قلق المستقبل،الاكتئاب و احتمال الانتحار وظهور فكرة الهجرة لدى الطلاب الجامعيين المقبلين على التخرج (دراسة ميدانية بولاية تيزي وزو)Anxiety of the future, depression, suicidal potential and the emergence of the idea of migration among university students coming to graduate (a field study in the state of Tizi Ouzou) Anxiété de l’avenir, dépression, potentiel suicidaire et émergence de l’idée d’immigration chez les étudiants universitaires diplômés (étude pratique au niveau de la wilaya de Tizi Ouzou)
Plan du site au format XML


Archive: revues des lettres et sciences sociales


N°01 Avril 2004


N°02 Mai 2005


N°03 Novembre 2005


N°04 Juin 2006


N°05 Juin 2007


N°06 Janvier 2008


N°07 Juin 2008


N°08 Mai 2009


N°09 Octobre 2009


N°10 Décembre 2009


N°11 Juin 2010


N°12 Juillet 2010


N°13 Janvier 2011


N°14 Juin 2011


N°15 Juillet 2012


N°16 Décembre 2012


N°17 Septembre 2013


Revue des Lettres et Sciences Sociales


N°18 Juin 2014


N°19 Décembre 2014


N°20 Juin 2015


N°21 Décembre 2015


N°22 Juin 2016


N° 23 Décembre 2016


N° 24 Juin 2017


N° 25 Décembre 2017


N°26 Vol 15- 2018


N°27 Vol 15- 2018


N°28 Vol 15- 2018


N°01 Vol 16- 2019


N°02 Vol 16- 2019


N°03 Vol 16- 2019


N°04 Vol 16- 2019


N°01 VOL 17-2020


N:02 vol 17-2020


N:03 vol 17-2020


N°01 vol 18-2021


N°02 vol 18-2021


N°01 vol 19-2022


N°02 vol 19-2022


N°01 vol 20-2023


N°02 vol 20-2023


N°01 vol 21-2024


A propos

avancée

Archive PDF

N°02 vol 19-2022

قلق المستقبل،الاكتئاب و احتمال الانتحار وظهور فكرة الهجرة لدى الطلاب الجامعيين المقبلين على التخرج (دراسة ميدانية بولاية تيزي وزو)
Anxiété de l’avenir, dépression, potentiel suicidaire et émergence de l’idée d’immigration chez les étudiants universitaires diplômés (étude pratique au niveau de la wilaya de Tizi Ouzou)
Anxiety of the future, depression, suicidal potential and the emergence of the idea of migration among university students coming to graduate (a field study in the state of Tizi Ouzou)
ص ص 09-17

حسينة يحياوي / سامية شينار
  • resume:Ar
  • resume
  • Abstract
  • Auteurs
  • TEXTE INTEGRAL
  • Bibliographie

ملخص

تنبع اهمية هذه الدراسة في كونها تركز على نخبة من الشباب وهم طلبة جامعيون اللذين يؤمل منهم النهوض بالمجتمع وتطوره وذلك بدراسة قلق  المستقبل والاكتئاب واحتمال ظهور الأفكار الانتحارية وظهور فكرة الهجرة خارج الوطن من خلال عينة قومها 400 طلب  ، مقسمين الى 200 طالبة و200 طالب كلهم مقبلين على التخرج ومن تخصصات مختلفة ينتمون كلهم الى جامعة مولود معمري تيز وزو قطب تامدة ولقد استعملنا مقياس قلق المستقبل لزينب شقير ومقياس الاكتئاب لباك ومقياس احتمال الانتحار من تصميم بشير معمرية ولقد اسفرت النتائج على ما يلي : نسبة  50 % من الطلبة لديهم مستوى مرتفع من قلق المستقبل ونسبة 50.25 % من الطلاب يعانون من اكتئاب شديد و69.75 % لديهم افكار حول الانتحار واما بالنسبة للفروق بين الجنسين فجاءت النتائج كالتالي : كانت الاناث اكثر اكتئابا من الذكور واكثر احتمالا للأفكار الانتحارية، بالنسبة لقلق المستقبل كانت النتائج لصالح الذكور .واما بالنسبة لظهور فكرة الهجرة خارج الوطن فكانت النسبة عالية جدا ولقد قدرت ب 81.25 % من مجمل العينة.

معلومات حول المقال

تاريخ الاستلام 21-01-2020

تاريخ القبول 15-05-2022

الكلمات المفتاحية

الشباب

الطالب الجامعي المقبل على التخرج

قلق المستقبل

الاكتئاب

احتمال الانتحار

 الهجرة

 

L’importance de cette étude tient au fait qu’elle se concentre sur un groupe d’élite de jeunes étudiants qui espèrent faire progresser la société et son développement en étudiant quatre variables : l’anxiété future, la dépression, la possibilité d’idées suicidaires et l’émergence de l’idée d’émigration à l’étranger à travers un échantillon de 400 étudiants, répartis en 200 femmes et 200 hommes de diverses spécialités appartenant tous à l’Université Mouloud Mammeri, pôle Tamda. Nous avons utilisé trois testes :le premier et l’échelles d’’anxiété future de Zineb Choukair ,l’échelle de la dépression de Beck (BDI) ,et la mesure de la probabilité des tentatives de suicide adapté par Bachir maameria . Les résultats ont montré que 50% des étudiants avaient un niveau élevé d’anxiété pour l’avenir, 50,25% des étudiants souffraient de dépression sévère et 69,75% avaient des pensées suicidaires. En ce qui concerne les différences entre les sexes, les résultats étaient les suivants: les femmes étaient plus déprimées que les hommes et plus susceptibles d’avoir des pensées suicidaires, pour l’ anxiété future, les résultats étaient en faveur des hommes. Quant à l’émergence de l’idée de migration à l’étranger, le pourcentage était très élevé et était estimé à 81,25% de l’échantillon total

