بنية الزمن في رواية «أشباح المدينة المقتولة» للروائي بشيــــــر مفتـــــــيTime Structure in the novel “Ghosts of the Murdered City” by the novelist Bashir Mufti
Plan du site au format XML


Archive: revues des lettres et sciences sociales


N°01 Avril 2004


N°02 Mai 2005


N°03 Novembre 2005


N°04 Juin 2006


N°05 Juin 2007


N°06 Janvier 2008


N°07 Juin 2008


N°08 Mai 2009


N°09 Octobre 2009


N°10 Décembre 2009


N°11 Juin 2010


N°12 Juillet 2010


N°13 Janvier 2011


N°14 Juin 2011


N°15 Juillet 2012


N°16 Décembre 2012


N°17 Septembre 2013


Revue des Lettres et Sciences Sociales


N°18 Juin 2014


N°19 Décembre 2014


N°20 Juin 2015


N°21 Décembre 2015


N°22 Juin 2016


N° 23 Décembre 2016


N° 24 Juin 2017


N° 25 Décembre 2017


N°26 Vol 15- 2018


N°27 Vol 15- 2018


N°28 Vol 15- 2018


N°01 Vol 16- 2019


N°02 Vol 16- 2019


N°03 Vol 16- 2019


N°04 Vol 16- 2019


N°01 VOL 17-2020


N:02 vol 17-2020


N:03 vol 17-2020


N°01 vol 18-2021


N°02 vol 18-2021


N°01 vol 19-2022


N°02 vol 19-2022


N°01 vol 20-2023


N°02 vol 20-2023


A propos

avancée

Archive PDF

N°01 vol 20-2023

بنية الزمن في رواية «أشباح المدينة المقتولة» للروائي بشيــــــر مفتـــــــي

Time Structure in the novel “Ghosts of the Murdered City” by the novelist Bashir Mufti
ص ص 98-108
تاريخ الاستلام 2022-05-04 تاريخ القبول 16-11-2022

أحمد لعياضي
  • resume:Ar
  • resume
  • Abstract
  • Auteurs
  • TEXTE INTEGRAL
  • Bibliographie

استطاعت الظاهرة الزمنية أن تحظى بأكبر قدر من الدراسات والاهتمام من قبل الكتاب والنقاد، حيث لفتت انتباههم إلى أساليب عملها وطرق تجسيدها ضمن النصوص المختلفة، ولأنها اخترقت قواعد الترتيب المنطقي الكلاسيكي التي كانت في ذلك الوقت في الرواية التقليدية. لقد خلقت ما يسمى بالمفارقات الزمنية من خلال تقديم ما لم يأتي بعد، وتذكر حدث مضى وبالتالي تداخل الزمن في الرواية الحديثة

phénomène temporel a pu recevoir le plus d’études et d’attention de la part des écrivains et des critiques, attirant leur attention sur les méthodes de son travail et les manières de l’incarner dans les différents textes, et parce qu’il a pénétré les règles de la logique classique. Arrangement qui étaient à cette époque dans le roman traditionnel. Il a créé les soi-disant paradoxes temporels en présentant ce qui n’est pas encore venu, en rappelant un événement passé et donc le chevauchement du temps dans le roman moderne

temporal phenomenon was able to receive the greatest amount of studies and attention by writers and critics, urging them to draw their attention to the methods of its work and ways of embodying it within the different texts, and because it penetrated the rules of the classical logical arrangement that were at that time in the traditional novel. It created the so-called temporal paradoxes by presenting what has not yet come, remembering a past event and thus the overlap of time in the modern novel

Quelques mots à propos de :  أحمد لعياضي

Dr. Ahmed Layadi     جامعة محمد لمين دباغين سطيف2، الجزائرlayadiahmed57@gmail.com

مقدمة

تعد الرواية الجزائرية من بين الأجناس الأدبية التي حققت في الآونة الأخيرة تراكمًا لا يستهان به، وتغيرًا كيفيًا في الشكل والأسلوب والقوالب الفنية، كما عرفت عدة مراحل فنية تجريبية، صقلت مواهب الروائيين لأن يبدعوا أعمالاً روائية غاية في الجدة والإبداع، خاصة في فترة التسعينيات من القرن العشرين، ومن بين الروائيين الذين استطاعوا فرض نموذج سردي متميز الروائي «بشير مفتي».

إن الرواية المعاصرة أصبحت لا تهتم بأن يكون الخطاب الذي تؤسسه مقيدًا بخطية الزمن بقدر ما يكون مشكلاً من نسيج من العلاقات الزمنية وملتقى لتقاطع أزمنة مختلفة ومتنوعة. فالزمن يمر، والماضي يمتد إلى الحاضر، وهناك المجهول الذي نسميه المستقبل، أي الزمن في امتداده من الماضي إلى المستقبل عبر الحاضر، وبذلك يكون للزمن وفتراته ثلاثة أنواع: زمن ماض، زمن حاضر، وزمن مستقبل. وقد اهتمت جل الدراسات بمفهوم الزمن وتجلياته في مختلف العلوم، ومن بينها العلوم الإنسانية بصفة خاصة.

موضوع البحث

 ولما كان النص السردي هو ذلك الحدث التواصلي الذي يربط ماضي أمة بحاضرها، وكذا بمستقبلها لذلك يكون «الزمن» هو أساس بناء النص السردي، وهذا ما جعل السرديات النصية تصوب دراساتها للزمن واعتبرته بنية مجردة تعنى به الرواية، كما اعتبر جل النقاد والباحثين قيمة الزمن تتجاوز الشخصية، أو أنه الشخصية ذاتها. وتعتبر الأعمال الأدبية الفنية أكثر المجالات التصاقًا بالزمن واحتوائها عليه بأوجهه المختلفة، مما يجعله «عاملاً أساسيًا في تقنية الرواية، لذلك يمكن اعتبار القص أكثر الفنون التصاقًا بالزمن، فلو انتفى الزمن، انتفى الحكي في الرواية كونها فنًّا زمنيًا»(القصراوي، 2004) .

إن الجهد الأعظم في دراسة «زمن الخطاب» الروائي يعود للباحث «جيرار جينيت›› (Gérard Genet) الذي أفاد بدوره من المدرسة الشكلانية الروسية، ويتضح عمله من خلال كتابه «خطاب الحكاية››، حيث فرق بين زمن القصة وزمن الحكاية قائلا: «المفارقة الزمنية هو مصطلح عام للدلالة على كل أشكال التنافر بين الترتيبين الزمنيين:الترتيب الزمني للقصة والترتيب الزمني للحكاية»(Genet, 2000)، وقد اقتفى أثر «جيرار جينيت››(Gérard Genet)  مجموعة من الباحثين والنقاد في هذه المسألة منها : «المفارقة الزمنية هي عدم توافق في الترتيب بين الترتيب الذي تحدث فيه الأحداث والتتابع الذي تحكى فيه...ولها مدى أو امتداد معين، فهي تغطي مدة زمنية مدة معينة من زمن القصة»(Prince، 2000)، معناه تطورت الرواية من المستوى البسيط للتتابع إلى خلط المستويات الزمنيةـــ من ماض وحاضر ومستقبل خلطا تامًّا.

