جدلية الافتقاد والامتلاك في رواية بنت المطر لمريم الغفلي -دراسة موضوعاتية-Le manque et l’appartenance dans le roman « la fille de la pluie » par l’auteur « Mériam El Ghefli » Etude Thématique
Plan du site au format XML


Archive: revues des lettres et sciences sociales


N°01 Avril 2004


N°02 Mai 2005


N°03 Novembre 2005


N°04 Juin 2006


N°05 Juin 2007


N°06 Janvier 2008


N°07 Juin 2008


N°08 Mai 2009


N°09 Octobre 2009


N°10 Décembre 2009


N°11 Juin 2010


N°12 Juillet 2010


N°13 Janvier 2011


N°14 Juin 2011


N°15 Juillet 2012


N°16 Décembre 2012


N°17 Septembre 2013


Revue des Lettres et Sciences Sociales


N°18 Juin 2014


N°19 Décembre 2014


N°20 Juin 2015


N°21 Décembre 2015


N°22 Juin 2016


N° 23 Décembre 2016


N° 24 Juin 2017


N° 25 Décembre 2017


N°26 Vol 15- 2018


N°27 Vol 15- 2018


N°28 Vol 15- 2018


N°01 Vol 16- 2019


N°02 Vol 16- 2019


N°03 Vol 16- 2019


N°04 Vol 16- 2019


N°01 VOL 17-2020


N:02 vol 17-2020


N:03 vol 17-2020


N°01 vol 18-2021


N°02 vol 18-2021


N°01 vol 19-2022


N°02 vol 19-2022


N°01 vol 20-2023


N°02 vol 20-2023


A propos

avancée

Archive PDF

N°01 vol 18-2021

جدلية الافتقاد والامتلاك في رواية بنت المطر لمريم الغفلي -دراسة موضوعاتية-

Le manque et l’appartenance dans le roman « la fille de la pluie » par l’auteur « Mériam El Ghefli » Etude Thématique
ص ص 275-286
تاريخ الإرسال: 2018-10-17 تاريخ القبول: 2020-12-22

سامية يحياوي
  • resume:Ar
  • resume
  • Abstract
  • Auteurs
  • TEXTE INTEGRAL
  • Bibliographie

تعد الرواية النسائية الإمارتية تجربة إبداعية ثرية، ومرآة عاكسة لقضايا المجتمع المختلفة، ورواية "بنت المطر" للروائية "مريم الغفلي" نموذجا متميزا نقل لنا صورة نمطية وهاجسا مأساويا عن المرأة في المجتمع الخليجي، تمثل في قضية الزواج المبكر وغير المتكافئوما انجر عنه من تبعات وخيبات تحملتها البطلة الدرامية "لطيفة" عبر محورين رئيسين هما "الافتقاد والامتلاك"..

الكلمات المفاتيح: الرواية الإماراتية، الرواية النسائية، الامتلاك، الافتقاد، البطل المأساوي

Le roman féminin émirati est considéré comme une expérience créative très riche, et un miroir qui reflet les différents cas sociaux. Nous considérons le roman « la fille de la pluie » de l’auteur « Mériam El Ghefli » comme un exemple très distingué. Il dégage une image typique et une obsession tragique de la femme dans la société du pays du Golf, qui se concrétise par le mariage précoce et non équitable, avec tous ce qu’il engendre comme déception de l’héroïne tragique « Latifa » qui a subi parallèlement les deux notions : « du manque et de l’appartenance ».

Mots-clés : roman émirati, roman féminin,le manque, l’appartenance, héros tragique, Philosophie

The Emirati feminist novel is a rich creative experience that reflects the different social issues. Meriem El Ghefli’s novel The Rain’s Daughter is a distinct model that conveyed a stereotypical and a dramatic picture about women in Gulf society by depicting the issue of early and unequal marriage and its consequences on the dramatic heroine, "Latifa", through two main axes, missing and possession.

Keywords: The Emirate’s Novel, The Women Novel, Missing , possession, the dramatic heros


Quelques mots à propos de :  سامية يحياوي

جامعة 20 أوت 1955 سكيكدة،samiayahiaoui1@hotmail.fr

-توطئة

   الرواية الإماراتية رواية فتية فنيا مقارنة بنظيرتها العربية، حيث تعود بداياتها الأولى إلى سبعينيات القرن الماضي، مع رواية شاهندة لعبد الله النعيمي، و"على مدى ثلاثة عقود من الزمن نجد أنالشكل الفني للرواية قد قطع أشواطا عديدة، فإذا كان راشد عبد الله قد اعتمد شكلا سرديا بسيطا يتسم بالحكائية؛ فإن الكتاب اللاحقين قد سعوا إلى تبني الأشكال الفنية المتطورة. إذ تأثر الكتاب الإماراتيون الجدد والمخضرمون منهم بالأشكال الفنية الحديثة، مجارين بذلك النقلات السريعة الجارية على مستوى التطوير العمراني والمؤسسي في البلد، حيث جاءت التجارب الروائية اللاحقة متبنية أنماطا حديثة" (البيل، 2016، صفحة 37)، ومن أبرز الأسماء الروائية المتميزة نذكر: "علي أبو الريش، منصور عبد الرحمن، ثاني السويدي، محمد غباش، ابراهيم مبارك، ناصر الظاهري...

كما نجحت الكتابة النسائية الإماراتية في رسم جماليات المتخيل المنعكس عن الذات والواقع، ولعل أول رواية لمبدعةٍ إماراتيةٍ هي رواية (شجن بنت القدر الحزين) لحصة الكعبي، وقد صدرت عام 1992م. ومن الأسماء المتميزة في ساحة الإبداع النسوي نذكر أيضا ميسون صقر، باسمة يونس، نادية النجار، سارة الجروان، أسماء الزرعوني، أمنيات سالم، صالحة غابش، ومريم الغفلي ...

وقد استطاعت الرواية الإماراتية أن تنقل قضايا اجتماعية وثقافية وسياسية من الواقع، كما عالجت  موضوعات اجتماعية حساسة في المجتمع الخليجي كمشكلة تعليم المرأة، وتعدد الزوجات، والاغتراب، والهجرة؛ "فمجال الرواية هو المجتمع، وفضاؤها قضاياه، وهي من حيث مضامينُها وعوالمها سجل اجتماعي يرصد حركة التغيير التي تطرأ على المجتمع  وتؤثر في سلوكه، فهي النص القادر على استيعاب حراك المجتمع وتفاعلاته " (البيل، 2016، صفحة 25)

وقد تدرّج الروائيون في طرح هذه القضايا الاجتماعية انطلاقا من الأسرة باعتبارها أهم لبنة في المجتمع، وذلك وفق محورين رئيسين هما: شخصيات خاضعة وراضخة لحتمية تقاليد المجتمع الإماراتي، وشخصيات رافضة نادت بضرورة التغيير الاجتماعي والتحرر من التقاليد الجامدة. وبين المحافظة والتحرر تولد صراع بين جيل الآباء وجيل الأبناء، وبين قيم الماضي والحاضر، وكلّها تحوّلات فرضتها الظروف الاقتصادية والثقافية للبلد؛ "فقد شهدت الأسرة في مجتمعات الخليج العربي تغيرا من هذا القبيل، بعد ظهور النتائج الاجتماعية لحياتها الاقتصادية الجديدة التي بعثت بها ثروة النفط. فالتعليم والدخل المتزايد للفرد، ومشاريع التنمية، والتخطيط الديمغرافي الجديد، واستقرار الحياة السياسية بأحد الأشكال الديمقراطية (مجلس الأمة)، كل هذه المؤشرات، وغيرها تمثل ضربات عنيفة لحتمية المعايير، وضبطها لنظام الأسرة، لأنها بمثابة النوافذ، التي أشرعت أبوابها لهبب النزعة الفردية، ولاقتحام المثل البرجوازي الأعلى للنظام الأسري التقليدي المغلق" (غلوم، 1986، الصفحات 124-125)

