فعالية حملات التوعية الصحية بإذاعة سطيفL'efficacité des campagnes de sensibilisation à la santé à la radio Setif.
Plan du site au format XML


Archive: revues des lettres et sciences sociales


N°01 Avril 2004


N°02 Mai 2005


N°03 Novembre 2005


N°04 Juin 2006


N°05 Juin 2007


N°06 Janvier 2008


N°07 Juin 2008


N°08 Mai 2009


N°09 Octobre 2009


N°10 Décembre 2009


N°11 Juin 2010


N°12 Juillet 2010


N°13 Janvier 2011


N°14 Juin 2011


N°15 Juillet 2012


N°16 Décembre 2012


N°17 Septembre 2013


Revue des Lettres et Sciences Sociales


N°18 Juin 2014


N°19 Décembre 2014


N°20 Juin 2015


N°21 Décembre 2015


N°22 Juin 2016


N° 23 Décembre 2016


N° 24 Juin 2017


N° 25 Décembre 2017


N°26 Vol 15- 2018


N°27 Vol 15- 2018


N°28 Vol 15- 2018


N°01 Vol 16- 2019


N°02 Vol 16- 2019


N°03 Vol 16- 2019


N°04 Vol 16- 2019


N°01 VOL 17-2020


N:02 vol 17-2020


N:03 vol 17-2020


N°01 vol 18-2021


N°02 vol 18-2021


N°01 vol 19-2022


N°02 vol 19-2022


N°01 vol 20-2023


N°02 vol 20-2023


N°01 vol 21-2024


A propos

avancée

Archive PDF

N°01 vol 19-2022

فعالية حملات التوعية الصحية بإذاعة سطيف

L'efficacité des campagnes de sensibilisation à la santé à la radio Setif.
ص ص 310-325
تاريخ الإرسال: 2018-10-12 تاريخ القبول: 2020-12-22

سامية عواج
  • resume:Ar
  • resume
  • Abstract
  • Auteurs
  • TEXTE INTEGRAL
  • Bibliographie

تسعىهذه الورقة البحثية إلى تحقيق هدفين أساسيين:أولهما محاولة الكشف عن مدى مساهمة الإذاعة في تزويد الجماهير بالمعرفة الصحية من خلال حملات التوعية الصحية لمعرفة مرض الإيدز، أما الهدف الثاني فهو معرفة توجهات الجمهور نحو هذه الحملات من حيث الجانب المعرفي والسلوكي، وأهمالأساليب المستخدمة في الومضات الإعلانية ومدى نجاعتها. واهتمام الباحثة بهذا النوع من الدراسات مرده إلى أن المشكلة الصحية في الجزائر عموما مشكلة معقدة تزداد تفاقما يوما بعد يوم وتكمن علىوجه التحديد فيالوعي الصحي، وعليه فهي تحتاج إلى وسائل الإعلام باختلاف أنواعها وتعددها،وفي المقابل أصبح لزاما على هذه الأخيرة أن تعيد النظر في أجندتها الإعلامية، فتهتمأكثر بالمعرفة والتثقيف الصحي وعيا وسلوكا للحصول على الفاعلية المطلوبة من خلال السلوك الإيجابيللأفراد نحو السلامة الصحية. 

الكلمات المفاتيح

فعالية، الاتصال الاجتماعي، الحملات الإعلامية، الوعي الصحي، التثقيف الصحي، التربية الصحية

Cet article vise à révéler la contribution de la radio en fournissant au public des informations sur la santé par le biais des campagnes de sensibilisation au sida et à connaître l'orientation du public à l'égard de ces campagnes en termes de connaissances. L’intérêt de cette étude est celui de soulever la problématique de la santé en Algérie en général et celle de la sensibilisation à la santé en particulier.

Mots-clés :L’efficacité, Communication sociale, campagnes médiatiques, sensibilisation à la santé, éducation à la santé, éducation à la santé

This research paper seeks two main objectives; first, to uncover the extent of the radio’s contribution in providing public health knowledge through health awareness campaigns about AIDS and second, to know the public’s cognitive and behavioral attitudes towards these campaigns and the methods used in advertising flashes and their effectiveness. The researcher's interest in this kind of studies is mainly due to the fact that health situation in Algeria is a complex problem that is getting worse, primarily in terms of health awareness. Accordingly, it needs different kinds of media that should reconsider its informational perspectives and pay more attention to health education and awareness to obtain efficient and effective individual behavior towards health safety.

Keywords:Effectiveness, Social communication, media campaigns, health awareness, health education, health education

Quelques mots à propos de :  سامية عواج

جامعة محمد لمين دباغين سطيف2، aouadjsamia@gmail.com

مقدمة

-الإشكالية

تعدّ قضية الصحة من أهم القضايا التي شهدت اهتماما كبيرا في الآونة الأخيرة؛ إذ أصبحتمن الأولويات لأي مجتمع يصبو لحفظ ووقايةأفراده من الأمراض والهلاك، أو حرصا على سلامتهم، وفي ظل النقص الذي تشهده مختلف الدول -ولاسيما العربية منها- فيما يخص الوقاية واللقاحات اللازمة، قامت الدول ومن بينها الجزائر بسلسلة من الإصلاحات، والتوجيهات، والخطط، ووضع الاستراتيجيات من أجلالتوعية، والتوجيه، والإرشاد، لأن ضعف الوعي وانخفاض مستوى النظافة، وانتشار الأمراض، والتباين في أنماط وعادات الاستهلاك من أهم مشكلات النمو الحضري، ولا يمكن أن تحل تلك المشاكل إلا بتوفر كم هائل من المعلومات لدى مواطنيها ومدى فهمهم واستيعابهم لطبيعة المشكلات الموجودة وأثارها السيئة وإمكانية وطرق علاجها ومواجهتها.(عزة، الكحكي، 1998،ص136) ومن المؤكد أن تفاقم الأنماط المعيشية غير الواعية وانتشارها الواسع يعد عائقا من عوائق تحقيق التنمية، ولذا كان لزاما على السلطات العمومية أن تتحمل مسؤولية هذا التردي وتقوم بالإصلاحات اللازمة لأنها بأمس الحاجة إلى تغيير الآراء، وتعديل السلوكيات المعاكسة، والتخلص من المظاهر السلبية والمضرة بالمصلحة العامة للمجتمع، فنشر الوعي هو الهدف الأول في مجتمع يريد أن ينمو ويتطور في مواجهة الأخطار، وحينما نتحدث في هذا السياق عن مفهوم الوعي، والتغير وتعديل السلوكيات، فإننا نقصد بذلك ما يعرف بالاتصال الاجتماعي كون سلطة مؤثرة وموجهة للرأي العام،فهو من بين العلوم التي تعتمد عليها الدول لمواجهة الآفات والمشاكل فهو يعمل على بث ونقل القيم، والعادات، والتقاليد، وكل ما هو ذيقيمة في ثقافة أو حضارة البلد،ثم العمل على المحافظة على السلوك الجيد والحرص عليه ودعوة المجتمع إلى التمسك به،كما يحافظ على هوية المجتمع وتحقيق الترابط بين أفراده ونبذ السلوك السيئ المضر بالمجتمع.  (عطية، مهدي، 2003، ص54)

وفي السياق نفسه يعدّ ميشال لونات Michel leNetالاتصال الاجتماعي بمثابة ركيزة أساسية لتغيير الآراء نحو الأفضل، وتعديل السلوكيات المعاكسة هادفا من خلال ذلك إلى معالجة الاتصال الساعي إلى تغيير السلوكيات عن طريق الحملات الإعلامية من أجلالتوعية والتشهير للتخلص من جميع الآفات والأمراض الاجتماعية المتفشية في المجتمع. (le Net,1988,120p)

 فالأمراض القاتلة والمعدية وحتى المزمنة تفشت في المجتمع بشكل رهيب ومخيف، حيث أصبحت هذه الأمراض بمثابة سمة هذا العصر، ومن منا لا يتذكر ما فعله فيروس" الإيبولا " حيث حصد العديد من الأرواح البشرية في دولة ساحل العاج، والغابون، ومالي، والنيجر، الدول الفقيرة  التي تعوزها الإمكانيات والوسائل، ولا أبالغ إذا قلت إنّالسبب الحقيقي لتفشي هذا النوع من الأمراض هو غياب الوعي الصحي، وانعدام الثقافة التوجيهية الصحية، وقد عمل المسؤولون على محاولة تكريس مفهوم التربية الصحية، ونشر الوعي، وتغيير الآراء للمواطنين، كل هذه المفاهيم؛ الثقافة، الوعي، التربية، ثلاثية أساسية لسلامة الفرد والحفاظ على صحته  وواجب على السلطات العمومية تحقيق ذلك لأنه حق مشروع.

 والجزائر كغيرها من الدول تشهد هي الأخرى انتشار بعض الأمراض الخطيرة والمعدية، رغم أنها أدركت الوضع وباشرت في عملية الاهتمام بالجانب الوقائي والصحي عن طريق الاعتماد على الحملات الإعلامية عبر وسائل الإعلام لأن هذه الأخيرة المسؤول الثاني والمشارك في عملية الإصلاحات المتخذة في إطار تحقيق الأهداف التنموية، حيث تعدّ من أهم المؤسسات الاجتماعية التي تهتم بتثقيف وتوعية المواطنين بهذه المشاكل معرفة ووعيا وسلوكا، ويقع عليها العبء في المساعدة والمشاركة لمواجهة كل ما يعرقل التنمية ويهددها انطلاقا من وضع أجندة من أولوياتها زيادة وعي الجماهير، وترشيد عاداتهم وسلوكياتهم، والإلحاح عليهم في المشاركة الايجابية في حل المشكلات المجتمعية، فلقد أثبتت التجارب أنالحملات الإعلامية التعليمية التي تقوم بها وسائل الإعلام قد حققت نتائج مرجوة  في عملية التوعية. وعليه فالاهتمام بالصحة وجعلها في أجندة وسائل الإعلام هو رهان ومكسب لابد منه من أجلتحقيق التنمية.

