من سورة الإسراء النص الآتي:
«واختلف في الدية العمدية هل يأْخذ فيها الورثة مطلقاً أو لا يأْخذها إلا من له القتل وعليه فلا تأْخذ الأُم والزوجة والأُخت للأُم، قولان ذكرتهما في شرح النيل بأَدلتهما».
وذكر في كتاب «شرح كتاب النيل» في الصفحة 105 من المجلد 06 النص الآتي:
«ودية العمد ترث فيها الورثة كلهم، وقيل: لا يرث فيها الأزواج والكلالة، وهو مذهب أهل العراق وأبي محمد - رحمه الله-، يرَون أن الدية عوض من القتل، وبدل منه، فإذا ترك ولي القتل القتل فله الدية عوضا عن القتل الذي تركه، بدليل أنه لو أراد القتل ومنعته الزوجة أو الزوج أو الكلالة لم يجدوا المنع. واختار بعض أنها للورثة كلها، ونسبه لأصحابنا يعني جمهورهم، واستدل بأنه صلى الله عليه وسلم حكم للزوجة بنصيبها في دية زوجها، والخبر إذا ورد حمل على عمومه حتى يخصص، ولا دليل في ذلك، لأنه لم يذكر في الخبر أنه قتل زوجها عمدا فيحتمل أنه قتل خطأ ودية الخطأ يرث فيها الورثة كلهم إجماعا، إذ لا قتل على القاتل خطأ، ولا عموم في الحديث بل إجمال يتوقف إلى بيان لأنه في واقعة مخصوصة، وإنما يتجه أن يقال يحمل الخبر على العموم هنا لو قال صلى الله عليه وسلم: إذا قتل زوج فلزوجته سهم في ديته، فحينئذ يحمل على القتل العام للعمد والخطأ، اللهم لا يقال: حكمه بنصيبها من الدية مشعر بأن القتل خطأ، وإلا حكم لها بالقتل؛ لأن الزوجة لا حق لها في القتل، ويأتي في الكتاب التاسع عشر في قوله: باب جاز لولي إلخ ما نصه: وتورث الجناية لعاصب فقط، ثم رأيت في رواية أن المقتول المذكور الذي أورث فيه المرأة مقتول عمدا (وقيل: هو) أي الولد - قرب أو بعد - (أولى) بالنكاح والقتل (من الأخ) وأولى به اتفاقا مما بعد الأخ وأولى منه الأب والجد ولو علا، (و) الأخ (الشقيق أولى من الأبوي فقط)، وابن الأخ الشقيق أولى من ابن الأبوي».
نلاحظ أن الإحالة صحيحة لتطابق معنى النصين ولأن المجلد السادس (باعتبار طبعة جدة) من «شرح كتاب النيل» ألف خلال 1271ه-1281ه. والجزء الثاني من كتاب «هميان الزاد» قد روجع 10 رمضان ما بين 1271ه-قبل 11 ربيع الأول 1273ه. ولا يوجد هناك تعارض.
وهو دليل على أن الفترة المفترضة في تأليف «شرح كتاب النيل» صحيحة (المجلد السادس ألف خلال 1271ه). وهي ليست بعيد من فترة مراجعة الربع الثاني من هميان الزاد.
فمن خلال هذين المثالين نستنتج أن الفترة التي افترضناها لو كانت مضطربة لما تم هذا التناسب بين الإحالات.
المثال الثالث 
ذكر أطفيش في الربع الثاني في شرح الآية 14 من سورة الحجرات النص الآتي:
«وقيل الايمان هو التصديق مع الثقة وطمأنينة النفس والإسلام الدخول في السلم والخروج من أن يكون حرباً للمؤمنين بإظهار الشهادتين فما واطأ فيه القلب اللسان إيمان، وما لم يواطئه فيه إسلام، وعندنا الإسلام والإيمان سواء والمسلم والمؤمن سواء وبسط ذلك في الفقه وقد قيل الاسلام العمل الصالح والايمان التصديق والاقرار».