ويمكن أن نصنف رواية "بنت المطر" لمريم الغفلي ضمن المحور الأول "المحافظ". فمضمونها اجتماعي، انطلقت فيه الكاتبة من الأسرة بعد أن طال التغيير ثوابتها، وأصبحت وحدة اجتماعية متغيرة "لا وجود فيها للمساواة وللحرية الفردية بين أفرادها، وحيث المكبوتاتالقهرية الهائلة للميول، والرغبات التلقائية، وحيث الحالة القمعية المستمرة للأفكار الأخلاقية المضادة: ذلك طالما أن الأسرة في سكون تام، أمام الحتمية، التي تفرضها المعايير، والقيم" (غلوم، 1986، صفحة 124)وأمام جدلية خضوع الأفراد لتقاليد المجتمع الإماراتي، والتمرد عليها جاءت رواية "بنت المطر" لتصور لنا نموذجا عن المرأة المحافظة الصابرة والراضية بقرارات أسرية جائرة فرضت عليها، وتحملت عواقبها بكل إيمان وصبر.

1.ملخص الرواية:صدرت رواية "بنت المطر" للكاتبة الإماراتية "مريم الغفلي" عام 2009، عن دار الحوار، وتضم 277صفحة متوسطة الحجم.

تحكي الرواية قصة "لطيفة" اليتيمة؛ التي عاشت حياة قاسية مع زوجة أبيها "نورة"، بعد أن فقدت والدها وهي ابنة الإثنتي عشرة عاما، لتتزوج زوجة أبيها بعد العدّة مباشرة بابن عمها السكير "عبد الله"، الذي كان يتحرش بها. ولما بلغت الفتاة خمسة عشرة عاما قررت "نورة" تزويجها من شيخ ثريّ دون أخذ إذنها بالقبول أو الرفض، وقد كانت صدمتها" كبيرة لأن حلم إتمام دراستها كما وعدت والدها قد تلاشى. وكان مصابها جللا عندما علمت أن العريس شيخ كبير طاعن في السن. ليتم الزواج بينهما، وبعد حفلة الزفاف أخبرت "لطيفة" الشيخ بالخديعة التي حيكت لها من قبل عمتها، فرأف بحالها، واقترح عليها حلّين اثنين: الأول؛ أن ترجع إلى عمتها "نورة"، بشرط أن تُرجع كل الأموال التي صرفها عليها. والحل الثاني: هو أن تبقى معه لتعتني به كوالدها، لأنه شيخ وغير قادر على دلالها. احتارت لطيفة وفكرت في الجحيم الذي ستعيشه إذا رجعت لبيت "نورة" وزوجها فقبلت بشرط العجوز الثاني، وهو أن تبقى معه تحت مسمى زوجة فقط، واشترطت عليه أن يتركها تكمل دراستها فوافق.

كان للشيخ ابن واحد اسمه "عبد الله"؛ وهو متزوج بابنة عمه "شيخة"، وكانا يكرهان لطيفة كرها شديدا، وكان الشيخ قد وكّل ابنه بكل أمواله، فكان لا يصل "لطيفة" إلاّ مبلغ زهيدكل شهر تنفقه في شراء الكتب والمجلات. أمضت "لطيفة" عشر سنوات من عمرها في خدمة هذا العجوز ورعايته، لأنه كان يعاني من أمراض كثيرة. كما تحملت إساءة العجوز الذي يصبح عصبيا في كثير من الأحيان، بل ويضربها بعصاه. وكذا إساءات "شيخة" وأمها وجاراتها. وكان ملاذها في كل هذا دراستها، وجارتها "أم محمد" التي كانت بمثابة أمها، وطيف شاب التقته صدفة أمام المدرسة.

يمرض العجوز ويُنقل للعلاج في لندن، هناك تلتقي "لطيفة" بـ"حمدة" التي كانت لها نعم الصديقة. ثم يموت الشيخ، وترجع إلى الإمارات ذليلة وحيدة، لتطرد من منزلها بعد انتهاء عدتها. هنا تلجأ إلى صديقتها "حمدة" التي تساعدها في العثور على أهلها، كما تتصل بها "أم محمد" بعد عودتها من العمرة وتساعدها في محنتها.

   تتحصل لطيفة على ميراث أبويها وتصبح ثرية، ثم تلتقي بفتى أحلامها "محمد" وتتزوج به وتنجب منه توأمين، وتكمل حياتها في سعادة وهناء.

2.رمزية العنوان

العنوان "رسالة لغوية تعرّف بتلك الهوية وتحدد مضمونها، وتجذب القارئ إليها وتغريه بقراءتها، وهو الظاهر الذي يدل على باطن النص ومحتواه" (البستاني، 2002، صفحة 34)، كما يُعد بمثابة اللافتة الإشهارية التي تدعو القارئ وتغريه بضرورة قراءة النص.

وقد اختصر عنوان رواية "بنت المطر" متنها، فهو مركب اسمي تكون من مبتدأ ومضاف إليه، أحال على دلالات عديدة، منها الخصب والنماء، ذلك أن المطر هو مني الأرض يسقيها ويخصبها، ومن جهة أخرى أحال على الحزن والقسوة؛ فالوقوف طويلا تحت المطر يؤدي إلى البلل والبرد، وبالتالي المرض. وكلها صفات تتطابق على "لطيفة" التي نشأت في أسرة ميسورة الحال لكن الظروف الصعبة جعلتها تعاني آلاما وقسوة.

كما تحيل تسمية "بنت المطر" علميا على حشرة صغيرة معروفة في منطقة الخليج، وهي حمراء اللون تظهر بعد سقوط المطر، وترمز للخصب والنماء، وهي في الرواية تشبه لطيفة حيث منحها البطل "محمد" هذا الاسم لأنها فتاة الصُدف، وجلّ لقاءاتهما كانت عند هطول المطر، تقول الكاتبة:"جمال رباني...أمسك يدها بقوة، تشبث بها برجاء قائلا: تبدين كبنت المطر. يغالب ابتسامة على وجهه قائلا: أنت بحق كبنت المطر التي تخرج من مخبئها فجأة. حتى وجهك أحمر كما هو حال ملابسك الحمراء. من أنت؟..." (الغفلي، 2009، صفحة 265). ليحيل عنوان الرواية على دلالات الخصب والنماء والجمال من جهة، والحزن والشقاء من جهة أخرى، وكلها تدخل ضمن ثنائية "الحياة والموت" و"الامتلاك والافتقاد".

3.تجليات الفقد والامتلاك في الرواية

تعد رواية "بنت المطر" من الروايات الإماراتية الواقعية التي مزجت بين الواقعي والمتخيل، لنقل رسالة هادفة للمتلقي، "فالخيالي لا يجد جذوره العميقة والمغذية في الصور، وهو في حاجة إلى حضور أقرب وأكثر مادية" (Bachelard, 1991, p. 164)

فعالجتُ صورة المرأة في المجتمع الخليجي، وفق مستويات "الفقد، والحنين، والاغتراب"، وهي صورة نمطية موروثة عن المرأة الإماراتية الضعيفة الخاضعة كما صورتها الروائية من خلال شخصية البطلة "لطيفة".