كذلك «تعود إلى الوراء لتسترجع أحداثا تكون قد حصلت في الماضي وعلى العكس من ذلك تقفز إلى الأمام لتستشرف ما هو آت أو متوقع من الأحداث، وفي كلتا الحالتين نكون إزاء مفارقة زمنية توقف استرسال الحكي المتنامي وتفسح المجال أمام نوع من الذهاب والإياب على محور السرد انطلاقا من النقطة التي وصلتها القصة، وهكذا فتارة نكون إزاء سرد استذكاري ... وتارة أخرى نكون إزاء سرد استشرافي»(بحرواي، 1990). وعلى كثرة الباحثين والنقاد، قد أقرّ «تدوروف›› (Todorov) أشكالا لدراسة الزمن النصي على المستوى الإجرائي بعد الشكلانية الروسية، انطلاقا من خلال العلاقة القائمة بين زمن القصة وزمن الخطاب وفق النظام الآتي:

1ــ التسلسل 2ــ التضمين 3ــ التناوب.

ينطلق «تدوروف» من النظام، كون أن النظام هو الذي يحقق التسلسل في النص، وكذا التآلف بين أجزائه فيتولد الانسجام في العمل السردي، ويتجلى ذلك في قوله: «تتوافق عدة متتاليات بسهولة مع نمذجة شكلية الحالات التالية الممكنة: التسلسل عندما تكون المتتاليات مرتبة في نظام مع بعضها تضمين: نظام (تشابك أو تناوب)، نظام يمكن لهذه الأنواع الثلاثة الأساسية أن تتآلف فيما بينها،أو مع قضايا أخرى من النوع نفسه، ينتج التسلسل الكلي للمتتاليات داخل نص العقدة» (Todorov، د.ت). وهذه الأشكال المختلفة التي توجد بحسب زمن القصة وزمن الخطاب، تقاطع العديد من الباحثين والنقاد فيها على المستوى الإجرائي في دراسة الزمن النصي، فبالتمييز بين زمن القصة وزمن الخطاب، تتجلى العناصر في االنص السردي إجرائيا على النحو التالي:

التسلسل

يتجلى التسلسل في النص السردي من خلال سرد مجموعة من الأحداث والوقائع، تكون متصلة فيما بينها، فيتم سرد أحداث القصة الثانية، بعد الانتهاء من القصة الأولى، ويعرفه سعيد يقطين بقوله: «في التسلسل تجدنا أمام تتابع حكي قصص متعددة أو أحداث كثيرة، بانتهاء أي واحد منها يبدأ بحكي الثاني» (يقطين، 2005). وينتج عن تعاقب وتتابع عدة أحداث ووقائع في قصة واحدة إلى نوع من فتح أفق القارئ أو المتلقي، فهو بدوره ينتظر نمو وتطور أحداث القصة الأولى إلى أحداث القصة الثانية، بأحداث مختلفة ومتغايرة فيها شخصيات جديدة وحدث مختلف عن القصة الأولى، وكذا الزمن والمكان... وتتجلى مقولة «التسلسل» إجرائيا في رواية «أشباح المدينة المقتول»: فقد سرد الراوي عدة أحداث لعدة قصص، فبانتهاء القصة الأولى، يبدأ بسرد أحداث القصة الثانية. حيث بدأ الراوي بقصته هو نفسه منذ ولادته في حي مارشي اثناش سنة 1969 وزمن كبره وبلوغه رجلا، فيقول: «ولدت عام 1969 بحي مارشي اثناش أو سوق اثنا عشر دون أن أعرف سبب التسمية الفعلية للحي... وقع الانقلاب على الرئيس بن بلة من طرف الكولونيل ... اختفى أبي في نهاية الثمانينيات ... أبدو أني أقتفي أثر الزربوط ... تعرفت على امرأة اسمها زهية ... أتذكر أنه منذ حكت لي قصتها  تلك، ففقدنا القدرة على الكلام، بشكل سوي فيما بيننا ... ومن جهتها أيضا، وكأنها فتحت ثقبًا في روحها الغامضة» (مفتي، 2012). يسرد لنا الراوي في هذه الأحداث عن الزمن الذي عاش فيه، في حي «مارشي اثناش» والمحيط الذي ترعرع فيه، دون أن يعرف سبب التسمية للحي «بمارشي اثناش»، كما يذكر بعض صفات أبيه المنعزل عن الناس، وأمه الحنون التي تتأثر لرؤية زوجها وهو يعتقل من طرف الشرطة، والظروف السياسية التي مرت بها الجزائر والمتمثلة في وقوع الانقلاب على الرئيس أحمد بن بلة من طرف الكولونيل هواري بومدين ... وذات يوم تم اعتقال (والده) والزج به في السجن والاختفاء، ثم قصته مع زهية المجاهدة التي عانت كثيرا في بيوت الاستعمار كخادمة، والتي جعلوا لها حياتين، حياة غامضة دفنتها وتجاوزتها، ولن ترض بالعودة إليها وتأتي قصته مع الزربوط والكيفية التي مات بها...، فتنتهي هذه القصة بأحداثها لتبدأ قصة الزاوش وهي القصة الثانية، بأحداث جديدة، وتحوله إلى داعية إسلامي،حيث كانت نهايته الانتحار بسيارة مفخخة (الانفجار). فيقول الراوي: «في صغري كانوا ينادونني الزاوش... لم تكن علاقتي ودية مع البنات... يوم جاء شخص يخطب رشيدة فرحنا كثيرا...ثم اكتشفت أنها الوحيدة التي لم تفرح... ورحت أنطق بالشهادة لا إله إلا الله،محمدا رسول الله ...حتى وصلنا إلى المكان، فانطلقنا أنا والشاب صرخة واحدة الله أكبر وحدث الانفجار» (مفتي، 2012). 

ثم تبدأ أحداث قصة الهادي بن منصور، وهي القصة الثالثة، فتتواصل الأحداث والوقائع متسلسلة فيما بينها مشكلة تجانسا وتنظيما، حيث يقول الراوي: «عدت من بلغاريا إلى الجزائر، بعد غربة طويلة دامت سبع سنوات ... توفي والدي ... ولحقته أمي ... لقد تركوني وحيدا ... فاقترحت عليه أن أعمل بها كعازف ... نسيت أمر مشروع الفيلم الذي اقترحته ... قالت بسرعة اسمي ربيعة ... إلى معلمة الموسيقى في معهد السيدة أنيليا ... في حانة المرسى الكبير... اسمهان كانت في الأربعين من عمرها ... أشاهد بوستر فيلم ... إخراج الهادي بن منصور، تمثيل الفتاة الشابة ربيعة...»(مفتي،2012).

