أهمية الوعي الصحي وممارسة النشاط الرياضي لدى الراشد المصاب بالسمنة The importance of health awareness and the exercise of sports activity in the adult who suffers from obesity
Plan du site au format XML


Archive: revues des lettres et sciences sociales


N°01 Avril 2004


N°02 Mai 2005


N°03 Novembre 2005


N°04 Juin 2006


N°05 Juin 2007


N°06 Janvier 2008


N°07 Juin 2008


N°08 Mai 2009


N°09 Octobre 2009


N°10 Décembre 2009


N°11 Juin 2010


N°12 Juillet 2010


N°13 Janvier 2011


N°14 Juin 2011


N°15 Juillet 2012


N°16 Décembre 2012


N°17 Septembre 2013


Revue des Lettres et Sciences Sociales


N°18 Juin 2014


N°19 Décembre 2014


N°20 Juin 2015


N°21 Décembre 2015


N°22 Juin 2016


N° 23 Décembre 2016


N° 24 Juin 2017


N° 25 Décembre 2017


N°26 Vol 15- 2018


N°27 Vol 15- 2018


N°28 Vol 15- 2018


N°01 Vol 16- 2019


N°02 Vol 16- 2019


N°03 Vol 16- 2019


N°04 Vol 16- 2019


N°01 VOL 17-2020


N:02 vol 17-2020


N:03 vol 17-2020


N°01 vol 18-2021


N°02 vol 18-2021


N°01 vol 19-2022


N°02 vol 19-2022


N°01 vol 20-2023


N°02 vol 20-2023


N°01 vol 21-2024


A propos

avancée

Archive PDF

N°01 vol 18-2021

أهمية الوعي الصحي وممارسة النشاط الرياضي لدى الراشد المصاب بالسمنة

The importance of health awareness and the exercise of sports activity in the adult who suffers from obesity
ص ص 111-123
تاريخ الإرسال: 09-10-2019 تاريخ القبول: 03-02-2021

ليلى شيباني
  • resume:Ar
  • resume
  • Abstract
  • Auteurs
  • TEXTE INTEGRAL
  • Bibliographie

تعتبر صحة الفرد والمحافظة عليها من المطالب الأساسية التي اهتم بها العديد من الباحثين من خلال العديد من الدراسات التي كانت ولا تزال تركز على العوامل المسببة للمرض والوقاية منه، ولذلك تضاعفت مسؤولية الباحثين في التركيز على نواحي الارتقاء بالصحة في ظل ارتفاع حصيلة الأمراض النفسية والجسدية وتبرز قضية الوعي الصحي واكتسابه ونشره كإحدى الأولويات والأهداف الرئيسية للحفاظ على الصحة في هذا العصر الذي توحي فيه الكثير من المؤشرات بتدني الصحة العامة وانتشار الأمراض والتي من بينها انتشار السمنة. وهذا ما جعلنانركز على عوامل الوقاية من السمنة من خلال توجيه اهتمام الأفراد إلىتبني سلوك صحيّ يصبحعادات صحية من شأنها تدعيم الجانب الصحي وتطوره وأهم هذه الممارسات الصحية ممارسة النشاط الرياضي الذي يعدّ سلوكا صحيا وقائيايساعد على تخفيف الأعراض المرضية الناجمة عن السمنة، لذلك تأتي هذه المقاربة لمحاولة تسليط الضوء على ظاهرة السمنة لدى الراشد وأهمية متغير الوعي الصحي كمتغير وقائي وممارسة النشاط الرياضي كسلوك صحي فعّال للتخفيف من الآثار الناجمة عن السمنة لدى الراشد.

الكلمات المفاتيح:

 السمنة،الوعي الصحي، ممارسة النشاط الرياضي، الراشد

 La santé individuelle et la préservation sont l’une des exigences fondamentales de nombreux chercheurs dans le cadre de nombreuses études axées sur les causes de la maladie et de la prévention. Il incombe donc aux chercheurs de se concentrer sur les aspects de la promotion de la santé compte tenu des conséquences néfastes des maladies mentales et physiques et de sensibiliser à la santé, son acquisition et sa diffusion, en tant que l’une des principales priorités et objectifs de la préservation de la santé à cette époque, où de nombreux indicateurs montrent le déclin de la santé publique et la propagation des maladies, y compris la propagation de l’obésité. Cela nous conduit à nous concentrer sur les facteurs de prévention de l'obésité en attirant l'attention des individus sur l'adoption de comportements sains qui deviennent des habitudes saines qui favorisent la santé et son développement. Cette approche vise à mettre en évidence le phénomène de l'obésité chez les adultes et l'importance de la variable de sensibilisation à la santé en tant que variable préventive et du sport en tant que comportement sanitaire efficace pour atténuer les effets de l'obésité chez les adultes

 

Mots-clés :Obésité - sensibilisation à la santé - sports physiques - adulte

Individual health and health preservation are among the basic demands that many researchers focus on. Due to the high rate of both physical and mental diseases, many studies shed light on the causative factors of the disease and the ways of prevention. Therefore, the researchers’ responsibility stems in rising health promotion and highlighting the issue of health awareness, acquisition and dissemination as the main priorities and objectives for health preservation in this era, which is characterized by the decline of public health and the spread of diseases including obesity. This research focuses on the factors that prevent obesity by enhancing individuals’ adoption of healthy behaviors as healthy habits. For instance, the practice of sports activity is one of the most important health practices, which is considered as a preventive behavior that helps alleviate the symptoms of obesity. Therefore, this study seeks to highlight the phenomenon of adults’ obesity and the importance of health awareness variable as a preventive variable, and the practice of sports activity as an effective health behavior to reduce the effects of adults’ obesity.

Keywords:Obesity, health awareness, exercise, Adult

Quelques mots à propos de :  ليلى شيباني

، جامعة لونيسي علي- البليدة 2، leilachibani05@gmail.com

مقدمة

تعدّ المحافظة على صحة الفرد   واجبا أساسياله ولمجتمعه، إذ أن تمتع الأفراد بالمستوى المطلوب من الصحة يعد حقا من حقوقهم الأساسية، وذلك بالعمل على حمايتهم ورعايتهم صحيا ونفسيا وتلبية حاجاتهم ومتطلباتهم المختلفة ومساعدتهم علىالنمو الشامل المتكامل.

والصحة هي هدف رئيسي من أولى الأهداف التي يسعى الجميع إلى تحقيقها، ومن هذا المنطلق اهتم بها الكثير من الباحثين وأكدوا على تقديمالمعلومات والمهارات والاتجاهات والسلوكيات التي تمس احتياجاتواهتمامات الأفراد، وتمكنهم من ممارسة السلوكيات الصحية السليمة التي تؤثرتأثيرا مباشرا وإيجابياً على سلوكهم واتجاهاتهم نحو القضايا والمشكلاتالصحية، التي من بينها السمنة حيث نلاحظ الانتشار المتزايد لهذه المشكلة الصحية في كل المجتمعات بما فيها المجتمع الجزائري، حيث انتشرت كثيرا في الآونة الأخيرة مما  يستدعي البحث خاصة من الناحية الوقائية والارتقاء بالصحة وذلك بتفعيل دور عواملها والتي من أهمها عامل الوعي الصحي وممارسة النشاط الرياضي. وهذا ما سنحاول التطرق اليه خلال هذه المقاربة النظرية وتسليط الضوء حول أهمية الوعي الوعي الصحي وممارسة النشاط الرياضي لدى الراشد المصاب بالسمنة.