فقد كانت حياتها "تعبير دال على حركة هذا الزمن، وما يتوالد فيه في عالمنا –أي ذلك التناسل الموصول الذي يشير إلى دينامية الزمن على قاعدة موت له معنى الفقدان، وولادة لها معنى لاستعادة الحياة ولديمومتها" (عيد، 2011، صفحة 282).

وقد انقسمت الرواية على مستويين:

-مستوى الفقد والخضوع /ومستوى الامتلاك وتحقق الحلم.

1- مستوى الفقد والخضوع

يعد الفقد خسارة؛ وقد يكون ماديا أو معنويا، فأن تَفْقِد هو أن تُضيّع أو تخسر شخصا عزيزا، عاطفة أو شعورا حميميا جميلا، أو شيئا ثمينا بالنسبة لك، كما قد يفقد الإنسان ذاته أيضا. وقد تعددت أشكال الفقد في مدونتنا.

تنطلق الرواية من لحظة الحاضر لتغوص بالقارئ في فصولٍ وتفاصيل تجربة حياتية لبطلةٍ اسمها "لطيفة" التي أدّت دور الراوي والمروي عنه في آن واحد، مما جعلها بطلة محورية تَنسُج وتُنسَج حولها علائق متداخلة ومتفاوتة، تؤلف بينها وبين باقي شخوص الرواية التي يقوم التركيب النصي فيها على مشاهد يتداخل ويتقاطع فيها الحاضر بالماضي، وتحضر بطريقة تقابلية تتأسس على المفارقة، مما يعمق الإحساس بالخيبة...ويقوي الإدراك بفداحة وأفول الحلم " (مسعود، 2006، صفحة 104).

عانت "لطيفة" من فقدٍ ماديٍّ ومعنويٍّ، حيث فقدت والدتها، ولم تعوضها زوجة الأب "نورة"؛ فقد كانت امرأة قوية، وقاسية، وشريرة، تلذذت بحرمانها من أبسط حقوقها. ثم تلاه فقد والدها وهي ذات الثانية عشرة عاما، حيث تزوجت "نورة" مباشرة بعد انقضاء عدتها من ابن عمها السكير "عبد الله" الذي لا يفتأ يضايق نورة ويتحرش بها. ولم تكتف "نورة" بمعاملتها السيّئة لـ "لطيفة"، بل قررت أن تزوجها زواجا تقليديا مبكرا، دون أخذ إذن الموافقة منها. لتفقد "لطيفة" مرة أخرى حُرّيتها، وحلمها وحلم والدها بإتمام دراستها. تقول مريم الغفلي:"ما هذه الأحاسيس التي تجتاحها؟ مخاوفها في تلك اللحظة كانت منصبة على كيفية تركها لمنزل والدها، ولا شيء آخر من حياة جديدة لا تعلم عنها شيئا. لم تكن تعلم ما يخبئه لها القدر، فهي لازالت طفلة...لا طاقة لها على مفارقة هذا المنزل. رحل منه الأحباب، وتركوا ذكرياتهم أمانة في ذاكرة لطيفة. تحمّلت كل ما جرى لها بعد وفاة والدها لكن نورة هذه المرة ترغب في حرمانها من دراستها والتخلص منها. ماذا تفعل؟" (الغفلي، 2009، صفحة 11)

فقدت لطيفة حريتها كما فقدت قبلا طفولتها، وبسمتها، وأحلامها بفقدان الأسرة وبالتالي، الأمان/ السعادة/الحلم.

كانت شخصية "لطيفة" في الرواية تشبه شخصية "سندرلا" مثالية وضعيفة، منقادة غير مقاومة، فرغم إدراكها للخطأ، ووعيها بالظلم الممارس عليها، ورفضها للواقع، إلا أنها لم تملك القوة للمواجهة والرفض أو حتى التمرد. لكنها سلّمت أمرها لله سبحانه وتعالى فهو أحنّ عليها من كل البشر تقول: "ليس لي أحد سواك يا ربي، لمن ألجأ ليس لي أحد يا ربي. كن معي يا ربي، لا تتركني لأهواء نورة تتقاذفني، يا ربي لا تتركني وحدي وخذ بيدي" (الغفلي، 2009، صفحة 12)

أقنعت "لطيفة "نفسها بحلّ الزواج، وقبلت في سريرتها أن تهب نفسها لزوج شاب، سيعوضها ألمها، وخذلانها، وحتى الحرمان المادي والمعنوي الذي مارسته عليها زوجة أبيها "نورة". لكن للأسف كانت صدمتها قوية عندما علمت أن عريسها ليس إلا شيخا هرما؛ فـ "لطيفة وجمالها أصبحت بقايا سعادة. رحل حظها وسعادتها مع رحيل والدها عن هذا البيت وتسليم قيادتها لنورة، تسومها سوء العذاب، جراء ذنب لا تعلم أنها ارتكبته) (الغفلي، 2009، صفحة 14). فقد تحولت حياة البطلة إلى معاناة بعد فقدانها لوالدها ولسلطة اتخاذ القرارات.

أ-الصفقة وتبعاتها

رغم قساوة القدر على لطيفة، إلاّ أن صبرها وقوة إيمانها منحها حلولا، وبصيص أمل من أجل المواصلة والاستمرار، فبعد أن استيقظت من إغمائها وجدت العجوز أمامها، وكان "الألم يكاد يفتك برأسها وهي لا تقوى على رفع جسدها المتثاقل من السرير. تجلس مكانها ضائعة لا تعرف أين هي، كما اختلط عليها الزمان، تحاول معرفة المكان والوقت، تتذكر المكان، تنظر خيوط النور التي حاولت التسلل رغم الستائر الثقيلة المنسدلة، وتحاول التعرف على المكان" (الغفلي، 2009، صفحة 31)

سردت لطيفة لزوجها العجوز خديعة نورة لها، فرأف بها واعترف أنه عاجز عن دلالها وإسعادها كامرأة شابة، فقبل أن تعيش معه كابنته. ووافقت أن تمضي حياتها معه رفيقة، وممرضة، بل وكخادمة، على أن ترجع لحجيم زوجة أبيها. وهو انفراجٌ حمله المقطع السردي مع دلالات أمل اختبأت بين السطور، فعندما وظفت الروائية عبارات " خيوط النور التي حاولت التسلل رغم الستائر الثقيلة المنسدلة" أرادت بعدا استشرافيا إيجابيا  فرغم الظروف الصعبة واليأس الذي أحاط بلطيفة، فإنه هناك بصيص أمل بالانفراج يلوح في الأفق. تقول: "وتلامَح لها إحساس بالراحة، داهمها أمل جديد بشيء ما غمرها نور وسلام داخلي أنار حياتها في تلك اللحظة، أحست أن هذا العجوز هو والدها الذي تمنت وجوده معها قبل أيام، وكأن الله قد حقق لها ما تمنت، لكن بطريقة أخرى لا تخطر على بال" . (الغفلي، 2009، صفحة 37).

واستمرت هذه الاتفاقية بين "لطيفة" و"الشيخ" مدة عشر سنوات فقدت فيها البطلة سعادتها وأحلامها، وبالمقابل تمكنت من اكتساب بعض الإيجابيات كــ:

1-تعويض الأب المفقود من خلال زواجها بالشيخ "أبو عبد الله"

2-مواصلة دراستها وبالتالي تحقيق حلمها وحلم والدها.