      Mots clés

Jeunes

étudiants fin de cycle de formation

Anxiété future

probabilité d’idées suicidaire

dépression

immigration des étudiants

Abstract

The importance of this study stems from the fact that it focuses on young people who are university students who are expected to develop the society and develop it by studying future anxiety, depression, the possibility of suicidal ideas and the emergence of the idea of emigration abroad through a sample of 400 students, divided into 200 female and 200 males. Graduation and various specialties belong to the University of Mouloud Mammeri  ,pole Tamda. We used the measure of the future anxiety of Zineb Choukair and the scale of depression for Beck and the measure of suicide probability of the design of Bachir maameria. The results  showed  that 50% of the students had a high level of anxiety about the future, 50.25% of the students  suffered  from  severe  depression and 69.75%  had  thoughts about suicide. As for gender differences, the results were as follows: Females were more depressed than males And more likely to suicidal thoughts, for future anxiety the results were in favor of males. As for the emergence of the idea of migration abroad, the percentage was very high and was estimated at 81.25% of the total sample.

Keywords

youth

graduate student next graduation

future anxiety

depression

suicidal potential

immigration

 

Quelques mots à propos de :  حسينة يحياوي

أ.د. حسينة يحياوي[1] Pr . Hassina Yahiaoui  جامعة مولود معمري تيزي وزو، الجزائر belhocinehassina@gmail.com
[1] المؤلف المراسل  

Quelques mots à propos de :  سامية شينار

د. سامية شينار   Dr . Samia Chinarجامعة الحاج لخضر باتنة1، الجزائر samiachinar@yahoo.com

مقدمة

وجهت معظم الدول والمجتمعات اهتمامها لفئة الشباب وقضاياه على اختلاف أنظمتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لإيمانها بأهمية هذه الشريحة ودورها في إحداث التنمية المنشودة ،لذلك لاقت دراسة الشباب أهمية متزايدة في المجتمعات المتقدمة والنامية على السواء بناء على الخصائص التي يتمتع بها: جسمية، عقلية، اجتماعية أو نفسية، فبالإضافة للثقل العددي الذي تمثله هذه الفئة في أي مجتمع ،فإنها تتميز بالحيوية والنشاط والقدرة على العطاء، كما أن صغر سنها يجعلها تمثل المستقبل بجميع أبعاده، لأجل هذا جاء اهتمام الباحثين بهذه الفئة وحاجاتها المختلفة التي يجب على المجتمع أن يعمل على إشباعها بطرق مشروعة حتى لا يلجأ الشاب لإشباعها بطرق وأساليب غير مشروعة تساهم في ظهور مشكلات اجتماعية، نفسية، صحية لدى الشاب.

وتتضافر جهود المؤسسات الاجتماعية المختلفة لإشباع هذه الحاجات وحل مشكلات الشباب كلا حسب موقعه وأهميته في حياة الشاب،حيث يمثل الشباب نسبة كبيرة من السكان في المجتمع الجزائري، فلقد قدرت نسبتهم وفق إحصائيات غير رسمية بـــــــ 30% من مجموع السكان وهو ما يعكس شبابية هذا المجتمع، لكن يبدو أن هذه الفئة أصبحت تعيش مشاكل كثيرة في السنوات الأخيرة في مختلف الدول ويظهر أنها الفئة الأكثر تضررا من التحولات الاقتصادية والسياسية التي يشهدها العالم وهي نفس المشاكل والصعوبات التي يعيشها الآن الشباب الجزائري.

والجامعة ليست عالما منعزلا عن الأحداث التي تجري من حولها أو بمعزل عن المجتمع الذي وجدت فيه، وإنما هي طرف من الأحداث، وهي تضم أكبر عدد من الشباب في مقتبل العمر كلهم أمل لإنهاء أربع سنوات من الدراسة وبحوث وزيارة للمكتبات وعناء المواصلات، إلى حين أن يلبس الطالب ثوب التخرج، وبه تنتهي مرحلة الدراسة غالبًا، ليخرج أمام شبح ينتظره ليسرق الآمال والطموحات والأحلام إنه شبح البطالة.              

قد أبدو متشائمة في سرد البعض من واقع الشاب الجزائري وخاصة خريجي الجامعات ولكن للأسف هذا يمثل جزء من واقع حطم البعض من شبابنا الجزائري شباب في مقتبل العمر تعب وضحى من اجل تحقيق غايته واثبات نفسه.

وهذا ما يستدعي الاهتمام بهذه الشريحة المجتمعية الواسعة وتوجيهها الصحيح لكي تمارس دورها في عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية، لتحيق ذلك يجب معرفة مشكلات الشباب وحاجاتهم النفسية والاجتماعية والاقتصادية.

وتنبع أهمية هذه الدراسة من كونها تركز على نخبة من الشباب وهم طلبة جامعيون الذين يؤمل منهم النهوض بالمجتمع وتطوره. لذا فإن أهمية الدراسة تنطلق من اهتمامها بدراسة ما يتعرضون له من مشكلات نفسية وسلوكية تكمن في قلق المستقبل والتفكير في الانتحار او الهجرة  عن الوطن الأم بشتى انواعها باستمرار.

الخلفية النظرية لإشكالية الدراسة

رغم أن الدولة الجزائرية توفر التعليم المجاني بمختلف مراحله لكل الجزائريين وهو شيء لا تقوم به إلا دول قليلة في العالم إلا أن واحدا من أكبر المشاكل التي تعترض طموحات الشباب الجزائري خريج الجامعات هو صعوبة إكمال دراساتهم العليا لمن يرغبون في ذلك إذ يكونون مجبرين على دخول مسابقات في أعداد كبيرة من أجل مناصب تعد على أصابع اليد، وضعية تدفع بالبعض لعمل المستحيل من أجل الالتحاق بجامعات في الخارج خصوصا بفرنسا التي يبدو أنها الوجهة المفضلة لمن يستطيعون دفع رسوم الدراسة فهي أقل من نظيرتها البريطانية مثلا , لكن نسبة قليلة فقط من الراغبين في إكمال دراساتهم العليا يستطيعون الذهاب إلى الخارج وتحقيق طموحاتهم العلمية  والابتكارية.