ويعد الإسهام في نشرالوعي الصحي لدى الناس من الموضوعات المهمة، فالصحة إحدىأهم أولويات الأفراد لاسيما مع ارتفاع مستوى الوعي الصحي لدى الأفراد؛حيث يشكل الوعي الصحي لدى الأفراد حجر الأساس في أنماط سلوكياتهماليومية التي لها أثركبير على حالتهم الصحية بشكل عام، وتعدّ وسائل الإعلام المصدر الرئيس للمعلومات وتؤدي دورا كبيرا ومهما في بناء الفرد وتكوينه المعرفي والوجداني والسلوكي، من خلال عملها على زيادة رصيده من المعلومات والخبرات التي تبني مواقفه وأراءه وسلوكياته فوسائل الإعلام أضحت أداة مؤثرة في استحداث وتغيير السلوكيات والممارسات. (كافي، وآخرون،د.ت، ص206)

وبالفعل أصبح المجتمع الحديث يعتمد بشكل متزايد على وسائل الإعلام في نشر المعلومات الصحية، ووسائل الإعلام تقوم بطرح أشكال المعلومات التي تساعد أفراد المجتمع في تعلم الكثير واكتساب المعرفة الصحية، ويعد البحث في مجال نشر المعلومات الصحية من خلال الحملات الإعلامية كعنصر رئيسي في محاولات التقليل من معدلات الحرص وزيادة معدلات الشفاء،والحملات الصحية هي إحدى الطرق التي تتعامل معها المجتمعات المعاصرة بضرورة التحديد المستمر للممارسات الصحية المناسبة.(عزة، الكحكي، 1998، ص 136) 

 فوسائل الإعلام لها دور فعال في التأثير على الجوانب المعرفية والشعورية والسلوكية بما يحقق فعالية كبيرة من تعلم الجمهور، وتزويده بالمعرفة الكافية من مختلف الموضوعات ،وبما أن نجاح الحملات الإعلامية متوقف على الاستخدام الأمثل للاتصالات، وكفاءة التخطيط، ووضع نظم متابعة ومراقبة، نجد أن الإذاعة من أكثر الوسائل الاتصالية الجماهيرية ارتباطا بالحملات الإعلامية وهذا ما أكده محمد منير حجاب في قوله:" الإذاعة أوسع وسائل الإعلام انتشارا وأكثرها شعبية وجمهورها هو الجمهور العام بمختلف مستوياته، فتستطيع الوصول إليه مخترقة حواجز الأمية والعقبات الجغرافية،والقيود السياسية،التي تمنع الوسائل الأخرى من الوصول إلى مجتمعاتنا فهي تتخذ أشكالا اتصالية مختلفة للوصول إلى جماهيرها وتستخدم الموسيقى والمؤثرات الصوتية من أجلتسهيل وصول الرسالة الإعلامية إلى جمهورها.(حجاب،2004،ص40)  وبالفعل فالإعلام المسموع يعد الأكثر شيوعا بما يتميزبه المذياع من سهولةنقله وإمكانية الاستماع لبرامجه في أي مكان وزمان. (أبو جلال، د.ت، ص121)

 ونخص بالذكر الإذاعات المحلية فهي تتميز بقوة الوصول إلى جمهور واسع، تخدم مصالحه الخاصة في منطقة جغرافية محدودة. (2003,11pchanther, stewart,)

 ورغم أن الجزائر تداركت الوضع منذ استقلالها وما ورثته من مشاكل وآفات، إلا أن الحالة الصحية ورغم كل الحملات والمجهودات لا تزال في تفاقم وازدياد، ففي تقييم عام حول نشاط الاتصال الاجتماعي يرى محمد قيراط :أنه وبالرغم من كونه مطلوبا  في بلادنا إلا أنه يعاني كثيرا من النقائص والمشاكل والتفكك وكذا التناقضات الداخلية للنظام الذي يعاني نوعا من الضعف على مستوى الموارد البشرية وهناك فقط القليل من الحملات الإعلامية التي تقدم المقاييس المنهجية، وهذا راجع إلى غياب المختصين في مجال الاتصال الاجتماعي، وغياب الدراسات الميدانية، والمرجعية النظرية وهو ما جعلهم يعملون في فراغ حيث يفتقرون إلى المعلومات حول طبيعة الرأي العام، وطبيعة رد فعل الجمهور، وبالتالي يصعب عليهم تقييم الحملات الإعلامية التي يقومون بها، ويضيف عبد الوهاب بوخنوفة : إن الاتصال الاجتماعي في هذا البلد لم يحظلدى المسؤولين السياسيين والمسؤولين على القطاعات المختلفة بالأهمية المطلوبة بعيدا عن أي تخطيط وفي غياب سياسة واضحة ومدروسة ومحددة التخطيط وتنسيق الجهود ولوبصورة فردية. (عواج، وآخرون، 2017، ص57)

فإنهذه النظرة التقويمية للباحثين لا تعني أبدا أن هناك بديلا    عن الحملات الإعلامية،بل تعني إعادة النظر في صياغة هذه الحملات وتحقيق الفعالية، فالحملة يجب أنتقوم على أساس الإقناع، ومخاطبة العاطفة، وإثارة الحماس وهذا لن يكون إلا إذا سبقته دراسات ميدانية كافية للجمهور المستهدف بخاصة ونحن نتحدث عن حملات التوعية الصحية وتفاقم الأمراض،وفي مقدمتها مرض الإيدزأو ما يعرف بالسيدا،فهو من أخطرأمراض العصر؛ مرض يصيب الجهاز المناعي البشري ويسببه فيروس نقص المناعة البشرية HIV،ومن أهم آثارهالتفكير في فاعلية الجهاز المناعي للفرد،فهو ظاهرة مرضية مكتسبة ويمكن تسمية المصاب به بالفاشل مناعيا،أي فشل المناعة الطبيعية ضمن التركيبة العضوية للجسم البشري.(رفعت،1987،س7)ونحاول فهم الظاهرة من خلال الإجابة  على السؤال التالي: ما مدى فاعلية الحملات الإعلامية الإذاعية  في التوعية الصحية ؟

وضمن هذا التساؤل الرئيسي تُطرحالتساؤلات الفرعية التالية:

- هل ساهمت الحملات الإذاعية في التوعية الصحية لمرض الإيدزعلى المستوى المعرفي؟

- ما مدى تعرض جمهور النساء لحملات التوعية الصحية لمرض الإيدزالمقدمة من طرف إذاعة سطيف؟

- ما مدى تذكر جمهور النساء لحملات التوعية الصحية لمرض الإيدزالمقدمة من طرف إذاعة سطيف؟

- ما هي توجهات النساء نحو مضامين حملات التوعية الصحية لمرض الإيدز؟

الإطار النظري للدراسة

-الفعالية

لغة: تقول فعالية شخصما،أي ما يبديه من نشاط، وهي نشاط تلقائي مؤثر بمعنى النزوع الطبيعي لإتيان الأفعال.

اصطلاحا:حسب علماء الاتصال: الفعالية تعني مدى نجاح القائم بالاتصالفي ممارستهلمهنته وتقاس بمدى تأثيره في الجمهور الذي يتوجه إليه، وفي أداء باقي عناصر عملية الاتصالبكفاءة عالية. (حجاب، 2004، ص1749)

كما تعرف مجلة (MANUEL DE LA COMMISSION) الفعالية: على أنها مجموعة من الأهداف التي تتبع بدقة من أجل بلوغ الغاية وتتمثل هذه الأهداف فيما يلي: المشاركة، القياس، الجدية، الطموح، الواقعية الوقت الميزانية، إذا أخذنا هذه العناصر بعين الاعتبارتتحقق الفعالية(Rotay international,n.d.http://www.as-cafe.fr/photos/226c_fr.pdf)

وقد أشار "تشستر برنارد" أحد رواد الإدارة في قول إلى أن الفعالية: تعني الوسائل المختارة في ظل الظروف الموجودة ككل لتحقيق الهدف النهائي. (البكري،2006، ص330)

كما تعرف الفعالية: على أنها الغاية التي تحقق من خلالها الإدارة الأهداف والنتائج المطلوبة بأفضل الشروط. (رماش،2002/2003ص26)

 

التعريف الإجرائي

      الفعالية: نعني بها مدى قدرة القائم بالاتصالعلى تحقيقالأهداف والنتائج المطلوبة بأفضل الطرق من أجل بلوغ الغاية المرجوة وتقاس الفعالية بمدى تأثيرهافي الجمهور المستهدف.

الاتصال الاجتماعي

يعرفه Michel le Net:هو الركيزة الأساسية لتغيير الآراء نحو الأفضل وتعديل السلوكياتالمعاكسة،وتحويل مهمة الإقناع إلى مهمة الفرض،وهذا باستعماله لمجموعة من الوسائل التي تبث يوميا موضوعاتتتعلق بالحياة الإنسانية.(Le Net,1988,3p)

ويعرفهكل من عبد الحميد عطية ومحمد محمود مهدي بأنه من بين العلوم التي تعتمد عليها الدول لمواجهة الآفات والمشاكل،فهو يعمل على بث ونقل القيم والعادات والتقاليد،وكل ما هو ذيقيمة في ثقافة أو حضارة البلد،ثم العمل على المحافظة على السلوك الجيد،والحرص عليه،ودعوة المجتمع إلى التمسك به،كما يحافظ على هوية المجتمع وتحقيق الترابط بين أفراده ونبذ السلوك السيئ المضر بالمجتمع.(عطية، مهدي، 2003، ص54)

فهوعلم نقل الأفكار من طرف أول إلى طرف ثان،وهو الركيزة الأولى للسلطة،وذلك من أجل تطوير المعارف،ودفع الوعي الاجتماعي إلى الطريق السليم،وتغيير السلوك المغاير للطبيعة السلمية للإنسان،فهو يبحث عن تغيير لصالح المجتمع في مجمله عندما يجيب على تطلعات أعضاء المجتمع في القضايا التي تهمه ...ويصبح هدفه تصحيح السلوكياتالتي حكم عليها بأنها مضرة بالمصلحة الخاصة والعامة. (le Net,1988,05p)

الحملات الإعلامية

يعرفها المعجم الإعلامي: على أنها تقديم معلومات من شأنها منفعة الفئة المقصودة بها، وعادة ما يكون مجالها تعليميا أو تثقيفيا، خالية من الأبعاد الإيديولوجية والانحياز لفئة أو لجماعة دون أخرى.(الفأر،2010، ص149)

وهيمجموعة من الجهود المنظمة التي تقوم بها جهة معينة، منشأة بهدف ترويج أفكار معينة،أو زيادة القبول لفكرة اجتماعية، وذلك لإحداث تغيير في اتجاهات وسلوكياتالأفراد وإقناعهم بقبول فكرة أو سلوك اجتماعي معين. (البكري،2007، ص61)

ويعرف هاربت سيمونز Herbert Simonsالحملات الإعلامية بأنها: محاولات منظمة للتأثير في الجماعات أو الجماهير العريضة من خلال سلسلة من الرسائل.( عواج، وآخرون،2018،ص94)

تعريف الوعي الصحي:هو إدراك للمعارف والحقائق الصحية والأهداف الصحية للسلوك الصحي،أي أنهعملية إدراك الفرد لذاته، وإدراك الظروف الصحية المحيطة، وتكوين اتجاه عقلي نحو الصحة العامة للمجتمع. (الجوهري، وآخرون،1992، ص290)

ويُعرّفالوعيالصحي بأنه إلمام المواطنين بالحقائق والمعلومات الصحية وإحساسهم بالمسؤولية نحو صحتهم وصحة الآخرين.         