3-التعرف على جارتها "أم محمد" التي عوّضت الأم المفقودة.

4- التخلص من قسوة زوجة الأب "نورة" وشرّها، وإن كانت قد عوضتها زوجة الابن "شيخة" وأمها وصويحباتها حيث كنّ يكرهن لطيفة، ويتنافسن في إحباطها، وذكر عيوبها تقول: "شيخة يأكلها الكره والحقد ينهش قلبها نهشا، لا لشيء سوى سوء الظن" (الغفلي، 2009، صفحة 69)، لكنها واجهت كل مكائدهن بالصمت "تعلمت لطيفة في هذا المنزل الصمت، تظل صامتة تلعق جراحها بنفسها، لا تريد إخبار أحد بما يجري لها في هذا المنزل. دفنت كلّ معاناتها في قلبها، وجل تفكيرها مُنصبٌّ على الانتهاء من دراستها." (الغفلي، 2009، صفحة 45).

5-كانت الدراسة سببا في التقائها بفتى أحلامها، الذي أيقظ مشاعرها ومنحها سعادة ولو مؤقتة.

6-السفر والتعرف على عاصمة الضباب لندن، وأهم مناطقها السياحية.

7-تعرفها على صديقتها "حمدة" التي كانت لها نعم الرفيقة ونعم المؤنسة.

كان للشيخ "أبا عبد الله" ابنا انتهازيا، كان همّه ثروة أبيه وتجميع أمواله، وكذلك زوجته "شيخة" التي رفضت تقديم المساعدة للشيخ في غياب زوجته "لطيفة"، رغم أنه عمّها شقيق والدها تقول: "غالبته العبرة وهو يقول: أتعلمين ناديت على شيخة كي تناولني الدواء ولم تحضر، حتى لم تدخل غرفتي كي تسلم علي..." (الغفلي، 2009، صفحة 43)وبعد تدهور حاله قرّر ابنه اصطحابه للعلاج في لندن، مستغلا الفرصة للسياحة مع زوجته وأطفاله. وفعلا تمت الرحلة وكانت أعباء السفر صعبة على العجوز المُقعد، حيث كانت نفسيته جد متعبة ومتأزمة، وقد ألقى جامّ غضبه على زوجته المسكينة، التي كانت هي الشخص الوحيد الذي يهتم به، ويرأف لحاله. تقول: "أيام مرّت على لطيفة وهي مرتبطة بالعجوز، من المستشفى إلى الفندق والجلوس معه لا تستطيع الخروج. أصبح أكثر تشبثا بها بجانب عصبيته التي أصبحت لا تقوى على احتمالها، وعندما يحلّ الليل تنزوي على الكنبة الصغيرة وتترك لدموعها العنان كي تعبر شلالات وغدرانا تغسل همومها وآلامها حتى يأخذها النوم بعيدا" (الغفلي، 2009، صفحة 102). ليكون وقت الليل الفرصة التي تراجع فيها لطيفة حاضرها المزري، ثم ترثي نفسها الميتة والدفينة في وكر شيخ عجوز.

لم يشفع للطيفة الخروج من هذا الكابوس، سوى حديقة المشفى بلندن، بمناظرها الخلابة المنفتحة على بحيرة تتقافز من حولها الطيور والنوارس والبط. حيث اتخذتها لطيفة متنفسا لها من كل هذا العذاب والضغط النفسي الرهيب. وقد تعرفت فيها على صديقة من الإمارات، اسمها "حمدة"؛ قدمت هي الأخرى منذ ثلاثة أشهر من أجل علاج والدتها، وهي نفس المدة التي قضتها "لطيفة" في لندن. وقد تفاجأت وتعاطفت معها لزواجها بشيخ مُسن تقول: "حرام، حرام أنت زوجته؟ كيف ذلك كيف التقى الخريف مع الربيع؟ كيف لوردة متفتحة أن تتزوج ببقايا رجل؟" (الغفلي، 2009، صفحة 120). كما عرّفتها بخادمتها "أم بلال" فكانت لها "حمده" نعم الصديقة التي هوّنت عليها ألم الواقع، والغربة، والضياع الذي تشعر به.

لتحيل الكلمات الموظفة في المقطع السردي "المشفى/الحديقة/البحيرة" دلاليا على الحالة المرضية المزرية التي تعيشها لطيفة والتي ستنفرج للشفاء والمعافاة ولو بعد حين.

ب-ملاذ البطلة في مواجهة واقعها

-الصدفة ولقاء فتى الأحلام

رافق خيبة البطلة "لطيفة" وكل هذا الضياع الذي شعرت به والرتابة التي غشيت حياتها، حلما جميلا كان ملاذها عند كلّ إغفاءة، أو خلوة مع ذاتها. فـ"الأنا ميال نحو اللذة، ويحاول تجنب الألم ( سبيلا محمد. بن عبد العالي عبد السلام، 2009، صفحة 115)؛ حيث حدث وأن التقت صدفة بفتى أحلامها عند باب المدرسة، بعد أن انهالت عليها زميلتها "مريم" بالضرب، لأنها لم تعطها الإجابة أثناء الامتحان، ونزعت عنها نقابها، لينكشف وجهها الوضّاء أمام الشاب الذي انبهر بجمالها، وقد ساعدها في جمع أوراقها المتناثرة بكل أدب واحتشام "فجأة انتبهت لوجود شخص بجانبها يساعدها في جمع الكتب المتناثرة على الأرض، رفعت نظرها باتجاهه، وعاصفة من الأحاسيس اجتاحتها، لا تعلم ما حلّ بها، تتسلل لأنفها رائحة عطر أخاذة، عندما تلاقت العيون كان قريبا منها" (الغفلي، 2009، صفحة 51)

أحدث هذا اللقاء شغفا في قلب لطيفة، ودغدغ فيها مشاعر أنثوية مليئة بالخجل، والشوق، والرغبة، كما ظلت في منزلها تسترق اللحظات لتحلم بطيف هذا الشاب "ذلك الفارس الذي صادفته في ذلك اليوم هو من فتح لها هذا الباب الذي ظل مغلقا حتى التقته، هو من فتح عينها على هذه الأحاسيس التي ما فتئت تجتاحها ...تخيلته أبا حنونا بدلا من والدها الراحل. تخيلته أخا لم تحظ به، يساندها ويقف إلى جانبها، تخيلته خالا أو عمًّا، تخيلته حبيبا فارسا فتى أحلام تحلم به كل فتاة وامرأة على وجه الأرض، وليس هي فقط. أصبح الطيف الغريب الذي تلاقت عيونها مع عينيه فجأة هو الحلم القادم. يراود خيالها، ملك عليها حياتها، أصبح محور أحلامها وآمالها، احتل قلبها، فما من قوة تستطيع انتزاعه. لا تعلم تفسيرا لحالها. من بعد ذلك اليوم تغير كلّ شيء، أصبح لها هدف لا تعرف ماهيته" (الغفلي، 2009، صفحة 66).لم تصدق لطيفة أنها مثل كل الفتيات تملك أحاسيس ومشاعر، "تتساءل: كنت أخالني مختلفة عن باقي بنات حواء، لم أكن أعلم بأني أمتلك مثل تلك الأحاسيس. لكن تلك النظرات فجرت في نفسها براكين من الأحاسيس التي أصبحت تعذبها. أحاسيس دفنتها وتناستها منذ اكتشفت أن قدرها ساقها نحو النهاية، مع أنها لم تعش البداية، نحو الموت البطيء مع أنها لم تحظ بفرحة الميلاد. أصبحت عجوزا في مشاعرها، ولم تمر بمرحلة شباب المشاعر..." (الغفلي، 2009، صفحة 67). ظلّت لطيفة تحلم بفارسها، وكثيرا ما كان يخرجها من أحلامها صوت العجوز البائس وهو يتألم.