وأما البقية الأخرى تحاول وفق الظروف المتاحة لها  تبدأ رحلة البحث عن طرق اخرى لتحقيق أهدافها .

وخلال هذه الرحلة التي تختلف مدتها من شاب الى آخر يعيش الشاب اوقات طويلة من القلق والاكتئاب محاولا التصدي لما يواجهه من التزامات اجتماعية واقتصادية وظروف مادية مختلفة في الشدة والمدة بكل ما هو متاح له من قوة نفسية –اجتماعية  وعقلية

وفي حالة  ما لم يستطع الشاب التكيف وإيجاد الحلول لما يواجهه من صعوبات الحياة تضيق عليه الخيارات لما يشعر به من يأس وإحباط ويبدأ في التفكير في الانتحار او الهجرة بشتى انواعها.

ولقد توصل هاوسمان (Housman 1998) الى ان اكثر ما يجعل الفرد قلقاً وخائفاً ومكتئبا هي الأمور التالية :

-المستقبل (كل الاشياء السيئة التي يمكن ان تحدث في المستقبل)

-الوحدة ابتعاد الناس عن الشخص.

-لخوف من المرض وخصوصاً الامراض الخطيرة.

-الخوف من الفشل في الدراسة أوفي العلاقات الاجتماعية أو الملل .

-الحاجة المادية والفقر في المستقبل.

-فقدان العمل والبطالة.

-عدم القدرة على اتخاذ قرار مصيري الان وفي المستقبل.

-الزواج ( الخوف من عدم العثور على الشريك المناسب).

-رفض الاخرين له وعدم قدرته على اقامة علاقة حميمة مع الاشخاص الاخرين.

-الموت (Housman  ،1998)

يؤثر قلق المستقبل بشكل مباشر على مواقف الأفراد الذاتية تجاه المستقبل، أو تجاه ما سيحدث، وما يمكن أن يحدث، وقد يصبح المستقبل مصدر قلق ورعب نتيجة للإدراك الخاطئ للأحداث المحتملة في المستقبل، وعدم ثقة الفرد في القدرة على التعامل مع هذه الأحداث، والنظر إليها بطريقة سلبية نتيجة لتداخل الأفكار، وربط الماضي بالحاضر والمستقبل، مما يسهم في عدم القدرة على التكيف مع الأحداث التي تعترض مستقبله، مما يسبب زيادة القلق نحو المستقبل.

ويشير مولين(Moline 1990) إلى أن هناك أسباباً عدة تؤدي إلى قلق المستقبل عند الفرد تتمثل بعدم القدرة على التكيف مع الصعوبات والمشكلات التي يعاني منها، وعدم القدرة على فصل أماني الفرد عن التوقعات المبنية على الواقع وإمكانيات الفرد وقدراته. بالإضافة إلى التخلخل والتفكك ألأسري وشعور الفرد بعدم انتمائه للأسرة والمجتمع وعدم شعوره بالأمن النفسي والاجتماعي. ونقص القدرة على التكهن بالمستقيل وعدم وجود معلومات كافية لدى الفرد لبناء أفكار عن المستقبل.  

كما أشار داينز(2006) إلى أن أسباب قلق المستقبل تندرج تحت عوامل اجتماعية حيث إن ردود الأفعال الوجدانية للتغيرات ألأخلاقية والاجتماعية في المجتمع وضغوط الحياة العصرية تولد مشاعر القلق والخوف من الضعف وتناقض الأدوار وضغوط الحياة، مما يؤدي بالفرد إلى عدم فهم الواقع والمستقبل، وبالتالي الدخول في دوامة التفكير والقلق من المستقبل. يؤثر قلق المستقبل في حياة الفرد وسلوكه وشخصيته بشكل سلبي، مما يؤدي إلى فشله وعجزه في تحقيق أهدافه وطموحاته مستقبلاً، ومن أبرز التأثيرات السلبية شعور الفرد بالوحدة والعزلة والتقوقع داخل إطار روتين معين، والافتقار إلى المرونة والفاعلية الذاتية، بالإضافة إلى استخدام أساليب الإجبار في التعامل مع الناس والاعتماد على الآخرين في تلبية حاجاته، وتأمين المستقبل، كما أنه يؤدي بالفرد إلى عدم القدرة على التخطيط الصحيح للمواقف الحياتية، وتكون لديه ردود أفعال سلبية قد تعيقه عن تحقيق المستقبل (محمد احمد المومني ومازن محمود،2013).

كما يعتبر الاكتئاب النفسي أحد الأمراض النفســية الذي يرتبط بحالة من الشعور بالحزن واليأس وفقدان الاهتمام وعدم القدرة على الاستمتاع بأي شيء سار ويفقد بذلك الشهية للطعام وصعوبة التعامل مع الآخرين، وهو حالة عاطفية من الاغتمام  شبه الدائم يتراوح بني حاله خفيفة من الإحباط والتشاؤم الى مشاعر أقوى وأقسى(Oster.1995)

ويتدرج الاكتئاب من اكتئاب شــديد إلى اكتئاب متوسط أقل حدة من الكبير فلا يصل إلى حد الانتحار وإنما يؤثر على سلوكه وأفكاره وحياته العملية وأدائه الاجتماعي والمهني.

ولقد اجرى رضوان(2001) دراسة حول الاكتئاب والتشاؤم لدى عينة من الطلبة والطالبات كليات دمشق وتوصل الى ان نسبة انتشار الاكتئاب عالية جدا بين الطلبة وكانت أعلى عند الذكور من الاناث واما دراسة الأنصار(2006) التي استقصت على الفروق الجنسية في الاكتئاب بين الذكور والاناث في 17بلد اسلامي ،اظهرت النتائج ان هناك فروق بين الاناث والذكور في الاكتئاب(حرادات عبد الكريم ،2012).