الإشكالية

إزدادت الأبحاث الطبية والنفسية التي تحاول دراسة علاقةأنماط السلوك البشري بصحة الأفراد سواء كانت النفسية منها أو العضوية، ولذلك فإن الاهتمام بصحة الفرد ورعايته تعدّ من أهم الركائز التي أقرت بها الهيئات الدولية ومنظمة الصحة العالمية وذلك من خلال نشر المعلومات الصحيحة من أجل مكافحة مشاكل سوء التغذية وتشجيع النظم السليمة وأنماط الحياة الصحية للوقاية من الأمراض المزمنة، حيث تشير عزت (2004) في هذا الصدد إلى وجود ارتباطكبير بين سلوكياتناالشخصية والحالة الصحية التي يتمتع بها الفرد، وبهذا فإن الأمراض التي يعاني منها الأغلبية قد ترجع في جزئها الأكبر الى السلوكياتوالعادات الصحية غير السليمة. وفي هذا الأساس نذكر أن السلوكياتالصحية تنقسم الى أنماط سلوكية إيجابيةمعززة للصحة، وأنماط سلوكية سلبية ضارة بالصحة حيث يعبّر نمط السلوك الصحي الإيجابيعن تلك الأفعال أو النشاطات المقصودة أو غير المقصودة التي يمارسها الفرد الواحد لمساعدته في الوقاية من الإصابة بالمرض أو تمنعه من الأذى والضرر البدني والنفسي، وتساعده على الاكتشاف المبكر للمرض والعجز أو تساعده في التخفيف من المعاناة والمرض، من أجل تحسين الحالة البدنية والنفسية والحماية من المخاطر التي من شأنها أن تتسبب في حدوث ضرر أوأذى بدني أو نفسي أو كليهما، ومن أنماط السلوك الصحي الإيجابيممارسة النشاطات الرياضية والنوم الكافي المطمئن والعادات الغذائية الصحية السليمة(عزت، 2004، ص474).إذ تشير الدراسات أن الشخص الواعي صحياً هو الشخص المثالي المتمتع بدرجات ومستويات عالية من الصحة المتمثلة بالتكامل البدني، العقلي، النفسي، الاجتماعي والصحي، وأن ممارسة الأنشطة الرياضية تعمل على الوقاية من الأمراض العصرية وهذا ما يوضح مدى أهمية الوعي الصحي في توجه الفرد للنشاط الرياضي كسلوك وقائي للتقليلمن الأعراضالمرضية خاصة للفئة التي تعاني من بعض الأمراض المزمنة وتحاول أنتحقق نوعا من الوقاية الصحية.

وتأتي أهمية الرياضة من أهمية صحة الانسان وخلو جسمه من الأمراض والضعف البدني الذي يعوقه عن الإنجازبكفاءة وفاعلية، حيث أن ممارسة النشاط الرياضي لا يشمل جنسا معينا وانما مختلف الأجناس(مرتضى، عرفات، 2011، ص14).وهو ما تؤكدعليه دراسة ياسمين(2017) إذ تشير الى أن الأنشطة الرياضية عامل مهم وبارزفي حياة الفرد، وذلك من خلال الارتقاء به من الناحية الجسمية والنفسية وحتى العقلية، كما تعمل على تعديل وتصحيح وحتىتغيير الكثير من العادات السلبية في حياة الفرد في كلا الحالتين الصحية والمرضية، ومن بين نتائج العادات السليمة على الصحة العامة للفرد يمكننا التركيز على السمنة كظاهرة مرضية تتميز بالارتفاع الزائد لكمية الدهون، وزيادة الطاقة الحرارية للغذاء عن احتياجات الجسم فتتراكم على هيئة دهون وتختزن في الجسم وهنا يصبح النشاط الرياضي وسيلة ضرورية ومهمة في مسار العلاج المقدم للمصابين بالسمنة(ياسمين، 2017، ص 20). كما يشير الخبراء إلى وجود علاقة بين السلوك الصحي والمستوى الصحي للفرد، فكلما ارتفع المستوى الصحي للفرد ارتفع سلوكه الصحي والعكس، حيثيمكن القول هنا أن الأشـخاص الـذين يتمتعـون بمسـتويات أعلـى مـن الـوعي الصـحي يعتمدون على سـلوكيات تمـتعهم بصــحة أوفــر، حيث يتمكنــوا مــن الحصــول علــى المعلومــات والخــدمات الصــحية ويتصــرفوا علــى أساســها بمـا فيهـا الأنشطة الرياضية الصحية والتغذيـة الصـحية الشـاملة وبهـذه الطريقـة يمكـن للـوعي الصـحي للفـرد مـن حمايـة نفسـه(منظمة الصحة العالمية، 2016، ص2-3) كما أن الأفراد الذين يعانون من السمنة ويتمتعون بمستويات أعلى من الوعي الصحي قادرون إلى حدّبعيـد علـى فهـم المعلومـات المتاحة عن التغذية ومتمكنون من اتخاذ خيارات تمتعهم بصحة أوفـر ّ وتمكـنهم مـن مكافحـة سـوء التغذيـة والإفراط فيها على حد سواء.

     ومن خلال اطلاعنا على دراسات ذات علاقة بالوعي الصحي وعلاقتها بالسلوكياتالصحية عامة وبالممارسة الرياضية خاصة ارتأينا في مضمون عناصر هذه الورقة البحثية إلقاءالضوء على مدى مساهمة الوعي الصحي في مرحلة الرشد في التوجه نحو ممارسة النشاط الرياضي، ومن أجل ذلك عرضنا المؤشرات الرئيسية التي توضح ضرورة الوعي الصحي وأهمية الممارسة الرياضية لتخفيف أعراض السمنة والحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية للراشد لكونها مرحلة مهمة لها جوانبها الخاصة وتأثيراتها في حياة الفرد، وعليه تم التركيز على  أهمية الوعي الصحي وممارسة النشاط الرياضي لدى الراشد المصاب بالسمنة.

مفاهيم الدراسة

وردت لدى الباحثين تعريفات تتشابه فيما بينها برغم اختلاف المشارب الثقافيَّة لأصحابها وبرغم اختلافِ لغاتهم، إلا أننا نجدهم اتفقواعلى نفس العناصر التعريفية للمفاهيم والتي جاءت كما يلي:

*السمنة

    يذهبعبد الوهاب (1995) الى تعريف السمنة بأنها " الزيادة المفرطة في كميات الدهون التي تتراكم بالجسم فتزيد من وزن الشخص وتغير من شكل ومكونات جسمه بما يجعله مريضا بالسمنة (عبد الوهاب، 1995، ص78)

هذا ما يعني أن السمنة تلك الحالة من تزايد الدهون في جسم الانسان مما تتسبب في اعاقة حركته واصابته ببعض الأمراض العضوية والنفسية.

 

 

*الوعي الصحي

تعرفه القص (2016) على أنه " إلمام الأفرادبالمعلومات والحقائق الصحية، وأيضا إحساسهم بالمسؤولية نحو صحتهم وصحة غيرهم، وفي هذا الإطار يعتبر الوعي الصحي هو الممارسة الصحية عن قصد نتيجة الفهم والإقناع وتحول تلك الممارسات الصحية إلى عادات تمارس بلا شعور او تفكير"(القص، 2016، ص52)

بناءًعلى ذلك يمكن القول بأن الوعي الصحي هو تلك العملية التي يكتسبها الفرد معرفيا ويطبقها سلوكيا وذلك من خلال المعلومات التي يتلقاها والتي تتعلق بكيفية الحفاظ على صحته.

ممارسة النشاط الرياضي

يقصد بها ذلك النشاط الرياضي المنظم والمستمر والهادف في اطار النوادي والجمعيات الرياضية تحت إشراف إطاراترياضية مؤهلة (برقوق، 2013، ص3) .

ذلك مايعني أن النشاط الرياضي يعبر عن الحركات البدنية والرياضية التي يقوم بها الفرد والتي تكون بهدف معين.

الراشد

تعرف مرحلة الرشد على أنها مرحلة من مراحل النمو ويتدخل فيها الشباب مع الراشد ولها خصائصها المتميزة في جميع جوانب النمو، تبدأ مع بداية العقد الثالث من العمر (بعد الواحد والعشرين) وتنتهي مع بداية سن الشيخوخة وهي أطول مراحل النمو مع أنها تختلف باختلاف المجتمعات والثقافات والظروف المعيشية، إذ أن بداية وتهيئةمرحلة الراشد تعتمد على عدة عوامل إلا أن جوانب النمو الجسمي العقلي تكتمل مع نهاية المراهقةمما يؤهل الفرد الى دخول مرحلة الرشد (العابد ،2014، ص144).

أهداف الدراسة

من خلال هذا البحث الذي يتمحور حول ظاهرة السمنة كمشكلة صحية وأهمية الوعي الصحي وممارسة النشاط الرياضي لدى الراشد الذي يعاني منها، يمكننا التركيز على الأهداف التالية:

- تسليط الضوء على ظاهرة السمنة كمشكل صحي ملح في الوقت الراهن وأهم العوامل المسببة للسمنة.

-الوقوف على مدى أهمية الوعي الصحي عند الراشد ودوره في التخفيف من الأعراض المرضية الناجمة عنها.

-التوعية بأهمية ممارسة الرياضة عند الراشد من أجل المحافظة على الصحة عموماً والحد أو التخفيف من الانعكاسات المرضية للسمنة بشكل خاص.

موضوع الوعي الصحي والسمنة في ميدان علم النفس الصحي

توجه المختصون في علم النفس الصحي في الآونة الاخيرة الى تطوير واستعمال مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات للعمل على تقليل المعاناة من وصمة الوزن الزائد أو ما يسمى بمرض السمنة، إذ بدأ الخبراء بتشكيل فرق صحية تعدل من التحيزات الموجهة نحو السمنة وتطوير مشاعر التعاطف معهم، والعمل على تلبية احتياجاتهم واهتماماتهم الشخصية والصحية، ومن هذه الاستراتيجيات التي حددها المهنيين في مجال علم النفس الصحي هي:

- التعرف على المرضى الذين كانت لهم تجارب سلبية مع افراد المجتمع بشأن وزنهم الزائد، ومحاولة تعديل نظرتهم تجاه أنفسهم والاهتمام بهم وحل مشكلاتهم.