التقت "لطيفة" مرة أخرى بفتى أحلامها صدفة في مكان لا يخطر على البال، كان اللقاء هذه المرة تحت سماء لندن في يوم ماطر، وهي تتأهب لأخذ سيارة أجرة "في وسط الحشود المزدحمة أحست بمن يراقبها. لا تعلم لماذا داهمها هذا الإحساس. فجأة صدرت منها التفاتة ليمينها، كان هناك يراقبها. بدا شكله مختلفا بشعره الأسود الناعم الذي ارتاح من ضغط السفرة والعقال، وبملابسه الحديثة، وقميص أبيض بأكمام قصيرة...لم تستطع التحكم في نظراتها التي بادلته النظر، وهي تهم بدخول السيارة مستعجلة التقت عيناها بعينيه، إنه هو الشخص الغريب نفسه. معذبها" (الغفلي، 2009، صفحة 114)، حيث التقت العيون محدثة شرارة في القلب عجز العقل عن فك شفراتها أو تفسيرها.

لم تنقطع الصدف بينهما، حيث التقته مرة أخرى في متجر في لندن، زارته مع "حمدة" لاقتناء بعض الهدايا للأهل، فاضطربت وارتبكت لرؤيته يقترب منهما؛ تقول "فجأة تحين منها التفاتة باتجاه الباب. كان ظلّ طويل يتهادى تجاههم، ملامح شرقية جميلة تغطي على كل من تواجد هناك، تلمحه وكأنه يتجه نحوها هي، ...لأول مرة تقف وجها لوجه معه هو نفسه...بشعره الأسود اللامع حيث بدت قطرات ماء المطر كأنها حبات ألماس تلمع بشفافية على شعرات رأسه القافزة بخوف جراء الهواء والمطر بالخارج" (الغفلي، 2009، الصفحات 136-137)، ليكون المطر في كل مرة بمثابة همزة الوصل بين روحيهما كما كان همزة وصل بين السماء والأرض. " تلك الأحداث النفسية التي تقوم بها النفس ردا على الأحوال الاجتماعية والطبيعية التي تعرقل الإشباع الكلي لحاجة ما، فتنعكس في أقوال الفرد العادي وأفعاله" (عصار، 2008، صفحة 80)، وتأكدت "حمدة" أن كل هذه الرجفة ما كانت لتصدر إلا من عاشقة ولهانة، لكن "لطيفة" امتنعت عن البوح بمكنون روحها، وفضلت أن تحتفظ بسرها لها وفقط.

-مظاهر الطبيعة

تعد علاقة الإنسان بالطبيعة علاقة وطيدة، بعدّها المكانالأول الذي يستعيد فيه الفرد راحته واتزانه. اختارت لطيفة أن تختلي بنفسها عند أول فرصة سنحت لها، وذلك في حديقة المشفى في لندن المطلة على بحيرة ساحرة "تتجه نحوها، وتنظر حولها، الأشجار الضخمة المغطاة بالطحالب والنباتات المتسلقة. الطيور المختلفة، تماثيل تنتشر في كل زاوية، يتراءى لها كرسي خشبي تحت إحدى الأشجار الضخمة فتيمم شطره وتجلس مبهورة بما تراه من طبيعة خلابة وعالم مثالي" (الغفلي، 2009، ص106)

كانت "لطيفة" تذهب وحيدة لتتأمل الجمال الإلهي الخلاب، ولرؤية الحمام والبط والسناجب في حركاتها العفوية. لتنسى همومها وحاضرها المؤلم. فهي "تلجأ إلى الحلم، لا بمعنى الهروب الرومانسي الساذج، وإنما هو هروب إبداعي يخرج من الزمنإلى زمن آخر، ومن مكان إلى مكان آخر، حيث لا يكون الطرف قيدا أو مانعا " (الغدامي، 1996، صفحة 222)فكثيرا ما استذكرت البطلة لحظة لقائها بفتى أحلامها، متحسرة على شبابها الذي وُئد في مقتبل عمرها "في تلك اللحظة اجتاحتها ذكريات ذلك اليوم، وكأن بركانا انفجر وأخرج منه ما كانت تخشاه من ذكريات تحاول كبتها وطردها. ذكريات ذلك اليوم، وتلك النظرات التي لا زالت تطاردها في حلها وترحالها، تتذكر من أصبح فارسا لأحلامها، تتذكر ذلك الوجه الجميل والعينين الحالمتين. أين هو بكل عنفوان الشباب من بقايا الرجل الذي تسجن نفسها معه؟" (الغفلي، 2009، الصفحات 106-107)

وتعد علاقة البطلة بالطبيعة حميمية في الرواية، فقد كانت الواجهة البحرية المقابلة لنافذة "حمده" بدبي، هي مكانها المفضل لتأمل البحر والشعور براحة ولو مؤقتة. حيث "اتجهت لطيفة للنافذة، وقفت لدقائق صامتة. كان المنظر رائعا، البحر بلونه الزمردي الساحر وأمواجه الهادئة المتكسرة على الصخور المكدسة على الشاطئ. الأفق الأبيض الصافي، مجموعة من السفن وناقلات النفط بدت من بعيد وهي تنساب ببطء في مياه الخليج.. أشجار جوز الهند ترصع الحديقة المطلة على الشاطئ الرملي. رائحة البحر مختلطة برائحة أشجار الليمون. تتنفس بعمق وهي تقف مشدوهة" (الغفلي، 2009، صفحة 211)هذا التماهي مع هدوءالبحر وجمال المكان جعل الهدوء يسري في نفس "لطيفة" لتشعر بالراحة فتتذكر ماضيها والسجن الذي كانت مأسورة فيه، وهي راضخة قانعة تقول مخاطبة صديقتها:

"-هل تعلمين يا حمدة بأني عشت السنوات الماضية حياة معلبة ليس فيها متنفس؟ هل تصورت مدى صعوبة أن تصحي وتنامي وأنت لا ترين الخارج؟ لا تتنفسين هواء خارجيا. محبوسة بين أربعة جدران. هل تصورت مدى الملل والضيق الذي كنت أحسه وأعانيه وأنا محبوسة بين أربعة جدران وحراس ناس غلاظ قساة القلوب لا يأبهون لحالي" (الغفلي، 2009، صفحة 212).