وذكر في كتاب «شرح كتاب النيل» في الصفحة 520-536 من المجلد 17 (باعتبار طبعة جدة) النص الآتي:
«ويرى أن الإيمان مجموع العلم بالقلب والإقرار باللسان والعمل بالجوارح، وأنه لا حرام إلا فيما نص عليه بقوله تعالى: (قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما) الآية، ويكفر الرعية بكفر الإمام...والثوبانية أصحاب ثوبان المرجئ، قالوا: الإيمان هو المعرفة والإقرار بالله تعالى ورسوله وبكل ما لا يجوز في الفعل أن يفعله».
فالربع الأخير من كتاب «هميان الزاد» قد راجعه الشيخ سنة 1283ه، وتاريخ تأليف المجلد 17 كان ما بين 1282ه-1285ه. 
أي أنه لم يُحل إليه عند المراجعة لكتاب «هميان الزاد» إلا بعد أن وصل إلى تأليف المجلد 17. وليس هناك تناقض بين الإحالتين.
المثال الرابع
ذكر أطفيش في الربع الثاني في شرح الآية 89 من سورة المائدة النص الآتي:
«(واحْفظوا أَيمانَكم) بأن لا تحلفوا كاذبين ولا على فعل معصية، وإذا حنثتم فاحذروا ترك أداء الكفارة فإنها فرض، من تعمد تركها عصى، والذي عندي أنه يكفر، وعلى الأول فقيل لا يبرأ ممن تركها، وتفريع ذلك في الفقه، ويجزئ الإيصاء بها».
وذكر في كتاب شرح النيل في الصفحة 369 من المجلد 04 النص الآتي:
«ومن ترك كفارة لزمته من الكتاب ككفارة القتل وكفارة الصيد والحلف؛ هلك، وقيل: عصى، وكذا ما لزمه من السنة إلا إن نزل به عذر يزيل عنه حكم ذلك فالمعذور سالم عندنا، ومن تركه ناسيا فلا يحكم عليه بشيء...».
فالربع الأول من كتاب «هميان الزاد» قد راجعه الشيخ ما بين سنة: 10 رمضان 1271ه- ما قبل 11 ربيع الأول 1273ه، وتاريخ تأليف المجلد 04 كان خلال سنة ذي الحجة 1270ه.
المثال الخامس
ذكر أطفيش في الربع الثاني في شرح الآية 43 من سورة النساء النص الآتي:
«(وإن كُنتم مَّرْضى): مرضاً يزيده الماء ضرراً، أو يؤخر برءَه ودخل في المرض الجدري وإحراق النار، ويفهم بالأولى إلحاق حدوث المرض بالماء، ومن صح بعض أعضائه، ومرض بعض غسل الصحيح، ويتيمم للمريض جمعاً بين الطهارة، كما روى أنه صلى الله عليه وسلم قال: في رجل شج وأجنب، فاستفتاهم في التيمم، فقالوا: لا إلا الغسل- قتلوه قتلهم الله- «يكفيه أن يتيمّم ويمسح على العصابة ويغسل سائر جسده» فجمع بين الغسل والتيمم، وتفريع ذلك في الفقه».