التثقيف الصحي:هي عملية إيصال المعلومات والمهارات الضرورية لممارسة الشخص حياته وتغيير بعض السلوكياتلتحسين نوعية هذه الحياة،الأمر الذي ينعكس على صحة الفرد، والجماعة، والمجتمع. (باريان، 1425ه/2004، ص50)

التربية الصحية: تشمل مجموع التدخلات (نشاطات تربوية جوارية، نشاطات اتصال، إعلام النـاس، تـوفير أدوات بيداغوجية وإعلامية للعاملين) والتي هدفها تقوية مهارات السكان لاكتساب اختيارات ملائمة للصحة.(Laurence, 2006,04p،)

وهي عملية التعلم والتعليم، والتي من خلالها يغير المتعلمون من سلوكهم الصحي،وذلك للوصول إلى حالة صحية أفضل.(الصفدي، وآخرون،2001، ص169)

التربية الصحية:عملية تربوية تسعى إلى ترجمة الحقائق الصحية المعروفة إلى أنماط سلوكية صحية سليمة على مستوى الفرد والمجتمع وذلك باستعمال الأساليب التربوية الحديثة. (عليوة، وآخرون،2013، ص18)

الإعلام الصحي: مجموعة من الوسائل التي تعمل على تزويد أفراد المجتمع بالأخبار الصحيحة، والمعلومات والمعارف الصحية السليمة، والحقائق العلمية التي تساعدهم على تكوين ثقافة صحية وقائية علاجية من خلال أربعة عناصر: المرسل، المستقبل، موضوع الرسالة، ووسيلة الاتصال. (كافي، وآخرون، 2017، ص205)

دور الإذاعة في نشر الوعي الصحي

تتمثل بعض مشكلات التنمية في تدنيمستوى الوعي الصحي وانخفاض مستوى النظافة،وانتشار الأمراض،وضعف الضبط الاجتماعي الأولي، واضطراب أنماط الاستهلاك، وغيرها من مظاهر الإهمال، ومن مشكلات تحتاج في علاجها إلى قدر ملائم من الوعي الجماهيري بطبيعة المشكلات، وبأسلوب مواجهتها، ولا بد أن تقوم الإذاعة بدورها في هذا الصدد، معتمدة على برامجها في الدرجة الأولى، وما تقدمه خلالها من معلومات ونماذج، بما تتميز به منقدرة على مصاحبة الفرد ساعات طويلة من يومه، تستطيع خلالها أن تلح بطريقة غير منفرة، فتضيف معلومات جديدة، أو تقدم الردود على الاستفسارات، أو تقلب الموضوع على أوجهه المختلفة.

ويتصل بهذه الموضوعات أيضا التوعية السياسية والقومية، فلابد أن يرتبط المواطن بمشاكل مجتمعه حتى يزداد إحساسه بالانتماء إلى المجتمع الكبير الذي يعيش فيه، ومن أهم أوجه التوعية التي يجب أن تضطلع بها الإذاعة بشقيها (الراديو والتليفزيون) في قضايا التنمية، تحفيزالمواطنين علىضرورة الاشتراك في القضايا العامة والمساهمة بإبداء الرأي، أو بذلالجهد لأنه دون المشاركة العامة في حل كثير من مشكلات التنمية لن يُقدّر لها أن تحل. (مالك، 2005-2006، ص 246 247)

وبما أن الراديو يصل إلى الجمهور بشكل واضح، حيث يسمح للمستمع بالمشاركة في الأحداث الفعلية المذاعة، وله قدرة عالية في الاقناع والتأثير، نجده رخيصا، وسهل النقل ليصل إلى الجميع،ويمكن تكرار رسالته دون تكلفة كبيرة، فإنه يُستعمللأهداف تثقيفية صحية. وهناك عدة طرق لاستعمال الراديو لإيصال رسائل صحية، يمكن أن نتطرق إلى حدث يتعلق بالصحة في أي موجز إخباري عادي، يمكن أن يتم التطرق إلى الصحة عن طريق حصص تربوية في شكل بحوث، حوار، أو مناقشات، كما أن الراديو يعدّ وسيلة جد سهلة، فاستعمال الأغاني،القصص، التمثيليات الراديو فونية، يمكن أن تكون فعالة في عملية إيصال الرسالة الصحية، فالفرد وبطريقة غير مباشرة نجده يتعلم ويتثقف بكل مرونة، فهو يتلقى الرسالة بلباقة تامة دون أن نرغمه على تغيير رأيه،  ولقد وجد المخططون الصحيونفيما يتعلق بالجمهور الريفي الأمي في أغلب الأحوال أن فعالية الفيلم والراديو بنوع خاص، معززة للعاملين في ميدان الصحة العامة؛ ففي جنوب كوريا في منطقة تندر فيها الكهرباء وأجهزة الراديو أمكن التفكير في فكرة عبقرية استخدمفيها عدد محدود من أجهزة الراديو الرخيصة التي تعمل بالبطاريات بلغ العشرين، كما أمكن بناء محطة إرسال قوتها 50واط، ولم تتكلف سوىبضع مئات من الدولارات، ثم أعد برنامجالإذاعة معلومات ضرورية عن السل، وحمى التيفوئيدوالطفيليات المعوية، في منطقة كانت هي المشكلات الصحية الرئيسية فيها، ولقد استغرق البرنامج الذي تضمن قدرا غير قليل من مواد الترفيه، كمسابقة غنائية، وأوركسترا محلية، ومحادثات جارية مع أفراد الشعب استغرق ما يقرب من ثلاثساعات،وأذيع ثلاث مرات يوميا،بحيث ينتقل المتطوعين أجهزة الراديو من الإذاعة إلى منطقة أخرى، وهكذا بعد ثلاثة أيام، سمعت الإذاعة على العشرين جهازا في 180منطقة مختلفة، ولقد نجحت الإذاعة نجاحا عظيما، فنقلت المعرفة المراد نقلها، ولقد اختبرعدد من المستمعين قبل وبعد الإذاعة، وتبين أن أقل من نصفهم من ظل يعتقد أن السل وراثي،كما أن الجميع تقريبا عرفوا كيف ينتقل التهاب المخ، وزاد عدد الذين كانوا يعرفون مصدر التيفوئيدبنسبة خمسين في المائة، ولا يضمن هذا بالطبع أن الجمهور في الدول النامية سيتعلم بالضرورة من الأجهزة العلمية كل ما يراد تعلمه. (مالك، 2005-2006، ص 247)

الإطار المنهجي للدراسة

منهج الدراسة

اعتمدت في هذه الدراسة على المنهج الوصفي والذي يعرف على أنهوصف دقيق وتفصيلي لظاهرة أو موضوع محدد، على صورة نوعية أو كمية أو رقمية،فالتعبير الكيفي يصف الظاهرة ويوضح خصائصها، أما التعبير الكمي فيعطينا وصفا رقميا يوضح مقدار هذه الظاهرة أو حجمها أو درجة ارتباطها مع الظواهرالمختلفة الأخرى.(قويدري، 2000، ص183)

 

عينة الدراسة

نوع عيّتنا العينة العرضية (الصدفية) والتي يعرفها موريس أنجرس: بأنها تلك المعاينة غير الاحتمالية التي تواجه صعوبات أقلأثناء انتقاء العناصر، وأن اللجوء إلى هذا الصنف من المعاينة يتم عندما لا يكون أمامنا أي اختيار. إنها الحالة التي لا نستطيع فيها أن نحصي في البداية مجتمع البحث المستهدف، ولا اختيار العناصر بطريقة عشوائية. (أنجروس،2004، ص312)

أدوات جمع البيانات

يحتاج أي بحث علمي إلى مجموعة من الأدوات التي يستخدمها الباحث لجمع المعلومات وتتحكم طبيعة هذه المعلومات التي يريد الباحث تحصيلها في صيغة الأدوات التي سوف يعتمد عليها. ولكي يتمكن الباحث من فهم الظاهرة وتحليلها عليه أنيختار الأداة المناسبة لموضوع بحثه، فهي الطريق المؤدي لإدراك الحقائق وتغييرها.

ولقد اعتمدت في هذه الدراسة على الاستبانةأداة لجمع البيانات كونها الأنسب لدراسة الجمهور والتي تضمنت أربعةمحاور:

المحور الأول: المتغيرات السوسيو ديمغرافية

المحور الثاني: قياس المستوى المعرفي للجمهور حول مرض الإيدز

المحور الثالث: مدى تعرض الجمهور لحملات التوعوية الصحية لمرض الإيدزالتي تقدمها الإذاعة

المحور الرابع: توجهات الجمهور نحو مضمون إعلانات التوعية من مرض الإيدز.