وفي دراسة اوربية تحليلية ضخمة ضمت 43بلد، قيمت فيها الأعراضية الاكتئابية في الوسط الطلابي، توصلت النتائج الى ان 27,2% من الطلاب كانت لديهم افكار انتحارية خلال سنوات الدراسة ولقد احتلت فرنسا مرتبة عالية حسب مسح قام به المكتب الوطني للاستشارة الطبية ( Cnom) في (2016) لدى عينة من 8000طالب ولقد تبين ان 14% منهم قد فكروا في الانتحار (Boris chaumette et Yannick norvan، 2018).

وانطلاقا من نتائج هذه الدراسات نستطيع القول ان قلق المستقبل وما يحمله من مفاجآت وتغيرات تتخطى قدرة الفرد على التكيف وهذا ما يجعل التوتر النفسي شديداً ومن ثم تكون استجاب الطالب الجامعي متطرفة كالمعاناة من الاكتئاب او ظهور الافكار الانتحارية او ظهور فكرة الهجرة عن الوطن بشتى أنواعها الشرعية منها كالذهاب لإتمام دراسته خارج الوطن او السفر بشتى الطرق حتى عن طريق قوارب الموت بحثا عن عمل وحياة سعيدة .

بهذا تتمثل محاور ازمة الشباب في مجموعة من المتغيرات والعوامل التي تتصل بصميم وجوده وحاجاته الانسانية الآنية كإمكانية الحصول على العمل بعد إنهاء ألدراسة وتحقيق حياة كريمة ضف الى ذلك غموض وقتامة الصورة المستقبلية.

وانطلاقا مما سبق نطرح التساؤلات التالية:

-هل يعاني الطالب الجامعي المقبل على التخرج من مستوى قلق مستقبل شديد؟

- هل يعاني الطالب الجامعي المقبل على التخرج من مستوى اكتئاب شديد ؟

-هل تراود الطالب الجامعي المقبل على التخرج  أفكار احتمال انتحار؟

-هل توجد فروق ذات دلالة احصائية بين الاناث والذكور في كل من مستوى قلق المستقبل والاكتئاب واحتمال الانتحار؟

-هل الطلبة المقبلين على التخرج الذين يعانون من الاكتئاب الشديد وقلق المستقبل الشديد واحتمال الانتحار الشديد هم فقط الذين تظهر لديهم فكرة الهجرة خارج الوطن؟

 وعليه نفترض ما يلي :

-يعاني الطالب الجامعي المقبل على التخرج من مستوى قلق مستقبل شديد.

-يعاني الطالب الجامعي المقبل على التخرج من مستوى اكتئاب شديد.

-تراود الطالب الجامعي المقبل على التخرج  أفكار احتمال انتحار.

-توجد فروق ذات دلالة احصائية بين الاناث والذكور في كل من مستوى قلق المستقبل والاكتئاب واحتمال الانتحار.

-الطلبة المقبلين على التخرج الذين يعانون من الاكتئاب الشديد وقلق المستقبل الشديد واحتمال الانتحار الشديد هم فقط الذين تظهر لديهم فكرة الهجرة خارج الوطن.

تحديد مفاهيم الدراسة اجرائيا

الشباب

 هي مرحلة من مراحل حياة الان سان تبدأ من (18-25سنة) فيها يكـون الـشاب لديـه الاستعداد والإمكانية والقدرة على مواجهة متطلبات الحياة وفي دراستنا هم كل طالب يزاول دراسته العليا بالجامعة في مستوى ماستر 2مقبل على التخرج.

التعريف الاجرائي لقلق المستقبل فهو

الدرجة الكلية التي سيحصل عليها المستجيب في ضوء استجابته على مقياس قلق المستقبل. لزين شقير(2005).

التعريف الاجرائي للإكتئاب

هو الدرجة الكلية التي سيحصل عليها المستجيب في ضوء استجابته على مقياس الاكتئاب لباك المكيف.

التعريف الإجرائي لإحتمال الانتحار

تعبر عنه الدرجة التي يتحصل عليها المستجيب على مقياس احتمال الانتحار المكيف من قبل بشير معمرية .

مفهوم الهجرة

الهجرة تعني الاغتراب أو الخروج من أرض إلى أخرى أو الانتقال من أرض إلى أخرى سعيا وراء الرزق أو العلم أو العلاج أو أي منفعة أخرى ،سواء كانت بطريقة شرعية قانونية او غير شرعية .(خارج الوطن).

العينة وخصائصها

تكونت عينة البحث من 400طالب وطالبة ماستر 2مقبلين على التخرج من جامعة مولود معمري .ولم نأخذ بعين الاعتبار التخصص (كلية الاقتصاد ،هندسة معمارية ،بيولوجيا،كلية العلوم الانسانية والاجتماعية بكل تخصصاتها ،الاعلام ،التاريخ ،الفلسفة ،علم النفس ،علوم التربية ،ارطفونيا ...).

حيث رعية في هذه العينة نسبة الذكور والإناث اذ  كان بالتساوي أي 200ذكر و200انثى.

منهج الدراسة

اعتمد البحث على المنهج الوصفي التحليلي الذي لا يقتصر على وصف الظاهرة قيد الدراسة وجمع المعلومات والبيانات عنها، بل ويعمل على تصنيف هذه المعلومات وتنظيمها وتفسيرها بغية الوصول إلى استنتاجات عامة تساعد على فهم الواقع وتطويره وذلك باستخدام أدوات مناسبة، ومن ثم تحليل هذه المعلومات بهدف الوصول إلى النتائج التي يمكن أن تحقق الأهداف المرجوة من هذا البحث. (الاغا، 1997).

ادوات البحث

-مقياس قلق المستقبل: من اعداد زينب شقير سنة 2005وتكييف للبيئة الجزائرية من طرف طايبي سنة (2011).