إن أحداث قصة الهادي بن منصور فيها شغف لمعرفة الجديد، فالراوي يترك المتلقي يبحث عن مختلف الشخصيات التي سيتعرف عليها الهادي بن منصور من خلال رحلته الداخلية في الحي والمدينة التي يقيم فيها، وسفره إلى الخارج (بلغاريا)، وما كان يتذكره من أحداث مع زملائه ومعلمته أنيليا وكذا معهد الموسيقى. فالراوي يطرح مشاكل وظروف تواجه المبدع الجزائري، والكيفية التي تتلقى بها السلطة الإبداع وكيفية تعاملها مع المبدع. حيث يرى الراوي أن المسؤول الذي تكون مسؤوليته غير مجسدة على أرض الواقع، فهو مجرد اسم فقط، يمارس مختلف الانحرافات، فلا يقدم أي خدمة تنفع الأمة، بقدر ما يمارس التسلط، وتحقيق مآربه. كما يحاول الراوي في هذه القصة إعطاء صورة عن المرأة الجزائرية بصفة عامة والفتاة بصفة خاصة، لما تعانيه من اضطهاد بسبب التقاليد البالية، والنظرة الرجعية المتحجرة للمرأة الجزائرية. تنتهي قصة الهادي بن منصور بتنوع أحداثها وتسلسلها، لتبدأ أحداث قصة علي الحراشي وهي القصة الرابعة في الترتيب ويحكي فيها الراوي عن صغره الذي تميز تميزا نوعًا ما بالسخرية والذي يوحي ببعض التلاعبات والخبث إذ يتجلى ذلك في غرامه بسعاد بنت الخباز والثقب الذي حفره لرؤيتها في الحمام، كما يروي قصة والده الإسكافي، وكذلك قصته مع الزاوش، وكذا قصته مع الشيخ حمادة إذ يقول الراوي: «يتذكر سكان حي مارشي اثناش دائما تلك القصة التي وقعت لي وأثارت سخرية وضحك الجميع ... في غرام سعاد بنت عمه الخباز ... كان يعمل إسكافيًا...الشيخ حمادة... بقصة الزاوش ... أخذت دوري كإمام بكل جدية ونشاط وإخلاص ... سرنا متحدين مع بعض...الطريق مفتوح نحو لا أدري» (مفتي،  2012). تنتهي قصة علي الحراشي مع كل تلك الأحداث والوقائع التي تسردها، وهو يتذكر تلك الطفولة المتميزة عن باقي شباب الحي المليئة بالخبث والذكاء والجد، والاجتهاد في بعض الأحيان. فتسلسلت أحداثها بكل ما فيها من مواضيع وتنتهي ويعود الكاتب إلى نفسه، ويحكي مكملا قصته،حيث التقى بزهرة الفاطمي التي أصبح يميل إليها نوعًا ما ويتحادث معها والتي سردت له قصة وردة سنان التي كانت تتقاسم معها الشقة، والتي لقيت حتفها على يد الجماعات الإسلامية....لتنتهي القصة بالانفجار وموت الكاتب.

التضمين

يرى تدوروف (Todorov) «أن التضمين: نظام» (Todorov،د.ت)، كما نجد سعيد يقطين يرى أن التضمين هو «يمكن القصة الأصل أن تستوعب قصص فرعية تحكى ضمنها» ( يقطين، 2005)، بمعنى قد تحتوي قصة واحدة على عدد من القصص متضمنة في محتواها، ويتجسد ذلك في رواية «أشباح المدينة المقتولة»، حيث يحكي الكاتب قصته مع والديه، ثم يضمن قصة زهية تلك المجاهدة، وكذلك قصة الزربوط هذا العنصر السلبي في المجتمع ويواصل الحكي ويضمن قصة زهرة الفاطمي ثم قصة المختار فهذه الشخصية الصحافية تحكي له قصتها مع وردة سنان التي لقيت حتفها على يد الجماعات الإرهابية.

كما نجد الهادي بن منصور يحكي قصته فيضمن قصة ربيعة هذه الفتاة الحسناء في مظهرها، وكذلك قصة أنيليا البلغارية التي تعلم الموسيقى، كما يضمن قصة اسمهان هذه الشخصية التي تعاني من مرض نفسي نتيجة نظرة المجتمع الجزائري المتعسفة في حق المرأة. يبدو أن الراوي يريد إيصال رسالة إلى المجتمع الجزائري على أن يتحرر في تعامله مع المرأة، حتى تكون متحررة كغيرها، مثل أنيليا البلغارية فهما لا يختلفان عن بعضهما البعض. فتبدأ أحداث هذه القصص من قوله: «عدت من بلغاريا بعد غربة طويلة دامت سبع سنوات ... أتوجه إلى قاعة السينما، أتوقف عند المدخل الأمامي الذي يقع بالقرب من مديرية الأمن الوطني ... أشاهد بوستر فيلم جزائري، اسمه وقائع حي شعبي، إخراج الهادي بن منصور تمثيل الفنانة الشابة ربيعة ...»(مفتي، 2012).

التناوب

 يعرفه سعيد يقطين على أنه «حكي قصتين معًا في آن واحد، وتترك كل قصة عند حدّ معين، لتستأنف القصة الأخرى، وهكذا دواليك» (يقطين، 2005). بمعنى يتم سرد جزء من القصة الأولى ويتلوه بعد ذلك سرد جزء من القصة الثانية، ثم العودة من جديد إلى القصة الأولى، بعد ذلك العودة إلى القصة الثانية وسرد جزء منها، حتى نهاية العمل الروائي، ويتجلى هذا في رواية «أشباح المدينة المقتولة» في حكي علي الحراشي قصته حيث يقول: «لم أتعلم في المدرسة مثل بقية الأطفال في الحي ... والدي وهبني له ... كان يعمل إسكافيًا في السوق الشعبي ... وهم عادة ما يخلطونها ... كان والدي يحب عمله ... حتى سن العاشرة ... عندما تركني والدي إلى الشيخ حمادة على أمل أن يصنع مني رجلا متدينًا وتقيًّا» (مفتي، 2012). ولم يكتمل الحكي في هذه القصة، ليذهب الراوي إلى سرد أحداث القصة الأخرى وهي قصة الشيخ حمادة فيقول فيه «ما أدراك ما هذا الشيخ إمام مسجد الخلفاء الراشدين حافظ القرآن الكريم ... صاحب السكن الفخم، المال الوفير ... رد باقتضاب، يفعل الله بنا ما يشاء فنحن لسنا إلا ما يريدنا أن نكون» (مفتي، 2012). فيروي الراوي قصته عندما أخذه أبوه إلى الشيخ حمادة ليعلمه القرآن الكريم، والأخلاق الفاضلة، ويحسن تربيته ليستأنف قصته، ويذهب ليحكي قصة الشيخ حمادة هذا التقي الصالح الذي يعمل إمامًا بالمسجد والحامل للذكر الحكيم، فهو واسع المعرفة. فحدث التناوب في العمل الروائي بين قصتين مختلفتين في الأحداث والوقائع، ويمكن أن يكون في أكثر من قصتين. وتهيمن المفارقات الزمنية على زمن الخطاب، كما يراه سعيد يقطين في قوله: «إن زمن الخطاب الروائي، لا يقدم زمن القصة بنفس الترتيب، الذي يحتويه الزمن الثاني وحتى عندما يكون الترتيب مؤطرًا ففي داخله نجد هيمنة المفارقات الزمنية بمختلف أنواعها، سواء كانت استرجاعية، أو استباقية داخلية أو خارجية»(يقطين، 2005). فهذه المفارقات الزمنية بأنواعها تساهم في البناء الروائي، وإعطائه الصورة النهائية، والشكل العام للرواية، وتقوم بكسر وتغيير في خطية الزمن، وتتجلى هذه المفارقات، وتتحقق إجرائيا في رواية  «أشباح المدينة المقتولة» في :