وذكر في كتاب شرح النيل في الصفحة 344-345 من المجلد 01 النص الآتي:
«...أو هذا ترجيح لغسله فيتيمّم للعليل وحده أو يترك، (والخلف في) الوضوء (العليل هل يمسح بالماء)...(ولو) كانت المسحة الواحدة فصاعدا (على الجبائر)...(أو يغسل السالم ويتيمم للعليل) كما إذا كان يضره المسح على القول الأول، ففرض الصحيح الغسل، وفرض العليل التيمم، (كل عضو بفرضه) على هذا (أو سقط فرض العليل) على حدة، بل ارتفع حدثه بغسل السالم فلا يتيمم له ويتوضأ للسالم أو هذا إن قل محل العلة بأن كان ثلث عضو أو دونه، (أو) أي أو سقط (الوضوء ولزمه التيمم) للسالم والعليل مطلقا، أو إن كثر العليل بأن كان ثلاثة أعضاء (أقوال؛ وكالوضوء) في تلك الأقوال (الغسل) لجنابة أو حيض أو نفاس أو إسلام، قيل: الحدث يرتفع عن كل عضو بانفراده وكل عضو فرض فليتيمّم للعليل فقط...وإن كان النجس في غير عضو الوضوء ولا يقدر على نزعه تيمم، وقيل: يتوضأ للصحيح ويتيمم للعليل».
فالربع الأول من كتاب «هميان الزاد» قد راجعه الشيخ ما بين سنة: 10 رمضان 1271ه- ما قبل 11 ربيع الأول 1273ه، وتاريخ تأليف المجلد 01 كان خلال سنة ذي الحجة 1270ه.
ملاحظة
عندما أنهى أطفيش كتابه «هميان الزاد»، أرسله إلى زنجبار لطباعته في المطبعة السلطانية؛ وفي نسخة اطلع عليها الباحث في دار التلاميذ «إروان»، وجد في آخر الربع الأخير كلاما للشيخ ناصر بن سالم بن عديم الرّواحِي. وذكر فيه أن كتاب «هميان الزاد» قد وصل إلى السلطان بَرغِيش بن سعيد بن سلطان بزنجبار سنة 1295ه(صالح سيوسيو ومحمد بوسنان، 2013).
ما يستفاد من هذا التاريخ، هو أن الإحالات المتعلقة بشرح النيل ثابتة، وأن كتاب «شرح كتاب النيل» انتهى تأليفه قبل سنة 1295ه، بل قبل ذلك بكثير(خلال1285ه) كما أثبتنا.
ولقد أحال الشيخ في هذه النسخة إلى «شرح كتاب النيل» في الربع الأول عند تفسير الآية 273 من سورة البقرة. وعند الرجوع إلى كتاب شرح النيل وجد معنى النص في الصفحة 466-467 من المجلد 16 (باعتبار نسخة جدة)، مما يثبت أن «شرح كتاب النيل» قد أتمه قطعا قبل سنة 1295ه، ورجح الباحث أنه خلال سنة 1285ه لأن المجلد (15، 16، 17) يفترض أن أطفيش ألفهم ما بين سنة 1282ه-1285ه كأقصى تقدير. 
فنصُّ «الهميان» هو كالآتي: «(ملعون من سأل بالله) وذكرت فيه هذه الأحاديث وسقته في شرح النيل بتمامه، وفيه فوائد، ومنه حديث أبى سعيد عنه صلى الله عليه وسلم : (من سأل وله قيمة أوقية فقد ألحف)»(انظر: صفحة 02 من خطبة الكتاب).
ونصّ «شرح كتاب النيل»، هو كالآتي:
« (من سأل وله أوقية فقد ألحف) وأخرج النسائي: (من سأل وله أربعون درهما فهو ملحف)...فيحمل قوله صلى الله عليه وسلم: (ملعون من سأل بالله) من سأل إلحافا وهو غني عما يسأل، فأما على أن الإلحاح بلا ضرورة كبيرة فواضح كفره، وأما على أنه صغيرة أو كبيرة فعلى أنه سأل بالله لعلمه أو ظنه أنه إذا سأل بالله تعالى، فإنه يعطيه وهو كاره فيكون بمنزلة الغاصب، والغاصب ملعون، ويكون ممن يأكل مال الناس بالباطل، أو يحمل على ما إذا أظهر حالة اضطرار إلى ما يسأل وهو غير مضطر إليه، أو على من يسأل تكاثرا أو على من أظهر فقرا أو إرادة حج أو نكاح أو غرامة أو مكاتبة أو دين أو نسبة إلى قوم ولم يكن كذلك أو نحو ذلك، فإن ذلك مكر وخداع، وهما كبيرتان».