الإطار التطبيقي: عرض وتحليل نتائج الدراسة الميدانية

- المتغيرات السوسيو ديمغرافية

إن المتغيرات السوسيو ديمغرافية لها دور كبير في معرفة مختلف الآراء والاتجاهات والمواقف للجمهور المبحوث والتي يمكن على أساسها معرفة نوع العلاقة الموجودة بين العديد من المتغيرات وكذا تفسير النتائج المتحصل عليها، وبما أن موضوع بحثنا متعلق بحملات التوعية الصحية التي تقوم بها الإذاعة، وهدفنا من ذلك الحصولعلى جل المعلومات اخترنا أن تكون المتغيرات السوسيو ديمغرافية الآتية:

الجنس: يعد الجنس من المتغيرات الأساسية لدراسة جمهور وسائل الاتصال ولا سيما أن هناك اختلافات عديدة بين الرجل والمرأة تؤثر تأثيرا كبيرا على مضامين ما تبثه وسائل الاتصال، وهذه الاختلافات قد تكون من حيث الاهتمامات الاجتماعية، التربوية، والثقافية أو من حيث العواطف والمشاعر الإنسانية فضلا عن اختلافات أخرى تتعلق بالمزاج وأوقات الفراغ. (بن مرسلي،2003، ص173)

- تميزت أفراد العينة محل الدراسة الذينتم اختيارهم عن طريق الصدفة بأن أغلبهم من جنس الإناث بنسبة 60% أما نسبة الذكور فكانت 40% وهذاراجع إلى كون المرأة أكثر استماعا للإذاعة مقارنة بالرجل، والإناث بحكم العادات والتقاليد الجزائرية المحافظة جلّأوقاتهن يقضينهفي البيوت بالإضافة إلى الاهتمام المنقطعالنظير للإناث بالصحة وما يتبعها.  (مالك،2005-2006، ص391)

السن: يعد السن من المؤثرات المهمة في تحديد نوع المضمون وشكله، إذ تتباين حاجات الناس باختلاف مراحلهم العمرية، فكل مرحلة عمرية لها مستوى للفهم، ولها نوع مختلف للاستجابة وللذوق والمزاج، (الطائي،2007، ص137) كما أن السن له دور في تحديد وصياغة الحملات الإعلامية التوعوية، فمتى عرفنا جمهورنا سهل إقناعه، ولكل فترة عمرية خصائص ومميزات عن غيرها. وكلما عرفنا الفئات العمرية كلما سهل الإقناع وتغيير الاتجاهات والسلوكيات طبعا بعد دراسة خصائصها؛ الاجتماعية، والثقافية، والنفسية.

- أعمارهم كانت مختلفة ولكن أغلبهم ضمن الفئة العمرية من 21 إلى 25بنسبة 30% وتليها الفئة العمرية من 26إلى 30سنة بنسبة 20%، وأخيراالفئة العمرية بين 31إلى 35سنة بنسبة قدرت ب 10%.

- المستوى التعليمي: يعد المستوى التعليمي أحد خصائص الفرد المحددة لاتجاهاته ومكانته الاجتماعية والتفاعلات التي تحكمه في حياته.

وقد عدّ Titchenerأن مستوى التعليم هو المؤشر الرئيسي لتصنيف الأفراد إلى طبقات اجتماعية واقتصادية مرتفعة و/منخفضة، ويشير إلى حدوث فجوة في ازدياد المعرفة بشكل أكبرنسبيا بين الطبقات العليا في المجتمع، ويؤكد أن ارتفاع مستوى التعليم يساعد على زيادة الاتصالات الشخصية للأفراد، مما يحقق لهم ذلك الرضا الداخلي كما يشبع لهم بعض الاحتياجات النفسية والاجتماعية. (جبارة، 1981، ص188)

كما أن المستوى التعليمي يعد أحد خصائص الفرد المحددة لاتجاهاته ومكانته الاجتماعية، وهذا ما يساعد على فهم التباين في السلوكيات، ومجال الفهم، والاستجابة من قبل الجمهور المستهدف.

ويرى هيما Hymaوآخرون أن التعليم يخلق نوعا من التفتح والسرية في تلقي الأخبار والمقترحات بصورة ثابتة ودائمة كما اعتبرتشيوز التعليم المقياس الفعال.( جبارة، 1981،ص49)

- مستواهم التعليمي كانا مختلفا حيث إن أغلبهم لديهم المستوى الجامعي، ولكن ليس بفارق كبير عن المستوى الثانوي،حيث كانت نسبة المستوى الجامعي 55% ونسبة المستوى الثانوي 40%، أما المستوى المتوسط فكان 5%. 

ويعدّ المستوى التعليمي من بين أهم المتغيرات الممثلة لأحد خصائص الفرد التي تحدد اتجاهاته وتطلعاته ومكانته الاجتماعية، وبالتالي يتدخل إلى حد كبير في تصرفات الأفراد إزاء تفاعلاته التي تحكمه في حياته. (عطية، مهدي،2013، ص188)

فالمستوى التعليمي ومعدلات انتشار الأمية لها انعكاس كبير على سلوكياتالأفراد وقناعاتهم بضرورة الحفاظ على صحتهم، ووعيهم بالأمراض التي تهدد حياتهم، وسبل الوقاية منها.

الحالة الاجتماعية:في دراسة لتشينور وزملائه حول الاختلافات المعرفية التي يسببها تدفق المعلومات من خلال وسائل الإعلام المختلفة، أوضحوا أن انتشار المعلومات من خلال وسائل الإعلام في إطار المجتمع، يؤدي إلى جعل فئات الجمهور ذوي المستوى الاقتصادي /الاجتماعي المرتفع، يكتسبون هذه المعلومات بمعدلات آسرة من الفئات ذوات المستوى الاقتصادي الاجتماعي المنخفض(1997Gaziano,https://journals.sagepub.com/doi/abs/10.1177/107769909707400202?journalCode=jmqc)مما يعني أن المعرفة تزداد طرديا مع ارتفاع المستوى الاجتماعي والاقتصادي.

وفي السياق نفسه تؤكد الباحثة على أن العوامل الاجتماعية والاقتصادية هي المحدد الرئيسي لمدى اكتساب الجمهور للمعرفة، والمعلومات، والأخبار، والشؤون العامة. (جابر، 1996، ص55)

- بالنسبة للحالةالاجتماعية كانت غالبيةأفراد العينة من المتزوجين وذلك بنسبة 55%، في حين نسب العازبين تمثلت في 45%.

وتعد الحالة الاجتماعية أحد العوامل التي لها دور في وعي الشخص بالمرض، واتجاهاته نحو الحرص على التقييد بالتعليمات للوقاية منه، كون الفرد تحكمه مجموعتان من الضغوط:

مجموعة الضغوط المتأتية من الكائن الداخلي (دوافع ذاتية)

مجموعة الضغوط التي يفرضها عليه المحيط الخارجي (أنظمة، معايير اجتماعية، أسرة)

فالشخص المتزوج يكون أكثر حرصا واهتماما بالجانب الصحي سواء ما تعلق بصحته أو صحة زوجه أو أبناءه مما يضطره إلى متابعة البرامج الصحية باستمرار.

المحور الأول: قياس المستوى المعرفي للجمهور حول مرض الإيدز:

- فيما يخص معرفة الجمهور بمرض الإيدزفنجد أن أغلبية أفراد العينة يعرفون بأن مرض الإيدزهو مرض فقدان المناعة المكتسبة وذلك بنسبة 55%، بينما نجد أن المعرفة الكاملة بالمرض مفقودة، حيث إننسبة 75% لا يعرفون التاريخ الصحيح لظهور المرض، ونسبة 85% ليسوا على علم بفترةظهوره، ونسبة 75% من أفراد العينة لا يعرفون الاسم العلمي للمرض ولا أعراضه.

- توضح معطيات الإجابة عن السؤال الخاص بسبب مرض الإيدزبأن نسب معرفة العينة لأسباب المرض وعدم معرفتها متقاربة حيث إننسبة 45% يعرفون و55% لا يعرفون.

نخلصمن إجابات أفراد عينة الدراسة في الجداول المتعلقة بسنة ظهور مرض الإيدز، ومدة ظهوره، والاسم العلمي لمرض الايدز،

وأعراض مرض الإيدز، والسبب الرئيسي لمرض الإيدز، أن الوعي الصحي مفقود بداية بإعطاء المعلومات الصحية،أي بالمعرفة وينتهي بممارسة السلوك الصحي السليم،ولكن بين المعرفة والسلوك توجد عدة مراحل ويتمثل أولها في:

المعرفة (إعطاء المعلومات): وهي من أهم مكونات الوعي الصحي وهي: مجموع المعارف والمعتقدات التي يكونها الأفراد عن الأمور والقضايا والمشكلات الصحية والأمراض، وكما في المشكلات الصحية المزمنة فإن مكافحة ذلك يعتمد على تغيير أنماط حياة وعادات الأفراد السلوكية في مجالات محددة، والحجرالأساس في هذا التغيير هو المعرفة، والتي تعني؛ المعرفة الأولية بالعوامل والمسببات التي تؤدي إلى هذه المشكلة الصحية. والمعرفة الصحية تعني مجموعة المعلومات والخبرات والمدركات التراكمية التي يحصل عليها الفرد من المصادر الموثوقة عن الحقائق والآراء الصحية،والتي تشكل عاملا مهما في الوقاية من المرض ورافدا من روافد تحسين الصحة وترقيتها. (كشيشب، عيادي، 2014، ص5) لكن للأسف نجد أغلبية المبحوثين لا يدركون هذا سواء أتعلق الأمر بالمعرفة أم بالخطرالمهدد،ومن البديهي يصعب تغيير الاتجاهات،وكذا نلاحظ أن الإذاعة لم تقم بتحقيق الهدف المرجو من الحملة.

- أوضحت الإجابة عن السؤال الذي يخص سبل الوقاية من الإيدزأن كل المبحوثين وافقوا على سبيل الابتعاد عن العلاقات الجنسية غير الشرعية للوقاية من مرض الإيدز،في حين احتل فحص الدم قبل نقله نسبة 20، وتلتها بنسبة قريبة جدا قدرت ب 10على تجنب استخدام أدوات الحلاقة، ونسبة 25استعمال دائم وصحيح للواقي الذكري، أما تجنب استخدام فرش أسنان الآخرين فاحتلتنسبة 17، وأكد ما نسبته 5من المبحوثين على اختبار الأم قبل الحمل، وأدنى نسبة كانت في الابتعاد عن حمامات ودورات المياه العامة.