الاستباقات

تتجلى السوابق بأنواعها الداخلية والخارجية، يسعى فيها الراوي إلى تحقيق طموحاته وما يأمله ويبحث عن الجديد من خلال التطلع إلى المستقبل، يظهر ذلك في قصة الهادي بن منصور أراد أن يتذوق لحظة حياته عندما ينجز فيلمه لكنه سيدخل في عراك وتساؤلات هو (المنولوغ) فيفول: «هناك مشاريع أخرى ستستأثر أكثر بتفكيري ... سيناريو من هذا القبيل، سيثير سخرية الشرطة ولهذا بدا لي موضوع فيلم عن حياة الناس الشعبية، موضوعًا سيقبلونه حتما وأنا أطرق بابهم ... سأكون العدو رقم واحد لهم ..(مفتي، 2012).فالهادي بن منصور بعد عودته من بلغاريا كان يأمل إلى القيام بإنتاج فيلم، هذه الفكرة كانت أول ما بادر ذهنه حين حط الرحال بالجزائر، هذا الفيلم هو فكرة يريد تجسيدها على أرض الواقع، يحاول الراوي إعطاء صورة عن الظروف التي تكون ضد المبدع هذا الذي سافر وقضى فترات زمنية طويلة في الغربة باحثًا عن الجديد، متأهبًا إلى تحقيق حلمه، لكنه عندما عاد اصطدم بواقع يمنعه من ذلك، فسلبه حقوقه وامتيازاته، وما يصبو إليه، فتقف السلطة ضده وتقرر ماذا يفعل فتكتب كل إبداعاته وآراءه ...  والاستباق هو عبارة عن «مخالفة لسَير زمن السرد تقوم على تجاوز حاضر الحكاية وذكر حدث لم يحن وقته بعد...ويتخذ الاستباق أحيانا شكل حلم كاشف للغيب أو شكل تنبؤ أو افتراضات صحيحة نوعًا ما بشأن المستقبل، والاستباق أنواع مختلفة باختلاف موقع الحدث المستبق في زمن السرد الأولي أي زمن حكاية الراوي الأساسية»(زيتوني، 2002).

الاستباق الداخلي

يساهم بكسر خطية الزمن هو «الذي لا يتجاوز خاتمة الحكاية ولا يخرج عن إطارها الزمني، وظيفته تختلف باختلاف أنواعه»(زيتوني، 2002) فهو على عكس الاستباق الخارجي الذي يتجاوز زمنه حدود الحكاية، فالاستباق الداخلي لا يتجاوز خاتمة الحكاية وحدودها.أما عن مثال ذلك في الرواية يقول السارد: «بقي إلا شهر على عرس أختي رشيدة، من ذلك الشخص الذي تقدم لخطبتها دون أن يعرفها،أو يعلم عنها أي شئ»(مفتي، 2012). فالزاوش يستبق الأحداث والتغيرات التي تحدث لأخته رشيدة بعد شهر،وهو زواجها من ذلك الرجل الذي تقدم لخطبتها من عائلتها ووالداها دون أن تعرف عنه شئ، فهذا الاستباق الداخلي يوحي بتسلط الأسرة على ابنتها والمساس والتعدي على حريتها، نتيجة التقاليد والأعراف السائدة.

بالإضافة إلى استباقات أخرى، تجلت في: «حسنًا عد الأسبوع القادم وسيخبرونك، ليس عندي وقت الآن ... وأزلت الهيبة عن فخامته المزيفة تلك، وأخبرته بأنني سأعود ويجب أن أعرف الإجابة النهائية وإلا...»(مفتي، 2012). فيتقدم السرد فيجد الراوي نفسه مكتشفًا ومتطلعًا على حقائق «المدير›› الغير مسؤولة والتي استطلع من خلالها على الكيفية التي يكون عليها بعد أن يضغط عليه لينجز فيلمه،الذي حلم بتنفيذه، والذي وقفت السلطات في وجهه دون تحقيقه، فيكون هذا السر الذي اكتشفه الراوي، وهو ذلك الضغط المتمثل في الأوامر الفوقية الواقع تحتها ذلك المسؤول (المدير).

الاستباق الخارجي

هو «الذي يتجاوز زمنه حدود الحكاية، يبدأ بعد الخاتمة ويمتد بعدها لكشف مآل بعض المواقف والأحداث المهمة والوصول بعدد من خيوط السرد إلى نهايتها»(زيتوني، 2002). وقد تنوع  زمن السرد في رواية «أشبا المدينة المقتولة» وتعدد بين الزمن الماضي والزمن الحاضر، فنجد من الزمن الاستباق الذي يقفز على زمن ما من القصة لإيراد حدث قبل أوانه أو يتوقع حدوثه، ومثله في الرواية قول السارد في تمهيده للولوج في الحكاية: «إن صوت زهرة الفاطمي هو الذي كان يحمل نبرة الأمل في الغد ... أنا الذي سأكون ذاكرة هذه الأصوات المقموعة وذاكرة المدينة التي عصفت بها سموم الغدر الآثمة، ورياح تقتلع أوراق الشجر الخضراء لتمسحها من الوجود دون أن تمنحها فرصة العودة مرة أخرى»(مفتي، 2012). معناه تمهيد سعيد بأنه سيعطي الفرصة للأصوات التي ستستجد به فوظيفة هذا الاستباق تمهيد أو تؤطئة لأحداث لاحقة يجري الإعداد لسردها من طرف الراوي.

وفي مثال آخر يتخلل الرواية شكل آخر من الاستباق الخارجي، يبقى السارد يتلاعب بالزمن بطريقة فنية، تبرز تحكمه في أداوته الكتابية قائلا: «إنها مدينة كما قيل عنها ومن تصيبه بسهمها تفقده البصيرة قبل البصر ومن يحبها سيموت من عشقها كالمجانين ومن لا يبارك سلطانها سيظل منفيا على الأرض طوال حياته وفي السماء طوال مماته..أعرف..ستجدون صعوبة في تفهم ذلك مثلي تماما فالفهم صعب» (مفتي، 2012). إعلان سعيد عن مصير من يحب الجزائر ومن يكرهها، وظيفة هذا الاستباق إعلان عما ستؤول إليه مصائر الشخصيات والإشارة إلى احتمال الموت.     

وتكثر أنواع الاستباقات من بداية الرواية إلى نهايتها والتي ساهمت في تحقيق تقنيات الكتابة الإبداعية الروائية، باعتبارها كتابة فنية، ساهمت في كسر أفق القارئ، فخلقت له شوق المعرفة، ماذا سيأتي مستقبلا؟ أو كيف يكون؟. وهذه الاستباقات هي عبارة عن مخالفة لسَير زمن الحدث. فتقوم المخالفة على تجاوز حاضر الحكي  تجعل القارئ في حالة توقع وانتظار، يعايشها أثناء قراءة النص الروائي بما يتوافر له من أحداث وإشارات أولية توحي بالآتي. وعليه انطلقت الرواية بالاستباق لتبدأ بالتشويق لجعل القارئ في حالة ترقب دائم لما يحدث. لكن لا يمكن إغفال أو نسيان استرجاعات هي الأخرى، فجل القصص التي احتوتها الرواية، يقوم فيها الراوي بتذكر ماضيه واسترجاعه، بدءًا من استهلال الرواية إلى نهايتها.