وكذلك عندما فسر الآية 284 من سورة البقرة، أحال إلى كتاب «شرح كتاب النيل». وعند الرجوع إليه نجد معنى النص نفسه في المجلد السابع عشر (17).
نص «هميان الزاد»: «(ويعذّب من يَشاء): تعذيبه بأن يصر، وأما ما خطر في النفس من المعصية ونفاه صاحبه، أو كان يتردد فيه ولم يعزم عليه، فلا ذنب فيه، ورحمة الله سبقت غضبه، وطرف التردد إلى الترك بغلب طرف التردد إلى الفعل، وبسطت ذلك في شرح النيل»(أطفيش، ت:1332ه).
ونص «شرح كتاب النيل»، هو كالآتي:
«وإن قولهم: خلاف اليقين، هو التردد بين شيئين سواء استوى طرفاه أو رجح أحدهما على الآخر...وأراد - والله أعلم - أن الشك التردد وقصده إلى طرف يثبته أو يزيله بلا علم يسمى ارتيابا أو أراد ما مر من أن الريبة عند بعض توهم أمر ثم يتبين خلافه»(المصدر نفسه).
وفي موضع آخر: «و (لا) يبطل الشك (ما يسع الشك فيه)، مثل ما عدا الجملة في قول، ومثل سائر الفرائض ما لم يكفر بالفعل أو بالترك أو يصوب أو يخطئ بلا علم»(أطفيش، ت: 1332ه).
وأيضا: «فالصحيح أنه لا عصيان في الشك فيما خطر هل هو ذنب حتى يقارف»(المصدر نفسه).
كتب ألفها أطفيش وأحال إليها في «شرح كتاب النيل»(المصدر نفسه)
إنّ الكتب التي أحال إليها الشيخ أطفيش في كتابه «شرح كتاب النيل» مما هو من تأليفه عديدة. وسنذكر كل عنوان مع الجزء الذي ورد فيه العنوان. كما سنورد تاريخ تأليف كل كتاب بناء على ما ورد في فهرسة مخطوطات «مكتبة القطب أطفيش».
الرقم الكتاب الجزء تاريخ التأليف
إزالة الاعتراض 1/99. دت
التفسير 1/24، 26، 127، 141. 2/66. 3/233. 5/203، 9/146. 12/78. 3/06. 4/35، 43، 81، 137، 289،
307، 455، 470. 5/06، 182، 305، 339، 402. 6/340.
دت
حاشية على الإيضاح 3/400. 4/85. 16/101، دت
حاشية على تفسير سورة النور للثميني 16/506. دت
حاشية على جواب قاسم بن سعيد الجربي 8/123، 522. 16/506. دت
حاشية على شرح الرواية 1/13. دت
شرح أصول تبغورين 1/28. دت
شرح التقريب 1/10.