-محاربة الصور النمطية اتجاه البدانة وتعديل هذه الصور لدى الأطباء والممرضين.

-استكشاف كل الأسباب المتعلقة بالسمنة ومحاولة مساعدة الافراد البدناء في التخلص من وزنهم الزائد بطرق إيجابية.

- التأكيد على تغيير السلوكيات المؤدية للإصابة بالسمنة وتعزيز السلوكيات الصحية.

-وضع برامج خاصة للتمارين الرياضية، وتناول الطعام في المنزل، بدلا من مجرد القول: "أني بحاجة لإنقاص وزني".

- خلق حالة الوعي الصحي لدى البدناء بأن خسارة بعض الوزن يمكن أن يؤدي إلى مكاسب صحية كبيرة.

- خلق بيئة صحية تهتم بالافراد ذوي السمنة الزائدة في ضوء تقديم الدعم الصحي والنفسي والاجتماعي لهم، كتوفير المعدات الطبية والرياضية المناسبة لهم (العزوطي، 2016، ص3).

أشارت دراسة (Neil Schneiderman, Michael H. Antoni, Patrice G. Saab, Gail Ironson,2001)الى أن ميدان علم نفس الصحة يرتبط بإدارة الأمراض المزمنة وذلك من خلال الاهتمام بالجوانب النفسية والاجتماعية والسلوكية للمرض المزمن، كما يؤكد الباحثون أن العوامل النفسية والاجتماعية تؤثر على تطور الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب التاجية والسرطان وفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) فقد أثبتت التدخلات النفسية والاجتماعية ان لها القدرة على تحسين نوعية حياة المرضى الذين يعانون من مرض مزمن. كما أنها تدخلات مفيدة لإبلاغنا بالظروف التي يمكن في ظلها أن تكون التدخلات النفسية-الاجتماعية بمثابة مواد مساعدة (مثل التدريب على الالتزام) للعلاجات الطبية.

كما أكدت الدراسات على أهمية الوعي الصحي لدى النساء المصابات بالسمنة وذلك ما تؤكده دراسة(Ohofeitimi,Adeyeye,Fadiora and other,2007,p:502) على أنه من الرغم من أن المرض المزمن الذي تم ربطه بالسمنة، فإن الدارسين الذين يركزون على معدل انتشار السمنة ومستوى الوعي المجتمعي والمخاطر الصحية واستراتيجيات الوقاية من السمنة ومكافحتها يختلفون حسب ثقافاتهم المجتمعية حيث هدفت الى تقييم مستوى الوعي بالمخاطر الصحية للسمنة وفقًا لدرجة السمنة باستخدام مؤشر كتلة الجسم، وفي نفس السياق الذي يؤكد على أهمية الوعي للتصدي لمخاطر السمنة تؤكد دراسة (8Kelly,2005,p ;) والتي تركز على تعزيز سلوك الغذاء الصحي وأهمية التوعية الغذائية في تفادي الاصابة بالسمنة، بالاضافة الى دراسة (Mokdad,Ford,Bowman,Dietz,Vnicor and Other,2001) ودراسة (Ike S. Okosun and G.E. Alan Dever,2002)  التي أكدت على ضرورة تنمية الوعي الصحي لتجنب الاصابة بالاعراض المرضية والاصابة بالسمنة، كما نجد الدراسة التي أجرتها منظمة الصحة العالمية(2003) والتي تؤكد على الصحة والتنمية من خلال النشاط البدني والرياضي، وتؤكد دراسة(Hesketh, Waters, Green, Salamon and Williams,2005) على أهمية الأكل الصحي وممارسة النشاط الرياضي  للوقاية من السمنة.

الأبعاد الرئيسية للصحة العامة

    توجد العديد من الأبعاد المتداخلة للصحة، حيث حددها بسّام (2001) في أبعاد رئيسية وهي كالتالي:

-الصحة البدنية والجسمية:تتطلب الصحة البدنية تغذية جيدة ووزن مناسب للجسم وتمارين هادفة وراحة كافية بما يضمن القدرة على القيام بالأعمال اليومية المختارة بكفاءة عالية، الاحتفاظ بطاقة الجسم لاستخدامها في النشاطات المختلفة، قيام الجسم بوظائفه الفيسيولوجية على أكمل وجه، خلو الجسم من العيوب والتشوهات، التمتع باللياقة البدنية والقوام السليم.

الصحة العقلية:ويتم الوصول اليها عن طريق افراز مواد كيميائية تقضي على الضغط العصبي وتخلق إحساسابالراحة النفسية تشمل: التغذية السليمة والمتوازنة، الوقاية من الأمراض.

الصحة الاجتماعية:وتشمل ما يلي: حسن التصرف في المواقف الصعبة، القدرة على التعامل مع الآخرين (بسّام، 2001، ص110).

01.png

 

شكل (01): يوضح الأبعاد الرئيسية للصحة العامة

(بسّام، 2001، ص110)

يمكن القول إنعلاقة السلوك بالصحة علاقة وثيقة ومتواصلة، إذتؤثر الواحدة في الأخرى تأثيراً كبيرا وهذا يعني أن انخفاض الوعي الصحي أساسه في الواقع أساس تربوي، لأنه يرجع إلى اكتساب الفرد السلوك الصحي السليم وأن عملية تنمية الوعي الصحي تتطلب الإلمام بموضوعات التربية الصحية وأهمها ميدان الصحة العامة وإدراكعوامل الوقاية من الأمراض بالاضافة الى ضرورة اتباع التغذية الصحية فضلاً عن الاهتمام بالبيئةونظافتها لكونها عوامل تتضمن سبل تعزيز الصحة النفسية والجسدية.

مكونات الوعي الصحي

من أهم مكونات الوعي الصحي هي تلك المعارف والمعتقدات التي يكونها الفرد عن الأمور والقضايا والمشكلات الصحية والأمراض، وكما في المشكلات الصحية المزمنة كالتدخين والادمان والاصابة بالامراض الجنسية والسمنة فإن مكافحة هذه المشكلات والتصديلها تعتمد على تغيير أنماط حياة وعادات الأفراد السلوكية في مجالات محددة، وحجر الأساس في هذا التغيير هو المعرفة والتي تعني المعرفة الأولية بالعوامل والمسببات التي تؤدي إلىهذه المشكلة الصحية، والمعرفة الصحية التي نعنيها هنا تحدّد بمجموعة المعلومات والخبرات والمدركات التراكمية التي يحصل عليها الانسان من المصادر الموثوقة حول الحقائق والآراء الصحية والتي تشكل عاملاً مهما في الوقاية من المرض ورافدا من روافد تحسين الصحة وترقيتها(العربي، 2007، ص645).

كما تعددت الآراء حول عناصر الوعي الصحي

حيث اعتمدت جميع الآراء في تحديدها لهذه العناصر على ما ينبغي أن يكتسبه الفرد وهو قدر من المفاهيم والمعلومات والمهارات والاتجاهات والسلوكيات التي يحتاجها الفرد التي تتعلق بالجوانب الجسمية والنفسية والجنسية بحيث تمكنه من ممارسة السلوك الصحي السليم، وحددها جراد (2016) كما يلي:

الصحة الشخصية وأجهزة الجسم وتشمل (معرفة أجهزة مختلفة، المظهر الشخصي، كيفية المحافظة على أجهزة الجسم، الموازنة بين أوقات النوم والنشاط والراحة)، التغذية وتشمل( العادات الغذائية الحسنة، أمراض سوء التغذية، مناسبة الغذاء للعمر)، الوقاية من المرض، صحة الفم والأسنان وتشمل (المحافظة على الأسنان واللثة)، التدخين والعقاقير تشمل (الامراض التي يسببها التدخين، آثار التدخين على المجتمع، سوء استخدام العقاقير)، اللياقة البدنية تشمل (ممارسة التمرينات الرياضية)، التلوث وصحة الانسان تشمل (عوادم السيارات والحوادث والإشعاعات)، تنمية الحواس تشمل (المحافظة على الحواس الخمسة) (جراد، 2016، ص33).

02.png
شكل(02): يوضح عناصر الوعي الصحي

 

 

(جرّاد، 2016، ص33)

    يمكن القول إنالوعي الصحي يعتبر متغيرا أساسياللحفاظ على الصحة، حيث دعااليه الباحثون والاخصائيونفي مجال الصحة ويؤكدون على أنه من المطالب الأساسية للارتقاء بالصحة.