الاستدعاءات

بما أن الاسترجاع عبارة عن حركة تتجه من الزمن الحاضر إلى الماضي لاستحضار حدث ما وقع في الماضي، فإنه<< يشكل كل استرجاع بالقياس إلى الحكاية التي يندرج فيها حكاية ثانية زمنيًا تابعة للأولى» (Genet ،2000)، وفي نفس السياق  «الاسترجاع هو مخالفة لسَير السرد تقوم على عودة الراوي إلى حدث سابق،وهو عكس الاستباق،وهذه المخالفة لخط الزمن توّلد داخل الرواية نوعًا من الحكاية الثانوية»(زيتوني، 2002).تتجلى الاستدعاءات في الرواية بمختلف أنواعها الداخلية وحتى المتداخلة فيعمد الراوي إلى استرجاع ماضي الشخصية، إذ تقوم هذه الشخصية بسرد ماضيها، تسترجعه في شكل ذكريات مختلفة مرت بها، فيسترسل الراوي في حكي قصص مختلفة بدءًا من طفولته البريئة،حيث يقول: «أتذكر تلك الليلة التي اتصل بي خلالها قادر، وكيف أنساها، وهي الليلة التي طلب مني أن أنفذ أمرًا بالقتل، الحق كنت مستعدا لذلك نفسيًا، تجهزت لشيء من هذا القبيل وتدربت عليه في السجن ...»(مفتي، 2012). يتذكر الراوي تلك الليلة التي كانت مختلفة عن كل الليالي التي مرّ بها في السجن والتي كان يتلقى فيها تعاليم الدين الإسلامي من طرف الداعية السجين هو الآخر رشيد›. يتضح أن ما جرى في تلك الليلة، وتذكره استرجاع داخلي لما حدث للراوي في تلك الليلة بالتحديد مع الداعية رشيد› دون أن ينسى تفاصيلها.

الاستدعاء الداخلي

ويكثر في الرواية لكونه «هو الذي يستعيد أحداثًا وقعت ضمن زمن الحكاية، أي بعد نهايتها، وهو الصيغة المضادة للاسترجاع الخارجي» ( زيتوني، 2002). ومن الاسترجاعات قول الراوي: «أسترجع ذكرياتي مع أنيليا لحظات البوح والمكاشفة والحرية التي منذ أن عدت لم أجدها مع أي شخص آخر وفي النهاية كان علي تقبل ذلك الشيء المؤسف، أنني عدت إلى سجني الكبير»(مفتي، 2012). يتذكر الراوي الأيام التي قضاها مع أنيليا تلك المعلمة البلغارية التي كانت تعلمه وهي لحظات عاشها الراوي بكل حرية، ودون استلاب، عكس الواقع الجزائري الذي حدّ من حريته وسحقه. وتكثر الاسترجاعات الداخلية في الرواية، يقول الراوي: «فلقد كان أغلبها أفلامًا ثورية وطنية فيها من الافتعال الشيء الكثير، بعضها كانت له جمالية الصدق مثل أولاد نوفمبر الذي شاهدته بحماس عاطفي كبير، أو معركة الجزائر الذي أخرجه الإيطالي جيو بونتيكورفو بروعة مدهشة»(مفتي، 2012). يتذكر الراوي فترات زمنية مختلفة في طفولته،حاملة لذاكرة ومستدعية لماض مرّت به الشخصية، ماضي البراءة واللعب والانضباط...أما عن طريقة تحديد الاسترجاع الداخلي فإنه «يتحدد عن طريق نقطة البداية في الحكاية الأولى، فهو استرجاع يتم من داخل الحكاية إلى داخلها»(Genet، 2000)، فهو عبارة عن آلية زمنية تهدف إلى إعادة ترتيب أحداث يفترض ترابطها زمنيا داخل نطاق الحكاية الزمني.إذًا فالاسترجاع له وظائف متعددة ومقاصد حكائية تخدم النص الروائي لتجعله أكثر تناسقًا وارتباطًا.

ساهم الاسترجاع الداخلي الذي شكل بنية زمنية مترابطة في إخراج أصوات هذه الأشباح التي عانت في حياتها، وعانت جراء عدم منحها الفرصة لإخراج صوتها إلينا من خلال الوظائف التي وظفت لتجسيدها بتزويدنا بمعلومات تمكننا من استيعاب معاناتهم وألمهم، وهذه الاسترجاعات كذلك بدافع تلخيص جزء كبير من حياة هذه الشخصيات.

الاستدعاءالخارجي

وتظهر بكثرة في الرواية فكلما التقى الراوي بشخصية تذكر ماضيها، إلا ويسردها الراوي في صفحات كثيرة منها: «أتذكر الآن كيف أنني كتبت قصة عن هذا الرجل، فأعجبت والدي كثيرا، رغم أنني بالغت في تحويله إلى شخص غير عادي أسطوري في الشر والقوة ... أتذكر أني في تلك القترة وأنا منغمس في التنقيب عن حكايات من شأنها أن تتحول إلى قصص تعرفت على امرأة اسمها زهية كانت تسكن في شقة بعمارتنا ...»(مفتي، 2012).

فالاسترجاعات الخارجية ـــــ لمجرد أنها خارجيةـــــــ لا توشك في أي لحظة أن تتداخل مع الحكاية الأولى،لأن وظيفتها الوحيدة هي إكمال الحكاية الأولى عن طريق تنوير القارئ بخصوص هذه السابقة أو تلك.

وهناك استرجاعات مختلفة، ينتقل عبرها الراوي، ليسرد أحداثًا لم تكن بعيدة الفترة عن فترته هو ويتمثل ذلك في قوله «تعرفَا على بعضهما قبل الاستقلال بسنتين، وتحَابَا بطريقة ما، لا أعرف تفاصيل حبهما ذاك، لكنهما تحابا، وتكاشفا لما جرى لهما، وغطى كل واحد على أسرار الآخر، وكانا سندًا لبعضهما البعض، وعندما استقلت الجزائر كان ذلك هو الفوز الأكبر على كل تلك الذكريات السوداء، التي بقيت راسخة في مكان ما من أعماقهما، لم ييئسا تماما ...»(مفتي، 2012). يسرد الراوي أحداثًا كانت قد جرت قبل الاستقلال، لكنها استمرت حتى بعد الاستقلال، ويقول أيضا: «ففي تلك الفوضى الكبيرة بعد الاستقلال عام 1962م، كان كل شيء ممكنًا ومفتوحًا على المجهول، وكان الناس يخافون حتى من ظلهم فتهمة شبهة التعامل مع الفرنسي قتلت الكثيرين، وشردت العديد من العائلات، أما والدي فقد سكن هذا الحي عام 1963م، وذلك بفضل عمي رضوان الذي كان واحدا من مجاهدي خلية التحرير في القصبة»(مفتي، 2012). يتناوب الراوي في استدعاء ذكريات بين فترتين متقاربتين من حيث الزمن، فالأولى فبل الاستقلال والتي كان المهم فيها والهدف هو الحصول على الحرية والاستقلال والتخلص من الاحتلال الفرنسي، أما الفترة الثانية فهي فترة ما بعد الاستقلال والفوضى التي عاشتها الجزائر من صراعات وتطاحنات، واتهامات وما خلفه الاحتلال الفرنسي من أضرار. إذًا فالاسترجاع الخارجي هو «ذلك النوع من الاسترجاعات الذي يعالج أحداثًا تنتظم في سلسلة سردية، تبدأ وتنتهي قبل نقطة البداية المفترض للحكاية الأولى»(علي هيثم، 2008) .