شرح التوحيد 1/320. دت
شرح المعالم(فتح الباب للطلاب بإذن الملك الوهاب). 17/250.  دت
شرح على شرح عصام الدين في الاستعارات 1/10، 11، 13، 15، 20، 24. دت
شرح قصيدة الولاء والمكاتبة(لابن النظر) 16/15. دت
كتاب الدماء 17/618. دت
كتاب العيبة 1/25. دت
كتاب المعاني 5/216. دت
كتاب النحو(قرّرته) 1/30، 331، 383. 2/161. 4/35، 72،  11/421. 12/05،
432. دت
مختصر القواعد والحاشية 16/485. 17/138، 402. دت
مطلع الملك في فن الفلك 1/23. 9/438. دت
حاشية على شرح زكرياء على الغرناطية 1/30. حوالي 1258ه
ترتيب لقط عمنا موسى بن عامر 7/189، 11/355. عيد الفطر 1267ه
ترتيب نوازل نفوسة 11/353، 372. قبل رمضان 1268ه
حاشية على المرادي 8/101. 9/530. 1268ه-1271ه
حاشية على شرح النونية (للتَّلاتي) 1/13 1268ه-1271ه
هميان الزاد إلى دار المعاد(ج/4) 4/137. 5/171، 6/12، 14، 111، 152، 7/103، 387،  423. 8/271. 9/102. 13/32. 14/602، 603، 604. 16/330، 464،  488. 17/221، 611. 09 رمضان 1271ه
مختصر الوضع والحاشية 4/272(اعتذار)، قبل 1279ه
تحفة الحب في أصل الطب 1/148. 4/320. 5/28. 6/386،  10/36، 185. 17/174. 17/175. قبل 1280ه
حاشية على أبي مسألة 1/05. 2/104، 273. 4/208. 16/14، 118. 17/279، 302، 303. قبل 1280ه
الشامل 1/27، 1/83، 147، 150، 154، 265. 2/23، 80، 161، 177، 406، 418، 472، 473، 475،  528، 561، 595، 637، 643، 659، 5/434. 12/294.  16/90، 575. 17/30. قبل 1280ه
 
مسند أطفيش 5/28، 50، 211. قبل 1280ه
شرح القلصادي 10/480، 662. 12/590، 298. 13/607. 15/298، 300،
302، 304، 305، 312، 587، 612. 17/294. 21 رمضان 1283ه
ردّ على جواب سعيد بن خلفان 1/47، 8/267،  17/541، 544. قبل 1285ه
حاشية على رسالة سعيد بن خلفان للعبادي 8/123، 522، 14/562. 16/506. بعد 1285ه وقبل 1287ه
رد الشرود إلى الحوض المورود 16/382. 13 ربيع الثاني 1286ه
جامع حرف ورش 2/161. قبل 1288ه
بيان البيان 1/20، 127. 1288ه- 1289ه
إيضاح المنطق في بلاد المشرق 1/14. 1290ه
شرح الدعائم 16/115، 269، 513. 17/13. قبل 1290ه
شرح على فضل مختصر العدل 1/27، 34. 1290ه
السؤالات 11/131. قبل 1292ه
شرح اللامية 1/05، 69. 5/188. 7/362. بعد 1300ه وقبل 1303ه
 
من خلال هذا الجدول يمكن استنتاج ما يأتي:
إن الإحالة إلى 
الكتاب رقم: (22، 25، 26، 27، 28، 29، 30، 31، 32، 33، 34، 35، 36، 37، 38، 39، 40) في شرح كتاب النيل كانت بعد الانهاء من تأليف الكتاب بأكمله، وكان ذلك أثناء المراجعة في هذه السنوات: بعد عام 1285ه، وبعد 13 ربيع الثاني 1286ه، خلال 1288ه-1289ه، خلال 1290ه-1291ه، وخلال 1301ه-1302ه.
6-2- الكتابان رقم: (23، 24)، كانت الإحالة إليهما في فترة التأليف وليس بعد المراجعة. لأنه ألفهما خلال تلك المدة. وكذلك الكتب رقم: (19، 20، 21) لكن لأنها قد ألفت قبل الشروع في تأليف «شرح كتاب النيل».
كتب ألفها أطفيش خلال تأليف «شرح كتاب النيل» ولم يُحِل إليها
سيركز الباحث في هذا الجدول على المؤلفات التي ثبت تاريخ تأليفها مما أثبته المحققون، أمّا ما كان غير معلوم فلا يتعرض إليه(). 