سمات الشخص الواعي صحيا

ترى عليان (2016) أن أهم صفات الشخص الواعي صحيّاً يمكن تحديدها من النقاط التالية:

يسعى دائما للتعرف على المشكلات الصحية وأسبابها وكيفية الوقاية منها، خصوصا بما يتعلق بالأمراض الحديثة، يبادر لحل المشكلات الصحية بنفسه ويحاول توصيلها للآخرين، يمارس العادات الصحية الصحيحة والسليمة باستمرار، يتميز بالقدرة على التكيف مع نفسه ومجتمعه، يستطيع الالمام بالمعارف المتعلقة بالأمراض المنتشرة في المجتمع وكيفية الوقاية منها، يتميز بحب الاستطلاع والبحث والاستكشاف المتواصل نحو الموضوعات التي تتعلق بصحته وكيفية المحافظة عليها والوقاية من الأمراض (عليان، 2016، ص72).

على العموم يمكن القول بأن الشخص الواعي صحيا هو الذي يدرك المعايير الرئيسية للحفاظ على صحته ويتجنب العوامل التي قد تتسبب في ظهور الأعراض المرضية، بالاضافة أننا نجده يتسم بالعادات الصحية السليمة والتي تلازمه في حياته اليومية.

جوانب الوعي الصحي

ينبغي أن تشمل عملية التوعية الصحية جميع مجالات الحياة، فلا تقتصر على جانب واحد دون غيره، فيتعين أن يوفرها المنزل، وهنا تقع على الأم بالذات مسؤولية كبرى في غرس القيم والآداب الصحية في أبنائها، وتعويدهم على السلوك الصحي وعلى الالتزام بالنظافة الشخصية والعامة، ويتعين أن تحرص المدرسة على أداء رسالتها في نشر الوعي الصحي بين طلابها بحيث ينشؤون على العادات الصحية الجيدة، وبالمثل فإن لكل من الجامعة والمؤسسات الإعلامية ومؤسسات العمل، والإنتاج دورا رئيسيا في بث الوعي الصحي وغرسه وترسيخه وتأصيله في نفوس أبناء المجتمع، بل أن المجتمع برمته مطالب بأن يسهم في نشر الوعي الصحي، وتدريب الناس على الالتزام بالقواعد الصحية السليمة، ومن هنا فإن رسالة الوعي الصحي لا يمكن إلقاء مسئوليتها كلية على المؤسسات الطبية في المجتمع وحدها، إذ لا بد من تضافر جميع القوى وتعاونها في هذه المهمة الخطيرة. وإذا كنّا نؤمن بتضافر القوى وتعاونها، فإن مؤدى ذلك أن وسائل التثقيف الصحي لابد أن تتسم بالعمق وبالشمول، ذلك لأننا إذا اقتصرنا على جانب واحد، فإن ما تقيمه المدرسة في هذا الصدد مثلا يهدمه البيت. ومن هنا فإن وسائل نشر الوعي الصحي، وتأصيله لا يمكن أن يقتصر على مجرد وسيلة بعينها كإصدار نشرة طبية أو وضع ملصقة، أو إذاعة برنامج، وإنما لابد وأن تشمل كذلك إلى جانب القدوة الحسنة، والمثال الطيب الذي يقتدى به والحقيقة أننا أبناء حضارة هي بحق أرقى الحضارات التي عرفتها الإنسانية قاطبة، فليس غريبا علينا، ونحن أبناء أمة الإسلام، أن نلتزم بالقواعد الصحيحة، وقد دعانا إسلامنا الحنيف لكل ما يحفظ على الإنسان صحته، ويجعله قويا نظيفا طاهرا عفيفا معتدلا ومن هنا فإن للوعي الصحي أصوله العميقة التي تنبع من تراثنا الإسلامي ، ذلك التراث الخالد الذي ينبغي علينا أن نعود إليه قولا وفعلا فنهتدي بهديه ونسير على نهجه، فلقد سبق الإسلام جميع المدارس الغربية سواء في الطب أو في الوعي الصحي(شعباني،2006،ص223-224).

مجالات الوعي الصحي

لا يقتصر الوعي الصحي على جانب معين من الأمور المتصلة بالصحة، ولكن الوعي يتـسع مجاله ليشمل كافة العناصر والتي هي ضرورية لكي يكون الإنسان متمتعابصحة جيدة، وهذه العناصر متداخلة بشكل يصعب فصلها، لأنها متشابكة بطبيعتها ويؤثر بعضها فـي الآخـر، ولكن ذكرها على شكل عناصر قد يكون أكثر توضيحا.

أولا: الصحة الشخصية:وتشمل البيئة المنزلية الصحية، والنظافة الشخصية، والتغذيـة الصحية. ويشمل هذا المجال النظافة والمشاكل الناتجة عن قلة النظافة، النظافـة الشخـصية، نظافـة المنزل، نظافة الطعام والشراب ونظافة الشارع (الشافعي ،1997، ص2).

ثانيا: الأمان والإسعافات الأولية:ويهدف إلى توعية الأفراد للعنايـة بـأمنهم وسـلامتهم الشخصية حتى يستطيعوا تجنب المخاطر والحوادث الفجائية، واتخاذ القـرارات الكفيلـة بتقليل نسبة الإصابات في حال وقوع الحوادث سواء في المنزل، أو المدرسة أو الشارع ويشمل إسعافات النزف، الحروق، التسمم، اللدغات العـضات، الحرائـق، الكـسور والجروح.

ثالثا: صحة البيئة:وتهتم بغرس المفاهيم البيئية بشأن المحافظة على صـلاحية البيئـة التي يعيش فيها الأفراد وباقي الكائنات الحية. وصحة البيئة هو العلم الذي يبحث في البيئة من الناحية الصحية ومدى صـلاحيتها لمعيـشة الفرد والكائنات الحية (فضة وفاء منذر،2004، ص49)

رابعا: الصحة العقلية والنفسية:وتهدف إلى تحقيق الكفاءة النفسية والعقلية لدى الأفراد بغية التحكم في انفعالاتهم الداخلية والتقليل من المؤثرات الخارجية على وجدانهم، وحمايتهممن الإصابة بالأمراض النفسية والعقلية.

خامسا: التبغ والكحوليات والعقاقير:ويتعلق هذا بإبراز الأضرار الفسيولوجية والنفسية والاجتماعية نتيجة تعاطي التبغ والكحوليات وسوء استخدام العقاقير. وتكمن أهمية هذا المجال في الأخطار التي يسببها التدخين ، وانتشار الظاهرة علـى مـستوى العالم ، وتشير إحصائيات إلى أن هناك تزايدا مطردا في أعداد المدخنين سـواء فـي الـدول المتقدمة (مثل الولايات المتحدة ) أو دول العالم الثالث ( مثل مصر)، كما يلاحظ أن الزيـادة هي أكثر بالنسبة للمراهقين والفتيان الذين هم في مقتبل العمر أو دون العشرين عامـا، سـواء كان هؤلاء الفتيان في دول نامية أو دول متقدمة ، والفارق بين العالمين ، هو تزايـد نـسبة المدخنات في العالم المتقدم بدرجة تقترب من نسبة المدخنين فيه أو بنسبة المدخنات في العالم المتقدم أو الغربي(شحاتة،1991،ص20)

سادسا: الأمراض والوقاية منها:وتهدف إلى الوعي بالأمراض وكيفية انتقالها، ومنـع أو الحد من انتشارها، والتعرف على الأمراض المعدية والأمراض غير المعدية. كان العلماء يظنون أن الميكروبات هي وحدها المسئولة عن حدوث المرض، غير أنـه تـم التعرف على العوامل الأخرى المسببة أو المساعدة على المرض.

وقد عدد (محاسنة،1991، ص82) مسببات المرض:

1-المسببات الحيوية: مثل الفيروسات، البكتريـا، الطفيليـات (الدقيقـة والمرئيـة) والفطريات.

2- المسببات الغذائية: والتي تؤدي قلتها أو زيادتها إلى أمراض مثل :(الشاعر وآخرون،2001، ص17)

- زيادة الدهون يؤدي إلى السمنة وتصلب الشرايين.

- نقص البروتينات يؤدي إلى الهزال عند الأطفال.

-نقص فيتامين يؤدي إلى الكساح، ونقص فيتامين ب ١٢يؤدي إلى الأنيميا الخبيثة

-نقص الماء يسبب الجفاف في حالات النزلات المعوية أو الكوليرا

3- المسببات البيوكيميائية والوظيفية: وهي التغيرات التركيبية للأنـسجة أو الوظيفيـة (الإختلالات الهرمونية) التي تؤدي إلى ظهور اختلالات مرضية.