-مقياس الاكتئاب لباك: تعريب عبد الفتاح غريب سنة (1985) وتكييف للبيئة الجزائرية من طرف يحياوي حسينة سنة (1997).

-مقياس احتمال الانتحار: تم تصميمه للبيئة الجزائرية من طرف بشير معمرية سنة (2006).

الأدوات الإحصائية :برنامج الرزمة الاحصائية (SPSS 17.0).

عرض ومناقشة النتائج

بالنسبة للفرضية الاولى

القائلة ان الطلاب الجامعيين المقبلين على التخرج يعانون من قلق المستقبل شديد لقد تحققت حيث اننا وجدنا 140طالب من العينة الاجمالية أي ما يعادل 35% مستوى القلق لديهم مرتفع جدا  و111طالب أي ما يعادل 27.75% مستوى القلق لديهم شديد.

وتبين اذن هذه النتائج ان اكثر من 50% من الطلبة لديهم مستوى مرتفع من قلق المستقبل.

جدول(01): يمثل مستوى قلق المستقبل لدى

                       الطلبة الجامعيين

مستوى القلق

عدد العينة

النسب المآوية

مرتفع جدا

140

35%

مرتفع

111

27.75%

معتدل

89

22.25%

منخفض

60

15%

المجموع

400

100%

وهذه النتائج تتفق مع العديد من الدراسات العربية والأجنبية ونذكر منها :

دراسة حمزة(1988) ودراسة عبد الباقي(1993) ودراسة محمود شمال(1999) ودراسة حجازي(1986) ودراسة صبري(2003) ودراسة (M.Alvine(1995.

ولقد ارجع بعض الباحثين انتشار القلق بين الطلبة الى  العمل والدراسة ومتطلباتها الكثيرة والتهديد من جراء فقدانهما الظروف السياسية وانعكاساتها على الشارع والفرد وخاصة الشباب بكل ما تحمله من مفاجآت وصعوبات ونوعية التعليم ومخرجاته ومدى اسهامه بإمداد المجتمع بأفراد قلقين على مستقبلهم (النابلسي، 1999). 

ولقلق المستقبل مكون معرفي قوي، ويمكن القول أن مكونات قلق المستقبل معرفية اكثر منها انفعالية وهي ترتبط عادة بالخطر وتركز على المغالاة في تخمين قتامة المستقبل، وهذا ما يؤكده  ايليس (Ellis)  أن مرضى القلق لديهم نزوع الى تهويل ورؤية كارثة في كل شيء فالفرد القلق تسيطر عليه إحتمال الخطر ومنضبط عليه بحيث لا يكف عن تحذير نفسه من اخطار ممكنة وكل هذا يفسر بدوره الدرجات العالية لمستوى الاكتئاب الذي تحصلنا عليه فيما سوف يأتي :

 بالنسبة للفرضية الثانية

التي مفادها يعاني الطلبة المقبلين على التخرج من اكتئاب شديد كذلك قد تحققت وهذا كما يوضحه الجدول التالي :

جدول(02) يمثل مستوى الاكتئاب لدى الطلبة

مستوى الاكتئاب

عدد الطلبة

النسبة المآوية

شديد

201

50.25%

متوسط

125

31.25%

معتدل

40

10%

منخفظ جدا

34

8.50%

n

400

100%

نلاحظ من خلال نتائج المتحصل عليها ان نسبة 50.25% من الطلاب يعانون من اكتئاب شديد وهذه النسب تبين ارتفاع مستوى الاكتئاب وتتفق نتائج دراستنا مع نتائج دراسة كل من عبد الخالق سليمان(2002) ودراسة عبد الخالق والدماطي(2008) .

ولقد ارجع بعض الباحثين ارتفاع نسبة الاكتئاب قد يرجع الى المرحلة العمرية وكلك للنظرة التشاؤمية نحو المستقبل كما فسرها باك(Beck) في نظريته حول الاكتئاب .

وقد بينت دراسات اخرى عديدة ان الكثير من المشكلات السلوكية التي تلاحظ عند الطلاب والشباب يكمن ورائها أحد أشكال الاكتئاب ومن هذه المشكلات نجد: الملل، الشعور بالإجهاد، وصعوبة التركيز، والمذاكرة، وتقدير الذات المنخفظ وفقدان الاهتمام بالأعمال الدراسية والتمرد، والعدوان، والخمول والكسل وشكاوي جسمية متعددة. الخ (احمد عبد الخالق 1999)، (Weseman et al,  1995) ، (Scales & Ndoh  2002)ونحن نتفق مع ما توصلت اليه هذه الدراسات .

بالنسبة للفرضية الثالثة

القائلة ان الطالب الجامعي المقبل على التخرج تراوده أفكار احتمال انتحار فإن النتائج جاءت كالتالي:                      

جدول(03) يمثل مستوى الانتحار لدى الطلبة

مستوى احتمال الانتحار

عدد الطلبة

النسب المآوية

شديد

275

68.75%

معتدل

57

18.75%

منخفض

50

12.50%

نلاحظ من خلال الجدول ان 68.75% من افراد العينة لديهم مستوى احتمال الانتحار الشديد وهذه النتائج ليست بالسارة حيث تؤكد النتائج التي توصل اليها العديد من الباحثين الجزائريين منهم كاشا(1993)، يحياوي(1997)، منظمة الصحة العالمية(2013)... ان الشباب هم اكثر الفئات التي تحاول الانتحار او تنتحر في العالم والوطن العربي والجزائر بصفة خاصة .

في السنوات الأخيرة أصبح موضوع الانتحار أكثر تداولاً في البلدان العربية بشكل يكشف عن وجود مشكلة بصدد التزايد في مجتمعاتنا، حتى ولو كانت لم تبلغ بعد شروط الظاهرة.