الرقم الكتاب تاريخ التأليف
التحفة والتوأم 14 ربيع الأول1272ه
بيان الحرم والحل من أنواع الخل 1272ه
إيضاح الدليل إلى علم الخليل 8 ذو الحجة 1273ه
حاشية المنصف في نفي تأويل المحرف بعد 1273ه
الذهب الخالص 1276ه
علم الخط قبل 1280ه
شرح لغز الماء حوالي 1283ه حوالي 1283ه
 
تاريخ طباعة كتاب «شرح كتاب النيل»
اختلف المؤرخون في تاريخ طباعة «شرح كتاب النيل»؛ فمنهم من ذهب إلى أنه طبع سنة 1306ه لكنه غير كامل إذ طبع منه سبعة أجزاء (باعتبار الطبعة الحجرية). أي إلى آخر «الكتاب التاسع عشر في الهبات»، فأتم أبو إسحاق إبراهيم أطفيش طبعه من «الكتاب العشرين في الديات إلى آخر كتاب الثاني والعشرين في الأفعال المنجية من الهلاك»، وهو قول أغلب الذين أرّخوا للشيخ أطفيش. ومنهم من ذهب إلى أن هذه الأجزاء(1-7) طبعت بعد سنة 1318ه(انظر: صالح سيوسيو ومحمد بوسنان، 2013). 
وممّا نستدلّ به على ذلك، ما يأتي:
الرسالة التي أسلها سليمان بن الناصر اللّمكي في 08 ذي القعدة من سنة 1318ه يطلب من الشيخ أطفيش إرسال بقية الأجزاء لطبعها
ونصها هو كالآتي: 
«إلى جناب شيخنا وذخرنا وفخرنا العلامة القطب السيّد الحاج محمد بن يوسف أطفيش اليسجني-سلمه الله تعالى وأبقاه وعافاه- سلام عليك ورحمة الله وبركاته، لا زلتَ وكافة الإخوان في حال الخير والنعمة والسرور، وقد تقدّم مني إليك كتاب منذ أيام خَلَت فعساه وصل إليك. والذي أعرفك به في هذا الكتاب أنني لما وجدتُ الشيخ الحاج محمد بن يوسف الباروني قد أجّر طبع «شرح النيل» لواحد من أهل مصر، رأيتُ أن مدّة الطبع لَتَطولُ جدا إلى أن يكمل الكتاب، فاستحسنتُ شراء مطبعة لطبع «شرح النيل» وغيره من كتب أصحابنا، وقد اشتريتها، وأوصيتُ على الحروف من بيروت، وتركتُ المطبعة في يد الباروني ليُدير أشغالها، والمرادُ من فضلك أن تعجّل في إرسال الأجزاء المتأخرة من كتاب «شرح النيل» لتكون موجودة في مصر عند الباروني حتى يكمل الطبع بسرعة -إن شاء الله- وأنا الآن بمصر، وإن شاء الله بعد شهر أسافر منها إلى زنجبار»(انظر: صالح سيوسيو ومحمد بوسنان، 2013).
وجود رسائل لأطفيش قبل هذه السنة تفيد مساعيه لطباعة «شرح كتاب النيل»(انظر: صالح سيوسيو ومحمد بوسنان، 2013)
. لكن يبدو أن الكتاب قد طبع قبل سنة 1305ه، لأن أطفيش قد سلّم نسخة من «شرح كتاب النيل» للسلطة الاستعمارية سنة 1886م وأصبح معتمدا رسميا في المحاكم الفرنسية كمرجع في الفقه الإباضي(سلطان بن مبارك بن حمد الشيباني، 2015).
8-3- لقد كتب أطفيش رسالة إلى القائد الفرنسي «قبرنو»
في سنة 1304ه يطلب منه وقف ما أرسل إليه من كتاب شرح النيل (من أول البيوع) في خزانة الجزائر أو طبع ما شاء منه. ويعده بإرسال ما تبقى منه من الأجزاء(أبو القاسم سعد الله، 1998).
خاتمة
بعد هذه الدراسة العلمية، تم التوصل إلى النتائج الآتية:
- إنّ الفرَض الذي انطلق منه الباحث حول تاريخ تأليف «شرح كتاب النيل»-بناء على بعض المعلومات الأولية وبعض الحقائق التاريخية- صحيح إلى حدّ ما، من خلال ما عرضه من الأدلة المنطقية والعلمية.