4-المسببات الطبيعية والميكانيكية: وتشمل التغيرات في العوامل الطبيعية (الحـرارة، الضوء، والرطوبة، والضوضاء، والإشعاعات)، الميكانيكية (الحرائق، وسـقوط الأشياء والأشخاص، البراكين، الفيضانات)

5- المسببات النفسية والاجتماعية: مثل الضغط العـاطفي، وضـغط الحيـاة الحديثـة، والإحساس بالمسؤولية، وعدم الأمان في العمل، والإدمان. :(الـشاعر وآخـرون ،2001، ص18).

6-مسببات كيميائية: وتكون خارجية من البيئة مثل التـسمم بالرصـاص فـي مـصانع البطاريات، أو الزرنيخ، أو داخلية مثل التسمم البولي في حالات مرض الكلـى، أو التسمم الكبدي.

سابعا: صحة المستهلك:ويهدف إلى المحافظة على صحة المستهلك وحمايته سواء أكان عن طريق الالتزام بالحقائق عن الإعلان عن الأطعمة، أو تقيـيم الحمـلات الدعائيـة، والتأمين الصحي، وتصويب المعتقدات غير الصحية، وكذلك البدع والخرافات.

ثامنا: التربية الجنسية:والتي تهدف إلى توعية الأفراد بالتكوين التشريحي والـوظيفي للجهاز التناسلي في الإنسان، والزواج والأمومة، والأبوة، ومراحل تكـوين الجنـين، والمشكلات الجنسية الصحية. وعند استخدام لفظ الجنس فإننا لا نكون قاصرين المفهوم على ذلك، بل ينسحب المعنـى الى نطاقات أخرى لا تتصل بالجوانب الجسمية مباشرة، وذلـك كـالعواطف والأفكـار والبواعث التي قد لا تبين عن الجنس أو الدافع الجنسي (ميخائيل،1995، ص5).

أسلوب الحياة والسمنة

أ‌-النشاط الرياضي كسلوك صحي والسمنة

    تعدّالرياضة خطوة أساسية للراشدين، حيث أن المفاهيم السائدة في مجتمعنا العربي كانت ولا تزال تطالب الشباب بالإقلاع عن اللعب ومزاولة الرياضية لأنهم قد كبروا وأصبحوا رجالا أو اناثا ناضجين، وهكذا نجد قلة من شباب الجامعات والمصانع يمارسون الرياضة بينما الغالبية منهم قد أقلع حتى عن مزاولة الألعاب الترويحية التي كانوا ينعمون بمزاولتها قبل ذلك، والأخطر من ذلك أن شبابنا وخاصة الذكور منهم يلجئون في معظم الأحيان الى التدخين لكي يؤكدوا رجولتهم وهو عادة بداية مشجعة على ممارسة أمور أخرى أشد خطرا على الصحة العامة.

إن الشباب يعني القوة والرياضة هي أفضل الوسائل لإبراز هذه القوة والحيوية والمحافظة عليها ووضعها في الشكل الملائم لشباب اليوم، هذه هيالمفاهيم التي يجب أن تسود بين شبابنا الذي هو نصف الحاضر وكل المستقبل.

ويؤكد عبد الوهاب(1995) أنه إذا كان الشباب ممارسا للرياضة في صباه فعليه الاستمرار في المزاولة حفاظا على صحته، ويجب أن تعرف كل شابة أن المحافظة على وزنها الذي يبدأ في الازدياد في هذه السن لا يأتي فقط عن طريق النظام الغذائي (الرجيم) وإنما بالرياضة والنظام الغذائي معا، فالشباب يعني الانتاج وكلما كان شبابنا في صحة وقوة أفضل كان ذلك مؤشرا علىتحسن الانتاج والمظهر العام والقوام، فالشاب أو الشابة الذي يمارس الرياضة تكون صحته أفضل وأقل عرضة للمرض  كما أن ثقته بنفسه تكون عالية ومظهره من حيث القوام والشعر والأسنان والوجه وغير ذلك أكثر حيوية(ص64) ويضيف أن الاهتمام بممارسة النشاط الرياضي لدى الأشخاص البالغين هدف قومييجب أن تسعى اليه جميع المجتمعات حيث يكون الشخص البالغ في قمة مرحلة العطاء ويصبح مسؤولا عن أسرة يعولها ويرعاها لذا فإن إهمالهمزاولة الرياضةقد يعرضه لمشاكل صحية، كما أثرت المدنية الحديثة في الشخص البالغ تأثيرا كبيرا فأصبح عرضة للإصابةبأمراض الراحة وأهمها أمراض القلب والجهاز الدوري التنفسي، وكلها أمراض إما أن تؤدي بحياته أو تطرحه عاجزا في سرير المرض لسنوات طويلة، لذا عنيت كل المجتمعات المتقدمة بتوفير الامكانيات اللازمة لممارسة النشاط الرياضي وفي ذلك يسعى البالغون في كل مؤسسة وكل مصلحة، كما وعت الشعوب الأوروبية الامريكية أهمية الرياضة لمن هم في مرحلة منتصف العمر حفاظا على الأيدي والعقول المدربة  ، واذا كانت الرياضة في مرحلتي الطفولة والشباب أمرا مهما فإن ممارستها بعد ذلك للبالغين أمر أكثر أهمية(عبد الوهاب، 1995، ص67)

من خلال ما تم طرحه يمكن القول أن النشاط الرياضي له دور كبير في مجال الصحة النفسية، ذلك ما يستدعي تزايد الوعي بأهمية أسلوب الحياة في تطوير حياة الفرد إلى الأفضل وتطوير مجالات جديدة تستخدم التمرينات الرياضية كنوع من العلاج مثل مجالات الصحة النفسية والطب السلوكي.

ولقد أصبحت السمنة أمرا غير مرغوب فيه سواء للرجال أو النساء على حد سواء، وهي لا تحدث نتيجة الافراط في تناول الطعام فقط، بل ان الأبحاث قد أثبتت أنها تحدث نتيجة الافراط في الراحة والكسل وعدم بذل الجهد البدني، كما أن ممارسة النشاط البدني لمدة (30)دقيقة يوميا يؤدي إلى نقص في الوزن قدره (11) كيلو جرام سنويا، بشرط أن يظل معدل استهلاك الطعام ثابتا، إن أي قطعة خبز أو زجاجة مياه غازية اضافية تعطى(100)سعر حراري زيادة يوميا للجسم، كفيلة بأن تزيد الوزن بحوالي خمسة كيلو جرامات سنويا، إلا اذا زادت كمية النشاط البدني بنفس القدر الذي يخلص الجسم من هذه الزيادة.

ولقد أوضحت الدراسات أن الأشخاص المصابين بالسمنة لا يأكلون أكثر من غيرهم من الأشخاص ذوي الوزن العادي إلا أن نشاط هؤلاء الأشخاص كان دائما أقل وهذا السبب في زيادة وزنهم أساسا، كما أن الكثير من المصابين بالسمنة يصيبهم اليأس من محاولة ازالة هذه السمنة عن طريق ممارسة الرياضة خاصة عندما يعرفون أن الشخص يحتاج لأن يمشي لمسافة طويلة جدا ليتخلص من كيلوجرام واحد من الدهن، والخطأ هنا أن البعض يتصور أنه يجب أن يمشي هذه المسافة مرة واحدة لكي يتخلص من هذه الكمية من الدهن، وهو تصور خاطئ إذ يمكن للشخص أن يتخلص من هذا الوزن بالحركة والنشاط على فترات متقطعة، فهو يستطيع أن يتخلص من هذا الكيلوجرام لمجرد المشي كل يوم(5,2)كيلو متر لمدة شهرين وهو أمر سهل فإذا واظب على هذا النشاط يوميا فإنه يتخلص من(6)كيلوجرامات سنويا حتى لو حافظ على كمية الطعام التي يأكلها ثابتة، فإذا أضاف الى ذلك بعض التعديل في نظام غذائه بأن يقلل من الكميات، ويستبدل بعض الأنواع الغنية بالسعرات الحرارية لأمكنه أن يتخلص من ضعف هذا الوزن(12كيلوجرام) سنويا دون ارهاق، وعلى ذلك فإن المعادلة تقول للتخلص من الدهون المختزنة يجب الأكل أقل والتحرك أكثر(عبد الوهاب، 1995، ص80).

نستنتج أن هناك اتصالا وثيقابين النفس والجسم، فالنفس تؤثر في الجسم وهو الآخر يؤثر في النفس ولا انفصال بين هذا وذاك، لذلك نجد أن النمو الجسمي يؤثـر في جوانب النمو الأخرى العقلي والنفسي والاجتماعي وأن ممارسة النشاط الرياضي يؤثر على الحالة الصحية للفرد سواء من الناحية الفيزيولوجية والهرمونية أو من الناحية النفسية.