فالجرائد الصادرة في الجزائر لا تخلو من يوم لآخر من حوادث الانتحار والتي مست كل فئات المجتمع انطلاقا من الشباب إلى الشيوخ مرورا بأرباب الأسر وحتى الأطفال.

كما أوردت منظمة الصحة العالمية، أرقاما مخيفة عن الانتحار في الجزائر، حيث نشرت  تقرير من 10صفحات يتناول الظاهرة بتفاصيلها المأساوية وجميع زواياها، واللافت في التقرير إلى أن الفئة العمرية التي تنهي حياتها بالانتحار في الجزائر هي الأكثر من 70سنة بنسبة 6.1%، ومن 50إلى 69سنة بنسبة 2.5% لكلا الجنسين، وتقل النسبة عند الأطفال ما بين سن 5إلى 14سنة، إلى 0.3% لكلا الجنسين(منظمة الصحة العلمية، 2013)

حسب نفس التقرير لمنظمة الصحة العالمية، الجزائر تحتل المرتبة التاسعة عربيا في الدول التي تعرف أكثر حالات انتحار بمعدل 1.9متقدمة على عدد من الدول العربية على غرار المملكة السعودية، مصر، لبنان، سوريا، فيما احتلت المغرب ثاني دولة عربية من حيث عدد حالات الانتحار بعد السودان.

وإن احتلت الجزائر الترتيب التاسع عربيا فإن هذه المرتبة تعد مقلقة باعتبارها قد تقدمت عددا من الدولة العربية الأقل مستوى معيشي على غرار كل من سوريا ولبنان وليبيا وعمان.

ما اكده Sheindmanسنة(1999) اذ يرى أن الانتحار أساسه ظاهرة نفسية أكثر من النظر إليه من أوجه متعددة اجتماعيا، فلسفيا، إحصائيا، أي فهم هذه الظاهرة يعود للحالة النفسية للفرد المنتحر، وبرزت إسهاماته في قوله أن تقريبا جميع المنتحرين يشتركون في سبب واحد يتمثل في معاناة نفسية غير محتملة، أمام هذه المعاناة القاسية يزداد نشاط البحث عن الموت من خلال توقف التدفق الملح لخبرة شعورية أكثر تألما .

يضيف إل ذلك أن المعاناة النفسية ليست وحدها المسئولة  عن حدوث الانتحار وإنما يجب أن يكون إلى جانب ذلك ضغط سلبي، اضطراب نفسي مسجل مع أفكار انتحارية كحل لمشاكلهم وحسب Sheindmanانطلاقا من هذه العناصر الأربعة يمكننا فهم أغلبية المنتحرين.

ولقد اتى(شنايدمان) بمصطلح المعاناة النفسية الغير محتملة  أي «Le psy mal» والتي ظهرت تقريبا في جميع حالات الانتحار والأفراد لا ينتحرون أبدا مقابل الفرح أو الحماس وإنما يموتون لأنهم تعساء ويعانون، وعرف هذا المفهوم على النحو التالي «الألم،القلق الندم، المعاناة، البؤس الذي يعذب الروح، فالمعاناة الشديدة تحس بالكره، الشعور بالذنب، التحقير، الوحدة، الفقدان، الحزن، الخوف القاتل أين يكون الموت السيئ» (يحياوي وفتال ،2019).

وتبقى نسبة الطلاب الذين لديهم احتمال ميول انتحارية تطابق بالتقريب نسبة الطلاب الذين يعانون من اكتئاب شديد وهذا ما أكدته العديد من الدراسات

 ( Beck; JSarnow et al Salter) والتي ربطت بين ارتفاع مشاعر اليأس والإصابة بالاكتئاب وبالتالي ظهور الأفكار الانتحارية (يحياوي،1997)

 

بالنسبة للفرضية الرابعة

التي تنص على وجود فروق ذات دلالة احصائية في مستويات قلق المستقبل والاكتئاب واحتمال الانتحار ارتباطيه ذات دلالة احصائية بين كل من الاناث والذكور كانت النتائج كالتالي :

جدول(04) يمثل الفروق بين الاناث والذكور الطلبة في قلق

                     المستقبل،الاكتئاب واحتمال الانتحار

المتغيرات

الجنس

n

x̅

t

قلق المستقبل

ذ

200

76.25

16,07

إ

200

58.22

الاكتئاب

ذ

200

12.11

17.82 -

إ

200

22.86

احتمال الانتحار

ذ

200

35.75

13.92 -

إ

200

52.61

بالنسبة للفروق بين الذكور والإناث في مستوى قلق المستقبل نلاحظ ان الذكور اكثر قلقا من المستقبل من الاناث حيث جاءت قيمة ”t“ تساوي 17.83وهي دالة احصائيا عند مستوى دلالة 0.01.

اما بالنسبة للفروق في مستوى الاكتئاب وجدنا ان الاناث اكثر اكتئابا من الذكور وهذا الفرق دال احصائيا حيث ان قيمة ”t“ تساوي 17.82_عند مستزى دلالة 0.01.

وبالنسبة للفروق في مستوى احتمال الانتحار نلاحظ ان الذكور اقل احتمالا للإقبال على الانتحار من الاناث بفارق يقدر ب ”t“ = 16.87_ عندى مستوى دلالة 0.01.

إلا أننا نشير إلى أن العديد من الدراسات انتهت إلى نتائج تدعم وتؤيد النتائج التي توصلنا إليها في الدراسة الحالية ومن بينها دراسة  هاروني موسى(2004)، اسـتنادا لمختبـر فـايزر الـذي قـام بعـرض نتـائج أبحاث مجموعة من المختصين السيكاتريين فإن حوالي مليون جزائـري يعـاني مـن اكتئـاب مشـخص سـيكاتريا، كما أن الاكتئاب يعتبر أقوى منبئ لتصور الانتحار عن المتغيـرات الأخـرى إلا أن هـذا قـد أثـار جـدلا كبيرا بين الباحثين حيث أنه لابد أن يصاحب اليأس الاكتئاب حتـى تـزداد احتماليـة  التصور الانتحاري ووقـوع الانتحار، وقد يكون مؤشر اليأس في دراستنا هو الدرجة العالية لمستوى قلق المستقبل لدى الطلبة المقبلين على التخرج.