وتتخلل الرواية أمثلة كثيرة حيث كانت دائما تسير وفق أحداث يرسمها استرجاع شخصياتها لذكريات حزينة ...، وتختلف مدة الاسترجاع من شخصية إلى أخرى، فكل منها بدأت استرجاع ذكرياتها من النقطة التي اصطدمت فيها بالواقع المرير وقسوته، وهنا نلمس عودة ذاكرة السارد إلى ما قبل كتابة روايته وإعطائه الفرصة لهذه الأشباح التي تتأوه وتصرخ في رأسه لإيصال أصواتها يقول السارد: <<دائما كانت الأصوات تتأة في رأسي، تغني داخل رأسي، ترقص أحيانا ومرات تكتفي بالصراخ فقط، أسمعها جيدا كأنها مجموعة أصوات في صورة واحدة,، كأنها فسيفسائية توحدهم في ما بينهم، مزيج مختلط مترابط ومتفكك في وحدة مستحيلة لأنها سرعان ما تشتتهم من جديد في ألوان مختلفة برأسي ...»(مفتي، 2012 ).

الاستدعاء المختلط

يظهر نتيجة اجتماع الاسترجاع الداخلي والاسترجاع الخارجي ونادرا ما يلجأ إليه السارد ويمكن تعريفه بأنه «هو ذاك الذي يسترجع حدثًا بدأ قبل بداية الحكاية،واستمر ليصبح جزءا منها فيكون جزء منه خارجيًا،والجزء الباقي داخليًا»(زيتوني، 2012) فنقطة بداية الحدث فيه تكون قبل بداية الحكاية ثم يستمر هذا الحدث ليصبح جزءا من الحكاية، وهو مزج، فجزء منه خارجي والباقي داخلي. والاسترجاعات المختلطة  «تحدد بخاصية من خاصيات السعة،ما دامت هذه الفئة تقوم على استرجاعات خارجية تمتد حتى تنضم إلى منطلق الحكاية الأولى وتتعداه»(Genet, 2000).معناه أن هذه الفئة تحدد بخاصية السعة نظرًا لقيامها على الاسترجاعات الخارجية التي تستمر وتمتد حتى تصل الحكاية وتصبح جزءا منها.إذًا فالاسترجاع المختلط أو المزجي هو الذي يجمع بين الاسترجاع الداخلي والخارجي، حيث ينطلق من نقطة زمنية تقع خارج نطاق المحكي الأول ثم تمتد حركة السرد حتى تنضم إلى منطلق الحكاية الأولى وتتعداه.

وأمثلة ذلك في الرواية تكاد تنعدم إلا وجود شخصيتين فقط في الرواية عاشتَا قبل الثورة وخلالها وبعدها هما والد سعيد والمجاهدة زهية، أما باقي الشخصيات فهي من جيل ما بعد الاستقلال. يعني توظيف هذه التقنية قليل جدا إلا أنه ساهم في تشكيل البنية الزمنية للرواية، ومن أمثلة ذلك نجد قول سعيد الذي ربط بين ما كان يسمعه في صغره، وما رآه عند شبابه قائلا: «أيام الطفولة كانوا يخوفوننا منه الزربوط ... كثيرة هي الحكايات لدرجة أنك تظن أنها مختلفة كلها وغير صحيحة، يوم رأيته أول مرة أو قيل لي هاو الزربوط كدت أضحك من شكله»(مفتي، 2012). هو استرجاع سعيد لأيام الطفولة عندما كانوا يخوفونهم من الزربوط وربطها باليوم الذي رآه فيه لأول مرة، أي (ربط الزمن الماضي بالزمن الحاضر). وقول زهية: «هذه هي قصتي الأساسية لأنه بعد الاستقلال لم تعد هنالك قصة بل جثة تعيش، ولقد أيقظت فيَّ شهوة الحياة والحكاية بعد أن تركتها طويلا منسية ومهملة»(مفتي، 2012)، معناه استرجاع زهية لذكرياتها الأليمة وربطها بما تعيشه في الحاضر( ربط الزمن الماضي بالزمن الحاضر).

لم تتوقف معاناة الشعب الجزائري بتوقف الثورة، والاستقلال ليمنح الحرية والراحة للشعب كما كان يطمح بل لاحقهم الفقر والتعب والتعاسة وتحطيم الآمال إلى ما بعد الاستقلال، هذا الترابط بين زمن الماضي وزمن الحاضر كان من اللبنات التي ساهمت في تشكيل بنية الزمن في الرواية.

فالعودة إلى الماضي، تتم مع الاستمرارية في الحاضر، وهذا بكسر الزمن الطبيعي للأحداث، وخلق زمن خاص بالرواية بواسطة التقنيات السردية، لخلق عالم روائي خاص به، يكشف عن وعي الذات بالزمن في ضوء تجربة الحاضر الجديد، حيث تتخذ الوقائع الماضية مدلولات وأبعاد جديدة نتيجة لمرور الزمن فيتجه به من الزمن الحاضر(حاضر الرواية) إلى الوراء، حيث ماضي الأحداث والوقائع.

محور المدة

يتحدث (Gérard Genet)  عن السرعة أو المدة كما أسماها، حيث يقول: «الصعوبة التي يعانيها المرء في قياس (مدة) حكاية ليست أساسية لنصها، وإنما هي أساسية لعرضها الخطي، فالحكاية الشفهية أدبية كانت،أو غير أدبية لها مدتها الخاصة التي يمكن قياسها، أما الحكاية المكتوبة، فلا تكون لها طبعا مدة تحت هذا الشكل، ولذلك لا نجد استقبالها، وبالتالي وجودها الكامل إلا بفعل الإنجاز»(Genet ،2000). أما سعيد يقطين حيث يقول: نجد الباحث في الفصل الثاني الخاص بالمدة مبتدئا بطرح المشاكل التي تعرفها نوعية العلاقة بين الحكي والقصة على مستوى المدة، وصعوبة قياسها ... فإننا سنجد متغيرات عديدة، نظرا على هذا المستوى بين القصة والحكي، وتتجلى هذه التغيرات من خلال التلخيص  الوقف والحذف والمشهد»(يقطين، 2005) تتحقق هذه المقولة إجرائيا بفعل المقارنة بين المدة التي تستغرقها القصة وطريقة تمثيلها، بحيث يسرف المبدع بشكل عميق في إعادة تشكيل الأحداث في النص السردي، وعليه فإنه يمكن وفق رؤية (Gérard Genet)، رصد نتائج المقولات، التي رصدها «سعيد يقطين››.

فقد أقرّ جيرار جينيت (Gérard Genet) بصعوبة مقارنة مدة الحكاية بمدة القصة، ولذلك اقترح أن تدرس المدة من تقنيات أربعة وهي: (المجمل، الوقفة، الحذف والمشهد) والتي يطلق عليها اسم الأشكال الأساسية للحركة السردية قائلا: «وهذه الأشكال الأساسية الأربعة للحركة السردية ... هي الطرفان (الحذف والوقفة الوصفية) ووسيطان هما المشهد الذي هو حواري في أغلب الأحيان ... والذي يحقق تساوي الزمن بين الحكاية والقصة تحقيقا عرفيا وما يسميه النقد المكتوب باللغة الأنكليزية «summary›› وهومصطلح نترجمه بالحكاية المجملة أو بالمجمل على سبيل الاختصار، وهو شكل ذو حركة متغيرة( بينما للثلاثة الأخرى حركة ثابتة من حيث المبدأ على الأقل) تستغرق بمرونة كبيرة في السير كل المجال المتضمن بين المشهد والحذف» (Genet، 2000).