- استغرق الشيخ أطفيش في تأليف «شرح كتاب النيل» خمسة عشر (15) سنة (1270ه إلى 1285ه)، فأنهاه في سن مبكرة (47سنة)، وهو عمر يوافق ما وصف به نفسه في مقدمة الكتاب.
- لقد أنهى الشيخ أطفيش تأليف «شرح كتاب النيل» قطعا وجزما قبل 1295ه، لكن رجّح الباحث أنه قبل هذا، وإلا يكون سنه كبيرا(57سنة)، وهو مخالف لما وصف به نفسه في مقدمة الكتاب. 
- الراجح في تاريخ طباعة «شرح كتاب النيل» هو خلال سنة 1306ه أو قبله.
- لم يبدأ الشيخ أطفيش تأليف «شرح كتاب النيل» بعد الانتهاء من تأليف «هميان الزاد»، بل قبل ذلك بحوالي أربعة أشهر أو خمسة كأقصى تقدير.
التوصيات
يوصي الباحث من خلال هذه الدراسة بالآتي:
- استكمال البحث عن نسخ مخطوطات «شرح كتاب النيل» في أنحاء العالم، لأن أغلبها موجود خارج وادي ميزاب.
- إجراء دراسات أخرى تثبت أو تنفي النتائج المتوصّل إليها حول تاريخ تأليف «شرح كتاب النيل»، لأن هذا له فوائد مهمة، ومنها: الكشف عن خصائص أسلوب أطفيش في كل مرحلة من مراحل تأليفه، ومعرفة أثر المسار التاريخي على ما يدوّنه وأثره على فكره، وغير ذلك من الميزات.
أبو القاسم سعد الله تاريخ الجزائر الثقافي، ط/1، دار الغرب الإسلامي، بيروت-لبنان، 1998م.
أطفيش (ت: 1332ه)، شرح كتاب النيل وشفاء العليل، ط/2، دار الفتح، بيروت. ودار التراث العربي، ليبيا. ومكتبة الإرشاد، جدة، 1392هـ / 1972م.
أطفيش(ت:1332ه) هميان الزاد إلى دار المعاد (القطعة الثالثة)، دط، المطبعة السلطانية (طبعة حجرية)، زنجبار، 1305ه. 
سلطان بن مبارك بن حمد الشيباني، تاريخ الطباعة والمطبوعات العمانية عبر قرن من الزمن، ط/1، ذاكرة عمان، سلطنة عمان-مسقط، 1436ه/ 2015م.
صالح سيوسيو ومحمد بوسنان، فهرس مخطوطات خزانة مؤلفات القطب أطفيش(ت:1332ه)، مكتبة القطب، غرداية-الجزائر، شعبان 1434ه/جويلية 2013م.
مجموعة باحثين، فهرس مخطوطات مكتبة أبي إسحاق إبراهيم أطفيش، غرداية-الجزائر، دت.
مجموعة باحثين، فهرس مخطوطات مكتبة الاستقامة، غرداية-الجزائر، دت.
مجموعة باحثين، فهرس مخطوطات مكتبة الشيخ الحاج صالح لعلي(ت:147ه)، غرداية-الجزائر، دت.
مصطفى وينتن، تاريخ تفاسير القطب، 20 جوان 2018.

@pour_citer_ce_document

حاج إسماعيل بن لولو / قاسم حاج امحمد, «قراءة كرونولوجية في كتاب «شرح كتاب النيل»»

[En ligne] ,[#G_TITLE:#langue] ,[#G_TITLE:#langue]
Papier : ,
Date Publication Sur Papier : 2024-07-01,
Date Pulication Electronique : 2024-07-01,
mis a jour le : 01/07/2024,
URL : https://revues.univ-setif2.dz:443/revue/index.php?id=9934.