ب‌-السمنة والعادات الغذائية كسلوكيات صحية

تعد التغذية المتنوعة والمتوازنة والنشاط البدني، من أهم العوامل في تحقيق الصحة، إذ تسمح التغذية المتوازنة بالنمو الطبيعي للفرد، مع الحفاظ على الصحة انطلاقامن تغطية الاحتياجات اليومية، وإمداد الجسم بالعناصر الغذائية الضرورية التي يحتاجها. إن غذاءنا يساعدنا في البقاء على صحة جيدة من خلال الاختيار الأمثل للغذاء حيث يعمل على حمايتنا من عديد الأمراض، على غرار السكري والبدانة توجد معادلة دقيقة لمواد غذائية معينة لذلك وجب إتباع نظام غذائي ونمط حياة مناسب وآمن بالاعتماد على العناصر الغذائية الضرورية، في ظل احتياجات الفرد هذه من جهة، مع تجنب الوقوع في دائرة الخطر من جهة أخرى. وعلى هذا الأساس فان الحاجة إلى الغذاء تعتمد على احترام الإحساس بالجوع والإحساس بالشبع، وعلى مبدأ مهم يسمح بالاختيار الأنسب للأغذية المفيدة للصحة (Le guide Alimentaire pour tous, 2007,p.7)

أهمية الوعي في النظام الغذائي :ويهدف إلى الوعي الغذائي للأفراد على جميـع المـستويات الاجتماعيـة والاقتصادية بما يحقق عادات صحية سليمة ، ولا يشمل هذا المجال فقط الأغذية وأنواعها ، وإنما هو : علم يبحث في العلاقة بين الغذاء والجسم الحي ، ويشمل ذلك تناول الغـذاء وهضمه وامتصاصه وتمثيله في الجسم وما ينتج عن ذلك من تحرير الطاقـة وعمليـات النمو والتكاثر وصيانة الأنسجة والإنتاج كفي العلاقة بين الغذاء والجسم الحـي، ويـشمل ذلك تناول الغذاء وهضمه وامتصاصه وتمثيله في الجسم وما ينتج عن ذلك مـن تحريـر الطاقة وعمليات النمو والتكاثر وصيانة الأنسجة والإنتاج كإنتاج الحليب والبيض ، وكذلك التخلص من الفضلات(قطاش،رشدي،2004،ص13).

كما تعتبر السمنة من بين الظواهر التي ازدادت انتشارا في العالم هذه السنوات الأخيرة، ولم تقتصر على بلد أو دولة دون أخرى بل مست جميع دول العالم مع اختلاف نسبة انتشارها نظرا للعوامل والمسببات الفاعلة في حدوث السمنة. فبالنظر إلى هذه العوامل نجد أن كل إنسان عرضة للسمنة ولذلك فانه وبمعرفة أسباب الحدوث يمكن أن نتصدى لهذه الظاهرة (السمنة) في إطار ما يسمى بالوقاية أو اتخاذ التدابير اللازمةلمكافحتها في حالة حدوثها، بالتركيز على البعد الوقائي الصحي.

   يعدّالغذاء أبرز الشروط التي يعتمد عليها الانسان من أجل البقاء على قيد الحياة فالطعام يزود الانسان بالمواد والعناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم من أجل أداء وظائفه كالبناء والهدم واصلاح الانسجة، ولكي ينظم عمل أجهزته وأعضائه، وعلى هذا الأساس فان الغذاء الذي يتناوله الانسان له علاقة مباشرة بصحته. فالغذاء الصحي يساعد في الحفاظ على الفرد من الإصابة ببعض الأمراض، كما أنه يساعده في الشفاء من أمراض أخرى. غير أنه وبالمقابل فإن أي وجبة غير صحية أو غير مناسبة تعرض الجسم إلى الخطر ولذلك فإن أفضل طريقة لضمان تلقي الجسم للعناصر الغذائية بشكل سليم هي تحقيق التوازن الغذائي والابتعاد عن الأضرار المختلفة ومن بينها السمنة. ولقد أشارت الإحصائيات الخاصة بمنظمة الصحة العالمية، والتي تعتبر السمنة كأحد عوامل الاختطار والإصابة بالعديد من الأمراض إلى وجود العديد من العوامل والأسباب التي تساهم في انتشار السمنة وعلى رأسها قلة الحركة والمنتجات الغذائية المصنعة. وفي نفس السياق أشارت دراسة لمعهد ماكينزي العالمي عام (2014) إلى أن أكثر من (2.1) مليار شخص في جميع أنحاء العالم أو ما يقترب من (30%)من سكان العالم يعانون من زيادة الوزن والسمنة، وتحذر الدراسة من أنه إذا لم يتم اتخاذ إجراءات لمكافحة السمنة، إذ أن عامل التغذية يلعب دورا هاما في تحديد الحالة الصحية ونوعية العيش بالنسبة للفرد، غير أن تدهور الحالة الغذائية حتما يقود إلى التعرض للمرض والاخلال بالصحة. فالتغذية يمكن أن تساعد الأفراد على العيش بحالة صحية جيدة فالإنسان في مرحلة الرشد معرض إلى الاصابة بالسمنة واكتساب أوزان هو في غنى عنها، تزيد من عبء هذه المرحلة فتعرض الراشد إلى أخذ وزن غير الوزن الضروري، ولعل من أهم العوامل المساهمة في تحديد إمكانية أخذ الوزن والتعرض إلى السمنة من عدمه والمعبر عنها من خلال مؤشر كتلة الجسم والصرف الطاقوي نجد العادات الغذائية، كما قد يكون تطور الحياة المعاصرة والتقنيات الحديثة التي سهلت للفرد تلبية احتياجاته في الحياة اليومية سببا رئيسيا لحدوث الزيادة في الوزن حيث أنها سلبته الحرية في الحركة، فأصبح المصعد بديل عن الدرج والسيارة بديلة عن القدمين وغيرها من الظروف، ويجب علينا معرفة أن معظم أسباب السمنة هي غير مرضية كما هو معروف لدى عامة الناس، وتكون بسبب قلة الحركة وكثرة الأكل ويجب علينا أيضا أن ندرك أن السمنة هي نتيجة عن سلوك خاطئ انتهجه الفرد اليوم، وأن عمليات الأخذ الغذائي بكميات غير متزنة أو بكميات مبالغ فيها بعيدا عن حاجة الفرد(الجسم) حتما سيؤدي إلى خلق رصيد إيجابي من الطاقة، وبالتالي امتصاص السعرات الحرارية أعلى من الصرف الطاقوي، أما الفائض سوف يتم تخزينه دون التفريط فيه، ويخزن بشكل متكرر ليكون ذلك الوزن الزائد من الوزن الطبيعي، ومن أجل زيادة تفسير هذا العامل (النمط الغذائي) يتم الاعتماد على الميزان الطاقوي الذي يعطينا صورة واضحة على ما يتناوله الإنسان، من مواد غذائية ممثلة بالعناصر الغذائية المعبرة عن السعرات الحرارية، التي تدخل إلى جسم الإنسان في طرف من هذا الميزان، أما الطرف الآخر فيمثل الصرف الطاقوي المرتبط بالأيض القاعدي والتعديل الحراري للجسم والنشاط البدني فإن النمط الغذائي الذي يتناوله الإنسان يعد عاملا فعالا في إحداث خلل على مستوى وزن الفرد، إذ يظهر عمليات ارتفاع خزانات الدهون في حالة ميل الكفة باتجاه الأخذ الغذائي (Apport) وتنخفض هذه الخزانات عند ميل الكفة لصالح الصرف الطاقوي (Dépense) وتبقى في حالة اتزان عندما تتساوى الكفتان من ناحية الأخذ والصرف، والتي تمثل الاستمرار في الوزن الخاص بالفرد، وعلى الرغم من التعديل الفيسيولوجي الذي يقوم به الإنسان من أجل تسيير الوزن وخلق توازن طاقوي، فأخذ طاقوي زائد عن اللزوم يمكن أن يؤدي إلى أخذ وزن وبالتالي زيادة في وزن الجسم وأن أي خلل على مستوى التوازن الطاقوي يؤدي إلى أخذ الوزن، كما أن عملية أخذ الوزن تتم على مراحل، وقد أشارت منظمة الصحة العالمية إلى هذه الديناميكية وتمكن الخبراء والباحثونفي مجال التغذية والصحة وظاهرة السمنة إلى تفسيرها، وذلك من خلال مراحل معينة متعلقة بالتوازن الطاقوي القائم على الأخذ الطاقوي والصرف الطاقوي في ظل احتياجات الفرد وتظهر من خلال مراحل، حيث تتضمن المرحلة ما قبل البدانة والتي يظهر على الفرد وفي مدة طويلة توازن طاقوي ووزن ثابت وتليها المرحلة الديناميكية  التي يظهر على الشخص زيادة في الوزن نتيجة ارتفاع في الاخذ الطاقوي على الصرف خلال فترة طويلة وتنتهيبمرحلة السمنة وتشهد هذه المرحلة عودة التوازن الطاقوي لكن الوزن يتخذ الشكل الجديد بعد عدم التوازن السابق الناتج عن الأخذ الطاقوي المرتفع (العزوطي، 2016، ص2).