كانت لطيفة تدرك أنها محرومة من التجوال، وتغيير الجو في ذلك المنزل المظلم، لكنها كانت قانطة يائسة من كل ما هو جميل، إلا أن الله كافأها على صبرها وقوة إيمانها، تقول: "كنت أحن لرؤية مساحات خضراء، كنت أحن للمشي على الرمال، كنت أحن لرؤية زرقة البحر كما هي الآن. لا أعلم كيف تحملت كلّ ذلك، لا أعلم. الحمد لله أن تلك السنوات انقضت بغير رجعة، الحمد لله أنني انعتقت من ذل عبوديتي لتلك العائلة البائسة.." (الغفلي، 2009، صفحة 212)

فقد الزوج والمأوى-نهاية ويأس

يتوالى مسلسل الفقد في حياة "لطيفة" حيث توفي زوجها في مستشفى لندن، وهي معه وحيدة بعد سفر ابنه وأسرته بعد تفجيرات أمريكا 2011. فتحزن لوفاته حزنا عميقا، حيث رافقته مدة عشر سنوات، كانت فيها نعم الرفيقة والزوجة المطيعة. ينقل جثمان الفقيد إلى الإمارات، أين يقام العزاء في منزل والد "شيخة"، في حين تهمش "لطيفة" وتقابل بالجحود والنكران، بل وتطرد من منزلها الذي أوصى به زوجها ابنه "عبد الله" أن يسجله على اسمها مع مبلغ من المال، لكن لم ينفذ وصيته.

تتوالىالصدمات تباعا على البطلة لتجد نفسها دون مأوى، فتفكر في بيع الذهب الذي اشترته لها "نورة" كمهر فتصدم أنه مغشوش ومزيف. فتلجأ للإقامة مؤقتا في مطبخ جارتها "أم محمد" الغائبة لأنها في البقاع المقدسة، لكن جاراتها يتهمنها بارتكاب الفاحشة مع الحارس "عبد السلام" فتُجرّ إلى السجن ضعيفة وذليلة. بعدها تثبت براءتها، وتخرج من السجن متجهة إلى "دبي" أين تقيم صديقتها "حمدة"، فهي ملاذها الأخير والوحيد. وتستقبلها استقبالا حارا، وتعرض عليها أن تقيم معها، بعد وفاة أمها.

كانت السلطة الصارمة التي مارست ضغطها على لطيفة في الرواية هي الأنثى متمثلة في شخصيتي "نورة" و"شيخة"، فالمرأة هي من قمعت حريتها، وسلبتها حقوقها في تقرير مصيرها، أو امتلاك ميراثها، ليكون صوت السلطة الذكورية في هذه الرواية خافت، بل وعاجز على اتخاذ القرارات وذلك مثل الشيخ أبو عبد الله وابنه.

01.png
ويمكن أن نلخص مستويات الفقد لدى البطلة في الخطاطة الآتية:

تأسست متواليات الفقد لدى البطلة "لطيفة" من خلال البرنامج السردي للرواية بفقدانها للأم (موضوع القيمة)، وتعويضها بزوجة الأب القاسية التي رفضت القيام بنفس الدور، وحرمت الفتاة اليتيمة من الحنان والحب بعد وفاة أمها أولا، ثم بعد وفاة والدها ثانيا، وذلك بزواجها وتزويجها. حيث عاشت البطلة في أسرتين؛ الأسرة الأولى منزل والديها الذي ولدت وعاشت فيه حياة مستقرة سعيدة، ثم تغيّر حالها بعد فقدان الأم وتعويضها بالأم البديلة. وكانت لطيفة راضية بهذه الحياة رغم قسوتها. أما الأسرة الثانية وهي أسرة زوجها، وقد وسمها خضوع البطلة للواقع رغم حزنها وألمها وعدم رضاها بهذه المعيشة. التي انتهت بوفاة زوجها.

"فحسب وجهة نظر الرواية على الولد اليتيم أن يعيش يتمه، ويتقبل نتائجه ويعيه كمرحلة ضرورية لبناء شخصيته. عليه أن يعيش الحرمان العاطفي والتهميش الذي على "البطل الملحمي" أن يحياه في مستهل حياته، وذلك لكي يأخذ فيما بعد البعد الملحمي للبطولة عمقه وزخمه وقيمه الاستعراضية وهالته النابعة من الانتقال من وضع الحرمان والصغار والإهانة إلى وضعية الانتصار والتجلي في أبهى صورة" (بورايو، 1995، صفحة 91)، فهل استطاعت البطلة لطيفة أن تتجلى في أبهى صورة بعد وفاة زوجها وتشردها دون مال ودون مأوى؟

2-مستوى الامتلاك والتخلص من لعنة سوء الحظ

يعد الامتلاك بعد الفقدان نعمة يحس بحلاوتها كل إنسان عانى ويلات الحرمان كبطلة الرواية، التي بدأ مسلسل الفقد ينتهي عندها لتتوج بإكليل النصر والفرج ، لهذا "فإن كل المشاعر أضحت شكلا من أشكال الاغتراب الذي تم تعويضه بمشاعر الامتلاك" (Marks، 1929، صفحة 28)

لجأت "لطيفة" إلى "حمدة" بعد انقطاع كل السبل أمامها، فعرضت عليها البقاء معها، وكذلك "أم محمد" بعد عودتها من البقاع المقدسة، اتصلت بـ"لطيفة" وفتحت أمامها أبواب منزلها لأنها تعتبرها كابنة لها، فكانت أُمّا بديلة، وعبرها تم استرداد موضوع القيمة (الأم الميتة). لكن "لطيفة" قررت أن تواجه واقعها وأن تبحث عن منزل والدها.

   التقت "لطيفة" أثناء رحلتها لتحقيق ذاتها بالخادمة "أم بلال" التي أكدت لها أنها تعاني من نحس بسبب وجود شامة في ظهرها، وهي سبب كل معاناتها وفقدها لسعادتها، وطلبت منها أن تسمح لها بحرقها، حتى تتخلص من لعنة سوء الطالع التي تلاحقها، وبعد إلحاح منها قبلت لطيفة بذلك:

"أنظري حمدة: أترين هذه الدائرة في ظهر لطيفة؟

كانت هناك دائرة من الشعر ملتفة بعضها على بعض...

-قالت حمدة:

نعم، صحيح هذا. كانت أمي تخبرني أن هذه علامة شؤم يطلق عليها اسم...نسيت، ماذا يطلق عليها أم بلال؟

قالت أم بلال:

 هذه ناسفة

قالت لطيفة بدهشة:

ماذا تعني ناسفة؟

قالت أم بلال:

هي مثل القنبلة الناسفة، تنسف كل شيء: المال والأولاد والأهل والزوج. لا تترك شيئا، ويجب التخلص منها." (الغفلي، 2009، صفحة 194)

قامت "أم بلال" بحرق الناسفة في ظهر لطيفة بالفحم لإزالة النحس. وهي أحد المعتقدات الشعبية في المجتمع الإماراتي، وفعلا بعد هذه الطقوس تغير حالها وانفرج إلى الأحسن لأنها قررت المواجهة لتغيير قدرها، ليتحول الحال من الافتقاد إلى الامتلاك.

 1-الامتلاك المادي

استطاعت البطلة "لطيفة" بمساعدة صديقتها "حمده" العثور على منزل والدها، لكنها وجدته مؤجّرا للهنود، فاتصلت بجاراتها القدامى "أم راشد" ثم "أم حميد"، لتعلم أن زوجة والدها "نورة" قد أصيبت بمرض خبيث بعد وفاة زوجها، وأن والديها قد تركا لها ميراثا ضخما. لتقرر ذرأ الخوف والذهاب لزيارة زوجة أبيها، فوجدتها في حالة مزرية، لا تنقطع عن الصراخ بسبب الألم، فسامحتها وعرضت على الممرضة مساعدتها بعد أن قدمت لها مالا. بعدها اقتنت منزلا فخما وسيارة من آخر طراز. وقررت أن تزور "أم محمد" لتوفيها حقها من الهدايا، لأنها كانت كريمة معها في محنتها.