إن أسباب اختلال وتدهور حالة الفرد الصحية تغيرت بتغير المجتمعات فبينمـا كـان السـبب الرئيسي للوفيات في بداية القرن 20يعود إلى الأمراض المعدية والأوبئة الناتجة عنهـا، أصـبحت الأمراض المزمنة السبب الرئيسي للوفيات في عصرنا هذا، ويعود الدور الأساسي فـي السـيطرة على الأمراض المعدية إلى إجراءات الوقاية التي كانت تقوم بها الدول المعرضة لذلك والمتمثلة في: التلقيح، التغذية الصحية، المضادات الحيوية والنظافة ... الخ. ولا يزال للوقاية دور هام جدا في حماية مجتمعاتنا اليوم من خطر الأمراض المزمنة. ومن خلال المعطيات المتحصل عليها ندرك أنالمبحوثين حصروا الإجابة فقط في العلاقات الجنسية، وهذه معرفة ناقصة كان الاعتماد الكبير فيها على المسلسلات، والدراما العربية عموما،رغم أن سبل الوقاية أشملمن ذلك، وهذا ما تؤكده النتيجة الموالية.

- تبين لنا من خلال الإجابة عن السؤال المتعلق بمصادر سبل الوقاية من الإيدزبأن أكثر المصادرالتي تقدم سبل الوقاية من الإيدزهي القنوات بنسبة 65، بعد ذلك جاءت الانترنت عموما بنسبة 50وتليها الإذاعة والتلفزيون بنسبة 45لكلتا الوسيلتين، وتليها الجرائد والمجلات بنسبة 30والنسبة نفسها سجلت في المواقع الالكترونية، والأصدقاء بنسبة قليلة قدرت ب 10وهذا يمكن تفسيره بأنموضوع الإيدزمرتبط بالثقافة الجنسية، وهذا الحاجز يتمثل في الجهل والتعارض مع العادات والتقاليد، والأطباء بنسبة 5.

لا يمكن أن نتحدث عن تغيير الاتجاهات والسلوكيات إذا كان الجانب المعرفي ناقصاأو مفقودا، وتعدّ وسائل الإعلام المصدر ألمعلوماتي المعتمد من قبل الجمهور،خاصة فيما يخص فكرة المصداقية والموضوعية، فالمعرفة الصحية هي: جميع المعلومات والخبرات المدركة نتيجة تراكمات يتحصل عليها الفرد من خلال مصادر موثوقة.

وتعد تجربة مكتب التثقيف الصحي التابع لوزارة الصحة السريلانكية في تعبئـة جهود وسائل الإعلام لدعم الصحة تكفل تأييد ذلك؛فبالرغم من أن نسبة معرفة القـراءة والكتابة عالية في سيرلانكا فإن وسائل الإعلام بها لم تبذل جهداً ملموسـاً فـي إعـلام الجمهور،وإثارة اهتمامه بالمسائل الصحية، وإزاء ذلك تم عقد حلقـات تـدارس علـى المستوى الوطني لرجال الإعلام في موضوعات صحية هامة؛ تخص عامة الجمهـور لتحقيق العديد من الأهداف أهمها: تعبئة جهود وسائل الإعلام لإعلام وتثقيف الجمهور في مجال الصحة،وتحديد الدور الذي يمكن أن تؤديه وسائل الإعلام في هذه الموضـوعات؛حيث جاءت النتائج مؤكدةً أن هذه الحلقات الدراسية كانت ذات قيمة في تعبئة الدعم من وسائل الإعلام الجماهيري للأغراض المقررة. (باريان، 1425ه/2004، ص47) لكن إذا ما قورن الأمر بالقطاع الصحي الجزائري فشتان بينهما؛فالنتائج تؤكد على عدم دراية الجمهور بالمرض،ولا كيفية الوقاية منه ناهيك عن الجانب المعرفي الغائب.

- أشارت إجابات المبحوثين فيما يخص درجة الاهتمام بمرض الإيدزأن أعلى نسبة والتي قدرت ب 60من المبحوثين لا يهتمون بالبرامج والحملات الخاصة بمرض الإيدزإلى حد ما، وما نسبته 25يهتمونبالبرامج الخاصة بمرض الإيدز وبالمعلومات المتعلقة بهذا المرض.

- ويمكن القول إنهذه النتائج منطقية من حيث عادات وتقاليد وديانة المجتمع التي تحرم العلاقات الجنسية أوالتي تعدّ السبب الرئيسي في انتشار المرض، وبالتالي فأفراد العينة يعتقدون أن مرض الإيدزهو مرض نادر قليل ما يصيبهم،عكس الأمراض الأخرى وهذا ما يفسر عدم حرصهم على معلومات تتعلق بهذا المرض.

- أما عن انتقال مرض السيدا فقد لاحظنا أن جل المبحوثين أجابوا بصحيحعلى نقل الدم ومشتقاته إذا كان ملوثابدم الشخص المصاب، كما أجاب جل المبحوثين بصحيحعلى أن العلاقات الجنسية مع شخص مصاب تؤدي إلى انتقال المرض، بينما أجاب 25بخطأ على أن الحشرات تنقل مرض السيدا، و35أجابوا بصحيح، أما فيما يخص الاتصال بالأصدقاء  والمصافحة واللمس فأجاب كل أفراد عينة الدراسة بخطأ، فيما أجاب 20على أن مرض السيدا ينتقل عن طريق الحمامات وما نسبته 25أكدوا خطأ المعلومة، ومعظم أفراد العينة والذين قدرت نسبتهم ب 25أقروا على أناستعمال أدوات الحلاقة لشخص مصاب يعدّ سببافي نقل المرض، وبنسبة متقاربة قدرت ب 30من أفراد عينة الدراسة أجابوا بصحيحعلى أن أدوات الطبيب سبب في نقل المرض. ونسبة قدرت ب 45أقرت بأن تعاطي المخدرات عن طريق الحقن تؤدي إلى نقل مرض الإيدزمن الشخص المصاب إلى الشخص السليم.

 إن الثقافة الصحية هي: تقديم المعلومات والبيانات والحقائق الصحية التي ترتبط بالصحة والمرض لكافـة المواطنين،والهدف الأساسي منها هو الإرشاد والتوجيه بمعنى الوصول إلى الوضع الذي يصبح فيه كل فرد على استعدادٍ نفسيٍ وعاطفيٍ للتجاوب مع الإرشادات الصحية،وعند التطرق لهذا المفهوم لابد من التفريق بين العادة الصحية والممارسة الصحية؛حيث إنالعادة هي ما يؤديه الفرد بلا تفكير أو شعور نتيجة كثرة تكراره،أما الممارسة فهـي ما يفعله الفرد عن قصدٍ نابعٍ من تمسكه بقيمٍ معينةٍ. وعلى هذا الأساس يمكن القول: إنالممارسة الصحية السليمة يمكن أن تتحول إلى عـادةٍ تؤدي بلا شعور نتيجة كثرة التكرار، ويعدّ ذلك من مسؤوليات الأسرة،وتبيان دورهـا الهام في مجال تحسين الصحة ورعايتها.باريان، 1425ه/2004، ص48). وعليه فإجابات المبحوثين تفتقرللثقافة الصحية وتميل سلوكياتهمإلى مفهوم العادات الصحية أكثر منها إلى ممارسات صحية سليمة.

- وتبينلنا الإجابة المتعلقة باستماع إعلانات التوعية من الإيدزبالإذاعة، أن أغلبالمبحوثين يستمعون إعلانات التوعية من الإيدزأحيانا، وذلك بنسبة 60، وما نسبته 40لا يستمعون إعلانات الإذاعة المتعلقة بمرض الايدز. وأما فئة دائما فكانت 0.

تعدّ هذه النتائج منطقية فحتى إن لم يكن هناكاستماع قصدي دائم لإعلانات التوعية لمرض الإيدزبالإذاعة، فالفرد يجد نفسه مجبرا على متابعتها؛ لأنالإعلان يتخلل جل البرامج الإذاعية، ويحتل مكانة هامة في الشبكة البرامجية بغض النظر عن كونه نشاطا اتصاليا تعليميا وترويجيا، لأن وسائل الإعلام تعتمد الإشهاركممول رئيس لاستمرارها. وحتى إن قياس سلوك التعرض يتضمن العديد من الاحتمالات،فقد يكون قصديا أحياناوغير قصدي،ولا رغبة في الاستماع، وهذا التفسير راجع للنتائج السابقة المتحصل عليها.

- بالنسبة إلى الاستفادة من الإعلانات فقد تبين لنا من خلال النتائج المتوصل إليها أن ما نسبته 30من أفراد العينة للدراسةيكتسبون معلومات جديدة من الإعلانات، وما نسبته 25 تتمثل استفادتهم من الإعلانات باتباع النصائح الصحية، و10تتوسع ثقافتهم الصحية، في حين أكبر نسبة من المبحوثين لا يستفيدون من الإعلانات ومثلوا نسبة قدرت ب 35.

- تشير معطيات الإجابة عن السؤال الخاص بعدم الاستفادة من الإعلانات إلى أن أفراد عينة الدراسة الذينأقروا بعدم الاستفادة من الإعلانات التي تبث في الإذاعة عن مرض الإيدز، والذين بلغت نسبتهم 35قد انقسمت إجابتهم على اختيارين اثنين هما: مواعيد غير ثابتة بنسبة 42.85، والنسبة نفسها في أن فترة البث غير مناسبة.

مما سبق يتضح جليا أن المبحوثين لا يستفيدون من البرامج الصحية سواء من ناحية اكتساب معلومات جديدة، واتباع نصائح صحية وتوسيع ثقافتهم في الموضوع، وما إجابتهم إلا خير دليل على ذلك، وهذا ما لا يساعدهم على نشر معارفهم بين أهليهم وزملائهم، مما يدل على أن هناك  غيابا واضحاللوعي بالأمراض المختلفة التي تحيط بهم،وما تشكله عليهم من مخاطر، وهم يتابعون دوما كل ما يتعلق بصحتهم، وكذلك أضاف أفراد عينة الدراسة الذين لا يستفيدون من إعلانات الإذاعة حسب رأيهم إلى عدم مراعاتهم للوقت المناسب عندتقديمهم للنصائح والإرشادات الصحية، سواء من ناحية الفترات (الصبيحة، الظهيرة، المساء)، وكذا الأيام،  بالإضافة إلى المواعيد غير الثابتة أضف إلى أن جل المعلومات التي تبث في الإعلانات قديمة ومكررة وهذا ما يجعلها مملة.