كما أشارت منظمة الصحة العالمية في التقرير الذي نشرته عام 2003حول البدانة وأخذ الوزن إلى أن البدانة هي ناتج لعدم توازن طاقوي بمعنى ما يأخذه الفرد من مواد غذائية يتعدى عمليات الصرف خلال فترة طويلة، بمعنى أخر عدد كبير من السعرات الحرارية مقابل صرف طاقوي منخفض، ينتج عنه فائض من السعرات الحرارية يتم تخزينها في المناطق الخاصة بالتخزين على شكل دهون (شحوم) وهذا خلال فترة زمنية طويلة قد تكون لسنوات من الزمن.

هنا يتضح جليا أهمية الوعي الصحي الذي أضحى اليوم مفهوما ذا أهمية كبيرة للمجتمعات المعاصرة وكميزة أساسية للحضارة من جهة، ومن جهة أخرى عامل وقاية وتصدي لانتشار ظاهرة السمنة والتي جعلت الكثير من الباحثين للاهتمام بهذا الموضوع، فالوعي الصحي يتضمن مجموع الأفكار والمعلومات والمفاهيم ذات العلاقة بالصحة التي يكتسبها الفرد من بيئته الشخصية والعامة.

كما تؤكد الدراسات أن النشاط اليومي البدني له علاقة بنسبة الدهن ووزن الجسم من خلال بعض الدراسات

حيث يشير كل من أيمن الحسـينى(1995) ورضـوان محمـد رضـوان(2002) أن نوعيـة الحيـاة التى نعيشها والأعمال التى نمارسها تعتبـر مـن أهـم أسـباب انتشـار البدانـة فـى الوقـت الـراهن حيـث أنهـا تسـاهم فـى الإقـلال مـن الجهـد العضـلى ومـن أنـواع الحركـة المقصـودة أو غيـر المقصـودة ، فـالكثير مـن الأفراد لا يستهلكون جميع السعرات التي يتناولونهاخلال النشاطات اليومية (الحسـينى، 1995، ص121)( رضوان، 2002، ص60).

ويضيف أسامة راتب وابراهيم خليفة (2004) أن زيادة السمنة في السنوات الأخيرة ترجع الى النقص الواضح لمستويات النشاط نتيجة للتقدم التكنولوجي والذي انعكس بدوره على زيادة الجلوس وعدم الحركة كأسلوب لحياة البشر، ولذلك فمن الأهمية ممارسة النشاط الرياضي كوسيلة هامة لتجنب حدوث السمنة أو علاجها (خليفة، 2004، ص259).

كما يشـير كـل مـن أبـو العلا عبـد الفتاح ومحمـد صـبحى حسـانين(1997) أن ممارسـة التمرينـات الرياضـية بصـورة منتظمـة تـؤدى إلـى حرق السـعرات الحراريـة الزائـدة عـن حاجـة الجسـم ، كمـا ينـتج عـن الطاقـة الناتجـة عـن الاحتـراق تطـوير مجموعـات العضـلات المختلفـة في الجسـم وفـى هـذه الحالـة قـد يـزداد الـوزن  فـالفرد الرياضـى أو الفـرد من الفرد غير العضـلى (السـمين) ومـن ثـم فقـد تـؤدى التمرينـات إلـى زيـادة الـوزن فـى العضلى أثقل وزنا الوقـت الـذى يحـدث فيـه الـتخلص مـن المـواد الدهنيـة ، ولكـن زيـادة الـوزن هـذه تكـون نتيجـة زيـادة حجـم العضلات(عبـد الفتاح، 1998، ص47)( حسانين، 1997، ص370).

ومن خلال ما تم عرضه يتضح جليا أهمية ممارسة النشاط اليومي البدني ودوره في التحكم بنسبة الدهن ووزن الجسم.

وقد تعدّت تأثير أضرار السمنة على الجانب الجسدي الى التأثير على الجانب النفسي، حيث ترتبط السمنة لدى الكثيرين بتقدير منخفض للذات بسبب ما يعرف بوصمة الوزن الزائد كمايشير العزوطي(2016) الى أن أغلب الأبحاث وجدت أن الأفراد الذين يعانون من وصمة الوزن الزائد يعانون من الاكتئاب والقلق والعزلة الاجتماعية، ونقص في التوافق النفسي اكثر من الناس العاديين، كذلك يستجيب بعض الراشدين (البدناء) لوصمة الوزن الزائد أو للاتجاهات السلبية نحوهم بالموافقة والقبول مما يؤدي إلى زيادة تعرضهم لتدني تقدير الذات، وبذلك يتحمل البدناء مسؤولية ما يتعرضون له من اتجاهات سلبية، إذ ان موافقتهم وعدم تحديهم للصور النمطية عن السمنة المفرطة يديم ويعزز المعتقدات السلبية عن البدناء في المجتمع مقابل تفضيل الوزن المثالي والصحي. فضلا عن ذلك تكون لوصمة الوزن الزائد نتائج سلبية على سلوكيات الاكل، وذلك من خلال محاولات التدخل القاسية في خسارة الوزن، كما تكون له نتائج عكسية لدى بعض الراشدين في ضوء تناول المزيد من الطعام استجابة لوصمة الوزن الزائد، إذ تنعكس المعاناة من هذه الوصمة على الصحة البدنية في سياق التهرب من خدمات الرعاية الصحية بسبب التحيز في البيئات الطبية(ص2) ورغم ذلك فإن من غير المعروف إذا ما كانت وصمة العار تؤدي الى تدني سلوكيات الرعاية الذاتية أو تساهم في ظهور تعقيدات إضافية في تزايد الحالة المرضية للسمنة.

بعض الاقتراحات والتوصيات

- محاولة إدخال مواضيع خاصة بالسلوكياتالصحية والأمراض في المناهج عبر كل الأطوار التعليمية مع تزويد المدارس بالنشرات والملصقات التي تنمي الوعي الصحي.

- ضرورة الاهتمام بموضوع الوعي الصحي كبعد من أبعاد الوقاية الأولية.

- فتح نوادي ذات اهداف تربوية ورياضية والتشجيع على الانخراط فيها والجمعيات الرياضية المعتمدة حسب رغبة الراشد في نوع الرياضة التي سيمارسها.

خاتمة

على ضوء ما تم تقديمه يتضح جليا أهمية الوعي الصحي كمتغير صحي يهدف الى ممارسة السلوكيات الصحية والتي تعتمد بالدرجة الأولى على تزويد الفرد بالمعلومات الصحية التي تدفعه نحو التوجه للنشاطات الصحية والرياضية ، لما لها من تأثير ايجابي في حمايته ووقايته من الأمراض المختلفة وتزويده بلياقة بدنية حسنة والتخفيف من الأعراض المرضية الناجمة عن السمنة، كما أن التظافر من أجل تشكيل مجتمع يطمح الى تحقيق مستوى عالمن الارتقاء بالصحة يتطلب وعيا صحيا لدى كل من الفرد والمجتمع معا بما ينعكس على المعارف والاتجاهات والسلوكيات والصحة النفسية والجسدية عموما

الهوامش

*أبو العلا عبد الفتاح (1998):بيولوجيا الرياضة وصحة الرياضى، الطبعة الأولى، دار الفكر العربى، القاهرة.

*ابراهيم كاظم فرعون. التربية الصحية والبيئية، مطبعة الرائد، العراق.

*أسامة راتب خليفة (1977): علم النفس الرياضة، دار الفكر العربي، القاهرة.

*أسامة كامل راتب (2004): النشاط البدنى والاسترخاء مدخل لمواجهة الضغوط وتحسين نوعية الحياة، الطبعة الأولى، دار الفكر العربى، القاهرة.

*أسعد يوسف ميخائيل (1995):أسس التربية الجنسية، دار النهضة للطبع والنشر، القاهرة، مصر.

*الشاعر عبد المجيد وقطاش، رشدي (2004): التغذية الصحية، اليازوري العلمية للنشر والتوزيع، عمان، الأردن.

*الشاعر، عبد المجيد وآخرون (2001):الصحة والسلامة العامة، الطبعة الأولى، اليازوري العلمية للنشر والتوزيع، عمان، الأردن.