ترى الباحثة هذه النتيجة جاءت منطقية وذلك لأن الشاب الجزائري يواجه ضغوطاً اجتماعية وسياسية واقتصادية ودراسية صعبة مما يجعله قلقاً بشأن مستقبله ونظرته المتشائمة اتجاهه بسبب زيادة المشكلات لتعقد الحياة وزيادة متطلباتها مما ترهق كاهل الشاب وهذا ينعكس بدوره في زيادة قلقه نحو مستقبله بسبب تفكيره المتواصل في تكوين الاسرة والاستقرار والعمل.

اما فيما يخص الفروق في مستوى قلق المستقبل الذي جاء لصالح الذكور الطلاب  نجد ان في وقتنا الحاضر أصبحت المرأة مع الرجل تتحمل مسؤولية مصيرها مثلها مثل الرجل وتواجه نفس التحديات والمصاعب إلا ان مجتمعنا العربي الاسلامي بمقوماته وتقاليده الاجتماعية يرمي الحمل في تحمل المسؤولية على عاتق الذكور اكثر من الاناث مثلا في ايجاد العمل والسكن وتكاليف الزواج. الخ نتيجة التنشئة الاجتماعية.    

حيث اتفقت نتائج الدراسة الحالية مع نتائج دراستي كل من حسن(1999) وكرميان(2008) اللتين أشارتا إلى وجود فروق في مستوى قلق المستقبل تعزى لاختلاف متغير الجنس لصالح الذكور، واختلفت نتائج الدراسة الحالية مع نتائج دراسة العكايشي(2000) التي أشارت إلى وجود فروق في مستوى قلق المستقبل تعزى لاختلاف متغير الجنس لصالح الإناث في حين اختلفت مع دراسة، كل من العكيلي(2000)، والعزاوي(2002)، ومسعود (2006) والسفاسفة والمحاميد (2007)، القاضي (2009)،أبو العلا(2010) والإمامي(2010)، حيث أشارت جميع نتائج هذه  الدراسات إلى وجود فروق في مستوى قلق المستقبل تعزى لاختلاف متغير الجنس لصالح الإناث (محمد احمد المومني ،2012).

 بالنسبة  للفرضية الخامسة

التي مفادها ان الطلبة المقبلين على التخرج الذين يعانون من الاكتئاب الشديد وقلق المستقبل الشديد واحتمال الانتحار الشديد هم فقط الذين تظهر لديهم فكرة الهجرة خارج الوطن:   النسب مختلفة جدا بين الذكور والإناث حيث صرح 325اي 81.25% من مجموع العينة الاجمالي أي 400  بأنهم يفكرون ويخططون للهجرة خارج الوطن، من بينهم نجد  215  ذكر  و110من الاناث. 

وهنا نجد ان عدد الاناث اللواتي يفكرن في الهجرة بدا في الارتفاع وهذا هاجس جديد بالنسبة للعائلات والمجتمع ككل بعد ان كانت الهجرة تخص فقط الذكور.

وتبقى الارقام مخيفة جدا حيث سجلت قوات السواحل البحرية احباط لمحاولات هجرة غير شرعية من فاتح جانفي 2017الى غاية ديسمبر 3109مهاجرا من بينهم 186امرأة و840قاصر 

وهذه الارقام في الارتفاع سنة بعد سنة واذا جمعناها مع المهاجرين بالطرق الشرعية كالطلبة الذين يحصلون على التأشيرات بحجة اكمال دراساتهم بالخارج ثم لا يعودون فقد نصطدم هنا بواقع امر من الذي نتوقعه ونعيشه حاليا وتبقى الوقاية بشتى الطرق هي السبيل الوحيد لإيقاف هذا الجرف والزحف الشبابي نحو آفاق وآمال اخرى عساها تتحقق او يعود في صندوق ان لم تلتهمه الحيتان في البحر.

ولابد من الإشارة إلى أن أهم حوافز الهجرة نحو أ وروبا سببه الإغراء الذي تقدمه وسائل الإعلام للشباب من خلال ما تنقله عن رفاهية المجتمع الأوروبي ،سهولة العيش والعمل وخاصة انفتاح المجتمع والثقافة الأوروبية على العالم واندماجها مع باقي الثقافات، مما جعل الشباب يعتقدون أنهم سيجدون الراحة والطمأنينة في هذه البلدان وسيتأقلمون بسهولة مع هذا المجتمع، وبالتالي يحققون ما لم يتمكنوا من تحقيقه في ارض الوطن، خاصة وان ما تعرضه هذه القنوات يتماشى تماما مع ما يتطلع له الشباب، وهو ما جعلهم يسعون بكل السبل للوصول لهذه الدول حتى لو كان ذلك يكلف حياتهم حيث أن الشعور بعدم الانتماء والصراع بين ما يصبو الشباب وما يقوم عليه المجتمع من قيم ومعايير هو ما يدفع للتفكير في الهجرة، وهو توصلت اليه نتائج دراسة Titus Marieحيث تشير في أطروحتها حول هجرة الجزائريين اتجاه فرنسا أن ما يدفع الشباب الجزائري للهجرة هو «التضاد» بين رغباتهم وطموحاتهم في كيفية بناء مستقبلهم والعراقيل التي تواجههم في الواقع وتحول دون إمكانية تحقيق أي من أهدافهم مما يدفعهم للبحث عن مجتمع أخر يحويهم بكل ما لهم من أفكار وطموحات، فتكون الرغبة في الهجرة بأي وسيلة وثمن (حكيمة شاشوة، 2019).