والجمهور حقيقة يكون أكثر استجابة للمعلومات إذا كانت المعلومات الواردة برسائل الحملات الإعلامية ضمن اهتماماتهمالمسبقة بالموضوعات المطروحة.(البكري،2006، ص47)

-يتضح من خلال إجابات المبحوثين عن السؤال المتعلق بالمصادر التي تم الاعتماد عليها في معرفة المرض أن معظم أفراد عينة الدراسة لديهم معرفة بالمرض عموما مع وجود اختلاف في التعريف والذي يمكن تفسيره بدرجة المعلومات التي يمتلكها كل فرد عن المرض، وهذه الأخيرة أي المعلومات قد يحصل عليهاالفرد من وسائل مختلفة.

وتختلف وسائل الاتصال الجماهيري من حيث الخصائص والإمكانيات والقدرات، الأمـر الذي جعل علماء الاتصال يؤكدون على أهمية اختيار الوسيلة المناسبة لإيصال مضمون معين لجمهور محدد، حيث يقسم عالم الاتصال المعروف ولبر شـرامSchramm   1988وسائل الاتصال إلى قسمين:

 1-وسائل اتصال كبيرةٍ وتتميز بأنها معقدةٌ وذات سعرٍ مرتفعٍ كالتلفزيون، والفيلم، والحاسوب.

 2- وسائل اتصالٍ صغيرةٍ ويقصد بها تلك الوسائل البسيطة مثل الشرائح الفيلمية، وأجهزة الكاسيت، والراديو والملصقات والمطويات.

 وهذا التقسيم جاء بناءً على إمكاناتالوسيلة التقنية والتكاليف المادية لإنتـاج برامج خاصة بالوسيلة، كذلك الخصائص التي تتميز بها كل وسيلة مـن حيـث الجاذبية والقدرة على الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الجمـاهير.

وإذا ما جئنا لتفسير هذه النتائج يمكن إرجاعها إلى إمكانية امتلاك معظم الأفراد للقنوات على غرار باقي الوسائل الأخرى، والتنوع الرهيب في القنوات التلفزيونية، واختلافها في معالجة مرض الإيدزمن حيث الشكل والمضمون، فقد تم تناول المرض من خلال؛ الدراما، والبرامج التلفزيونية الجذابة، والمتخصصة والأخبار... الخ، بالإضافة إلى القدرة التي تتمتع بها القنوات في التأثير على المتلقي والوصول إلى أكبر قدر ممكن من الأفراد على اختلاف أجناسهم وأعمارهم ومستوياتهم الاجتماعية والتعليمية.

المحور الثاني:مدى تعرض الجمهور محل الدراسة لحملات التوعوية الصحية لمرض الإيدزالتي تقدمها الإذاعة

- نلاحظ من خلال السؤال المتعلق بمتابعة البرامج الإذاعية الخاصة بالتوعية الصحية التي تقدمها الإذاعة أن النسبة الأكبر (40%) من العينة لا تبدي اهتمامها بمتابعة البرامج الإذاعية الخاصة بالجانب الصحي، فيما أكدت النسبة الأقل من الأفراد المستجوبين (15%) حرصها الدائم على متابعة البرامج الإذاعية التي تستهدف التوعية الصحية.

- يوضح سؤال الاستماع إلى الإعلانات الخاصة بالتوعية الصحية التي تقدمها الإذاعة أن نسبة (65%) يحرصون على متابعة هذهالإعلانات، بينما أجابت نسبة 35%أنهالا تهتم بذلك.

ويمكن تفسير العزوف النسبي للعينة المستهدفة عن متابعة برامج التوعية الصحية في الإذاعة،وفي المقابل عدم ممانعتها من متابعة الإعلانات، كون البرامج الصحية التي تعرض غالبا في الإذاعة تستغرق وقتا طويلا،وتتطلب متابعة متواصلة ودون انقطاع؛حيث إنهاتستغرق وقتا يتراوح بين 30إلى45دقيقة،بينما الإعلانات تستغرق وقتا أقل يصل أحيانا إلى 20ثانية مع تقديمها لمعلومات قيمة،كما أنهاقد تأتي في شكل فواصل إعلانية لبرامج أخرى يبدي المستمعون اهتماما أكبر بها.

- وقد لاحظنا من خلال نتائج السؤال الخاص بعدمالاستفادة من الإعلانات أن أفراد عينة الدراسة الذينأقروا بعدم الاستفادة من الإعلانات التي تبث في الإذاعة عن مرض الإيدز، والذينبلغت نسبتهم 35قد انقسمت إجابتهم على اختيارين اثنين هما: مواعيد غير ثابتة بنسبة 42.85، والنسبة نفسها في أن فترة البث غير مناسبة.

ويكون الجمهور أكثر استجابة للمعلومات إذا كانت المعلومات الواردة برسائل الحملات الإعلامية تكون ضمن اهتماماتهمالمسبقة بالموضوعات المطروحة (البكري،2006، ص47)

- وقد أوضحا السؤالان المتعلقان بالاهتمام بالفواصل والشعور بالملل من تكرار الفواصل أن؛ 120من أصل 200مستجوب أبدوااهتمامهم بمتابعة الفواصل، في المقابل عبر 150من المستجوبين عن شعورهم بالملل من تكرار تلك الفواصل الإعلانية.

ويمكن تفسير هذا التباين في الاهتمام بالفواصل مقابل الشعور بالملل من تكرارها بطبيعة الإعلانات المتعلقة بالتوعية الصحية في حد ذاتها، حيث إنهاعادة ما تأتي في إطار حملات إعلانية ظرفية للتوعية الصحية بأمراض معينة، ولهذا يكون تكرارها في الإذاعة أكبر من الإعلانات الأخرى، كما أنها تأتي كفواصل لكل البرامج التي تمر عبر الإذاعة تقريبا،ولا يقتصر ظهورها على البرامج الصحية، وبالتالي فإن المستمع سيشعر مع مرور الوقت بعدمجدواها،وهذا من كثرة مرورها عبر البرامج الإذاعية.

ويعدّ تكرار الرسائل ذات الطبيعة المتنوعةممايزيد من احتمالية حدوث ارتباطات جديدة مما يقضي على الشعور بالملل كما ينتج عند مستويات مرتفعة من الإثارة. (ذو الغفار، 2004، ص59)

- تشير الإجابة عنالسؤال المرتبط بالاستماع إلى الإعلانات التوعوية الصحية الخاصة بمرض السيدا إلى أن النسبة الأكبر من المستجوبين وهي (60%) تستمعلتلك الإعلانات بينما عبرت نسبة (40%) عن عدم اهتمامها بالاستماع.

- تبين إجابة المبحوثين عن السؤال المتعلق بالحرص على الاستماع إلى إعلانات التوعية الصحية الخاصة بمرض السيدا مدى حرص العينة المستجوبة على الاستماع إلى إعلانات التوعية الصحية الخاصة بمرض السيدا؛حيث عبر 30مستجوبا عن حرصهم على الاستماع، بينما عبر باقي أفراد العينة (170) فردا على عدم حرصهم على الاستماع.

وعلى ضوء هذه النتائج المتوصل إليها يلاحظ أن الاستماع إلى الإعلانات التي تندرج في إطار التوعية الصحية من مرض الإيدز يأتي بشكل غير قصدي، وهو ما يؤكد عليه تعبير الفئة الأكبر من العينة المستجوبة على عدم حرصهم على متابعتها.

ويمكن إرجاع هذا الأمر إلى عدة عوامل منها أن معظم هذه الإعلانات لا يرتبط بوقت محدد بل تأتي في كل وقت،وتتخلل جميع البرامج،وبالتالي فإن الاستماع إليها لا يعني أنها تندرج ضمن الفقرات المفضلة لدى المستمع،بل إنهاتتخلل فقرات أخرى مفضلة، وهو أمر يمكن التأكيد عليه أيضا من خلال ملاحظة أن النسبة الأكبرمنالمستجوبين قد أكدت على شعورها بالملل من جراء تكرار الفواصل الإعلانية، والأمر ذاته ينطبق على الإعلانات التوعوية بمرض الإيدز؛حيث إنهاعادة ما تندرج في إطار حملات إعلانية ظرفية تتزامن واليوم العالمي لمرض الإيدز، وبالتالي فإنه يتم التركيز عليها خلال فترة وجيزة،مع التكثيف من عرضها في كافة البرامج الإذاعية،وبالتالي فإن الإقبال على الاستماع إليها مرتبط بتزامنها مع برامج أخرى مفضلة أكثر من ارتباطه باهتمام بموضوع الإعلان.

 كما أن الناس يعزلون المضمون الإعلامي الذي يكون اهتمامهم به بسيطا أو منعدما ويهتمون بما يحبون. (ديفلر، روكيتش،2002، ص 277.)