تسريع السرد (التلخيص،الحذف)

التلخيص

يتم فيه استخدام ألفاظ وتعابير قوية في النص دالة عليه بكلمات قليلة، فيكون الفضاء النصي أقل من المدة الزمنية من القصة، حيث يعرفه الشريف حبيلة: «هي تقنية زمنية، يكون فيها زمن القص أطول من زمن الخطاب، يلخص فيها السرد أحداثا، تكون استغرقت سنوات، يتخذها الكاتب لتسريع السرد عابرا على أحداث، يرى بأنها ليست بذات الأهمية ...»(حبيلة، 2010). إنها آلية تعنى بسرد حوادث ووقائع جرت في أيام أو شهور أو سنوات في صفحة أو فقرة أو أسطر دون ذكر التفاصيل (تلخيص).

ويتجلى التلخيص إجرائيا في رواية «أشباح المدينة المقتولة››، حيث يقول الراوي: «عدت من بلغاريا إلى الجزائر بعد غربة طويلة، دامت سبع سنوات، حيث أرسلت للدراسة في بعثة طلابية لدراسة السينما والتخصص في الإخراج السينمائي ...»(مفتي، 2012). يلخص الراوي مدة سبع سنوات التي مرت عليه في بلغاريا، حيث تعلم الموسيقى، وتعرف على شخصيات مختلفة، والتقى بأصدقاء من المغرب ... كل هذه المدة الزمنية والأحداث والوقائع، لخصها الراوي بكلمات قليلة، بحيث الفضاء النصي أقل من المدة الزمنية من القصة. وتتجسد الخلاصة أيضا في قصة زهية: «خمس سنوات قضيتها في بيت الميسيو جرار كانت كافية لتحدث بداخلي ذلك الانقلاب الكبير، فترفعني إلى أعلى، وتعيد ترتيب تفكيري من جديد، وعبر تجربة الحياة في بيت هذا الفرنسي اكتشفت كيف أن الذهنيات مختلفة، ونمط العيش مختلف، ويا لها من صدمة أن تستفيق على وعي من هذا القبيل»(مفتي،2012). تحكي زهية «ملخصة الفترة الزمنية التي قضتها في بيت الميسيو جرار هذا الفرنسي الذي منحها فرصة للتعلم والاختلاط مع التلاميذ الفرنسيين والاحتكاك بهم، عكس ذلك الجزائري الذي حرمها من التعليم، وجعلها تغوص في أميتها وجهلها، والذي عاملها معاملة لا إنسانية، وهذا ما جعلها تستنتج طيلة الخمس سنوات مدى اختلاف أنماط العيش بين البشر، وخاصة الحرية في العيش والسلوك.

كما تتجلى الخلاصة أيضا في قوله: «أربع سنوات كانت عبارة عن جلد للذات، وجعلتني أندم على ما أقدمت وأنزع عن نفسي توهماتي المثالية، وأجدني في النهاية داخل الحلقة المغلقة التي تقضي على البراءة والتمنيات، تؤكد من أن لا شيء يستحق أن نفقد من أجله حريتنا»( مفتي، 2012). يهدف تسريع السرد في هذه العبارات التلخيصية أن يصل إلى إقناع القارئ بأن الحياة تجارب ودقة الملاحظة والاهتمام، والانضباط، وأن الزمن يكشف الحقائق بالتدرج، ويتطلب ذلك أخذ العبر.

فقد لجأ السارد لتقنية التلخيص لغاية فنية تهدف إلى إحداث التكثيف في بنية السرد، وذلك بالإشارة السريعة إلى الثغرات الزمنية وما وقع فيها من أحداث ومرور سريع على فترات زمنية طويلة،الذي رأى أنها لاتخدم سرده وقد لا يحتاجها القارئ لاستيعاب الرواية فقفز عليها.

الحذف

وهو من الناحية الإجرائية، القفز على مراحل لفترات زمنية دون الإشارة إلى العناصر النصية،يعرف الحذف في النقد الروائي على أنه «تجاوز بعض المراحل من القصة دون الإشارة بشيء إليها، ويُكتفى عادة بالقول مثلا: ومرت سنتان أو انقضى زمن طويل فعاد البطل من غيبته. إلخ ويسمى هذا قطعًا ويتضح في هذين المثالين بالذات أن القطع إما أن يكون محددا أو غير محدد»(لحمداني، 1991). ويتجلى الحذف في رواية «أشباح المدينة المقتولة» في قول الراوي «قضيت شهورا كثيرة، وأنا أنتظر الرد دون جدوى»(مفتي، 2012)، يبرز هذا الحذف في قصة الهادي بن منصور، الذي انتظر شهورا كثيرة، لكي ترد عليه السلطة، وتعطيه رأيها في مشروع الفيلم الذي أراد أن ينجزه، فقد انتظر زمنًا طويلا دون أن يحدث  فيه حدثًا أو فعلاً. ويتجلى حذف آخر في قصة الكاتب نفسه، إذ يقول: «فرحت عندما أوكلوا لي هذه المهمة، فثلاث سنوات مضت على آخر لقاء لي بعمر، وهم أخبروني أنه يشرف على وحدات قتالية بذلك البلد، وطرت من السعادة قائلا: سألقاه أخيرا ذلك العزيز الحبيب على القلب هذا ما ظننته في البداية، لكن لم أجد له أثرا في تلك البلاد الصغيرة ...» (مفتي، 2012).ينعدم في قصة الكاتب وبالتحديد في الحذف «السرد» ويطول فيها زمن الحكي، فالراوي يقفز على ثلاث سنوات مرت على لقائه بصديقه، لكن لم يذكر ما جرى من خلالها بالضبط، بل قفز إلى ما بعد الثلاث سنوات، فقد سكت الراوي على المدة الزمنية التي مرت عليه والحالة التي مر بها، فهذه الفترة المسكوت عنها تظلل بعض معارف واطلاعات القارئ، وتجعل له نقاط قاتمة، لا يعلمها  ولا يعرفها، فتفتح له باب التأويل، ليملأها بنفسه مستخدمًا خياله الواسع.

إن هدف السارد من الحذف هو تسريع زمن السرد بتخطي فترات زمنية تراوحت بين الطول والقصر في زمن الحكاية،وإسقاط أحداث ميتة منه إيقاع لاهث سريع للوصول إلى أخرى هامة، وبهذا يتقلص زمن الخطاب،كما تعمل عملية الإسقاط على خلق التماسك والترابط بين المشاهد الحكائية ولفت انتباه القارئ أو المتلقي لهذه النصوص وإلى الوقائع التي حدثت.