تفاجأت جارات "أم محمد" بفخامة السيارة والهدايا، وأصابهن الفضول للتعرف على صاحب هذا العز والمال، فصعقن عندما علمن أن كل هذا الجاه ملك للطيفة، فحاولن التقرب منها، لكنها رفضت استقبالهن بسبب الأذى الذي سببنه لها، واتجهت نحو غرفة استقبال الرجال في بيت "أم محمد" كونها كانت فارغة، لتأخذ إغفاءة بعد غذاء دسم. لتستلقي على الكنبة وهي تحلم بفتى أحلامها.

2-الامتلاك المعنوي

امتلكت "لطيفة" في رحلتها الشائكة، قلوب أناس كانوا ملاذا لها من قسوة الواقع، وعدم إنصافه لها. كأم محمد وزوجها، وكذلك "حمدة"، إضافة إلى هذا كان حلما جميلايواسيها، ويدفعها للمواصلة عندما تفكر فيه قبل نومها، أو لحظة عزلتها لتبتسم وتغفو. "ذلك أن التركيب الحلمي الفعلي هو تركيب عميق ينصهر فيه الكائن بواقع كوني" (Biguin, 1967, p. 140)فقد كان خيال فتى الصدف حاضرا في ذهنها، وقد حلمت به في منزل "أم محمد" قبل أن تغفو تقول: "رويدا رويدا بدأت أفكار جميلة تتسلل لها، تداعب خيالها بصور ذلك الخيال الباهت الذي ما فتئ يتغذى بالشوق لتلك العيون. لشبح يتسلل لها كلما اختلت بنفسها. تفكر فيه ... فجأة وهي بين اليقظة والمنام أحست بشيء ما. ربما خطوات، داهمها خوف، وكأنها مراقبة. من يراقبها؟ لم تحس بنفسها. فجأة انتبهت على خيال يقف أمامها محدقا بها ببلاهة. تعتدل في مكانها تسحب شيلتها تغطي شعرها المكشوف. تنظر للعينين المحدقتين فيها تراقبها باندهاش واستغراب..." (الغفلي، 2009، الصفحات 262-263)

جعل هذا المشهد "لطيفة" تعتقد أنها لاتزال تحلم، وأنها لم تستيقظ بعد و"محمد" كذلك، حيث قال لها: "آخر مكان كنت أتوقع أن أجدك فيه هنا. ماذا تفعلين هنا؟ يا لها من صدف!! أليس كذلك؟ لكن بربك أخبريني من أنت وماذا تفعلين هنا؟ أي صدفة هذه التي ساقتك إليوللمرة الرابعة. هذه هي المرة الرابعة؟ التي ألتقي بك كالعادة، صدفة." (الغفلي، 2009، صفحة 264).

أحسّت "لطيفة" بالخجل، وأخذت ترتجف محاولة الهروب من المجلس باتجاه الحوش الواسع: "انسلت من تحت يديه وأزاحته من طريقها، وهي تحاول الخروج في تلك اللحظة جادت السماء بغيث منهمر، دموع ماسية أخذت بالتساقط عليها امتزجت معها بملابسها الحمراء، بدت كحورية، ملاك يقف أمامه، ليس هناك من مساحيق تسيح مع المطر. جمال رباني...أمسك يدها بقوة، تشبث بها برجاء قائلا: تبدين كبنت المطر. يغالب ابتسامة على وجهه قائلا: أنت بحق كبنت المطر التي تخرج من مخبئها فجأة. حتى وجهك أحمر كما هو حال ملابسك الحمراء. من أنت؟" (الغفلي، 2009، صفحة 265)

و"محمد" هو ابن أخ الشيخ "أبو محمد" وطليق "مريم" التي كانت سببا في تعرفه على فتاة أحلامه بعد مشاجرتهما أمام المدرسة. وقد كانت "لطيفة" المرأة التي اقترحتها " أم محمد" وزوجها عليه منذ فترة، وأبدعا في وصف خصالها وجمالها، هي نفسها فتاة الصدف التي أحبها "محمد" وهام بها دون أن يحدثها. وقد رفض طلبهما وامتنع لانشغال قلبه بحب فتاة أحلامه، فقد كان خائفا أن يدخل في علاقة فاشلة كزواجه الأول من ابنة خالته "مريم" الذي انتهى بالطلاق. ونظرا لشفقته على شخص "لطيفة" فقد اقترح على "أم محمد" مساعدتها، وبعد إلحاح منهما قبل عن مضض، بعد أن يأس من لقاء بنت المطر يقول: "فتاة الصدف سأتركها جانبا لأني لا أستطيع رفض طلب لك ولعمي" (الغفلي، 2009، صفحة 257)

ليكتشف أن لطيفة هي فتاة أحلامه التي عشقتها روحه، وتيّمه حبها دون أن يكلمها "فالمرأة الجميلة التي يمكن أن تجتذب الرجل العربي وتثيره هي امرأة صامتة" (المرنيسي، 1985، صفحة 87). وقد كان لجمال لطيفة وجاذبيتها سحرأسر "محـمد" وسلب لبّه ليتم اللقاء والزواج وثم الإنجاب.

02.png
ليتحقق الامتلاك: امتلاك العائلة والأصدقاء، وامتلاك رجل الأحلام، وامتلاك الأطفال وبالتالي امتلاك السعادة الأبدية. التي يمكن توصيفها عبر هذا المخطط:

استطاعت البطلة "لطيفة" أن تغير سوء طالعها، ليتحول مسار حياتها من مستوى الافتقاد إلى مستوى الامتلاك، و"إننا نعرف الآن أن الوعي هو وعي بشيء ما، وأن الإنسان ...يتحدد بعلاقاته، وبطريقته في إدراك العالم، وإدراك نفسه إزاء العالم، وأسلوب العلاقة التي توحده بالأشياء، وبغيره من الناس وبنفسه"(Richard، 1955، صفحة 9)، فبعد قرارها بمواجهة ماضيها والتنقيب عن أهلها استطاعت أن تحقق ذاتها، فعثرت على زوجة والدها "نورة" سبب ألمها وشقائها مريضة ذليلة، لتدرك أن الزمن كفيل بتصفية الحسابات وتضميد الجراح، لتمنحها عفوها وتمضي في إعادة بناء حياتها من جديد بكل حب وتفاؤل.

 

خاتمة

تعد رواية بنت المطر رواية إماراتية تقليدية في حبكتها وشخصياتها، وتطور أحداثها. وقد تناصت شخصية البطلة مع القصة العالمية "سندرلا"، التي عانت من ويلات زوجة الأب، وانتهى بها المطاف زوجة للأمير.

حافظت الكاتبة "مريم الغفلي" في سردها على تقاليد المجتمع الإماراتي، ولم تجرأ على خدش حيائه، فصورت "لطيفة" خاضعة مسلّمة لواقعها الذي فرض عليها بزواجها، وبالمقابل خاضت في قلب التقليد حول علاقة الرجل بالمرأة، فكانت البطلة تتبادل النظرات والإعجاب مع الشاب محـمدرغم أنها متزوجة من الشيخ، لتكون هذه العلاقة فيما بعد محورا هاما لإثارة الانقسام الدرامي في الرواية.

كانت شخصية البطلة شخصية واقعية، سلبية نوعا ما، ومسلوبة للإرادة، شخصيتها خاضعة ومستسلمة لتقاليد المجتمع الإماراتي، ومنفذة لأوامر من أطراف مختلفة.

 كما كانت مؤمنة بقضاء الله وقدره، حيث سلمت أمرها لبارئها في مواقف مختلفة من حياتها.