المحور الثالث: توجهات الجمهور نحو مضمون إعلانات التوعية من مرض الإيدز:

- حسب إجابات المبحوثين، يتضح بأن الإعلانات الخاصة بالتوعية الصحية من الإيدز التي تقدمها الإذاعة ذات أهمية كبيرة، وذلك لأنها تمس جزءا مهما جدا من حياة الفردوهو سلامته الصحية، خاصة إذا تعلق الأمر بداء يجهل كثير من الأفراد مخاطره الكبيرة وآثاره السلبية على الفرد، وعلى مختلف الأصعدة، فهو ذو أبعاد متعددة؛ اجتماعية ودينية وأخلاقية، وحتى نفسية وصحية، و الأهم هو أن معظم الأفراد يجهلون كيفية أو طريقة الإصابة بهذا الداء،وهو ما يؤدي بالضرورة إلى جهلهم لأساليب الوقاية منه، وبهذا تبقى هذه الرسائل التوعوية هي من أهم الطرق والأساليب للتوعية بداء الإيدز وكيفية الوقاية منه وتجنبه. وتعدّ وسائل الإعلام السمعية مناسبة لعرض المواد البسيطة والقصيرة، كما تساعد على تذكرها،لذلك فهي من أصلح الوسائل للإيحاء والتأثير النفسي في الجماهيرالعريضة ولذلك فهي تلعب دورا مهما في الإعلان. (الدويدار، 2005، ص 123).                                                                                       

 - أما بالنسبة للومضات الإعلانية المقنعة فقد أجاب ما نسبته 60% من المبحوثين بأن الومضات الإعلانية الخاصة بالتوعية الصحية ضد مرض الإيدز هي ومضات مقنعة، ويعود ذلك إلى أن هذه الومضات الإعلانية تعتمد في غالب الأحيان مختلف الأساليب الإقناعية، التي تتوزع بين ما يعتمد الحجج العقلية المنطقية، وبين ما يعتمد الاستمالات العاطفية التي تحرك الأفراد تجاهالاقتناع بفحوى هذه الومضات الإعلانية، وبين ما يعتمد على أسلوب التخويف الذي يحمل في طياته جملة من الحجج الإقناعية التي تدفع بالفرد إلى الاقتناع بفحوى هذه الومضات الإعلانية،ومن ثم التحليبالسلوك المراد من هذه الومضات.                                                                                       

- وفيما يتعلق بالوسيلة الأنسب للتوعية الصحية لمرض الإيدز، أجاب ما نسبته 80من المبحوثين أن  الوسيلة  الأنسب للتوعية الصحية لمرض الإيدزهي: البرامج الإذاعية،وبأفضلية على الإعلانات، ويعود ذلك إلى الخصائص والسمات المميزة التي تتحلى بها البرامج الإذاعية خاصة ما تعلق منها بالتوعية الصحية من مختلف الأمراض، وذلك لأنها تكون لفترة زمنية طويلة مقارنة بالإعلانات، بالإضافة إلى أنها تعتمد الشرح والتفسير المطول لكل الأبعاد والجوانب المرتبطة بمرض الإيدز، إضافة إلى الاستضافة أو الاستعانة بشخصيات تكون ذات علاقة بالموضوع، سواء أكانوا مختصين في المجال الطبي والصحي، أمكانوا أصحاب تجارب مع هذا المرض، وهو ما يزيد في درجة الاقتناع لدى الفرد، وتأثره بالرسالة المقدمة، لأنها رسالة واضحة، ومفسرة، ومدعمة بالحجج والبراهين، أما الإعلانات فهي تمتاز بالسرعة والكم الهائل من المعلومات،وهو ما يؤدي إلى عدم استيعاب الفرد لمرادها، وإن  التكرار الممل لهذه الإعلانات يؤدي إلى نفور الفرد منها،وابتعاده عنها،وقلة تأثره بها.  

-  أما عن  أسلوب التخويف فيعدمن أهم الاستراتيجيات والتقنيات المستخدمة والأكثر اعتمادا في الإعلانات الخاصة بالتوعية الصحية، وهو عبارة عن رسائل إقناعية موجهة للتأثير في الأفراد، خاصة إذا ما تعلق الأمر برسائل تحتويتحذيرات وتعليمات توضح الأضرار والمخاطر التي تترتب على عدم الاستجابة لهذه الرسائل التخويفية، ومن خلال النتائج المبينة أعلاه نجد أن؛ أسلوب التخويف المعتمد في إعلانات التوعية الصحية لمرض الإيدز لا يؤثر أبدا،وهي التي احتلت أعلى نسبة عند المبحوثين، ويعود ذلك إلى أن الفرد الذي لديه أفكارا مسبقة حتى ولو كانت خاطئة فإنه لن يغيرها بسهولة، ولن يتأثر بما تقدمه هذه الإعلانات والرسائل، خاصة إذا كانت تختلف مع مواقفه وآرائه، وقد يؤثر هذا الأسلوب على الأفراد الذين تكون العاطفة لديهم هي الأساس وهي قبل العقل،وإذا تعلق الأمر بصحة الفرد فتلقائيا يولي الفرد اهتماما بهذه الرسائل التخويفية خاصة إذا حملت في طياتها النتائج المترتبة عن عدم اتباعالنصائح والإرشادات المعلن عنها فيها.                                                                                                                    

- وبالنسبة إلى تأثير أسلوب التخويف على الأفراد فيختلفمن فرد إلى آخر، وهو مرتبط بطبيعة الفرد والوقت الذي يتعرض فيه لهذه الرسائل التخويفية، وحسب النتائج والنسب المبينة في الجدول أعلاه تبين أن تأثير أسلوب التخويف يكون تأثيرالفترة قصيرة، وذلك يعود إلى أن تأثير هذه الفواصل الإعلانية التي تضم رسائل تخويفية يكون تأثيرا آنيا،وبدرجة أكبر أثناء سماع الفاصل الإعلاني فقط، حيث ينتاب الأفراد المعرضينلهذه الفواصل شعور بالخوف يترجم في بعض الأحيان إلى بعض السلوكيات، لكن وبمرور الوقت سرعان ما يتلاشى ويختفي هذا التأثير.                                                                                               

- من خلال النتائج المبينة في إجابة المبحوثين عن السؤال المرتبط بمساهمة تكرار الإعلانات، فقد أجاب ما نسبته35% من المبحوثين أن تكرار الإعلانات الخاصة بالتوعية الصحية بمرض الإيدز يؤدي إلى المللمن هذه الإعلانات، ذلك أن هذه الإعلانات في البداية عندما يتم تكرارها تؤثر في الأفراد، لكن وبعد التكرار المستمر والدائم لها يؤدي إلى التقليل من تأثيرها، وبالتالي تفقد فعاليتها،وهو ما يؤدي إلى الفتور العاطفي لدى الأفراد منها، في حين أجاب ما نسبته 25% من المبحوثين بأن تكرار هذه الومضات يؤدي إلى الشعور بالمسؤولية من قبل الأفراد،وذلك لاقتناعهم بفحواها، وذلك ما يؤدي إلى اتباعهمللنصائح والإرشادات والتعليمات المذكورة فيها.

إن من أهم استراتيجيات نجاح الإعلان وتحقيقه لأكبر درجة من الفعالية هي؛ التكرار، فالتكرار يساهم في ترسيخ الرسالة الإعلانية واقتناع الأفراد بها، فاستمرارية الإعلان تنبع من تكراره، والتكرار يساعد الأفراد المتلقين لهذه الومضات الإعلانية على تبني الأفكار الموجودة فيها، وبالتالي هذا التبني يؤدي إلى القيام بفعل السلوك وهو المبتغى الأساسي للومضات الإعلانية للتوعية الصحية. 

 - أشارت إجابات المبحوثين عن السؤال المرتبط بالأساليب التي تؤثر في الاتجاهات، والسلوكياتإلى أن أكثر الأساليب التي تؤثر في الاتجاهات والسلوكياتللفرد هي الدينية والأخلاقية، ويعود ذلك إلى أن هذه الأساليب تستمد قوتها من الأحكام والنصوص الدينية، وهي ذات تأثير كبير وقوي على الأفراد، خاصة وأن المجتمع الجزائري مجتمع إسلامي، يعدّ الدين فيه من أهم المقومات التي تكوّن حياة أفراده، والأفراد يعطون قيمة كبيرة للقيم الإسلامية والدينية.

      بعد هذا جاءت الأساليب المنطقية والعاطفية بالنسبة نفسها عند المبحوثين، وتعود قوة تأثير الأساليب المنطقية إلى احتوائها على الحجج المنطقية، والتي عادة ما تتسم بالمصداقية،وتستشهد بالمعلومات والأحداث والتجارب الواقعية، وتقدم البيانات والإحصاءاتالكمية المختلفة، والأساليب العاطفية كذلك لها قوة تأثير على الأفراد، لأن الفرد بحد ذاته هو عبارة عن عقل وعاطفة، وهما وجهان لعملة واحدة، فالعقل يقنع الفرد،والعاطفة تحركه.

ويعدّ أسلوب التخويف من بين أهم الأساليب المعتمدة لتنشيط الإثارة العاطفية لدى المتلقي (مكاوي، السيد، 1998، ص191) حيث إنالتخويف عبارة عن رسائل إقناعية توضحالأضرار الاجتماعية التي تترتب على عدم الاستجابة لمحاذير الرسالة الاتصالية في المجال الاجتماعي. (شيبة، الاعلان، 2005، ص 144)

وحسب storeyيعدّ الخوف من الدوافع السلبية أو نقطة ضعف لدى الإنسان، ما جعله يستفسر هل من الشرعي استغلال نقاط ضعف الآخرين من أجلالتأثير فيهم حتى ولو كان هذا التأثير   فيمصلحتهم.   (Storey,1998,39p)                                                                                   

 -وأظهرت إجابات المبحوثين عن السؤال المتعلق بأهم الأساليب التي تؤدي إلى عدم العمل بنصائح برامج التوعية الصحية لمرض الإيدزرغم الاقتناع بها هو: الإهمال، فآفة الإنسان هي النسيان، والفرد يقل تأثره واقتناعه بالرسائل التوعوية إذا شعر بأن الخطر أو الضرر المعلن بعيد عنه، أو احتمال وقوعه له مستبعد،وهو ما يؤدي إلى إهماله لفحوى هذه الرسائل.

      كذلك من الصعب إقناع فرد بتغيير سلوكه أو اتباعهلسلوك معين إذا كان هذا الفرد ذاأفكار ومعتقدات واتجاهات مسبقة، يتمسك بها،ويرفض رفضا تاما أن يغيرها أو يستغني عنها، ولهذا فإنه ينفر ويبتعد عن الرسائل التي تحمل في طياتها أفكارا ومعتقدات تختلف مع تلك التي يحملها ويتبناها هو.

     وفي كثير من الأحيان تقف النظرية القدرية وفرضياتها عائقا أمام عدم إقبال الأفراد على اتباعوتبني النصائح المقدمة في رسائل التوعية الصحية، وذلك نابع من إيمانهم بالقضاء والقدر، وينفي دور الفرد في وقوع مثل هذه الأمور لأنها أمور قدرية وحتمية.

-وفيما يخص تأثير البرامج الإذاعيةعلى التوعوية الصحية لمرض الإيدزفي سلوكياتالأفراد فإننا نجد أن نسبة قليلة قدرت بـ 25% قامت بالتحاليل الطبية اللازمة لمعرفة إصابتها بالمرض أو محاولة تفاديه.