خاتمة

من خلال قراءاتنا للتراث النظري حول مشكلات الشباب وانطلاقا من نتائج دراستنا ومن مناقشاتنا مع المجتمع الطلابي بحكم مركزنا كأستاذة جامعية وكذلك كمختصة نفسانية عيادية ممارسة نلاحظ ان الترسبات العديدة لمعاناة الشباب من مشكلات حياتية يومية تصنع واقعهم وترسم تفاصيله بشكل مستمر، وهي تؤثر بصورة مباشرة على العواطف الاجتماعية والأحاسيس الذاتية، اتجاه ذواتهم واتجاه الآخر، فالعوائق التي تم الحديث عنها سابقا، مثل: البطالة والتهميش إضافة إلى مشاعر الظلم والحرمان، تجعل الشاب يلتمس داخله بصورة واعية وإحساس عميق بالنقص والدونية وعدم القيمة الوجودية ضمن السياق الاجتماعي الذي يشكل من خلاله كل علاقته، أفكاره، طموحاته وسلوكياته، إن الشعور بالدونية والنقص عند الشاب  تؤدي الى الاكتئاب لا محال

وبالتالي قد تراوده أفكار للانتحار او الرغبة في فكرة الهجرة ومن اجل تفادي كل هذا وكذلك عوض هدر هذه القدرات والطاقات الانسانية نوصي بما يلي :

-تفعيل دور المؤسسات الاجتماعية من خلال الرعاية والاهتمام  بالطلبة بما يضمن الحد من قلق المستقبل.

-عقد الدورات الإرشادية التي تسهم في تدريب الطلبة على مواجهة القلق الإقتصادي والأُسري.

- توفير البيئة الجامعية المناسبة في الكلية بما يسهم في خفض مستوى القلق .

-الاهتمام من خلال وسائل الاعلام ومن خلال المؤسسات التعليمية والتثقيفية بحاجات الشباب النفسية والعمل على تقليل مخاوفهم تجاه مستقبلهم من خلال مساعدتهم في التخطيط للمستقبل بأعتبار أن الانسان هو صانع المستقبل.

-توعية الشباب فيما يتعلق بمستقبلهم من خلال التعرف على امكاناتهم الحقيقية وتعليمهم مهارات التخطيط على أسس سليمة حتى لا يقع الشاب الطالب فريسة طموحاته غير الواقعية وبالتالي تسد امامه فرص كثيرة بسبب تعميمه خبرة الفشل.

-اجراء المزيد من الدراسات حول قلق المستقبل لدى فئات أُخرى من المجتمع في ضوء متغيرات وعوامل لها علاقة بتزايد قلق المستقبل بهدف إيجاد الحلول لهذه العوامل والمسببات.

المراجع

ابو زيد، نبيلة امين.(1992). النظرة المستقبلية لدى شباب الجامعة من الجنسين (دراسة استطلاعية). مجلة علم النفس، العدد  2.

الاغا، احسان. (1997) .البحث التربوي عناصره- مناهجه – ادواته. ط2 .مطبعة الرنتيسي.غزة.فلسطين.

 بشير معمرية (2006).تصميم استبيان احتمال الانتحار ،مجلة شبكة العلوم النفسية العربية ،العدد 10 و11 صيف وربيع  (ص ص109-118)

http://arabpsynet.com/Archives/OP/OPj10-11.MAAMRIA2-Suicide.pdf

كيمة شاشوة (2019).الاغتراب الاجتماعي والهجرة : نحو اتجاه نظري حديث لتفسير هجرة الشباب  الجزائري الى فرنسا، أفكار وآفاق ،المجلد 7،العدد1 ،(صص 75-97).

عبد الباقي، سلوى .(1993 ) .مسببات القلق خبرات الماضي والحاضر ومخاوف المستقبل. دراسات نفسية وتربوية الجزء 58 عالم الكتب. القاهرة. مصر.

عبد الخالق، احمد والانصاري، بدر محمد. ( 1995 ): التفاؤل والتشاؤم ،دراسةعربية في الشخصية، المجلد ( 1)، جامعة عين شمس.مصر.

محمد احمد المومني ومازن محمود نعيم .( 2013).قلق المستقبل لدى طلبة كليات المجتمع في منطقة الجليل في ضوء بعض المتغيرات .المجلد 9. عدد2,(صص 173- 185)     

From:http://journals.yu.edu.jo/jjes/Issues/2013/Vol9No2/4.pdf

النابلسي، محمد أحمد.( 1990). سيكولوجية السياسة العربية، العرب والمستقبليات، دار النهضة العربية، بيروت ,لبنان .

 يحياوي حسينة (1997). المحاولة الانتحارية  دراسة نفسية ،رسالة ماجستير غير منشورة .الجزائر :جامعة الجزائر.

يحياوي حسينة وفتال صليحة (2019).البروفيل  السيكولوجي-الاجتماعي للشاب المحاول الانتحار في الجزائر

Route Educational & social ,volum6(6),June,(pp443-462)

Labdelaoui Hocine, 2012. LAlgérie faceàlévolution de sonémigration en France et dans le monde, Hommes & Migrations.

Housman , A. (1998): Fear and worry .from.http://www.soon.org.uk/problems /wrong.htm.

Wiseman, H. etal. (1995) Gender Differences in Loneliness and Depression of UniversityStudents Seeking Counseling. British Journal of Guidance and Counseling, v23n2 ( p231- 43).

@pour_citer_ce_document

حسينة يحياوي / سامية شينار, «قلق المستقبل،الاكتئاب و احتمال الانتحار وظهور فكرة الهجرة لدى الطلاب الجامعيين المقبلين على التخرج (دراسة ميدانية بولاية تيزي وزو)»

[En ligne] ,[#G_TITLE:#langue] ,[#G_TITLE:#langue]
Papier : ص ص 09-17,
Date Publication Sur Papier : 2022-12-05,
Date Pulication Electronique : 2022-12-05,
mis a jour le : 05/12/2022,
URL : https://revues.univ-setif2.dz:443/revue/index.php?id=8911.