 فلطيفة هي "نموذج للبطل الدرامي المحطم الذي تهزمه تقاليد الأسرة وقيمها، وقوانينها ليس لضعفه أو انقياده لها، وإنما لتطلعه الشديد للفردية لدرجة يصبح فيها هذا التطلع أرضا خصبة لجميع التقلبات الرومانسية التي يخوضها البطل" (غلوم، 1986، الصفحات 133-134)، لتكون البطلة تجسيدا لهاجس مأساوي تستدعيه المشاعر الإنسانية، وهو زواجها بشيخ مريض، كان هو العائق الحائل أمام سعادتها، وبالرغم من هذا كانت تشفق وتعطف عليه، فأظهرت استعدادها الواعي بأن تكون ضحية. ليصبح موت الشيخ ضرورة من أجل التغيير في البناء السردي للرواية، ليكون موت الشيخ ميلاد جديد للطيفة.

    توقعتُ خلال تتبعي لسرد أحداث الرواية وتطوره؛ أن البطلة ستحدث الفارق والتغيير لواقعها بشهادتها العلمية، لكن للأسف لاحظنا أن الدراسة كانت سببا وحجة فقط لخروج لطيفة من المنزل، وبالتالي لقاء فارس أحلامها. وكان الميراث هو المنعرج الحاسم في حياة "لطيفة". وهو ربح ليس للطيفة دخل في تحصيله. لتختتم الرواية بالزواج وهو نفس المشهد الذي افتتحت به، لكن الفرق أن الزواج الأول كان فاشلا لعدم وجود الرغبة، والانجذاب، والحب وكذا التكافؤ بين العريسين. في حين كان الثاني بمثابة تحقق الحلم، زواجا ناجحا لتحقق الرغبة والانجذاب.

    عانت البطلة "لطيفة" عبر تطور المسار السردي للرواية من افتقاد وامتلاك يمكن أن نختصره في الترسيمة التالية:

عبرت لطيفة أمكنة متعددة من دبي إلى أبو ظبي إلى انجلترا، لتعود في نهاية المطاف إلى مسقط رأسها إلى بيت والدها، لتبدأ حياتها من جديد، وكأنها طائر العنقاء بعثت من جديد من رحم المعاناة والرماد.

ونستنتج أن رواية "بنت المطر" للروائية "مريم الغفلي" قد قدمت صورة نمطية عن المرأة في المجتمع الخليجي وهي:

·  المجتمع الإماراتي مجتمع محافظ متشبث بالقيم الروحية وتعاليم الدين الإسلامي

·  الزواج المبكر والإكراه عليه، وعدم مشاورة الفتاة.

·  الجهل والفساد من خلال أخلاق "نورة وشيخة والجارات"

·  انتشار طقوس السحر والتطير كما عند "شيخة" و"أم بلال".

·  03.png
سلطة المرأة على الرجل من خلال نموذجي "نورة" و"شيخة" زوجة عبد الله، فقد كانتا المسيطرتين والمحركتين للأحداث بقراراتهما.

·  تشجيع تعليم المرأة، وإن كانت متزوجة كما في نموذج "لطيفة ومريم وزميلاتهما في الصف"

·  نظرة المجتمع السلبية للمرأة المتعلمة كما في نموذج "حمدة "

·  المرأة المتعلمة والمثقفة ذات شخصية قوية، محافظة تقول حمدة: "نشأتُ مدلّلة في عائلة منفتحة

·  نوعا ما على التعليم والحرية للفتاة. ذهبت إلى مصر للدراسة وعدت منها أكثر نضجا ووعيا، لكني كنت ملتزمة طوال حياتي في الغربة. كنت قد وضعت لنفسي خطوطا حمراء لا يمكن أن أتجاوزها. كان همي إنهاء دراستي فقط" (الغفلي، 2009، صفحة 124)

·  انتشار ظاهرة الطلاق لأسباب مختلفة كنموذج "حمدة" و"مريم"

·  العقم وعدم الإنجاب وصبر الزوجين ومواصلتهما للحياة معا كنموذج أم محمد وزوجها

·  تماسك المجتمع الخليجي والحفاظ على صلة الرحم

كل هذه النقاط هي امتلاك وافتقاد، جسدتها الروائية الإمارتية "مريم الغفلي" في روايتها "بنت المطر" عبر شخصية البطلة "لطيفة" وشخصيات أنثوية بعضها ملتزم وبعضها الآخر نموذج سيء. إضافة إلى شخصيات ذكورية أغلبها كان خاضعا تابعا للمرأة المتسلطة مطيعا لها. وشخصيات برغم اختلاف أدوارها والقيم التي دافعت عنها، كانت مسببا لحصول الافتقاد، وكذلك تحقق الامتلاك في شقيه الإيجابي والسلبي

الهوامش

-البستاني، بشرى. (2002)، قراءات في الشعر العربي الحديث، دار الكتاب العربي، ط1، بيروت لبنان

-بورايو، عبد الحميد. (1995) "تحليل خطاب الحكاية الشعبية مقاربة منهجية"، أعمال ملتقى السيميائية والنص الأدبي، جامعة باجي مختار عنابة، الجزائر

- بن مسعود، رشيدة. (2006)، زمن الخيبة والحلم في عام الفيل، ملتقى الكتابة النسائية التخييل والتلقي، منشورات اتحاد كتاب المغرب، ط1، الرباط، المغرب.

- البيل، فارس. (2016)، الرواية الخليجية قراءة في الأنساق الثقافية، شركة دار الأكادميون، ط1، عمان، الأردن

-سبيلا، محمد. بن عبد العالي، عبد السلام. (2009)، الحداثة الفلسفية، الشبكة العربية للأبحاث والنشر، ط1 بيروت، لبنان

-عصار، خير الله. (2008)، مقدمة لعلم النفس الأدبي، منشورات بونة، ط1، عنابة، الجزائر

-عيد، يمنى. (2011)، الرواية العربية، المتخيل وبنيته الفنية، دار الفارابي، بيروت

- الغدامي،عبد الله. (1996)، المرأة واللغة، المركز الثقافي العربي، المغرب

- الغفلي، مريم. (2009)، بنت المطر، دار الحوار، ط1، سوريا  

-غلوم، ابراهيم عبد الله.1986، المسرح والتغير الاجتماعي في الخليج العربي، عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت

- المرنيسي، فاطمة، (1985)، "واقع المرأة العربية"، مجلة الوحدة، ع9، جوان.

- Bachelard, Gaston. (1991), L’eau et les rêves, essai sur l’imagination de la matière, José corti

Biguin, Albert. (1967), L’âme romantique et le rêve, essai sur le romantique Allemand et la poésie Française, José corti, Paris

-Marks, Karl. (1929), Notes sur communisme et la propriété privée, in la revue Marxiste 1

-Richard, Jean Pierre. (1955), Poésie et profondeur, éd du Seuil, Paris.

@pour_citer_ce_document

سامية يحياوي, «جدلية الافتقاد والامتلاك في رواية بنت المطر لمريم الغفلي -دراسة موضوعاتية-»

[En ligne] ,[#G_TITLE:#langue] ,[#G_TITLE:#langue]
Papier : ص ص 275-286,
Date Publication Sur Papier : 2021-03-08,
Date Pulication Electronique : 2021-03-08,
mis a jour le : 11/04/2021,
URL : https://revues.univ-setif2.dz:443/revue/index.php?id=8062.