تعطيل السرد (المشهد، الوقفة)

المشهد

يعد المشهد تساو بين مساحة النص مع المدة الزمنية، ويكون الوصف أكبر من السرد في الوصف ويتجلى المشهد من خلال حوار الشخصيات، وهو «وسيلة يتخذها الكاتب لكي يوافق بين زمن القصة وزمن الخطاب، يفتح أمام الكاتب مجالا واسعًا، ينوع فيه بين أساليب خطابات الشخصيات، كاشفا طبائعها، وموقفها، ونفسياتها، إضافة إلى تجسيد  المشاهد الدرامية الحاسمة التي تمسرح الأحداث»(حبيلة، 2010) يبرز المشهد أكثر من خلال حوار الشخصيات فيما بينها، فيظهر من خلال طموحاتها وما تنوي الشخصية إليه من كل الأحداث والوقائع التي تقوم بها، وبعبارة أخرى الوظيفة التي تؤديها الشخصية والدور الذي تقوم به في العمل الروائي. ويتجلى المشهد في رواية «أشباح المدينة المقتولة» من خلال الآتي: «قالت وهي تتأمل شاردة كعادتها،عندما يتعلق الأمر بشيء تشعر أنه داخلي وعميق ويخصها بالفعل: ربما الحلم الذي لم يتحقق، هل حلمت بأشياء لم تتحقق؟حلم واحد فقط، الأحلام الأخرى لا تهم... وما هو هذا الحلم الشخصي؟»(مفتي، 2012). يصف الراوي الحالة التي عليها المرأة من الشرود والتأمل والشعور الداخلي الذي تعيشه، وحوارها مع السائل الذي يريد معرفة حلمها الذي لم يتحقق... والذي سيعرفه عندما تحكي له قصتها.

ويتجلى المشهد أيضا، في قصة اسمهان والهادي بن منصور، في قول الراوي: «فغضبت مني وراحت تصرخ بهستيريا في وجهي، لماذا أفعل ذلك؟ أنا لا أخشاهم ... أجبتها بضعف: نعم أعرف، لا تغضبي، أنا من يخشاهم، لأني أكره هذا النوع من المشاكل ..(مفتي، 2012). فهذا المشهد يصف فيه الراوي حالة صراخ اسمهان، وهذا دلالة على شدة الوقع في النفس من خلال الحوار. والمشهد أسلوب يجسد العرض الذي تلجأ إليه الرواية حين تقدم الشخصيات في حال حوار مباشر... في المشهد يحتجب الراوي فتتكلم الشخصيات بلسانها ولهجتها، ومستوى إدراكها ويقل الوصف ويزداد الميل إلى التفاصيل.

الوقفة

بمعنى أن الحدث وقع في ساعة واحدة، والسارد يكتبها في توسع كبير، وهي الوصف الخالص يكون بالفعل والاسم، فتكون المساحة النصية أكبر من المدة الزمنية. حيث يكون فيها: «زمن الخطاب أطول من زمن القصة، لأن الراوي يوقف السرد، ويشتغل بوصف مكان ما،أو شخصية روائية وقد يقوم هو نفسه بذلك، أو يسند المهمة لأحدى الشخصيات» (حبيلة، 2010).

تعد الوقفة ميزة بارزة في الرواية، فلا تخلو صفحة إلا واحتوت على الوقفة، ومن الأمثلة التي تتجسد  فيها الوقفة، قول الراوي: «أما أنا فقد أسعدني في قراءتها بصوته وقد جبر بخاطري ووافق على ذلك ... صوته الخشن والعذب في نفس الوقت وهو يلقي الكلمات التي تخرج من تلك الأعماق السحيقة لتقول شيئا في غور الإنسان» (مفتي، 2012). يصف الراوي الشعور والإعجاب الذي حمله تجاه صاحب الصوت القارئ للمقال.

وتظهر الوقفة في الرواية أيضا في: «الصورة المعلقة على جدران الصالون كثيرة، صورها مع مناضلين معروفين، وناس من عهد الثورة، مصورين باللونين الأبيض والأسود، كأنها ذاكرة تحمي الماضي من الانفلات، عصا تتوكأ عليها، لكي لا تتلاشى الصور من وجودها فوق هذه الحياة تذكارات عن مدينة الجزائر العاصمة القديمة، عادت بصينية الشاي، وزجاجة صودا: تفضل يا ابني، أشرب ...» (مفتي، 2012). يصف الراوي الجدران وما عليها من صور، متأملا في الألوان والأشكال الملتصقة عليها، التي توحي على التوغل في الزمن، والصعود إلى الزمن الحاضر.

خاتمة

تميزت رواية «أشباح المدينة المقتولة›› ببناء ساهم في تنظيم عناصر السرد فيما بينها، فخلق نسقا حقق وحدتها، وتجانس جزئيات السرد، مكونة بذلك تنظيم متماسك الأجزاء والعلاقات داخل العمل الروائي. فكان حضور الزمن كعنصر أساسي  بمختلف مفارقاته في الرواية من: تسلسل وتضمين وتناوب ومحور المدة ... وقد برزت كل هذه المفارقات، لكن الاستدعاءات كانت كثيرة من خلال تذكر الشخصية القاصة لماضيها وذكرياتها منتجة تاريخها. كما تنم على أن الكاتب  بشير مفتي يمتلك قدرة ومهارة، واستلهامات كبيرة للتقنيات الحديثة التي يجب أن تتوفر في النص الروائي المعاصر ليكسب فنيته ومكانته في حقل الكتابة الروائية المعاصرة.

بحراوي، حسن.(1990). بنية الشكل الروائي: الفضاء، الزمن، الشخصية، ط1،المركز الثقافي العربي للنشر. بيروت.

برنس، جرالد.(2000). المصطلح السردي، ط1، تر:عابد خزندار. المجلس الأعلى للثقافة.القاهرة.    

جينيت، جيرار.(2000). خطاب الحكاية بحث في المنهج، ط2، تر: محمد معتصم وآخرون.المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، المغرب.

زيتوني، لطيف.(2002). معجم مصطلحات نقد الرواية، ط1، مكتبة لبنان ناشرون، دارالنهار للنشر.

حبيلة، الشريف.( 2010). بنية الخطاب الروائي( دراسة في روايات نجيب الكلاني)، ط1، عالم الكتب الحديث. الأردن.

يقطين، سعيد. (2005). تحليل الخطاب الروائي: الزمن، السرد، التبئير، ط4، المركز الثقافي العربي الدار البيضاء، المغرب.                   

لحمداني، حميد.( 1991). بنية النص السردي من منظور النقد الأدبي، ط1، المركز الثقافي العربي للطباعة والنشر والتوزيع. بيروت. لبنان.

مفتي، بشير.(2012).أشباح المدينة المقتولة، ط1، منشورات الاختلاف. الجزائر.

علي، هيثم الحاج. (2008). الزمن النوعي وإشكاليات النوع السردي، ط1، مؤسسة الانتشارالعربي.

القصراوي، مها حسن( 2004). الزمن في الرواية العربية، ط1، دار فارس للنشر والتوزيع، عمان، الأردن.

 تدوروف، تزيفيان. (د.ت). مفاهيم سردي، ط1، تر: عبد الرحمان مزيان، المركز الثقافي البلدي.

@pour_citer_ce_document

أحمد لعياضي, «بنية الزمن في رواية «أشباح المدينة المقتولة» للروائي بشيــــــر مفتـــــــي»

[En ligne] ,[#G_TITLE:#langue] ,[#G_TITLE:#langue]
Papier : ص ص 98-108,
Date Publication Sur Papier : 2023-06-25,
Date Pulication Electronique : 2023-06-25,
mis a jour le : 25/06/2023,
URL : https://revues.univ-setif2.dz:443/revue/index.php?id=9336.