- كما أثبتت الدراسة أن أغلبأفراد العينة والتي قدرت بـ 70% لا يفضلون اللجوء إلى زيارة الطبيب أو الكشف الطبي أو القيام بالتحاليل وهذا لاستبعادهم المرض.

و نفسر هذه الطمأنينة- إن دقّ التعبير – بأنها من يجعلالأفراد يقرون بأنالخطر بعيدعنهم وفي السياق نفسه يؤكد الباحث على أنالتفاؤل غير واقعي (التفاؤل المقارب أو الدفاعي أو السائد) وقد سماه البعض بتوهم الحصانة،أو التفاؤل التحفيزي ويعدّ فيل وينشتاين أول من أطلق على هذا النوع من التفاؤل مصطلح "التفاؤل غير الواقعي" بحيث رأى سنة 1980أنالناس يعتقدون بأنهم محصنون لدرجة أنهم يعتقدون أن الحظ السيئ والأحداث المزعجة لا تلحق إلا بغيرهم، هذا الاعتقاد يعدّ خطأ معرفيا  يقصد به؛ اعتقاد الفرد أن الحوادث السلبية يقل احتمال  حدوثها لهم مقارنة بالآخرين وأن الحوادث الإيجابيةيحتمل حدوثها لهم أكثر من حدوثها للآخرين.(زعابطة،2013،ص127)

وفي الأخير نؤكد على أن أهم نتيجة توصلت إليها هذه الدراسة هي: غياب الثقافة والوعي الصحي للجماهير محل الدراسة، وكذا فشل الرسائل الإعلامية في تغيير اتجاهات وسلوكياتالأفراد؛ معرفة، ووعيا، وسلوكا رغم أن البرامج التوعوية مدرجة في الشبكة البرامجية للإذاعة محل الدراسة. وخاصة قياس المستوى المعرفي الذي أثبتالغياب الواضح للمعرفة الصحية،وما مرض الإيدزإلا نموذجا ناهيك عن باقي الأمراض الخطيرة.

خاتمة

إن وسائل الإعلام عموما والوسائل  السمعية  البصرية خصوصا تعدّ –في الآونة الأخيرة- من أهم المصادر المعلوماتية المعتمد عليها من قبل الجمهور، ولذا فللحصول على المشاركة الفعالةللأفراد؛ وعيا، وسلوكا يجب الأخذ في الحسبان ضرورة تزويده بالمعارف والمعلومات الضرورية والمهارات اللازمة، ولاسيما ونحن نتحدث في إشكاليتناالمطروحة سابقا عن وضعية القطاع الصحي في الجزائر؛حيث أصبحت وسائل الإعلام مطالبة بالمشاركة في حل المشاكل الصحية، وبخاصة الإعلام المسموع كونه من أحسن الوسائل إيحاء وتأثيرا وقربا نفسيا للجماهير، ناهيك عن مميزات الإذاعة؛ فهي تلعب دورا أساسيا ومركزيا في نشر المعرفة والتأسيس للتربية الصحية السليمة، ولذا تلجأ السلطات العمومية غالبا إليها لتمرير حملاتها الإعلامية.

 وفي الأخير نؤكد على أن نقص المعرفة في المجال الصحي، وغياب السلوك غير الواقي، دليل على أن الرسالة الإعلامية لن تكون ناجحة إذا ما قدمت في ظروف مشابهة لما ذكرناه. ولذا على القائمين بالبرامج الإذاعية -ولاسيما في المجال الصحي -الاهتمام أكثر بجانب الشكل والمحتوى للحصول على الأهداف المرجوة

الهوامش

المراجع باللغة العربية

  1. ابو جلال، اسماعيل سليمان. (د.ت)، الاذاعة ودورها في الوعي الامني، دار اسامة، عمان، الاردن.
  2. انجرس، موريس. (2004)، منهجية البحث في العلوم الانسانية، تدريبات عملية، ترجمة بوزيد صحراوي، كمال بوشرف وآخرون،دار القصبة للنشر، الجزائر.
  3. باريان، أحمد ريان. (1425ه/2004)، دور وسائل الإعلام في التثقيف الصحي للمرأة السعودية بمدينة الرياض،رسالة ماجستير قسم الإعلام، كلية الأدب، جامعة الملك سعود.
  4. البكري، ثامر. (2006)، الاتصالات التسويقية والترويج: دار الحامة للنشر والتوزيع، الأردن.
  5. البكري، فؤادة عبد المنعم. (2007)، التسويق الاجتماعي وتخطيط الحملات الإعلامية، عالم الكتب، القاهرة.
  6. بن مرسلي، أحمد. (2003)، مناهج البحث في علوم الاعلام والاتصال، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر.
  7. جابر، امل. (1996)، دور الصحف والتلفزيون في إمداد الجمهور المصري بالمعلومات عن الأحداث الخارجية، رسالة ماجيستير، كلية الاعلام، القاهرة.
  8. جبارة، عطية. (1981)، الإعلام والعلاقات الإنسانية، منشورات جامعة قاريوس، طرابلس.
  9. الجوهري، محمد. وآخرون. (1992)، علم الاجتماع ودراسة الإعلام والاتصال، دار المعرفة الجامعية، إسكندرية.
  10. حجاب، محمد منير. (2004)، المعجم الاعلامي، دار الفجر، القاهرة.
  11. دفلير ملفين. ل.، روكتش سوندرا بول: نظريات وسائل الإعلام، ط4، الدار الدولية للاستثمارات الثقافية، القاهرة، 2002. 
  12. الدويدار، عبد الفتاح محمد. (2005)، سيكولوجيا الاتصال والإعلام، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية.
  13. ذو الغفار، شيماء. (2004)، نظريات في تشكيل اتجاهات الرأي العام، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة.
  14. رفعت، محمد. (1987)، قاموس الايدز الطبي، مرض العصر، منشورات دار ومكتبة هلال، بيروت.
  15. رماش، صبرينة. (2002/2003)، معوقات الاتصال بين إدارة الموارد البشرية والعمال في المؤسسة العمومية الجزائرية، مذكرة نيل شهادة الماجستير، الجزائر.
  16. زعابطة، سيرين هاجر. (2013)، الأساليب المعرفية المؤثرة على سلوك السائق، التفاؤل غير الواقعي نموذجا الملتقى الوطني الأول حول حوادث المرور بين مستعملي الطريق وتنظيم المرور يومي 24-25أفريل 2013مخبر سيكولوجية مستعملي الطريق
  17. شدوان، علي شيبة. (2005)، الإعلان المدخل والنظرية، دار المعرفة الجامعية الاسكندرية.
  18. الصفدي، عادل. (2001)، عصام وأبو حويج، مروان والعماد، العلوم السلوكية والاجتماعية والتربية الصحية، دار المسيرة، ط1، عمان.
  19. الطائي، مصطفى حميد كاظم. (2007)، الفنون الإذاعية وفلسفة الاقناع، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، الاسكندرية.
  20. عزة، مصطفى. الكحكي، حافظ. (1998)، الآثار المعرفية للحملات الإعلامية بالتلفزيون على الجمهور- في إطار نظرية فجوة المعرفة-، رسالة مقدمة لنيل شهادة الدكتوراه الفلسفة في الإعلام، قسم الإذاعة، كلية الإعلام، جامعة القاهرة.
  21. عطية، عبد الحميد. مهدي، محمد محمود. (2003)، الاتصال الاجتماعي وممارسة الخدمة الاجتماعي، المكتب الجامعي الحديث، القاهرة.
  22. عليوة، علاء الدين محمد. وآخرون. (2013)، التربية الصحية في المجال الرياضي، ماهي للنشر والتوزيع، ط1، الاسكندرية.
  23. عواج، سامية وآخرون. (2018)، الاتصال العمومي من النظرية إلى التطبيق، دار أسامة للنشر والتوزيع.
  24. عواج، سامية. وآخرون. (2017)، الاتصال العمومي من النظرية إلى التطبيق، دار أسامة، عمان.
  25. الفار، محمد جمال. (2010)، المعجم الإعلامي، دار أسامة المشرق الثقافي، الأردن، عمان.
  26. قويدري، رجاء وحيد. (2000)، البحث العلمي اساسياته النظرية وممارسته العلمية، دار الفكر، دمشق.
  27. كافي، مصطفى يوسف. وآخرون، (2017)، قضايا إعلامية معاصرة، دار الإعصار العلمي للنشر والتوزيع، الأردن.
  28. مالك، شعباني. (2005/2006)، دور الاذاعة المحلية في نشر الوعي الصحي لدى الطالب الجامعي- دراسة ميدانية بجامعتي قسنطينة وبسكرة-، رسالة دكتوراه، قسم علم اجتماع التنمية، جامعة قسنطينة.
  29. مكاوي، عماد. (1998)، حسن ليلى السيد، نظريات الاتصال المعاصرة، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة.

المراجع باللغة الفرنسية

  1. Chanther, Paul. Stewart, Priter. (2003), basic radio journalism first published, to cal press, oxford
  2. Le Net, Michel. (1988), la communication sociale : pratique de compagne d’information, edition la documentation francaise, Paris.
  3. Laurence, Dumas. (2006), conduites a risque, institut national de prévention et d’éducation pour la santé.
  4. Gaziano, Cecihe. (1997), forecast 2000: widening knowledge, gape,j &msq, nol,74, n2. https://journals.sagepub.com/doi/abs/10.1177/107769909707400202?journalCode=jmqc
  5. Storey , Richard.(1998),l’art de la communication persuasive, edution de vecchi, Paris.
  6. Rotary International, (n.d), Manuel dez la communication Relation Publique du club.http://www.as-cafe.fr/photos/226c_fr.pdf

@pour_citer_ce_document

سامية عواج, «فعالية حملات التوعية الصحية بإذاعة سطيف»

[En ligne] ,[#G_TITLE:#langue] ,[#G_TITLE:#langue]
Papier : ص ص 310-325,
Date Publication Sur Papier : 2022-04-29,
Date Pulication Electronique : 2022-04-29,
mis a jour le : 29/04/2022,
URL : https://revues.univ-setif2.dz:443/revue/index.php?id=8783.