*أيمن الحسينى (1995):التخسيس بالعصائر والأعشاب، مكتبة ابن سينا للنشر والتوزيع، القاهرة.

*بوجمعة ياسمين (2017)،" دور النشاط البدني الرياضي المكيف في التخفيف من السمنة لذوي الاحتياجات الخاصة، دراسة ميدانية لفريق نور على الكراسي المتحركة لولاية المسيلة، معهد علوم وتقنيات النشاطات البدينة والرياضية"، جامعة محمد بوضياف، المسيلة.

*حسين عبد الواحد الشاعر: الطب الاجتماعي والأمراض المهنية، الدار القومية للطباعة والنشر، مصر، (د.ت).

*داليا عزت مؤمن (2004):سيكولوجية الطفل والمراهق، الطبعة الأولى، مكتبة مدبولي للنشر، القاهرة.

*رابح دليلة (2011):"الاكتئاب لدى الراشدين المصابين بسرطان الرئة"، رسالة ماجستير، جامعة العقيد اكلي امحند اولحاج، البويرة.

* رضوان محمد رضوان (2002):"بيولوجيا الرياضة"، مذكرة ماجستير، كلية التربية الرياضية للبنين، جامعة الزقازيق.

*سلامة بهاء الدين (1984):الجوانب الصحية في التربية الرياضية، الطبعة الأولى، مكتبة المكرمة، المكتبة الفيصلية، الرياض.

*سلوى مرتضى ومحمد مروان عرفات (2011). التربية والتربية الرياضية، ط2، جامعة دمشق، كلية التربية، دمشق.

*سليمة بلخيري، نار سلاف (2014): "السلوك الصحي والتربية الصحية في المدرسة الجزائرية بين الواقع والمأمول"، مقال في الملتقى الوطني الأول حول الصحة العامة والسلوك الصحي في المجتمع الجزائري، أيام 21-22أفريل2014، كلية العلوم الاجتماعية والانسانية، جامعة الطارف، الجزائر.

*سمير أحمد أبو العيون، الثقافة الصحية، الطبعة الأولى، دار المسرة للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، 2013.

*صليحة القص (2016):"فعالية برنامج تربية صحية في تغيير سلوكات الخطر وتنمية الوعي الصحي لدى المراهقين"، رسالة دكتوراه، كلية العلوم الانسانية والاجتماعية، بسكرة.

*عبد العظيم قياز(1984): المجلة العلمية للتربية البدنية والرياضية، العدد 07، كلية التربية البدنية والرياضية ، الإسكندرية.

*عبد القادر برقوق (2013):" الممارسة الرياضية للأبناء ودورها في تعزيز التواصل الأسري من وجهة نظر الاباء"، مقال في الملتقى الوطني الثاني حول الاتصال وجودة الحياة في الأسرة، كلية العلوم الانسانية والاجتماعية، ورقلة.

*علاء الدين العزوطي(2019):"علاقة العادات الغذائية بالبدانة لدى المراهقين المتمدرسين(15-18سنة)"،دراسة ميدانية على تلاميذ المرحلة الثانوية لمقاطعة وادي الزماتي ولاية قالمة، مقال في مجلة علوم وممارسات الأنشطة البدنية والفنية رقم09(2019/1)(مارس2016)،معهد التربية البدنية والرياضية، جامعة الجزائر3.

*علي بن حسن بن حسين الاحمدي، مستوى الوعي الصحي لدى تلاميذ الصف الثاني الثانوي طبيعي وعلاقته باتجاهاتهم الصحية في المدينة المنورة، رسالة ماجستير، كلية التربية، قسم المناهج وطرق التدريس، جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية، 2003.

*علي عبد الرحيم صالح، سيكولوجية التحيز ووصمة الوزن الزائد، دراسة في علم النفس الصحي، شبكة العلوم النفسية العربية، جامعة القدسية، العراق.

* عليان حكمت عايش (2016):" برنامج لتنمية الوعي الصحي والمسئولية الاجتماعية باستخدام الفصول الافتراضية لتلاميذ المرحلة الاعدادية بغزة"، رسالة دكتوراه، غزة.

*فاروق عبد الوهاب (1995): الرياضة صحة ولياقة بدنية، الطبعة الأولى، دار الشروق، القاهرة.

*فيصل محمد غرايبة (2008):الخدمة الاجتماعية الطبية، الطبعة الأولى، دار وائل للنشر والتوزيع، عمان، الأردن.

* كمال العجلوني: السمنة، الصحة والسكري، المجلة الدورية عن المركز الوطني للسكري والغدد الصح والوراثة، عمان، الأردن.

*محاسنة إحسان علي (1991):البيئة والصحة العامة، دار الشروق، عمان، الأردن.

*محمد أبو سمرة (2010): الاعلام الطبي والصحي، الطبعة الأولى، دار الراية للنشر والتوزيع، عمان، الأردن.

*محمد أمين جراد (2016):"دراسة مقارنة لمستوى الوعي الصحي بين التلاميذ الممارسين وغير الممارسين لحصة التربية البدنية الرياضية في الثانوية"، قسم تربية حركية، جامعة محمد خيضر، بسكرة.

*محمد صبحي حسانين (1997): فسيولوجيا ومورفولوجيا الرياضى وطرق القياس للتقويم، الطبعة الأولى، دار الفكر العربى، القاهرة.

*محمود عوض بسيوني، فيصل ياسين الشاطر (1995): نظريات وطرق التربية البدنية، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر.

*محمد عبد الله العابد أبو جعفر (2014): علم النفس النمو. مركز المناهج التعليمية والبحوث التربوية، شعبة العلوم الاجتماعية، ليبيا.

*منظمة الصحة العالمية (2016).الصحة في أهداف التنمية المستدامة موجز السياسة 4: الوعي الصحي، برنامج الأمم المتحدة الانمائي.

*هارون بسام (2001): الرياضة والصحة، الجامعة الأردنية، عمان.

-  Le guide Alimentaire pour tous. (2007). La sante vient en mangeant et en bougeant, Documentation de PNNS.

-  Ike S. Okosun and G.E. Alan Dever:(2002), Abdominal Obesity and Ethnic Differences in
Diabetes Awareness, Treatment, and Glycemic Control, OBESITY RESEARCH Vol. 10 No. 12 December 2002.

-  K. HESKETH, E. WATERS, J. GREEN, L. SALMON and J. WILLIAMS, (2005): Healthy eating, activity and obesity prevention: a qualitative study of parent and child perceptions in Australia, Centre for Community Child Health, Murdoch Childrens Research Institute and University of Melbourne, Royal Children’s Hospital, Parkville, Victoria, Australia, Health Promotion International, Vol. 20 No. 1 © The Author 2005. Published by Oxford University Press. All rights reserved. doi:10.1093/heapro/dah503 For Permissions, please email: journals.permissions@oupjournals.orgAdvance access publication 24 January 2005

-  Kelly D. Brownell (2005):The Chronicling of Obesity: Growing Awareness of Its Social, Economic, and Political Contexts, Journal of Health Politics, Policy and Law, Vol. 30, No. 5, October 2005. Copyright © 2005 by Duke University Press.

-  Mokdad Ali H, Ford M, D, Bowman A, Dietz M, D, Vnicor F and Other (2001): Prevalence of Obesity, Diabetes, and Obesity-Related Health Risk Factors,2001, JAMA, Janury 1,2003—Vol 289, No.1, American Medical Association.

-  Neil Schneiderman, Michael H. Antoni, Patrice G. Saab, Gail Ironson(2001): Health Psychology: Psychosocial and Biobehavioral Aspects of Chronic Disease ManagementAnnual Review of Psychology ,Vol. 52:555-580 (Volume publication date February 2001),https://doi.org/10.1146/annurev.psych.52.1.555

-  Ojofeitimi E.O,Adeyeye A,O,Fadiora A,O and Other:Awareness of Obesity and its Health Hazard among Women in a University Community, Departement of Health, University of Delware, Newardm, USA.

-  World Health Organization (2003): Health and Development Through Physical Activity and Sport, WORLD HEALTH ORGANIZATION, NONCOMMUNICABLE, DISEASES AND MENTAL HEALTH, NONCOMMUNICABLE DISEASE PREVENTION, AND HEALTH PROMOTION.

@pour_citer_ce_document

ليلى شيباني, «أهمية الوعي الصحي وممارسة النشاط الرياضي لدى الراشد المصاب بالسمنة »

[En ligne] ,[#G_TITLE:#langue] ,[#G_TITLE:#langue]
Papier : ص ص 111-123,
Date Publication Sur Papier : 2021-03-07,
Date Pulication Electronique : 2021-03-07,
mis a jour le : 11/04/2021,
URL : https://revues.univ-setif2.dz:443/revue/index.php?id=7906.